المجموع : 78
بطيفك يا بدر والطارق
بطيفك يا بدر والطارق / ومسبل شعرك والغاسق
وقدك يا غصن واللحظ من / رشيق يميس ومن راشق
وطلق جبين قضى حسنه / ببين على سلوتي الطالق
أغث بأيادي الرضا مغرماً / دعاك وخذ بيد العاشق
فقد تعبت عينه في الهوى / بإنسانها السابح الغارق
وعاقبها سيد ظالم / عليها بذنب الكرى الآبق
سكاب دموع جرت في مدا / بكاها فأعيت على الآحق
وسهر روى من بكاءي الذي / تدفق عن جعفر الصادق
وأمرد نشوان أما لقاه / لعمري فمعذرة الفاسق
منعم جسماً ولكنني / شقيت بمنظره الشقائق
وذي إمرة سار للقيل في / جناحي لوا قلبي الخافق
فكم مسلم خائف عندَ ما / رنا من ظبا لحظه المارق
وكم ذابل في العيون التي / سناها بسهدٍ لها ماحق
فيفتح للجفن من مطبق / ويعمل للقلب من طابق
بخدٍّ وخال على تبره / يشحّ على قبلةِ الوامق
فكم قلت بالتبر جُد مرّة / عليّ فقال ولا الدَّانق
وكم قلت ما الرفق قال الطلا / وأقسم ما أنت بالذائق
ورُبّ مدام تروق التي / شربت على حسنه الرائق
معتقة من ذوي الحجب في / يمين محجّبة عاتق
وفاتكة كالمدام التي / تدير على لينها مادق
تنزه في الثغر مبني في / محل العذيب وفي بارق
زمان شباب مضيء مضى / بعيشٍ لنا فائزٍ فائق
وجاء مشيب على جانبيْ / عذاري وحاشاك كالباصق
فعينايَ في الليل محلوقتان / وفي اليوم من مائها الدافق
وقلبيَ حرَّانُ من لوعةٍ / أتت من كئيب النوى الفارق
ومن زمنٍ بعد ذاك الزمان / عقوق كمثل اسمه عائق
محاذق في الضرّ لي أفرقت / خلاف القياس من الحاذق
وحملت في الأرض من خطبه / ذُرا جبل في السما شاهق
لسنيَ بالفم كم قارعٍ / ولحميَ بالهمّ كم عارق
وقلبي المعذب مع همه / لدى القلب في مخلبيْ باشِق
لعل صديق صديق بمصر / يخفف بالشام عن عاتق
بخطوة ساعٍ مثابٍ إلى / حمى الفضل والكرم السابق
فنشكو فعال الزمان الغلام / لسيده الفاتق الراتق
عليّ سيوف لشأوِ العلى / وحاتم في القوم من لاحق
مجيد العطا ومجيد السطا / بممتشق فيهما ماشق
له الله من راتقٍ في الورى / أموراً كباراً ومن فاتق
وميكال دهر جديد على / يديه تصبّ يد الرازق
من الغرب والشرق راجوه لا / يردّ حماه رجا الطارق
فيلقى الجوينيّ في الوفد من / ندًى عنده ما لقى المالقي
على خلفاء كثيرٍ أبرّ / بسؤدده الراسخ السامق
فيا عون المكتفي إذ بدت / علاه ويا خجل الواثق
فيا صائغ اللفظ صوغ الشنوف / زهت في حلا سوقه النافق
أغثْ مبعداً لاقياً للأسى / يلوذ بإحسانك اللائق
صباح الطوى من دمشق التي / خدمت ومن حلب فالق
وفي حلبٍ راتبٍ قانعٍ / ولكن نعته يَدا ناعق
وعائلة أعولت كلما / أطلت على نفسي الزاهق
على أنني وليَ الصبر قد / ألفت بهذا الشقا الراهق
فلو قيل فارق ولا تبتئس / أيست لقولهُم فارق
وقد آن لي من يد العمر أن / أسير إلى رحمة الخالق
وما فتر هذا الهلال القديم / لخلق عليها سوى خافق
فداك محبّ عطفت الولا / على حبّه عطفةَ الناسق
طفقت له مزوياً نبْتَهُ / زماناً بطافحك الطافق
وأحييت منه ومن لفظه / لمن قد يرى رمق الرامق
فكم من شهيد زكيٍّ على / جميل ثناه وكم سابق
وأنت الذي لم يزل بشره / لظامٍ وسارٍ سنا بارق
وأنت الذي في السهى قدره / بعيّوق شاهده الناطق
لا بدعَ لفظكَ كم حاسدٍ / كليم حشاً دونه صاعق
تنزّه في روضة المجتلى / على المرخ من همة اللاصق
فعيناه في المرخ حيث اجتلت / بديعاً وأحشاه في دابق
ملكت بحقلِ جلاد الجلال / وحيداً فمزّقت في مازق
وأفردت نظماً سرياً فما / لبيتك في النظم من سارق
وأبعدت بالرغم والعجز عن / جنا دَوْحك الناضر الباسق
فيا طرسيَ ألثم ثراه المري / ع ألفاً ويا مدحةُ عانق
وعشْ يا ربيب التقى والعلى / لدى أملٍ بالوفا صادق
ومبلغ علم بإعجازه / رمى في حشا الندّ بالحارق
علومك يا دوح للمجتني / وذكرك يا روض للناشق
كفاني المؤيد عتب الزمان
كفاني المؤيد عتب الزمان / وأنقذني من إسار الشقا
فكانَ ولائي له مخلصاً / لأنَّ الولاءَ لمن أعتقا
ألا قل لقاضي قضاة الأنام
ألا قل لقاضي قضاة الأنام / أمام التقى ذي الفخار العربق
لقد حارَ عبدكَ يا سيدي / وحقّ الجليل بحقّ الدَّقيق
لزهر الشقائق والبدر من
لزهر الشقائق والبدر من / جُلا وجنتيك انتساب عريق
فهذا أخوها بمعنى الشبيه / وفي اللّون هذا أخوها الشقيق
كذا أبداً يا أجلّ الورى
كذا أبداً يا أجلّ الورى / نوالك بين الورى يُرتزق
تقدّم طرساً وتسدِي ندىً / فمنك الثمار ومنَّا الورق
تسلَّى فؤاديَ بعد الهوى
تسلَّى فؤاديَ بعد الهوى / ونامت جفوني بعد الأرق
وردتم شجوني إلى أن عفت / كما أنضج الشيء حتى احترق
خذْ العدس المشتهى مأكلاً
خذْ العدس المشتهى مأكلاً / وكن يا أخا الجود نعم الأكيل
فلو لم تكن عندِي المعتلى / لما جدت منه بهذا الجليل
وأقسم لولاك يا سيدي / عدمت الصديق وحقّ الخليل
أمولايَ ما اسمٌ جليّ إذا
أمولايَ ما اسمٌ جليّ إذا / تعوَّض عن حرفه الأول
لكَ الوصف من شخصه سالماً / فإن قلعت عَينهُ فهوَ لي
تصدَّق برفدٍ على السائلي
تصدَّق برفدٍ على السائلي / ن ما كانَ يمكن رفد جميل
ولا تأمننَّ عروض الزمان / فإنَّ الزمان فعول فعول
أيا حسناً قد هوى شائباً
أيا حسناً قد هوى شائباً / لقد بتُّما والهوى مشكل
فلو بتُّما عند قدريكما / لبتُّ وأعلا كما الأسفل
سألت الحلال فأعطى وقد
سألت الحلال فأعطى وقد / سألناكَ يا من عليه يدَل
وأنتَ في الدولة ابن المعزّ / فلا تقصرن عن ابن الأجل
رأينا تواقيع تاج العلوم
رأينا تواقيع تاج العلوم / على قصص ذات وصف جلي
بنسك وجودٍ وخطٍّ أجاد / فقلت الثلاثة خطّ الولي
إذا جاءَ عثمان مستخبراً
إذا جاءَ عثمان مستخبراً / عن المتقارب بحراً فقولوا
ثقيلٌ ثقيلٌ ثقيل ثقيل / ثقيلٌ ثقيلٌ ثقيلٌ ثقيل
أقاضي القضاة الذي قد علا
أقاضي القضاة الذي قد علا / بأسمى السِّمات وأزكى الفعال
بجودٍ وزهدٍ وخطٍّ بهر / ت فأنتَ الوليّ على كلّ حال
أيا سيدي إن ذاك الذي
أيا سيدي إن ذاك الذي / أمرت ببرِّي سها عن خليلي
وقال أناس أتاكَ الدقيق / فقلتُ لهم لا وحقُّ الجليل
فضلت السعيد وأستاذه
فضلت السعيد وأستاذه / بنظميهما وبنثريهما
وكانا عتيقي فخارٍ حويت / فكنت الأحقّ بإرثيهما
أيا سيدي إنني قد عييت
أيا سيدي إنني قد عييت / عن أن أشابه أهل الكرم
فأرسلته مثل نهد الشباب / وودّي لو كانَ مثل الهرم
جفاني الفلان لأنْ ظنني
جفاني الفلان لأنْ ظنني / بتلك الهدية أبغي مراما
فمن أجلها كفّ رجع الكلام / وكانت حزاماً فأضحت لجاما
أمولايَ شمس العلى قد ظهر
أمولايَ شمس العلى قد ظهر / ت لآل الفلان بمجد صميم
وصفرت تصفير تحبيبهم / فكنت شميسهمُ من قديم
أيا صاحب النعم الباهرات
أيا صاحب النعم الباهرات / إليك بعثتُ مقالي النظيم
وأهديت منه يتيم العقود / وحاشاك تكسرُ قلب اليتيم