هَرَبْنا إِليكمْ فآوَيْتُمُونَا
هَرَبْنا إِليكمْ فآوَيْتُمُونَا / وخفْنا الحُتُوفَ فأَمَّنْتُمُونا
وشَرَّدَنا السَّيْفُ من أَرْضِنا / سِراعاً إِلَيْكمْ فَآسَيْتُمُونا
وهَوَّنَ أَقْدارَنا الإِغْتِرابُ / عَلَى كُلِّ خَلْقٍ فأَكْرَمْتُمُونا
وأَوْحَشَنا الدَّهْرُ فِي كُلِّ بَرٍّ / وَفِي كل بحرٍ فأَنَّسْتُمونَا
وكم قَدْ دَعَوْنا قريبَ الدِّيارِ / وأَنتُمْ عَلَى البُعْدِ لَبَّيْتُمونا
وقابَلْتُمُ دُونَنا المُعتَدِينَ / ونحنُ بأَسوارِكُمْ عائِذُونا
ولاقَيْتُمُ البيضَ والسُّمْرَ عَنَّا / ونحنُ بِعَقْوَتِكُمْ آمِنُونا
فأَسْرَيْتُمُ الليلَ حِفْظاً لنا / ونحنُ عَلَى فُرْشِكُمْ نائِمُونا
وبالأَمسِ وَدَّعتُمونا كِراماً / وأُبْتُمْ إِلَيْها فَبَشَّرْتُمونا
بأَفْرَحِ بُشْرَى تَسُرُّ النُّفوسَ / وأَعْظَمِ فَضْلٍ يُقِرُّ العُيونا
بأَنَّا نَعودُ لأَوطانِنا / وَقَدْ كَانَ يُحسَبُ أَلّا يَكونا
فجازَاكمُ اللهُ عن سَتْرِنا / بأَفْضَلِ مَا جُوزِيَ المُحْسِنُونا
وآواكُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ / مُقارَضَةً حِينَ آوَيْتُمونَا