القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 44
وبارزةٍ بين أحبارِها
وبارزةٍ بين أحبارِها / بروز الشموس لإسفارها
وقد فصلت بين ثِقل الكثيب / ولين القضيب بزُنَّارها
تمِيس كمثل غصون الرياض / وتضحك عن مثل نُوّارها
ترى الماء والنار في خدّها / قد امتزجا فوق أبشارِها
فلا النارُ تعدو على مائها / ولا الماءُ يعدو على نارها
وفاتقةٍ ظلمةَ الحِندِسِ
وفاتقةٍ ظلمةَ الحِندِسِ / إذا نعس الناس لم تنعَسِ
متوّجة فوق يأفوخها / بتاجٍ من اللهبِ المشمِسِ
إذا أوقِدت نثرت أدمعا / عليهِ من الذهبِ الأملس
وإن نام جُلاَّسُها لم تنم / وإن جلس العَبْدُ لم تجلِس
ولم أر أكرم من طبعِها / تجود على الشَرْب بالأنفُس
وصفراء تُكثر إيناسها
وصفراء تُكثر إيناسها / تعيش إذا قطعوا راسها
تغازلها الريح في مَرّها / ولكن تقطِّع أنفاسها
ولم أر مَنْ قتلت نفسها / سِواها لترضيَ جُلاَّسها
نَظَرْتُ إلى النِيلِ في مَدِّه
نَظَرْتُ إلى النِيلِ في مَدِّه / بِموج يزِيد ولا ينقصُ
كأن معاطفَ أمواجِه / معاطفُ جاريةٍ ترقصُ
بعثت إليك بنيلوفرٍ
بعثت إليك بنيلوفرٍ / يفوق مدى صفة البارع
بأحمرَ قانٍ وذي زُرقةٍ / واصفَر في لونه فاقعِ
تأنَّقتِ الأرضُ في نَبْتهِ / تأنُّقَ مقتدِرٍ صانع
فجاء كبردِ ثُغُور المَهَا / وفاح كعنبرها الرادعِ
وطاب كطِيبك يوم النّدى / ولفظِك في أذُن السامعِ
وساقٍ يُدير إلْفهِ
وساقٍ يُدير إلْفهِ / لهِيباً من النار في كفّهِ
عُقاراً كخدَّيْه مُحْمَرُّها / وإسكارُها كَظُبا طَرْفِهِ
تَحَمَّلْتُ من حُبِّه فَوْقَ ما / تَحَمَّل خَصْراهُ من رِدْفِهِ
وصَيَّرْت نَقلي على كأسِه / شفاءَ شِفاهيَ مِن رَشْفهِ
بِبُلْبَيْسَ لاقيتُ وَشْكَ النوى
بِبُلْبَيْسَ لاقيتُ وَشْكَ النوى / فلاقاه عن عجلٍ خَسْفُهُ
ولا جاده الغيث مِن منزلٍ / كأنّ مجالسَه كُنْفُهُ
وحسبك من منزِلٍ موحِشٍ / ثلاثة أخماسِهِ وصفه
وصامتةٍ ناطقَهْ
وصامتةٍ ناطقَهْ / بألفاظِها شائِقهْ
تئنّ بلا زفةِ / ولا كبدٍ خافقه
كأنّ قواديسها / لها أبداً وامقه
فَأَجْسَامُها وُتَّبٌ / وأدمعها دافقهْ
تردِّدُ مِن صوتها / لحون لها رائقة
مُغَنّيةٌ تارة / وزامرةٌ حاذقهْ
جزالة شِعرِك في لفظه
جزالة شِعرِك في لفظه / وتأويلُه الواضح الرّائِقُ
ومُنطاعُه لك يحكي لنا / بأن هواك هوىً صادقُ
كأنك من نَفْسِ كلِّ امرِئٍ / لألفاظِه قائدٌ سائقُ
فكلّ فؤادٍ به مغرمٌ / هَوىً وإليه جَوىً تائِقُ
يودّ إدامته السامِعونْ / ويعبده القارئ الناطق
كما يفتُق الريحُ نشرَ الرياضْ / ويشكو لمعشوقه العاشق
وِدادك مِنّا وإن كان لا / يترجِم عن قدره الحاذق
مقيمٌ بحيث أقام الفؤا / دُ وَالقَلْبُ والكبِد الخافِق
وإِنك لَلْفاتحُ الْمُسْتَقِ / ل والقائِلُ اللَّسِنُ السابِق
وليس يَزيد هواك الثناءْ / لنّ هواك بِه فائق
وخمرٍ ترشّفتُ سَلسالها
وخمرٍ ترشّفتُ سَلسالها / وأَجْرَيتُ في الشَّرب جِريالها
نعمتُ بها قبلَ وقتِ العذول / لأُشمِتَ بالشكرِ عُذّالها
لدى روضةٍ رَقَّمَتْها النجوم / سقتها السحائب تَهْطالها
فجاءت مُزَخْرَفَةً كالعروس / تُحَلَّى النواوِيرُ مِعْطالها
كأنَّ كواكبَ نُوَّارِها / مصابيحُ تُوقِد ذُبَّالها
وغانِيةٍ تشتكِي فَتْرةً / إذا جاذَبَ الخصرُ أَكفالها
نَرَى كَنَقَا الدِّعِص إِدبارَها / ومِثلَ الغزالةِ إِقبالَها
سقَتْنا المدامَ وأَلحاظُها / من السِحرِ تفعل أَفعالها
إذا اشتعلتْ نارُها في الكؤو / سِ أَلْهَبْتُ بالمزجِ إشعالَها
وإِن أُعمِلت نَغَمات القِيا / نِ أَدْمَنْتُ للكأس إِعمالها
سأَدفعُ بالراح جيشَ الهموم / ومن عالَ نفسي وما غالها
فكم حيلةٍ لِيَ في الغانيا / تِ تُعْيي مِن الناس محتالها
إذا غادةٌ منعت نَيْلَها / ببخل ولم تَخْشَ تَبْخالها
صرفتُ إليها عِنانَ المدام / وعلَّ الكؤوسِ وإنهالَها
فذلّتْ وقد عزّ مِنها المَرام / وما كنتُ آمُلُ إذلالَها
إلى اللهِ أَشكو مرِيضَ الجفون / ملِيحَ الشمائِلِ مُخْتالَها
تظلَّم مِنِّي وما إِنْ يزال / ظَلومَ المحاسِنِ مُغتالَها
دَلالاً عَلَيَّ وكُنْتُ امْرَأً / أحِبّ من الخَودِ إِدلالَها
فنُعْمٌ ولم أَرَ إنعامَها / وجُمْلٌ ولم أر إجمالها
تعلّقْتُ ليلى كمِثلِ المهَاةِ / خَذولاً تراتِع خُذّالَها
وإِني لأَحْسُدُ عينَ الرّقيب / إذا لم أَنَلْها وقد نالها
تَرَى خَجَل الخَدِّ مِثل المدام / إذا أظهر الحسنُ إخجالَها
وفرعاً لها مِلثل لونِ اسمِها / أَثيثاً يصافِح خَلْخالَها
ولو عُلِّمَ الغصنُ مِن مَيْسِها / تعلّم مِنها وصلى لها
وكنت امرأً غَرِقاً في المجو / نِ عَفَّ السجِيَّةِ مِفْضالَها
ففرَّغتُ نفسِي من الغانيات / وصيّرتُ في المجد أَعمالها
بأَبيضَ كالبدرِ طَلْقِ اليَدَيْنِ / تُسابِقُ جَدْواه سُؤَّالَها
هو البحرُ تُغْرِق أَمواجُه / بِحارَ النّوالِ ونُوّالَها
هو الليثُ تُنْسِيك أهوَالُه / زئيرَ الليوثِ وأَهوالَها
إمام إذا طاوَلَتْهُ الملوك / إلى فضلِ مَنْقَبةٍ طالها
وإن نال في اليوم أَكرومةً / تناول في الغدِ أَمثالَها
رأيت الإمام نِزَاراً به / تُتِمّ الخلافةُ أَحزالها
إمام إذا أَمر الحادثا / تِ أَرسل حالينِ أَرسالها
فَيُحْيِي الولِيَّ ويُرْدِي العدوّ / بِكفٍّ تُفَرِّق أَموالَها
من النفر الغُرِّ ممّن تَرَوْن / خيارَ البرايا وأَبدالها
وممن يكونُ غِياثَ البلاد / فيُبدِل بالروضِ إمحالها
وممن تراهم غداة الهياج / مَغاويرَ حرب وأزوالها
رَقّى بالنبِيّ وآلِ النبيّ / هِضابَ المعالِي وأَجبالها
سما بالوصِيّ إلى حالةٍ / لو النجمُ يَجْهَدُ ما نالها
تراه الملوك بعينِ الحلال / فقد صَغَّرَتْ حالُه حالَها
هو الحيّة الصّلّ من سُمِّها / تُميت وتَقتل أَصلالها
هو المسك من نِسبة غضّةٍ / إذا أَصبح الناس صَلَصالها
له شجراتُ عُلاً لم تكن / تَرَى نَبْعَ نجدٍ ولا ضَالها
ولو واجَه الشمسَ وجهٌ له / لأَبدَتْ له الشّمْسُ إجلالها
إذا أَشكلت مظلِماتُ الأمو / رِ أَوضح بالرُشْدِ إِشكالها
يفوق البِحارَ ندى كفّه / وصوبَ الغمامِ وتَهْمالها
نَهوضاً بأَعباءِ حملِ العهود / رَكوبَ العظائمِ حَمّالَها
وأَبيض جَرّدَ بِيضَ السيوف / فَقَتَل في الحربِ أَبطالها
يخوض بحار الوغى لِلوغى / كما خاضتِ الأُسْدُ أَوشالها
بِرأيٍ هو الدهر في قدرِه / يحطّ مِن الهَضْبِ أَوعالها
تزلزلتِ الأرضُ شواً إليه / فسكّن ذو العرشِ زلْزالها
وطوّقه الله تَدْبِيرَها / ومذ كان كان المسمّى لها
لِيهنِ الإمامةَ ما نِلته / فقد تَمم الله آمالها
لكانت تراسِلُه قبلَ ذا / يقِيناً ليحمل أَحمالها
وأَوحت إليه بأَمرِ الإله / قُبَيل الفطامِ وأَوحى لها
فجاءته من عجلٍ وادِعاً / تُسابق في الغيب إعجالها
وزُفّت إليه بأمرِ الإله / فأَلبسه الإله سِربالَها
وتَوَّجَهُ الله تِيجانَها / وأطلع في وجهِه خالها
وأُلبِس اَثوابَ إعزازها / ليِسحب في العِزّ أَذيالها
تَصدَّت لأَصيدَ يَرْعَى السوا / مَ مِنها ويحفظ أَهمالها
ولو ساسها أَحدٌ غَيْرُه / لأخرجتِ الأَرض أَثقالها
فعاش العزيزُ لها سالماً / يَشُدُّ عُراها وأَقفالها
يُعِزّ على الدهرِ أَنصارَها / ويضرِب بالسيف خُذّالَها
ترى نِعماً مثمراتِ الغصونْ / إذا قَولةٌ في النَّدَى قالها
وترجُف منه قلوبُ العِدَا / إذا صَولَةٌ فيهمُ صالَها
يُغذّي الأنامَ بمعروفِه / كما غذَتِ الأُسدُ أَشبالَها
يفوق الشموسَ وإشراقَها / ويعلو البدورَ وإِكمالها
ترى البدرَ والبحرَ في سرجِه / وليثَ الحروبِ ورئبالَها
به يَقْبَلُ الله فَرَضَ الصّيام / وحَجّ الحجيج وإهلالها
أبوكَ المعِزُّ هَدَى نورُه / لَدَى حَيْرَةِ النّاسِ ضُلاّلِها
وبَصَّرَهُمْ بعدَ طولِ العَمَى / وقَوَّمَ بالعَدْل مُنْهالَها
له آيةٌ في العلا لم يكن / عدوّ لِيدرِك إِبطالها
وأنتم شموسٌ إذا ما بدت / كَفَتْنا النجوم وأُفّالها
وكم نِعم ناعماتِ الغصون / لبِسنا بظِلّك اَظلالها
تفاءلتِ النفسُ نَيْلَ العلا / فَصَدَّقْتَ بالفِعل لي فالَها
فَمُلِّيتَ عُمْرَكَ ما تابعتْ / لنا بُكَرُ الدَّهْرِ آصالَها
سلام يؤدّيه عنّي الغدوُّ
سلام يؤدّيه عنّي الغدوُّ / إليك ووقتُ الضُّحى والأَصيلُ
سلامٌ له في صَميمِ الفؤاد / وفي داخلِ القلبِ مِنّي غَليلُ
ضَميريَ مُثْنٍ شَكورٌ وإنْ / سكتُّ فإنّي بصَمْتي أَقولُ
وإني إذا ما نَبا مُنْصُلٌ / لِمجدِك دِرع وسَيْفٌ صَقِيلُ
وأَصفرَ من ياسَمِيِنِ الرِياض
وأَصفرَ من ياسَمِيِنِ الرِياض / يلوح على زُرْقة الخُرَّمِ
فشبَّهْتُ هذا وذا بالسماء / بدتْ في صِغارِ من الأنجم
أو الشَّرَرِ المستِنيرِ الذي / تطايَرَ عن قَبَسٍ مُضْرَمِ
مِزاجُكما الخمَرَ بالماءِ لُومُ
مِزاجُكما الخمَرَ بالماءِ لُومُ / دَعاهَا كما ولدتْها الكُرومُ
وحُثَّا ولا تَخْشَيَا نَشْوَتي / فغَيري المُسيءُ عليها المَلُومُ
لأنّي يَسُرّ ارتياحي المُدام / ويَرضى خصالي عليها النَّديمُ
خليليّ قد جَنَّ ثوبُ الدُّجَى / وطاب الهواءُ ورَقَّ النسيمُ
فإن لم يكن فيكما مُسْعِدٌ / فإنّي بإسعاد نَفْسي زعيمُ
فقد حلّ بُولاقَ وَفْدُ السُّرورِ / وطاب لنا في رُبَاها النَّعِيم
خذوا بدمي لؤلؤَ المبتسمْ
خذوا بدمي لؤلؤَ المبتسمْ / وسحرَ العُيون ونظمَ الكَلِمْ
ودونَكُم شادِناً وجهُه / كشَمْس النهار وبدرِ الظُّلَم
له صَوْلَجانٌ كلَوْن الظَّلام / على وَجْنةٍ مثل لونِ العَنَمْ
رمتْك الليالي بأرزائها
رمتْك الليالي بأرزائها / ولم تعتمدْك ولم تعلمِ
فلمّا درت أن أحداثَها / عَظُمن على غير مستعظِم
وأنّ مَخاذِمَها نازَلتْكَ / فلاقتكَ أمضَى من المِخْذَمِ
وأجلدَ في الرّزء مِنْ خَطْبها / وأشجَعَ في الرَّوع من ضَيْغم
أعادتْ إساءتَها مِنّةً / لديك مجلَّلة الأنعُم
وأعطتْك أضعافَ ما أفقدتْكَ / وجاءتْك في زِيِّ مستسلمِ
وما غدرتْ بك بل غدرُها / بمُهجتها وهيَ لم تَفهَمِ
ليهنِك يا بدرَ أفقِ العُلا / وِلادةُ شمسك للأنجم
أتتك به خيرَ من يَعتزي / لمجد وأكرمَ من يَنتمي
يزينُ العُلا ويَبثّ النَّدَى / ويجلو سوادَ الدّجى المظلمِ
فهنّيتَه مَطَلَع الفَرقَدَين / ومُلِّيتَه مدّةَ الأزلَمِ
ولا زلت في شرف المكرمات / مكانَ السِّوار من المِعصَم
أكافيكَ بالمدح قبلَ الفعال / على ودّك الأطيب الأكرم
خُلِقْتُ لأعلو وجوهَ المهَا
خُلِقْتُ لأعلو وجوهَ المهَا / وأستر لينَ خدودِ الدمىَ
فلم تَرَ قَبْلي عيونُ الورى / على الغانيات ضُحىً مُعلَما
خذوا بدمي لؤلؤَ المبتَسم
خذوا بدمي لؤلؤَ المبتَسم / وسحرَ العيون ونَظْمَ الكَلِمْ
ودونكُم شادِناً وجهُه / كشمس النهار وبدر الظُّلِمْ
له صَوْلَجان كلون الظلامِ / على وجنة مثلِ لون العَنَم
وقولوا لمن سَفَكتْ مهجتي / بوهم الظُّنون وسوء التُّهَم
أحَلْتِ على الصُّدغ قتلَ المحبِّ / وعيناك ضرَّجَتاه بدَم
نعَمْ عقربُ الصُّدغ لدّاغةٌ / وليس لها غيرَ عينيك سَمْ
وناطقةٍ كلَّما حُرّكتْ
وناطقةٍ كلَّما حُرّكتْ / وليستْ بناطقةٍ في السكونِ
تئِنّ إذا دارَ دُولابُها / فتُطرِبُ سامعَها بالأَنينِ
وتَبكي وليست بمحزونةٍ / بكاءَ المِحبِّ الكئِيبِ الحزِينِ
فتَنطِق بالصوتِ لا مِن فمٍ / وتَقذِف بالدَّمْعِ لا مِن جفون
كأنّ لها ميّتاً في الثَّرَى / فأدمُعُها هُمَّعٌ كلَّ حِينِ
إذا زَمَرَت أطرَبتْ نفسَها / فغنّت بمختلِفاتِ اللُّحونِ
غِناءً يُرقِّص كِيزانهَا / ويُظهِر فِيهنّ وثبَ المجُونِ
فتَهوي فَوارغَ في بِئرِها / وتصعَدُ مِنها مِلاءَ العيونِ
كأنّ مَدامِعَها فِضّةٌ / مذوّبةٌ لونُها أَسْمجُوني
لِيهِنك يا مِلءَ عينِ الزّمان
لِيهِنك يا مِلءَ عينِ الزّمان / دوامُ السّرورِ ونيلُ الأماني
وأنّك أنت الإِمامُ الّذي / أَبان له الفضلَ نصُّ القُران
فيا مُلبِسي النِعَمَ السابِغات / وموجِبَ حقّي ومُعْلي مكاني
ملكتَ ثنائي ببذلِ الجميل / ووصلِ الأيادي وقربِ التّداني
فأصبحتُ عنك حَسِيَر الجفون / إذا رمتُ شكراً كَلِيلَ اللِّسانِ
فرُحْ عالماً أنّني شاكرٌ / سليمُ السَّريرِة صافي الجَنانِ
ذكرتُكَ ما بين كرِّ الكؤوس / وقد أقبَلَ الّلهوُ مُرْخَى العِنانِ
وقد جاوَبَ الزِّيرُ في جَذْبِه / مع البَمِّ ترجيعَ صوتِ المثَاني
وجاوَبَ قُمْرِيّةً فاختٌ / وعالتهُما نَغَماتُ القِيانِ
ونحن نقسِّم وَسْطَ الكؤوس / نُضاراً له حَبَبٌ كالجمُانِ
ولمّا تبدّت مَراجِيحُنا / تحرِّكها بالغَوالي الغَواني
ونحن من الماءِ في وابلٍ / مَشُوبٍ بخمرٍ ومِسكٍ وبانِ
فمِن مُعْمِل رَش زَرّافةٍ / ومن قاذِفٍ بسُلاف القِنانِ
وقد مَدَّ في النِّيلِ بدرُ الدُّجَى / صفيحةَ سَيْفٍ صَقِيلٍ يَمانِ
فلا زلتَ تَبقَى لِقَهرِ العِدا / وتمَلِك ما بقَي الفَرْقَدانِ
فأنت الّذي بك نلنا المنى / على كلّ حالٍ وفي كلّ شانِ
ومظهِرةٍ عَقْدَ هِمْيانِها
ومظهِرةٍ عَقْدَ هِمْيانِها / تَدِينُ بطاعةِ رُهبْانِها
تراءت لنا يومَ دَيْرِ القُصَيْرِ / وقد فوّقَتْ سهمَ أجفانِها
فلمّا قضت حَقَّ قُرْبانِها / وأدّت فريضةَ صُلْبانها
رمتْنا بلحظٍ يقُدُّ القلوب / ويجرَحُها قبلَ أَبْدانِها
فلَم أَرَ ذُلاًّ كذُليِّ لها / ولم أَرَ عِزّاً كسُلْطانِها
محبَبة أبداً لِلنفوسِ / وإن قَطَّعَتْها بهجْرانها
ألا بأبي جَوْرُ إدلالِها / عليَّ وإفراطُ عُدْوَانها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025