القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 39
بَراغيثُ مَحجوبٍ لَم أَنسَها
بَراغيثُ مَحجوبٍ لَم أَنسَها / وَلَم أَنسَ ما طَعِمَت مِن دَمي
تَشُقُّ خَراطيمُها جَورَبي / وَتَنفُذُ في اللَحمِ وَالأَعظُمِ
وَكُنتُ إِذا الصَيفُ راحَ اِحتَجَم / تُ فَجاءَ الخَريفُ فَلَم أحجَمِ
تُرَحِّبُ بِالضَيفِ فَوقَ الطَري / قِ فَبابِ العِيادَةِ فَالسُلَّمِ
قَدِ اِنتَشَرَت جَوقَةً جَوقَةً / كَما رُشَّتِ الأَرضُ بِالسِمسِمِ
وَتَرقُصُ رَقصَ المَواسي الحِدادِ / عَلى الجِلدِ وَالعَلَقِ الأَسحَمِ
بَواكيرُ تَطلعُ قَبلَ الشِتاءِ / وَتَرفَعُ أَلوِيَةِ المَوسِمِ
إِذا ما اِبنُ سينا رَمى بَلغَماً / رَأَيتَ البَراغيثَ في البَلغَمِ
وَتُبصِرُها حَولَ بيبا الرَئيس / وَفي شارِبَيهِ وَحَولَ الفَمِ
وَبَينَ حَفائِرِ أَسنانِهِ / مَعَ السوسِ في طَلَبِ المَطعَمِ
رأيت الجنون جديرا به
رأيت الجنون جديرا به / حريا أخو المهجة الحاقدة
سلاح ثقيل بلا مضرب / وحمل ثقيل بلا فائدة
أحوم على حسنكم ما أحوم
أحوم على حسنكم ما أحوم / وأذكركم بطلوع النجوم
وأصبو إليكم وأشتاقكم / كما اشتاق طيب الشفاء السقيم
وما بيننا غير هذا الفناء / وهذا الجدار وهذى الحريم
وهذى الرياض وهذا الحياض / وهذا النخيل وهذى الكروم
ونحن كمن فرت بينهم / ممالك في الحرب تحمى التخوم
إذا شئت لقياك خنت الملي / ك وإن لم اشأ خنت قلبي الكليم
ويا ليل طلت وطال الأسى / فما لك حد ولا للهموم
فماذا تريد بهذا السكون / وماذا تريد بهذا الوجوم
ويا ماء ما تبتغى بالخرير / ويا نجم بالخفق ماذا تروم
ويا زهر لا حسدتك القلوب / فشملك في العاشقين النظيم
ويا طير يهنيك طيب الكرى / وطول العناق وفرط النعيم
سما بك غصن على كثرة / وضاق عن أثنين قصر عظيم
فيا طير يهنيك طيب الكرى
فيا طير يهنيك طيب الكرى / وطول العناق وفرط النعيم
سما بك غصن على كثرة / وضاق عن أثنين قصر عظيم
وما بيننا غير هذا الفناء / وهذا الجدار وهذا الحريم
وهذى الرياض وهذى الحياض / وهذا النخيل وهذى الكروم
ونحن كمن فرقت بينهم / ممالك في الحرب تحمى التخوم
علمت بأن الحطام انصرف
علمت بأن الحطام انصرف / وأدبر ما كان إلا الشرف
وأنك بعت المنى واشتري / ت فخانك في ذاك سوق الصُدف
وأسرفت تبغى عريض الغنى / أقبلك من ناله بالسرف
وما هو إلا انقباض اليدين / رجاء الصيان وخوف التلف
وحبك مالِك حب الحياة / وحفظك مالك حفظ التحف
فقلت لعل الأديب انتهى / وكان له عظة ما سلف
أتدركه حرفة جازها / قديما إلى غيرها في الحرف
وقد هجر النظم نظم الجمان / وقد هجر النثر نثر الطرف
ومن كان ثروته عقله / يبيع الجواهر بيع الخزف
رأيت كلابا بدار السعادة
رأيت كلابا بدار السعادة / عداد الأهالي بها أو زيادة
ولكن بينهما فارقا / ففيهم حماس وفيهم بلاده
مقسمة فرقا في الطريق / كما يقسم الجيش جندا وقاده
ومنها السمين بحجم الخروف / ومنها الضئيل بحجم الجرادة
ويحلو لها النوم فوق الشريط / وتحلو لها في الطريق الولادة
وقد يفسد الجو من نتنها / وعندهم حفظها كالعبادة
إذا ثار يوما عليك العدا
إذا ثار يوما عليك العدا / وخفت من الحقد والحاقد
فلا تكترث بعصاباتهم / ولُذ بقفا حضرة الوالد
رأى وجهه باردا جامدا
رأى وجهه باردا جامدا / فراح يسنّ عليه الجلم
ولو كان صانعه منصفا / بصيرا لقط عليه القلم
وصاحب عود به عازف
وصاحب عود به عازف / يحركه عن هزار غرد
أنامله تلتقى في الفؤاد / وريشته تنبرى للكبد
أَمَنسُ إلى كم تضل السبيلا
أَمَنسُ إلى كم تضل السبيلا / فُتنت وحيرت فيك العقولا
أبحث البراز بهذى البلاد / وكان البراز بها مستحيلا
وتوشك تجعله ديدنا / وتدعو الفضالي إليه فضولا
فلم تخش بالأمس رب اللواء / ولا هِبت رب القوافي خليلا
أمن أجل حادثة تنقضى / بأدنى العتاب تدق الطبولا
وتدعو الشهود إلى الملتقى / وتبعد والخصم عن مصر ميلا
وتطعن مطران في أنفه / وما أنف مطران شيئا قليلا
طعنت الأشم الأبىّ العيوف / الأنوف السميك العريق الطويلا
طعنت الصحافة في أنفها / طعنت الرصيف الحصيف النبيلا
طعنت الجوائب في ربها / ولم تخش جورجي بها أو مشيلا
خليلىَ مطران نلت الشفاء / ولا ذقت بعد لمنس دويلا
فأنت تهز صقيل اليراع / ومنس يهز الحسام الصقيلا
وأنت المقدّم في بعلبك / ومنس المقدّم في أهل لِيلا
ومالك في السيف عند البراز / فبارز رسائله والفصولا
وعلمه كيف يصول اليراع / فتخجل منه الظبا أن تصولا
ويا أنف مطران أنف الإباء / عزاء جميلا وصبرا جميلا
بكت لجراحك عيني دما / وفرض على دمها أن يسيلا
فإن شئت خذ نورها مرهما / وخذ هدبها للتداوى فتيلا
أنلني يدا خلقت للقبل
أنلني يدا خلقت للقبل / فمن نالها بالسماك اتصل
أقبلها قبلة للجلال / وأخرى لنائلها المرتجل
تضاءل عن جودها حاتم / ونالت من الحمد مالم ينل
وكم في الجديد من الطيبات / وإن ضربوا بالقديم المثل
تُجدّد في الناس آى المسيح / تميت القنوط وتحيى الأمل
إذا منعت فضلها سابق / وإن منحت فضلها لم يزل
وطالع شاكرها المشترى / وطالع كافرها في زحل
علمت ويعلم من في الوجود / إذا قال مولاى قولا فعل
أخو عزمة وعده والوعيد / هما الرزق في سيره والأجل
تمرّ الوعود كمرّ السحاب / ووعدك كالبحر يمشي المهل
يعم العباد ويغشى البلاد / إذا الغيث في أرض قوم نزل
ويارب ريث أفاد الجزيل / أذا ما أفاد اليسير العجِل
أمولاى إن تك أكرمتني / جميلك من قبلُ عند وصل
وفضل أبيك على كاهلي / وعن بر جدّك بي لا تسل
وأنتم بناة العلى بالنوال / وآونة بالظُبَى والأسل
أحاديثكم ملء سمع الزمان / إذا ما حديث الكرام أنتقل
طلعتم على الشرق كالنيرات / فزنتم سماواته من عطل
هنيئا لك العيد والتهنئات / من العصر أملاكه والدول
وعشت لأمثال أمثاله / إليك الهناء ومنك الجذل
خصيب الرحاب رهيب الجناب / إذا ما أمرتَ الزمان امتثل
ويا لطَّف الله بالمسلمين / وكان لنا العون فيما نزل
تحية عمرو لك بل عمر
تحية عمرو لك بل عمر / وأهلا بكم أيهذا القمر
تجرّ البحيرة أذيالها / وتسبق بين يديك الزمر
وتمشى مجمَّلة بالحلىّ / وقد تتجلى ذوات الخفر
وتزهو بزينتها كالعروس / وأنت الخطيب الحبيب الأغر
وما زينت لك بين القلوب / أجل وأجمل مما ظهر
وتبعث من ملحها حفنة / لعين الحسود إذا ما نظر
تجلّى الصباح على أفقها / فألقى بغرّته وانتظر
وبشرها بك خفق الريا / ح وبعد الرياح يكون المطر
تهب على الريح من شوقها / كأن سليمان بالريف مر
سألت حبيبيَ في قبلة
سألت حبيبيَ في قبلة / فما نعنيها بحكم الخجل
فلازمت صبرىَ حتى غفا / وملت على خدّه بالقبل
فنضّى عن الجفن ثوب الكرى / وعما جرى بيننا لا تسل
وقال جرحت بوقع الشفاه / خدودي وذنبك لا يحتمل
فقلت أنت جرحت الحشا / وأدميته بسهام المُقَل
وفي الشرع أن الجروح قصاص / جُرح بجرح حكم عدل
فأبدى الحبيب ابتسام الرضا / ومال كغصن النقا واعتدل
وقال وحق سواد العيو / ن التي علمتك رقيق الغزل
لتستهدفنَّ لنبل اللحاظ / إذا عدت يوما لهذا العمل
ولم أبت الشيخ وهو الغنى
ولم أبت الشيخ وهو الغنى / وكل ما في الزواج المهور
وهل يملأ التيس عين المهاة / وهل تحمل الكركدن القصور
وهب لي ريالين تحت الحساب
وهب لي ريالين تحت الحساب / وبعد غد نلتقى ههنا
بعد أن ينظر أمامه انتظر ياجمال / بربك فالحظ قد أحسنا
فهذا أخو زيَنب مقبلا / فسر حيث شئت ودعنى أنا
ولم لا وجدَّته نملة
ولم لا وجدَّته نملة / إذا وقفت أو مشت حصَّلت
وتُدخل في بيتها ما تصيب / ولا يُخرج الدهر ما أدخلت
لو انقلبت من جميع الجهات / على القش في فمها ما انفلت
ترى المال في بيتها في اللحا / ف وتحت البلاط وحشو الشِلت
عجبت يأتي البخيلَ المالُ وهو يرى / أن البخيل إليه غير محتاج
وقلَّ ما جاء حرا ماجدا ومشى / إلى الكريم الكثير الهم والحاج
آه ما أكثر حاجى / من بحاجاتي أناجي
أزمة دُرتُ فلم / الق لها وجه انفراج
رأى فيه عيبا وإن لم نجد
رأى فيه عيبا وإن لم نجد / على اللحم عيبا سوى قلته
فقد كان أنضج لحم رأيت / وقد كان كالمسك في نكهته
ومن بخله تفتح القهوات / وتغلق وهو على شيشته
يقضى بها طرَفي يومه / ويمضى بها طرفي ليلته
رأيتُ على صخرة عقربا
رأيتُ على صخرة عقربا / وقد جعلت ضربَها ديدنا
فقلت لها إنها صخرة / وطبعَك من طبعها أليَنا
فقالت صدقتَ ولكنني / أردت أعرِّفها من أنا
تحار البلاغة فيك فكي
تحار البلاغة فيك فكي / ف إذا حاول النطق محرومها
فدون خلالك منثورها / ودون فعالك منظومها
ولكن أقول لقولك أنت / رفيع البلاغة مفهومها
من العدل أنك للعدل قمت / لترضَى الحقوقُ ومهضومها
وإن إرادة حلمي دعاك / لأعلى الأرائك مرسومها
لأنهم يظلمون العُلى / وأنت وحقك مظلومها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025