المجموع : 4
كَتَبتُ إِلَيكَ وَلي مُقلَةٌ
كَتَبتُ إِلَيكَ وَلي مُقلَةٌ / تَسحُّ بِفَيضٍ عَلَيكَ الغُروبا
وَقَلبٌ يَذوبُ بنارِ الهَوى / وَلَستُ بَخيلاً بِهِ أَن يَذوبا
وَمَن يَطوِ مَكنونَ أَحشائِهِ / عَلى غُللِ الحُبِّ قاسى الكروبا
وَمَن يُمتَحن بِفراقِ الحَبيبِ / يُلاقِ مِنَ الوَجدِ أَمراً عَجيبا
وَقَد كُنتُ أَحسَبُني صابِراً / جَليدَ القُوى حينَ أَلقى الخُطُوبا
فَأَنكَرتُ نَفسي وَأَلفَيتُها / ضَعيفَ القُوى إِذ فَقَدتُ الحَبيبا
فَقَد أَلِفَ الجَفنُ فيهِ السَجومَ / وَقَد أَلِفَ القَلبُ فيهِ الوَجَيبا
شَكوتُ هَواهُ إِلى مُقلَتي / فَأَذرَت عَلى الخَدِّ دَمعاً خَضيبا
وَلَمّا تَمادى بِهِ عَتبُهُ / وَلَم أَرَ عِندي لِصَبرٍ نَصيبا
بَعثتُ إِلَيهِ بِشَكوى النِزاعِ / وَأَمّلتُ مِن كَثَبٍ أَن يَؤوبا
فَثَبّطه قَدَرٌ حُكمُهُ / عَلى كُلِّ ذي أَمَلٍ أَن يَخيبا
وَإِنّي وَفَرطَ اِنتِظاري لَهُ / وَخَوفِيَ مِن عائِقٍ أَن يَنُوبا
كَمُنتَظِر الفِطرِ يَومَ الصيامِ / وَمُرتَقِبِ الشَمسِ حَتّى تَغيبا
وَكَالمُبتَلى لَيلهِ بِالسقامِ / يُراعي الصَباح وَيَرجُو الطَبيبا
إِذا لَم تَكُن لِمَقالِ النَصيحِ
إِذا لَم تَكُن لِمَقالِ النَصيحِ / سَميعاً وَلا عامِلاً أَنتَ بِه
سَيُنْبِهُكَ الدَهرُ عَن رَقدَةِ ال / مَلاهي وَإِن قُلتَ لا أَنتَبِه
وَلَما تَتابَعَ صَرفُ الزَمانِ
وَلَما تَتابَعَ صَرفُ الزَمانِ / فَزِعنا اِلى سَيّدٍ نابِهِ
إِذا كَشّرَ الدَهرُ عَن نابِهِ / كَشَفنا الحَوادِثَ عنّا بِهِ
سَباني غَزالٌ أَطارَ الرُقادَ
سَباني غَزالٌ أَطارَ الرُقادَ / فَأَهلاً بِسَبيِ الغَزالِ الرَبيبِ
تَفَرّدَ بِالحُسنِ دُونَ الحِسانِ / فَأَسكَنَهُ الحُبُّ حبّ القُلوبِ
وَتاهَ بِطَرفٍ يَسيلُ الدِماءَ / تَرى فيهِ حُمرَةَ سَيفٍ خَضيبِ
اِذا ما بَدا طالِعاً وَجهُهُ / طُلوعَ الهِلالِ بِرَغمِ الرَقيبِ
فَأَنجُمُ بَهجَتِنا في الطُلوعِ / وَأَنجُمُ وَحشَتِنا في الغُروبِ