القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 6
مالَ وَاِحتَجَب
مالَ وَاِحتَجَب / وَاِدَّعى الغَضَب
لَيتَ هاجِري / يَشرَحُ السَبَب
عَتبُهُ رِضىً / لَيتَهُ عَتَب
عَلَّ بَينَنا / واشِياً كَذَب
أَو مُفَنِّداً / يَخلُقُ الرِيَب
مَن لِمُدنِفٍ / دَمعُهُ سُحُب
باتَ مُتعَباً / هَمُّهُ اللَعِب
يَستَوي خَلٍ / عِندَهُ وَصَب
ذُقتُ صَدَّهُ / غَيرَ مُحتَسِب
ضِقتُ فيهِ بِالر / رُسلِ وَالكُتُب
كُلَّما مَشى / أَخجَلَ القُضُب
بَينَ عَينِهِ / وَالمَها نَسَب
ماءُ خَدِّهِ / شَفَّ عَن لَهَب
ساقِيَ الطِلا / شُربُها وَجَب
بابِلِيَّةً / تَنفُثُ الحَبَب
إِنَّ كَرمَها / آدَمُ العِنَب
هُذِّبَت فَفي / دَنِّها الأَدَب
اِسقِها فَتىً / خَيرَ مَن شَرِب
كُلَّما طَغى / راضَها الحَسَب
عابِدينَ أَم / هالَةٌ عَجَب
أُسُّهُ الهُدى / وَالعُلا طُنُب
مُشرِفُ الذُرى / مائِجُ الرَحَب
قامَ رَبُّهُ / يَرفَعُ الحُجُب
عِندَ عَرشِهِ / عَرشُ مِنحُتُب
دونَ عِزِّهِ / تُبَّعُ الغَلَب
السُراةُ مِن / وَفدِهِ النُخَب
حَولَ سُدَّةٍ / حَقُّها الرَغَب
طابَ عِندَها ال / عُجمُ وَالعَرَب
مِن حِسانِهِم / سِربٌ اِنسَرَب
بَينَ كَوكَبٍ / يَسحَبُ الذَنَب
عِندَ جُؤذَرٍ / فاتِنِ الشَنَب
عِندَ شادِنٍ / حاسِرِ اللَبَب
تَذهَبُ النُهى / أَينَما ذَهَب
يَلفِتُ المَلا / كُلَّما وَثَب
في غَلائِلٍ / سُندُسٍ قُشُب
دونَهُنَّ لا / يَثبُتُ اليَلَب
قَرَّ نَهدُهُ / عِطفُهُ اِضطَرَب
خَصرُهُ هَبا / صَدرُهُ صَبَب
يُركِضُ النُهى / مَشيُهُ الخَبَب
رائِعاً كَما / شاءَ في الكُتُب
آنِساً إِلى / شِبهِهِ اِنجَذَب
يَستَخِفُّهُ / أَينَما اِنقَلَب
يَجمَعُ المَلا / يُحضِرُ الغَيَب
ما حَدا المَها / قَبلَهُ طَرِب
يا اِبنَ خَيرِ أَب / يا أَبا النُجُب
أَنتَ حاتِمٌ / لِلقِرى اِنتَدَب
في خِوانِهِ / كُلُّ ما يَجِب
لَم تَقُم عَلى / مِثلِهِ القُبَب
أَنهَلَ البَرا / يا وَما نَضَب
أَطعَمَ الوَرى / لَم يَقُل جَدَب
ما بِهِم صَدىً / ما بِهِم سَغَب
قُم أَبا نُواس / أُنظُرِ النَشَب
ما الخَصيبُ ما ال / بَحرُ ذو العُبُب
هَل عَهِدتَهُ / يُمطِرُ الذَهَب
ذا هُوَ الجَنا / بُ الَّذي خَصَب
ظَلَّلَ الوَرى / رَوضُهُ الأَشِب
رَبَّ مِصرَ عِش / وَاِبلُغِ الأَرَب
لَم تَزَل لَيا / ليكَ تُرتَقَب
مِثلَ صَفوِها الدَ / دَهرُ ما وَهَب
أَحَبِّها لَنا / عِدَّةَ الشُهُب
هاكَ مِدحَةُ الش / شاعِرِ الأَرِب
زَفَّها إِلى / خَيرِ مَن خَطَب
فارِسِيَّةً / بَزَّتِ العَرَب
لَم يَجِئ بِها / شاعِرٌ ذَهَب
إِن تُراعِها / تَسمَعِ العَجَب
بَيدَ أَنَّها / بَعضُ ما وَجَب
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ / وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ
حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ / مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ
أَودى حَرَفاً إِلّا رَمَقاً / يُبقيهِ عَلَيكَ وَتُنفِدُهُ
يَستَهوي الوُرقَ تَأَوُّهُهُ / وَيُذيبُ الصَخرَ تَنَهُّدُهُ
وَيُناجي النَجمَ وَيُتعِبُهُ / وَيُقيمُ اللَيلَ وَيُقعِدُهُ
وَيُعَلِّمُ كُلَّ مُطَوَّقَةٍ / شَجَناً في الدَوحِ تُرَدِّدُهُ
كَم مَدَّ لِطَيفِكَ مِن شَرَكٍ / وَتَأَدَّبَ لا يَتَصَيَّدُهُ
فَعَساكَ بِغُمضٍ مُسعِفُهُ / وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ
الحُسنُ حَلَفتُ بِيوسُفِهِ / وَالسورَةِ إِنَّكَ مُفرَدُهُ
قَد وَدَّ جَمالَكَ أَو قَبَساً / حَوراءُ الخُلدِ وَأَمرَدُهُ
وَتَمَنَّت كُلُّ مُقَطَّعَةٍ / يَدَها لَو تُبعَثُ تَشهَدُهُ
جَحَدَت عَيناكَ زَكِيَّ دَمي / أَكَذلِكَ خَدُّكَ يَجحَدُهُ
قَد عَزَّ شُهودي إِذ رَمَتا / فَأَشَرتُ لِخَدِّكَ أُشهِدُهُ
وَهَمَمتُ بِجيدِكِ أَشرَكُهُ / فَأَبى وَاِستَكبَرَ أَصيَدُهُ
وَهَزَزتُ قَوامَكَ أَعطِفُهُ / فَنَبا وَتَمَنَّعَ أَملَدُهُ
سَبَبٌ لِرِضاكَ أُمَهِّدُهُ / ما بالُ الخَصرِ يُعَقِّدُهُ
بَيني في الحُبِّ وَبَينَكَ ما / لا يَقدِرُ واشٍ يُفسِدُهُ
ما بالُ العاذِلِ يَفتَحُ لي / بابَ السُلوانِ وَأوصِدُهُ
وَيَقولُ تَكادُ تُجَنُّ بِهِ / فَأَقولُ وَأوشِكُ أَعبُدُهُ
مَولايَ وَروحي في يَدِهِ / قَد ضَيَّعَها سَلِمَت يَدُهُ
ناقوسُ القَلبِ يَدُقُّ لَهُ / وَحَنايا الأَضلُعِ مَعبَدُهُ
قَسَماً بِثَنايا لُؤلُؤها / قَسَمَ الياقوتُ مُنَضَّدُهُ
وَرُضابٍ يوعَدُ كَوثَرُهُ / مَقتولُ العِشقِ وَمُشهَدُهُ
وَبِخالٍ كادَ يُحَجُّ لَهُ / لَو كانَ يُقَبَّلُ أَسوَدُهُ
وَقَوامٍ يَروي الغُصنُ لَهُ / نَسَباً وَالرُمحُ يُفَنِّدُهُ
وَبِخَصرٍ أَوهَنَ مِن جَلَدي / وَعَوادي الهَجرِ تُبَدِّدُهُ
ما خُنتُ هَواكَ وَلا خَطَرَت / سَلوى بِالقَلبِ تُبَرِّدُهُ
النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر
النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر / وَالجَنَّةُ شاطِئُهُ الأَخضَر
رَيّانُ الصَفحَةِ وَالمَنظَر / ما أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر
البَحرُ الفَيّاضُ القُدسُ / الساقي الناسَ وَما غَرَسوا
وَهوَ المِنوالُ لِما لَبِسوا / وَالمُنعِمُ بِالقُطنِ الأَنوَر
جَعلَ الإِحسانَ لَهُ شَرعا / لَم يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى
فَتَرى زَرعاً يَتلو زَرعا / وَهُنا يُجنى وَهُنا يُبذَر
جارٍ وَيُرى لَيسَ بِجارِ / لِأَناةٍ فيهِ وَوَقار
يَنصَبُّ كَتَلٍ مُنهارِ / وَيَضِجُّ فَتَحسَبُهُ يَزأَر
حَبَشِيُّ اللَونِ كَجيرَتِهِ / مِن مَنبَعِهِ و بُحَيرَتِهِ
صَبَغَ الشَطَّينِ بِسُمرَتِهِ / لَوناً كَالمِسكِ وَكَالعَنبَر
نَحنُ الكَشّافَةُ في الوادي
نَحنُ الكَشّافَةُ في الوادي / جِبريلُ الروحُ لَنا حادي
يا رَبِّ بِعيسى وَالهادي / وَبِموسى خُذ بِيَدِ الوَطَنِ
كَشّافَةُ مِصرَ وَصِبيَتُها / وَمُناةُ الدارِ وَمُنيَتُها
وَجَمالُ الأَرضِ وَحليَتُها / وَطَلائِعُ أَفراحِ المُدُنِ
نَبتَدِرُ الخَيرَ وَنَستَبِقُ / ما يَرضى الخالِقُ وَالخُلُقُ
بِالنَفسِ وَخالِقِها نَثِقُ / وَنَزيدُ وُثوقاً في المِحَنِ
في السَهلِ نَرِف رَياحينا / وَنَجوبُ الصَخرَ شَياطينا
نَبني الأَبدانَ وَتَبنينا / وَالهِمَّةُ في الجِسمِ المَرِنِ
وَنُخَلّي الخَلقَ وَما اِعتَقَدوا / وَلِوَجهِ الخالِقِ نَجتَهِدُ
نَأسوا الجَرحى أَنّى وُجِدوا / وَنُداوي مِن جَرحِ الزَمَنِ
في الصِدقِ نَشَأنا وَالكَوَمِ / وَالعِفَّةِ عَن مَسِّ الحُرَمِ
وَرِعايَةِ طِفلٍ أَو هَرِمِ / وَالذَودُ عَنِ الغيدِ الحُصُنِ
وَنُوافي الصارِخَ في اللُجَجِ / وَالنارِ الساطِعَةِ الوَهَجِ
لا نَسأَلُهُ ثَمَنَ المُهَجِ / وَكَفى بِالواجِبِ مِن ثَمَنِ
يا رَبِّ فَكَثِّرنا عَدَدا / وَاِبذُل لِأُبُوَّتِنا المَدَدا
هَيِّئ لَهُم وَلَنا رَشَدا / يا رَبِّ وَخُذ بِيَدِ الوَطَنِ
اليَومَ نَسودُ بِوادينا
اليَومَ نَسودُ بِوادينا / وَنُعيدُ مَحاسِنَ ماضينا
وَيُشيدُ العِزَّ بِأَيدينا / وَطَنٌ نَفديهِ وَيَفدينا
وَطَنٌ بِالحَقِّ نُؤَيِّدُهُ / وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ
وَنُحَسِّنُهُ وَنُزَيِّنُهُ / بِمَآثِرِنا وَمَساعينا
سِرُّ التاريخِ وَعُنصُرُهُ / وَسَريرُ الدَهرِ وَمِنبَرُهُ
وَجِنانُ الخُلدِ وَكَوثَرُهُ / وَكَفى الآباءُ رَياحينا
نَتَّخِذُ الشَمسَ لَهُ تاجا / وَضُحاها عَرشاً وَهّاجا
وَسَماءَ السُؤدُدِ أَبراجا / وَكَذَلِكَ كانَ أَوالينا
العَصرُ يَراكُمُ وَالأُمَمُ / وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ
أَبني الأَوطانَ أَلا هِمَمُ / كَبِناءِ الأَوَّلِ يَبنينا
سَعياً أَبَداً سَعياً سَعياً / لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا
وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا / وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا
يا مصر سماؤك جوهرة
يا مصر سماؤك جوهرة / وثراك بحار عسجده
والنيل حياة دافقة / ونعيم عذب مورِده
والملك سعيد حاضره / لك في الدنيا حر غده
والعصر إليك تقرّبه / وإلى حاميك تودّده
والشرق رقيك مظهره / وحضارة جيلك سؤدده
لسريرك بين أسرّته / أعلى التاريخ وأمجده
بعلو الهمة نرجعه / وبنشر العلم نجدّده

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025