صبروا صَبَروا حَتى ظفروا
صبروا صَبَروا حَتى ظفروا / حَتّى فازوا حتى ظهروا
في حرب ما نشبت إلا / عمت وَبها اشترك البشر
لا الشمس رأت ما يشبهها / فيما قد مر وَلا القمر
حرب لا يبصر ناظرها / إلا نيراناً تستعر
وكأن بها جثث القَتلى / أَوراق الغابة تنتثر
فَهناك مدافع قاصفةٌ / وَهناك رصاص ينهمر
وَهناك قنابل ناسفة / وَهناك قذائف تنفجر
وَهناك حراب قَد لمعت / وَهناك بطون تبتقر
وَهناك وجوه ساهمة / وَهناك قلوب تنفطر
وَهناك جموع قد هجمت / وَهناك صفوف تندحر
قد حازَ القَوم بحومتها / ظفراً لا يشبهه ظفر
قد ساعدهم ما قَد حشدو / هُ من الأجناد وَما حشروا
وَتَقَهقَرَت الأكفاء وَكا / نوا قبل الرجعة قد قهروا
وإذا اغتر الإنسان بقو / وته يعمى منه البصر
النحس قضى أَن يندحر ال / أنجاد كذلك فاِندحَروا
وَالسعد قَضى أن ينتصر ال / أحلاف عليهم فاِنتصروا
الكثرُ قضى وإذا ما الكث / رُ قَضى شَيئاً أمضى القدر
إن الإنسان بما قد أَب / دعه الإنسان ليفتخر
إِذ طارَ عَلى طيارته / في الجوِّ يكر وَيبتدر
إذ غاصَ عَلى غواصته / في البحر يصول وَيستتر
نشر الأنباء بلا سلكٍ / يزري بالبعد وَيَحتقر
بل كلَّم وَهُوَ بغرفته / ناساً عَن بلدته شطروا
ما أكثر ما اخترعت يده / إن الإنسان ليقتدر
وَعد الأحلاف فَلَم يوفوا / يوماً بالوعد وَلا ادَّكروا
كَم من حر قد أَنذرهم / يحتج فَلَم تغنِ النذر
شربوا من خمرة نصرتهم / حتى ثملوا حتى سكروا
قالوا ما لم يك معقولاً / فعلوا ما لم يك ينتظر
ضغطوا يؤذون وَقَد جهلوا / أن البركان سينفجر
أَأَضاع القَوم رويتهم / أَم قَد بطروا لما اِنتصروا
بل إن القوة غرتهم / وَالقوة آفتها الغرر
ما زالَ الغَرب بما يأتي / ه يغيظ الشرق وَيعتذر
فَيكاد الشرق لغمَّته / مِمّا قد كابد ينتحر
وإذا بقي الإنسان بلا / وَطر بالمَوت له وطر