المجموع : 4
بعثتُ بصفرة لونِ المحبِّ
بعثتُ بصفرة لونِ المحبِّ / وحمرةِ توريد خدّ الحبيبِ
وأبردَ من لَثْم ثَغرِ الحبيب / على مهجة المُستهام الكئيب
ويَحْكي ودادَك في حسنه / ومحضَ وفائك طِيباً بِطيب
إذا لبِس البدرُ من غيمه
إذا لبِس البدرُ من غيمه / غِلاَلة سَكْبٍ له أو قَصَب
ذكرتُ به وجه من شَفَّني / إذا خاف من كاشح فانتقبْ
لقد نَطق العودُ عن سِّره
لقد نَطق العودُ عن سِّره / فغادر كلَّ صحيح كئيبُ
فشبَّهتُ مَيْلَ معاصِيرِه / إذا مِلْن بعد استواءٍ وطِيبْ
بوجه حبيبٍ بدا ضاحكاً / فعنّ له الحظُ عين الرّقيب
فلما استوى نُطْقُ أوتاره / حكى نقْرُها حسن لفظ الحبيب
تجسُّ الأناملُ دَسْتانه / كما جَسّ عِرقَ العليلِ الطبيب
فيُسْمِعنا حركاتِ السرور / ويَكْشِف عنّا بنات الكروب
ألا مَنْ لنفسي وأوصابِها
ألا مَنْ لنفسي وأوصابِها / ومَن لدموعي وتَسْكابِها
إذا فزَّع الشوقُ حبَّ القلوبِ / كواها بشدّة تَلْهَابها
أرِقت لبرقٍ أضاء الدّجون / وأذهب حُلْكةَ أطنابِها
سَرى والدُّجنّة منشورةٌ / فمزّق أعلامَ أثوابها
كأنّ السَّحاب به غادة / مُشَوَّقة بين أترابها
كأنّ البروقَ سيوفُ الغمام / إذا هزَّها ثم رامَى بها
ومُنْبَحسِ القَطْر مُثْعَنْجِرٍ / جهير الرَّواعد صخَّابها
كأنّ يَعالِيله في الصَّبَا / نَشَاوى نواشِرُ أطرابِها
سَقَيْن عِطاشَ مُتُون الرُّبا / وبرَّدْن غُلَّة أَقْرَابها
وأبدين تفويفَ بُسْط الرِّياض / ونشَّرن أعلامَ زِرْيابها
كأنّ الشقيقَ بأرْجائها / خدودٌ ثَنَتْ عَقْد تنْقابِها
فَعُوجا على أَرِجٍ مُونِقٍ / أنيقِ الدَّسَاكِر مِعْشابِها
نُعَلَّل ما بين حَوْذانِها / وطِيبِ ثراها ولَبْلابها
بصفراء شابت ولم تَحْتَلِم / وأَنْحَلَها طولُ أحقابِها
سُلاَفٌ إذا انتسبت للنَّديم / غدا الكَرْم أوكدَ أنسابِها
كأن السُّقاةَ لها يَقْسِمون / شُعاعَ الشموش لشُرَّابها
تَطوف علينا بها غادةٌ / كأنّ الضُّحى بين أَثوابها
إذا سلّطت سحرَ أجفانها / دَلالاً أشارت بعُنَّابها
دعاني فلستُ بُمسْتحسِن / لطُرق المجُون وآدابها
ألا قُلْ لمن ضلّ من هاشم / ورام اللُّحوق بأرْبابها
أأوسَاطُها مثل أطرافها / أَأَرؤُسها مِثلُ أذنابها
أعبَّاسها كأبي حَرْبِها / عليٍّ وقاتِلِ نصَّابها
وأوّلِها مؤمِناً بالإِله / وأوّلِ هادِم أَنْصابها
بني هاشمٍ قد تعامَيْتُمُ / فخلّوا المعالي لأصحابها
أعبّاسكم كان سيفَ النبيّ / إذا أبدت الحربُ عن نابها
أعبّاسكم كان قي بَدْره / يذود الكتائبَ عن غابها
أعبّاسكم قاتِل المشركين / جِهاراً ومالِك أَسْلابِها
أعبّاسكم كوصيّ النبيّ / ومُعْطي الرِّغاب لطُلاّبها
أعبّاسكم شَرَح المُشْكلاتِ / وفَتَّح مُقْفَلَ أبوابها
عجِبتُ لمرتَكِبٍ بَغْيَه / غَويِّ المقالة كذَّابها
يقول فَيْنظم زُورَ الكلام / ويُحْكِم تَنْميقَ إذهابها
لكم حرمةٌ يا بني بنْته / ولكن بنو العمّ أوْلى بها
وكيف يحوز سهامَ البنين / بنو العمِّ أفٍّ لغُصَّابها
بذا أنزل اللهُ آيَ القُرَان / أتَعْمَون عن نصّ إسهابها
لقد جار في القول عبدُ الإله / وقاسَ المطايا بِركّابها
ونحن لَبِسنا ثيابَ النبيّ / وأنتم جذَبْتم بِهُدَّابها
ونحن بنوه ووُرّاثه / وأهلُ الوِراثة أوْلى بها
وفينا الإمامة لا فيكمُ / ونحن أحقُّ بجِلْبابها
ومَنْ لكمُ يا بَني عمه / بمثل البَتُول وأَنجابِها
وما لكُم كوصيّ النبيّ / أبٌ فتَرامَوْا بنُشّابها
ألَسْنا لُبابَ بني هاشمٍ / وساداتِكم عند نُسّابها
ألَسْنا سَبقْنا لغاياتها / أَلْسنا ذهبنا بأحسابها
بنا صُلْتُمُ وبنا طُلْتُمُ / وليس الولاة ككُتّابها
ولا تَسْفَهوا أنْفُساً بالكِذابِ / فذاك أشدُّ لإتعابها
فأنتم كَلحْن قوافي الفَخَار / ونحن غدَوْنا كإعرابها