القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 9
اليَومَ نَسودُ بِوادينا
اليَومَ نَسودُ بِوادينا / وَنُعيدُ مَحاسِنَ ماضينا
وَيُشيدُ العِزَّ بِأَيدينا / وَطَنٌ نَفديهِ وَيَفدينا
وَطَنٌ بِالحَقِّ نُؤَيِّدُهُ / وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ
وَنُحَسِّنُهُ وَنُزَيِّنُهُ / بِمَآثِرِنا وَمَساعينا
سِرُّ التاريخِ وَعُنصُرُهُ / وَسَريرُ الدَهرِ وَمِنبَرُهُ
وَجِنانُ الخُلدِ وَكَوثَرُهُ / وَكَفى الآباءُ رَياحينا
نَتَّخِذُ الشَمسَ لَهُ تاجا / وَضُحاها عَرشاً وَهّاجا
وَسَماءَ السُؤدُدِ أَبراجا / وَكَذَلِكَ كانَ أَوالينا
العَصرُ يَراكُمُ وَالأُمَمُ / وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ
أَبني الأَوطانَ أَلا هِمَمُ / كَبِناءِ الأَوَّلِ يَبنينا
سَعياً أَبَداً سَعياً سَعياً / لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا
وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا / وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا
أَلجِفنُ أَم الخَدُّ القاني
أَلجِفنُ أَم الخَدُّ القاني / لا أَعلَمُ أَيُّهما الجاني
فَعَلى الحالَينِ الإَثنانِ / هَدما في صَدري بُنياني
وَشَرَعتِ عَلَيهِ تَبنينا /
بُنيانُكِ راسِخُ آساسِ / يا سَلمى في صَدرِ الياسِ
شَدَّتهُ الجنُّ بِأَمراسِ / فَغَدا بُنيانُ الأَتعاسِ
جَبَلاً قَد ضارَعهَ صَنّينا /
لَكِ خدٌّ مِثلُ الوَردِ ندي / ما مَرَّ عَلَيهِ غَيرُ يَدي
لكِن لا أَعلَمُ بَعدَ غدِ / إِن كانَ سَيَأتي من جُدَدِ
لِيَقولوا لي شَرَّفتونا /
فَهَواكِ لَقَد نالَ السِبقا / بِسِواهُ لِساني ما اِنطَلَقا
وَفُؤادي قَبلاً ما عَشقا / لكِن مُذ مَرَّ بهِ علقا
فَكَأَنَّ هَواكِ كرنتينا /
لا أَبرَحُ أَذكُر ما قُلتِ / من حَفنَةِ تُربٍ ما أَنتِ
أَنصَفتِ بِقَولِكِ أَنصَفتِ / فَمنَ الأَزهارِ لَقد جِئتِ
وَإِلى الأَزهارِ تَعودينا /
بالعلم تشيد مكتبنا
بالعلم تشيد مكتبنا / والله إليه يوفقنا
تزهو ازهار معارفه / فالورد يطيب لقاطفه
والورد يلذ لراشفه / فيه الأرواء لغلتنا
قد لاح العلم بغرته / ومضى بالجهل وظلمته
أهلا بالعلم وطلعته / قد اقبل بالاقبال لنا
يا من بمحياه البهج / سر الأرواح مع المهج
بنسيمك ذياك الأرج / نفحات الوصل تبشرنا
تشتاق وصالك ناشئة / لورود حياضك ظامئة
هي واقعة لك لاجئة / بك تجلو مطلعك الحسنا
فربوع الشرق مؤملة / وعلى لقياك معولة
والأرض لبعدك ممحلة / فاسق الجدب حياً هتنا
علم الإسلام على القدم / قد كان النور على العلم
وامتد سناه على الأمم / فازال ظلامهم الدجنا
من مشرقنا النور التمعا / وظلام الغرب به انقشعا
فجزيت الشرق بما صنعا / يا غرب فهجت له المحنا
وزعمت بانك للبشر / حام تنجيه من الخطر
فهجمت بشرك ذي الشرر / فملأت عوالمها شجنا
فهدمت قواعد سلطته / وغنمت فوائد ثروته
وقسمت ممالك دولته / ابهذا العدل تعللنا
فكأني بالشرق قد اتحدا / وجزاك بيوم جفاك غدا
فوردت المر كما وردا / ويكون البادئ اظلمنا
يا جهل قضيت على الوطن / وجلبت الشر إلى المدن
ولكم اسلمت إلى المحن / شعباً لك اصبح ممتهنا
حتام نكابد منك أذى / أخلقت لعين المجد قذى
سنثير عليك الحرب إذا / خفقت رايات العلم بنا
فاسقط يا جهل إلى الدرك / وانهض يا علم إلى الفلك
واصدع بسناك دجى الحلك / لتنير ربوعك والوطنا
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنا
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنا / وصنيعَ البين بهمْ وبنا
أرأيتَ نشاوَى قد سكروا / بكؤوسِ نوىً مُلئتْ شجنا
ومهاً نَظَرَتْ ونواظرُها / وَصَلتْ دمناً وجفت دمنا
رحلوا فأثار رحيلُهُمُ / من حرّ ضلوعك ما كمنا
وحسبتُ سرابَ تتابعهمْ / لججاً وركائبَهمْ سُفُنا
ومهاً نَظَرَتْ ونَوَاظرُها / خُلِقَتْ لنواظرنا فتنا
من كلّ مُوَدِّعةٍ نَطَقَتْ / بالسّرّ مدامعُهَا عَلَنَا
سفرتْ لوداعك شمسَ ضحىً / وَثَنَتْ بكثيبِ نقا غُصُنا
ورَمَتْكَ بمقلةِ خاذلةٍ / هَجَرَتْكَ وعاوَدتِ الوَسنَا
وترى للسحر بها حركاً / فبه تؤذيك إذا سكنا
كثرتْ في الحبّ بها عللي / فظهرتُ أسىً وخفيتُ ضنى
يا وجدي كيف وجدت به / روحي وغدوت له بَدنا
دَعْ ذكرَ نَزُوحٍ عنك نأى / وتَبَدّلْ من سَكَنٍ سَكَنَا
ونزولَ هواكَ بمنزلةٍ / كَتَبَتْ زمناً ومحتْ زمنا
واخضبْ يمناك بِقانِية / فلها فَرَجٌ ينفي الحزنا
وتريك نجوماً في شَفَقٍ / يَجلو الظلماءَ لهنّ سنَا
من كفِّ مطرِّفَةٍ عَنَماً / كالبدر بَدا والرئمِ رنا
لا ينكثُ فيها ذو شَغَفٍ / بالعَذْلِ وإن خلعَ الرّسنا
إنّي استوليتُ على أمدي / ووطئتُ بفطنتيَ الفِطَنَا
وسبقتُ فمنْ ذا يلحقني / في مدح عُلا الحسنِ الحسنا
ملكٌ في الملك له هِمَمٌ / نَالَتْ بيمينيه المنَنا
قُرِنَتْ باليُمْنِ نَقيبَتُهُ / والعفوُ بقدرتِهِ قُرنا
كالشمسِ نأتْ عن مبصرها / بُعْداً وسناها منه دنا
من صانَ الدينَ بِصَولَتِهِ / وأذلّ بعزّتهِ الوَثَنَا
من يَحْدِرُ فقراً عنك إذا / فاضَتْ نعماهُ عليك غِنَى
ورأى مَنْ ضنّ فضائلَهُ / فسخا وتَشَجّعَ مَنْ جَبُنَا
وإذا ما أَمَّ له حَرَماً / مَنْ خافَ مِنَ الدنْيا أمِنَا
ولئنْ هدَم الأموالَ فَقَدْ / شادَ العلياءَ بها وبنى
إن صانَ العِرْضَ وأكْرَمهُ / فقذال الوفر قد امتهنا
وكأنّ الحجّ لساحته / في يوم نداه يومُ مِنى
ولنا من فَضْلِ مَذاهِبِهِ / آمالٌ نَبْلُغُها ومُنى
وصَوَارمُ للأقدارِ فلا / تقفُ الكفّارُ لها جُنَنَا
تَشْدوه إذا سكرتْ بدمٍ / في ضرب جماجمهم غننا
يَتَنَبّعُ ماءُ تألُّقِهَا / فيقالُ أفي سَكَنٍ سكنا
لا رَوْضَ ذَوَى منها قِدماً / بالدّهْرِ ولا ماءٌ أسنا
وتسيلُ سيولُ جحافله / فحقائقها تنفي الظَّنَنا
وإذا ما هَبْوتُها كَثُفَتْ / تجِدُ العقبانُ بها وُكُنَا
إن ابنَ عليّ حازَ عُلاً / فالفعلُ له والقولُ لنا
قَمَرٌ تُسْتَمْطَرُ مِنه يَدٌ / فتجودُ أناملُه مُزُنا
ينحو الآراءَ بفكرته / فيصيبُ لها نُقَباً بِهِنَا
من غُلْبِ أسُودٍ ما عَمَرُوا / إلّا آجامَ ظباً وقَنَا
وكأنّ الحربَ إذا فتحَتْ / تبدي لهمُ مرأىً حَسنَا
وتخالهمُ فيها ادّرَعوا / بِسَلُوق وقد سَلّوا اليَمنَا
وكأنّ سوابغَهُمْ حَبَبٌ / قد جاشَ بهم ماءٌ أجِنا
يغشى الإظلامَ بها الضرغا / مُ فتجعَلُ مُقْلَتَهُ أذُنا
ولهم بإزاءِ قرابتهم / أسماءٌ نُعْظِمُها وَكُنَى
شَجَرٌ بالبّرِ مورّقَةٌ / ننتابُ لها ظلّاً وَجَنى
وإذا مَتَحَتْ مُهجاً يدُهُ / جعل الخطّيّ لها شطنا
وكفاه الرمحُ فَعالَ السيف / فقيل أيضربُ مَنْ طَعَنا
يا من أحيا بالفخر له / بمكارمه أدباً دُفِنَا
فأفادَ الشّعرَ مُنَقِّحه / وأصابَ بمنطقِهِ اللّسنَا
أشبهتَ أباكَ وكنتَ بما / أشبهتَ مَعاليه قمنا
وحصاةُ أناتك لو وُزِنَتْ / أنْسَتْ برجاحتها حَضَنَا
أنشأتَ شوانيَ طائرةً / وبنيتَ على ماءٍ مُدُنا
ببروجِ قتالٍ تحسبها / في شُمّ شواهقها قُنَنَا
ترْمي ببروجٍ إنْ ظَهَرَتْ / لعدوٍّ محرقةً بَطَنَا
وبنفطٍ أبيضَ تَحْسَبُهُ / ماءً وبه تذكي السّكَنَا
ضَمِنَ التوفيقُ لها ظَفَراً / من هُلْكِ عداتك ما ضمنا
أنا مَن أهدى لك مُمْتَدحاً / دُرَراً أغليتُ لها ثمنا
وقديمُ الوِرْدِ جديدُ الحَمْدِ / هناك أفوهُ به وهنا
ومدَحتُ غلاماً جدّ أبيك / وها أنذا شيخاً يَفَنَا
وتخذتُ تَجِنّةَ لي وطناً / وهجرتُ صقلّيَةً وطنا
لَقِيَتكَ عُداتُكَ صاغرَةً / ترجو من نَوْءَيْكَ الهُدنا
فسحابُ نداكَ هَمَتْ مِنَحاً / وسماءُ ظباك هَمَتْ مَحنَا
وبقيتَ بقاءَ مجاهدة / وسلكتَ لكلّ عُلاً سفُنُا
هيا نتحالفْ يا إخوانْ
هيا نتحالفْ يا إخوانْ /
بأكيدِ العهد وبالأيمانْ /
أن نبذلَ صِدْقاً للأوطانْ /
وبيمْن سعيدٍ نحن نصانْ /
والفضل يجل عن النكران /
للحربِ هلمُّوا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمانْ
هيا اجتهدوا هيا اجتهدوا /
والحر ينجزُ ما يَعِد /
وجميعُ الناسِ لكم شهدُوا /
بشجاعتكم عند الميدان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هيا اتحدوا هيا اتحدوا /
للملَّةِ سيفُكم عضدُ /
وبيُمن سَعيدٍ نحنُ نُصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
فلكم قِدمٌ ولكم قَدمُ /
في الفضل وضدكم عدمُ /
ومعالمكم لا تنهدم /
بالتقوى تأسيسُ البنيان /
لحرب هلمُّوا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
أنتم كُرما أنتم نُبلا /
تحمُون الجيرةَ والنُّزُلا /
ولكم شرفٌ في الكونِ علا /
قدْراً لا يمحوه الملوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
فنزالِ نزالِ على الأعْدا /
لا ترعوْا في الأعْدا عَهدا /
فالوقتُ أتاح لكم سعدا /
وأذاقهم طعمَ الخسران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هيا انتظموا وارْقوْا أوْجا /
هيا اقتحمُوا فوجاً فوْجا /
هيا التحموا عند الهيجا /
هيّا هيا سُونكِي دوران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
لا تعطوا الأعْدا مِقْوَدكم /
لا ترضوْا أن تستبعدكم /
واللهُ تعالى أسعدكم /
بقتالٍ وهزم ذوي الطغيان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
بصوارمكم وعواليكم /
ومفاخركم ومعاليكم /
وبيُمن سعيد نحن نصان /
خوضوا بدما أهل العدوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هولُ الأعداء طلائعكم /
وبنادقكم ولوامعكم /
وعذابُ الهون مدافعكم /
وصواعقكم رمُى الأهوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قصباتُ السبقِ بها فُزتم /
وسهامُ المغنمِ قد حُزتم /
وحظوظُ الشهرةِ أحرزتم /
وبها امتزتم بين الأقران /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قسماً بجميل شروعكم /
في حفظِ وصون ربوعكم /
والنصرَ حليفُ دروعِكم /
وبيمن سعيد نحن نصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
هيا اشتبكوا هيا اشتبكوا /
وغبارُ المعْرك محتبكُ /
والعسجدُ هلا ينسبك /
إلا بمقاومة النيران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
وطولُ الحرب لها طربُ /
وإليها الناجبُ ينجذب /
والضد لديهما مضطرب /
وحشاه يصير بها ولهان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
رؤساؤكم هم أُسْد شَرى /
كل منهم للمجد شَرى /
بمزاياهم فاقوا البشرا /
فهم الأمَرا وهم الأعيان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
فبنو مصر طُراً نُجبا /
ونجيب القوم الضيمَ أبى /
يُبدون لدى الهيجا العجبا /
أتُرى بين الأنجاب جبان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في السوْم ثمنٌ غالِ /
في تاريخ الزمن الخالي /
ونظام الملك لهم عالِ /
وله ذكرٌ بعد الطوفان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
وألوفُ قرونٍ بعدُ خلتْ /
في حكم سواها ما دخلت /
وبأسْر الغير لها بخلتْ /
فمن الأبنا كان السلطان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في ماضي الدهر قدْ بقيت /
تختاً لملوكٍ قد وُقيتْ /
شَرَّة الأغراب وقد سُقيت /
أكوابَ طِلاحبِّ العمران /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قد حازت منزلةً عُليا /
وبذا دُعيتْ أمَّ الدنيا /
وبصيتٍ الموتى والأحيا /
فاقتْ مجداً كل البلدان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في ذروتها العليا صعدت /
مصر وعوادي الدهر عدت /
فاحتلت قهراً وابتعدت /
دهراً عن ميزان الرجحان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
وتولى إمرتها الغُرَبا /
أعجاماً كانوا أو عَربا /
والحالُ ينادي واحربا /
والفرصةُ تدرك بالأزمان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
ربُّ الخيراتِ أراد لها /
خيراً من ذلك بدّلها /
بأكيد العهد وبالإيمان /
وبيمن سعيد نحن نصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
وبنوكِ الآن قد افتخروا /
بوقائعَ عُظمى وانتصروا /
ربحوا في الغرْوِ وما خسروا /
والأعداء عادوا بالخذلان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
من أصل الفطرةِ للفطِنْ
من أصل الفطرةِ للفطِنْ / بعد المولى حبُّ الوطنْ
هبة من الوهاب بها / فالحمد الوهاب المنن
هبةٌ منَّ الوهّابُ بها / فالحمدُ لوهَّاب المنن
للموطن كلٌ ينتسبُ / ومعاهدُه أمٌ وأبُ
فصحيحُ العزِّ له سبب / يستملكُ صباً ذا شَجنْ
من أصل الفطرة للفَطن / بعد المولى حب الوطن
لما وجدوه دارَ حمَى / وصلوه وما قطعوا رَحِما
تخذوه لمأمنهم حَرَما / يُفدى بالروح وبالبدن
من أصل الفطرة للفَطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
في الدنيا مصر أجلُّ وطنْ / يدُها عُليا في كل زمنْ
فلكَم قهرتْ شاماً ويمنْ / فانقادَ الشامي واليمنى
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهابُ بها / فالحمد لوهاب المنن
والآن تسامتْ دولتها / وبإسماعيلٍ صولتُها
لو جالت عَظُمَتْ جولَها / من أرضِ الروم إلى عدنْ
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
للمصريين الوقتُ صفا / إذا موطنهم نال الشرفا
كلٌ بالمجد قد اعترفا / لعزيزِ العصر المؤتمن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
وعزيزُ الموْطن نخْدمهُ / برضاً في النفس نُحكِّمه
مالُ المضريِّ كذا دمهُ / مَبذولٌ في شرفِا الوطن
من أصلِ الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
تفديه العينُ بناظِرها / والنفسُ بخير ذخائرها
تُهدى في نيْلٍ مظاهرها / لشِرا العليا أغْلَى ثمن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
فرعيته الغُرَّا سعِدتْ / إذ عنها الآصارُ ابتعدت
ومفاصِل من عادى ارتعدت / للصادقِ صفوُ العيشِ هنى
من أصل الفطرة للفَطن / بعدَ المولى حبُّ الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
قَرِّي عيناً ثم ابتهجي / يا مصرُ بمولاكِ البَهج
ملكٌ في عشقِ المجد شجى / والمجدُ طراز للحَسن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
فالمجد له قد مدّ يدا / وتخير توفيقاً عضُدا
من جدَّ ورامَ عُلاً وجدا / والحمدُ لوهاب المنن
مَا بَيْنَ لُصُوصٍ وَلُصُوصٍ
مَا بَيْنَ لُصُوصٍ وَلُصُوصٍ / فَرْقٌ فِي الأَعْلَى وَالأَدْنَى
لِصِغَارِهِمُ المَوْتُ المُزْرِي / وَكِبَارِهِمُ الشَّرَفُ الأَسْنَى
اسْكُني يا جِراحْ
اسْكُني يا جِراحْ / واسْكُتي يا شُجُونْ
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ / وزَمَانُ الجُنُونْ
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ / مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرَّدى / قَدْ دفنتُ الأَلمْ
ونثرتُ الدُّموعْ / لرِيَاحِ العَدَمْ
واتَّخذتُ الحَيَاةْ / معزفاً للنَّغَمْ
أَتغنَّى عليهْ / في رِحابِ الزَّمانْ
وأَذبتُ الأَسَى / في جمالِ الوُجُودْ
ودَحَوْتُ الفؤادْ / واحةً للنَّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ / والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابْ / والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ / واسكُتي يا شُجونْ
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ / وزَمَانُ الجُنُونْ
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ / مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فؤادي الرَّحيبْ / مَعْبَدٌ للجَمَالْ
شيَّدتْهُ الحَيَاةْ / بالرُّؤى والخَيالْ
فَتَلَوْتُ الصَّلاةْ / في خشوعِ الظِّلالْ
وحَرَقْتُ البُخُورْ / وأَضَأْتُ الشُّمُوعْ
إنَّ سِحْرَ الحَيَاةْ / خَالدٌ لا يزولْ
فَعَلامَ الشَّكَاةْ / مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ
ثمَّ يأتي الصَّباحْ / وتَمُرُّ الفُصُولْ
سوف يأتي رَبيعْ / إن تقضَّى رَبيعْ
اسكُني يا جراحْ / واسكُتي يا شُجونْ
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ / وزَمَانُ الجُنُونْ
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ / مِنْ وراءِ القُرُونْ
مِنْ وراءِ الظَّلامْ / وهديرِ المياهْ
قَدْ دعاني الصَّباحْ / ورَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءْ / هزَّ قلبي صَداهْ
لمْ يَعُدْ لي بقاءْ / فَوْقَ هذي البقاعْ
الْوَداعَ الوَداعْ / يا جِبَالَ الهُمومْ
يا ضَبابَ الأَسى / يا فِجاجَ الجحيمْ
قَدْ جرى زَوْرَقي / في الخِضَّمِ العَظيمْ
ونشرتُ القلاعْ / فالوَداعْ الوداعْ
أَنشِدي يا صَبا
أَنشِدي يا صَبا / وَارقصي يا غُصون
وَاسقني يا نَدى / بَين لَحظ العُيون
فيك يا وَردَتي / قَد حَلا لي الجُنون
أَنا مني الهَوى / أَنتَ منكَ الفتون
أَنشري ما طَوت / مِن غَرامي السُنون
كانَ في أَضلُعي / فَرَوَتهُ الجُفون
أَقربي مِن فمي / فَحَديثي شجون

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025