المجموع : 3
إِذا كُنتَ يا زَينُ زَينَ الأَدَب
إِذا كُنتَ يا زَينُ زَينَ الأَدَب / فَإنَّ كتابكَ زَينُ الكُتُب
قَلائِدُ حَلَّيتَ صدرَ البيان / بهنَّ وَطوَّفت جيدَ العرَب
خلائِقُ تُزرى بنَفحِ الرِياض / إِذا ضحكَت من بكاءِ السُحُب
وَما المَرءُ إِلّا بخُلقٍ كريم / وَليسَ بما قد حَوى من نَشَب
أَبُثُّكِ مابي فَإن تَرحَمي
أَبُثُّكِ مابي فَإن تَرحَمي / رَحِمتِ أَخا لَوعَةٍ ماتَ حُبّا
وَأَشكو النَوى ما أَمَرَّ النَوى / على هائِمٍ إِن دَعا الشَوقُ لَبّى
وَاِخشى عَلَيكِ هبوبَ النَسيم / وَإن هُوَ من جانِبِ الرَوضِ هبا
وَأَستَغفِرُ اللَه من بُرهَةٍ / منَ العُمرِ لم تَلقَني فيكِ صَبّا
تعالَي نُجَدِّد زمانَ الهناءِ / وَنَنهَب لياليَهُ الغُرَّ نَهبا
تعالي أَذُق بكِ طعمَ السَلام / وَحسبي وَحسبُكِ ما كان حربا
وَهَبتُكَ يا دَهرُ من تَطلُبُ
وَهَبتُكَ يا دَهرُ من تَطلُبُ / أَبعدَ أَمينٍ أخٌ يُصحَبُ
طَوَيتَ المودَّةَ في شَخصِهِ / فَأيَّ وِدادِ امرىءٍ أخطُبُ
وَأيَّ بَديلٍ له أَرتَضى / وَأَيَّ شَمائِلهِ أندُبُ
أمينُ اتَّئِد في النَوى وَارعَني / فَبَيني وَبَينكَ ما يوجِبُ
أَتَذكُرُ إذ أنتَ منّي النِياطُ / من القلب أو أنت لي أَقربُ
وإذ نحن هذا لهذا أخٌ / وهذا لذا ابنٌ وهذا أبُ
ومن قال عَنّا من الناظِرين / نديما جَذيمةَ لا يَكذِب
حَسبتُ بِأنَّكَ لي خالدٌ / فكانَ الذي لم أكن أحسَبُ
أَفي ذا الشَبابِ وهذا الإِهاب / يَموتُ الفتى الطاهرُ الطَيِّبُ
وَيودي الذَكاءُ وَيقضى الوَفاء / وَتَردى الفَضيلَةُ أو تَعطَبُ
عَجيبٌ منَ المَوتِ أَفعالُه / وَعَتبى على فعلِهِ أعجَبُ
بِذا حكمَ اللَهُ في خَلقهِ / لكلِّ امرىءٍ أجَلٌ يُكتَبُ
وَجَدتُ الحياةَ طريقَ المماتِ / وكلٌّ إلى حَتفهِ يَسرُبُ
وَيَعثُرُ فيها الفتى بالشَباب / وَيَدلِفُ بِالعِلَّةِ الأَشيَبُ
وَيَتعَبُ بِالزادِ فيها الفِقير / وَأهلُ الغنى بِالغِنى أتعَبُ
وَيَشقى أخو الجهل في جهلِهِ / وَيحرجُ بالعالِمِ المَذهَبُ
مَوارِدُ مَشروعَةٌ لِلحَياةِ / فَأيُّ موارِدِها الأَعذَب
أَتَعلَمُ عَينُ الرَدى مَن تُصيبُ / وَتَدري يَدُ المَوتَ مِن تَضرِبُ
أَلَمّا تَكامَلَ نورُ الأَمين / وَتاهَ به الشَرقُ وَالمَغرِب
وَأَوفى المَكارمَ ما أَمَّلَت / وَأَعطى الفَضائِلَ ما تَطلُبُ
وَدانَ لهُ أملٌ في الحياةِ / وَتمَّ لهُ في العُلا مَأرَبُ
طواهُ الرَدى عَلماً فَانطَوى / بهِ أملٌ مُقبِلٌ نَرقُبُ
فَيا نائِيا وَالهوى ما نَأى / وَذِكراهُ في البالِ لا تَعزُب
هنيئا لدارٍ تَيَمَّمتَها / لَقد زارَها المَلكُ الأَطيَبُ
وَجاوَرَها كَوثَرٌ من خلالِ / كَ حُلوٌ من الخُلدِ مُستَعذَبُ
تَنَعَّمتَ فيها وَخَلَّفتَني / لَدى منزِلٍ بَرقهُ خُلَّبُ
وِدادُ الصديقِ به حُوَّلٌ / وَقَلبُ الصَديقِ به قُلَّبُ
وَصعبٌ على الحُرِّ فيه المُقام / وَلكنَّ هِجرانهُ أَصعبُ
وَيا تُربةً حلَّ فيها الأَمينُ / لأَنتِ الفَراديسُ أَو أَخصَبُ
حُبِستِ على رحماتِ الرَحيم / وَجادَكِ رِضوانهُ الصَيِّب
وَلا زالَت السُحبُ مُنهَلَّةً / وَأنتَ لأَذيالها تَسحبُ
وَرَوَّتكَ مِنّي دُموعٌ تَسيل / تُخامِرُها مُهجٌ تُسكَبُ