المجموع : 36
ولمَّا ألمَّ بِعَيني الكَرى
ولمَّا ألمَّ بِعَيني الكَرى / بَعثتُ السُّهادَ عَليهِ وَكيلا
بَخِلتَ عليَّ بطيفِ الخَيا / لِ فَألا أَكونَ بِقَلبي بَخيلا
فلا زلتُ يا مُستطيلَ الجَفا / عليكَ بجيشِ العَزا مُستَطيلا
ولا عدتُ أحفظُ من بَعدِها / حَبيباً ولا عُدتُ أَرعى خَليلا
فرأيكَ في مُهجَةٍ لم تَدَع / لغَيرِ الحِمامِ إِليها سَبيلا
أما أنتِ هيَّجتِ بِلبالَهُ
أما أنتِ هيَّجتِ بِلبالَهُ / فَما لَكِ قائِلَةً مالَهُ
عَساكِ تَخوَّفتِ مِن أَهلِه / فأظهَرتِ جَهلاً بِما نالَهُ
فكيفَ اعتِذارُكِ إن ساءَلو / هُ وقالَ وأصغَوا لِما قالَهُ
وفي الناسِ مُستَصغرٌ ما بِه / ولَو قَد تبيَّنَهُ هالَهُ
ودَمعٌ تَضمَّن كشفَ الهَوى / إذا أنا سارَعتُ إِرسالَهُ
فخَفّفَ عنِّي وحتَّى مَتى / يُحمِّلني السرُّ أثقالَهُ
سِوى أنَّه زادَني عاجِلاً / ومَن باحَ كثرَ عُذالَهُ
أَرى الناسَ كلَّهُمُ عاذِلي
أَرى الناسَ كلَّهُمُ عاذِلي / وحبُّكمُ عَنهمُ شاغِلي
ويَدفَع فِعلي أقاوِيلَهم / وهل يُدفَعُ الحقُّ بِالباطِلِ
ومَن ذا الَّذي جَعلَ القائِلي / نَ يَوماً يُقاسونَ بالفاعِلِ
ويا باعِثَ السُّقم حَسبي فقَد / شُكرتَ على بِرِّكَ الواصِلِ
تكلفُ طرفَك حملَ الهَوى / إليَّ فيُجحِفُ بالحامِلِ
فإن كُنتَ عن مُدنفٍ مُغرَمٍ / غَفلتَ فَما اللَّهُ بالغافِلِ
وسَوفَ يُتيحُ له عارِضاً / يُعارضُ بالهاطِلِ الوابِلِ
يعلِّلهُ عن هواكُم بِه / أبو الحسن ابن أبي كامِلِ
تَيَقَّنَ أنَّ العُلى بِالنَّدى / فليسَت تُنالُ بِلا نائِلِ
فأَصبَحَ في مالِه حاكِماً / ولكنَّه ليسَ بالعادِلِ
يُحبُّ العَطايا كحبِّ العُلى / وكلٌّ بَغيضٌ إِلى الباخِلِ
ويَبدأ بالجُودِ قبلَ السُّؤالِ / لكَي لا يَرى صَفحَةَ السائِلِ
ويخملُ ذِكر عَطِيَّاتِهِ / وكيفَ وما ذاكَ بالخامِلِ
وليسَ بجَمَّاعةٍ للحُطامِ / يحبُّ الزيادَةَ في الحاصِلِ
إذا حَملَ الأدبَ الجاهِلو / نَ إِلى مُستَخفٍّ به جاهِلِ
رأى لَهم الفَضلَ في قَصدِهم / وما الفَضلُ إلا معَ الباذِلِ
أبا حَسنٍ ناصِحٌ في العُلى / تحمَّلَ نُصحاً إِلى قابِلِ
أرَى المالَ عن أهلِه زائِلاً / ولستُ أرى المجدَ بالزائِلِ
وهَذا مُقيمٌ وذا راحِلٌ / فخُذ للمُقيمِ من الراحِلِ
هجَوتُكَ لا حاجَةً لي إِلَي
هجَوتُكَ لا حاجَةً لي إِلَي / كَ شهرتُ لَها قَدرَكَ المُهمَلا
ولَكِن تغرَّبَ شِعري عَليَّ / وَتاهَ فأحبَبتُ أَن يَخجَلا
فَتِه يا ابنَ نَصرٍ عَلى سالِفَيكَ / فقَد صارَ آخرُكُم أوَّلا
تَولَّى بتَهويمَةِ الهائِمِ
تَولَّى بتَهويمَةِ الهائِمِ / وما سَنَّ من سنَةِ النَّائِمِ
وألقَى حَوادِثَ ألقَيتُهنَّ / حَديثاً إِلى المَدمَع السَّاجمِ
كذي شَمَطٍ يَستَسر المَشيبَ / إلى كَتمِ ما ليسَ بالكاتِمِ
وَصدَّ بِمُرهَفِ أجفانِهِ / فأَدماكَ بالصَّارِم الصَّارِمِ
وكيفَ تَمنَّيتَهُ واصِلاً / أما هذِه غِرَّةُ السَّالِمِ
وماذا يَضِيرُ الهَوى إن بَخِل / تَ بسرِّ الهَوى خِيفَةَ اللائِمِ
وأَجفانُ عَينيك طائِيَّةٌ / لَها نَظَراتٌ إلى حاتِمِ
وناجِمةٍ أنذَرتني الغُرُو / بَ فَليتَ الغُروبَ عَلى النَّاجِمِ
تُضِيءُ وباطِنُها مُظلِمٌ / كَما زُخرِفَت حُجَّةُ الظَّالِمِ
أقامَت عَلى ما مَضى مأتَماً / وما لَبِسَت لبسَةَ الماتِمِ
ولا سَقَتِ البيضَ سودُ الغَما / مِ وبيضُ أيادي أبي القاسِمِ
وجانَبَهنَّ النَّدى من يَدَي / هِ ومِن صَوبِ ديمَتِهِ الدَّائِمِ
بَنى المَجدَ والنَّاسُ في هَدمهِ / وصيَّةَ ماضٍ إلى قادِمِ
فإِن كانَ مَسكنُه ما بَنَى / فأينَ نَرى مَسكنَ الهادِمِ
ولما سَمِعتُ بهِ حازِماً / أتَيتُ بِها فُرصَةَ الحازِمِ
لَها شُعَبٌ في بَني مُرَّةٍ / يَقومُ بِحقِّهمُ اللازِمِ
وحالٍ رَجَوتُ لها مِثلَ ما / يُرجَّى من الماءِ لِلحائِمِ
وقَد لاحَ ذلكَ في وَجهِها / فجاءَتكَ في عابسٍ باسِمِ
وما أبينَ اليَقَقَ المُستَنِي / رَ عَلى الحانِكِ الحالِكِ الفاحِمِ
وقد زَعمَ النَّاسُ أن قَد غَنُوا / بِما خَيَّلَ البُخلُ لِلزَّاعِمِ
هَبِ الدُرَّ من نَثرِ أفعالِهم / فكيفَ الغناء عَن الناظِمِ
وما كُنتُ أعرِفُ سَيفاً يَكو / نُ غَنِيّاً عَن اليَدِ والقائِمِ
وكنتُ إذا فَتَكَت بالنَّدى
وكنتُ إذا فَتَكَت بالنَّدى / صُروفُ الرَّدى فَمحَت رَسمَهُ
أتيتُ المُظفَّرَ مُستَنصِراً / على حَربِها فاستَعرتُ اسمَهُ
أنامُ وما لائِمي
أنامُ وما لائِمي / عن اللَّوم بالنائِمِ
فَوا عَجبَا للسَّلِي / مِ نامَ عَن السَّالِمِ
وَصارِم حَبلِ الوصا / لِ يَنظُرُ مِن صارِمِ
سرائِرُه قد عَصَت / عَلى طاعَةِ اللائِمِ
وأسعَدَها مُسعِدٌ / مِن المَدمَع السَّاجِمِ
ألَم تَرَ أنِّي شَكَو / تُ ناراً إِلى ضارِمِ
شَكوتُ إلى البَينِ / ظُلم هِجرانِهِ الدَّائِمِ
وسِرتُ فيا لَيتَني / رُدِدتُ إلى ظَالِمي
فكَم عَزمةٍ أصبَحَت / وبالاً عَلى العازِمِ
ولكِن إذا لَم تُفِد / لِقاءَ أبي القاسِمِ
لِقاءٌ هُو الماءُ لا / حَ لِلوارِدِ الحائِمِ
وفي مَوقفٍ آخرٍ / هُو الغَيظُ لِلكاظِمِ
يُواجِهُ زُوّارَهُ / بِمبتَسمٍ باسِمِ
فَتحصُلُ آمالُهم / عَلى ضامِنٍ غارِمِ
إذا يَدُهُ عُلِّقَت / من النَّصلِ بالقائِمِ
تنجَّزَ شِبلٌ بها / دُيوناً بِلا حاكِمِ
وليسَ لحَملِ الحُسا / مِ مثلُ يَد الحاسِمِ
ببَعضِ الدُّمى قامَ بعضُ الفِتَن
ببَعضِ الدُّمى قامَ بعضُ الفِتَن / فلَولا التَّثَنِّي لَقُلنَا وَثَن
تناسَيتُه حينَ أخفَيتُهُ / فَبي شَغفٌ لستُ أدري بِمَن
وعُلِّقتُه شادِناً شادِياً / علَيه الشَّجَى وعَليَّ الشَّجَن
إِذا ما التَقَينا فمِن جُد وزِد / وصِل وتَعَطَّف ومِن لا ولَن
ومِن مُهجَةٍ مذ نَأت ما ثَوَت / بأرضٍ ومِن سَكنٍ ما سكن
قِفُوا تَعرِفُوا ما أسَرَّ الهَوى / فأعلَن لما أسَرَّ العَلَن
أسرَّ الجسُومَ بسُقم الجُفو / نِ فَأصبَحَ في كلِّ جَفنِ بَدَن
فَلا يَخدَعنَّكَ عزمُ السُّلو / وِ وَغَلِّب عَلى الظَنِّ فيه الظَّنَن
فَلو قَد حلَفتَ وردَّ الهوَى / يقُودُكَ ردَّ عَليه الوَسَن
ودِمنةِ جُود عَفا رسَمُها / وما صِرتُ أعرفُ وصفَ الدِّمَن
ومِن أجلِ ذلكَ قالُوا بَخِل / تَ عَلَينا وهُم بَخِلُوا والزَّمَن
وكم يَلبثُ الجُودُ مِن حاتِمٍ / إلَيهم تَغيَّرَ لمَّا أسَن
سأمسِكُ إلا عَنِ المكرُما / تِ وإن كانَ عِندي لكلّ ثَمَن
وأصِبرُ أو يَحكم اللَّهُ لي / ويَحكمَ حَيدَرةُ بنُ الحَسَن
لقَد هَتنَت بيضُ أخلاقِهِ / ولَم أرَ قطُّ جَهاماً هَتَن
وكانَ أخَا الجودِ حتَّى عَلا / فَصارَ أباً واحتَوى واحتَضَن
فقُوموا انظُرُوا عجَباً في العُلى / أبُوها مراضِعُها في اللَّبَن
حَكمتَ فصاحبَكَ الحقُّ في / فُروضِ حكُوماتِهِ والسُّنَن
وأمسَى رِشاءُ الرُّشا بالِياً / بِبابكَ مُطَّرَحاً مُمتَهَن
فأصبَحتَ مُؤتَمَناً آِمناً / وبالحَقِّ أن يأمنَ المُؤتَمَن
ثَناءٌ تُظنُّ قَراطِيسهُ / إذا نُشِرَت مِن بُرود اليَمَن
قَلائِدُه في رِقابِ الرِّجا / لِ مُعلَّقةٌ كلُّها بالمِنَن
تيقَّظتَ حيثُ عُيونُ الوَرى / مُكحَّلةٌ أبَداً بالوَسَن
فأبصَرتَني كَيفَ أمسَيتُ في / يَد الدَّهرِ مُرتَبِكاً مُرتَهَن
فَجُد واسبِقِ الدهرَ إنِّي أَرى / هُموماً تُجَنُّ إِذا اللَّيلُ جَن
عُيونٌ منَعنَ الرُّقادَ العُيونا
عُيونٌ منَعنَ الرُّقادَ العُيونا / جَعلنَ لكلِّ فؤادٍ فتُونا
فكنَّ المُنَى لجَميعِ الوَرَى / وكنَّ لمن رامَهُنَّ المَنُونا
وقلبٌ تقلِّبه الحادِثاتُ / عَلى ما تَشاءُ شِمالاً يَمينا
يَصونُ هَواهُ عن العالَمينَ / ومَدمعُه يَستَذل المَصُونا
فَمالي وكِتمانِ داءِ الهَوى / وقد كانَ ما خِفتُه أن يَكُونا
وكانَ ابتداءُ الهَوى بي مُجوناً / فلمَّا تمكَّنَ أمسَى جُنُونا
وكنتُ أظنُّ الهَوى هَيِّناً / فلاقَيتُ مِنه عَذاباً مُهِينا
فلو كنتَ شاهِدَ يومِ الوَداعِ / رأيتَ جُفُوناً تُناجي جُفُونا
فهَل تركَ البَينُ من أرتَجيهِ / مِنَ الأوَّلينَ أو الآخِرينا
سِوى حُبِّ آلِ نَبيِّ الهُدى / فحبُّهمُ أملُ الآمِلينا
هُمُ عُدَّتي لِوَفاتي هُمُ / نَجاتي هُمُ الفَوزُ لِلفائِزينا
هُمُ مَوردُ الحَوضِ لِلوارِدينَ / وهُم عُروةُ اللَّهِ لِلواثِقينا
هُمُ عَونُ من طَلبَ الصَّالحاتِ / فكن بمحبَّتهم مُستَعِينا
هُمُ حجَّةُ اللَّهِ في أرضِهِ / وإن جَحدَ الحجَّةَ الجاحِدُونا
هُمُ النَّاطِقونَ هم الصَّادقُونَ / وأنتُم بتَكذِيبهم كاذِبُونا
هُمُ الوارِثُونَ علوم الرَّسولِ / فَما بالُكم لهمُ وارِثونا
حَقَدتُم عَليهم حُقوداً مَضَت / وأنتُم بأسيافِهم مُسلِمونا
جَحَدتُم مُوالاةَ مَولاكُمُ / ويومَ الغَديرِ بِها مُؤمِنونا
وأنتُم بِما قالَه المُصطَفى / وما نصَّ مِن فضلِه عارِفُونا
وقُلتُم رَضِينا بِما قُلتَهُ / وقالت نُفُوسُكم ما رَضِينا
فأيُّكمُ كانَ أولَى بِها / وأثبتَ أمراً من الطَيِّبِينا
وأيُّكم كانَ بَعد النَّبِيِّ / وَصِيّاً ومَن كانَ فيكُم أَمينا
وأيُّكم نامَ في فَرشِهِ / وأنتُم لمهجَتِه طالِبونا
ومَن شارَكَ الطُّهرَ في طائِرٍ / وأنتُم بذاكَ لَه شاهِدُونا
لَحا اللَّهُ قَوماً رَأوا رُشدَكُم / مُبيناً فضَلُّوا ضَلالاً مُبِينا
أتَسكنُ بعد فراقِ السَّكَن
أتَسكنُ بعد فراقِ السَّكَن / إلى وَسَنٍ لأطعمتَ الوَسَن
وتُظهرُ صَبراً عَلى بُعدِهِ / وقلبُكَ في يَدِه مُرتَهَن
تسرُّ سُروراً بما قد جَنَي / تَ وعُقبيَ سُروركَ هذا حَزَن
وخنتَ وما خانَ عَهد الهَوى / أتَرضَى خِيانَةَ مَن لم يَخُن
وهوَّنَت ما عزَّ مِن قَصدِه / وما عزَّ من قَصدِه لم يَهُن
فأنتَ وسُخطُ النَّوى والأسَى / وفقدُ العَزا أبَداً في قَرَن
إذا لم تَمُت جَزَعاً للفِرا / قِ ووَجداً لما أنتَ فيه فمَن
ترحَّلتَ عن صُورَ لا مُكرَهاً / فمالَكَ تكثِرُ نَقرَ الزَّمَن
ستُصرَفُ عنكَ صُروفُ الز / مانِ ويَرفعُها رافعُ بن الحَسَن
فتىً تَدَّعيهِ مَواضي اليَرا / عِ وبيضُ السيُوفِ وسُمرُ اللُّدن
رأيتُ مَعالِيَهُ قَبلَهُ / سَماعاً يَقيناً فعَيني أذُن
يُمرُّ نَداهُ على القاصِدي / نَ ويحسَبُ للقاصِدين المِنَن
أقولُ وقَد شَدَّ من عَزمهِ
أقولُ وقَد شَدَّ من عَزمهِ / مُقيمٌ عَلى أنَّه لا يَلِين
وتاهَ عَلينا بِرفقٍ لنَا / فأكثَرَ مِن صَبرِنا ما يَكون
فما أنتَ كِسرى الذي تاجُهُ / إذا لاحَ أَشرقَ منه الجَبِين
ولمَّا سَألتُ الزَّمانَ الأما
ولمَّا سَألتُ الزَّمانَ الأما / نَ ولم يَكُ يقبلُ مُستَأمِنا
وطالَ اشتغالُكَ عن نَجدَتي / أتيتُكَ في العزِّ مُستَأذِنا
تُهدِّدُني بتَصارِيفها
تُهدِّدُني بتَصارِيفها / فأينَ المَعالي وفُرقانُها
وراحَتُهُ لم تزَل سُحبُها / يسحُّ عَلى الدَّهر تَهتانُها
وسُلطانُه في تَصارِيفها / عَزيزٌ إذا عزَّ سُلطانُها
تُراها تُقاومُني بَعدَ ذا / وقد عَظُمت وعَلا شانُها
أبا نَصرٍ ادرِك بنصرٍ فقَد / أتَت بالحَوادثِ أزمانُها
أبُثُّكَ ما بِي وماذا عَسَى
أبُثُّكَ ما بِي وماذا عَسَى / أبثُّك أعيا عَليَّ البَيانُ
حَوادِثُ يُضحِكُني مَسُّها / ولكن كَما يَضحكُ الزَّعفَرانُ
أتَتني صِغاراً فما خِفتُها / كذاكَ القَنا عِرقُه الخَيزُرانُ
وما كنتُ أحسَبُ أنيِّ أكونُ / بِمُستَقبلِ العُمرِ والنَّاسُ كانُوا
أعالجُ حالاً تهينُ العَزيزَ / ونَفساً يَعزُّ عَليها الهَوانُ
وكلٌّ مَضَى لم يَدَع مثلَهُ / علَى نسخَةِ الفَضلِ إلا بيانُ
فها يدُهُ بَعدَهم باليَرا / عِ تَجري وخاطِرُهُ واللِّسانُ
وهذا نَداهُ وذا مَجدُهُ / وبينَهما في المَساعي اقتِرانُ
وأيُّ خِصالِ المَعالي سَمعت / بها فالتَمِس فعليَّ الضَّمانُ
أبا فَرجٍ شَهِدَ الاختِبارُ / بصحَّةِ ما قلتُه والعِيانُ
قَرأتُ اهتمامَكَ بالقُربِ بي / فلا تَنسَني والمكانُ المكانُ
صَدَدتَ فَكُنتَ مَليحَ الصُّدُودِ
صَدَدتَ فَكُنتَ مَليحَ الصُّدُودِ / وأعرَضتَ أفدِيكَ مِن مُعرِضِ
وفي حالةِ السُّخطِ لا في الرِّضا / يَبينُ المحبُّ من المُبغِضِ
ومَن كانَ في سُخطِهِ مُحسِناً / فكيفَ يكونُ إذا ما رَضِي
ويَعجنُ للعِيدِ في مُسعُطٍ
ويَعجنُ للعِيدِ في مُسعُطٍ / دَقيقَ الشَّعيرِ ولا يَنخلُ
وأنظفُ من وَجهِهِ صَحنُه / وأطهرُ مِن خَلقِه المِرجَلُ
ويُنبتُ في أرضِ تَنُّورِه / حَشِيشاً لِبرذَونِه يَقصِلُ
ويَستقبلُ الضَّيفَ من فَرسَخٍ / أيا ضيفُ قُل لي مَتى تَرحَلُ