أَلِفتُ العُقابَ حِذارَ العِقابِ
أَلِفتُ العُقابَ حِذارَ العِقابِ / وَعِفتُ المَوارِدَ خَوفَ الذِئابِ
وَأَبغَضتُ نَفسي لِعِصيانِها / وَعاتَبتُها بِأَشَدِّ العِتابِ
وَقُلتُ لَها بانَ عَنكِ الصَبا / وَجَرَّدَكِ الشَيبُ ثَوبَ الشَبابِ
وَما بَعدَ ذَلِكَ إِلّا البِلى / وَسُكنى القُبورِ وَهَولُ الحِسابِ
فَأَيقَظَها العَتبُ مِن نَومِها / وَلِكَنَّها جَمَّةُ الإِضطِرابِ
فَكَم أَنشَأَت مُزنَةً لِلتُقى / وَعادَت وَشيكاً كَلَمعِ السَرابِ
وَكَم وَعَدتِني بِتَوبٍ وَكَم / وَما أَنجَزَت وَعدَها في المَتابِ
وَكَم خَدَعتِني عَلى أَنَّني / بَصيرٌ بِطُرقِ الخَطا وَالصَوابِ
فَلَستُ عَلى الأَمنِ مِن غَدرِها / وَلَو حَلَفَت لي بِآيِ الكِتابِ