المجموع : 72
عَفافُ الفَتى خَيرُ أوصافِهِ
عَفافُ الفَتى خَيرُ أوصافِهِ / وحَدُّ العَفافِ الرِّضى بالكفافِ
فكُنْ راضِياً بكَفافِ المعاشِ / لِتحظى برُتبةِ فضلِ العَفافِ
إذا قيَّضَ اللهُ أمراً دنَت
إذا قيَّضَ اللهُ أمراً دنَت / عليكَ مسافَة أطرافِهِ
وإن يقضِ بالعُسرِ في مطلَبٍ / فَمنْ لكَ يَوماً بإسعافِهِ
فديتُكَ عزَّ الصديقُ الصَّدوقُ
فديتُكَ عزَّ الصديقُ الصَّدوقُ / وَقلَّ الصَّفِيُّ الحَفِيُّ الوَفِي
ولي رغبَةٌ فيكَ إمَّا وفَيْتَ / فهلْ راغِبٌ أنتَ في أنْ تَفي
وأرعى ذِمامَكَ ما دمتْ حَيَاً / ولا أستحيلُ ولا أنتَفي
تقِ الله والزَمْ هُدى دينِهِ
تقِ الله والزَمْ هُدى دينِهِ / ومِن بَعدِ ذا فالزَمِ الفَلسَفهْ
ودَعْ عنكَ قَوماً يَعيبونَها / ففلسفَةُ المَرءِ فَلُّ السَّفَهْ
ولا تَغتَرِر بأُناسٍ رضُوا / مِنَ الدِّينِ بالزور والسَّفسَفَةْ
توكَّلْ على الله في كُلِّ
توكَّلْ على الله في كُلِّ / ما تحاولُهُ واتَّخِذْهُ وَكيلا
ولا يَخْدعَنَّكَ شِرْبٌ صفَا / فأظما قليلا وأروى غليلا
فإنَّ الزَّمانَ يَذِلُّ العَزيزَ / ويجعَلُ كُلَّ جَليلٍ ضَئيلا
ألم ترَ ناصِرَ دينِ الإلهِ / وكانَ المَهيبَ العَظيمَ الجَليلا
أعدَّ الفُيولَ وقادَ الخُيولَ / وصيَّرَ كُلَّ عزيزٍ ذليلا
وحفَّ الملوكُ بهِ خاضِعين / وزُفُّوا إليه رعيلاً رعيلا
فلّما تمكّنَ من أمرِهِ / وكان لهُ الشَّرقُ إلاّ قليلا
وأوهَمهُ العِزُّأنَّ الزَّمانَ / إذا رامَهُ نَدَّ عنهُ كليلا
كذلِكَ يفعلُ بالشّامتينَ / ويَفنيهمُ الدَّهرُ جيلاً فجيلا
أتتْهُ المَنِيَّةُ مُغتالَةً / وسلَّتْ عليهِ حُساماً صَقيلا
فلْم يُغنِ عنهُ كُماةُ الرِّجال / ولم يُجدِ فيلٌ عَليهِ فَتيلا
رَعى الله دولةَ كافي الكُفاةِ
رَعى الله دولةَ كافي الكُفاةِ / وبلَّغَهُ كُنهَ آمالِهِ
ولا زالَ إقبالُ هَذا الزَّمانِ / يَقيهِ بأطرافِ إقبالِهِ
فإنَّ النَّدى والنَّهى والعُلا / إذا سُئِلَ الصِّدْقُ مِن آلِهِ
فَشرْطُ الفِلاحَةِ غَرسُ النَّباتِ
فَشرْطُ الفِلاحَةِ غَرسُ النَّباتِ / وشَرطُ الرِّياسَةِ غَرسُ الرِّجالِ
مُكِبٌّ على النَّحوِ يَنحوُ بِهِ
مُكِبٌّ على النَّحوِ يَنحوُ بِهِ / ليِسلَمَ في قَولِهِ من خَطَلْ
يقولُ أُقَوِّمُ زَيْغَ اللِّسانِ / فهلاَّ يُقَوِّمُ زَيْغَ العَمَلْ
أرى وَحدةَ المرء كَرْباً لَهُ
أرى وَحدةَ المرء كَرْباً لَهُ / وعِشْرَةُ ذي النَّقصِ عَينُ الخَبالِ
وَتَراهُ يَعشَقُ كُلَّ نَذْلٍ ساقِطٍ / عِشْقَ النتيجَةِ للأَخَسِّ الأرذَلِ
نصحْتُكَ مِنك نُصولُ الشَّبابِ
نصحْتُكَ مِنك نُصولُ الشَّبابِ / تدلُّ عليكَ فلا تَغفُلِ
وبادِرْ بحظِّكَ قبلَ الفَواتِ / وسارِعْ إلى العَملِ الأفضلِ
فأولى النُّصولِ بأنْ تُتَّقى
فأولى النُّصولِ بأنْ تُتَّقى / نُصولٌ قَرُبْنَ مِنَ المَقتلِ
رضِيتُ بعَيشٍ كَفافٍ حَلالٍ
رضِيتُ بعَيشٍ كَفافٍ حَلالٍ / وبِعْتُ المُدامَ بماءٍ زُلالِ
فَمنْ كانَ يحلُو لهُ ما يُصيِبُ / حَراماً فإنَّ حلالي حَلا لي
أيا جامِعَ المالِ مِن حَلِّهِ
أيا جامِعَ المالِ مِن حَلِّهِ / تَبيتُ وتُصبِحُ في ظِلِّهِ
سيُؤخَذُ مِنكَ غداً كلَه / وتُسأَلُ من بعدُ عَن كَلِّهِ
صلاحُ العِبادِ ورُشْدُ الأُمَمْ
صلاحُ العِبادِ ورُشْدُ الأُمَمْ / وأَمْنُ البَرِيَّةِ منْ كُلِّ غَمّ
بشيئَيْنِ ما لَهُما ثالثٌ / بخَرقِ الحُسامِ ورِفْقِ القَلَمْ
فدَيتُ الّذي أنا عبدٌ لَهُ
فدَيتُ الّذي أنا عبدٌ لَهُ / بنَفسي وذاتي وكَدِّي ورَسْمي
شَكوْتُ إلى جُودِهِ خَلَّتي / وَرِقَّةَ حالي وتَقصِيرَ سَهْمي
ففَرَّغَ من رِقَّةِ الحالِ قلبي / وأفرَغَ في قالَبِ الرِّقِّ جسمي
يقولونَ مالَك لاتَقتني
يقولونَ مالَك لاتَقتني / مَن المالِ ذُخْراً يُفيدُ الغِنى
فقْلتُ وأفحمْتُهُم في الجوابِ / لئلا أخافَ ولا أحزَنا
كَفاني غِنىً أنَّني مُقْتَنٍ / منَ العلمِ أشرفَ ما يُقتنى
إذا نسِيَ النَّاسُ إخوانَهُمْ
إذا نسِيَ النَّاسُ إخوانَهُمْ / وخانَ المَوَدَّةَ خوّانُها
فعِندي لإخوانِيَ الغائبينَ / صحائفُ ذكرُكَ عُنوانُها
ولّما سَقاني صِرْفَ الهُمومِ
ولّما سَقاني صِرْفَ الهُمومِ / وصِرفَ المَصائبِ صَرْفُ الزَّمانِ
وأبدَعَتِ النُّوَبُ المُبْدِعاتُ / ورُحْتُ ومَالي علَيها يَدانِ
ولم أدْرِ كيفَ طريقُ النّجاةِ / ومِنْ أينَ يُقصَدُ بابُ الأمانِ
أتيتُكَ مُسْتَدفِعاً ما أُعاني / ومُستَكفياَ بِكَ ما قَد دَهاني
لأنَّكَ أعلى وُجوهِ الكِرامِ / كَما النَّصُّ أعلى وَجوهِ البيَانِ
دَعانِي أُلبِّ مُسِيئاً دَعاني
دَعانِي أُلبِّ مُسِيئاً دَعاني / وأُعطِي الّذي قد عَناني عِناني
أرى المَرَ يخطُبُ أُنْسَ المَلاهي / ليَفْتَضَّ بِكْراً بطَبعٍ عَوانِ
يُعَنِّفُ طَبعاًن وما عُنْفُ وَان / عنِ المَجدِ ليسَ بِذي عُنفُوانِ
وجَدتُ ما قَد بعثْتُ غَثّناً / مُستَحْقَراً ليسَ بالثَّمينِ
فليتَ شِعري قَلَيْتَ شِعري / فكانَ غَثّاً بِلا سَمينِ
وثِقتُ برَبَّبي وفوَّضْتُ أمري
وثِقتُ برَبَّبي وفوَّضْتُ أمري / إليهِوحَسبي بهِ مِنْ مُعينِ
وأيقَنْتُ أنَّ أُمورَ العِبادِ / مُسَطَّرَةٌ في كِتابٍ مُبيتِ
فلا تَبتئِسْ بصُروفِ الزَّمانِ / ودَعْني فإنَّ يَقيني يَقيني