ما الشدة إلا للفرجِ
ما الشدة إلا للفرجِ / وستأتي أنواع الفرجِ
فاصبر فالله له حكم / فيما يقضيه على المهج
والكل يزول فلا تحزن / من شيء راح فسوف يجي
والدهر عجيب هالكه / وعجيب أيضا منه نجي
وتصاريف الأيام على / أهل الدنيا إحدى الحجج
العالم للبلوى خلقوا / فمن البلوى لا تنزعج
فجوابهم قد كان بلى / في الأصل لمعنى ممتزج
والله له غضبٌ ورضىً / كالظلمة تظهر والبلج
فاصعد بمراقي الخير إلى / أعلى الغرفات من الدرج
وإذا وكلت إِلَهَكَ في / أمر من أمرك فابتهج
وابشر فهو المقضيُّ ولا / تضجر منه أو تختلج
والشيء له وقت فإذا / لم يأت فكن للوقت رجي
والعسر ليسر يعقبه / فاخرج عن ضيقك والحرج
وسألتك يا مولاي بمن / يمشون على أسنى النهج
من كل رسول جاء لنا / بالحق وبالدين البهج
وبكل نبي منك أتى / بطريق ليس بذي عوج
وبنوح يشكر من غرقت / بالدعوة منه ذوو الهرج
ونجت أصحاب سفينته / من كل فتى في الله شجي
وبإبراهيم خليلك من / نجّاه الحق من الوهج
وبخلَّته وإمامته / لبنيه على مر الحجج
وبتسمية من قبل لنا / بذوي الإسلام المنتهج
وكليمك موسى من أنجى / بك أمته يوم الخلج
والفرق له كالطود غدا / في لجة بحر مختلج
وبروحك عيسى من ظهرت / أنوار هداه على السرج
أبرى الأعمى والأبرص بل / أحيى كم ميت مندرج
وبطه أحمد من بهرت / آيات هداه المنبلج
وحمى دين الإسلام وقد / وافى بالنصرة في الرهج
وأبان بمدح الدين لنا / عن ملته والكفر هجي
وبأهل البيت بأجمعهم / أرباب السبق لدى الدلج
وبأصحاب المختار ومن / بالسر أناروا كل دجي
وأبى بكر الصديق بلا / شك في الدين ولا مرج
وبشيبته وسريرته / تلك المعمورة باللهج
وبمن فر الشيطان أسىً / منه لطريق منتهج
عمر الفاروق ومن بسنا / علياه أبان عن الفلج
وبعثمان الزاكي الأخلا / ق شهيد الدار المعتلج
وببحر العلم عليٍّ مَنْ / قد فاح كروض مفترج
صهر المختار وعمدته / في الشدة والهم اللزج
وبكل ولي فاح بنا / من سيرته زاكي الأرج
أن تُفرجَ همَّ أحبتنا / وتقيهم معترك الهمج
وتزيل الغمة أجمعها / عن هذا القلب المنزعج
وادفع شر الأعداء ولا / تغرقنا منهم في اللهج
والطُف يا رب اللطف بنا / وانقذنا من هذا اللجج
وصلاة الله مع التسلي / م على ذي السر المنذحج
طه المختار وشيعته / والصحب ذوي الحظ الفرج
وعلى العبد المنسوب بهم / لغني سامي المنعرج
ما لعلع حادي النوق وما / سار الركبان على السرج