أَبَرقٌ يُتَوِّجُ هامَ الرُبا
أَبَرقٌ يُتَوِّجُ هامَ الرُبا / وَإِلّا فهاتيكَ نارُ القِرى
كَأنَّ سناهُ عُيونٌ مِراضٌ / يُحاوِلنَ تَحقيقَ شَمسِ الضُحى
وَإِلّا فَتِلكَ مَصابيحُ قَبلَ ان / طِفاءٍ يَثُرنَ لِصدعِ الدُجى
وَإِلّا فَتلك سيوفٌ تَميل / بِأيدي كماةٍ عراها الوَنى
وَإلا مواطىءُ خيلٍ على / صخورٍ تطايَر مِنها اللَظى
وَما من صُخورٍ تراها العيون / سوى غادِياتٍ تَؤُمُّ الفَلا
تكادُ تَطيرُ اِشتِياقاً لها / إذا أَشرَفَت ظامِئاتُ الرُبا
كَأنَّ الثَرى رام تَقبيلَها / فمدَّ إلَيها رُءوسَ الزُبى
إذا هيَ مَرَّت بوادٍ محيلٍ / وَجرَّت عليهِ ذُيولَ الحَيا
كَسَتهُ مطارِفَ من سُندُسٍ / وَأَنسَت جوانبَهُ ما الظَما
سَقى ريُّها العَذبُ عهدَ الشَباب / فقد كان روضاً شَهِيَّ الجَنى
إذ العيشُ كالغُصنِ في لينهِ / يَميلُ بِعبءِ ثمارِ المُنى
أَقَلبيَ كم ذا تُوالي الحَنينَ / وكم ذا يَشوقُك عَصرُ الصِبا
رُوَيدَك إني رَأَيتُ القُلوب / تَفَطَّرُ من ذا وَمن بعضِ ذا
صحِبتَ الأَسى بعدَ ذاكَ الزَمان / كأَنَّك مُستَعذِبٌ لِلأَسى