القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العباس الجُراوي الكل
المجموع : 20
ضربت عليكَ لواءَها العلياءُ
ضربت عليكَ لواءَها العلياءُ / وتحيرت في وصفكَ الشعراءُ
وقضى الذي أعطاكَ سداً مقبلاً / ألا يُفارقبَ حاسديكَ شَقاءُ
ما شكَّ ذو النظرِ الصحيحِ ولا امترى / أنَّ الورى أرضٌ وأنتَ سماءُ
الأمرُ أمرُ اللَهِ ليسَ يَضُرّهُ / ما حاولت من كيدِهِ الأعداءُ
والحقُّ أبلجُ والمعانِدُ عينُهُ / عمياءُ عَنهُ وأذنُهُ صَمَّاءُ
لو كانت الجوزاءُ من أعدائِهِ / لم تنجُ من غاراتِهِ الجوزاءُ
سائِل إذا رَكَدَ الدُّجا وتحيرت / زُهرُ النجومِ ونامَتِ الرُّقَبَاءُ
يُهدي ويهدي منعماً ومعَلِّما / لا زالَ منهُ الهَديُ والإهداءُ
أوفَى بما تَرَك النَبيُّ مُحمَّدٌ / والقائِمُ المَهديُّ والخُلَفاءُ
وجلا الحقائق للورى / الأمواتُ والأحياءُ
أوليَّ عهدِ المؤمنينَ ومن بِهِ / كَمُلَ السُرورُ وتمتِ النعماءُ
العبدُ أولى أن أهنيهِ بكُم / فعليهِ منكُم بهجةٌ وبهاءُ
أنتم سنا الدنيا فلولا أنتمُ / ما فارقت آفاقَهَا الظلماءُ
ما شامَ برقَ جنبيهِ مُسترفِدٌ
ما شامَ برقَ جنبيهِ مُسترفِدٌ / إلا استهلّت كَفَّهُ أنواءُ
فتحٌ يُطاولُ فَتحُهُ الأحقابا
فتحٌ يُطاولُ فَتحُهُ الأحقابا / خَضَعَت لَهُ فِرَقُ الضَّلالِ رِقَابا
واستشعَرَ المُرَّاقُ مِنهُ مَخَافَةً / مَلَكَت عليهِم جيئَةً وذهابا
وغدا به ما قد صفا من عَيشِهِم / كدراً وما فيهِ الحلاوةُ صَابا
لِلّه يَومُ الأربعاءِ فإنَّهُ / أحيا النُفوسَ وتمَّمَ الآرابا
شَرُفَ الزمان بأن تكون أباً لهُ / ما إن إن جِبابا
وَسِعَ المُوالي والمُعادِي حُكمُهُ / في كُلِّ أرضٍ رَحمَةً وَعَذابا
وَسَمَ ابن إسحاقٍ على خُرطومِهِ / خِزياً يَنالُ حَدِيثُهُ الأحقابا
طَمحَ الشَقاءُ بأهلِ قَفصَةَ وارتقى / بِهمُ شواهِقَ صَعبَةً وعِقَابا
وأبى لهم إصرارُهم من قبلِ أن / رَأوُا العذابَ إنابَةً ومَتابا
لَم يُغن عَنهُم إذ أتاهُم مِن عَلٍ / أن يَحرسُوا الأسوارَ والأبوابا
طَلَبتهُمُ تحتَ التُرابِ وفوقَهُ / آجالُهُم فَتَولَّجُوا الأسرابا
نالتهمُ رُحمى الخليفةِ بَعدَما / نادى الرَّدى بِنُفوسِهِم وأهابا
آياتُ نصرٍ بيناتٌ كلها / بهرت بما جاءت بهِ الألبابا
وسعادةٌ عجبٌ تهدُّ قوى العدا / هداً وتقصِمُ منهمُ الأصلابا
خصت إماماً للبريةِ مجتبىً / براً تقياً خاشعاً أوابا
ملكٌ عليهِ مسحةٌ ملكيةٌ / لبسَ الزمانُ جمالها جلبابا
بهجوا على الأبصار بهجةَ يُوسفٍ / ويضيء داودُ بهِ المحرابا
مدحُ الإمامِ عبادةٌ نرجُو بها / عزَّ الحياةِ وأن تفوزَ مآبا
ما سافرَت أذهاننا في مدحهِ / إلا وكان لها القصورُ إيابا
لم يدرِ حقَّ مقامِهِ من لا يرى / من دُونِ حقِّ مقامِهِ الإطنابا
لهجت بذكرِك السن المداحِ
لهجت بذكرِك السن المداحِ / وسمت بذكرِك رُتبَةُ الأمداحِ
أزرى نداكَ بِكُلِّ بَحرٍ زاخِرٍ / هَبَّت عليهِ عواصِفُ الأرواحِ
بمحمدٍ وزرَ الورى وبما لهم / في كُلِّ يوم ندى ويوم كفاحِد
فرعٌ سيحكي أصلَهُ ولقد حكى / بمقاصدٍ قد سددت وسلاحِ
تأبى الخلافةُ من سوى أكفائِها / والجدُّ غيرُ مُقابَلٍ بمزاحِ
غُشيت بنورِكُم البلادُ فمن بها / أغنى عن الإصباحِ والمصباحِ
سكنت ببيعته القلوب ولم تزل / تهفو من الإشفاق دون جناحِ
عمَّ السُرورُ بها البسيطةَ كُلَّها / كالصبحِ فاض على رُباً وبطاحِ
لا زلت للأعياد تمنحُ بهجةً / يُعيي سناها أعينَ اللماحِ
مستوفياً عدداً إلى مددٍ بهِ / مددٌ طوالٌ لا تعدُّ فِساحِ
متسربلاً بالسعدِ متشحاً به / مستفتحاً بالواحدِ الفتاحِ
الدهرُ منا في مديحكَ أفصحُ
الدهرُ منا في مديحكَ أفصحُ / فعلامَ يُتعِبُ نفسَهُ من يمدحُ
أنت المُرشَّح للتي لا فوقها / إن العظيم لمثلها يترشحُ
ما زلتُ أضرِبُ بالقنا المنآد
ما زلتُ أضرِبُ بالقنا المنآد / حلقَ الدروعِ وأنفسَ الحسادِ
أدركت آمالَ الشريعة في العدا
أدركت آمالَ الشريعة في العدا / وتركت نظم جموعهم متبددا
وكففت من دون المدى جمحاتهم / من بعد ما راموا المزيد على المدى
وثنت عزائمهم عزائمك التي / أغنت عن الأسياف أن تتقلدا
وتضحضحت فرقاً بحورُ جيوشهم / لما أتاهم بحر جيشكَ مُزبدا
ألقوا بأيديهم مافةَ صولةٍ / تستأصِلُ الأدنى بها والأبعدا
واستسلموا إذ لم يروا تحت الثرى / نفقاً ولا فوقَ الثريا مصعداً
ما جاءت الدنيا بمثلكَ ناصراً / للدين منصورَ اللواءِ على العدا
أعلى الملوكِ يداً وأمنعهُم حمىً / واعمهم صفحاً وأبعدُهُم مدى
عمَّ الورى عدلاً وجوداً فاغتدى / هذا لهم ظِلا وهذا مورِدا
ما الجُودُ مما كان في طبعِ الحيا / لكن رأى منهُ المواهِبَ فاقتدى
والنجمُ لو لم يسرِ في جُنحِ الدجا / ورأى دليلاً من هُداهُ لما اهتدى
من حيثُ قابلتِ العيونُ جبينَهُ / حسبت سناهث نيراً متوقدا
لم ترتو الأبصارُ من لألأئه / إلا وعادت نحوهُ تشكو الصدى
خُلِعَت سريرتُهُ عليهِ فاغتدى / متحملاً منها بأجملِ مُرتدى
لا يعدمُ الإسلامُ منكَ حياطةً / ورعايةً وحمايَةً وتفقدا
وأراكَ رَبُّكَ في بنيكَ كفايةً / ترعى المضاعَ وتجمَعُ المتبددا
كملَ السُرورُ بهم وتمَّ وعمَّهم / فضلٌ إلهي وخصَّ محمدا
اهنأ أميرَ المؤمنينَ بأنجمٍ / منها تقابِلُ في المطالِعِ أسعدا
واللَه خَصَّكَ بالكمالِ وشاءَ أن / يبقى على الأيامِ أمرُكَ سَرمَدا
رؤيا لأمرِكُم العليِّ بعزِّهِ / تقضي وطُول بقائِهِ متجدِّدا
أضحى حبيبٌ كاسمِهِ لمَّا غدا / لي في المنامِ على امتداحِكَ مُنجِدا
أوصى إليَّ فقمتُ غيرَ مُضيِّعٍ / لوصايَةٍ منهُ أغني منشدا
أعليتَ دينَ الواحِدِ القهَّارِ
أعليتَ دينَ الواحِدِ القهَّارِ / بالمشرفيةِ والقَنَا الخطَّار
ورأى بكَ الإسلامُ قُرَّةَ عَينِهِ / وغدَت بك الغراءُ دارَ قرارِ
وسلكتَ من طُرقِ الهداية لاحباً / طُوبى لمن يمشي على الآثار
وَجَرت معاليكُم إلى الأمدِ الذي / بعُدَت مسافته على الأسفار
وقفت على ما قد أردت سعادةٌ / وقفت عليها خدمةُ الأقدارِ
لا تخلقُ الأيامُ جدَّةَ ملككُم / أبداً ولا تبلى على الأعصارِ
لا غروَ أن كنتَ الأخيرَ زمانُهُ / فالفضلُ للآصالِ والأسحارِ
وافيتَ أندلساً فأمنَ خائفٌ / وسما لأخذِ الثارِ ربُّ الثارِ
وحللتمُ جبلَ الهُدى لحللتُمُ / منهُ عقُود عزائمِ الكفارِ
جبلَ الهُدى والفتحِ والنصرِ الذي / سبقت بشائرُهُ إلى الأمصار
لو بدلُوا أقدامُهم بقوادمٍ / طارُوا عن الأوطانِ كلَّ مطارِ
لو راءَ مُوسى ما فعلتَ وطارِقٌ / زريا بما لهما من الآثارِ
أتممتَ ما قد أمَّلُوه ففاتُهُم / من نصرِ دينِ الواحِدِ القهَّارِ
بعرابِ خيلٍ فوقهُنَّ أعارِبٌ / من كل مقتحمٍ على الأخطارِ
أكرِم بهنَّ قبائلاً إقلالُها / في الحربِ يُغنيها عنِ الإكثارِ
وانظر إذا اصطفت كتائبُها إلى / ما تحمَدُ الكُتَّابُ في الاسطارِ
لو أنها نصرت علياً لم تَرد / خَيلُ ابنِ حربٍ ساحَةَ الأنبارِ
هم أظهرهُ معَ النبيِّ وواجِبٌ / أن يُتبِعُوا الإظهارَ بالإظهارِ
مَلِكَ المُلُوكِ لَقَد أنِفت إلى العُلا / ونظرتَ من فوقِ إلى الأقدارِ
أنتَ السبيلُ إلى النجاةِ فكلنا / لولاكَ كان على شفيرٍ هارِ
وجريتَ في نصرِ الإلهِ إلى مدى / يَكبُو وراءَكَ فيهِ كُلُّ مجارِ
قد ضاقَ ذَرعُ الكُفرِ منكَ وأهلُهُ / بموفقِ الإيرادِ والإصدارِ
متحمِّلٌ أعباءَ كُلِّ عظيمةٍ / بالنفعِ والإضرارِ
ملئت بهِ الدنيا صفاءَ بعدما / ملئت من الأقدارِ والأكدارِ
أخليفةَ المهديِّ دُمت مؤيداً / باللَه منتقماً من الكفار
ترمي شياطينَ الأعادي في الوغى / برجومِ خيلٍ من سماءٍ غُبارِ
روَّعت كل مروعٍ وحفظت كُل / لَ مضيعٍ وحميت كل ذمارِ
صنعٌ جميلٌ جَلَّ عن أن يُوصَفا
صنعٌ جميلٌ جَلَّ عن أن يُوصَفا / نالَ الوُجودُ بهِ كمالاً واكتفى
هي بيعةٌ أحيا الإلهُ بها الورى / وحمى بها دينَ النيبِّ المُصطفى
سبقت قُلُوبُ الخلقِ أيديهم بها / ورجا زمانُهُمُ بها أن يُسعَفا
كل يمدُّ يدَ الضراعةِ راغباً / في نيلها مسترحماً مستعطفا
جمعت صلاحَ الدينِ والدنيا معاً / وغدا بها شملُ العُلا متألفا
ما من تقيٍّ مؤمنٍ إلا وقد / سرَّت لَهُ نفساً وهزَّت معطفا
لبى مناديها بقلبٍ مخلصٍ / متبرِّكا بحضورها مستشرفا
أنست مآثرهُ مآثرَ يعربٍ / وسمت بقيسٍ في العلاءِ وخندفا
فتَّ المدائحَ فالبليغُ مقصِّرٌ / ولو آنَّهُ نظمَ الكواكِبَ أحرُفا
لازلتَ بالملأ العليِّ مؤيَّداً / ولصرف دهرِكَ كيفَ شِئتَ مُصَرِّفا
لمن الخيول كأنهنَّ سُيُولُ
لمن الخيول كأنهنَّ سُيُولُ / غصَّت بهن سباسبٌ وهجول
طويت لها الدنيا فأبعدما انتحت / دانٍ وابطأ سيرها تعجيلُ
يغزو أديم الأرض من صهلانها / مثل اسمها حتى تكاد تزولُ
فصهيلها محض الثناء وإن يكن / لا يفهم الأقوامَ منها صهيلُ
تثني على الملكِ الذي أيامُهُ / سترٌ على هذا الورى مسدولُ
عم البسيطة ملكه فكأنه / سيلٌ على كلِّ البلادِ يسيلُ
جهلَ النصارى أنه الملكُ الذي / يرثُ البلادَ وعذرهم مقبولُ
أهل الجهالةِ هم فكيفَ ألومهم / وعلمت أن الطبع ليس يحولُ
لم ينزلوا طوعاً ولا كرها ول / كن وراء الصين منه مهولُ
ودرت نفوسهم بأنك ظافرٌ / فأتت تقدم ما إليه تؤول
فعفوت عفو القادرين تكرماً / عنهم وعفو القادرين جميلُ
شكر البلادُ مع العباد خليفةً / هو بالبلاد وبالعباد كفيلُ
لو تنطقُ المهديتان لقالتا / في الشكر مالا يُدرك التحصيلُ
بالأمس يملأ سمعها ناقوسهم / واليوم يملأ سمعها التهليلُ
فتحٌ مبينٌ جلَّ أن يتخيلا
فتحٌ مبينٌ جلَّ أن يتخيلا / جاء الزمانُ به أغر محجلا
بهرت عجائبه الخواطِرَ فاستوى / من كان فيها مجملاً ومفصلا
لا يبلغُ البلغاءُ غايةَ وصفِهِ / إلا إذا بلغوا السماكَ الأعزلا
دهتِ النصارى بالجزيرة وطأةٌ / راعَ الجزيرةَ ذكرها والموصلا
بكرت مصارعها العداةُ سريعةً / كالطيرِ ظامئة تبادرُ منهلا
وشقوا بيومٍ أوحدٍ في جنسهِ / فاتت مناقبه الزمانَ الأوَّلا
ناهيك منهُ إنارةً وإن اغتدى / في أعينِ الكُفَّارِ ليلاً أليلا
ما كذبت حملاتهم لكن رسا / قدامها أهلُ البصائِرِ أجبلا
واستحقروا وطآتهم لما دهُوا / بأشدِّ من وطءِ الزمانِ وأثقلا
عدد المصرعش منهم عدد الحصى / هيهات أن يحصى وأن يتحصَّلا
كم أجدلٍ منهُم أدلَّ ببأسِهِ / ما همَّ أن ينقضَّ حتى جدِّلا
جاؤوا أسوداً لا تنهنه فانثنوا / يحكون في الحرب النعامَ المجفلا
والصبح لم يطلل على جنحِ الدجا / من أفقه متجلياً إلا انجلى
نهد الإمامُ إليهمُ في ساعةٍ / عز المحق بها فبز المبطلا
في جحفلٍ لجبٍ كان جموعهُ / هضبات رضوى أو شواهقُ يذبلا
في السابقين الأولين كأنهم / أسدٌ تربب في الغيضِ الأشبلا
سلبت أكفهم السيوف غمودها / وكسا مجالهم السماءَ القسطلا
من كل ذمرٍ يمتطي من طرفِهِ / بحراً ويحملُ في الحمائلِ جدولا
فكأن صارمَهُ وهامات العدا / كفٌّ تدحرجُ في الصعيد الحنظلا
جمح ابن ريمندٍ فكفَّ جماحَهُ / عزمٌ لو اعتمد الرواسي زلزلا
خانت موارده المصادرُ حيرةً / وعمىً وكان القلبي الحولا
طاحت به هفواته والماء لا / بد لهُ من أن يفيضَ إذا غلا
ردت معالمهُ الخطوبُ مجاهلاً / وصفاءهُ كدراً وجدتهُ بلى
وتفرقت أيدي سبا أشياعه / لا يعرفونَ من البسيطةِ موئلا
لاذوا بشم جبالهم من زاخرٍ / متلاطمِ الأمواجِ قد ملأ الملا
أجلاهم رعبٌ أطارَ قلوبهم / وأراهم معنى التخلصِ مشكلا
خاموا وراءَ النهرِ حتى إنهم / طنوهُ مسلولاً عليهم منصلا
ألقت بمن فيها المعاقِلُ طاعَةً / وإنابةً عجباً لها أن تعقلا
يا مورِدَ الآمالِ بحرُ نوالِهِ / عذبُ الموارِدِ سلسبيلا سلسلا
ومجردَ الأفهامِ من صدأ العمى / ومفتحاً ما كان منها مُقفلا
لما رجوتَ اللَه بلغَكَ المُنَى / وأنابكَ الفتحَ الهنيَّ الأعجلا
كانت من الشمسِ الصعابِ فراضَها
كانت من الشمسِ الصعابِ فراضَها / عَزمٌ فرض الراسيات وذللا
لبست حداداً من دخان حريقها / لما تخرمَ جمعها واستؤصلا
إن الإمامَ هوَ الطبيبُ وقد شفى
إن الإمامَ هوَ الطبيبُ وقد شفى / عللَ البريةِ ظاهراً ودخيلا
حملَ البسيطة وهي تحملُ شخصهُ / كالروحِ توجدُ حاملاً محمولا
شاءَ الإله حماية الإسلامِ
شاءَ الإله حماية الإسلامِ / فأعز نصرته بخير إمامَِ
بسمي خير الخلق والنور الذي / كفلت بدايته إلى الأتمام
جمعت ببيعته القلوبُ على الرضا / واستبشرت بمنالِ كُلِّ مرامِ
وسرى السرورُ بها ةوصار مُواصِلاً / للجدِّ في الإنجادِ والإتهامِ
خيرُ الأصُولِ مشى على آثارِهِم / خَيرُ الفُرُوعِ وحازَ أيَّ مقامِ
ظهرت شمائلهم عليهِ ولم تزل / في الشبلِ تظهرُ شيمةُ الضرغامِ
واعتزَّ دينُ محمدٍ بمؤيدٍ / ماضي العزائمِ للشريعةِ حامِ
لولا انتئام أمورنا بوجوده / لغدت مبددةً بغيرِ نظامِ
أضحت خلافتهُ السعيدةُ للورى / وزراً من الأعداءِ والإعدامِ
ذخر الزمانُ من الفتوحِ غرائباص / لزمانهِ المتهللِ البسامِ
لا مثل فتحِ ميرقةٍ فهوَ الذي / أبقى السرورُ لمنجدٍ وتهامِ
مطلت به الأيامُ حتى استنجزت / بسنانِ خطيٍّ وحدِّ حسامِ
وبعزمةٍ منصورةٍ وعصابةٍ / مشهورة التصميم والإقدامِ
جمحَ ابن غانيةٍ فكفَّ جماحه / يومٌ أدار عليهِ كأس حمامِ
ناهيك من يومٍ أغر محجلٍ / متميز من سائر الأيام
وعظت بمصرعهِ الحصوادِثُ عنوةً / ناهيكَ من وعظٍ بغيرِ كلامِ
فليهنئ الدنيا وجودُ خليفةٍ / جزلِ المواهبِ سابغ الإنعامِ
تغنيهِ عن قودِ الجيوشِ سعادةٌ / تعتادُ ما شاءت بغيرِ زمامِ
نيطت أمورُ الخلق منه بحازمٍ / متكفلٍ بالنقضِ والإبرامِ
سامٍ إلى الرتبِ التي لا فوقها / نجلُ الأكابر من سلالةِ سامِ
ورثَ الخلافةَ عن خلائف كلهم / علم الهدى الهادي إلى العلام
لبست به الدنيا جمالاً كنهه / أعيا على الأفكارِ والأوهامِ
فكأنها دارُ السلامِ نعيمُها / متأبدٌ ودخولُها بسلامِ
يا عصمةَ الدنيا نداء مُؤمِّلٍ / صبحاً يروحهُ من الأيامِ
فارقت ما قد كنتُ به كأنه / طيفٌ رأته العينُ في الأحلام
فعسى أرى وجه الرضا فلطالما / أملت رؤيته مع الأعوامِ
بالطبع حاجتنا إليك وهل غنى / يلفى عن الأرواحِ للأجسام
لا زالَ سعدكَ مسعداً متصرفاً / فيما تريدُ تصرفَ الخدامِ
يابن السبيل إذا مررت بتادلا
يابن السبيل إذا مررت بتادلا / لا تنزلن على بني غفجومِ
أرضٌ أغاربها العدو فلن ترى / إلا مجاوبة الصدى للبومِ
قومٌ طووا طنب السماحةِ بينهم / لكنهم نشروا لواءَ اللومِ
لاحظ في أموالهم ونوالهم / للسائلِ العافي ولا المحرومِ
لا يملكونَ إذا استبيح حريمهم / إلا الصراحَ بدعوةِ المظلومِ
يا ليتني من غيرهم ولو أنني / من أهلِ فاسٍ من بني الملجومِ
يا سيدي جاءتك رفعة شاعرٍ
يا سيدي جاءتك رفعة شاعرٍ / شهدت له الشعراءُ بالإحسانِ
لو أدركَ النعمانَ في أيامهِ / لرأى له فضلاً على الذبياني
أو كان يوماً في بني حمدان لم / تبهج بأحمدها بنو حمدانِ
لكنه قد أدركته حرفةٌ / أدبيةٌ مزجتهُ بالعبدانِ
فغدا مززة كلِّ مصفوعِ القفا / صفرَ اليدينِ ممزقَ الأردانِ
فإذا نظرتَ إلى قفاهُ حسبتهُ / نبتت عليهِ شقائقُ النعمانِ
عن أمركم يتصرف الثقلانِ
عن أمركم يتصرف الثقلانِ / وبنصركم يتعاقبُ الملوانِ
وبما يسوءُ عدوكم ويسركم / تتحركُ الأفلاكُ في الدوران
جاهدتم في اللَه حق جهاده / ونهضتم الرجفانِ والخفقانِ
وغزاهم الدينُ الحنيفي الذي / كتبتَ الظهورُ له على الأديانِ
كتبَ الإلهُ لكم فتوحاً في العدا / هذا لها وسواهُ كالعنوانِ
هذا مقامُ المصطفى يا فوزَ من / حازَ النيابةَ فيهِ عن حسانِ
من يعرفِ الرحمنَ حقاً يعترف / بحقوقهِ لخليفةِ الرحمنِ
نصرٌ بكل سعادةٍ مقرون
نصرٌ بكل سعادةٍ مقرون / نالت به الدنيا المنى والدين
تقديم من شهد الوجودُ بأنه / ما زالَ بالتقديم فيه قمين
علقٌ ثمينٌ زينت الدنيا به / وافاه علق الملك وهو ثمين
تغزو المهابةُ عنه كل معاندٍ / ولو أنه اشتملت عليه الصين
وتشب حيث توجهت عزماته / حرباً كما وصفت لنا صفين
إن أصبحت وهي البرامك أمةٌ / في ظلمها فحاسمُهُ هارون
من قيسِ عيلانَ الذينَ سيوفُهم / ابداً تصولُ ظباتها وتصونُ
دانت فلهم في الفخر كل قبيلةٍ / من شأنها ألا تكون تدين
وكفاهم أن كان منهم مفخراً / معنى الوجودِ وسرها المكنون
ملكٌ إذا اضطربَ الزمانُ مخافةً / لم يعيه التسكين والتأمين
ألقى على أهل الضلالةِ كلكلاً / فلهم عويلٌ تحتهُ وأنين
وجرى إلى الأمد الذي لم يجره / ملكٌ ولم تصعد إليه ظنونُ
ومن العجائب أن يجود بمثلهِ / للخلقِ هذا الدهرُ وهو ضنينُ
حمالُ أثقالِ الورى متهللٌ / في حيث تعترضُ الحتوفُ الجونُ
في راحتيهِ لمعتفٍ ولمعتدٍ / يومي ندى ووغى منى ومنول
عذراً أبا يعقوب إن علاكم / قد أفنت الأمداح وهي فنون
لا يبلغ المنثور بعض مآثرٍ / صانت لك العليا ولا الموزون
كم مدحةٍ لك بعدها مذخورةٍ / تزن المدائحَ كلها وتزين
لو لم يسد إلا نظيركَ لم يحز / فيه الأمين مدى ولا المأمونُ
قد كان ما قد قلتُ يرقبُ حينهُ / حتى أتى ولكلِّ شيءٍ حينُ
ما زالَ أمركُمُ الذي هو عصمةٌ / والعزُّ لا يعدُوهُ والتمكينُ
إني لأعجب من خساسةِ عقلِهِ
إني لأعجب من خساسةِ عقلِهِ / نسيَ الذنوبَ فخانَهُ الغُفرانُ
وغدا على مشروعةٍ رهنَ الردى / فالجوُّ قبرٌ والهوا أكفانُ
هذا ابن حجاجٍ تفاقم أمره
هذا ابن حجاجٍ تفاقم أمره / وجرى وجر لحد غايته الرسن
حتى غدا ملقى ذبيحاً حاكياً / للناس رقدته إذا هجر الوسن
فليحذر الكتابُ ما قد غاله / وأخصُّ بينهم الفقيه أبا الحسن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025