المجموع : 108
وافتك يا موسى بن جعفر تحفة
وافتك يا موسى بن جعفر تحفة / منها يلوح لنا الطراز الأول
رقمت على العنوان من ديباجها / ديباجة الشرف الذي لا يجهل
كم جاورت قبرا لجدَّك فاكتست / مجدا له انحط السماك الاعزل
وتقدست إذ جللت جدثا ثوى / في لحده المدَّثر المزمَّل
فاشتاق ستر العرش لو بمحلها / يوما على تلك الحظيرة يسبل
نشرت ففاح من النبوة نشرها / ما المسك ما نفحاته ما الصندل
أعطيت ما لم يحظ يعقوب به / آثار جدكمو اليكم تنقل
شملتكمو معه العبا بحياته / ومماته أستاره لك تشمل
هذا رواق مدينة العلم التي / عن بابه قد ضلَّ من لا يدخل
هذا كتاب من غدا بيمينه / يعطى الذي يرجو غدا ويؤمل
هذا الزبور وذلك التوراة والا / نجيل بل هذا القرآن المنزل
هذا هو التابوت فيه سكينة / وافى على ايدي الملائك يحمل
هذا هو الستر الذي كشف الغطا / عن أعين بالغين كانت تكحل
هذا الازار يحط عن زوَّاره / وزر به رضوى ينوء ويذبل
لما به ساروا وأعلام لهم / خفقت بأثواب الجلالة ترفل
باهى الاله بهم ملائكة السما / فبدت الزورا ضحى تتنزل
من تحت أخمص زائريه كم لها / من أجنح نشرت وطتها الأرجل
وأتو لبابك يحملون وسيلة / ألمرسلون غدا بها تتوسل
نزلوا على الجرعاء من وادي طوى / وتفرسوا بقبولهم فترجلوا
وتقدسوا بحظيرة القدس التي / رجل ابن عمران بها لا تنعل
شاموا السنى من قبتيك وعنده / وجدوا منار هدى يشب ويشعل
فتهافتوا مثل الفراش وأحدقوا / فغشاهم النور القديم الأول
قد سبحوا لما أتوك وكبروا / إذ شاهدوا منك الضريح وهللوا
وتزاحموا وتراكموا وتوسلوا / وتوقعوا وتخضعوا وتذللوا
جاؤك في آثار رحمة ربهم / قد توجوا فيها الرؤس وكللوا
فأقبل هدية أمة الهادي التي / منك الإغاثة في الشدائد تسأل
بضجيج حضرتك الجواد محمد / وحفيدها هذا الإمام الأفضل
يا كعبة الإسلام حول ضريحكم / نسعى ونحفد بل نطوف ونرمل
وحياتكم من كنتمو سؤلا له / بمماته في قبره لا يسئل
فترحموا يا آل بيت المصطفى / وتكرموا وتفضلوا وتقبلوا
صلى الإله عليكمو ما رنحت / ريح الصبا غصنا وهبت شمأل
ليت المحرَّم ليلة استهلاله
ليت المحرَّم ليلة استهلاله / سلخت عشيتها بنصل هلاله
فلطالما أخزى الشهور بما جرى / فيه على سبط النبيَّ وآله
ولكم بعودته أعاد لنا أسى / والعود أحمد لم يكن بمآله
لو كان يستحي إلينا لم يعد / لا عاد إلا بإنتقاص كماله
شهر به شهر البلاء بكربلا / عضبا تأنق قينه بصقاله
قد حرَّمته الجاهلية واجترت / عدوا بنو حرب على استحلاله
قتل الحسين به فأي فضيلة / تعزى له وتعدَّ من أفضاله
فقد الوجود وجوده من بعد من / كان الوجود يلوذ في أذياله
والدين أدناه البلاء إلى البلا / يا طول ما قاساه من بلباله
قد شفه ظمأ لكوثر جدَّه / فسقاه ساقي الحوض من سلساله
قد تقدَّر والقضاء به جرى / لا يمكن التفصيل عن اجماله
هلَّ المحرَّم فاستهل بعبرة
هلَّ المحرَّم فاستهل بعبرة / طرفي على فقدان أشرف عترة
فتيقظت مني لواعج حسرة / وتنبهت ذات الجناح بسحرة
في الواديين فنبهت أشواقي /
أخذت تردد بالغناء على فنن / وأخذت أنشدها رثاء ذوي المحن
فبكت معي فقد الحسين أخي الحسن / ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن
يعقوب والالحان عن اسحق /
فتناوبت تبدي العويل وكالة / عن رفقتي وأنا أنوح أصالة
وعلى افتقادي للبتول سلالة / قامت تطارحني الغرام جهالة
من دون صببحي في الحمى ورفاقي /
هي لم تكن ببني النبي مصابة / مثلي لتندب بالطفوف عصابة
اني اتخذت رثا الحسين مثابة / أنى تباريني جوى وصبابة
وكآبة وأسى وفيض مآق /
وعلى شهيد الطف حشو ضمائري / كمد أحاد بباطني وبظاهري
أو تدرك الورقاء كنه سرائري / وأنا الذي أملي الهوى من خاطري
وهي التي تملي من الأوراق /
صندوق قبر المرتضى زوَّاره
صندوق قبر المرتضى زوَّاره / بين الشموع لهم عليه تهافت
فكأنه بدر به قد أحدقت / سيارة من أنجم وثوابت
انظر إلى زهر الشموع بحضرة
انظر إلى زهر الشموع بحضرة / منها استعار البدر نورا ساطعا
تلقى شموسا بعد ما غربت لنا / طلعت وتلقى الكل منا يوشعا
وكأنما زوَّار حضرة حيدر
وكأنما زوَّار حضرة حيدر / بين الشموع ونورها يتهلهل
زمر الملائك وهو مظهر روحها / بين الكواكب في السما تتخلل
بعدا لشطك يا فرات فمرَّ لا
بعدا لشطك يا فرات فمرَّ لا / تحلو فانك لا هني ولا مري
أيسوغ لي منك الورود وعنك قد / صدر الامام سليل ساقي الكوثر
ان الاثير على تقادم عهده
ان الاثير على تقادم عهده / بغدوِّه ورواحه المتعدَّد
ما جدَّد الاعوام في حركاته / وبدوره الايام لم تتجدِّد
إلا ليشهد كل عشر محرَّم / بالطفِّ مأتم آل بيت محمد
لذا واستجر متوسلا
لذا واستجر متوسلا / إن ضاق أمرك أو تعسر
بأبي الرضا جدَّ الجوا / د محمد موسى بن جعفر
إن الاثير بما حوى
إن الاثير بما حوى / ما دار دورا سرمدي
إلا ليكتسب الوقو / ف على حقيقة أحمد
لو كان ذا نفس لق / لت لها مكانك تحمدي
مذ شاهدت في المشهدَي
مذ شاهدت في المشهدَي / نِ قصائدي أهل الدرايه
بمديح آل البيت أر / باب الولاية والوصايه
قالوا لعمرك قد وقفت / بما وصفت على النهايه
فاجبتهم إن كان في / ما تزعمون له بدايه
أو ما سمعتم آية / من نعتهم في اثر آيه
تتلى إلى يوم التنا / د وفي المعاد بغير غايه
يا آل من ملأ الجهات مفاخرا
يا آل من ملأ الجهات مفاخرا / وأتى بكم للكائنات مظاهرا
وهم الذي لكمو يعدَّ نظائرا / إن الوجود وإن تعدَّد ظاهرا
وحياتكم ما فيه إلا أنتمو /
أو ما درى إذ راح يعلن بالندا / إن الذي هو غيركم رجع الصدى
فوجدَّكم سرَّ الخليقة أحمدا / أنتم حقيقة كل موجود بدا
وجميع ما في الكائنات توهم /
إن الوجود وإن تعدَّد ظاهرا
إن الوجود وإن تعدَّد ظاهرا / ما في غيركمو لمن يتوسم
أو صح في الامكان ثمة عالم / وحياتكم ما فيه الا أنتمو
أنتم حقيقة كل موجود بدا / من كنز كنت وفيه أنتم كنتمو
فحقيقة الاعيان أنتم عينها / وجميع ما في الكائنات توهم
يا آل طه في الكنوز ذخائرا
يا آل طه في الكنوز ذخائرا / كنتم وجئتم للبروز مظاهرا
ما لي وذي حول يردَّد ناظرا / إن الوجود وإن تعدَّد ظاهرا
وحياتكم ما فيه الا أنتمو /
في الدار ديار سواكم ما اغتدى / مع كثرة موهومة متفرَّدا
فمن العماء لم بنوركم اهتدى / أنتم حقيقة كل موجود بدا
وجميع ما في الكائنات توهم /
تا الله يا أهل الكساء
تا الله يا أهل الكساء / يا آل فخر الانبياء
يا عترة الكرَّار يا / أبناء سيدة النساء
ما أبصرت إلا بع / ين أبيكم عين العماء
كلا ولا برز الوجو / د ولا الشهود لعين راء
إلا بنقطة مركز / في البدء كانت تحت باء
فلذاك لم يزدد يقين / ا يوم كشف للغطاء
ولقد تبدَّ طالعا / كالبدر من فلك العباء
من بعد شمس الرسا / لة قد حبته بالضياء
هذا ومنكم أحدقت / من حوله زهر العلاء
فسما عليَّ مقامه / قدرا على أوج السماء
بالباقيات الصالحات
بالباقيات الصالحات / قد ازدهت صفحات طرسي
وجرى بمسك ختامها / قلمي فحبرها بنفسي
وبحسن خاتمتي على / صدق الولا بشرت نفسي
وبنعت أصحاب العبا / ء لقد زكا أرخت غرسي
سلت لحاظك مرهفا
سلت لحاظك مرهفا / بالجفن كان مغلفا
وسطا فجاوز حده / في القتل حتى أسرفا
ما ضرَّ لحظك لو تأ / نىَّ لحظة وتوقفا
عن فتكه في مهجة / ذابت عليك تلهفا
يا من لثمت لثامه / ورشفت منه المرشفا
بفم الخيال فلا ارتوى / قلبي ولا وهجي انطفى
وقف التصوِّر والتأ / مل للعقول استوقفا
عن درك معناك الذي / بالفكر لن يتكيفا
وبلمع برق الثغر كا / د البرق أن يتخطفا
أصبحت من ظمئي إلى / تلك الشفاه على شفا
ببيان منطقك الذي / جعل المعاني أحرفا
وأدار فيها من لما / ك على الندامى قرقفا
صرف تحكم في الرؤ / س وبالعقول تصرفا
قد مازج الأرواح حتى في / ه ذبن تلطفا
وبعارض باللام قد / عرِّفته فتعرَّفا
بسوى أنامل فكرتي / تمامه لن يقطفا
وبرمح قدِّ ثقفت / ه فنونه فتثقفا
من لينه أخشى إذا / ما أهتز أن يتقصفا
وبواو صدغ ما على / غير الخدود تعطفا
عطفا على رمق امريء / غادرته رسما عفى
لم يبق غير نسيسه / وعلى المنية أشرفا
رفقا بقلب متيم / عنه سواك قد انتفى
أشفى على خطط الهلا / ك ومن وصالك ما اشتفى
وبليل هجرك ربما / غفت النجوم وما غفا
ونشرته نشر العب / ير وكان قبل ملففا
وتسامرت بين الحجو / ن به القوافل والصفا
شغب العذول علي عن / دك بالسلَّو وأرجفا
فليكثر التعنيف من / جهل الغرام فعنفا
لو كان يدري ما الهوى / وهو الظلوم لأنصفا
يا أيها القمر الذي / بغياهب الشهر اختفى
والبدر حاول أن يحا / كي وجهه فتكفا
لبس المحاسن واكتسا / ثوب الجمال مفوِّفا
وكسا الذي خلع العذا / ر بحبه ثوب الجفا
كن لي عليك مساعدا / وعليك كن لي مسعفا
أو ما كفى ما قد جرى / ما قد جرى أو ما كفى
تهنى شهاب الدين يا قمر الفتيا
تهنى شهاب الدين يا قمر الفتيا / بكوكب سعد لاح من فلك العليا
حفيد إليه المجد يحفد مثل ما / لباب أبيه الفخر قد بلغ السعيا
رعى ما سقته الظئر لله درها / فرعيا لها رعيا وسقيا له سقيا
وروح معانيك التي قد تجسمت / هياكل أعطتها الملائكى الزيا
وما هم سوى أبنائك الانجم التي / ترى كل هاد منهم اليوم مهديا
طووا طيب نشر في نوافج خيمهم / كما نشروا ما كان في الكتب مطويا
وحازوا من الآثار كل نهاية / على ابن أثير المجد تدوينها أعيى
حفيدك هذا آية قد تنزلت / عليك ستلقى عنده الامر والهيا
توشت به ديباجة الشرف الذي / أعار طراز المجد من حسنه وشيا
نهارا بشهر الصوم أنزله الذي / على جدكم في الغار قد أنزل الوحيا
فقلت لعبد الله يهنيك أرِّخوا / بطفلك زين الدين زينت الدنيا
بلغ المدى هذا البليغ
بلغ المدى هذا البليغ / بمدحة الشيخ البلاغي
ولقد شأى بموشح / لكواكب الجوزا يناغي
وعلى بني الآداب من / يبغي مداه يعد باغي
دمغ المعارض دمغة / وقعت على أم الدماغ
ولقد أراني صبغة / منها اقتبست سنا انصباغ
فوردت منهل فضله / ووجدته عذب المساغ
صاغ القريض وكان قب / ل قراضه أي انصياغ
وبه لقد ألغى الفتى / عبد الحسين فعاد لاغي
ودعى ابن يحيى جلدة / قد اسلموها للدباغ
لم أعطه حق الثناء / ء وذاك من عدم الفراغ
وأخاف أن يطغى اليرا / ع بنعته فيقال طاغي
لا زال ينشد والاثي / ر بما حواه إليه صاغ
قوم بحانة سرهم
قوم بحانة سرهم / دارت سلافة ذكرهم
وبمهمه من فكرهم / تاه الانام بسكرهم
فلذاك صاحي القوم عربد /
لم يدر شرب مثلث / وبحانة لم يلبث
قد راح غير ملوَّث / فنجا من الشرك الكثي
ف مجرد العزمات مفرد /
فهو الموحد من ألس / ت لكنه ذات لا تحس
أبدا يناجي في الغلس / يا بادع الاكوان لس
ت لسرِّك المكنون أجحد /
لك ذات قدس في العلا / عن كنهها عجز الملا
حتى أولو العزم الأولى / تالله لا موسى ولا
عيسى المسيح ولا محمد /
الا لذاك قد انتبه / وقد انتفت عنه الشبه
هذا وما غير الوله / علموا ولا جبريل وه
و إلى محلَّ القدس يصعد /
خاطبت أوَّلهم بلن / صعقا فخر من القنن
فكر الجميع لقد حزن / عن كنه ذاتك غير أن
ك أوحدي الذات سرمد /
والكل منه الحدس كل / عن درك كنهك في الازل
وبفقد تفصيل الجمل / وجدوا علامات وسل
با والحقيقة ليس توجد /
بمجازها الملك امتحن / ولهان في ذاك العطن
قد خرَّ كل للذقن / فليخسؤا الحكماء عن
حرم به الاملاك سجد /
حارت فلاسفة الزمن / وعقال عقلهمو وهن
هيهات تدركه الفطن / من أنت يا رسطو ومن
أفلاط قبلك يا مبلد /
ما شدتموه قد اندرس / أثرا له لا يلتمس
فمن الذي رصد الحرس / ومن ابن سينا حين أس
س ما بناه لكم وشيد /
أعشى له الضوء انبرى / قد ظنه نار القرى
فلقد عراكم ما عرى / ما أنتمو إلا الفرا
ش رأى السراج وقد توقد /
لو كان يدري حدسه / بيد النهى ما مسه
جهلا أراد مجسه / فدنى فأحرق نفسه
ولو اهتدى رشدا لأبعد /