المجموع : 6
مالَ وَاِحتَجَب
مالَ وَاِحتَجَب / وَاِدَّعى الغَضَب
لَيتَ هاجِري / يَشرَحُ السَبَب
عَتبُهُ رِضىً / لَيتَهُ عَتَب
عَلَّ بَينَنا / واشِياً كَذَب
أَو مُفَنِّداً / يَخلُقُ الرِيَب
مَن لِمُدنِفٍ / دَمعُهُ سُحُب
باتَ مُتعَباً / هَمُّهُ اللَعِب
يَستَوي خَلٍ / عِندَهُ وَصَب
ذُقتُ صَدَّهُ / غَيرَ مُحتَسِب
ضِقتُ فيهِ بِالر / رُسلِ وَالكُتُب
كُلَّما مَشى / أَخجَلَ القُضُب
بَينَ عَينِهِ / وَالمَها نَسَب
ماءُ خَدِّهِ / شَفَّ عَن لَهَب
ساقِيَ الطِلا / شُربُها وَجَب
بابِلِيَّةً / تَنفُثُ الحَبَب
إِنَّ كَرمَها / آدَمُ العِنَب
هُذِّبَت فَفي / دَنِّها الأَدَب
اِسقِها فَتىً / خَيرَ مَن شَرِب
كُلَّما طَغى / راضَها الحَسَب
عابِدينَ أَم / هالَةٌ عَجَب
أُسُّهُ الهُدى / وَالعُلا طُنُب
مُشرِفُ الذُرى / مائِجُ الرَحَب
قامَ رَبُّهُ / يَرفَعُ الحُجُب
عِندَ عَرشِهِ / عَرشُ مِنحُتُب
دونَ عِزِّهِ / تُبَّعُ الغَلَب
السُراةُ مِن / وَفدِهِ النُخَب
حَولَ سُدَّةٍ / حَقُّها الرَغَب
طابَ عِندَها ال / عُجمُ وَالعَرَب
مِن حِسانِهِم / سِربٌ اِنسَرَب
بَينَ كَوكَبٍ / يَسحَبُ الذَنَب
عِندَ جُؤذَرٍ / فاتِنِ الشَنَب
عِندَ شادِنٍ / حاسِرِ اللَبَب
تَذهَبُ النُهى / أَينَما ذَهَب
يَلفِتُ المَلا / كُلَّما وَثَب
في غَلائِلٍ / سُندُسٍ قُشُب
دونَهُنَّ لا / يَثبُتُ اليَلَب
قَرَّ نَهدُهُ / عِطفُهُ اِضطَرَب
خَصرُهُ هَبا / صَدرُهُ صَبَب
يُركِضُ النُهى / مَشيُهُ الخَبَب
رائِعاً كَما / شاءَ في الكُتُب
آنِساً إِلى / شِبهِهِ اِنجَذَب
يَستَخِفُّهُ / أَينَما اِنقَلَب
يَجمَعُ المَلا / يُحضِرُ الغَيَب
ما حَدا المَها / قَبلَهُ طَرِب
يا اِبنَ خَيرِ أَب / يا أَبا النُجُب
أَنتَ حاتِمٌ / لِلقِرى اِنتَدَب
في خِوانِهِ / كُلُّ ما يَجِب
لَم تَقُم عَلى / مِثلِهِ القُبَب
أَنهَلَ البَرا / يا وَما نَضَب
أَطعَمَ الوَرى / لَم يَقُل جَدَب
ما بِهِم صَدىً / ما بِهِم سَغَب
قُم أَبا نُواس / أُنظُرِ النَشَب
ما الخَصيبُ ما ال / بَحرُ ذو العُبُب
هَل عَهِدتَهُ / يُمطِرُ الذَهَب
ذا هُوَ الجَنا / بُ الَّذي خَصَب
ظَلَّلَ الوَرى / رَوضُهُ الأَشِب
رَبَّ مِصرَ عِش / وَاِبلُغِ الأَرَب
لَم تَزَل لَيا / ليكَ تُرتَقَب
مِثلَ صَفوِها الدَ / دَهرُ ما وَهَب
أَحَبِّها لَنا / عِدَّةَ الشُهُب
هاكَ مِدحَةُ الش / شاعِرِ الأَرِب
زَفَّها إِلى / خَيرِ مَن خَطَب
فارِسِيَّةً / بَزَّتِ العَرَب
لَم يَجِئ بِها / شاعِرٌ ذَهَب
إِن تُراعِها / تَسمَعِ العَجَب
بَيدَ أَنَّها / بَعضُ ما وَجَب
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ / وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ
حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ / مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ
أَودى حَرَفاً إِلّا رَمَقاً / يُبقيهِ عَلَيكَ وَتُنفِدُهُ
يَستَهوي الوُرقَ تَأَوُّهُهُ / وَيُذيبُ الصَخرَ تَنَهُّدُهُ
وَيُناجي النَجمَ وَيُتعِبُهُ / وَيُقيمُ اللَيلَ وَيُقعِدُهُ
وَيُعَلِّمُ كُلَّ مُطَوَّقَةٍ / شَجَناً في الدَوحِ تُرَدِّدُهُ
كَم مَدَّ لِطَيفِكَ مِن شَرَكٍ / وَتَأَدَّبَ لا يَتَصَيَّدُهُ
فَعَساكَ بِغُمضٍ مُسعِفُهُ / وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ
الحُسنُ حَلَفتُ بِيوسُفِهِ / وَالسورَةِ إِنَّكَ مُفرَدُهُ
قَد وَدَّ جَمالَكَ أَو قَبَساً / حَوراءُ الخُلدِ وَأَمرَدُهُ
وَتَمَنَّت كُلُّ مُقَطَّعَةٍ / يَدَها لَو تُبعَثُ تَشهَدُهُ
جَحَدَت عَيناكَ زَكِيَّ دَمي / أَكَذلِكَ خَدُّكَ يَجحَدُهُ
قَد عَزَّ شُهودي إِذ رَمَتا / فَأَشَرتُ لِخَدِّكَ أُشهِدُهُ
وَهَمَمتُ بِجيدِكِ أَشرَكُهُ / فَأَبى وَاِستَكبَرَ أَصيَدُهُ
وَهَزَزتُ قَوامَكَ أَعطِفُهُ / فَنَبا وَتَمَنَّعَ أَملَدُهُ
سَبَبٌ لِرِضاكَ أُمَهِّدُهُ / ما بالُ الخَصرِ يُعَقِّدُهُ
بَيني في الحُبِّ وَبَينَكَ ما / لا يَقدِرُ واشٍ يُفسِدُهُ
ما بالُ العاذِلِ يَفتَحُ لي / بابَ السُلوانِ وَأوصِدُهُ
وَيَقولُ تَكادُ تُجَنُّ بِهِ / فَأَقولُ وَأوشِكُ أَعبُدُهُ
مَولايَ وَروحي في يَدِهِ / قَد ضَيَّعَها سَلِمَت يَدُهُ
ناقوسُ القَلبِ يَدُقُّ لَهُ / وَحَنايا الأَضلُعِ مَعبَدُهُ
قَسَماً بِثَنايا لُؤلُؤها / قَسَمَ الياقوتُ مُنَضَّدُهُ
وَرُضابٍ يوعَدُ كَوثَرُهُ / مَقتولُ العِشقِ وَمُشهَدُهُ
وَبِخالٍ كادَ يُحَجُّ لَهُ / لَو كانَ يُقَبَّلُ أَسوَدُهُ
وَقَوامٍ يَروي الغُصنُ لَهُ / نَسَباً وَالرُمحُ يُفَنِّدُهُ
وَبِخَصرٍ أَوهَنَ مِن جَلَدي / وَعَوادي الهَجرِ تُبَدِّدُهُ
ما خُنتُ هَواكَ وَلا خَطَرَت / سَلوى بِالقَلبِ تُبَرِّدُهُ
النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر
النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر / وَالجَنَّةُ شاطِئُهُ الأَخضَر
رَيّانُ الصَفحَةِ وَالمَنظَر / ما أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر
البَحرُ الفَيّاضُ القُدسُ / الساقي الناسَ وَما غَرَسوا
وَهوَ المِنوالُ لِما لَبِسوا / وَالمُنعِمُ بِالقُطنِ الأَنوَر
جَعلَ الإِحسانَ لَهُ شَرعا / لَم يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى
فَتَرى زَرعاً يَتلو زَرعا / وَهُنا يُجنى وَهُنا يُبذَر
جارٍ وَيُرى لَيسَ بِجارِ / لِأَناةٍ فيهِ وَوَقار
يَنصَبُّ كَتَلٍ مُنهارِ / وَيَضِجُّ فَتَحسَبُهُ يَزأَر
حَبَشِيُّ اللَونِ كَجيرَتِهِ / مِن مَنبَعِهِ و بُحَيرَتِهِ
صَبَغَ الشَطَّينِ بِسُمرَتِهِ / لَوناً كَالمِسكِ وَكَالعَنبَر
نَحنُ الكَشّافَةُ في الوادي
نَحنُ الكَشّافَةُ في الوادي / جِبريلُ الروحُ لَنا حادي
يا رَبِّ بِعيسى وَالهادي / وَبِموسى خُذ بِيَدِ الوَطَنِ
كَشّافَةُ مِصرَ وَصِبيَتُها / وَمُناةُ الدارِ وَمُنيَتُها
وَجَمالُ الأَرضِ وَحليَتُها / وَطَلائِعُ أَفراحِ المُدُنِ
نَبتَدِرُ الخَيرَ وَنَستَبِقُ / ما يَرضى الخالِقُ وَالخُلُقُ
بِالنَفسِ وَخالِقِها نَثِقُ / وَنَزيدُ وُثوقاً في المِحَنِ
في السَهلِ نَرِف رَياحينا / وَنَجوبُ الصَخرَ شَياطينا
نَبني الأَبدانَ وَتَبنينا / وَالهِمَّةُ في الجِسمِ المَرِنِ
وَنُخَلّي الخَلقَ وَما اِعتَقَدوا / وَلِوَجهِ الخالِقِ نَجتَهِدُ
نَأسوا الجَرحى أَنّى وُجِدوا / وَنُداوي مِن جَرحِ الزَمَنِ
في الصِدقِ نَشَأنا وَالكَوَمِ / وَالعِفَّةِ عَن مَسِّ الحُرَمِ
وَرِعايَةِ طِفلٍ أَو هَرِمِ / وَالذَودُ عَنِ الغيدِ الحُصُنِ
وَنُوافي الصارِخَ في اللُجَجِ / وَالنارِ الساطِعَةِ الوَهَجِ
لا نَسأَلُهُ ثَمَنَ المُهَجِ / وَكَفى بِالواجِبِ مِن ثَمَنِ
يا رَبِّ فَكَثِّرنا عَدَدا / وَاِبذُل لِأُبُوَّتِنا المَدَدا
هَيِّئ لَهُم وَلَنا رَشَدا / يا رَبِّ وَخُذ بِيَدِ الوَطَنِ
اليَومَ نَسودُ بِوادينا
اليَومَ نَسودُ بِوادينا / وَنُعيدُ مَحاسِنَ ماضينا
وَيُشيدُ العِزَّ بِأَيدينا / وَطَنٌ نَفديهِ وَيَفدينا
وَطَنٌ بِالحَقِّ نُؤَيِّدُهُ / وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ
وَنُحَسِّنُهُ وَنُزَيِّنُهُ / بِمَآثِرِنا وَمَساعينا
سِرُّ التاريخِ وَعُنصُرُهُ / وَسَريرُ الدَهرِ وَمِنبَرُهُ
وَجِنانُ الخُلدِ وَكَوثَرُهُ / وَكَفى الآباءُ رَياحينا
نَتَّخِذُ الشَمسَ لَهُ تاجا / وَضُحاها عَرشاً وَهّاجا
وَسَماءَ السُؤدُدِ أَبراجا / وَكَذَلِكَ كانَ أَوالينا
العَصرُ يَراكُمُ وَالأُمَمُ / وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ
أَبني الأَوطانَ أَلا هِمَمُ / كَبِناءِ الأَوَّلِ يَبنينا
سَعياً أَبَداً سَعياً سَعياً / لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا
وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا / وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا
يا مصر سماؤك جوهرة
يا مصر سماؤك جوهرة / وثراك بحار عسجده
والنيل حياة دافقة / ونعيم عذب مورِده
والملك سعيد حاضره / لك في الدنيا حر غده
والعصر إليك تقرّبه / وإلى حاميك تودّده
والشرق رقيك مظهره / وحضارة جيلك سؤدده
لسريرك بين أسرّته / أعلى التاريخ وأمجده
بعلو الهمة نرجعه / وبنشر العلم نجدّده