القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ اللبّانَة الكل
المجموع : 26
راق الربيع ورقَ طبعُ هوائهِ
راق الربيع ورقَ طبعُ هوائهِ / فانظر نضارة أَرضه وسمائه
واجعل قرين الورد فيه سلافة / يحكي مُشعشعُها مُصعّدَ مائه
لولا ذبول الورد قلت بانه / خدُّ الحبيب عليه صبغ حيائه
هيهات اين الوردُ من خدّ الذي / لا يَستحيل عليك عهدُ وفائه
الورد ليس صِفاتُه كصفاته / والطيرُ ليسَ غِناؤها كغنائهِ
يتنفس الاصباح والريحان من / حركات معطفه وحسن روائه
ويجول في الارواح روح ما سرت / رياهُ من تلقائه بلقائه
صرف الهوى جسمي شبيه خياله / من فرط خفته وفرط خفائه
وقف الفراق امام عيني غيهبا
وقف الفراق امام عيني غيهبا / فقعدت لا ادري لنفسي مذهبا
يا موقداً بجوانحي نار الآسى / رفقاً فماء الدمع قد بلغ الزبى
نبت الصبا في صحن خدي روضة / لو لم يدب الصُدغ فيها عقربا
وكفاك حسنُ الحسن نوعيه فمن / برد أذيب ومن عقيق ألهبا
اعددت من جنح الدجنة جنة / وتخذت من خطف البوارق مركبا
وذهبت اطلب حيث ينبعث الندى / فوجدت في كف الرشيد المطلبا
ملك غدا معنى غريباً في العُلى / وغدت به الايام لفظاً معربا
اجلى من السيف الصقيل المنتضى / صفحاً وأمضى من ظباه مضربا
جاورته فلقطت منه جوهراً / ونظرته فقبستُ منه كوكبا
ركب اللبان كأن في ألفاظه / راحاً معتقةً وشدواً مُطربا
يلقي الكُماة فتنثني مذعورة / فكأنه أسد يمرُّ على ظِبى
راقت على عليائه آدابه / فكأنها زهر تفتَّح في ربى
تلقى بكل مكاند يسعى بها / عينا مفجرة ومرعى مخصبا
يهب الديار المستغلة والهضا / ب المستقله والبسيط المعشبا
والسابريَّ مضاعفا والمهرى / ي مثقفاً والمشرفيَّ مشطبا
والجيش في اللواء مؤيد / والخيل في وهج الكريهة شُزّبا
لحظ النجوم بمقلتيه فراعها
لحظ النجوم بمقلتيه فراعها / ما أبصرت من حسنه فتردّت
فتساقطت في خده فنظرتها / عمداً بمقلة حاسد فاسودت
يا روضة أضحى النسيم لسانها
يا روضة أضحى النسيم لسانها / يصف الذي تُخفيه من آراجها
ومن اعتدى ثم اهتدى لطريقةٍ / ما ضل مَن يسعى على منهاجها
طافت بكعبتك المعالي اذرأت / ان النجوم الزهر من حجاجها
شغلت قضيتُك النفوس فاصبحت / مرضى وفي كفيك سر علاجها
هلا كتبت الى الوزير برقعة / تصبو معاطفه الى ديباجها
تجد السبيل بها ولاتُك عنده / وينير سعيهم بنور سراجها
انت السماء فما بها لك رفعة / اطلع علينا الشهب من ابراجها
وضحت مفارقُ كل فضل عنده / فاجعل قريضك درة في تاجها
والورد تحت الطل فيها مشبه
والورد تحت الطل فيها مشبه / خدا يذوب من الحياء فيقطرُ
وكأن نرجسها أصيب بروعتي / فعلاه لون مثل لوني أصفر
فكأنما الريحان روحي كلما / تتغير الأشياء لا تتغيَى
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ / وبنيت فيها ما بنى الاسكندر
فكأنها بغداد أنت رشيدها / ووزيرها وله السلامة جعفر
يوم تكاثف غيمُه فكأنه
يوم تكاثف غيمُه فكأنه / دون السماء دخان عود أخضرِ
والطل مثل برادة من فضة / منثورة في تربة من عنبر
والشمس في حجب السماء كأنها / حسناً تستر تحت كلّةِ تُستُرِ
سقطت من الوفاء على خبير
سقطت من الوفاء على خبير / فذرني والذي لك في ضميري
تركتُ هواك وهو شقيق ديني / لئن شُقَّت برودي عن غدور
ولا كنت الطليق من الرزايا / لئن أصبحت أجحف بالأسير
أسير ولا أسيرُ الى اغتنام / معاذ اللَه من سوء المصير
اذا ما الشكر كان وان تناهي / على نعمى فما فضل الشكور
جذيمةُ أنت والزبّاء خانت / وما أنا من يقصّر عن قصير
أنا أدرى بفضلك منك أني / لبست الظلّ منه في الحرور
غنيُّ النفس أنت وان ألحت / على كفيك حالات الفقير
تصرف في الندى حيل المعالي / فتسمُحُ من قليل بالكثير
أحدث منك عن نبعٍ غريبٍ / تفتح عن جنى زهر نضير
وأعجب منك أنك في ظلام / وترفع للعُفاة منار نور
رويدك سوف توسعني سرورا / اذا عاد ارتقاؤك للسرير
وسوف تُحلني رتب المعالي / غداة تَحلُّ في تلك القصور
تزيد على ابن مروانٍ عطاء / بها وأنيف ثمَّ على جرير
تأهب أن تعود إلى طلوع / فليس الخسفُ ملتزم البدور
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ / فكأنما التحفت ببشر مُبشرِ
وتبسمت عن جوهر فحسبته / ما قلدته محامدي من جوهر
وتكلمت فكأن طيب حديثها / متعت منه بطيب مسك اذفر
هزت بنغمة لفظها نفسي كما / هزت بذكراه أعالي المنبر
اذ نبتُ واستغفرتها فجرت على / عاداته في المذنب المستغفر
جادت على بوصلها فكأنه / جدوى يديه على المقل المُقتر
ولثمت فاها فاعتقدتُ بانني / من كفّه سوغت لثم الخِنصِر
سمحت بتعنيقي فقلت صنيعة / سمحت علاه بها فلم تتعذر
نهدٌ كقسوة قلبه في معرك / وَحَشاً كلين طباعه في محضر
ومعاطف تحت الذوائب خلتها / تحت الخوافق ماله من سمهري
حسنت أمامي في خمار مثل ما / حسن الكميُّ أمامه في مغفر
وتوشحت فكأنه في جوشنٍ / قد قام عَنبره مقام العثيَرِ
غمزت ببعض قسيه من حاجب / ورنت ببعض سهامه من مَحجر
أومت بمصقول اللحاظ فخلته / يومي بمصقول الصفيحة مُشهَر
وضعت حشاياها فويق أرائك / وضع السروج على الجياد الضُّمر
من رامةٍ أورُومةٍ لاعلم لي / أأنت عن النعمان أم عن قيصر
بنت الملوك فقل لكسرى فارسٍ / تُعزَى والاقُل لتُبّع حمير
عاديت فيها عزّ قومي فاغتدوا / لا أرضهم أرضى ولا هم معشري
وكذلك الدنيا عهدنا أهلها / يتعافرون على الثريد الأعفر
طافت علي بجمرةٍ من خمرةٍ / فرايت مرِّيخاً براحة مشتري
فكأن أنملها سيوف مبشرٍ / وقد اكتست علق النجيع الأحمر
ملكٌ أزرة بُرده ضُمّت على / باس الوصي وعزمة الاسكندر
تزل الحيا بنزوله في معهد
تزل الحيا بنزوله في معهد / لَبِس المسرة ربعه المأنوس
فكأنما ماء الضمامُ مُدامةٌ / وكأن ساحات الديار كؤوس
بلد اعارته الحمامة طوقها / وكساه حلة ريشة الطاووسُ
عرج بمنعرجات واديهم عسى
عرج بمنعرجات واديهم عسى / تلقاهم نزلوا الكثيب الأوعسا
اطلبهم حيث الرياض تفتحت / والريح فاحت والصباح تنفسا
مَثّل وجوههم بدورا طلعا / وتخّيل الخيلان شهبا كُنَّسا
واذ أردت تنعما بقدودهم / فاهصر بَنعمان الغصون المُيسا
بابي غزال منهم لم يتخذ / الا القنا من بعد قلبي مكنِسا
لبس الحديد على لُجَينِ أديمه / فعجبت من صبح توشح حندسا
واتى يجرّ ذوائباً وذوابلا / فرأيت روضاً بالضلال تحرّسا
لا ترهب السيف الصقيل بكفّه / وارهب بعارضه العذار الاملسا
رام العدا عذلي عليه ففتّهم / والنجم ليس بممكن أن يلمسا
وفككت بُغَيهم وفزت وهكذا / فكُ الصحيفةِ خلص المتلمسا
كابد الى العزّ الهجير ولا تكن / في الذل ما بين الضلال معّرسا
واذ وصلت الى الأمير مبشر / فاجعل بساطك في ذراه السندسا
نوع وجنّس في مناك فانه / ملكٌ تنوع في العلا وتجنّسا
حنيت جوانحه على جمر الغضا
حنيت جوانحه على جمر الغضا / لما رأى برقاً اضاء بذي الاضا
واشتمٌ في ريح الصبا أرج الصبا / فقضى حقوق الشوق فيه بأن قضى
والتف في حبراته فحسبتها / من فوق عطفيه رداء فضفضا
قالوا الخيال حياته لو زارهُ / قلت الحقيقية قلتم لو غمضا
يهوى العقيق وساكنيه وان يكن / خبر العقيق وساكنيه قد انقضى
ويود عودته الى ما اعتاده / ولقلَّما عاد الشباب وقد مضى
ألفِ السرى فكأن نجما ثاقباً / صدع الدجى منه وبرقاً مومضا
طلب الغنى من ليله ونهاره / فله على القمرين مالٌ يقتضي
مهما بدت شمس يكون مذهبا / واذا بدا بدر يكون مغضَّضا
هذا أفاد وفاد غير مقصر / جهد المقل بان يموت مغوّضا
ولرب ربة حانة نبهتها / والجو لؤلؤ طلِّه قد رضرضا
وقد انطفت نار القرى وبقى على / مسك الدجى مذرورُ كافور الغضا
والليل قد سدّى وألحم ثوبه / والفجر يرسل فيه خيطا أبيضا
ومتى ركبت لها أعالي أيكة / نشرت جناحاً للرياح معرضا
والبحر يسكن خيفة من ناصر / أرضى الرئاسة بعد موت المرتضى
ملك سمت علياه حتى دوّحت / وزكا ثرى نعماه حتى روضا
ماء الغمائم جرعة مما سقى / وسنا الاهلة خلعة مما نضا
خفقت عليه راية وذؤابة / فكأن صلاً نحو صلٍ نضنضا
لم ترضه أسدُ البسيطة صاحبا / فاختط مع أسدِ المجرة مَريضا
ضحك الربيع بحيث تلك الأربع
ضحك الربيع بحيث تلك الأربع / لما بكى للغيث فيه مدمعُ
عاطيت فيها الكأس جُؤذر كلَّةٍ / يعطو بأكناف القلوب ويرتع
رقَّ الصبا في خده ورحيقه / في كفّه فموشع ومشعشع
وعلى فروع الايك شاد يحتوي / طرباً لآخر تحتويه الأضلع
يندى له رطب الهواء فيغتدي / وَيُظلُّهُ وَرقُ الغصون فيهجع
تخذ الأراك أريكة لمنامه / فله على الأسحار فيها مضجع
حتى اذا ما هزه نَفَسُ الصبا / والصبح هزك منه شدوٌ مبدع
وكأنما تلك الأراكة منبر / وكأنه فيها خطيب مصقع
وكأنما خبر المؤيد خبرتي / فلسانه بالشكر فيه يسجع
وضحت به العليا فمنهج قصدها / منه الى ظهر المجّرة مهيع
يندى عليك وأنت منه خائف / وكذاك لجَ البحر مغن مفزع
فأشد ما تلقاه عند ليانه / وكذا الأرق من الحسام الاقطع
باللَه شحَّ على حياتك انها / سبب به تحيا البريةُ أجمع
ما كان أرفع موضعي اذ كان لي / في جانب العلياء عندك موضع
أيام أطلب ما أشاء فينقضي / وزمان أدعو مَن أشاء فيسمع
انت السحاب على مكان ينهمي / بالمكرمات وعن مكان يقلع
أبكو المؤيد بالنجيع فما قضى
أبكو المؤيد بالنجيع فما قضى / حق المكارم مَن بكاه بدمعه
كنا به في روض عزٍّ مثمر / نجنى الأماني غضةً من نبعه
والان حطّ لنا فكأنما / وقفت مجاري الرزق ساعة خلعه
أبصرت أحمد ناسخاً فرأيت ما
أبصرت أحمد ناسخاً فرأيت ما / أعني وأعيى أن يحد ويوصفا
وكأنما منح السماء صحيفةً / والليل حبراً والكواكب أحرفا
يوم العروبة كان ذاك الموقف
يوم العروبة كان ذاك الموقف / أني شهدت فأين من يستوصف
هلا ثناك على قلب مشفق
هلا ثناك على قلب مشفق / فترى فراشا في فراش يحرق
قد صرت كالرمق الذي لا يرتجى / ورجعت كالنَفَس الذي لا يلحق
وغرقت في دمعي عليك وغمني / طرفي فهل سبب به أتعلق
هل خدعةٌ بتحية مخفية / في جنب موعدك الذي لا يصدق
أنت المنية والمنى فيك استوى / ظل الغمامة والهجير المحرق
لك قدّ ذابله الوشيح ولونها / لكن سنانك أكحلٌ لا أزق
ويقال انك ايكة حتى اذا / غنيت قيل هو الحَمام الأورق
يا من رشقت الى اسلو فردني / سبقت جفونك كل سهم يرشق
لو في يدي سحري وعندي أخذةٌ / لجعلت قلبك بعض حين يعشق
لتذوق ما قد ذقت من ألم الجوى / وترقّ لي مما تراه وتشفق
جسدي من الأعداء فيك لأنه / لا يستبين لطرف طيف يرمقُ
لم يدر طيفك موضعي من مضجعي / فعذرته في أنه لا يطرق
جفت عليك منابتي ومنابعي / فالدمع يَنشَغُ والصبابة تورق
وكأن أعلام الامير مبشر / نشرت على قلبي فأصبح يخفق
ملك بفتح اللام جوهر هديه / من جوهر الشمس المنيرة أشرق
الخيزرانة تلتظي في كفِّه / والتاج فوق جبينه يتألق
فكأن صوب حيا وصعقة بارق / ما ضم منه نديه والمأزق
متابعد الطرفين جودُ غافل / عما يحل به وعزمُ مطرق
بأس كما جمد الحديد وراءه / كرم يسيل كما يسيل الزئبق
لا تُعجب الأملاك كثرة ما لهم / النبع أصلب والأراكة أورق
ضدان فيه لمعتد ولمُعتف / السيف يجمع والعطاء يفرق
عبقت بنار الحرب نغمة عوده / ما كل عود في وقود يعبق
وانهل من كفّيه نوءٌ مغربٌ / سيان فيه مغرّبٌ ومشرق
يلقى العفاة يمينه وكأنها / قلب الى لقيا الأحبة شيق
يا أول الاعداد في أهل الندى / ولأنت في جمِّ الكريهة فيلق
شهرت علاك فما يشار لغيرها / والخيل أشهرها الجواد الأبلق
بشرى بيوم المهرجان فانه / يوم عليه من احتفالك رونق
طارت بنات الماء فيه وريشها / ريش الغراب وغير ذل شوذق
وعلى الخليج كتيبة جرارة / مثل الخليج كلاهما يتدفق
وبنو الحروب على الجواري التي / تجري كما تجري الجياد السُّبَق
خاضت غدير الماء سابحة به / فكأنما هي في سراب أينُقُ
ملأ الكماة ظهورها وبطونها / فأتت كما يأتي السحاب المُغدق
عجباً لها ما خلت قبل عيانها / أن يحمل الأسدَ الضواري زورق
هزت مجاذيفاً اليك كأنها / أهداب عين للرقيب تحدق
وكأنها أقلام كاتب دولة / في عرض قرطاس تخط وتمشق
يا ناصر العلياء دونك من فمي / دراً على أجياد جودك ينسق
وتقل فيك الشهب لو هي أحرف / والليل حبر والمجرة مهرق
شكراً لأنعمك التي البستني / منها الشبيبة حين شاب المفرق
فاثبتني ظل الندى واثرت لي / ذكراً هو الريحان بل هو اعبق
تباً لمحطوط يروم مكانتي / والنجم من اذيالها متعلق
من كان ينفق من سواد كتابه / فانا الذي من نور قلبي انفق
لِلّه طرف جال يا ابن محمد
لِلّه طرف جال يا ابن محمد / فجنت به حوباؤه التأميلا
لما رأى أنّ الظلام أديمه / أهدى لأربعه الهدى تحجيلا
وكأنما في الردف منه مباسم / تبغي هناك لرجله تقبيلا
غنته في شجر الأراك بلابل
غنته في شجر الأراك بلابل / فتحركت في الصدر منه بلابل
وتذكر العهد القديم فشاقه / وتذكرُ الأحباب شغل شاغل
أيام للنعمى عليه رفارف / ولكلِّ أوراق الشباب ذلاذل
والعيش يقطر نفرة فكأنه / خد به ماء الشبيبة جائل
والسجف مرفوع عن القمر الذي / قمر الدجنة من سناه آفل
غصن تحرك في الحليّ وفي الحلى / عن مائل قلبي اليه مائل
ومخيم بين الجوانح راحل / تحكى سلالتهنّ لمة راحل
وسنان ورد جماله في خده / غضّ ونرجس مقلتيه ذابل
كرمت عليه لواحظي بدموعها / ذلا له وهو العزيز الباخل
وكأنما هي في السماحة طيء / وكأنما هو في السماحة وابل
يا صاحب الحدق التي قد ضمنت / من سحرها ما لم تضمّن بابل
عذلوا عليك وخنت عهد مبشر / ان كنت أعلم ما يقول العاذل
ملك تهلّل واستهل فخلته / صبحاً منيراً فيه غيث وابل
وكأنما نور الربيع ونوره / في الحسن أخلاق له وشمائل
وكأنّ نشر زمانه مع بشره / بكر لأيام الصبا وأصائل
أغني العفاة عن السؤال تبرعاً / بالجود حتى ليس يوجد سائل
وأخافَ في الأجم الأسود فلم يكن / ليصول منها في البسيطة صائل
وكأن سطوته معاينة الردى / وغرار صارمه القضاء النازل
حَبَكَ السحاب دروعه لكن له / فوق السحاب من الصباح غلائل
ساعٍ بنور الهدى في صون الذي / هو للمكارم من يديه باذل
فمواطن الاقدام منه مشاعر / ومحاسن الأفعال منه مشاغل
لو رام رُومةَ جاءه أربابها / والبيض أغلال لهم وسلاسل
ولو الجبال يهزها ليهدها / عادت أعاليها وهن أسافل
يُعطي ويمطي العالمين ففضة / أوعسجد أو سابح أو صاهل
أو ملبسٌ نسج النعيم جلاله / نسج الربيع وقد سقاه الهاطل
وقفت عليه من النفوس بواطن / وظواهر وأواخر وأوائل
وتجاذبته مشارق ومغارب / فتلطفته وسائل ورسائل
ولقلّ ذاك فانه القرم الذي / شمل البرية منه فضل شامل
لكم اذا اختصم الملوك لمفخر / حسبٌ يناظر عنكم ويناضل
فسخت مكارمكم مكارم غيركم / والحق يفسخ ما يخطّ الباطل
أضحى بك الأضحى رياضاً تجتلي / وَضُحَ السرورُ به ونيل النائل
زرت المصلى يومه في جحفل / أعلامه للعالمين موائل
غُدرُ الحديد عليهم وكأنما / بأكفهم للمرهفات جداول
وأتاك جيشهم على الجيش الذي / يختال بالمحمول منه الحامل
ومن الجنائب في الطريق جنائب / حسنت فقلنا انهنّ عقائل
مرحت فقلت قطا البطاح وربما / رفِعَت هواديها فقلتُ مطائل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل / يكفي المحب من الوفاء قليل
وينوب عن شخص الحبيب خياله / ان لم يكنه فانه تمثيل
برق السماء على الغمام علامة / وسنا الصباح على النهار دليل
والروض ان بعدت عليك قطوفه / وفدتك عنه الريح وهو بليل
حسب النسيم من اللطافة انه / صحت به الاجسام وهو عليل
وبمهجتي نجم له في مهجتي / مسرى ولي في نوره تعويل
حولت عهد مناخه بمناخه / فقضى بتحويلٍ لي التحويل
في ليل لمته سريت وفي يدي / سيف كطرة عارضية صقيل
شفق وشارقه علينا ورقه / فكأنما هو بكرة وأصيل
وتنوفة واصلتها بتنوفةٍ / لا يستبين بها اليك سبيل
تقف الرياح بها مقيدة الخطى / ويظل طرف النجم وهو كليل
لا يلتقي طرف إلى طرف بها / فالباع فيها واحد والميل
وركبت ما ترك الوجيه ولا حق / لا ما تخلف شدقم وجديل
ورميت عن قوس ينير لي الدجى / مما يخولني القنا وينيل
وكأنه قدح على أفق الضحى / وعلى جبين مبشر اكليل
ملك كما اتَّقَر الصباح وراءه / طلّ كما برد المساء طليل
جاورت منه البحر الا انه / عذب كما رشف اللمى تقبيل
وصبوت حيث تغازلتِ معي العُلى / فنما اليّ من السماك رسيل
كنف برود الغيث خصب جنابه / ويبيت فيه الدهر وهو نزيل
قوم لهم فلك البروج محلة / والبدر جار والشموس قبيل
واذ رنا للريح طرف شاخص / واحمر خدّ للحسام أسيل
وشدا صهيل مطرب فأجابه / من نحو ألسنة الغمود صليل
وقف الوغى منه على ذي هيبةٍ / يقف العزيز لديه وهو ذليل
واتتك من بغداد بكرمالها / عندي وان كثر الرجال كفيل
عذبت بماء الرافدين وربما / قد بلّ عطفيها بمصر النيلُ
جُمعت وشعري في بساطك مثل ما / جمعت بثينة في الهوى وجميل
ان لم يفتها أو تفته به فلا / تفضيل بينهما ولا تفضيل
انا ذاك لو أني أكون لكندة / ما فاتني فيها الفتى الضليل
لا عيب لي الا النحول رضيتة / ان المهند قاطع ونحيل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025