المجموع : 9
اليَومَ نَسودُ بِوادينا
اليَومَ نَسودُ بِوادينا / وَنُعيدُ مَحاسِنَ ماضينا
وَيُشيدُ العِزَّ بِأَيدينا / وَطَنٌ نَفديهِ وَيَفدينا
وَطَنٌ بِالحَقِّ نُؤَيِّدُهُ / وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ
وَنُحَسِّنُهُ وَنُزَيِّنُهُ / بِمَآثِرِنا وَمَساعينا
سِرُّ التاريخِ وَعُنصُرُهُ / وَسَريرُ الدَهرِ وَمِنبَرُهُ
وَجِنانُ الخُلدِ وَكَوثَرُهُ / وَكَفى الآباءُ رَياحينا
نَتَّخِذُ الشَمسَ لَهُ تاجا / وَضُحاها عَرشاً وَهّاجا
وَسَماءَ السُؤدُدِ أَبراجا / وَكَذَلِكَ كانَ أَوالينا
العَصرُ يَراكُمُ وَالأُمَمُ / وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ
أَبني الأَوطانَ أَلا هِمَمُ / كَبِناءِ الأَوَّلِ يَبنينا
سَعياً أَبَداً سَعياً سَعياً / لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا
وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا / وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا
أَلجِفنُ أَم الخَدُّ القاني
أَلجِفنُ أَم الخَدُّ القاني / لا أَعلَمُ أَيُّهما الجاني
فَعَلى الحالَينِ الإَثنانِ / هَدما في صَدري بُنياني
وَشَرَعتِ عَلَيهِ تَبنينا /
بُنيانُكِ راسِخُ آساسِ / يا سَلمى في صَدرِ الياسِ
شَدَّتهُ الجنُّ بِأَمراسِ / فَغَدا بُنيانُ الأَتعاسِ
جَبَلاً قَد ضارَعهَ صَنّينا /
لَكِ خدٌّ مِثلُ الوَردِ ندي / ما مَرَّ عَلَيهِ غَيرُ يَدي
لكِن لا أَعلَمُ بَعدَ غدِ / إِن كانَ سَيَأتي من جُدَدِ
لِيَقولوا لي شَرَّفتونا /
فَهَواكِ لَقَد نالَ السِبقا / بِسِواهُ لِساني ما اِنطَلَقا
وَفُؤادي قَبلاً ما عَشقا / لكِن مُذ مَرَّ بهِ علقا
فَكَأَنَّ هَواكِ كرنتينا /
لا أَبرَحُ أَذكُر ما قُلتِ / من حَفنَةِ تُربٍ ما أَنتِ
أَنصَفتِ بِقَولِكِ أَنصَفتِ / فَمنَ الأَزهارِ لَقد جِئتِ
وَإِلى الأَزهارِ تَعودينا /
بالعلم تشيد مكتبنا
بالعلم تشيد مكتبنا / والله إليه يوفقنا
تزهو ازهار معارفه / فالورد يطيب لقاطفه
والورد يلذ لراشفه / فيه الأرواء لغلتنا
قد لاح العلم بغرته / ومضى بالجهل وظلمته
أهلا بالعلم وطلعته / قد اقبل بالاقبال لنا
يا من بمحياه البهج / سر الأرواح مع المهج
بنسيمك ذياك الأرج / نفحات الوصل تبشرنا
تشتاق وصالك ناشئة / لورود حياضك ظامئة
هي واقعة لك لاجئة / بك تجلو مطلعك الحسنا
فربوع الشرق مؤملة / وعلى لقياك معولة
والأرض لبعدك ممحلة / فاسق الجدب حياً هتنا
علم الإسلام على القدم / قد كان النور على العلم
وامتد سناه على الأمم / فازال ظلامهم الدجنا
من مشرقنا النور التمعا / وظلام الغرب به انقشعا
فجزيت الشرق بما صنعا / يا غرب فهجت له المحنا
وزعمت بانك للبشر / حام تنجيه من الخطر
فهجمت بشرك ذي الشرر / فملأت عوالمها شجنا
فهدمت قواعد سلطته / وغنمت فوائد ثروته
وقسمت ممالك دولته / ابهذا العدل تعللنا
فكأني بالشرق قد اتحدا / وجزاك بيوم جفاك غدا
فوردت المر كما وردا / ويكون البادئ اظلمنا
يا جهل قضيت على الوطن / وجلبت الشر إلى المدن
ولكم اسلمت إلى المحن / شعباً لك اصبح ممتهنا
حتام نكابد منك أذى / أخلقت لعين المجد قذى
سنثير عليك الحرب إذا / خفقت رايات العلم بنا
فاسقط يا جهل إلى الدرك / وانهض يا علم إلى الفلك
واصدع بسناك دجى الحلك / لتنير ربوعك والوطنا
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنا
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنا / وصنيعَ البين بهمْ وبنا
أرأيتَ نشاوَى قد سكروا / بكؤوسِ نوىً مُلئتْ شجنا
ومهاً نَظَرَتْ ونواظرُها / وَصَلتْ دمناً وجفت دمنا
رحلوا فأثار رحيلُهُمُ / من حرّ ضلوعك ما كمنا
وحسبتُ سرابَ تتابعهمْ / لججاً وركائبَهمْ سُفُنا
ومهاً نَظَرَتْ ونَوَاظرُها / خُلِقَتْ لنواظرنا فتنا
من كلّ مُوَدِّعةٍ نَطَقَتْ / بالسّرّ مدامعُهَا عَلَنَا
سفرتْ لوداعك شمسَ ضحىً / وَثَنَتْ بكثيبِ نقا غُصُنا
ورَمَتْكَ بمقلةِ خاذلةٍ / هَجَرَتْكَ وعاوَدتِ الوَسنَا
وترى للسحر بها حركاً / فبه تؤذيك إذا سكنا
كثرتْ في الحبّ بها عللي / فظهرتُ أسىً وخفيتُ ضنى
يا وجدي كيف وجدت به / روحي وغدوت له بَدنا
دَعْ ذكرَ نَزُوحٍ عنك نأى / وتَبَدّلْ من سَكَنٍ سَكَنَا
ونزولَ هواكَ بمنزلةٍ / كَتَبَتْ زمناً ومحتْ زمنا
واخضبْ يمناك بِقانِية / فلها فَرَجٌ ينفي الحزنا
وتريك نجوماً في شَفَقٍ / يَجلو الظلماءَ لهنّ سنَا
من كفِّ مطرِّفَةٍ عَنَماً / كالبدر بَدا والرئمِ رنا
لا ينكثُ فيها ذو شَغَفٍ / بالعَذْلِ وإن خلعَ الرّسنا
إنّي استوليتُ على أمدي / ووطئتُ بفطنتيَ الفِطَنَا
وسبقتُ فمنْ ذا يلحقني / في مدح عُلا الحسنِ الحسنا
ملكٌ في الملك له هِمَمٌ / نَالَتْ بيمينيه المنَنا
قُرِنَتْ باليُمْنِ نَقيبَتُهُ / والعفوُ بقدرتِهِ قُرنا
كالشمسِ نأتْ عن مبصرها / بُعْداً وسناها منه دنا
من صانَ الدينَ بِصَولَتِهِ / وأذلّ بعزّتهِ الوَثَنَا
من يَحْدِرُ فقراً عنك إذا / فاضَتْ نعماهُ عليك غِنَى
ورأى مَنْ ضنّ فضائلَهُ / فسخا وتَشَجّعَ مَنْ جَبُنَا
وإذا ما أَمَّ له حَرَماً / مَنْ خافَ مِنَ الدنْيا أمِنَا
ولئنْ هدَم الأموالَ فَقَدْ / شادَ العلياءَ بها وبنى
إن صانَ العِرْضَ وأكْرَمهُ / فقذال الوفر قد امتهنا
وكأنّ الحجّ لساحته / في يوم نداه يومُ مِنى
ولنا من فَضْلِ مَذاهِبِهِ / آمالٌ نَبْلُغُها ومُنى
وصَوَارمُ للأقدارِ فلا / تقفُ الكفّارُ لها جُنَنَا
تَشْدوه إذا سكرتْ بدمٍ / في ضرب جماجمهم غننا
يَتَنَبّعُ ماءُ تألُّقِهَا / فيقالُ أفي سَكَنٍ سكنا
لا رَوْضَ ذَوَى منها قِدماً / بالدّهْرِ ولا ماءٌ أسنا
وتسيلُ سيولُ جحافله / فحقائقها تنفي الظَّنَنا
وإذا ما هَبْوتُها كَثُفَتْ / تجِدُ العقبانُ بها وُكُنَا
إن ابنَ عليّ حازَ عُلاً / فالفعلُ له والقولُ لنا
قَمَرٌ تُسْتَمْطَرُ مِنه يَدٌ / فتجودُ أناملُه مُزُنا
ينحو الآراءَ بفكرته / فيصيبُ لها نُقَباً بِهِنَا
من غُلْبِ أسُودٍ ما عَمَرُوا / إلّا آجامَ ظباً وقَنَا
وكأنّ الحربَ إذا فتحَتْ / تبدي لهمُ مرأىً حَسنَا
وتخالهمُ فيها ادّرَعوا / بِسَلُوق وقد سَلّوا اليَمنَا
وكأنّ سوابغَهُمْ حَبَبٌ / قد جاشَ بهم ماءٌ أجِنا
يغشى الإظلامَ بها الضرغا / مُ فتجعَلُ مُقْلَتَهُ أذُنا
ولهم بإزاءِ قرابتهم / أسماءٌ نُعْظِمُها وَكُنَى
شَجَرٌ بالبّرِ مورّقَةٌ / ننتابُ لها ظلّاً وَجَنى
وإذا مَتَحَتْ مُهجاً يدُهُ / جعل الخطّيّ لها شطنا
وكفاه الرمحُ فَعالَ السيف / فقيل أيضربُ مَنْ طَعَنا
يا من أحيا بالفخر له / بمكارمه أدباً دُفِنَا
فأفادَ الشّعرَ مُنَقِّحه / وأصابَ بمنطقِهِ اللّسنَا
أشبهتَ أباكَ وكنتَ بما / أشبهتَ مَعاليه قمنا
وحصاةُ أناتك لو وُزِنَتْ / أنْسَتْ برجاحتها حَضَنَا
أنشأتَ شوانيَ طائرةً / وبنيتَ على ماءٍ مُدُنا
ببروجِ قتالٍ تحسبها / في شُمّ شواهقها قُنَنَا
ترْمي ببروجٍ إنْ ظَهَرَتْ / لعدوٍّ محرقةً بَطَنَا
وبنفطٍ أبيضَ تَحْسَبُهُ / ماءً وبه تذكي السّكَنَا
ضَمِنَ التوفيقُ لها ظَفَراً / من هُلْكِ عداتك ما ضمنا
أنا مَن أهدى لك مُمْتَدحاً / دُرَراً أغليتُ لها ثمنا
وقديمُ الوِرْدِ جديدُ الحَمْدِ / هناك أفوهُ به وهنا
ومدَحتُ غلاماً جدّ أبيك / وها أنذا شيخاً يَفَنَا
وتخذتُ تَجِنّةَ لي وطناً / وهجرتُ صقلّيَةً وطنا
لَقِيَتكَ عُداتُكَ صاغرَةً / ترجو من نَوْءَيْكَ الهُدنا
فسحابُ نداكَ هَمَتْ مِنَحاً / وسماءُ ظباك هَمَتْ مَحنَا
وبقيتَ بقاءَ مجاهدة / وسلكتَ لكلّ عُلاً سفُنُا
هيا نتحالفْ يا إخوانْ
هيا نتحالفْ يا إخوانْ /
بأكيدِ العهد وبالأيمانْ /
أن نبذلَ صِدْقاً للأوطانْ /
وبيمْن سعيدٍ نحن نصانْ /
والفضل يجل عن النكران /
للحربِ هلمُّوا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمانْ
هيا اجتهدوا هيا اجتهدوا /
والحر ينجزُ ما يَعِد /
وجميعُ الناسِ لكم شهدُوا /
بشجاعتكم عند الميدان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هيا اتحدوا هيا اتحدوا /
للملَّةِ سيفُكم عضدُ /
وبيُمن سَعيدٍ نحنُ نُصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
فلكم قِدمٌ ولكم قَدمُ /
في الفضل وضدكم عدمُ /
ومعالمكم لا تنهدم /
بالتقوى تأسيسُ البنيان /
لحرب هلمُّوا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
أنتم كُرما أنتم نُبلا /
تحمُون الجيرةَ والنُّزُلا /
ولكم شرفٌ في الكونِ علا /
قدْراً لا يمحوه الملوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
فنزالِ نزالِ على الأعْدا /
لا ترعوْا في الأعْدا عَهدا /
فالوقتُ أتاح لكم سعدا /
وأذاقهم طعمَ الخسران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هيا انتظموا وارْقوْا أوْجا /
هيا اقتحمُوا فوجاً فوْجا /
هيا التحموا عند الهيجا /
هيّا هيا سُونكِي دوران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
لا تعطوا الأعْدا مِقْوَدكم /
لا ترضوْا أن تستبعدكم /
واللهُ تعالى أسعدكم /
بقتالٍ وهزم ذوي الطغيان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
بصوارمكم وعواليكم /
ومفاخركم ومعاليكم /
وبيُمن سعيد نحن نصان /
خوضوا بدما أهل العدوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هولُ الأعداء طلائعكم /
وبنادقكم ولوامعكم /
وعذابُ الهون مدافعكم /
وصواعقكم رمُى الأهوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قصباتُ السبقِ بها فُزتم /
وسهامُ المغنمِ قد حُزتم /
وحظوظُ الشهرةِ أحرزتم /
وبها امتزتم بين الأقران /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قسماً بجميل شروعكم /
في حفظِ وصون ربوعكم /
والنصرَ حليفُ دروعِكم /
وبيمن سعيد نحن نصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
هيا اشتبكوا هيا اشتبكوا /
وغبارُ المعْرك محتبكُ /
والعسجدُ هلا ينسبك /
إلا بمقاومة النيران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
وطولُ الحرب لها طربُ /
وإليها الناجبُ ينجذب /
والضد لديهما مضطرب /
وحشاه يصير بها ولهان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
رؤساؤكم هم أُسْد شَرى /
كل منهم للمجد شَرى /
بمزاياهم فاقوا البشرا /
فهم الأمَرا وهم الأعيان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
فبنو مصر طُراً نُجبا /
ونجيب القوم الضيمَ أبى /
يُبدون لدى الهيجا العجبا /
أتُرى بين الأنجاب جبان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في السوْم ثمنٌ غالِ /
في تاريخ الزمن الخالي /
ونظام الملك لهم عالِ /
وله ذكرٌ بعد الطوفان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
وألوفُ قرونٍ بعدُ خلتْ /
في حكم سواها ما دخلت /
وبأسْر الغير لها بخلتْ /
فمن الأبنا كان السلطان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في ماضي الدهر قدْ بقيت /
تختاً لملوكٍ قد وُقيتْ /
شَرَّة الأغراب وقد سُقيت /
أكوابَ طِلاحبِّ العمران /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قد حازت منزلةً عُليا /
وبذا دُعيتْ أمَّ الدنيا /
وبصيتٍ الموتى والأحيا /
فاقتْ مجداً كل البلدان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في ذروتها العليا صعدت /
مصر وعوادي الدهر عدت /
فاحتلت قهراً وابتعدت /
دهراً عن ميزان الرجحان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
وتولى إمرتها الغُرَبا /
أعجاماً كانوا أو عَربا /
والحالُ ينادي واحربا /
والفرصةُ تدرك بالأزمان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
ربُّ الخيراتِ أراد لها /
خيراً من ذلك بدّلها /
بأكيد العهد وبالإيمان /
وبيمن سعيد نحن نصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
وبنوكِ الآن قد افتخروا /
بوقائعَ عُظمى وانتصروا /
ربحوا في الغرْوِ وما خسروا /
والأعداء عادوا بالخذلان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
من أصل الفطرةِ للفطِنْ
من أصل الفطرةِ للفطِنْ / بعد المولى حبُّ الوطنْ
هبة من الوهاب بها / فالحمد الوهاب المنن
هبةٌ منَّ الوهّابُ بها / فالحمدُ لوهَّاب المنن
للموطن كلٌ ينتسبُ / ومعاهدُه أمٌ وأبُ
فصحيحُ العزِّ له سبب / يستملكُ صباً ذا شَجنْ
من أصل الفطرة للفَطن / بعد المولى حب الوطن
لما وجدوه دارَ حمَى / وصلوه وما قطعوا رَحِما
تخذوه لمأمنهم حَرَما / يُفدى بالروح وبالبدن
من أصل الفطرة للفَطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
في الدنيا مصر أجلُّ وطنْ / يدُها عُليا في كل زمنْ
فلكَم قهرتْ شاماً ويمنْ / فانقادَ الشامي واليمنى
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهابُ بها / فالحمد لوهاب المنن
والآن تسامتْ دولتها / وبإسماعيلٍ صولتُها
لو جالت عَظُمَتْ جولَها / من أرضِ الروم إلى عدنْ
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
للمصريين الوقتُ صفا / إذا موطنهم نال الشرفا
كلٌ بالمجد قد اعترفا / لعزيزِ العصر المؤتمن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
وعزيزُ الموْطن نخْدمهُ / برضاً في النفس نُحكِّمه
مالُ المضريِّ كذا دمهُ / مَبذولٌ في شرفِا الوطن
من أصلِ الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
تفديه العينُ بناظِرها / والنفسُ بخير ذخائرها
تُهدى في نيْلٍ مظاهرها / لشِرا العليا أغْلَى ثمن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
فرعيته الغُرَّا سعِدتْ / إذ عنها الآصارُ ابتعدت
ومفاصِل من عادى ارتعدت / للصادقِ صفوُ العيشِ هنى
من أصل الفطرة للفَطن / بعدَ المولى حبُّ الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
قَرِّي عيناً ثم ابتهجي / يا مصرُ بمولاكِ البَهج
ملكٌ في عشقِ المجد شجى / والمجدُ طراز للحَسن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
فالمجد له قد مدّ يدا / وتخير توفيقاً عضُدا
من جدَّ ورامَ عُلاً وجدا / والحمدُ لوهاب المنن
مَا بَيْنَ لُصُوصٍ وَلُصُوصٍ
مَا بَيْنَ لُصُوصٍ وَلُصُوصٍ / فَرْقٌ فِي الأَعْلَى وَالأَدْنَى
لِصِغَارِهِمُ المَوْتُ المُزْرِي / وَكِبَارِهِمُ الشَّرَفُ الأَسْنَى
اسْكُني يا جِراحْ
اسْكُني يا جِراحْ / واسْكُتي يا شُجُونْ
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ / وزَمَانُ الجُنُونْ
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ / مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرَّدى / قَدْ دفنتُ الأَلمْ
ونثرتُ الدُّموعْ / لرِيَاحِ العَدَمْ
واتَّخذتُ الحَيَاةْ / معزفاً للنَّغَمْ
أَتغنَّى عليهْ / في رِحابِ الزَّمانْ
وأَذبتُ الأَسَى / في جمالِ الوُجُودْ
ودَحَوْتُ الفؤادْ / واحةً للنَّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ / والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابْ / والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ / واسكُتي يا شُجونْ
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ / وزَمَانُ الجُنُونْ
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ / مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فؤادي الرَّحيبْ / مَعْبَدٌ للجَمَالْ
شيَّدتْهُ الحَيَاةْ / بالرُّؤى والخَيالْ
فَتَلَوْتُ الصَّلاةْ / في خشوعِ الظِّلالْ
وحَرَقْتُ البُخُورْ / وأَضَأْتُ الشُّمُوعْ
إنَّ سِحْرَ الحَيَاةْ / خَالدٌ لا يزولْ
فَعَلامَ الشَّكَاةْ / مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ
ثمَّ يأتي الصَّباحْ / وتَمُرُّ الفُصُولْ
سوف يأتي رَبيعْ / إن تقضَّى رَبيعْ
اسكُني يا جراحْ / واسكُتي يا شُجونْ
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ / وزَمَانُ الجُنُونْ
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ / مِنْ وراءِ القُرُونْ
مِنْ وراءِ الظَّلامْ / وهديرِ المياهْ
قَدْ دعاني الصَّباحْ / ورَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءْ / هزَّ قلبي صَداهْ
لمْ يَعُدْ لي بقاءْ / فَوْقَ هذي البقاعْ
الْوَداعَ الوَداعْ / يا جِبَالَ الهُمومْ
يا ضَبابَ الأَسى / يا فِجاجَ الجحيمْ
قَدْ جرى زَوْرَقي / في الخِضَّمِ العَظيمْ
ونشرتُ القلاعْ / فالوَداعْ الوداعْ
أَنشِدي يا صَبا
أَنشِدي يا صَبا / وَارقصي يا غُصون
وَاسقني يا نَدى / بَين لَحظ العُيون
فيك يا وَردَتي / قَد حَلا لي الجُنون
أَنا مني الهَوى / أَنتَ منكَ الفتون
أَنشري ما طَوت / مِن غَرامي السُنون
كانَ في أَضلُعي / فَرَوَتهُ الجُفون
أَقربي مِن فمي / فَحَديثي شجون