المجموع : 72
أنا العبد تَرفعُني نسبتي
أنا العبد تَرفعُني نسبتي / إلى عَبدِ قَريعِ الزَّمانِ
وعَمِّي شَمسُ العُلا هاشِمٌ / وخالي مِنْ رَهْطِ عبدِ المَدانِ
ولكِنَّ فَخري بالأصَغَرَيْنِ / بقَلبي والمُنتضى مِن لِساني
ولي مِن بَناني شَأنٌ بَديعٌ / ولو شئتُ قْلتُ بَناني بَناني
وهذا فَخارٌ بهِ الفَرقُ دانٍ / إلى حَيثُ يسلُكُهُ الفَرْقَدانِ
بِحضْرَةِ سُلطانِنا عُصْبَةٌ
بِحضْرَةِ سُلطانِنا عُصْبَةٌ / نزلون عن قَصدِ أنحائهِمْ
كُفاةٌ ولكِنَّهُم يَسرِقونَ / ثلاثَةَ أرباعِ أسمائِهِمْ
صَديقٌ لَنا ليسَ في قَولهِ
صَديقٌ لَنا ليسَ في قَولهِ / وفي فِعلِهِ إنْ تأمَّلْتَ أَلْتُ
يقولُ لغِلمانِهِ أبشِروا / لأنِّي إذا رُمْتُ أمراً عدلْتُ
فلا تحسبوني ظَلوماً فإنِّي / أشارِطُكم إنْ فَعلْتُ انفعلْتُ
إذا لم يَفُتْنيَ عَقلٌ ودِينٌ
إذا لم يَفُتْنيَ عَقلٌ ودِينٌ / وصِحَّةُ جِسمٍ وأَمْنٌ وقُوتُ
فلا خلقَ أسوأُ مِنِّي اختِياراً / إذا ما أسيت لشَيءٍ يفوتُ
لقاؤُكَ يُدني مُنى المُرْتَجي
لقاؤُكَ يُدني مُنى المُرْتَجي / ويفتَحُ بابَ الهَوى المُرْتَجِ
فأسرِعْ إلينا ولا تُبطِئَنَّ / فإنّا صِيامٌ إلى أنْ تَجي
مضى المُزَنيُّ الّذي لم يَزلْ
مضى المُزَنيُّ الّذي لم يَزلْ / لَنا مزنَةً مالَها من خُمودِ
مضى والتُقّى مَعهُ والعُلا / فما لِلعُلى بعدَها من وُجودِ
أقولُ لأعدائهِ الشّامتي / نَ أبُشِّرْتُمُ بعدَهُ بالخُلودِ
إذا لم تَجِدْ ناصِحاً مُشفِقاً
إذا لم تَجِدْ ناصِحاً مُشفِقاً / فإنَّ السَّلامَةَ في الانفِرادِ
ومَهْما وجدْتَ الصَّديقَ الصَّدُوقَ / فَمكِّنْ لهُ في صَميمِ الفُؤادِ
أعِنِّي على كَمَدي بالحَمْدِ
أعِنِّي على كَمَدي بالحَمْدِ / فَحَرُّ الهَواءِ كحَرِّ الكَمَدْ
وقدْ وقَدَ الحَرُّ فابعَثْ إليَّ / شَفاهً لتبريحِ وَقْدِ وَفَدْ
إذا خُذِلَ المَرءُ مِن نَفسِهِ
إذا خُذِلَ المَرءُ مِن نَفسِهِ / فليسَ لَهُ مِن سِواهُ نَصيرُ
وشَرُّ سِلاحٍ يُحامي بهِ / لِسانٌ طويلٌ وباعٌ قَصيرُ
علَيَّ بِها لاكَنارِ الخَليلِ
علَيَّ بِها لاكَنارِ الخَليلِ / فبَردُ المُدامِ يَزيدُ الفُتورا
ولكِن كَنارِ الشَّبابِ الّتي / تُحَيِّ النُّفوسَ وتُحْيي السُّرورا
إذا شرِبَ المَرءُ مِنها ثلاثاً / رأى النّارَ مِن فَوقِ خَدَّيْهِ نُورا
كأنَّ الغُصونَ وقد أُثقِلَتْ
كأنَّ الغُصونَ وقد أُثقِلَتْ / بما حَمَلتْ من جَنِيِّ الثِّمارِ
رِقابُ الأنامِ وقد أصبحَتْ / مُثَقَّلَةً بالأيادي الكِبارِ
أرى جُلّناراً قُلوبَ الوَرى
أرى جُلّناراً قُلوبَ الوَرى / لِما فَوقَ خَدَّيْهِ مِن جُلَّنارِ
لئِن كَسَفونا بِلا عِلَّةٍ
لئِن كَسَفونا بِلا عِلَّةٍ / وفازَتْ قِداحٌهُمْ بالظَّفَرْ
فقد يكسِفُ المَرءَ مَنْ دونَهُ / كما يكسِفُ الشّمسَ جُرْمُ القَمَرْ
دعانِي إلى بيتِه سَيِّدٌ
دعانِي إلى بيتِه سَيِّدٌ / له الخُلُقُ الأشرَفُ الأظرَفُ
فلازَمْتُ بَيتي ولاطَفْتُهُ / بعذرٍ هُوَ الأظرفُ الأطرفُ
عُطارِدُ نجمي ولا شَكَّ أنَّ / عُطارِدَ في بَيتِهِ أشرَفُ
بنَفسي أخٌ نفسُهُ أمَّةٌ
بنَفسي أخٌ نفسُهُ أمَّةٌ / وتَدبيرُهُ في الورى فَيْلَقُ
أخٌ بابُ إحسانِهِ مُطَلقٌ / وبابُ إساءتِهِ مُغلَقُ
كريمُ السَّجايا فلا رأيُهُ / بَهيمٌ ولا خلقُهُ أبلَقُ
مُحَمَّدٌ أنت قُوى ناظِري / فكيفَ إذا غبْتَ لا أقلَقُ
رهنْتُكَ قَلبي وحُكْمُ القُلو / بِ إذا رُهِنَتْ أنَّها تُغْلَقُ
للهِ دَرُّكَ نَرجِساَ في مَجلِسٍ / تَرنو إلى أحداقِها الأحداقُ
فكأنَّها كُحِلَتْ بعَينٍ عَينُها / وكأنَّما أوراقُها أوراقُ
طافَ بإبريقَيْنِ من خَمْرَةٍ / وكم شكَتْ نفسي أباريقَهُ
يَمُنُّ عَليَّ بلا طائلٍ
يَمُنُّ عَليَّ بلا طائلٍ / وذاكَ لعَمْري بِئْسَ الخُلُقْ
كأنَّكَ أوجَدتَني ناطِقاً / وألزَمْتَني طائري في العُنُقْ
ولو كنتُ أنثُرُ ما تَستحِقُّ
ولو كنتُ أنثُرُ ما تَستحِقُّ / نثَرْتُ عليكَ نُجومَ الفَلَكْ
فدْيتُ أبا نَصرٍ المُرتجى
فدْيتُ أبا نَصرٍ المُرتجى / لِتفَريجِ كُلِّ ظلامٍ يَظلُّ
لهُ قَلَمٌ حدُّهُ لا يَكِلُّ / إذا كانَ في الحَربِ سَيفٌ يَكِلُّ
فيوجِزُ لكِنَّهُ لا يُخِلُّ / ويُطنِبُ لكِنَّهُ لا يُمِلُّ
وكيفَ يُمِلُّوتوفيقُ مَنْ / أفادَ العُقولَ علَيهِ يُمِلّ
تجودُ قريحَتُهُ بالبديعِ / عَفْواً كجُودِ القَراحِ المُغِلُّ
مُدِقٌّ مُجِلٌّ وأولى الكُفاةِ / بأعلى الصِّفاتِ مُدِقٌّ مُجِلُّ
أمَا حانَ أن يَشتفي المُستَهامُ
أمَا حانَ أن يَشتفي المُستَهامُ / بزَوْرَةٍ وَصْلٍ وتأوي لَهُ
تجمجم عن سؤله هيبة / ويعلم قلبك تأويله
بنَفسي كِتابٌ أراني عياناً
بنَفسي كِتابٌ أراني عياناً / أجَلَّ وأشرَفَ نوعِ المَقولِ
فألفاظُهُ والمَعاني جَميعاً / مَرائي العُيونِ مَراعي العُقولِ