المجموع : 125
على الطائر الأيمن المرتجى
على الطائر الأيمن المرتجى / وسعدٍ من الطالعِ النَّاجِمِ
أتاك أبو غالب كالهلال / بدا ليلةَ الفطرِ للصائمِ
يُبَشِّر بالخَيْرِ بعد السرورِ / وبالرُّخْصِ بعد الغلا الدَّائم
وبالخِصْبِ بعد السنينَ الَّتي / توالتْ جُدوباً على العالم
فآذنَ بالفرجِ المُرْتَجَى / وصدَّق رُؤْيَايَ في الخاتم
وسرَّ الصديق وساءَ العِدا / وراغَمَ ذا المَعْطِسِ الرَّاغم
سليلُ تَقيٍّ نَقيِّ الجيو / بِ من دنسَ العابِ والمأثم
كريمٌ لأكرمِ مَنْ يُرتَجى / وأجودُ في الجودِ من حاتم
وبدْرٌ لبدرٍ بدا مُشْبِهاً / لوالدهِ غيرَ ما ظالم
فهُنِئْته يا أبا الصقر من / بشيرٍ بثانٍ له قادم
وعمَّرهُ اللَّهُ حتَّى تَرى / بنيه رُعاةَ بني آدم
وبلَّغهُ مبْلَغَ الصالحين / وأرقدَ عَيْنَيْهِ من نائم
غدوْتُ إليكَ ولي واعدا
غدوْتُ إليكَ ولي واعدا / نِ ربٌّ رحيمٌ ورجْسٌ رجيمُ
فللرجْسِ وعْدٌ بنكرائه / ليحرمني وهو خَبٌّ لئيمُ
ولله وعْد بمعروفه / ألا فلْيُصدِّقْ كريماً كريمُ
وأنت بتحقيقِ ما أرتجيه / وإبطال أسوأ ظنٍّ زعيمُ
وكنتُ إذا ما هجاني امرؤٌ
وكنتُ إذا ما هجاني امرؤٌ / لئيمٌ عرفت دواءَ اللئيمِ
أعدُّ هجائي له نائلاً / وأبذُلُه بذلَ سَمْح كريمِ
فأبلغُ من شتمه حاجتي / ولم أهدِ في ذاك هَدْي المليمِ
تعرَّضَ لي دونه مَعْشرٌ
تعرَّضَ لي دونه مَعْشرٌ / كرامٌ وما ذاك أنْ أكرموهُ
ولكنّهُمْ أعظموا مَنطقي / وكان جديراً بأنْ يُعْظِمُوه
فصانوا هجائيَ عنْ عرضه / بأعراضه شدّ ما استْلأموه
لئن رَحِموا الشعرَ من لؤمه / لحقَّ وحقوا بأنْ يرْحموه
أقامَ مشيبي عليَّ القيامَهْ
أقامَ مشيبي عليَّ القيامَهْ / وعمَّمَني منه أخْزَى عِمامَهْ
فأفسدَ بيني وبينَ الملاح / وأوحشَ منِّي كؤوسَ المُدامهْ
ظُلِمتُ ولا حاكمٌ عادلٌ / على الشيبِ يسمعُ مِنِّي الظُّلامه
ولما رأيت سِهام المشيب / جعلتُ الخضاب مجنّاً ولامه
وما زلتُ ألطفُ في حيلةٍ / تعيد الشبيبة لي والوسامه
تبيَّنْتُ منذ خضبتُ المشي / ب بعد اعوجاج أموري استقامه
وعادتْ إليَّ خِلالُ الشباب / جميعاً سوى فَتْكه والعرامه
سوادُكَ فيه دليلٌ على / شبابٍ وفيه عليه علامه
ستندم إنْ أنتَ لمْ تَخْتَضِبْ / فسوِّدْ خضابَكَ قبل النَّدامه
ولا تَلْحَنِي في طِلابِ الشبابِ / فنفسي به لم تَزَلْ مُسْتهامه
أرى الشعراء حَظُوا عندكُمْ
أرى الشعراء حَظُوا عندكُمْ / جميعاً عَيِيُّهُمُ واللَّسِنْ
سِوايَ فإني أراني امرأً / هَزُلتُ وكُّلُهُمُ قد سَمِنْ
فإن كُنْتُ منهمْ أخا فطنةٍ / فلا تبخسونيَ حقَّ الفَطِن
وإن كنتُ من بعض زَمناهُمُ / فلا تبخسونيَ حقَّ الزَّمِنْ
سِموا بيَ ديوان زَمناكُمُ / وإن كنتُ في مدحِكُمْ لم أَهُن
إلى اللَّهِ شكوايَ من غَبْنِكُمْ / ولستُ بأوّلِ حُرٍّ غُبِن
إذا جئتكم شاعراً قلتُمُ / مُبِينُ الزَّمانةِ والمُمْتحَن
وإن جئتكُمْ زَمِناً قلتُمُ / أتاكُمْ أبو الليثِ صولر تكِن
يناقضُ حكمُكُمُ نفسَهُ / ويقرِنُ ما ليس بالمُقْترِن
فلا أنا رزقَ أصحّائكُمْ / ولا رِزْقَ زَمناكُمُ أتَّزن
سأرفعُ عُدْوَى إلى خالِقي / فلا يأمنُ اللَّهَ من قد أمِن
أحاطت بكُمْ حُجَّتِي دُرَّراً / ومن ذا يُبِينُ إذا لم أُبِن
وكم صاحبٍ غرَّني حبله
وكم صاحبٍ غرَّني حبله / فأعصمتُ منه بغيرِ الأَمُون
تناسيت عهدِي أبا جعفرٍ / كأَنِّيَ مِنْ سالفاتِ القرون
لئن كانَ غيبُكَ لِي هكذا / فلا زلتَ مني بدارٍ شَطون
أَظُنُّ القراطيسَ في مِصْرِكُمْ / تخوَّنها ريبُ دَهْر خئون
فلو أنَّها صفحات الخُدود / يُكتَّبُ فيها بماءِ العيون
لما أعوزتْك ولكن جَفَوْتَ / فألغيتَ شأني خلالَ الشؤون
تراه إذا أنت فكرت في / ه كالعِبْء تحمله بالجفون
تَهابُ دواتك حتى كأنْ / نَ حَوْضَ دواتِكَ حوضُ المَنون
وظَلَّ كتابيَ ملقىً لديك / بدار اطِّراحٍ ومثواةِ هُون
إذا ما دخلْتَ فلاحظتَهُ / نظرتَ إليه بطرفٍ شَفون
أبا جعفرٍ عَدِّ عَنيِّ وعنْ / كَ وُدّاً تُزَيِّنُهُ بالعُهون
ولا تَخْدعَنِّي ولا يَخْدَعَنْ / ك لفظٌ تُزَيِّنُه بالرقون
فإني امرؤٌ قلَّ من لا أرى / له شجناً فيُرى من شجوني
ولستُ أكُدُّ أخي بالعتا / ب عند تماديه كدَّ الحَرون
ولا أشْتَرِي وُدَّ شكسٍ به / ولا يَشْترِي النَّاسُ وُدِّي بدُون
وما كان مثلُك في شأَنهِ / ليُحْجَب عن سِرِّ نفسِي المَصون
فلا تغضبنَّ أبا جَعْفرٍ / فإني صَدقْتُك عينَ اليقين
أبا يوسفٍ كم رَبوخٍ لدي
أبا يوسفٍ كم رَبوخٍ لدي / ك أوطأْت طِرْفيَ مَيْدانَها
إذا قادها ليَ شيطانُها / أطرتُ بأيري شيطانها
جَسَسْتُ بفيشلتي قلبَها / وزلزلْتُ بالرَّهْزِ أركانها
أخالطُ موضعَ إخلاصها / فألقى هنالك كفرانها
كأَنِّيَ في جَسِّ مكنونِها / بُعِثْتُ لأسبرَ إيمانها
لمثل قرونك يا كِسْرَوي / يُ شَيَّدَتِ الفُرْسُ إيوانها
فطوراً دعاءً بما قد قَضَى
فطوراً دعاءً بما قد قَضَى / بذلك قاضي القضايا جَنينا
وطوراً ثناءً بما قد جَرى / قديماً على ألسُنِ العالمينا
وأنتَ تعيدُ لنا نائلاً / إعادتُه مُنْيَةُ الراغبينا
فشتانَ شتانَ ما بيننا / لقد فُتَّ بالفضلِ فوتاً مبينا
أقول لطُلّابِ ما نِلتَه / قُصاركُمُ نَيْله واصفينا
صِفُوه ووفُّوهُ حقاً له / من الوصف نَعْدُدكُمُ فاضلينا
وَوَفد ثناءٍ أناخوا به / عفاةً لمعروفه آملينا
فآبوا وقدْ صُدِّقُوا آملي / نَ وفقاً لما صُدِّقُوا مادحينا
كذلك راجوهُ والمادحو / هُ لا يكذبون ولا يُكذَبونا
لأضيعُ من ذهبٍ ضبَّبتْ
لأضيعُ من ذهبٍ ضبَّبتْ / عجوزٌ به قُلْحَ أسنانِها
بلادُ أناسٍ ترى كلبها / يعافُ خلائقَ إنسانها
ولولا أبو الصقر لم تَسقهم / سواقي السحاب بَتَهْتانها
حَذَتْهُ معانقةُ الدراعين
حَذَتْهُ معانقةُ الدراعين / معانقةَ القَاصرات الحسان
يغيظُ العدا أنكم عُصبةٌ
يغيظُ العدا أنكم عُصبةٌ / تَبيَّن رُجحان ميزانِها
جُعلتم وأبناؤكم دَوْحةً / مَقيلُ الورى تحت أفنانها
فكان القوامُ بأعرافها / وكان التمامُ بأغصانها
ولن يذهب الدهرُ حتى تُرى / سليمانُها كسليمانها
أقول لمستخْبرٍ عنكُمُ / ودعوايَ رهنٌ ببُرهانها
أولئك عُدَّةُ أملاكنا / قديماً وزينة مُزدانها
فهم في العَناء كأسيافها / وهم في البهاء كتيجانها
ولم أُوفِهم حقَّ تمثيلهم / ضلالاً لنفسي ونسيانها
وليسوا كعينٍ وإنسانها / وما قدرُ عين وإنسانها
سأُعلى مراتب أمثالها / بما رفع اللَّهُ من شانها
همُ للمولك أرواحها / إذا الناسُ كانوا كأبدانها
فتلك الخلافةُ تعتدُّهم / يدَ الدهر أركان بنيانها
وما عند أربعةٍ منهمُ / أبى اللَّه عدة أركانها
ولكن لها منهمُ عدَّةٌ / كقَطْر السماء وسكانها
وأقلامُهم عند أملاكنا / أسنةُ أرماح فرسانها
وحنَّت إليكم وزاراتُهُمْ / فحنَّت إلى خير أوطانها
لئن ضُمِّنُوا صوْن ساداتنا / لما صان عينا كأجفانها
فإن غمطوا الحلم أتبعتُه
فإن غمطوا الحلم أتبعتُه / مَغبَّة إطراقةِ الأُفعوان
فإن لم يُكنْ لك صبرٌ عليَّ
فإن لم يُكنْ لك صبرٌ عليَّ / فلا تُغلبنَّ على الصبر عنْ
تَجَلَّلَهُ عبدُه
تَجَلَّلَهُ عبدُه / فأحبله بابنهِ
فجاء به مثلَه / يضاهيه في أفنه
وكائن من ابن له / وإن كان لم يُمنهِ
فيا من رأى والداً / بنوه بنو بَطْنهِ
له سائسٌ أيِّرٌ / يجولُ على مَتنه
فيطعنُ في دُبرهِ / أَفانينَ من طَعْنه
بأطولَ من قرنهِ / وأغلظ من ذهنه
أهذا الغلاء وهذا البلاءُ
أهذا الغلاء وهذا البلاءُ / وهذا الضُّراط وهذي الفتنْ
إليك المعوَّلُ والمشتكى / فَمُنَّ بعفوك يا ذا المِنَنْ
أيا آل وهبٍ لقد رعتُمُ / عظامَ النُّواسيِّ أعني الحسن
فأقسم لو كان حيّاً بكى / بما صنعتْ ريحكم بالدمن
ومن كان وُدُّك لا للجَدَا
ومن كان وُدُّك لا للجَدَا / ولكن لنفسك حقاً يقينا
وإني لَمَنْ أخلصتْ نفسُهُ / لك الودَّ قِدْماً مَعَ المُخْلِصينا
ولكنني اضطرني حادثٌ / إليك فكن لي عليه معينا
فما لي لديك كأني الذي
فما لي لديك كأني الذي / رماك بها دونَ رَيْبِ المَنون
سقَى اللَّه موتى بَكيناهُمُ / أسىً لأَساكَ بدمعٍ هتُون
على أنّهم قطعوا بيننا / وبينك حبلَ وصالٍ أَمون
عتبتَ عليّ لأن الزما / ن ينحى عليهم ببَرْكٍ طَحون
ولو نستطيع وقَيْناهُمُ / وصناهمُ لك بين الجفون
ولو مِنْ سواكَ أتَتْ هذه / لأصبح نصْباً لرجْم الظنون
وقيل وإن كان ذا حكمةٍ / أصابته طائفةٌ من جُنون
وخِستَ بأمرٍ تضمَّنته
وخِستَ بأمرٍ تضمَّنته / ومثلُك خاسَ بما يَضمَنُ
ولم يخف عنِّيَ إذ كان ذاك / بما دبَّر الثَّيْتلُ الأقْرنُ
نصيبك ليس نصيبي بخس / تَ لو كنت تعقلُ أو تَدْهَنُ
تعاورتماني بكيد النساء / فكِيدا فكيدُكما الأوهَنُ
سيرميكُما بالذي فيكما / لسانٌ بحمدكُما ألكَنُ
أبا حسن إنها غيلةٌ / كناصيةِ الفَجْر بل أبينُ
ولو كنتُ أرضيت تلك العجو / ز عاملتَني بالذي يَحْسنُ
ولكن أبى ذاك لي أنني / عفيفٌ أسِرُّ كما أعلِنُ
فكدني أكِدك ولا تألُني / ستعلم مَنْ كيدُه أَمْتنُ
وما ابنُ مَنينٍ قتيلٌ ثَوى / فسوفَ يُرَى عِرضُه أَمْينُ
هو ابن الشهيد الذي لا يُثاب / ثوابَ الشهادة بل يُلعنُ
قتيلُ الزنا والخنا صُبرةً / بسيف الإمام فبئس الهَنُ
علا ألفَ أنثى بلا حِلِّها / على أنه رجلٌ مُحصَنُ
وأحسبُ أمَّ ابنِهِ بعضهنْ / ن بل لستُ أحسب بل أوقِنُ
وقِدماً علمتُ إذا ما علم / ت من جوهر المرءِ ما المعدنُ
ألا خذها إليك عن الحَرونِ / تَناسخَها القرونُ عن القرونِ
أبا فَسْوَى لقد دانيت منا / غريماً لا يُماطل بالديون
أتاني عنكَ أنك نلتَ مني / ولستَ على المودة بالأمين
عساك أمنتَ بادرتي وصدِّي / لما أغلقْتَ بيتك من رُهُونِ
غُررتَ وأطعمتك ظنون كِذبٍ / وأضعفُ عصمةٍ عِصَمُ الظنونِ
أفاطمُ آذِني بالصرم مني / كما انقطع القرينُ من القرينِ
أرى لأبيك إدلالاً وعِرضي / أعزُّ عليَّ مَرْزَأةً فبيني
فلستُ أراك قيمةَ كَظم غيظي / ولا عرضي من العرض الثمين
سَيكفيني مكانَك وصلُ أخرى / وأبطشُ غير مَثنيِّ اليمين
هبيني كنتُ أهضمُ فيك عرضي / أأهضِمُ ضلَّةً عرضي وديني
يقلقِل أحشاءه باركاً
يقلقِل أحشاءه باركاً / بعَرْد طويلٍ غليظٍ متين
ويشفي غليلَ استِه بالمَنيِّ / ورُب شِفاء بماءٍ مَهين
فكم ثَمَّ للشيخِ من سجدةٍ / تُعفِّر بالخَدِّ تُربَ الجبين