المجموع : 167
لا تَقبَلوا قَولَ الوُشاةِ فَإِنَّهُم
لا تَقبَلوا قَولَ الوُشاةِ فَإِنَّهُم / كانوا لَنا في حُبِّكُم أَعداءَ
جاءَت خَواطِرُكُم إِلَيَّ فَجاءَها / بِالإِفكِ فَاِنصَرَفَت بِهِ إِذ جاءَ
هُوَ في الفُؤادِ إذا دنا وتناءى / ومناهُ أحسنَ أو إليَّ أساءَ
وإذا جرى فيه الحَديثُ جَرى لَهُ / دَمعي فَيَنقَلِبُ الحَديثُ بُكاءَ
قالوا بِقَلبِكَ مِنهُ شَيءٌ قَلتُ لا / بَل إِنَّ فيهِ لَعَمرُكُم أَشياءَ
يَقَعُ العِقابُ لِغَيرِ ذَنبٍ مِنهُمُ / وَلَرُبَّما وَقَعَ العِقابُ جَزاءَ
وَحَديثُ نَفسي بِالعِتابِ شَجاعَةٌ / فَحَصِرتُ عَن بَثِّ العِتابِ حَياءَ
ممّا مُنانا أَن تَعيشوا بَعدَنا / يا غادِرينَ وَأَن نَموتَ وَفاءَ
إِمّا عَصَينا فيكُمُ النُصَحاءَ / فبما أَطَعنا فيكُمُ البُرَحاءَ
أَنتَ المَليحُ وَذَلِكَ اِسمُكَ مُنيَتي / مِن يَومَ عَلَّمَ آدَمَ الأَسماءَ
يا ذا الَّذي أدعوهُ بِاِبني وَهوَ مَن / يَعصي البَنونَ لِحُبِّهِ الآباءَ
زارَت فَزارَكَ في الظَلامِ ضِياءُ
زارَت فَزارَكَ في الظَلامِ ضِياءُ / غَشِيَت بِهِ عَن لَمحِنا الرُقَباءُ
لَم تَبدُ شَمسُ الصُبحِ في جُنحِ الدُجى / إِلّا لِأَمرٍ تَحتَهُ أَنباءُ
مِن ثَغرِهِ وَحُلِيِّهِ وَنَسيمِهِ / ما لا تَقومُ بِكَتمِهِ الظَلماءُ
وَمَتى يَفوزُ بِما تَمَنّى عاشِقٌ / وَجَميعُ ما يَهوى لَهُ أَعداءُ
لَكَ مِن نَسيبي فيكَ رَوضٌ يانِعٌ / يَجري عَلَيهِ مِن دُموعي الماءُ
رَتَعَت جُفوني مِن سَناكَ بِجَنَّةٍ / فَتَبَوَّأَت مِنهُ بِحَيثُ تَشاءُ
مَن لي بِوَجهِكَ وَالشَبابِ وَثَروَةٍ
مَن لي بِوَجهِكَ وَالشَبابِ وَثَروَةٍ / وَالأَمنِ مِن دَهري وَمِن أَبنائِهِ
وَيحَ المُحِبِّ وَقلبُهُ وَحَبيبُهُ / وَرَقيبُهُ وَالدَهرُ مِن أَعدائِهِ
وَيَموتُ بِالداءِ الَّذي في قَلبِهِ / وَيَخافُ مِن عِلمِ الطَبيبِ بَدائِهِ
وَعَذولِهِ وَكَفاهُ هَمُّ عَذولِهِ / وَالمَوتُ مِنهُ وَمِن تَفَلسُفِ رائِهِ
وَتَكَلُّمٍ مِن تَحتِ نَثرِ دُموعِهِ / لِمُكَلَّمٍ مِن تَحتِ نارِ بَلائِهِ
تَبدو نُجومُ الشَيبِ فَوقَ صَباحِها / وَالنَجمُ لا يَبدو بِلا ظَلمائِهِ
وَمُضيءِ شَمسِ الوَجهِ لم يَهدِ الهَوى / في خاطِري إِلّا سِراجُ ضِيائِهِ
يا مالِكاً حَسبي بِهِ حَسبي
يا مالِكاً حَسبي بِهِ حَسبي / كَم تَبعُدُ العُتبى عَن العَتْبِ
الذَنبُ ذَنبُكَ لَستَ تَجحَدُهُ / وَقَد اِعتَرَفتَ بِهِ فَهَب ذَنبي
في العَينِ غَيبٌ بَعدُ أَعرِفُهُ / إِنَّ العُيونَ طَليعَةُ القَلبِ
حَشَدَ الذُنوبَ عَلَيَّ يَومَ عِتابي
حَشَدَ الذُنوبَ عَلَيَّ يَومَ عِتابي / حَتّى لَأَذكَرَني بَيَومِ حِسابي
أَهلاً بِهَذا العَتبِ فَهوَ مُبَشِّري / أَنّي لِأَحبابي مِنَ الأَحبابِ
وَإِذا بَكَيتُ يُقالُ زَوَّرَ أَدمُعاً / وَيَغُرُّ خادِعُ دَمعِهِ الكَذّابِ
وَالهَجرُ هاجِرَةٌ يُفيضُ سَرابَها / جَفني فَيَصدُقُ دونَ كُلِّ سَرابِ
لَمّا تَحَقَّقَ أنَّ قَلبي خانَني
لَمّا تَحَقَّقَ أنَّ قَلبي خانَني / فيهِ تَلَقّاني بِسَيفِ عِتابِهِ
قالوا تَعَلَّل إِن بَقيتَ بِوَعدِهِ / هَيهاتَ غَيري غَرَّهُ بِسَرابِهِ
وَبِمُهجَتي خدٌّ حُميتُ نَعيمَهُ
وَبِمُهجَتي خدٌّ حُميتُ نَعيمَهُ / بِقَرينَتَينِ مِنَ العَذابِ الأَعذَبِ
اللَهُ جارُ قلوبِ أَهلِ العِشقِ مِن / وَثَباتِ حَيَّتِهِ وَمَشي المَقرَبِ
دَبَّت عَقارِبُ مَن وَشى تَحتَ الدُجى
دَبَّت عَقارِبُ مَن وَشى تَحتَ الدُجى / أَوَما جَرَت في الخَدِّ مِنها عَقرَبُ
فَرَأَيتُها مَحجوبَةً بِنِقابِها / وَعَنِ القُلوبِ فَلا أَرها تُحجَبُ
وَقَد اِشتَفَيتُ بِها فَلا بَرِحَت كَذا / آثارُها الحَمراءُ مِنهُ تَعذِبُ
أَمطَرتُها قُبلاً وَأَصبَحَ خَدُّها ال
أَمطَرتُها قُبلاً وَأَصبَحَ خَدُّها ال / محمَرُّ مُخضَرُّ الجَوانِبِ مُعشِبا
وَاللَهِ لا أَضمَرتُ شَعرَةَ سَلوَةٍ / ما دامَ لي قَمَرٌ يَحُلُّ العَقرَبا
خَلِّ العَذولَ وَما يَخوضُ وَيَلعَبُ
خَلِّ العَذولَ وَما يَخوضُ وَيَلعَبُ / إِن كانَ يُسمَعُ إِنَّهُ لَيُكَذَّبُ
إِن قالَ أَحسَبُ أَنَّهُ لَم يَأتِهِم / أَبَداً فَقُل في العَتبِ ما لا يَحسَبُ
أَمّا تَقاطُعُنا فَلا رُسُلٌ
أَمّا تَقاطُعُنا فَلا رُسُلٌ / مِنكُم تُلِمُّ بِنا وَلا كُتُبُ
أَو أَن تَقولَ كَتَبتُ مُعتَذِراً / مِن أَن أَعيشَ وَأَنتُمُ غُيُبُ
وَالحَقُّ فيما بَينَ ذاكَ وَذا / إِن كانَ عِندَكَ حَقُّنا يَجِبُ
كانَت مَوَدَّتُكَ المُدامَ وَفَت / فَتَصَرَّمَت فَإِذا هِيَ الحَبَبُ
أَفَعَن رِضاً كانَت قَطيعَتُكُم / فَبِأَيِّ شَيءٍ يَعرِضُ الغَضَبُ
هَذا عِقابُهُمُ لِعَبدِهِمُ / راضينَ عَنهُ فَكَيفَ لَو غَضِبوا
أَلِفَ العَذابُ حَصى قُلوبِهِمُ / فَكَأَنَّها لِجَهَنَّمٍ حَطَبُ
وَحَياةِ حُبِّكَ ما نَسيتُ
وَحَياةِ حُبِّكَ ما نَسيتُ / عَهداً لِحُبِّكَ ما حَييتُ
وَإِذا رَضيتَ بِما لَقَي / تُ فَقَد نَعِمتَ بِما شَقيتُ
وَلَقَد وَجَدتُ عَلى الحَشا / بَرداً لِنارِكَ إِذ صَليتُ
وَلَقَد تَطَفَّلَ بي الشَقا / ءُ عَلى هَواكَ وَما دُعيتُ
لا تَسأَلَن عَن لَيلَتي / باتَت عِداكَ كَما أَبيتُ
وَإِذا تَكَلَّمَ عاذِلي / فَجَوابُهُ عِندي السُكوتُ
صَيَّرتُ حُبَّكَ شافِعي / وَمِنَ الشَفيعِ تُرى أُتيتُ
غُضّي جُفونَكِ يا سِها / مُ فَقَد رُميتُ بِما رُميتُ
إِنّي لَأَعرِفُ بِالصَوا / بِ وَطُرقِهِ لَكِن بُليتُ
أَنا مَن يُقَدِّمُهُ الهَوى / لَكِن تُؤَخِّرُهُ البُخوتُ
لَو كانَ قَلبي في يَدي / لَجَفا الحَبيبَ كَما جُفيتُ
أَنا في العَذابِ فَلا أَعي / شُ كَما أُريدُ وَلا أَموتُ
وَنَعَم رَضيتُ بِما فَعَل / تَ عَلى تَعَسُّفِهِ رَضيتُ
وَإِذا تَلاقَت رُفقَةٌ / فَحَديثُها ما قَد لَقيتُ
مَولايَ قَد نِلتَ المُنى / فَاِسلَم فَإِنّي قَد فَنَيتُ
أَأَخافُ أَن تَبقى هُمو / مي في هَواكَ وَما بَقيتُ
وَعَلى الحَقيقَةِ لَو أَذِن / تَ بِأَن أَموتَ إِذاً حَييتُ
باحَ الهَوى بِكَ وَاِستَراحا
باحَ الهَوى بِكَ وَاِستَراحا / وَأَباحَنا لَكَ وَاِستَباحا
لِمَ لا يَطيرُ القَلبُ لِل / خَفَقانِ نَحوَكُمُ جَنَاحا
وَأَنا الفِداءُ لِأَوجُهٍ / فَضَحَت بِبَهجَتِها الصَباحا
لَمّا غَزَت أَرواحَنا / حَمَلَت مَحاسِنَها سِلاحا
كَم قُرَّةٍ في نَظرَةٍ / مَلَأَت جَوارِحَنا جِراحا
إِن راعَنا المَرَضُ الخَفيفُ فَبَعدَهُ
إِن راعَنا المَرَضُ الخَفيفُ فَبَعدَهُ / قَد راقَنا هَذا الشِفاءُ الراجِحُ
يا لَيلَةً قَد باتَ فيها صالِحاً / قَولي لَهُ سَهِرَ الدُعاءُ الصالِحُ
ضَرَبَ اللِثامَ عَلى شَقي
ضَرَبَ اللِثامَ عَلى شَقي / قٍ وَالشِفاهَ عَلى قِداح
وَأَظُنُّ وَردَ الخَدِّ يُس / قى مِن مَراشِفِهِ بِراح
لَو كُنتُ جاوَبتُ الحَمائِمَ نائِحاً
لَو كُنتُ جاوَبتُ الحَمائِمَ نائِحاً / قالَ الوُشاةُ أَضاعَ سِرَّكَ بائِحا
سَل طائِراً صَدَعَ الفُؤادَ بِسُحرَةٍ / أَتُراهُ غَرَّد صادِعاً أَم صادِحا
يا ضَعفَ مَن أَمسى الفَريسَةَ في الهَوى / وَغَدا الحَمامُ لَهُ هُنَالِكَ جارِحا
ذَهَبَ الرَسولُ إِلى الحَبيبِ وَعادا
ذَهَبَ الرَسولُ إِلى الحَبيبِ وَعادا / وَعَلَيهِ وَجهٌ لِلحَديثِ أَعادا
قُل يا رَسولُ فَلي فُؤادٌ في الهَوى / سَمَّتْهُ سُكّانُ الهُمومِ بِلادا
إِن كُنتَ مِنهُ عَلى رَبيعٍ لَم تَفِد / فَعَلى جَنوبي ما وَفَدتُ جَمادى
جَمرٌ مِنَ الهِجرانِ مَكتوبٌ عَلى ال / قَلبِ اِستمدَّ مِنَ الهُمومِ مِدادا
لا لَفظَةٌ لانَت أَتَيتَ بِها وَلا / عَتباً أَتَيتَ بِهِ وَلا ميعادا
مُذ قُلتَ ما اِستَوفى الرِسالَةَ صامِتاً / قُلنا وَلا لَبّى النِداءَ مُنادى
وَزَعَمتَ أَنَّ الغَيظَ أَوقَدَ جَمرَهُ / أَفَلا صَبَرتَ عَسى يَصيرُ رَمادا
مَن يُذكِرُ المَولى تَناسى عَبدَهُ
مَن يُذكِرُ المَولى تَناسى عَبدَهُ / لي عِندَهُ وَعدٌ وَقَلبِيَ عِندَهُ
لي في وَلائِكَ أَيُّ عَقدٍ صادِقٍ / ما حَلَّ شَكٌّ حَلَّ يَوماً عَقدَهُ
فَلَديَهِ لي قَلبٌ أَسيرٌ لَم أُرِد / إِلّا كَرامَتَهُ لَهُ لِأَرُدَّهُ
قَلبٌ أَجَلُّ وَسيلَةٍ عِندي لَهُ / وَكَفى بِها أَن قَد تَضَمَّنَ وُدَّهُ
لا تَفتَحَن بابَ العِتابِ فَإِنَّني / أَخشى عَلَيهِ أَن يُفَتِّحَ وَردَهُ
يا طَرفُ ما لَكَ ساهِدٌ في راقِدِ
يا طَرفُ ما لَكَ ساهِدٌ في راقِدِ / يا قَلبُ ما لَكَ راغِبٌ في زاهِدِ
مَن يَشتَري عُمري الرَخيصَ جَميعَهُ / مِن وَصلِكَ الغالي بِيَومٍ واحِدِ
عاتَبتُهُ فَتَوَرَّدَت وَجَناتُهُ / وَالقَلبُ صَخرٌ لا يَلينُ لِقاصِدِ
فَنَظَرتُ مِن ذي في حَريرٍ ناعِمٍ / وَضَرَبتُ مِن ذا في حَديدٍ بارِدِ
كادَ العَذولُ يُضِلُّني
كادَ العَذولُ يُضِلُّني / عَن حُكمِهِ لَولا اِصطِباري
لا يَبقَ لِلعُشّاقِ بَع / دَ تَبَصُّري فيهِ اِغتِراري
أنا في الهَوى مِمَّن يُقا / رَنُ بِالفَلاسِفَةِ الكِبارِ
أَثارَهُ سودٌ بِقَل / بي وَهْيَ بيضٌ في عِذاري
كَم ذا التَغاضي وَالتَنَص / صُحُ بَينَ سِرٍّ أَو جِهارِ
حُرَقُ الغَرامِ لَذيذَةٌ / لا بِتَّ مُحتَرِقاً بِناري