القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 125
أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا
أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا / زِ أو استعدُّ كأقْرانِكا
أرى النفْسَ يْقُعد بي عَزْمُها / إذا ما هممتُ بإتْيانِكا
لِما وَضَعَ الدهرُ من هِمَّتِي / وما رفع اللَّهُ منْ شأْنِكا
أهابُكَ هَيْبةَ مُسْتَعْظِمٍ / لقَدْرِكَ لا قَدْرِ سُلْطانِكا
وبعدُ فما حالتي حالةٌ / أراني بها أهْلَ غِشيانكا
فلَيس بعزْمِي نهوضٌ إلي / كَ إنْ لم تُعِنْهُ بأعْوانكا
ولو شِئْتَ قلت أقِمْ راشداً / فلا ذنبَ لي بل لحرْمانِكا
ولكن أبتْ لك ذاك العُلا / وطيبُ عُصارة عِيدانِكا
أزِرْني نوالكَ آنسْ به / وأعتدْ عتادي للُقْيانكا
فلستُ بأولِ من زاره / من الأبعدِين وجيرانكا
أترغب عن خُلق فاضلٍ / حَمِدْناه عن بعضِ إخْوَانكا
يسيرُ السحابُ بأثقاله / وليْس له رحبُ أعطانكا
فيسقي منازلنَا صوبهُ / وليس له مجدُ شيبانِكا
وما كانَ يُمكن شيئاً سوا / ك فهو أحقُّ بإمكانِكا
فقُلْ لسحابِك سرْ نحوه / مُغِدّا فجُدْه بتَهتانِكا
فكم سائلٍ لك أغنيتَه / وأوطانه غير أوطانكا
وكم واهن الركن أنهضتَه / إليك بقوة أركانكا
وقد كان مثليَ ذا عِلَّةٍ / ولكنْ أُزيحَتْ بإحسانِكا
وسُنَّةُ مجدِك أن تُستقى / سجالُ نداكَ بأشْطانِكا
برفْدِك ينهَضُ من يرتجِي / لديْكَ الغِنَى وبِحُملانِكا
لذلكَ يُثْني عليك الورى / بأطيبَ من ريح أرْدانكا
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ / وأغشَى ذَراكَ ولا أمدَحُكْ
ومثلُك يمنحُني فضلَهُ / ولكنَّ مثليَ لا يَمْنحُكْ
وما لي أراكَ عديلَ الثنا / ءِ مني وتلكَ العُلا تُرجحكْ
وما ليَ أُطربك مُستصلحاً / وأخلاقُك الدهرَ تستصلحكْ
يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ
يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ / ويسطو الجبانُ إذا عاينَكْ
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو / ل أن الملولَ يَملُّ المَلالا
يملُّ القطيعةَ مُعتادُها / كما ملَّ من قبلِ ذاك الوصالا
ولكن ملُولُكَ من لا يُري / عُ فاصرمْه أو لا فرجِّ المُحالا
يُداوي الأطباءُ ذا علةٍ / وأنَّى يُداوون داءً عُضالا
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ / ومَن جودُهُ العارضُ المستهِلُّ
ويا من أضاء كشمسِ الضُّحى / فأضحى عليه به نَستَدلُّ
بوجهِك ذاك الجميلِ امتثِلْ / هُ في الفعل بي واسْتمع ما يُملُّ
فمن مِثله تسْتمِلُّ الفعا / لَ كفُّ كريمٍ عدتْ تستملُّ
أتهتزُّ في ورقٍ ناضرٍ / وليس لعبدِكَ في ذاك ظِلُّ
ولم يأتِ ذنباً ترى شخصه / عِياناً ولا مثلهُ من يزلُّ
فإن قلْتَ قصّر فيما علَي / هِ فهْو المُقَصِّرُ وهو المُخِلُّ
ولكنّ عفوكَ عفوٌ يحلُّ / إذا كان قدرُك قدراً يجلُّ
وإنّي أُريبُك يا مَنْ به / دِفاعي الرُّيُوبَ التي قد تظلُّ
ولكنّ ظنّك بي لا يزا / لُ أسوأَ ظنّك أو أستقلُّ
وحتى نقدِّم ما لا تَشُك / كُ في أنني معهُ لا أضلُّ
هنالِك تُوقنُ أنّي الوليُّ / وأنّي المحبُّ وأني المُجِلُّ
إذا أنْتَ أوليتني صالحاً / فأنت على غيْبِ شكري مُطِلُّ
وهل يلتقي في سليمي الصدو / رِ ذكْرى صنيع جميلٍ وغِلُّ
بحالي ضنىً من توانيكُمُ / فحتَّى متى سادتي لا تُبلُّ
وتعتدُّ شُكري الذي يُسْتقلْ / لُ فوق جداكَ الذي لا يَقِلُّ
بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍ
بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍ / فقالَ وكم حكمةٍ قالَها
أخالُكَ مستنكراً فعلتِي / فقلتُ لعمْرِي وفعَّالها
فقال ولكنني عارفٌ / أُصيبُ وأركبُ أمثالها
وماذا على طالبٍ لذةً / بأيَّةِ جارحةٍ نالَها
أتنقمُ إن سفلَتْ كِفَّتي / لرجحانها ذاكَ أعلى لها
أمِ العيبُ حملي رِماحَ الكُما / ةِ لا زلتُ ما عشتُ حمَّالَها
وهل عائبُ الأرض أن حُمّلتْ / من الجن والإنس أثقالها
كذا فليعدّ رجالُ العلا / أقاويلَ تُشبهُ أفعالَها
ولا يلحَ لاحٍ أبا غانمٍ / فعولَ الكرائمِ قوَّالها
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا / دِ والخرمِ والخزم أو كالمحالِ
وإيطاءِ شعرٍ وإكفائهِ / وإقوائهِ دون ذِكرِ الرُّذالِ
وما عِيبَ شعرٌ بعيبٍ له / كأن يُبتَلى برجال السّفالِ
يُتاحُ الهجاءُ لهاجي الهِجا / ء داءٌ عُضال لداءٍ عُضالِ
إذا كان صبريَ للعاجلِ
إذا كان صبريَ للعاجلِ / مُلاوةَ صبريَ للآجلِ
فما ليَ أتركُ ما لا يزولُ / وأعملُ للعَرضِ الزائلِ
أأصبرُ هذا المدى كُلَّه / لغير رغيبٍ ولا طائلِ
ويعجُزني صبرُ أضعافِه / لما دونَه أمَلُ الآملِ
شهدْتُ إذاً أنني مائقٌ / وأنْ لستُ بالرجلِ العاقلِ
يُباعُ النفيسُ بما دونَهُ / لإيثار مستسلفٍ عاجلِ
فما عُذرُ مَنْ باع أسنى الحظو / ظِ بالوَكْسِ من مُوكِس ماطل
أأتركُ آخرتي ضَلّةً / وأخدُم دنيايَ بالباطل
وأُسخطُ ربّي وأُرضي العبا / دَ بغيرِ ثوابٍ ولا نائلِ
شهدتُ إذاً أنني جاهلٌ / بحظّي وزدتُ على الجاهِل
أبا أحمدٍ طال هذا المطا / لُ وَحَسْبُك بالدهر من غائل
فأنجِزْ عِداتك أو أعطني / أماناً من الحَدَثِ النازل
تذكَّر فكم ليَ من مِدحةٍ / تركَّضتُ في ذَيْلها الذائل
وكائنْ كسوتُكَ من حُلَّةٍ / مشيتَ بها مِشيةَ الرافل
وكم لك من بارقٍ خُلَّبٍ / كذوبٍ ومن عِدةٍ حائل
يُحصَّلُ في الزّق نفخُ اليراعِ / وما لِعداتِك من حاصل
ولو لم تكنْ عُقُماً عُقَّراً / لقد جاوزتْ مدّةَ الحاملِ
منحتُك مدحي فلم تجزهِ / ألا ضلّ سعْيِيَ من عاملِ
كأنِّيَ في كلّ ما قُلتُهُ / زَرَعتُ حصىً في صفاً صامل
رجعتُ إلى فضلِ مَنْ فَضْلُهُ / على الإنس والجنّ والخابل
دفعْتُ لساني إلى صيْقلٍ / وأسلمتُ عِرضي إلى غاسل
وكم كنتُ نبَّهتُ من خاملٍ / وكم كنتُ حلَّيتُ من عاطل
فلو كنتُ أعشقُ جدوى يديك / لحان ذهولي مع الذَّاهلِ
إذا مدحَ المادحُ الناقصي / نَ ذكَّرهُم فوزَةَ الفاضلِ
فأهدى لهم مِدحةً حسْرةً / لتقصيرهِم عن مَدى الكاملِ
بناتِ ثوابةَ ما في الأنا
بناتِ ثوابةَ ما في الأنا / مِ أخْلقُ منكم ولا أثقلُ
جمعتُم لشِقْوتكم أُبنةً / إلى ثِقلٍ ماله مَحْملُ
ثقُلتُم فلو كنتُمُ تُنكَحو / ن باتت نساؤكم تُطحَلُ
ولكن خُلقتم بلطفِ اللطيفِ / لأن تَحْمِلوا لا لأن تُحمَلوا
وكان البِغاء دواءَ الثقي / ل كيما يكونَ هو الأسفلُ
ألم تروا الأرضَ إذ ثُقّلتْ / كتثقيلكم خُلقتْ تحمِلُ
أطاقتْ براذينُكُم حِملكُم / لأنّ البهائمَ لا تعقلُ
وللَّه في خَلقه حكمةٌ / بها خُوِّل الناسُ ما خُوّلوا
وأخرقَ تُضرِمُهُ نفحةٌ
وأخرقَ تُضرِمُهُ نفحةٌ / سفاهاً وتطفئه تَفْلَهْ
فأخلاقُه تارةً وَعْرةٌ / وأخلاقُه تارة سهْلَهْ
رأيتُ الأخِلّاء في دهرنا
رأيتُ الأخِلّاء في دهرنا / بظهرِ المودّةِ إلا قليلا
بطاءً عن المبتغِي نصرَهم / إلى أن يغادَر شلواً أَكيلا
فإن حشدوا لأخ مرةً / أدلُّوا عليه دلالاً ثقيلا
فلا تفزعنّ إلى نصرِهمْ / وكن للمظالم ظهراً ذليلا
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما / ءِ لا زلتَ حيّاً مُدالاً مُديلا
أتانيَ أنك راعيتني / وساءلتَ عني سؤالاً طويلا
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه / وإنْ كان فيما تسدّي قليلا
ورفَّعتُ رأساً به خشعةٌ / وأثقبتُ للدهرِ طرْفاً كليلا
وأصبحتُ أخطِرُ ذا نخوةٍ / عزيزاً وأضحى عدوّي ذليلا
وأقسمتُ باللَّه أن لا يزا / ل مقدارُ نفسيَ عندي جليلا
ولمْ لا يُجلُّ امرؤٌ نفسه / وأنت ترى فيه رأياً جميلا
ويا لهفَ نفسيَ لمَّا طُلِبْ / تُ أن كان بختيَ بختاً عليلا
أيطلبني سيدٌ لا أزا / ل أبغي بجهدي إليه سبيلا
فأخْفى عليه ويخفى عليْ / يَ أن قد بغاني مُغيماً مُخيلا
ليُمطرني مطرةً لا يزا / ل عُودي منها وريقاً ظليلا
أقولُ لنفسي وقد أثْخنت / فأبدتْ عويلاً وأخفت غليلا
عزاؤكِ يا نفسُ لا تهلكي / فإن لأمرك أمراً أصيلا
وإن أمامك مندوحةً / ومولىً كريماً ورفداً جزيلا
ومنْ شأنه أن إذا همَّ ثَم / مَ مستكثراً أن يُرى مستحيلا
وإن سبق الرأيَ وعدٌ له / بمُنفسِه جلَّ أن يستقيلا
أراه بحقٍّ مليكاً عليْ / يَ مقتدراً ويراني خليلا
سيطلبني فضلُهُ عائداً / كما يتتبَّعُ سيلٌ مسيلا
جعلتُ بذاك سنا وجهِه / بشيراً وجودَ يديه كفيلا
ولن أتقاضاه حسبي به / على نفسهِ للمعالي وكيلا
ولست أرى شاعراً عادلاً / يكون لسيماه عندي عديلا
جعلت الصباحَ على نفسه / دليلاً لعيني وحسبي دليلا
لتعطِ الولاية من فضلها
لتعطِ الولاية من فضلها / فتى سلَّفَ المدحَ في العُطْلَهْ
فلم يؤتَ في المدحِ من جوده / ولم يؤتَ من سعة المهلَهْ
أتجعل شغلك غير امرئٍ / جعلتَ مدى عمره شغلَهْ
ومهما فعلتَ فأنكرته / فأنت أبا الصقر في الجملَهْ
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ / ويَبْخَلُ عنهمْ بأجرِ الصيامِ
يدُسُّ الغلامَ فيوليهمُ / جفاءً فيُشْتَمُ مَوْلى الغُلامِ
فهم مُفْطِرونَ ولا يُطعَمونَ / وهم صائمون وهم في أثامِ
فيحتال بُخلاً لأن يُفْطِروا / على رَفَثِ القولِ دون الطعامِ
لقد جاء باللؤمِ من فصِّهِ / وتمَّ له البُخلُ كُلَّ التمامِ
شكوتُ الزمانَ فقال الزمانُ
شكوتُ الزمانَ فقال الزمانُ / وكان خصيماً ألدَّ الخصامِ
لك الذنبُ لا ليَ فيما شكوتَ / بمدح اللئامِ وتركِ الكرامِ
عليك أبا الصقر ذاك الذي / يمحِّصُ عني ذنوبَ اللئامِ
بجدواه يُغفرُ لي لومُهم / ويُغمدُ عني لسان الملامِ
فلا يُخلني الله من مثله / يقومُ بعذريَ عند الأثامِ
ودرعٍ إذا أنا أسلمتُها
ودرعٍ إذا أنا أسلمتُها / وقتْني وإن أحمها أُكلمِ
هو المالُ إن أُعطه أهلهُ / يَفِرْني وإن أُعفه أُذممِ
تظلَّمَ شِعري إلى القاسمِ
تظلَّمَ شِعري إلى القاسمِ / فأعْدَى على الزمنِ الغاشمِ
تطوَّلَ حتى توهمتُهُ / يُطاولُ بدْرَ بني هاشمِ
ونوَّلَ حتى لقد خِلُتهُ / يُساجلُ فيِّ أبا القاسمِ
فتىً نال عافُوهُ مَرْضاتَهُمْ / فجلَّ على مَرْغمِ الراغمِ
نُطيفُ ببَحْرٍ لهُ زاخرٍ / ونأوي إلى جبلٍ عاصمِ
بناهُ الإله لنا مَعْقِلاً / بناءَ المُخلِّدِ لا الهادمِ
هو الدهرُ مُصْغٍ إلى سائلٍ / وليسَ بِمُصْغٍ إلى لائمِ
تظلُّ يداه يديْ غارمٍ / وبَهْجَتُةُ بهجةَ الغانمِ
وما غارمٌ حَصَّلَتْ كفُّهُ / له الحمدَ والأجرَ بالغارمِ
وما تستفيقُ يدا قاسمٍ / كأنَّ يديْهِ يدا عائمِ
يحاذر إن وَنَتَا طَرْفةً / حذارَ امرئٍ حازمٍ عازمِ
ويرهب أحدوثةَ الباخلي / نَ في أزمةِ الزَمنِ الآزمِ
ومَنْ كفَّ مِنْ زَمن عارمٍ / تسلَّمَ مِنْ زمَنٍ عارمِ
وليستْ بسيِّدِنا خَلَّةٌ / تُخَوِّفُهُ العَذْمَ من عاذمِ
لقد نَصَّهُ اللَّهُ في مَنْصبٍ / سليمٍ من الذامِ والذائمِ
فلا عيبَ فيه سوى نائلٍ / يراهُ المُنَوِّلُ كالحالمِ
يظلُّ يرى حقَّهُ باطلاً / أطافَ خيالاً على نائمِ
فلا انْفَكَّ تالِفَ أموالهِ / وقاءً على عِرْضِهِ السالمِ
ولا زال غيثاً على سائلٍ / مُحِقٍّ وغيظاً على ناقمِ
فما تاجرٌ باعَهُ حَمْدَهُ / بِمُحتقبٍ حَسْرَةَ النادمِ
وإني وقدْ آب لا خائباً / ولا حاملاً ثقَلَ الآثمِ
فلا يتوهَّمْ أخو شُبْهةٍ / فلمْ يَبْقَ وهْمٌ على واهمِ
عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ / تكونُ يداه يدَيْ حاتمِ
عجبْتُ لمن جودُهُ جودُهُ / تكونُ له عُقدةُ الحارمِ
عجبتُ لِمَنْ حِلمُهُ حلمُهُ / تكونُ له صَوْلةُ الصّارمِ
عجبتُ لمن حَدُّهُ حَدُّهُ / تكونُ له رأفَةُ الراحمِ
أرى كلَّ ضِدٍّ إلى ضِدِّهِ / من الخير في طبعه السالمِ
إليكمْ جُفاةَ العلى إنَّني / دُفعْتُ إلى مُفضلٍ عالمِ
يُضيء بيوم لهُ شامسٍ / ويسقي بيومٍ له غائمِ
يقولُ فيروِي صدَى جاهلٍ / ويُعطي فيروي صدى حائمِ
قراني قِرَى غيرَ ما عاتم / وليس قِرَى السَّمحِ بالعاتمِ
قراني لُهىً وقراني نُهىً / فلستُ لرِفدَيْنِ بالعادمِ
فما لمديحيَ من خاتمٍ / وما لعطاياه من خاتمِ
فتىً لا يُذَمُّ بجودِ المُضِي / عِ كلّا ولا بخَلِ النادمِ
ألا أجرِ مدحكَ في قاسم / فما لحروفِكَ من جازمِ
أمُسْتَكْتِمِي قاسمٌ عُرْفَهُ / أَبَيْتُ على المُحْسِنِ الظالمِ
كريمٌ أسرَّ إليَّ الغِنى / وما أنا للْعُرْفِ بالكاتمِ
وهَبْني كتَمْتُ أتخفى له / بروقُ نداه على الشائمِ
ووسْمُ اليسارِ عل موسرٍ / وسِيما النعيمِ على ناعمِ
أقاسِمُ يا قاسمَ المُنْفسا / تِ لا زلتَ في جَذلٍ دائمِ
مدحتك مدحةَ لا باخسٍ / ثناءَكَ حقَّاً ولا زاعمِ
فساجلتُ شيْخَ بني تَغلبٍ / وساجلتُ شيخَ بني دارمِ
أُجَهِّزُ فيك جميلَ الثنا / إلى حافظٍ وإلى راقمِ
وحسبي معانيكَ من جَوْهرٍ / وحسبُكَ عبْدُكَ مِنْ ناظمِ
ولم أر مثلكَ مِنْ سيِّدٍ / وكم لك مِثْليَ من خادمِ
فلا زلتَ غيثاً على سائلٍ / ولا زلتَ غيظاً على راغمِ
وإن كنتَ أعقبتني جفوةً / وما أنا والله بالجارمِ
وراعيتَ غيري وأغفلتني / خلافاً لميزانِكَ القائمِ
وليستْ بحاليَ من مُسْكةٍ / وإن جَمْجَمَتْ سكتةُ الكاظمِ
أبى ذاك أنَّكُمُ مَعْشَرٌ / مناعيشُ للرازحِ الرازمِ
وأنْ ليس للداءِ داءِ الفقي / رِ غيرُكُمُ الدهرَ من حاسمِ
ومن تُسْلِموهُ لأيّامِهِ / ففي شظفٍ لازبٍ لازمِ
أمِنْ بَعْدِ منزلة المُطْعِمي / نَ أعْدِمْتُ منزلةَ الطاعمِ
أمِنْ بَعْدِ منعي حريمَ المَضِي / مِ أسلمتموني إلى الضائمِ
فلانتْ قناتيَ للغامزي / نَ وارْفَتَّ عُوديَ للعاجمِ
أَلَمْ أك في أُفقٍ مُسْفِرٍ / فماليَ في أُفقٍ قاتمِ
ألمْ أكُ جذلان في ظلكم / فماليَ في مَقعَد الواجمِ
إلى عدلكَ المُشْتَكَى كُلُّهُ / فحَسْبي بعدْلِكَ من حاكمِ
وإني لأظلمُ إذْ أشتكي / وعدلُكَ كالكوكبِ الناجمِ
أرى بَقَر الإنس مِنِّي تُرا
أرى بَقَر الإنس مِنِّي تُرا / عُ أطْيَشَ ما كنتُ عنها سهاما
وأنَّي تَفَرَّعَ رأْسِي المشيبُ / ولم أتفرَّعْ ثلاثين عاما
صِلُوا نِصْفَ كنيته باسمه
صِلُوا نِصْفَ كنيته باسمه / إذا اجتمعا وانظروا ما هما
هما عبدُ سوء إذ أُلِّفا / يوافِقُ معناه معناهُما
تمادى الصِّبا بيَ في غيِّهِ
تمادى الصِّبا بيَ في غيِّهِ / وأسلمني للْهوى لُوّمي
وراجعتُ لهْوِي ولذَّاته / ونزَّهتُ نفسي عن المَحْرَم
وقال العواتقُ أهلاً بمَنْ / تناهَى إلى الخُلق الأكرم
فكم ليَ فيهنَّ من قاضياتٍ / نذوراً لذاكَ ولمْ أعلم
وقائلةٍ بين أترابها / أما يتقي الله ذا في دمي
ألا ليتَهُ زارَ مُسْتخْفِياً / إذا رقدتْ أعينُ النُّوَّم
فأنقعَ مِنْ قُربهِ غُلَّةً / بقلبيَ من حُبِّهِ الأقدم
أتتْنِي الرسالةُ عنها بذاك / على منطقٍ ليس بالأعجمي
فأنْبأْتُها أنَّني حافظ / لأشياخِها ذمَّةَ المُسلم
وأوْدعْتُها حسرةً بالعفافِ / ووفرتُ دِيني فلم أثلمِ
ألا فاسقِني من بناتِ الكُروم / وروِّ بكاساتِها أعْظُمي
على لحن صوتٍ تخيَّرتُهُ / وإلا فلا تُدْنِها مِنْ فَمِي
غشيتُ المنازلَ بالأنْعُمِ / كَمُنْعرجِ الوشي في المِعْصمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025