المجموع : 26
وغانيةٍ سِرْتُ عنها لكي
وغانيةٍ سِرْتُ عنها لكي / أَعودَ بكَسْبٍ يُريها المُنَى
فغِبْتُ إلى أنْ عَلانِي المَشيبُ / وعُدْتُ بأَنفَسِ ما يُقْتَنَى
فقالت أَشابَك ماذا فقلت / ركوبُ البحارِ وطولُ العَنا
فقالت لعَمْرى أَراك افتقرْتَ / بلا شكَّ من حيثُ رُمتْ الغِنى
وما قام إحسانُ أضعاف ما / كسبتَ بأيْسر ما قد جَنَى
إذا كنتَ قارونَ عند المشيبِ / وكَشّفتْ عن مُفْلِس قل أنا
نهيتُ الحبيبَ عن المروحَةْ
نهيتُ الحبيبَ عن المروحَةْ / لمعنىً وحَسْبُك أنْ أشرحَهْ
لقد خِفتُ إنْ مرَّ فيها النسيم / فلامَسَ خَدَّيْه أن يجرحه
حَوى الملكَ مَلْكٌ أغاث النفوسا
حَوى الملكَ مَلْكٌ أغاث النفوسا / فأيُّ نفيسٍ تَولَّى نَفيسا
فإنْ تكُ أفعالُ آبائه / بُدورا فقد بثَّ فينا شموسا
هداياه أهدتْ لأرواحنا / بإحسانه أَنْعُما بعد بُوسا
فأحيا نفوسا وأذهب بوسا / وأخلى حُبوسا وأجلى مُكوسا
وشاع الأمانُ فكادت تعيش / به الرِّممُ الساكنات الرُّموسا
فيا رحمةٌ أُسْكِنتْ في البلاد / فعادتْ رياضا وكانت يَبيسا
ملكتَ القلوب فأما عِداك / فسعدُك يُلقِي عليهم نُحوسا
فإنْ أَضْمروا غدرَ فرعونَ فيك / فسيفُك مثل العصا عند موسى
وحَقِّك يا ثانيَ الأَفْضَلَيْنِ / يمينا تُرَى بَرَّةً لا غَموسا
لقد سُسْتما الملك في العالمين / وأعجزتما مَلِكا أن يسوسا
أَعِدَّ جيوشك للمشرقَيْنِ / وللمغربينِ لكيما تجوسا
فإنك إسكندر المُحْدَثين / فهل خَضِرٌ تصطفيه جليسا
يُذمُّ من الشَّعَر الأبيضُ
يُذمُّ من الشَّعَر الأبيضُ / فمنظرُه أبداً يُبْغَضُ
ويُحمَد أسودُه فهْو لا / يُملُّ بحالٍ ولا يرفض
وما ذاك إلا لأن الشباب / بدا مقبل وغدا مُرِض
ولو صاحَب الشيبُ عصرَ الشباب / لكانت محبتُه تُمحَض
وزيُّ السوادِ لباسُ الحزين / على ما يُمِضُّ وما يُرْمِض
وزي البياض لباس السرور / كذا العُرْفُ لكنْ هنا يُنْقَض
إذا قبض الدهرُ عنك الشبابَ / فروحُك ذاك الذي يقبض
رأيتُ ببابِك هذا المُنيفِ
رأيتُ ببابِك هذا المُنيفِ / شِباكا فداخَلني بعضُ شَكّْ
وفكّر فيما رأى خاطرِي / فقلتُ البحارُ مكان الشَّبَك
وذي بَخَرٍ لج في فَسْوةٍ
وذي بَخَرٍ لج في فَسْوةٍ / وكان من الناس في مَحْفِلِ
فقالوا له كُفَّ عنا أذاك / وإلا تَنَحَّ إلى مَعْزِل
فلما تكلم قالوا له / أَعِدْنا إلى حالنا الأول