المجموع : 3687
تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ
تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ / فَحِنّي حَنينَكِ إِنّي مُعالي
إِلى دار قَومٍ حِسانِ الوُجوهِ / عِظامِ القِبابِ طِوالِ العَوال
فَوَجَّهتُهُنَّ عَلى مَهمَهٍ / قَليلِ الوَغى غَيرَ صَوتِ الرِئالِ
سِراعاً دَوائِبَ ما يَنثَني / نَ حَتّى اِحتَلَلنَ بِحَيِّ حِلالِ
بِسَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ الأَكرَمي / نَ أَهلِ الفِضالِ وَأَهلِ النَوالِ
لَيالِيَ يَحبونَني وُدَّهُم / وَيَحبونَ قِدرَكَ غُرَّ المَحالِ
فَتُصبِحُ في المَحلِ مُحوَرَّةً / لِفَيءِ إِهالَتِها كَالظِلالِ
فَإِن كُنتِ ساقِيَةً مَعشَراً / كِرامَ الضَرائِبِ في كُلِّ حالِ
عَلى كَرَمٍ وَعَلى نَجَدَةٍ / رَحيقاً بِماءٍ نِطافٍ زُلالِ
فَكوني أُولَئِكَ تَسقينَها / فِدىً لِأُولَئِكَ عَمي وَخالي
أَلَيسوا الفَوارِسَ يَومَ الفُراتِ / وَالخَيلُ بِالقَومِ مِثلُ السَعالي
وَهُم مَا هُمُ عِندَ تِلكَ الهَناتِ / إِذا زَعزَعَ الطَلحَ ريحُ الشَمالِ
بِدُهمٍ ضَوامِنَ لِلمُعتَفي / نَ أَن يَمنَحوهُنَّ قَبلَ العِيالِ
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً / وَإِلّا خَيالاً يُوافي خَيالا
يُوافي مَع اللَيلِ ميعادُها / وَيَأبى مَعَ الصُبحِ إِلّا زِيالا
فَذَلِكَ تَبذُلُ مِن وُدِّها / وَلَو شَهِدَت لَم تُواتِ النَوالا
وَقَد ريعَ قَلبي إِذ أَعلَنوا / وَقيلَ أَجَدَّ الخَليطُ اِحتِمالا
وَحَثَّ بِها الحادِيانِ النَجاءَ / مَعَ الصُبحِ لَمّا اِستَشاروا الجِمالا
بَوازِلَ تُحدى بِأَحداجِها / وَيُحذَينَ بَعدَ نِعالٍ نِعالا
فَلَمّا نَأَوا سَبَقَت عَبرَتي / وَأَذرَت لَها بَعدَ سَجلٍ سِجالا
تَراها إِذا اِحتَثَّها الحادِيا / نِ بِالخَبتِ يُرقِلنَ سَيراً عِجالا
فَبِالظِلِّ بُدِّلنَ بَعدَ الهَجيرِ / وَبَعدَ الحِجالِ أَلِفنَ الرِحالا
وَفيهِنَّ خَولَةُ زَينُ النِسا / ءِ زادَت عَلى الناسِ طُرّاً جَمالا
لَها عَينُ حَوراءَ في رَوضَةٍ / وَتَقرو مَعَ النَبتِ أَرطىً طِوالا
وَتُجري السِواكَ عَلى بارِدٍ / يُخالُ السَيالَ وَلَيسَ السَيالا
كَأَنَّ المُدامَ بُعَيدَ المَنامِ / عَلَيها وَتَسقيكَ عَذباً زُلالا
كَأَنَّ الذَوائِبَ في فَرعِها / حِبالٌ تُوَصِّلُ فيها حِبالا
وَوَجهٌ يَحارُ لَهُ الناظِرونَ / يَخالونَهُم قَد أَهَلّوا هِلالا
إِلى كَفَلٍ مِثلِ دِعصِ النَقا / وَكَفٍّ تُقَلِّبُ بيضاً طِفالا
فَبانَت وَما نِلتُ مِن وُدِّها / قِبالاً وَلا ما يُساوي قِبالا
وَكَيفَ تَبُتّينَ حَبلَ الصَفا / ءِ مِن ماجِدٍ لا يُريدُ اِعتِزالا
أَرادَ النَوالَ فَمَنَّيتِهِ / وَأَضحى الَّذي قُلتِ فيهِ ضَلالا
فَتىً يَبتَني المَجدَ مِثلُ الحُسا / مِ أَخلَصَهُ القَينُ يَوماً صِقالاً
يَقودُ الكُماةَ لِيَلقى الكُماةَ / يُنازِلُ ما إِن أَرادوا النِزالا
يُشَبِّهُ فُرسانَهُم في اللِقاءِ / إِذا ما رَحى المَوتِ دارَت حِيالا
وَتَمشي رِجالاً إِلى الدارِعينَ / كَأَعناقِ خَورٍ تُزجّي فِصالا
وَتَكسو القَواطِعَ هامَ الرِجا / لِ وَتَحمي الفَوارِسُ مِنّا الرِجالا
وَيَأبى لِيَ الضَيمَ ما قَد مَضى / وَعِندَ الخِصامِ فَنَعلو جِدالا
بِقَولٍ يَذَلُّ لَهُ الرائِضو / نَ وَيَفضُلُهُم إِن أَرادوا فِضالا
وَهاجِرَةٍ كَأُوارِ الجَحي / مِ قَطَعتُ إِذا الجُندُبُ الجَونُ قالا
وَلَيلٍ تَعَسَّفتُ دَيجورَهُ / يَخافُ بِهِ المُدلِجونَ الخَبالا
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا / وَأَعقَبَكَ الهَجرُ مِنها الوِصالا
وَحادَت بِها نِيَّةٌ غَربَةٌ / تُبَدِّلُ أَهلَ الصَفاءِ الزِيالا
وَنادى أَميرُهُمُ بِالفِرا / قِ ثُمَّ اِستَقَلّوا لِبَينٍ عِجالا
فَقَرَّبنَ كُلَّ مُنيفِ القَرا / عَريضِ الحَصيرِ يَغولُ الحِبالا
إِذا ما تَسَربَلنَ مَجهولَةً / وَراجَعنَ بَعدَ الرَسيمِ النِقالا
هَداهُنَّ مُشتَمِراً لاحِقاً / شَديدَ المَطا أَرحَبِياً جُلالا
تَخالُ حُمولَهُمُ في السَرا / بِ لَما تَواهَقنَ سُحقاً طِوالا
كَوارِعَ في حائِرٍ مُفعَمٍ / تَغَمَّرَ حَتّى أَتا وَاِستَطالا
كَسَونَ هَوادِجَهُنَّ السُدو / لَ مُنهَدِلاً فَوقَهُنَّ اِنهِدالا
وَفيهِنَّ حورٌ كَمِثلِ الظِبا / ءِ تَقرو بِأَعلى السَليلِ الهَدالا
جَعَلنَ قُدَيساً وَأَعناءَهُ / يَميناً وَبُرقَةَ رَعمٍ شِمالا
نَوازِعُ لِلخالِ إِذ شِمنَهُ / عَلى الفُرُداتِ يَحُلُّ السِجالا
فَلَمّا هَبَطنَ مَصابَ الرَبيعِ / بُدِّلنَ بَعدَ الرِحالِ الحِجالا
وَبَيداءَ يَلعَبُ فيها السَرا / بُ يَخشى بِها المُدلِجونَ الضَلالا
تَجاوَزتُها راغِباً راهِباً / إِذا ما الظِباءُ اِعتَنَقنَ الظِلالا
بِضامِزَةٍ كَأَتانٍ الثَمي / لِ عَيرانَةٍ ما تَشَكّى الكَلالا
إِلى اِبنِ الشَقيقَةِ أَعمَلتُها / أَخافُ العِقابَ وَأَرجو النَوالا
إِلى اِبنِ الشَقيقَة خَيرِ المُلوكِ / أَوفاهُمُ عِندَ عَقدٍ حِبالا
أَلَستَ أَبَرَّهُمُ ذِمَّةً / وَأَفضَلَهُم إِن أَرادوا فِضالا
فَأَهلي فِداؤُكَ مُستَعتِباً / عَتَبتَ فَصَدَّقتَ في المَقالا
أَتاكَ عَدُوٌّ فَصَدَّقتَهُ / فَهَلّا نَظَرتَ هُديتَ السُؤالا
فَما قُلتُ ما نَطَقوا باطِلاً / وَلا كُنتُ أَرهَبُهُ أَن يُقالا
فَإِن كانَ حَقاً كَما خَبَّروا / فَلا وَصَلَت لي يَمينٌ شِمالا
تَصَدَّق عَلَيَّ فَإِني اِمرِؤٌ / أَخافُ عَلى غَيرِ جُرمِ نَكالا
وَيَومٍ تَطَلَّعُ فيهِ النُفو / سُ تُطَرِّفَ بِالطَعنِ فيهِ الرِجالا
شَهِدتَ فَأَطفَأتَ نيرانَهُ / وَأَصدَرتَ مِنهُ ظِماءً نِهالا
وَذي لَجَبٍ يُبرِقُ الناظِر / ينَ كَاللَيلِ أُلبِسَ مِنهُ ظِلالا
كَأَنَّ سَنا البَيضِ فَوقَ الكُما / ةِ فيهِ المَصابيحُ تُخبي الذُبالا
صَبَحتُ العَدُوَّ عَلى نَأيِهِ / تَريشُ رِجالاً وَتَبري رِجالا
كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ
كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ / وَأَيقَنَتِ النَفسُ إِلّا خُلودا
وَبانَ الأَحِبَّةُ حَتّى فَنوا / وَلَم يَترُكِ الدَهرُ مِنهُم عَميدا
فَيا دَهرُ قَدكَ فَأَسجِح بِنا / فَلَسنا بِصَخرٍ وَلَسنا حَديدا
كَأَنَّ اِبنَ مُزنَتِها جانِحاً
كَأَنَّ اِبنَ مُزنَتِها جانِحاً / فَسيطٌ لَدى الأُفُقِ مِن خِنصِرِ
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ / قَمَعتُ فَصاروا لِئاماً ذِلالا
زارَ الفَرَزدَقُ أَهلَ الحِجازِ
زارَ الفَرَزدَقُ أَهلَ الحِجازِ / فَلَم يَحظَ فيهِم وَلَم يُحمَدِ
وَأَخزَيتَ قَومَكَ عِندَ الحَطيمِ / وَبَينَ البَقيعَينِ وَالغَرقَدِ
وَجَدنا الفَرَزدَقَ بِالمَوسِمَينِ / خَبيثَ المَداخِلِ وَالمَشهَدِ
نَفاكَ الأَغَرُّ اِبنُ عَبدِ العَزيزِ / بِحَقِّكَ تُنفى عَنِ المَسجِدِ
وَشَبَّهتَ نَفسَكَ أَشقى ثَمودَ / فَقالوا ضَلِلتَ وَلَم تَهتَدِ
وَقَد أُجِّلوا حينَ حَلَّ العَذابُ / ثَلاثَ لَيالٍ إِلى المَوعِدِ
وَشَبَّهتَ نَفسَكَ حوقَ الحِمارِ / خَبيثَ الأَوارِيَّ وَالمِروَدِ
وَجَدنا جُبَيراً أَبا غالِبٍ / بَعيدَ القَرابَةِ مِن مَعبَدِ
أَتَجعَلُ ذا الكيرِ مِن مالِكٍ / وَأَينَ سُهَيلٌ مِنَ الفَرقَدِ
وَشَرُّ الفِلاءِ اِبنُ حوقِ الحِمارِ / وَتَلقى قُفَيرَةَ بِالمَرصَدِ
وَعِرقُ الفَرَزدَقِ شَرُّ العُروقِ / خَبيثُ الثَرى كابِيُ الأَزنُدِ
وَأَوصى جُبَيرٌ إِلى غالِبٍ / وَصِيَّةَ ذي الرَحِمِ المُجهَدِ
فَقالَ اِرفُقَنَّ بِلَيَّ الكَتيفِ / وَحَكِّ المَشاعِبِ بِالمِبرَدِ
كَليلاً وَجَدتُم بَني مِنقَرٍ / سِلاحَ قَتيلِكُمُ المُسنَدِ
تَقولُ نَوارُ فَضَحتَ القُيونَ / فَلَيتَ الفَرَزدَقَ لَم يولَدِ
وَقالَت بِذي حَومَلٍ وَالرِماحِ / شَهِدتَ وَلَيتَكَ لَم تَشهَدِ
وَفازَ الفَرَزدَقُ بِالكَلبَتَينِ / وَعِدلٍ مِنَ الحُمَمِ الأَسوَدِ
فَرَقِّع لِجَدِّكَ أَكيارَهُ / وَأَصلِح مَتاعَكَ لا تُفسِدِ
وَأَدنِ العَلاةَ وَأَدنِ القَدومَ / وَوَسِّع لِكيرِكَ في المَقعَدِ
قَرَنتَ البَعيثَ إِلى ذي الصَليبِ / مَعَ القَينِ في المَرَسِ المُحصَدِ
وَقَد قُرِنوا حينَ جَدَّ الرِهانُ / بِسامٍ إِلى الأَمَدِ الأَبعَدِ
يُقَطِّعُ بِالجَريِ أَنفاسَهُم / بِثَنيِ العِنانِ وَلَم يُجهَدِ
فَإِنّا أُناسٌ نُحِبُّ الوَفاءَ / حِذارَ الأَحاديثِ في المَشهَدِ
وَلا نَحتَبي عِندَ عَقدِ الجِوارِ / بِغَيرِ السُيوفِ وَلا نَرتَدي
شَدَدتُم حُباكُم عَلى غَدرَةٍ / بِجَيشانَ وَالسَيفُ لَم يُغمَدِ
فَبُعداً لِقَومٍ أَجاروا الزُبَيرَ / وَأَمّا الزُبَيرُ فَلا يَبعَدِ
أَعِبتَ فَوارِسَ يَومِ الغَبيطِ / وَأَيّامَ بِشرِ بَني مَرثَدِ
وَيَوماً بِبَلقاءَ يا اِبنَ القُيونِ / شَهِدنا الطِعانَ وَلَم تَشهَدِ
فَصَبَّحنَ أَبجَرَ وَالحَوفَزانَ / بِوِردٍ مُشيحٍ عَلى الرُوَّدِ
وَيَومَ البَحيرَينِ أَلحَقتَنا / لَهُنَّ أَخاديدُ في القَردَدِ
نُعِضُّ السُيوفَ بِهامِ المُلوكِ / وَنَشفي الطِماحَ مِنَ الأَصيَدِ
زارَ القُبورَ أَبو مالِكٍ
زارَ القُبورَ أَبو مالِكٍ / فَكانَ كَأَلأَمِ زُوّارِها
سَتَبكي عَلَيهِ دَرومُ العِشاءِ / خَبيثٌ تَنَسُّمُ أَسحارِها
تَنوحُ بَناتُ أَبي مالِكٍ / بِبوقِ النَصارى وَمِزمارِها
لَقَد سَرَّني وَقعُ خَيلِ الهُذَيلِ / وَتَرغيمُ تَغلِبَ في دارِها
وَفاتَ الهُذَيلُ بَني تَغلِبٍ / وَجَحّافُ قَيسٍ بِأَوتارِها
تَحُضّونَ قَيساً وَلا تَصبِرونَ / لِزَبنِ الحُروبِ وَإِضرارِها
بانَ الخَليطُ غَداةَ الجِنابِ
بانَ الخَليطُ غَداةَ الجِنابِ / وَلَم تَقضِ نَفسُكَ أَوطارَها
فَلا تُكثِروا طولَ شَكِّ الخِلاجِ / وَشُدّوا عَلى العيسِ أَكوارَها
سَأَرمي بِها قاتِماتِ الفِجاجِ / وَنَهجُرُ هِنداً وَزوّارَها
أَلا قَبَّحَ اللَهُ يَومَ الزُبَيرِ / بَلاءَ القُيونِ وَأَخبارَها
فَإِنّا وَجَدنا اِبنَ جَوخى القُيونِ / لَئيمَ المُواطِنِ خَوّارَها
وَلَو خُيِّرَ القَينُ بَينَ الحَياةِ / وَبَينَ المَنيَّةِ لَاِختارَها
أَنِمتَ بِعَينٍ عَلى خِزيَةٍ / فَأَغضِ عَلى الذُلِّ أَشفارَها
وَقَد يَعلَمُ الحَيُّ مِن مالِكٍ / مُناخَ الدُهَيمِ وَأَيسارَها
أَخَذنا عَلى الخورِ قَد تَعلَمونَ / رِدافَ المُلوكِ وَأَصهارَها
وَنَكفيهِمُ ثُمَّ لا يَشكُرونَ / مِراسَ الحُروبِ وَأَضرارَها
أَنا اِبنُ الفَوارِسِ يَومَ الغَبيطِ / وَما تَعرِفُ العوذُ أَمهارَها
لَحِقنا بِأَبجَرَ وَالحَوفَزانِ / وَقَد مَدَّتِ الخَيلُ إِعصارَها
وَرايَةِ مَلكٍ كَظِلِّ العُقابِ / ضَرَبنا عَلى الرَأسِ جَبّارَها
وَكُنّا إِذا حَومَةٌ أَعرَضَت / نَخوضُ إِلى المَوتِ أَغمارَها
فَأَفسَدتَ تَغلِبَ كُلَّ الفَسادِ / وَشُمتَ القُيونَ وَأَكيارَها
وَحامى الفَوارِسُ يَومَ الكُحَيلِ / وَلَم تَحمِ تَغلِبُ أَدبارَها
تَرَكتُم لِقَيسٍ بَناتِ الصَريحِ / وَعونَ النِساءَ وَأَبكارَها
وَضَعتُم بِحَزَّةَ حَملَ السِلاحِ / وَلَم تَضَعِ الحَربُ أَوزارَها
فَإِنَّ البَرِيَّةَ لَو جُمِّعَت / لَأَلفَيتَ تَغلِبَ أَشرارَها
وَلَو أَصبَحَ الناسُ حَرباً عِدىً / لِقَيسٍ وَخِندِفَ ما ضارَها
أَخَذنا عَلَيكُم عُيونَ البُحورِ / وَبَرَّ البِلادِ وَأَمصارَها
وَنَحنُ وَرِثنا فَخَلِّ الطَريقَ / جَوابِيَ عادٍ وَآبارَها
وَأَدعو الإِلَهَ وَتَدعو الصَليبَ / وَأَدعو قُرَيشاً وَأَنصارَها
كَفَوا خُزرَ تَغلِبَ نَصرَ الرَسولِ / وَنَقضَ الأُمورِ وَإِمرارَها
أَلَستَ اللَئيمَ وَفَرخَ اللَئيمِ
أَلَستَ اللَئيمَ وَفَرخَ اللَئيمِ / فَما لَكَ يا اِبنَ أَبي كامِلِ
أَخالَفتَ سَعداً وَحُكّامَها / أَيا ضَرَّةَ الأَرنَبِ الحافِلِ
فَلَولا زِيادٌ وَحُسنُ البَلاءِ / وَإِنّي أَهابُ أَبا كامِلِ
لَنالَ أَبا كامِلٍ وَاِبنَهُ / صَواعِقُ مِن بَرِدٍ وابِلِ
خَنازيرَ ناموا عَنِ المَكرُماتِ
خَنازيرَ ناموا عَنِ المَكرُماتِ / فَنَبَّهَهُم قَدَرٌ لَم يَنَمِ
فَيا قُبحَهُم في الَّذي خُوِّلوا / وَيا حُسنَهُم في زَوالِ النِعَمِ
إِذا ما أَرَدتَ وِدادَ اِمرِئٍ
إِذا ما أَرَدتَ وِدادَ اِمرِئٍ / فَسَل كَيفَ كانَ لِإِخوانِهِ
فَإِمّا رَضيتَ فَأَحبَبتَهُ / وَإِمّا تَرَغَّبتَ عَن شانِهِ
لَحا اللَهُ زَبّانَ مِن شاعِرٍ
لَحا اللَهُ زَبّانَ مِن شاعِرٍ / أَخي خَنعَةٍ غادِرٍ فاجِرِ
كَأَنَّكَ فُقّاحَةٌ نَوَّرَت / مَعَ الصُبحِ في طَرَفِ الحائِرِ
أَيا هِندُ لا تَنكِحي بَوهَةَ
أَيا هِندُ لا تَنكِحي بَوهَةَ / عَلَيهِ عَقيقَتُهُ أَحسَبا
مُرَسَّعَةٌ بَينَ أَرساغِهِ / بِهِ عَسَمٌ يَبتَغي أَرنَبا
لِيَجعَلَ في رِجلِهِ كَعبَها / حِذارَ المَنِيَّةِ أَن يُعطَبا
وَلَستُ بِخُزرافَةٍ في القُعودِ / وَلَستُ بِطَيّاخَةٍ أَخدَبا
وَلَستُ بِذي رَثيَةٍ إِمَّرٍ / إِذا قيدَ مُستَكرَهاً أَصحَبا
وَقالَت بِنَفسي شَبابٌ لَهُ / وَلِمَّتُهُ قَبلَ أَن يَشجُبا
وَإِذ هِيَ سَوداءُ مِثلُ الفُحَيمِ / تَغَشّى المَطانِبَ وَالمَنكِبا
أَحارِ بنَ عَمروٍ كَأَنّي خَمِرْ
أَحارِ بنَ عَمروٍ كَأَنّي خَمِرْ / وَيَعدو عَلى المَرءِ ما يَأتَمِرْ
لا وَأَبيكِ اِبنَةَ العامِرِيِّ / لا يَدَّعي القَومُ أَنّي أَفِر
تَميمُ بنُ مُرٍّ وَأَشياعُها / وَكِندَةُ حَولي جَميعاً صُبُر
إِذا رَكِبوا الخَيلَ وَاِستَلأَموا / تَحَرَّقَتِ الأَرضُ وَاليَومُ قَر
تَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبتَكِر / وَماذا عَلَيكَ بِأَن تَنتَظِر
أَمَرخٌ خِيامُهُمُ أَم عُشَر / أَمِ القَلبُ في إِثرِهِم مُنحَدِر
وَفيمَن أَقامَ عَنِ الحَيِّ هِرّ / أَمِ الظاعِنونَ بِها في الشُطُر
وَهِرٌّ تَصيدُ قُلوبَ الرِجالِ / وَأَفلَتَ مِنها اِبنُ عَمروٍ حُجُر
رَمَتني بِسَهمٍ أَصابَ الفُؤادَ / غَداةَ الرَحيلِ فَلَم أَنتَصِر
فَأَسبَلَ دَمعي كَفَضِّ الجُمانِ / أَوِ الدُرِّ رَقراقِهِ المُنحَدِر
وَإِذ هِيَ تَمشي كَمَشيِ النَزي / فِ يَصرَعُهُ بِالكَثيبِ البُهُر
بَرَهرَهَةٌ رَودَةٌ رَخصَةٌ / كَخُرعوبَةِ البانَةِ المُنفَطِر
فُتورُ القِيامِ قَطيعُ الكَلامِ / تَفتُرُ عَن ذي غُروبٍ خَصِر
كَأَنَّ المُدامَ وَصَوبَ الغُمامِ / وَريحُ الخُزامى وَنَشرُ القُطُر
يُعِلُّ بِهِ بَردُ أَنيابِها / إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُستَحِر
فَبِتُّ أُكابِدُ لَيلَ التِما / مِ وَالقَلبُ مِن خَشيَةٍ مُقشَعِر
فَلَمّا دَنَوتُ تَسَدَّيتُها / فَثَوباً نَسيتُ وَثَوباً أَجُر
وَلَم يَرَنا كالِئٌ كاشِحٌ / وَلَم يَفشُ مِنّا لَدى البَيتِ سِر
وَقَد رابَني قَولُها يا هَناهُ / وَيحَكَ أَلحَقتَ شَرّاً بِشَر
وَقَد أَغتَدي مَعِيَ القانِصانِ / وَكُلٌّ بِمَربَأَةٍ مُقتَفِر
فَيُدرِكُنا فَغَمٌ داجِنٌ / سَميعٌ بَصيرٌ طَلوبٌ نَكِر
أَلَصُّ الضُروسِ حَنِيُّ الضُلوعِ / تَبوعٌ طَلوعٌ نَشيطٌ أَشَر
فَأَنشَبَ أَظفارَهُ في النِسا / فَقُلتُ هُبِلتَ أَلا تَنتَصِر
فَكَرَّ إِلَيهِ بِمِبراتِهِ / كَما خَلَّ ظَهرَ اللِسانِ المُجِر
فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيطَلٍ / كَما يَستَديرُ الحِمارُ النَعِر
وَأَركَبُ في الرَوعِ خَيفانَةً / كَسى وَجهَها سَعَفٌ مُنتَشِر
لَها حافِرٌ مِثلُ قَعبِ الوَليدِ / رُكِّبَ فيهِ وَظيفٌ عَجِز
لَها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقا / بِ سودٌ يَفينَ إِذا تَزبَئِر
وَساقانِ كَعباهُما أَصمَعانِ / لَحمُ حِماتَيهِما مُنبَتِر
لَها عَجُزٌ كَصَفاةِ المَسي / لِ أَبرَزَ عَنها جُحافٌ مُضِر
لَها ذَنَبٌ مِثلُ ذَيلِ العَروسِ / تَسُدُّ بِهِ فَرجَها مِن دُبُر
لَها مَتنَتانِ خَظاتا كَما / أَكَبَّ عَلى ساعِدَيهِ النَمِر
لَها عُذُرٌ كَقُرومِ النِسا / رُكِّبنَ في يَومِ ريحٍ وَصَر
وَسالِفَةٌ كَسُحوقِ اللِيا / نِ أَضرَمَ فيها الغَوِيُّ السُعُر
لَها جَبهَةٌ كَسَراةِ المِجَنِّ / حَذَّفَهُ الصانِعُ المُقتَدِر
لَها مِنخَرٌ كَوِجارِ الضِباعِ / فَمِنهُ تُريحُ إِذا تَنبَهِر
وَعَينٌ لَها حَدرَةٌ بَدرَةُ / وَشُقَّت مَآقِيُّها مِن أُخَر
إِذا أَقبَلَت قُلتَ دُبّاءَةٌ / مِنَ الحُضرِ مَغموسَةً في الغُدُر
وَإِن أَدبَرَت قُلتَ أَثفِيَّةٌ / مُلَملَمَةٌ لَيسَ فيها أُثُر
وَإِن أَعرَضَت قُلتَ سَرعوفَةً / لَها ذَنَبٌ خَلفَها مُسبَطِر
وَلِلسَوطِ فيها مَجالٌ كَما / تَنَزَّلَ ذو بَرَدٍ مُنهَمِر
لَها وَثَباتٌ كَصَوبِ السِحابِ / فَوادٍ خِطاءٌ وَوادٍ مُطِر
وَتَعدو كَعَدوِ نَجاةِ الظِباءِ / أَخطَأَها الحاذِفُ المُقتَدِر
تَطاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثمَدِ
تَطاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثمَدِ / وَنامَ الخَلِيُّ وَلَم تَرقُدِ
وَباتَ وَباتَت لَهُ لَيلَةٌ / كَلَيلَةِ ذي العائِرِ الأَرمَدِ
وَذَلِكَ مِن نَبَإٍ جاءَني / وَخُبِّرتُهُ عَن أَبي الأَسوَدِ
وَلَو عَن نَثاً غَيرِهِ جاءَني / وَجُرحُ اللِسانِ كَجُرحِ اليَدِ
لَقُلتُ مِنَ القَولِ ما لا يَزا / لُ يُؤثِرُ عَنّي يَدَ المُسنِدِ
بِأَيِّ عَلاقَتِنا تَرغَبونَ / أَعَن دَمِ عَمروٍ عَلى مَرثِدِ
فَإِن تَدفُنوا الداءَ لا نُخفِهِ / وَإِن تَبعَثوا الحَربَ لا نَقعُدِ
فَإِن تَقتُلونا نُقَتِّلُكُم / وَإِن تَقصِدوا لِدَمٍ نَقصُدِ
مَتى عَهدُنا بِطِعانِ الكُما / ةِ وَالحَمدِ وَالمَجدِ وَالسُؤدُدِ
وَبَنيِ القِبابِ وَمَلءِ الجِفا / نِ وَالنارِ وَالحَطَبِ المُفأَدِ
وَأَعدَدتُ لِلحَربِ وَثّابَةً / جَوادَ المَحَثَّةِ وَالمِروَدِ
سَموحاً جَموحاً وَإِحضارُها / كَمَعمَعَةِ السَعَفِ الموقَدِ
وَمَشدودَةَ السَكِّ مَوضونَةٍ / تَضاءَلُ في الطَيِّ كَالمِبرَدِ
تَفيضُ عَلى المَرءِ أَردانُها / كَفَيضِ الأَتِيِّ عَلى الجَدجَدِ
وَمُطَّرِداً كَرِشاءِ الجَرو / رِ مِن خُلُبِ النَخلَةِ الأَجرَدِ
وَذا شَطَبٍ غامِضاً كَلمُهُ / إِذا صابَ بِالعَظمِ لَم يَنأَدِ
إِذا كُنتَ في حاجَةٍ مُرسِلاً
إِذا كُنتَ في حاجَةٍ مُرسِلاً / فَأَرسِل حَكيماً وَلا توصِهِ
وَإِن ناصِحٌ مِنكَ يَوماً دَنا / فَلا تَنأَ عَنهُ وَلا تُقصِهِ
وَإِن بابُ أَمرٍ عَلَيكَ اِلتَوى / فَشاوِر لَبيباً وَلا تَعصِهِ
وَذو الحَقِّ لا تَنتَقِص حَقَّهُ / فَإِنَّ القَطيعَةَ في نَقصِهِ
وَلا تَذكُرِ الدَهرَ في مَجلِسٍ / حَديثاً إِذا أَنتَ لَم تُحصِهِ
وَنُصَّ الحَديثَ إِلى أَهلِهِ / فَإِنَّ الوَثيقَةَ في نَصِّهِ
وَلا تَحرِصَنَّ فَرُبَّ اِمرِئٍ / حَريصٍ مُضاعٍ عَلى حِرصِهِ
وَكَم مِن فَتىً ساقِطٍ عَقلُهُ / وَقَد يُعجَبُ الناسُ مِن شَخصِهِ
وَآخَرَ تَحسِبُهُ أَنوَكاً / وَيَأتيكَ بِالأَمرِ مِن فَصِّهِ
لَبِستُ اللَيالي فَأَفنَينَني / وَسَربَلَني الدَهرُ في قُمصِهِ
وَنَفسَكَ فَاِنعَ وَلا تَنعَني
وَنَفسَكَ فَاِنعَ وَلا تَنعَني / وَداوِ الكُلومَ وَلا تُبرِقِ
أَمِن آلِ لَيلى عَرَفتَ الطُلولا
أَمِن آلِ لَيلى عَرَفتَ الطُلولا / بِذي حُرُضٍ ماثِلاتٍ مُثولا
بَلينَ وَتَحسِبُ آياتِهِن / نَ عَن فَرطِ حَولَينِ رَقّاً مُحيلا
إِلَيكَ سِنانُ الغَداةَ الرَحيلُ / أَعصي النُهاةَ وَأُمضي الفُؤُولا
فَلا تَأمَني غَزوَ أَفراسِهِ / بَني وائِلٍ وَاِرهَبيهِ جَديلا
وَكَيفَ اِتِّقاءُ اِمرِئٍ لا يَؤُوبُ / بِالقَومِ في الغَزوِ حَتّى يُطيلا
بِشُعثٍ مُعَطَّلَةٍ كَالقِسِيِّ / غَزَونَ مَخاضاً وَأُدّينَ حولا
نَواشِزَ أَطباقُ أَعناقِها / وَضُمَّرُها قافِلاتٌ قُفولا
إِذا أَدلَجوا لِحِوالِ الغِوارِ / لَم تُلفَ في القَومِ نِكساً ضَئيلا
وَلَكِنَّ جَلداً جَميعَ السِلا / حِ لَيلَةَ ذَلِكَ عِضّاً بَسيلا
فَلَمّا تَبَلَّجَ ما فَوقَهُ / أَناخَ فَشَنَّ عَلَيهِ الشَليلا
وَضاعَفَ مِن فَوقِها نَثرَةً / تَرُدُّ القَواضِبَ عَنها فُلولا
مُضاعَفَةً كَأَضاةِ المَسي / لِ تُغشي عَلى قَدَمَيهِ فُضولا
فَنَهنَهَها ساعَةً ثُمَّ قالَ / لِلوازِعِيهِنَّ خَلّوا السَبيلا
فَأَتبَعَهُم فَيلَقاً كَالسَرا / بِ جَأواءَ تُتبِعُ شُخباً ثَعولا
عَناجيجَ في كُلِّ رَهوٍ تَرى / رِعالاً سِراعاً تُباري رَعيلا
جَوانِحَ يَخلِجنَ خَلجَ الظِبا / ءِ يَركُضنَ ميلاً وَيَنزِعنَ ميلا
فَظَلَّ قَصيراً عَلى صَحبِهِ / وَظَلَّ عَلى القَومِ يَوماً طَويلا
أُوَصّي بَنِيَّ وَأَعمامَهُم
أُوَصّي بَنِيَّ وَأَعمامَهُم / بِأَنَّ المَنايا لَهُم راصِدَه
لَها مُدَّةٌ فَنُفوسُ العِبادِ / إِلَيها وَإِن جَهَدوا قاصِدَه
فَوَاللَهِ إِن عِشتُ ما سَرَّني / وَإِن مِتُّ ما كانَتِ العائِدَه