بِسعيد الدَولة في الدول
بِسعيد الدَولة في الدول / نلنا التَشريف عَلى الأَول
وَلِمَصر فَخرٌ لَم يَزل / بِولي النعمة لم يَزل
ملك صار الملكوت بِهِ / كَالأُفق يُنير بِكَوكبه
فَإِذا ما سارَ بِموكبه / بِالفارس منّا وَالرَجل
قَد أَحي الملك وَشيّده / وَأَقام ذراه وَأَيّده
وَبِسَيف النَصرة قَلَده / حَتّى اِنتَصَرَت خَير الملل
شَهم أَضحى الفَرد العلما / وَعَلى العَليا رَفع العلما
كُل بِفضائِله علما / وَسَما في العلم وَفي العمل
أَضحَت كَالقَطر مَكارمه / وَالبَرق حكته صَوارمه
فَمصادمه وَمَصارمه / يَصلي النيران وَلَم يَصل
مَن ذا في المَجد يُدانينا / وَالسُؤدد بَعض مبانينا
وَمَعاني نيل مَعانينا / قَد طالَ عَناه وَلَم يَنل
كَم مِن شَرَف قَد حِزناه / وَمَقام عَلاً قَد جزناه
وَذُرى مَجد أَحرَزناه / بِسُيوف النَصر لمقتبل
تَحمي الأَوطان مَواضينا / كسَوالفنا وَمَواضينا
فَأرادينا بِأَراضينا / أَسدٌ رَبضت بَينَ الأَسَل
أَسياف سَطاه كَم فعلت / وَأَرادَت أَن تَعلو فعلت
وَالروس لَها ذلت وَعَنَت / في مَشهَد حَرب سوستبل
قوموا بِفَرائض نعمته / واِخشوا مِن صارم نقمته
فَالبَحر نَرى في جلته / أَمَلاً مَمتَزِجاً بِالأَجَل
سيروا في ظل بيارقه / وَاِستَسقوا وَبل بَوارقه
وَحَذارِ وَقع صَواعقه / فالسمّ كَمين في العَسَل
ملك بِالهَيبة مَظهَرَه / أَبَداً نَرجوه وَنحذره
كَالسَيف يَروقك جَوهَرَه / وَبمتنيه أَجل البَطل
نَرجوه إِذا يَوماً عَطفا / وَنُحاذر منه إِذا اِنعَطَفا
وَإِذا رحم الجاني وَعَفا / أَحي مِن ماتَ مِن الوَجَل
بِسَحائب فَيض أَياديه / وَنَداه وَفَضل أَياديه
تَغدو في الناس غَواديه / بِصِلات نَوال مُتَصل
كَالشَمس تَلوح مَآثره / وَالنَجم حكته عَساكره
جَيش قَد أَصبَح ثائِرَه / في الدُنيا أَسير من مثل
جُند مِن تَحتَ الأَعلام / في الأَرض هُم كَالأَعلام
فَلإِحياء وَلإِعدام / شَغَفوا بِالجود وَبِالجَدل
أَمسى بالعزّ لَهُم جاه / وَلَكم جان قَد أَلجاه
أَمَّل بِالعَفو فَنَجاه / بِجَزيل الأَنعم وَالجَذَل
فَتَليد الذَنب وَطارفه / في بَحر الحلم مَصارفه
فَإِذا شَمَلتك عَواطفه / فَهِيَ الغايات مِن الأَمل
لا زالَ بِأَحسن منوال / وَسَحاب نَداه متوال
لندوم مِن النَظر العالي / في ظل الأَمن المُشتَمل