المجموع : 125
ووجه كبيض القطَا الأبرش
ووجه كبيض القطَا الأبرش /
ولا رُشدَ إلا بتوفيقِهِ
ولا رُشدَ إلا بتوفيقِهِ / وإن محَضَ الرأيَ من يمحضُ
ومن ذا يُدَبِّرنا غيرُهُ / ومن يُبرمُ الأمرَ أو ينقضُ
تبارك مَنْ لمْ يزل نورُهُ / يزيدُ بياناً ولا يغْمضُ
لشاعرنا خالدٍ في استِهِ
لشاعرنا خالدٍ في استِهِ / مآربُ أخرى سِوى الغائطِ
يُغنِّي الندامى بها تارةً / ويؤْتَى على شيبه الواخِطِ
يُقضِّي بها الشيخُ أوطارَهُ / برغم المعنِّفِ والساخِطِ
ولم يهجُرِ الشيخُ لذَّاتِهِ / ويجفُ المعاصي كالقانطِ
له زوجة شرَّ ما زوجةٍ / تلقَّطها شرُّ ما لاقطِ
مشهَّرةٌ لو مشى خَلْفَها / نبيٌّ لَقيلَ له شارط
تُناك وقَرنانُها حاضرٌ / بمنزلة الغائبِ الشاحِط
فإن غارَ قالتْ له نفسُهُ / تغافلْ كأنكَ في واسط
أخالدُ كم لك من صافعٍ / وكم في سِبالكَ من ضارط
وأنت صبورٌ لعضَّ الهوانِ / كصبر البعير على الضاغط
أذلَّكَ حُبُّك عُجرَ الفيا / شِ يا ابنَ المَقاوِل من نَاعط
حلفتُ لئن لم تكن ساقطاً / فما في البريّة من ساقط
لئن لزَّك الجهلُ في عُقدةٍ / من الشرِّ تأبى على الناشط
لكمْ أهلك الجهلُ من جاهلٍ / وكم أوْرطَ الليلُ من خابطِ
ومثلك في النُّوك قد كادني / فأصبح ذا عملٍ حابِطِ
ولي أصدقاء كثيرو السلام
ولي أصدقاء كثيرو السلام / عليَّ وما فيهم نافعُ
إذا أنا أدلجت في حاجة / لها مطلب نازحٌ شاسعُ
فلي أبداً معهم وقفة / وتسليمة وقتها ضائع
وفي موقف المرء عن حاجة / تيممها شاغل قاطع
ترى كل غث كثير الفضو / ل مصحفُهُ مصحفٌ جامع
يقول الضمير له طالعا / ألا قُبِّح الرجل الطالع
يحدثني من أحاديثه / بما لا يلذ به السامع
أحاديث هن كمثل الضري / ع آكله أبداً جائع
غدوت وفي الوقت لي فسحة / فضاق بي المَهَلُ الواسع
تقدمت فاعتافني أسرُهُ / إلى أن تقدَّمني التابع
وفاتت بلقيانه حاجتي / ألا هكذا النكد البارع
أولئك لا حيُّهم مؤنسٌ / صديقاً ولا مَيتُهم فاجع
ألا ليس شيبك بالمُتَّزَعْ
ألا ليس شيبك بالمُتَّزَعْ / فهل أنت عن غيه مرتَدِعْ
وهل أنت تارك شكوى الزمان / إذاً لست تشكو إلى مستمعْ
عتبتَ على المقرض المقتضي / وما ظَلمَ المُسلفُ المرتجع
بلى إن من ظلمه لومَهُ / وما ألأم المعطي المنتزِع
وطول البقاء حبيب الفتى / ولكن بأي مَقيتٍ شُفِع
نحب البقاء وفيه الغَنا / ء والعيش متَّصلٌ منقطع
إذا المرء طالت به مدةٌ / علا الشيب مفرقه أو صلع
فمحبوبه مع مكروهه / إذا ما اجتنى منه أرياً لُسِع
وشيخوخة المرء أمنيَّةٌ / متى ما تناهى إليها هَلِع
ألا فعزاءك عما مضى / فليس يؤوب إلى من جزِع
ولا تعذلِ الدهر في غدره / بإخوانه فعليه طُبِع
ألا وازدرع ماجداً مدحة / فإنك حاصد ما تزدرع
ولا تعدونَّ ابن عبد العزي / ز والحكم حكمك إن لم يَرِع
ولم لا يريع لزرَّاعه / كريمٌ أُثيرَ ومدحٌ زُرِع
ألا فَامْرِ أخلاف معروفه / فإنك إن تمرها ترتضع
يكنَّى بليلى على أنه / ينوب عن الفلق المنصدع
وإن كان كالليل في ظله / وفي وسعه كل شيء وسع
فتى ضاف بغداذَ يقري اللهى / فكل برَيِّقِهِ مرتَبِع
ولم ير ضيفٌ قرى قبله / مضيفاً ولا كان فيما سُمع
فتى لا تزال لسؤَّاله / عطايا على سائل تقترع
تنادت قرائن أمواله / ألا للتفرق ما نجتمع
جواد غدا كل ذي خلة / بما ضر ثروته منتفع
جلا عرضه وجلا سيفه / جميعاً فما فيهما من طبِع
فهذا لزينته آمناً / وذاك لبذلته إن فَزِع
يلاقي القوافيَ في درعه / ويلقى الحروب ولم يدَّرِع
وما يعرف الدرع إلا الندى / أو الصبر في كل يوم مَصِع
إذا قيل عافيه عافٍ أُنِي / ل قلت لهم بل جناب ربع
إذا امتيح جَمَّ لممتاحِهِ / ويأبى صفاه إذا ما قُرِع
قريب النوال بعيد المنا / ل يقرب في شرفٍ مرتفع
كمثل السحاب نأى شخصُهُ / ولم ينأ منه صبيبٌ هَمِع
ولا عيب فيه سوى نائل / يلاقي السؤال بخدٍّ ضَرِع
على أنه قد كفى السائلي / ن فاتَّرَعوا وهو لا يتَّرِع
أعفَّ العُفاةَ فقد أصبحت / عطاياه تنتجع المنتجِع
فسائله شامخٌ باذخٌ / ونائله خاشع منقمع
تولت سماحته أمره / وفيها خلال الخليع الورِع
فخانته واقتطعت ماله / ألا حبذا الخائن المقتطع
ولكنها وفرت عرضه / وصانته عن كل قيل قَذِع
ولم تضطلع باختزان الثرا / ء لكنها بالعلا تضطلع
أطاع السماحة في ماله / فأي الثناء له لم يطع
فلا يعجب الناس من مقول / غدا في مدائحه ينزرع
وحسب الكريم إذا ما حبا / وحسب اللئيم إذا ما شبع
يرى المال يعطى كمثل القذا / أميط وليس كأنفٍ جُدِع
متى ينخدع لك عن ماله / فليس عن المجد بالمنخدع
يميت الرياء ويحيي الندى / فيعطي ويخفي الذي يصطنع
على أنه المسك يأبى نثا / ه إلا انتشاراً وإن لم يَمِع
يسر العطايا وآلاؤه / يَرينَ إذاعة ما لم يُذِع
ومن فعل الخير مستخفياً / أشاعت مساعيه ما لم يُشِع
أبا ليلة البدر خذها إلي / ك تصدق فيك ولا تخترع
مهذبة مثل ممدوحها / من الخلع اللائي لا تُختلَع
هي الدهر تاج على ربها / وقرطان في أُذُنَيْ مستمع
يقول الوعاة إذا أنشدت / أألصخرُ يقتلع المقتلع
أتيت نوالك من بابه / ولستُ الخدوع ولستَ الخَدِع
وما ساءني فوت ما فاتني / وإن كان كالعضو مني نُزِع
لأني على ثقة أنني / متى رمت رفدك لم يمتنع
سبقت بأشياء أسديتَها / وأنت المخيلة لا تنقشع
ومدت وسائل أُعدمتُها / وأنت الوسيلة لا تنقطع
فما فاتني فكأن لم يفت / وما ضاع لي فكأن لم يضع
وأقسم بالله أن لم أهب / نصيبيَ منك وأن لم أبع
ولكنني في يدَي علة / وأرجو بيمنك أن تتَّزع
وإن يك لي سبب قاطع / فما أملي فيك بالمنقطع
ومن يعترض مثلكم لا يقف / ومن يقتحم مثلكم لا يكع
وكم من مسيءٍ أتى سابقاً / ويا رب محسن قوم تَبِع
ومن حاربته الليالي اشتكى / ومن سالمته الليالي فُجع
ومسبعة الدهر مشحونة / ومن حل بين سباع سُبِع
فلا تحرمنِّي على علتي / فأحظى بحظَّيْ لهيفٍ وَجِع
جرى الشعراء لكي يبدعوا / فلم يجدوا غير ما تصطنع
وحاولتَ إبداعَ أكرومةٍ / على أوَّليكَ فلم تستطع
فأصبحتم قد تكافأتمُ / ولا بدع حاولتمُ ممتنع
فلا تطلبوا بعدها بدعةً / وكونوا كسائر من يتبع
أقول وقد أرهنوك الأمي / ر لا بالذميم ولا بالجَدِع
ولا بالهِدان ولا بالددا / ن كلّا ولا بالجبان الهلع
ولا بالقليل ولا بالذلي / ل كلّا ولا بالبخيل الجشع
وفى للأمير أناسٌ غدا / رهينتهم كل مرعىً مَرِع
وفي للأمير أناس غدا / رهينتهم كل طود فرع
فأنى يخيس أناس غدت / رهينتهم كل خير جمع
وفى حاجبٌ راهناً قوسَه / وراقب فيها الحديث الشنِع
وقومك أحنى على رهنهم / وما البدر من عود نبع فُرِع
وآل أبى دُلَفٍ معشرٌ / يرون المكارم ديناً شرع
إذا أُبدِئَ الطول منهم أُعي / دَ أو أُوتِر العرف فيهم شفع
ترى في ذراهم غنى المجتدي / وعز الذليل وأمنَ الفزع
وفيهم مذاقان للذائقي / ن حلوٌ لذيذٌ ومرٌّ بشِع
بنوا في الجبال جبال العلا / فتلك الجبال لها تختشع
وما امتنعوا من عدوٍّ بها / ولكنها بهمُ تمتنع
سمت بجدودهم رتبةٌ / جدودُ الملوك لها تصطرع
هم المبدعون بديع العلا / إذا كان غيرهم المتَّبِع
وما الدين إلا مع التابعي / ن لكنما المجدُ للمبتدع
يضيق على مادحي غيرهم / مقالٌ لمدّاحهم يتسع
هم يبسطون لسان العيي / ي مجداً يُصَنِّعُ غير الصَنِع
وهم يقطعون لسان البلي / غ جوداً يقنِّع غير القنِع
يفوِّهُ مدّاحهم أنهم / يمدونهم من إناء ترِع
ويسكت مدّاحهم أنهم / يجودونهم من نجاء همِع
فكم بسطوا من لسان امرئ / فأسرف في الطول حتى ذُرِع
وكم قطعوا من لسان امرئ / وإن كان لم يَدمَ لما قطع
هم غضبوا للعلا فاشتروا / مدائح بيعت فلم تستبع
سموا فاشتروها بأحسابهم / ولم يشتروها لوهي رقِع
وكم راقع حسباً واهياً / بمدح وإن كان لا يرتقع
ولم يُعلِهم جودهم بل علوا / فجاءوا بكل نوال منع
علوا فسقوا كل من تحتهم / فكم من غليل بهم قد نقع
كسقف السماء أغاث العبا / د شكراً لرافعه إذ رفع
وحق العلو على المعتلي / حنوٌّ وعطف على المتضع
كأنكم يا بني قاسم / كواكب من قمرٍ تنقلع
هو البدر أدّاكم أنجماً / تواضَعُ في فلَكٍ يرتفع
كساكم أبو دلف خيمَه / فكلٌّ بسكَّتِهِ منطبع
وكنتم أناساً لكم شيمة / قد استشعر اليأس منها الطمع
وفي الناس مما خصصتم به / تفاريق لكن متى تجتمع
وما بات عانيكم كانعاً / ولا هَمُّ جارِكمُ مكتنِع
وقدماً وددتم وعوديتمُ / وهيهات من ضُرَّ ممن نُفع
فليس يعافُكُمُ ذائقٌ / وليس يُسيغكمُ مبتلع
لما حقُّ من صد عن مشربٍ
لما حقُّ من صد عن مشربٍ / لبعض القذى فيه أن يمنعَهْ
بلى حقه أن يصفَّى له / ليلتذ عند الصدى مكرعَهْ
أبى الله قطعك رزق امرئٍ / أبى الفضلُ والطول أن يقطعه
وعلمك أن السدى كله / ستُنشَرُ ذكراه في مجمعه
وما ذاك إلا عقاب امرئ / رأى السيف من حيده موضعه
منعت الكفاف الذي لم تزل / تجود به كفك الموسعه
فإن كنت مسلمَ ذي حرمةٍ / لقول أعاديه ما أضيعه
فعجله بالسيف كي تستري / ح إن كنت من قتله في سعه
أتسلمنا للردى ستة / وقد كنت ترحمنا أربعه
ألا قل لذي العطن الواسعِ
ألا قل لذي العطن الواسعِ / أخي المجد والشرف اليافعِ
ليهنك أنك مستقبِلٌ / دوام المزيد بلا قاطعِ
وأن لست ممنوع أمنيَّةٍ / وأن لست للخير بالمانع
وأن لست كلّاً على ناظر / وأن لست وقراً على سامع
فلا زال جدك مستعلياً / له قوة الغالب الصارع
ولا زال سعدك مستصحباً / مساعدة القدر الواقع
إلى أن تحل ذرى مرغمٍ / أنوفَ أعاديكمُ جادع
على أنني بعد ذا قائل / ولست لقولي بالدافع
ألستُ المحب ألستُ المرب / ب من قبل برقكم اللامع
ألستُ المحق ألست المدق / ق في المُعيِيات على الصانع
فما لي ظلمت وما لي حُرِم / تُ منكم وضِعتُ مع الضائع
ألم تعلمونيَ علم اليقي / ن والحق كالفلق الساطع
طلعتُ بأيمن ما طائرٍ / عليكم وأسعد ما طالع
فجاءتكمُ دولة غضة / تفيَّأ في ثمر يانع
ألم أك أدعو بتمكينكم / سراراً مع الساجد الراكع
ألم أك أثني بآلائكم / جهاراً مع المعلن الصادع
ألم تعلموا أنني جئتكم / مجيء المخالص لا الطامع
وأني خدمت وأني استقمت / إذا ضلعت شيمة الضالع
وأني نصحت وأني مدح / ت بالمنطق الرائق الرائع
أمن بعد ما سار معروفكم / إلى ساكن البلد الشاسع
وقام الخطيب بإحسانكم / على منبر المسجد الجامع
يشيع شقائي بحرمانكم / وشكري مع الشائع الذائع
ألا ليت شعريَ قول امرئٍ / تراخت مثوبته جازع
إذا أنا أخطأني نفعكم / فهل بعدكم ليَ من نافع
سيجري على مثل مجراكمُ / أخو ثقتي جري لا نازع
وأي البرية لا يقتدي / بأفعالكم غير ذي وارع
فلله ماذا جنت سادة / على خادم لهم خاضع
حمَوهُ المعاش وأسبابه / وهم خير مزدرع الزارع
أيحسن رفعي بكم صرختي / ألا هل عن الظلم من رادع
وقد طبق الأرضَ إنصافُكم / فعمَّ المطيع مع الخالع
ألا لا تكن قصتي سبَّةً / فما ذكر مثليَ بالخاشع
قبيح لدى الناس أن تُرتِعوا / وأن لا يروني مع الراتع
وأن تشرع الدُهمُ في بحركم / وأن لا يروني مع الشارع
وأن تترأَّس حُثَّالةٌ / بكم ويروني مع التابع
فلا تضعوا عالياً ربما / جنى وضعُهُ ندمَ الواضع
يراجع بعض رَوِيّاته / قد وقعت صفقة البائع
فتوحشه جورةٌ جارها / فشاعت مع الخبر الشائع
ويأسى على مُدَحِ المستمر / رِ بالحمد والشكر لا الظالع
وحسب أخي الظلم من غفلة / بمكوى ملامته اللاذع
ألا من لمن طردته الغيو / ث عن موقع السبَلِ الهامع
ألا من لمن وكلته البحا / ر ظلماً إلى الوَشَلِ الدامع
أقاسم يا قاسم العارفا / تِ يا كوكب الفلك الرابع
أعزمُكَ أنك إن أنت صر / ت في ذروة الفلك السابع
وجاوزته سامياً نامياً / إلى ثامن وإلى تاسع
جريتَ على نهج ذاك الرضا / بضيق القناعة للقانع
أبى الله ذاك وأن العلا / نمتك إلى الفارع الفارع
أعيذك من نائل حائل / ومن بادئ ليس بالراجع
أيشبع مولىً وعبدٌ له / يجوع مع الجائع النائع
جمالك يا ذا السنا بارعٌ / فصِلْهُ بإجمالك البارع
وزد في ارتفاعك فوق الورى / بأن تتواضع للرافع
بذلت من القوت لي عصمةً / فأوسع علي من الواسع
وما لي وإن كنت ذا حرمة / سوى طيب خِيمك من شافع
على أن لي شُغُلاً شاغلاً / بعتبك ذي الموقع القارع
أقول وقد مسَّني حدُّه / مقال الذليل لك الباخع
ضربت بسيفك يا ابن الكرا / م غيرَ الشجاع ولا الدارع
فصلني بعفوك إنّي أرا / ه أكبر من ضرَع الضارع
وهب حسن رأيك لي محسناً / ليهجع ليلي مع الهاجع
فما بعد رأيك من مُنيَةٍ / وما بعد عتبك من لائع
إذا ما الفجائع بقَّينَ لي / رضاك فما الدهر بالفاجع
رضاك ظلالٌ جنانيةٌ / وعتبك كاللهب السافع
صدقتك في كل ما قلته / يميناً وما كذب الطائع
فإن كان قولي فيما ترا / ه من خدع الراقئ الراقع
فسامح وليَّك إن الكري / م قد يتخادع للخادع
أيرضى الأمير أطال الإله
أيرضى الأمير أطال الإله / بقاء الأمير عزيزاً مطاعا
بأن فلَّ حرمانه مقولي / فأحذاه بعد المضاء انقطاعا
وكانت قوافيَّ في مدحه / مئين فقد صرن فيه رباعا
وما كان إلا حساماً أضيع / ومهما أضيع من الأمر ضاعا
فلو شاء صيقله رده / جديداً وولاه كفاً صناعا
تعيد شباه إلى حاله / وتلقى على صفحتيه شعاعا
ليوم تقنَّع فيه الرجال / وتحسر فيه النساء القناعا
دخلت على خالد مرةً
دخلت على خالد مرةً / وقد غاب في ذاته الأصلعُ
فقلت أشيخ كبيرٌ يناك / فقال أجل خَلِقٌ يُرقع
فقلت له أعلى أربع / فقال نعم هكذا أنجع
إذا لم أكبَّ على أربع / فلم خلقت لي إذاً أربع
تركت السجود لأربابه / فدعنيَ إذ فاتني أركع
قبيح بمثلي على سنه / يناك فيبطح أو يضجع
لأهل الجرائم وضع الصدو / ر لا لي والمصرع الأضرع
فأعرضت عن رجل فاسق / لشيطانه فيه مستمتع
إذا فعل السوء قال الخنا / ليشبه منظره المسمع
ضراط ابن ميمون فيه سعَهْ
ضراط ابن ميمون فيه سعَهْ / وضرط أبي صالح في دعَهْ
فيضرط هذا على رجله / ويضرط هذا على أربعه
إذا ما تضارط هذا وذا / سمعت رعوداً لها قعقعه
إذا كنت لا تستطيع الجماعَ
إذا كنت لا تستطيع الجماعَ / وأنت لأهل الزنا مَجمعُ
فإنك في ذاك مثل المسنِّ / يحدُّ الحديد ولا يقطعُ
تكايدنا شنطفُ
تكايدنا شنطفُ / وشعرتها تَنطفُ
فتنثر أبعارَها / وترصف ما ترصفُ
تقول بلا كلفةٍ / وتكلف ما تكلف
أعِدُّوا إذا أندرت / سماديّةً تُجرَف
مشوهة قحبة / عنابلها تنقف
يهملج تقحيبها / وتكريعها يقطف
إذا فقدت فسوها / فأنفاسها تخلف
تشرف بالموبقا / ت لو أنها تشرف
ولو أنها في القيو / د تحجل أو ترسف
لهامت إلى مدمج / لِهامَتِهِ أحرف
تظل إذا خاضها / وأحشاؤها ترجف
وتقوى على دسِّه / وعن سلِّه تضعف
على أنها لا تنا / ك بالغُرم أو تلطف
تراها إذا شوهدت / وصفّاعها يعنف
ومن ذا يرى قردة / تُغنّي فلا يسخُف
أشنطف ما يشتهي / جماعك من يظرف
ولا أنت ممن يرو / ق عيناً ولا يطرف
نأى القبح عن يوسف / وأنت له يوسف
أبا الفضل لا تحتجب إنني
أبا الفضل لا تحتجب إنني / صفوح عن المخلف الوعد عافي
وإني إذا لم يجُد صاحبي / بجدواه قابلته بالعفافِ
أمنت أمنت فلا تحفلن / ن لي باختلاف ولا بانصراف
ثكلت إخاءك فهو العزي / ز إن لم أصن رغبتي في غلاف
وإن لم أصم بعدها مدتي / من الكشك ما دام في الناس جافي
سألتك لا حاجة فاحتجز / ت مني وطالبتني بالكفاف
كأني سألتك قوت العبا / د في سنة البقرات العجاف
قليت الرجال أشد القلى / وعفت جداهم أشد العياف
مدحتك مدح امرئ واثق / ومولى وصول وخل مصافي
فكافأتني بازورار يفو / ق كل ازورار وكل انحراف
وأصبحت ملتحفاً عندها / على ما ملكت أشد التحاف
كأني كتفتُك لما حلل / ت فيك لساني أشد الكتاف
وقد كنت خلتك مثل الفرا / ت لا تمنع الري من ذي اغتراف
وما كنت أحسب أني لدي / ك من طرز أهل الرثاث الخفاف
سألت قفيزين من حنطة / فجدت بكد من المنع وافي
وأتبعت منعك لي بالحجا / ب مهلاً هديت ففي المنع كافي
سألتك حَبّاً لكشك القدو / ر أنساً بتلك السجايا الظراف
فماطلتني ثم راوغتني / فكدرت من ودنا كل صافي
كأني سألتك حَبَّ القلو / ب ذاك الذي من وراء الشغاف
أخِفتَ المجاعة ياهاشمي / ي متَّهِماً لأمان الألاف
وقد هتف الله في وحيه / به لقريش أشدَّ الهتاف
أم اكتنفت أذنك العاذلا / ت باللوم في ذاك كل اكتناف
عليك السلام ولولا الإخاء / لجاءتك بعد قواف قوافي
لقد ساءني أن تكون انهَزَمْ / ت قبل الوقاف وقبل الثقاف
ولو كان غيرك ثم استحال / للاقى ملامي كصخر القذاف
وهل ينكر الحق أني امرؤٌ / من اعوجَّ قوَّمتُه بالثقاف
كأني أراك وقد قلتَ جا / ء يأخذ حنطتنا بالخراف
موالِيَنا أنصفوا أنصفوا / فظلمكمُ ظاهرٌ غير خافي
سمحتم بضيعتكم للخسا / ر يأكلها ناعل بعد حافي
حمت من مواليكمُ خيرها / ولكنّها للأقاصي صوافي
وإني لأظلم في لومكم / وإن كان فيكم ومنكم تجافي
لأني أرى الناس قد خُبِّلوا / وأصبح زِيُّهُمُ من خلاف
فأقدامهم في قَلَنْسِيِّهِم / جنوناً وهامهمُ في الخفاف
بني هاشم أين عن ضيفكم / هشيمُ ثريدكمُ في الصحاف
أماء سواقيكمُ في الخسو / ف أم بذر حنطتكم في خُساف
ألم يبن هاشمُكم مجدَكم / وعبد منافكمُ في النياف
عليك برأيك في حاجتي / ففيه لعمري من الداء شافي
ولا تأس من رجعتي إن محو / ت سوء اقتراف بحسن اعتراف
ولا تعتذر غير ما مُعذَرٍ / فليس لما بيننا من تلافي
إلى أن يرد قناع المشي / ب لي حالكاً كجناح الغُداف
وإني لذو حلف حاضرٍ
وإني لذو حلف حاضرٍ / إذا ما اضطررت وفي الحال ضيقُ
وهل من جناح على مرهَقٍ / يدافع بالله ما لا يطيقُ
رأيتُ التقاط جنى نخلة
رأيتُ التقاط جنى نخلة / إذا ساقطته ولم ترقَها
أكَنَّ لكفك من شوكها / وإن هي لم توفها حقها
لقد أحسنت نخلة أنزلت / على كف ممتاحها رزقها
وما جشمت كفه شوكها / ولا جشمت رجله سُحقها
أبا حسن خان ذاك النبي
أبا حسن خان ذاك النبي / ذَ عرقٌ تفصَّد منه العروقُ
غدا وهو ترعف منه الأنو / ف كرهاً وتشرق فيه الحلوق
وروحي تتوق إلى غيره / وأنت إلى العرف عندي تتوق
فصلني بدستيجة عذبة / فإني إليها مشوق مشوق
أصلك بدستيجة مثلها / من الخل تغلو وللخل سوق
لا بد منها وأنت الذي / بصغرى أياديه تقضى الحقوق
علاكَ قناعُ المشيبِ اليَقِقْ
علاكَ قناعُ المشيبِ اليَقِقْ / وثوب المشيب جديدٌ خَلِقْ
علاك فأبرق إبراقةً / تُراعُ لها ظبيات البُرَق
وأنى تراع بما أومنت / به من حبالك ذات العُلَق
ومن نَبلك المرسلات التي / صوائبها في الرمايا نسق
بلى في المشيب لها رائعٌ / وإن هو أطفأ فيها الحُرَق
وشرخ الشباب وإن صادها / أحبُّ إليها لذاك الأنق
أعاذِلتي إن بكيت الشبا / ب إني لم أبك ثوباً سحق
لقد علم الدهر أن الشبا / ب ثوب لدى الناس لا كالخرق
لذاك يدب خفيّاً له / فيسلبه سلباً كالسَّرق
ولو كان يسلبه جهرة / للاقى القنا دونه والدرَق
وحُقَّ له مع إقدامه / إذا ابتز مثل الشباب الفرق
رعانا الأمير أبو أحمدٍ / فأرعى المريع وأسقى الغدق
وضمَّ الشتيت ولمَّ الجمي / ع وانتظم الشمل حتى اتفق
وأغنى الفقيرَ وحاط الغنيْ / يَ ما لم يَحُطْ والد ذو شفق
عبيد الإله بن عبد الإلَ / ه خير الملوك وخير السُّوَق
فأضحى وأمسى وقد أجمعت / عليه بأهوائهن الفِرَق
وظلُّوا وباتوا به آمني / ن في ظل عيش أثيث الورق
لياليهمُ مثل أيامهم / ضياءً وأنساً وما من أرق
وأيامهم كلياليهُمُ / سكوناً وروحاً وما من غسق
يداه يمينان لكنه / إذا شاء علَّ الظُّبا بالعلق
وطوراً شمالان لكنه / إذا شاء سح الندى فانبعق
مهيب إذا سار في جيشه / وقد لاح كوكبه فائتلق
أشارت إليه قلوب الورى / وكفَّ البنانُ وغضَّ الحدق
بلا سبب فالتمس رفده / فإنك تقربُ ماءً دفق
وهل يستعدُّ الرشاء امرؤٌ / لورد الفرات إذا ما فهق
ألا فارجُهُ واخشَه إنه / هو البحر فيه الغنى والغرق
ألا فارجه واخشه إنه / هو الغيث فيه الحيا والصعق
مضرٌّ بملتمسٍ ضرَّهُ / وفيه لمرتفق مرتَفق
هو السيف إن أنت أنحيته / لرأسك أو رأس قرن فلق
هو الماء فاشربه ذا غُلَّةٍ / وذا غصة وتوقَّ الشرَق
هو النار فاصطلها واستضئ / بها في الدجى وتوقَّ الحرق
إذا ما وعى مدحَه المادحو / ن طاب نسيمُهم والعرق
فتنشر أرواحهم نشرة / وما منهم ذو لسان نطق
فإن أنشدوا مدحه غادروا / من المسك في كل شيء عبق
إذا كذب الناس أو كذبوا / لدى القول والفعل يوماً صدق
وحلم يوازن مثقاُله / جبالَ الشرى وجبال السلق
به يجمع الملك أشتاته / إذا ما عصا الناس طارت شقق
يباشر شوك القنا حاسراً / ويلبس دون اللسان الحلق
إذا بتَّ والفكر تستخرجا
إذا بتَّ والفكر تستخرجا / ن مفتاح أمر عسير الغلق
وأنت لأمر العلا مؤثرٌ / على كل ناعمة المعتنق
وأبدى لك الصبح عن واضحي / نِ رأيك منبلجاً والفلق
فلله صبحك ماذا جلا / ولله ليلك ماذا وسق
وإما أجرت من الحادثا / ت جاراً فليس عليه رهق
يرى الدهر جارك في شاهق / تأزَّر من لجة وانطلق
وقد عَلِقَت قبضتاه عُرى / بها عصم الله تلك الوُثَق
فهل من سبيل إلى مثله / أبى الله ذاك على من خلق
فدونكها يا ابن سيف الملو / ك لهو المجالس زاد الرُّفَق
إذا المرء أرَّقني مدحه
إذا المرء أرَّقني مدحه / وأغفل حقيَ أرَّقتُهُ
بشتم إذا بات يصلى به / توهَّم أنِّيَ حرَّقتُهُ
سُليمانُ مَفْسدةُ المملكَهْ
سُليمانُ مَفْسدةُ المملكَهْ / فأهلكَهُ اللَّهُ واستدْركَهْ
رعى طبرستان رعيَ المُضِي / ع وهْيَ إلى الحَشْرِ مُسْتَهْلكَهْ
وما كان براً على ضَعْفِهِ / ولا فاجراً قَبْلُ ما أفتكه
هو الأسدُ الوَرْدُ في قصرِهِ / ولكنَّه ثعلبُ المعْرَكَهْ
وأحسِبُ فرعونَ في كفره / وهامانَ ما سلكا مسلَكَهْ
توقّعْ لبغدادَ إذْ ساسها / زِفافاً فقدْ أصبحَتْ مُمْلكهْ
سَيُتْبِعُها طبرِسْتانَها / تَصَبَّر لذاك فما أوشكَهْ
أتاها فزلزل أرْكانَها / وأشْلَى ابْن أوْسٍ على الصَّعْلَكَهْ
وقد كادَ يَهْوي بها عَرْشُها / ولكنْ تباركَ من أمسكَهْ
وجدتُ مُوَلّيَهُ مُلْقياً / بكلْتا يديْهِ إلى التَّهْلُكَهْ