القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 2
صادَتْكَ مهاةٌ لم تُصَدِ
صادَتْكَ مهاةٌ لم تُصَدِ / فلواحِظُها شَرَكُ الأُسُدِ
مَنْ تُوحي السحرَ بناظرةٍ / لا تُنْفَثُ منه في العُقَدِ
لمياءُ تَضَاحَكُ عن دُرَرٍ / وبروقِ حياً وحَصَى بَرَدِ
يَندى بِالمِسكِ لِراشِفِهِ / وسلافِ القَهوةِ والشهدِ
وَذَمَاءُ الليلِ على طَرْفٍ / كترحّلِ روحٍ عن جَسَدِ
ورضابُ الماءِ بفيكِ جَرَى / في جوهره عَرَضُ الصَّرَدِ
وكَأَنَّ كَليمَ اللَّه بَدا / منه في الأفْقِ بياضُ يَدِ
أَسَفي لِفِراقِ زَمانِ صبا / وركوبي قَيْدَ مَهَا الخُرُدِ
مِن كُلِّ مُطابَقَةٍ خُلُقي / بِوَفاءِ سُروريَ أَو كمدي
هيفاءُ يُعَجّزُهَا كَفَلٌ / فتقومُ وتقعدُ بالرُّفَدِ
لونُ الياقوتِ وقسوتُهُ / في الوجنةِ منها والكَبدِ
ولها في جيدِ مُرَوَّعَةٍ / حَلْيٌ صاغَتْهُ من الغَيَدِ
نَقَضَتْ وصلي بتتيُّعها / بالهجرِ ونَومي بِالسّهدِ
وأصابَ السودَ سهامُ البي / ضِ بِبَيْنِ البيض وبالنكَدِ
عَجَبي لإصابةِ مُرْسَلِهَا / منْ جَوْفِ ضلوعي في الخَلَدِ
يا نارَ نشاطي أين سنا / كِ وأين لظاكِ بمفتأدي
زَندي وَلَدتكَ وقَد عَقِمَتْ / عن حَملِ السِّقْطِ فَلَم تَلِدِ
أَحيَيتِ بِذِكري مَيْتَ صباً / أَبكيهِ مسايرةَ الأبَدِ
وطَلَبتِ الضدَّ لأوجِدَهُ / وجموحي في الصدِّ فَلَم أَجِدِ
ولوَ انَّ كَريماً تَفْقدُهُ / يُفْدى بالنفس إذنْ لَفُدي
أذهبتُ الحزن بمُذْهَبَةٍ / وبها ذَهّبْتُ لُجَيْنَ يدي
ولقد نادمْتُ ندامى الرّا / حِ بِمُطّرفي وبِمُتّلَدي
بمعتّقَةٍ قَدُمَتْ فأتَتْ / للشَّرْبِ بلذّاتٍ جُدُدِ
سُبِيَتْ بِسُيوفٍ من ذَهَبِ / مِن أَهلِ السبتِ أَوِ الأَحَدِ
وإذا ما عُدّ لها عُمُرٌ / مَلأتْ كَفَّيْكَ منَ العَدَدِ
يَطفو في الكاسِ لَها حَبَبٌ / كَصِغارِ مَساميرِ السّرَدِ
وإِذا ما غاصَ الماءُ بِها / في النّار تردّتْ بِالزبَدِ
ونَفَيتُ الهَمَّ بِبِنتِ الكَر / مِ وَنَقرِ العودِ فَلَم يَعدِ
ولَبِثتُ مُشَنَّفَةً أُذُني / بِتَرنُّم ذي النّغَم الغردِ
فالآن صددتُ كذي حَذَرٍ / عن وِرْدِ اللَّهوِ فلم أَرِدِ
وطردتُ منامَ الغيِّ عن ال / أجفان بإيقاظِ الرّشَدِ
ونَقَضتُ عُهودَ الشَّربِ فَلا / ودّ أُصفيه لأهلِ دَدِ
لا أَشرَبُ ما أَنا واصِفُهُ / فكأنّي بينهمُ قَعَدِي
وَنَقَلْتُ بعزمي من بَلَدٍ / قَدَمَ الإسْرَاءِ إِلى بَلَدِ
في بَطْنِ الفُلكِ مُصارَعَةً / زَمَني وعلى ظَهْرِ الأُجُدِ
ووجدتُ الدِّينَ له حسناً / سَنَداً فَلَجئتُ إلى السنَدِ
صَمَدَ اللاجونَ إلى مَلِكٍ / مَنصورٍ بالأحَدِ الصّمَدِ
كالشمسِ سناها مُقْتَرِبٌ / وذراها مِنكَ عَلى بُعُدِ
وَإِذا ما آنَسَ مِنهُ سَناً / مَنْ ضَلَّ بِجُنحِ اللَّيلِ هُدي
خُصَّتْ بِنَوالٍ شيمَتُهُ / عَجِلٍ وكلامٍ مُتّئِدِ
لا وَعْدَ له بالجود وَمَنْ / يبدأ بعطاءٍ لا يَعِدِ
وبِنِيّةِ شهمٍ مُنْتَصِرٍ / للَّه جميلِ المُعْتَقَدِ
فَيَصونُ العِرضَ بما بَذَلَتْ / لِلوَفدِ يَداهُ مِنَ الصّفدِ
وَيسدّ الثغرَ وسيرتُهُ / تَجري في المُلكِ على سَدَدِ
ويسلّ ظُبَاهُ بِكُلّ وغىً / ويسيلُ نداهُ بِكُلِّ يَدِ
وَتُريكَ اليَومَ بَصيرَتُهُ / ما يُخْفي عنك ضَميرُ غَدِ
ولهُ هممٌ تَبْني رُتَباً / خُصَّتْ بِعَلاءٍ مُنفَرِدِ
إِلهامَ الدينِ وَحامِيَهُ / قَوِّم بسُطاك ذَوي الأوَدِ
فُتّ السُّبَّاقَ بما كَحَلُوا / بغبارك عيناً في الأَمَدِ
والريحُ وراءَك عاثرةٌ / في الأيْنِ تُكَبّ وفي النُّجُدِ
نَصْرٌ أُيّدْتَ به ظَفَراً / والساعِدُ يُنْجَدُ بالعضُدِ
يا غيثَ المحلِ بلا كذبٍ / وشجاعَ الحربِ بلا فَنَدِ
لحظاتُ أناتِكَ جانِبُها / أرْسَى في غَيظِكِ من أُحُدِ
وَلِواؤُكَ تَقْدُمُ هَيْبَتُهُ / بعديدٍ يُلبِكُ في العَدَدِ
وَكَأنّ عدُوّكَ خافِقُهُ / بِجَناحِ فُؤادٍ مُرتَعِدِ
إن كنتُ قَصَرْتُ مُحَبَّرَةً / تَسهيمَ المُحكَمِ ذي الجُدَدِ
فَالعَذْبُ يَجِلّ بِقِلَّتِهِ / وعَلَيهِ عِمادُ المُعتَمدِ
وأُجاجُ الماءِ بِكَثرَتِهِ / لا رَيِّ بِهِ لِغَليلِ صَدِ
والشِّعر أَجَدتُ بِمَعرِفَتي / تَأنيسَ غَرائِبهِ الشُّرُدِ
لَو شِئتُ لَقُلتُ لِقافِيةٍ / في الوَزنِ تَخِبُّ إِلَيكَ خِدي
بِصَقيلِ اللَّفظِ مُنَقَّحِهِ / لا سَمعَ يَمرّ به بِصَدِ
لا زيفَ به فيريكَ قذىً / في عَيْنِ بَصيرةِ مُنتَقِدِ
لا يَسمَعُ فيهِ مُستَمِعٌ / زَفَراتُ أَسىً كَالمُفتَقِدِ
فصفيرُ البلبلِ مُطّرَحٌ / في الأيْكِ له صوتُ الصُّرَدِ
تَستَحسِنُ عَودَةَ مُنشِدِهِ / وتقولُ إذا ما زادَ زِدِ
فَبِغامُ الرِئمِ حلاوَتُهُ / وجزالتُه زَأرُ الأسدِ
وَبِذِلّةِ أهلِ السبت قَضَى / ويذلّ له أهْلُ الأحدِ
فَانصُرْ وافخَرْ وأدِرْ وأشِرْ / وَأَبِرْ وأَجِرْ وأَغِرْ وَسُدِ
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنا
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنا / وصنيعَ البين بهمْ وبنا
أرأيتَ نشاوَى قد سكروا / بكؤوسِ نوىً مُلئتْ شجنا
ومهاً نَظَرَتْ ونواظرُها / وَصَلتْ دمناً وجفت دمنا
رحلوا فأثار رحيلُهُمُ / من حرّ ضلوعك ما كمنا
وحسبتُ سرابَ تتابعهمْ / لججاً وركائبَهمْ سُفُنا
ومهاً نَظَرَتْ ونَوَاظرُها / خُلِقَتْ لنواظرنا فتنا
من كلّ مُوَدِّعةٍ نَطَقَتْ / بالسّرّ مدامعُهَا عَلَنَا
سفرتْ لوداعك شمسَ ضحىً / وَثَنَتْ بكثيبِ نقا غُصُنا
ورَمَتْكَ بمقلةِ خاذلةٍ / هَجَرَتْكَ وعاوَدتِ الوَسنَا
وترى للسحر بها حركاً / فبه تؤذيك إذا سكنا
كثرتْ في الحبّ بها عللي / فظهرتُ أسىً وخفيتُ ضنى
يا وجدي كيف وجدت به / روحي وغدوت له بَدنا
دَعْ ذكرَ نَزُوحٍ عنك نأى / وتَبَدّلْ من سَكَنٍ سَكَنَا
ونزولَ هواكَ بمنزلةٍ / كَتَبَتْ زمناً ومحتْ زمنا
واخضبْ يمناك بِقانِية / فلها فَرَجٌ ينفي الحزنا
وتريك نجوماً في شَفَقٍ / يَجلو الظلماءَ لهنّ سنَا
من كفِّ مطرِّفَةٍ عَنَماً / كالبدر بَدا والرئمِ رنا
لا ينكثُ فيها ذو شَغَفٍ / بالعَذْلِ وإن خلعَ الرّسنا
إنّي استوليتُ على أمدي / ووطئتُ بفطنتيَ الفِطَنَا
وسبقتُ فمنْ ذا يلحقني / في مدح عُلا الحسنِ الحسنا
ملكٌ في الملك له هِمَمٌ / نَالَتْ بيمينيه المنَنا
قُرِنَتْ باليُمْنِ نَقيبَتُهُ / والعفوُ بقدرتِهِ قُرنا
كالشمسِ نأتْ عن مبصرها / بُعْداً وسناها منه دنا
من صانَ الدينَ بِصَولَتِهِ / وأذلّ بعزّتهِ الوَثَنَا
من يَحْدِرُ فقراً عنك إذا / فاضَتْ نعماهُ عليك غِنَى
ورأى مَنْ ضنّ فضائلَهُ / فسخا وتَشَجّعَ مَنْ جَبُنَا
وإذا ما أَمَّ له حَرَماً / مَنْ خافَ مِنَ الدنْيا أمِنَا
ولئنْ هدَم الأموالَ فَقَدْ / شادَ العلياءَ بها وبنى
إن صانَ العِرْضَ وأكْرَمهُ / فقذال الوفر قد امتهنا
وكأنّ الحجّ لساحته / في يوم نداه يومُ مِنى
ولنا من فَضْلِ مَذاهِبِهِ / آمالٌ نَبْلُغُها ومُنى
وصَوَارمُ للأقدارِ فلا / تقفُ الكفّارُ لها جُنَنَا
تَشْدوه إذا سكرتْ بدمٍ / في ضرب جماجمهم غننا
يَتَنَبّعُ ماءُ تألُّقِهَا / فيقالُ أفي سَكَنٍ سكنا
لا رَوْضَ ذَوَى منها قِدماً / بالدّهْرِ ولا ماءٌ أسنا
وتسيلُ سيولُ جحافله / فحقائقها تنفي الظَّنَنا
وإذا ما هَبْوتُها كَثُفَتْ / تجِدُ العقبانُ بها وُكُنَا
إن ابنَ عليّ حازَ عُلاً / فالفعلُ له والقولُ لنا
قَمَرٌ تُسْتَمْطَرُ مِنه يَدٌ / فتجودُ أناملُه مُزُنا
ينحو الآراءَ بفكرته / فيصيبُ لها نُقَباً بِهِنَا
من غُلْبِ أسُودٍ ما عَمَرُوا / إلّا آجامَ ظباً وقَنَا
وكأنّ الحربَ إذا فتحَتْ / تبدي لهمُ مرأىً حَسنَا
وتخالهمُ فيها ادّرَعوا / بِسَلُوق وقد سَلّوا اليَمنَا
وكأنّ سوابغَهُمْ حَبَبٌ / قد جاشَ بهم ماءٌ أجِنا
يغشى الإظلامَ بها الضرغا / مُ فتجعَلُ مُقْلَتَهُ أذُنا
ولهم بإزاءِ قرابتهم / أسماءٌ نُعْظِمُها وَكُنَى
شَجَرٌ بالبّرِ مورّقَةٌ / ننتابُ لها ظلّاً وَجَنى
وإذا مَتَحَتْ مُهجاً يدُهُ / جعل الخطّيّ لها شطنا
وكفاه الرمحُ فَعالَ السيف / فقيل أيضربُ مَنْ طَعَنا
يا من أحيا بالفخر له / بمكارمه أدباً دُفِنَا
فأفادَ الشّعرَ مُنَقِّحه / وأصابَ بمنطقِهِ اللّسنَا
أشبهتَ أباكَ وكنتَ بما / أشبهتَ مَعاليه قمنا
وحصاةُ أناتك لو وُزِنَتْ / أنْسَتْ برجاحتها حَضَنَا
أنشأتَ شوانيَ طائرةً / وبنيتَ على ماءٍ مُدُنا
ببروجِ قتالٍ تحسبها / في شُمّ شواهقها قُنَنَا
ترْمي ببروجٍ إنْ ظَهَرَتْ / لعدوٍّ محرقةً بَطَنَا
وبنفطٍ أبيضَ تَحْسَبُهُ / ماءً وبه تذكي السّكَنَا
ضَمِنَ التوفيقُ لها ظَفَراً / من هُلْكِ عداتك ما ضمنا
أنا مَن أهدى لك مُمْتَدحاً / دُرَراً أغليتُ لها ثمنا
وقديمُ الوِرْدِ جديدُ الحَمْدِ / هناك أفوهُ به وهنا
ومدَحتُ غلاماً جدّ أبيك / وها أنذا شيخاً يَفَنَا
وتخذتُ تَجِنّةَ لي وطناً / وهجرتُ صقلّيَةً وطنا
لَقِيَتكَ عُداتُكَ صاغرَةً / ترجو من نَوْءَيْكَ الهُدنا
فسحابُ نداكَ هَمَتْ مِنَحاً / وسماءُ ظباك هَمَتْ مَحنَا
وبقيتَ بقاءَ مجاهدة / وسلكتَ لكلّ عُلاً سفُنُا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025