القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 2
أَراعكَ ما راعَني مِن رَدى
أَراعكَ ما راعَني مِن رَدى / وجدتُ له مثلَ حزّ المُدى
وَهَل في حِسابك أنّي كَرَعْتُ / برُزءِ الإمامِ كؤوس الشّجا
كأنّي وقد قيل لي إنّه / أتاه الرَّدى في يَمينِ الرّدى
فَقُل لِلأَكارمِ مِن هاشمٍ / ومن حلّ من غالبٍ في الثَّرى
رِدوها المَريرة طولَ الحياةِ / وكم واردٍ كَدِراً وما اِنروى
وشقّوا القلوبَ مَكانَ الجُيوبِ / وجُزّوا مكانَ الشّعورِ الطُّلى
وحلّوا الحُبا فعلى رُزْئِهِ / كِرامُ الملائكِ حلّوا الحُبا
ولِمْ لا وما كتبوا زلّةً / عليه وأيُّ اِمرئٍ ما هَفا
فيا ليتَ باكيَهُ ما بكاهُ / ويا ليت ناعيَهُ ما نعى
ويا لَيتنِي ذقتُ عنه الحِمامَ / ويا لَيتَني كنتُ عنه الفِدا
هوَ المَوتُ يَستلبُ الصالحينَ / وَيَأخذُ مِن بَيننا مَن يَشا
فَكَم دافَعوه فَفات الدفاعُ / وَكَم قَد رَقَوْه فَأَعيا الرُّقى
مَضى وهوَ صِفْرٌ منَ الموبقاتِ / نقيَّ الإزارِ خفيفَ الرِّدا
إِذا رابَهُ الأَمرُ لَم يأتِهِ / وإن خَبُثَ الزَّادُ والَى الطَّوى
تعزَّ إِمامَ الوَرى وَالّذي / بِه نَقتَدي عَن إِمامِ الوَرى
وَخَلِّ الأَسى فَالمَحلُّ الّذي / جَثَمتَ بِهِ لَيسَ فيهِ أَسى
فَإِمّا مَضى جَبلٌ وَاِنقَضى / فَمِنكَ لَنا جَبلٌ قَد رَسَا
وَإِمّا فُجِعنا بِبَدرِ التمامِ / فَقَد بَقيت مِنك شمسُ الضُحى
وَإِن فاتَنا مِنهُ لَيثُ العَرين / فَقَد حاطَنا مِنكَ لَيثُ الشَّرى
وَأَعجَبُ ما نالَنا أَنَّنا / حُرِمنا المنى وَبَلَغنا المنى
لَنا حَزَنٌ في محلِّ السرورِ / وَكَم ضَحِكٍ في خِلالِ البُكا
فَجَفْنٌ لَنا سالِمٌ مِن قَذىً / وآخرُ مُمتَلِئٌ مِن قَذى
فَيا صارِماً أَغمدته يدٌ / لَنا بَعدكَ الصارِمُ المُنتضى
ويا رُكُناً ذَعْذَعته الخطوبُ / لَنا بَعدَ فَقدِكَ رُكنٌ ثوى
وَيا خالِداً في جِنانِ النّعيمِ / لَنا خالدٌ في جِنانِ الدُّنا
فَقوموا اِنظروا أَيّ ماضٍ مَضى / وَقوموا اِنظُروا أيّ آتٍ أتى
فَإِنْ كانَ قادرُنا قَد مضى / فَقائِمُنا بَعدَهُ ما مَضى
ولَمّا دُوينا بِفَقدِ الإمامِ / عَجِلتَ إلينا فكنت الدَّوا
رَضيناكَ مالكَنا فَاِرضنا / فَما نَبتَغي مِنكَ غَيرَ الرِّضا
وَلَمّا حَضرناكَ عندَ البِياعِ / عَرَفنا بِهَديك طُرقَ الهُدى
فَقابَلتَنا بوَقارِ المَشيبِ / كَمالاً وَسِنُّك سِنُّ الفَتى
وَجِئناكَ تَتلو عَلَينا العزاءَ / فَعزَّيتَنا بِجَميلِ العزا
وَذادَتْ مَواعِظُك البالغاتُ / أَخامِصَنا عَن طَريقِ الهَوى
وَعَلَّمتَنا كَيفَ نَرضى إِذا / رَضي اللَّه أَمراً بِذاكَ القَضا
فَشَمّرْ لَنا أَيُّهاذا الإمامُ / وَكُن لِلوَرى بَعدَ فَقرٍ غِنى
وَنَحِّ عَنِ الخَلقِ بَغيَ البُغاةِ / وَعُطَّ عَنِ الدّينِ ثوبَ الدُّجى
فَقَد هَزَّك القَومُ قَبلَ الضِّرابِ / فَما صادَفوكَ كَليلَ الشَّبا
وَأَعلَمَهم طولُ تَجريبِهم / بِأَنَّكَ أَولاهمُ بِالعُلى
وَأَنّك أَضرَبُهم بِالسّيوف / وَأَنَّك أَطعنُهم بالقنا
وَأَنّكَ أَضرَبُهم في الرّجا / ل عِرْقاً وأطولُ منهم بنا
وَأَنّك وَالحَربُ تُغلى لها ال / مَراجلُ أوسعُ منهم خُطَا
وَأَنّك أَجوَدُهم بالنُّضارِ / وَأَنَّكَ أَبذَلُهم لِلنّدى
سَقى اللَّهُ قَبراً دَفنَّا بِهِ / جَميعَ العَفافِ وَكُلَّ التُّقى
وَجادَ عَلَيهِ قُطارُ الصّلاةِ / فَأَغناهُ عَن قَطَرات الحَيا
ومَيْتٌ له جُدُدٌ ما بَلين / مآثرُهُ لا يَمَسُّ البِلى
وَإِنْ غابَ مِن بَعدِ طولِ المَدى / فَإِنَّك أَطوَلُ مِنهُ بقا
لَقَد ضَلّ مَن يَسترقّ الهَوى
لَقَد ضَلّ مَن يَسترقّ الهَوى / وَعَبدُ الغَرامِ طَويلُ الشَّقا
وَكَيفَ أَحلُّ بِدارِ الصَّواب / وَلي همّةٌ تزدري بالذُّرا
وتُظْلِمُ دونِيَ طُرْقُ الصّواب / وَمِنّي اِستَعارَ النَّهار السَّنا
رُويدَكِ يا خُدُعاتِ الزّمانِ / كَفاني فِعالُكِ فيمَن مَضى
جَذبتِ عَنانَ شَديد الجُموحِ / وَراوَدتِ مُستَهزِئاً بالرُّقى
يَعُدُّ الغِنى منك غُرمَ العقولِ / وَأَنّ ثَراءك مِثلُ الثرى
ومَنْ مَلأت سَمعَه الذابلاتُ / وَقَرعُ الظبا لَم يَرُعْه الصَّدى
رَمى الدَهرُ بي في فَمِ النائباتِ / كأنِّيَ في مُقلَتيهِ قَذى
وَلَم يَدرِ أنّيَ حتفُ الحُتوف / وَأَردَيتُ بِالسّيف عُمْرَ الرّدى
وَأَنّي لَبِستُ ثِيابَ العَراء / وَلا مُؤْنسٌ لِيَ غيرُ المَها
وَقَلبٌ نَبا عَنهُ كَيدُ الزّمانِ / فَما للمُنى في رُباهُ خُطا
إِذا نازَعَتني خُطوبُ الزَّمان / مَلأتُ بِهِ فُرُجاتِ المَلا
أُلوِّحُ بِالنَّقعِ وَجهَ النهارِ / وَأَحسرُ بالبيضِ وَجهَ الدجى
عَلى سابِحٍ في بِحارِ المنونِ / كفيلٍ بِوَطء الشَّوى بالشّوى
أَنالُ بِهِ فائِتاتِ الوُحوش / وَأَلمسُ مِن صَفحَتيه السُّها
إِذا ما نَظَرتُ إِلى لَونِهِ / رَأيتُ الدُّجى قَد تردّى الضُّحى
عَذيريَ مِن مدّعٍ لِلعُلى / وَلَم يَحنِ السَّير ظهرَ السُّرى
وَلا حَملتهُ ظُهورُ الجِياد / ولا رَوِيتْ في يَديهِ الظّبا
وَما كلُّ ذي عَضُدٍ باطشٌ / ولا كلُّ طرفٍ سليمٍ يرى
وَبَعض الأَنامِ الّذي تَرتَضيهِ / وَبَعض الرؤوسِ مَغاني الحِجى
فَكَم مِن طَريرٍ يَسوء الخبيرَ / وَكَم فَرَسٍ لا يُجارى العَفا
دَعِ الفِكرَ فيمَن أَعَلَّ الزّمانُ / وَإِلا فَقُم بِاِعتِدال الشِّفا
فما غيّرت كفُّ ذي صنعةٍ / بِأَخفى التحلّي مَكانَ الحُلى
وَلَلطبعُ أَقهرُ مِن طابعٍ / وَطرف الهَوى ما خَلا من عمى
سَقى اللَّهُ مَنزلَنا بِالكثيب / بِكَفِّ السّحائِب غَمْرَ الحيا
مَحلّ الغيوثِ وَمَأوى اللّيوث / وَبحرُ النّدى وَمَكان الغِنى
فَكَم قَد نعمت بِه ما اِشتهيْ / تُ مشتملاً بإزار الصِّبا
تُعانِقُني منهُ أَيدي الشّمال / وَيَلثِمُ خدّي نَسيمُ الصَّبا
وَكَم وَردتهُ رِكابُ العُفاةِ / فَأَصدرتها بِبلوغِ المُنى
إِذا ما طَمَتْ بِيَ أَشواقُه / دَعوتُ الحُسينَ فَغاضَ الأسى
فتىً لا تعثّر آراءَه / بِطرقِ المَكارم صمّ الصَّفا
يَجودُ بِما عَزَّ مِن مالِهِ / فإنْ سِيلَ أَدنى علاهُ أَبى
وَيَوماهُ في الفَخرِ مُستَيقنان / فَيومُ العَطاءِ ويومُ الوغى
يُفيض بِهذا جزيلَ الحِباءِ / وَيُقري بِهذا القَنا في القَرا
تَعرّف في الخلقِ بِالمَكرُمات / فَأَغنَتهُ عَن رائِقاتِ الكُنى
وَأَخرَسَ بِالمجدِ قَولَ العُداة / وَأَنطقَ خُرسَ اللَّها باللُّها
أَيا مَن كَبا فيهِ طِرفُ الحسود / فأمّا جوادُ مديحٍ فلا
تَمنّى أَعادِيكَ ما فارَقوه / وَمِن دونِ ما أمَّلوه العُلى
وَعِرضٌ يمزِّقُ مِرْطَ العُيوب / وَيَهتِكُ عَنهُ برودَ الخَنا
وَلَولا عُلوُّك عَن قَدرِهم / لَحَكَّمتَ فيهِم طِوالَ القنا
وَأَلحَظْتَ أعيُنَهم غُرّةً / تفارقُ مِنها الجسومُ الطُلى
لَقَد عَصَمتهُمْ سفاهاتُهُمْ / وكهفُ السَّفاهة بِئسَ الحِمى
أَبَى اللَّه وَالمجدُ والمشرفيُّ / وسُمرُ الرّماح مُرادَ العدا
تهنّأْ بشهرٍ تهنّأ منك / بِصدقِ اليقينِ وصدقِ التُقى
فَهَذا بِه تَستَضيء السّنون / وَأَنتَ بِمَجدكَ فَخرُ الوَرى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025