القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 2
مَلَكتُم عَلَيَّ عِنانَ الخُطَب
مَلَكتُم عَلَيَّ عِنانَ الخُطَب / وَجُزتُم بِقَدري سَماءَ الرُتَب
فَمَن أَنا بَينَ مُلوكِ الكَلامِ / وَمَن أَنا بَينَ كِرامِ الحَسَب
أَتَسعى إِلَيَّ حُماةُ القَريضِ / وَتَمشي إِلَيَّ سَراةُ العَرَب
وَتَنظِمُ فِيَّ عُقودَ الجُمانِ / وَتَنثُرُ فَوقي نِثارَ الذَهَب
وَأُكرَمُ حَتّى كَأَنّي نَبَغَتُ / وَقُمتُ لِمِصرَ بِما قَد وَجَب
فَماذا أَتَيتُ مِنَ الباقِياتِ / وَهَذا شَبابي ضَياعاً ذَهَب
عَمِلتُ لِقَومِيَ جُهدَ المُقِلِّ / عَلى أَنَّهُ عَمَلٌ مُقتَضَب
فَلَم يُغنِ شَيئاً وَلَم يُجدِهِم / وَلَم يَبقَ إِلّا بَقاءَ الهَبَب
وَهَل أَنا إِلّا اِمرُؤٌ شاعِرٌ / كَثيرُ الأَماني قَليلُ النَشَب
يَقولُ وَيُطرِبُ أَتابَهُ / وَيَقنَعُ مِنهُم بِذاكَ الطَرَب
تَعَلَّقتُ حيناً بِذَيلِ البَيانِ / وَأَدخَلتُ نَفسي فيمَن كَتَب
فَلا السَبقُ لي في مَجالِ النُهى / وَلا لِيَ يَومَ الفَخارِ الغَلَب
وَلا أَنا مِن عِليَةِ الكاتِبينَ / وَلا أَنا بِالشاعِرِ المُنتَخَب
وَلَكِن سَما بِيَ عَطفُ الأَميرِ / وَرَأيُ الوَزيرِ وَفَضلُ الأَدَب
وَما كُنتُ أَحلُمُ لَولا الوَزيرُ / بِهَذا الهَناءِ وَهَذا اللَقَب
عَلَيَّ أَيادٍ لَهُ جَمَّةٌ / وَفَضلٌ قَديمٌ شَريفُ السَبَب
فَآناً أَقالَ بِهِ عَثرَتي / وَأَورى زِنادي وَآناً وَهَب
تَفَيَّأتُ مِنهُ ظِلالَ النَعيمِ / وَأَصبَحتُ أَعرِفُ لُبسَ القَصَب
وَأَمشي اِختِيالاً إِلى عابِدينَ / يُطالِعُني بَدرُها عَن كَثَب
وَأَلثِمُ كَفَّ كَريمِ الجُدودِ / غِياثِ العُفاةِ مُزيلِ الكُرَب
وَأَحتَثُّ بَينَ وُفودِ السَراةِ / مَطايا الرَجاءِ لِذاكَ الرَحَب
أَتَوا خالِصينَ لِوَجهِ الأَميرِ / فَلا عَن رِياءٍ وَلا عَن رَهَب
لَهُم ما يَشاؤونَ مِن رَبِّهِم / رِضاءُ الأَميرِ وَنَيلُ الأَرَب
وَلِلكاشِحينَ نَكالُ الزَمانِ / وَنَحسُ النُجومِ ذَواتِ الذَنَب
فَعَهدُ الأَميرِ كَعَهدِ الرَشيدِ / يَمُتُّ إِلَيهِ بِحَبلِ النَسَب
إِلَيكَ أَبا حَسَنٍ أَنتَمي / فَما زَلَّ مَولىً إِلَيكَ اِنتَسَب
عَرَفتَ مَكاني فَأَدنَيتَني / وَشَرَّفتَ قَدري بِدارِ الكُتُب
وَعَرَّفتَ دَهري مَكانَ الأَديبِ / وَقَد كانَ دَهري شَديدَ الكَلَب
فَلَو أَنَّ لي مُرقِصاتِ الخَليلِ / وَإِعجازَ شَوقي إِذا ما رَغِب
لَقُمتُ بِشُكرِكَ حَقَّ القِيامِ / وَلَكِن طَلَبتُ فَعَزَّ الطَلَب
فَشُكري لِصُنعِكَ شُكرُ النَباتِ / بِبَطنِ الفَلاةِ لِقَطرِ السُحُب
وَشُكراً لِشَوقي رَسولِ القَريضِ ال / كَريمِ الإِخاءِ المَتينِ السَبَب
وَشُكراً لِداوودَ رَبِّ اليَراعِ / وَشُكراً لِسَركيسَ رَبِّ العَجَب
وَشُكراً لِكُلِّ كَريمٍ سَعى / إِلَيَّ وَكُلِّ أَديبٍ خَطَب
هُمُ شَجَّعوني عَلى أَن أَقولَ / وَما كانَ لي بَينَهُم مُضطَرَب
هُمُ أَلهَموني فَصيحَ الكَلامِ / هُمُ عَلَّموني طَريقَ النُخَب
فَعَنهُم أَخَذتُ وَعَنهُم صَدَرتُ / وَمِن عِندِهِم فَضلِيَ المُكتَسَب
فَحَيّوا عَزيزَ البِلادِ الَّذي / عَلى السُحبِ ذَيلَ المَعالي سَحَب
وَحَيّوا سَعيداً وَزيرَ الأَميرِ / قَريبَ الصَوابِ بَعيدَ الغَضَب
تَوَلّى الرِئاسَةَ وَالحادِثاتِ / تَروعُ النُفوسَ بِوَقعِ النُوَب
فَساسَ البِلادَ وَأَرضى العِبادَ / وَأَرضى الأَميرَ وَأَرضى الأَدَب
حَطَمتُ اليَراعَ فَلا تَعجَبي
حَطَمتُ اليَراعَ فَلا تَعجَبي / وَعِفتُ البَيانَ فَلا تَعتَبي
فَما أَنتِ يا مِصرُ دارُ الأَديبِ / وَلا أَنتِ بِالبَلَدِ الطَيِّبِ
وَكَم فيكِ يا مِصرُ مِن كاتِبٍ / أَقالَ اليَراعَ وَلَم يَكتُبِ
فَلا تَعذِليني لِهَذا السُكوتِ / فَقَد ضاقَ بي مِنكِ ما ضاقَ بي
أَيُعجِبُني مِنكِ يَومَ الوِفاقِ / سُكوتُ الجَمادِ وَلِعبُ الصَبي
وَكَم غَضِبَ الناسُ مِن قَبلِنا / لِسَلبِ الحُقوقِ وَلَم نَغضَبِ
أَنابِتَةَ العَصرِ إِنَّ الغَريبَ / مُجِدٌّ بِمِصرَ فَلا تَلعَبي
يَقولونَ في النَشءِ خَيرٌ لَنا / وَلِلنَشءِ شَرٌّ مِنَ الأَجنَبي
أَفي الأَزبَكِيَّةِ مَثوى البَنينِ / وَبَينَ المَساجِدِ مَثوى الأَبِ
وَكَم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ / كَما قالَ فيها أَبو الطَيِّبِ
أُمورٌ تَمُرُّ وَعَيشٌ يُمِرُّ / وَنَحنُ مِنَ اللَهوِ في مَلعَبِ
وَشَعبٌ يَفِرُّ مِنَ الصالِحاتِ / فِرارَ السَليمِ مِنَ الأَجرَبِ
وَصُحفٌ تَطِنُّ طَنينَ الذُبابِ / وَأُخرى تَشُنُّ عَلى الأَقرَبِ
وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ الأَميرِ / وَيَدعو إِلى ظِلِّهِ الأَرحَبِ
وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ السَفيرِ / وَيُطنِبُ في وِردِهِ الأَعذَبِ
وَهَذا يَصيحُ مَعَ الصائِحينَ / عَلى غَيرِ قَصدٍ وَلا مَأرَبِ
وَقالوا دَخيلٌ عَلَيهِ العَفاءُ / وَنِعمَ الدَخيلُ عَلى مَذهَبي
رَآنا نِياماً وَلَمّا نُفِق / فَشَمَّرَ لِلسَعيِ وَالمَكسَبِ
وَماذا عَلَيهِ إِذا فاتَنا / وَنَحنُ عَلى العَيشِ لَم نَدأَبِ
أَلِفنا الخُمولَ وَيا لَيتَنا / أَلِفنا الخُمولَ وَلَم نَكذِبِ
وَقالوا المُؤَيَّدُ في غَمرَةٍ / رَماهُ بِها الطَمَعُ الأَشعَبي
دَعاهُ الغَرامُ بِسِنِّ الكُهولِ / فَجُنَّ جُنوناً بِبِنتِ النَبي
فَضَجَّ لَها العَرشُ وَالحامِلوهُ / وَضَجَّ لَها القَبرُ في يَثرِبِ
وَنادى رِجالٌ بِإِسقاطِهِ / وَقالوا تَلَوَّنَ في المَشرَبِ
وَعَدّوا عَلَيهِ مِنَ السَيِّئاتِ / أُلوفاً تَدورُ مَعَ الأَحقُبِ
وَقالوا لَصيقٌ بِبَيتِ الرَسولِ / أَغارَ عَلى النَسَبِ الأَنجَبِ
وَزَكّى أَبو خَطوَةٍ قَولَهُم / بِحُكمٍ أَحَدَّ مِنَ المَضرِبِ
فَما لِلتَهاني عَلى دارِهِ / تَساقَطُ كَالمَطَرِ الصَيِّبِ
وَما لِلوُفودِ عَلى بابِهِ / تَزُفُّ البَشائِرَ في مَوكِبِ
وَما لِلخَليفَةِ أَسدى إِلَيهِ / وِساماً يَليقُ بِصَدرِ الأَبي
فَيا أُمَّةً ضاقَ عَن وَصفِها / جَنانُ المُفَوَّهِ وَالأَخطَبِ
تَضيعُ الحَقيقَةُ ما بَينَنا / وَيَصلى البَريءُ مَعَ المُذنِبِ
وَيُهضِمُ فينا الإِمامُ الحَكيم / وَيُكرِمُ فينا الجَهولُ الغَبي
عَلى الشَرقِ مِنّي سَلامُ الوَدودِ / وَإِن طَأطَأَ الشَرقُ لِلمَغرِبِ
لَقَد كانَ خِصباً بِجَدبِ الزَمانِ / فَأَجدَبَ في الزَمَنِ المُخصِبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025