هيَ العيسُ مُبْتَذِراتُ الخُطا
هيَ العيسُ مُبْتَذِراتُ الخُطا / نَوافِخُ منْ مَرَحٍ في البُرى
أتَجْزَعُ للبَيْنِ أم تَرْعَوي / إِلى جَلَدٍ أسْأَرَتْهُ النّوى
ولمْ يَتْرُكِ البَيْنُ لي عَبْرَةً / ولكنها عَلَقٌ يُمْتَرى
فصَبْراً على عُدَواءِ الدِّيارِ / وإنْ أضْرَمَتْ بُرَحاءَ الجَوى
وفي مَنْشِطِ الرِّمْثِ عُذْريّةٌ / أبَتْ قُضُبُ الهِنْدِ أنْ تُجْتَلى
إذا رُفِعَ السِّجْفُ عنها بَدَتْ / هِلالاً على غُصُنٍ في نَقا
رَمَتْني بألْحاظِها الفاتِراتِ / فعادَتْ سِهاماً وكانتْ ظُبا
وكَمْ بالجُنَيْنَةِ منْ شادِنٍ / يَصيدُ بعَيْنَيْهِ لَيْثَ الثّرى
طَرَقْتُ الخِيامَ على رِقْبَةٍ / طُروقَ الخَيالِ يخوضُ الدُّجى
وتَحْتيَ أدْهَمُ يُخْفي الصّهيلَ / كَما اسْتَرَقَ المَضرَحِيُّ الوَعَى
أشَمُّ المُعَذَّرِ ضافي السّبي / بِ عالي السَّراةِ سَليمُ الشّظى
كساهُ الدُّجى حُلّةً والصّباحُ / يَلوحُ بِجَبْهَتِهِ والشّوى
فأقْبَلَ نَحوي وأتْرابُهُ / حَوالَيْهِ كالخِشْفِ بَيْنَ المَها
وباتَ يُمَسِّحُ مَكْحولَةً / يُرَنِّقُ في ناظِرَيْها الكَرى
وجاذَبَني فَضَلاتِ العِنانِ / حِذاراً إِلى عَذَباتِ اللِّوى
وقُمْنا إِلى مُنْحَنى الوادِيَيْنِ / نَجُرُّ على أجْرَعَيْهِ الرِّدا
وبِتْنا نُكَفْكِفُ صَوْبَ الغَمامِ / بفَضْلِ الوِشاحِ تُحَيْتَ الغَضى
فَيا ما أُحَيْسِنَ ذاكَ العِناقَ / وقد مَسَّ ثِنْيَ نِجادي ندىً
يَفُضُّ القَلائِدَ منْ ضِيقِهِ / وتَلْفِظُ أطْواقَهُنَّ الطُّلى
وقالتْ سُلَيْمى لأتْرابِها / أتَعْرِفْنَ باللهِ هذا الفَتى
أغَرُّ نَمَتْهُ إِلى خِنْدِفٍ / شَمائِلُ تُخْلَقُ منها العُلا
إذا نَشَرَ الفَخْرُ أحْسابَهُ / تَبسّمَ عنهُنّ عِرْقُ الثّرى
أبا الغَمْرِ دَعوَةَ مَنْ أوْرَثَتْهُ / أميّةُ منْ مَجْدِها ما تَرى
إذا الخارجيُّ ثَوى بالحَضيضِ / سَمَوْتُ وأنتَ مَعي للذُّرا
فدَتْكَ الأعاريبُ منْ ماجِدٍ / قَريبِ النّوالِ بَعيدِ المَدى
ضَرَبَتْ على الأيْنِ صَدْرَ المَطيِّ / فقدَّ إليكَ أديمَ القِرى
فلَمْ أرَ أندى يَداً بالنّوا / لِ منكَ وأكْرَمَ مِنها لَظَى