القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُعْتَزّ الكل
المجموع : 4
وَسارِيَةٍ لا تَمَلُّ البُكا
وَسارِيَةٍ لا تَمَلُّ البُكا / جَرى دَمعُها في خُدودِ الثَرى
سَرَت تَقدَحُ الصُبحَ في لَيلِها / بِبَرقٍ كَهِندِيَّةٍ تُنتَضى
فَلَمّا دَنَت جَلجَلَت في السَما / ءِ رَعداً أَجَشَّ كَجَرِّ الرَحى
ضَمانٌ عَلَيها اِرتِداعُ اليَفا / عِ بِأَنوارِها وَاِعتِجارُ الرُبى
فَما زالَ مَدمَعُها باكِياً / عَلى التُربِ حَتّى اِكتَسى ما اِكتَسى
فَأَضحَت سَواءً وُجوهُ البِلادِ / وَجُنَّ النَباتُ بِها وَاِلتَقى
وَكَأسٍ سَبَقتُ إِلى شُربِها / عَذولي كَذَوبِ عَقيقٍ جَرى
يَسيرُ بِها غُصُنٌ ناعِمٌ / مِنَ البانِ مَغرِسَهُ في نَقا
إِذا شِئتَ كَلَّمَني بِالجُفو / نِ مِن مُقلَةٍ كُحِلَت في الهَوى
لَهُ شَعَرٌ مِثلُ نَسجِ الدُروعِ / وَطَرفٌ سَقيمٌ إِذا ما رَنا
وَيَضحَكُ عَن أُقحُوانِ الرِيا / ضِ وَيَغسِلُهُ بِالعَشِيِّ النَدى
وَمِصباحُنا قَمَرٌ مُشرِقٌ / كَتُرسِ اللُجَينِ يَشُقُّ الدُجى
سَقى اللَهُ أَهلَ الحِمى وابِلاً / سَفوحاً وَقَلَّ لِأَهلِ الحِمى
لَئِن بانَ صَرفُ زَمانٍ بِنا / لَما زالَ يَفعَلُ ما قَد تَرى
وَمُهلِكَةٍ لامِعٍ آلُها / قَطَعتُ بِحَرفٍ أَمونِ الخُطا
لَها ذَنَبٌ مِثلُ خَوصِ العَسيبِ / وَأَربَعَةٌ تَرتَمي بِالحَصى
بَناها الرَبيعُ بِناءَ الكَثيبِ / تَسوقُ رِياحَ الهَواءِ النَقا
فَما زالَ يُدئِبُها ماجِدٌ / عَلى الأَينِ حَتّى اِنطَوَت وَاِنطَوى
بِأَرضٍ تَأَوَّلَ آياتِها / عَلى الظَعنِ يَخبِطُ فيها الهَوى
صَرَعتُ المَطِيَّ لِأَرقى لَها / فَما اِعتَذَرَت بَينَها بِالوَجى
وَذي كُرَبٍ إِذ دَعاني أَجَبتُ / فَلَبَّيتُهُ مُسرِعاً إِذ دَعا
بِطِرفٍ أَقَبَّ عَريضِ اللِبا / نِ ضافي السَبيبِ سَليمِ الشَظا
وَفِتيانِ حَربٍ يُجيبونَها / بِزُرقِ الأَسِنَّةِ فَوقَ القَنا
كَغابٍ تُحَرِّقُ أَطرافُهُ / عَلى لُجَّةٍ مِن حَديدٍ جَرى
فَكُنتُ لَهُ دونَ ما يَتَّقي / مِجَنّاً وَمَزَّقتُ عَنهُ العِدا
أَنا اِبنُ الَّذي سائَهُم في الحَياةِ / وَسادَهُمُ بِيَ تَحتَ الثَرى
وَما لِيَ في أَحَدٍ مَرغَبٌ / بَلى فِيَّ يَرغَبُ كُلُّ الوَرى
وَأَسهَرُ لِلمَجدِ وَالمَكرُماتِ / إِذا اِكتَحَلَت أَعيُنٌ بِالكَرى
جَفاني النُمَيرِيُّ فيمَن جَفا
جَفاني النُمَيرِيُّ فيمَن جَفا / وَما كانَ إِلّا كَمَن قَد سَرى
وَيَزعَمُ أَنّي لَهُ حافِظٌ / وَأَينَ خَليلٌ تَراهُ وَفى
وَما لِيَ مِنهُ سِوى الاِعتِذا / رِ نَصيبٌ وَسائِرُهُ لِلعِدا
وَما جَمَعَ اللَهُ حُبَّ اِمرِئٍ / وَحُبَّكَ أَعدائَهُ في حَشا
بِأَيِّ سَلامٍ تُلاقي العَدُوَّ / وَسَيفُكَ في كَفِّهِ مُنتَضى
مَضى مِن شَبابِكَ ما قَد مَضى
مَضى مِن شَبابِكَ ما قَد مَضى / فَلا تُكثِرَنَّ عَلَيكَ البُكا
وَشَعَّلَ شَيبُكَ مِصباحَهُ / وَلَستَ الرَشيدَ أَما قَد تَرى
أَلا مَن لِعَينٍ وَتَسكابِها
أَلا مَن لِعَينٍ وَتَسكابِها / تَشَكّى القَذى وَبُكاها بِها
تَمَنَّت شُرَيرَ عَلى نَأيِها / وَقَد سائَها الدَهرُ حَتّى بَها
وَأَمسَت بِبَغدادَ مَحجوبَةً / بِرَدِّ الأُسودِ لِطُلّابِها
تَرامَت بِنا حادِثاتُ الزَمانِ / تَرامي القَسِيِّ بِنُشّابِها
وَظَلَّت بِغَيرِكَ مَشغولَةً / فَهَيهاتَ ما بِكَ مِمّا بِها
فَما مُغزِلٌ بِأَقاصي البِلادِ / تَفزَعُ مِن خَوفِ كَلّابِها
وَقَد أَشبَهَت في ظِلالِ الكِنا / سِ حَورِيَّةٌ وَسطَ مِحرابِها
بِأَبعَدَ مِنها فَخَلِّ المُنى / وَقَطِّع عَلائِقَ أَسبابِها
وَيارُبَّ أَلسِنَةٍ كَالسُيوفِ / تُقَطِّعُ أَعناقَ أَصحابِها
وَكَم دُهِيَ المَرءُ مِن نَفسِهِ / فَلا تَأكُلَنَّ بِأَنيابِها
فَإِن فُرصَةٌ أَمكَنَت في العَدُو / وِ فَلا تَبدِ فِعلَكَ إِلّا بِها
فَإِن لَم تَلِج بابَها مُسرِعاً / أَتاكَ عَدُوُّكَ مِن بابِها
وَما يَنتَقِص مِن شَبابِ الرِجالِ / يَزِد في نُهاها وَأَلبابِها
وَقَد أُرحِلُ العيسَ في مَهمَهٍ / تَغَصُّ الرِحالُ بِأَصلابِها
كَما قَد غَدَوتَ عَلى سابِحٍ / جَوادِ المَحَثَّةِ وَثّابِها
تُباريهِ جَرداءُ خَيفانَةٌ / إِذا كادَ يَسبُقُ كِدنا بِها
كَأَنَّ عِذاريهِما واحِدٌ / لَجوجانِ تَشقى وَيَشقى بِها
كَحَدَّينِ مِن جَلَمٍ مُعلَمٍ / فَلا تِلكَ كَلَّت وَلا ذا بِها
وَطارا مَعاً في عِنانِ السَواءِ / كَأَنّا بِهِ وَكَأَنّا بِها
تَخالُهُما بَعدَ ما قَد تَرى / نَجِيَّ أَحاديثَ هَمّا بِها
فَرَدّا عَلى الشَكِّ لَم يَسبُقا / عَلى دَأبِهِ وَعَلى دَأبِها
وَقالَ أَناسٌ فَهَلا بِهِ / وَقالَ أَناسٌ فَهَلا بِها
نَصَحتُ بَني رَحِمي لَو وَعَوا / نَصيحَةَ بَرٍّ بِأَنسابِها
وَقَد رَكِبوا بَغيَهُم وَاِرتَقَوا / بِزَلّاءَ تُردي بِرُكّابِها
وَراموا فَرائِسَ أُسدِ الشَرى / وَقَد نَشِبَت بَينَ أَنيابِها
دَعوا الأُسدَ تَفرِسُ ثُمَّ اِشبَعوا / بِما تَدَعُ الأُسدُ في غابِها
قَتَلنا أُمَيَّةَ في دارِها / وَنَحنُ أَحَقُّ بِأَسلابِها
وَكَم عُصبَةٍ قَد سَقَت مِنكُمُ ال / خِلافَةَ صاباً بِأَكوابِها
إِذا ما دَنَوتُم تَلَقَّتكُمُ / زَبوناً وَقَرَّت بِحَلّابِها
وَلَمّا أَبى اللَهُ أَن تَملِكوا / نَهَضنا إِلَيها وَقُمنا بِها
وَما رَدَّ حُجّابُها وافِداً / لَنا إِذ وَقَفنا بِأَبوابِها
كَقُطبِ الرَحى وافَقَت أُختَها / دَعونا بِها وَغَلَبنا بِها
وَنَحنُ وَرِثنا ثِيابَ النَبِيِّ / فَلِم تَجذِبونَ بِأَهدابِها
لَكَم رَحِمٌ يا بَني بِنتِهِ / وَلَكِن بَنو العَمِّ أَولى بِها
بِهِ غَسَلَ اللَهُ مَحلَ الحِجازِ / وَأَبرَأَها بَعدَ أَوصابِها
وَيَومَ حُنَينٍ تَداعَيتُمُ / وَقَد أَبدَتِ الحَربُ عَن نابِها
وَلَمّا عَلا الحَبرُ أَكفانَهُ / هَوى مَلِكٌ بَينَ أَثوابِها
فَمَهلاً بَني عَمِّنا إِنَّها / عَطِيَّةُ رَبٍّ حَبانا بِها
وَكانَت تَزَلزَلُ في العالَمينَ / فَشَدَّت إِلَينا بِأَطنابِها
وَأُقسِمُ أَنَّكُمُ تَعلَمونَ / بِأَنّا لَها خَيرُ أَربابِها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025