نَفَرنَ أَصيلاً كَسِربِ المَها
نَفَرنَ أَصيلاً كَسِربِ المَها / يُثِرنَ الهَوى وَيَهِجنَ الجَوى
أُعارِضُهُنَّ فَيَلوينَني / وَيَمضينَ مُبتَدِراتِ الخُطى
أُناشِدُهُنَّ ذِمامَ الهَوى / وَلَو ذُقنَهُ لَشَفَينَ الصَدى
تَوَزَّعنَ أَشطارَ هَذا الفُؤادِ / فَشَطرٌ هُناكَ وَشَطرٌ هُنا
وَرُحنَ يُضاحِكُهُنَّ النَعيمُ / وَيَقتُلُني إِثرَهُنَّ البُكى
حَلَفتُ لَهُنَّ بِأُمِّ الكِتابِ / لَقَد بَلَغَ الوَجدُ أَقصى الحَشا
وَناشَدتُهُنَّ ذِمامَ الهِلالِ / وَما فيهِ مِن رَحمَةٍ أَو هُدى
فَأَقبَلنَ مِن جَنَباتِ الرِياضِ / رَياحينَ مُخضَلَّةً بِالنَدى
فَصافَحنَني فَلَثَمتُ الأَكُفَّ / فَلَمّا اِنطَلَقنَ لَثَمتُ الثَرى
ذَهَبنَ يَطُفنَ عَلى المُحسِنين / فَحَرَّكنَ كُلَّ يَدٍ لِلنَدى
وَما كانَ ذَلِكَ مِن هَمِّهِنَّ / وَلا هُنَّ مِمَّن حُرِمنَ الغِنى
وَلَكِنَّهُنَّ مَدَدنَ الأَكُفَّ / لِرَأبِ الثَأى وَلِكَشفِ الأَذى
رَثَينَ لِجَرحى كساها الحِفاظُ / سَوابِغَ مِن عَلَقٍ يُمتَرى
جَزى اللَهُ قَوماً دُعوا لِلنَوالِ / فَفاضَت أَكُفُّهُمو بِاللُهى
ذَوائِبُ تَأسو كُلومَ الغُزاةِ / وَتَشعَبُ مِنها صَديعَ القِوى
تَدافَعنَ في غَمَراتِ السَماحِ / تَدافُعَهُم في غِمارِ الوَغى
جَزى اللَهُ كُلَّ فَتىً ماجِدٍ / يَصونُ الذِمارَ وَيَحمي الحِمى