إذا كنتَ مُصْطِفياً مَرْبَعاً
إذا كنتَ مُصْطِفياً مَرْبَعاً / فخُصَّ القَرافَةَ بِالإِصْطفاء
منازلُ معمورةٌ بالعَفَا / فِ مخصوصةٌ بالتُّقَى والبَهَاء
كأنّ العَبير لها تُرْبَةٌ / تَضَوّع في صُبْحِها والمساء
ويُحيى النفوسَ بأرجائهنّ / رقيقُ النسيم وطِيبُ الهواء
ديارٌ أُدير بهنّ النعيمُ / ومَغْنىً كَمُلْتدّ رَجْعِ الغِناء
تَزيدُ الشُموسُ بها بهجةً / وتحسُن في مُقْلَتَيْ كلّ راءِ
وينبه فيها النيام الأذان / إذا مزّق الليلَ سيفُ الضِّياءِ
فمِنْ ذاكرٍ ربَّه خَشْيةً / ومِنْ مستهل بطول الدعاء
ولا خيرةٌ في حياة امرئٍ / إذا لم يَخَفْ فَصْلَ يوم القضاءِ
رجوتُك يا ربِّ لا أنّني / أَطعْتُك طَوْعَ أُولِي الانتهاءِ
ولكنّني مؤمِنٌ موفنٌ / بأنّك ربُّ الورى والسماءِ
وأنَّك أهلٌ لِحُسْنِ الظُّنونِ / وأنّك أهلٌ لحسن الرجاءِ
ومالِيَ يا ربّ من شافعٍ / إليك سوى خَاتَمِ الأْنبياءِ
وأنِّي حَنِيفٌ بريءٌ إليك / من الشكّ والشرك والإعتداءِ
فَصفْحَك عن زَلّتي مُنْعِماً / وعَفْوَك عن نَبْوَتي والتوائي