القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : طَلائِع بن رُزِّيْك الكل
المجموع : 35
لبس الحديد فزاد في إعجابهِ
لبس الحديد فزاد في إعجابهِ / بدر تظل الشمس من حجَّابهِ
لا مطمع في أن يرقَّ وقلبه / أقسى على العشاق من جلبابهِ
قد كان يغنيه سيوف لحاظه / عن حمل صارمه ليوم ضرابه
لو جاد لي فوق اللثام بقبلة / تشفي فؤاد الصَّب من أوصابه
رويت ظامئة الرماح من العدا / وضنيت من ظمأ لِبرد شرابه
مشيبك قد نضا صبغ الشباب
مشيبك قد نضا صبغ الشباب / وحلَّ الباز في وكر الغراب
تنام ومقلة الحدثان يقظى / وما ناب النوائب عنك نابي
وكيف بقاء عمرك وهو كنز / وقد أنفقت منه بلا حساب
قل للفقيه عمارةٍ يا خير من
قل للفقيه عمارةٍ يا خير من / أضحى يؤلِّف خطبة وخطابا
إقبل نصيحة من دعاك إلى الهدى / قل حطَّة وادخل الينا البابا
تلق الأئمة شافعين ولا تجد / إلا لدينا سنَّة وكتابا
وعليَّ أن يعلو محلك في الورى / وإذا شفعت إلي كنت مجابا
وتعجَّل الآلاف وهي ثلاثة / صلة وحقُّك لا تعدُّ ثوابا
يا مالنا فوق الثرى
يا مالنا فوق الثرى / رفقاً فسوف تصير تحته
إن قلت إني أعرف المو / لى القدير فما عرفته
إن كنت تعبد للمخافة / والرجاء فما عبدته
يا أمة سلكت ضلالاً بينا
يا أمة سلكت ضلالاً بينا / حتى استوى إِقرارها وجحودها
ملتم إلى أن المعاصي لم تكن / إلا بتقدير الإِله وجودها
لو صح ذا كان الإله بزعمكم / منع الشريعة أن تقام حدودها
حاشا وكلا أن يكون إِلهنا / ينهى عن الفحشاء ثم يريدها
فإذا تبدد شمل عقدكما
فإذا تبدد شمل عقدكما / لا تأمنا من شاور السعدى
يا للرجال لمدنف مجهودِ
يا للرجال لمدنف مجهودِ / لم يؤت من هجر وطول صدودِ
نظر الغزال فما يغر بسحر ذا / ك اللحظ منه ولا بحسن الجيدِ
هذا ولم يعلق بذات مؤالف / ومعاطف وروادف ونهود
لكنه غماً وحزناً مثل من / غلبت عليه سلافة العنقود
أسفاً لموت الدين بعد حياته / ودثور نهج مالك التوحيد
ولأجل ما قد بات آل محمد / من مبدء في ظلمهم ومعيد
من كل جبار عنيد لم يزل / يأوي لشيطان إليه مريد
في أمة قد أشبهت عاداً كما / قد شبهت في بغيها بثمود
فإذا تذكرت الشهيد فمقلتي / لا تنطوي إلا على التسهيد
منعوا الحسين من الفرات لقد أتو / في قتله بالمعضلات السود
حملوا حريم المصطفى سبياً كأمـ / ـثال الإماء على المطايا القود
أوصاهم الرحمن وداً فيهم / فنفوهم بالقتل والتصفيد
فلذاك في الليل الطويل عليهم / لتململي لم أكتحل بهجود
لهفي على ما فاتني من نصرهم / لهفاً تشب وقود نار حقودي
إذ لم أكن ممن يحامي عنهم / كعوائدي في مصدري وورودي
حتى يقول السامعون بموقفي / هذا التضوع عرف ذاك العود
يا قلب كم هذا الغرور
يا قلب كم هذا الغرور / خدع المنى كذب وزورُ
أو ما ترى الآمال يفض / ح طولها العمر القصير
وبمثل ما صرنا إليه الآن / يعتبر البصير
لو دام ملك لم يكن بعد / الملوك لنا بصير
انظر لهذي الدار كم / قد حل ساحتها وزير
ولكم تبختر آمناً / بين الصفوف بها أمير
ذهبوا فلا واللّه ما بق / ي الصغير ولا الكبير
حتى ولا أضحت ترى / بين القبور لهم قبور
ما استيقظوا من غفلة / إلا وأرؤسهم تطير
ولحومهم ممضوغة وم / ن الورى أيضاً نسور
فاصبر فلا حزن على / الدنيا يدوم ولا سرور
لا تنكرن ما قد جرى / في عصرنا فكذا العصور
كلا ولا تجزع لريب / زماننا فكذا الدهور
هذا الحسين بكربلاء / ثوى وليس له نصير
قبل الخداع وغره / من أهل دعوته الغرور
فغدا بفتيته الكرام / إلى مصارعهم يسير
حتى تلقاهم بجنب الطف / يوم قمطرير
وغدا مراق دمائهم / حوض المياه به يمور
فسقوا النجيع هناك / لما أعوز الماء النمير
وبنو أمية آمنون تد / ور بينهم الخمور
لهفي لصرعى في رجا / لهم وشيعتهم حضور
وطيت ظهورهم ورضت / بالخيول لهم صدور
بالسيف من أولاد فاطمة / ضحى فطم الصغير
وسوى الاماء ثوى لص / لب أبيه أربعة ذكور
وبنو عقيل كلهم / ما فيهم إلا عقير
ولجعفر الطيار صر / عى في دمائهم كثير
ما جدهم أبداً على / هذا لامته بشير
لكنه لهم عليه يطو / ل خزيهم نذير
إن كان فيهم مؤمنون / بزعمهم فمن الكفور
أو زخرفت عدن لهم فلم / ن ترى تذكى السعير
تباً لأفاكين عند / اللّه ذنبهم كبير
قتلوا الحسين وما است / تبت بعده لهم أمور
ما بين مصرعه وهلك / يزيديهم إِلا يسير
فكأنه ما كان قط ولم / تكن تلك الشهور
ولمثل ما صاروا إليه
ولمثل ما صاروا إليه / من الفناء غداً نصير
في هل آتى إن كنت تقرأ هل آتى
في هل آتى إن كنت تقرأ هل آتى / ستصيب سعيهم بها مشكورا
إذ أطعموا المسكين ثمة أطعموا / الطفل اليتيم وأطعموا المأسورا
قالوا لوجه اللّه نطعمكم فلا / نبغي جزاءاً منكم وشكورا
إِنا نخاف ونتقي من ربنا / يوماً عبوساً لم يزل مجذورا
فوقوا بذلك شر يوم باسل / ولقوا بذلك نضرةً وسرورا
وجزاهم رب العباد بصبرهم / يوم القيامة جنة وحريرا
وسقاهم من سلسبيل كأسها / بمزاجها قد فجرت تفجيرا
يسقون فيها من رحيق تختم / بالمسك كان مزاجها كافورا
فيها قوارير وأكواب لها / من فضة قد قدرت تقديرا
يسعى بها ولدانها فتخالهم / للحسن منهم لؤلؤاً منثورا
واللّه أثنى عليهم
واللّه أثنى عليهم / لما وفوا بالنذور
وخصهم وحباهم / بجنة وحرير
لا يعرفون بشمس / فيها ولا زمهرير
يسقون كأساً رحيقاً / مزيجه الكافور
يا راكباً ظهر المعاصي
يا راكباً ظهر المعاصي / أو ما تخاف من القصاصِ
أوما ترى أسباب عمرك / في انتقاض وانتقاصِ
أسفي على أيام دهر قد مضى
أسفي على أيام دهر قد مضى / منع الجفون بذي الفضا أن يغمضا
ويح اقتراحي ليه من دون ما / أرجوه كان بكونه سح القضا
لأحيد عن جيش الطغاة مجنباً / وأكون في حزب الإِمام المرتضى
إِني أصرح بالبرا فيه لمن عادى / فلست بما أقول معرضا
وإذا ذكرت من الحي مصابه / بالطف ضاقت بي له سعة الفضا
يزجي سحاب الدمع من عيني أسى / بين الضلوع ضرام برق أومضا
لهفي على تلك الدماء سوائلاً / في صحن وجنة كل وجه أبيضا
غيضت بظلم بني زياد أنمل / منهم وقد كانت بحوراً فيَّضا
إذ لم تكن خيلى انبرت في نصرهم / ركضاً فخيل الدمع أمست ركَّضا
أو لم يكن سيفي مضى في يومهم / فلسيف نطقي في عدَّوهم مضى
يا ليتني من قبلُ أسمع عنهمُ / ما قد سمعت قضيت فيمن قد قضى
بي آل أحمد لا أزال أحبَّ ف / ي الدنيا بحبهم وأبغض مبغضا
وضح الدليل على اغتصاب حقوقهم / والصبح ليس يرى بخاف إذ أضا
يا أمة غدرت بآل نبيها / ونبيها في موته ما غمضا
فأتوا كما يأتي غريم خصمه / حتى كأن لهم ديوناً تقتضى
نكروا وصية أحد واستبدلوا / ممن أحب بعلمهم من أبغضا
كم مدعى الأجماع في تقديمه / قد ظل في تيه الضلال مركِضا
والمؤمنون تخلفوا عنه فلم / يك في الجماعة من له عنه رضى
سلمان والمقداد وابن عبادة / وكذا أبو ذر مع الهادي الرضا
وتخلف العباس عنه وغيره / هو حجة برهانها لن يدحضا
هو يدعي حقاً خلافة أحمد / وإِليه ذلك أحمد ما فوَّضا
منع البتول المال من ميراثها / إذ أثبتته فصد عنه وأعرضا
وجنى بحق المسلمين تعسفاً / وقضى بظلم فيهم لما قضى
والظالمون تتابعوا في ظلمهم / والحق ليس يموت إِن هو مرضا
فإذا ذكرت عدَّيهم أو تيهم / للغيظ ملت على يدَّي معضعضا
عندي الغداة لآل حرب جهرة / حرب وقود هجيرها قد أرمضا
ولمن نفوك بقول آل محمد / جوراً إِذا ما جاد قفراً روَّضا
يا قلب خفض فالمهيمن عادل / وقد استراح من الأسى من خفضا
يا آل أحمد أنتم لي جنة / عوضت فيها خير ما قد عوضا
أنا سيف دينكم ابن رزيك الذي / يرضيكم في كل وقت ينتضى
أقرضت في حبي لكم ما قد غلا / في حبكم حسناً ومثلي أفرضا
كم ذا يرينا الدهر من أحداثهِ
كم ذا يرينا الدهر من أحداثهِ / عبراً وفينا الصد والإِعراض
ننسى الممات وليس يجري ذكره / فينا فتذكرنا به الأمراض
ما حاد عن حب البطين الأنزع
ما حاد عن حب البطين الأنزع / متجنبا لولائه إلا دعي
وأنا الذي في حبه وولائه / لا قابل مينا ولا بالمدعي
ولقد حللت بحب آل محمد / وولاي فيهم بالمحل الارفعِ
ولو انني عرضت عليَّ مسالك / الدنيا لأرجع عنهم لم أرجعِ
فهم عتادي في الوغى وذخيرتي / يوم المعاد وعدتي في مضجعي
وإليهم في كل خطبٍ موئلي / وإليهم في كل صعب مرجعي
وإذا اعتصمت بهم نجوت من الردى / وإذا انتصرت بهم وجنانهم معي
همُ نيرات الدين كل منهم / شمس بدت للناظرين بمطلع
فودادهم جبلت عليه فطرتي / وولاؤهم حنيت عليه أضلعي
همُ منتهى الاحسان كيف تصرفوا / وهم ذووا العل الغزير المنبع
رغبت قلوب عنهم واليهم / ينقاد قلبي في العنان الاطوع
واللّه يعلم أنني في مدحهم / لا كالذي يخشى ولا المتصنع
لو قيل بعد المصطفى من صفوة / الدنيا أشرت إلى البطين الانزع
من علمه صوب الحيا وعجيبه / من صيب لما همى لم يقلع
حكم حكت روض الربى في زهره / فعقول أهل الأرض فيها ترتعي
كم أنزل الابطال حد حسامه / في الحرب من فوق المكان الامنع
كم طار منه حتفه يوم الوغى / بطل فنادى ذو الفقار به قع
ولرب يوم شمسه للنقع قد / لاثت خمارا أو بدت في برقع
جلىّ غياهبه بغرة طلعة / كم روعت قلب الكمي الانزع
كل المنايا في مضارب سيفه / تبدوا لوجه الناظر المتطلع
فعداه والاضداد كل لا يرى / بي عاطسا إلا بأنف أجدع
وإذا بدى ذو غرة لي عاذلاً / نأيته عني ذليل الأخدع
وإذا يقاس به سواه فإنه / طمع لعمرك ماله من موضع
وعلام تركي للعمارة مبدلاً / من حسنها سكان قفر بلقع
الكون في الطرف المكدر ناهلاً / وأعود مطرحاً لعذب المشرع
من كان قيداً للنواظر وجهه / وكلامه قد كان قيد المسمع
رب الشجاعة والندى والعلم / والتقوى وزين للسجود الركع
ولى به غسق الضلال وقد رمى / من هديه فيه بريح زعزع
لا يرهب البيض الصفاح كغيره / حينا ولا دعس الرماح الشرع
بت المطامع من زخارف هذه / الدنيا ولم يخل امرء من مطمع
أنا بالأئمة لم أزل متشفعاً / وبغيرهم أنا لست بالمستشفع
ولرب ليل طال في ذكري لهم / فبقيت من طول الأسى لم أهجع
كابدت فيه عظيم همٍّ مؤلم / ورجعت فيه إلى فؤاد موجع
حتى وجدت الوجد مني كامل / والصبر في قلبي بحال موزع
من غلة لو أنني من حرها / في جمة الماء الروي لم أنقع
من غاصبين تصرفوا في حق آل / العزم والحزم الطوال الأذرع
يا حسرتي لو أنني في نصرهم / أهديت نفس الباذل المتبرع
ولو أنني أبكي دماً ما قلت إذ / طال البكا أكفف وازدجر يا مدمعي
إذ فيهم شهر الزمان صوارماً / ونحاهم في هبذر المتدرع
وكفاه إذ خص الحسين وآنه / بالشر والقتل الذريع الأشنع
منع الورود من الفرات وقد رأى / فيه الكلاب من العدى لم تمنع
يا ليتني قد كنت في أيامه / وفدى له من سود آل المصرع
عجباً لدهر نال منه فأبدل الماء / الزلال بوصف لمع اليلسع
ما الدهر إلا سلم هل الجهل في / الدنيا وما أن زال حرب الألمعي
ولقد علقت بحبل آل محمد / يا عاذلي إن شئت فاعذل أودع
أنا لا أصيغ للائم في حبهم / إذ لم يضر فإنه لم ينفع
فلأنصرنهم بعضب قاطع / من مقولي وبسحر نظم المبدع
ولأصرفن إلى الجهاد عدوهم / وجهي واظهر عزمه المتطوع
أضداد ديني لو أكلت وهم على / قيد الحياة لحومهم لم أشبع
فمن الكآبة لم أزل متوجعاً / عجبي لقلبي كيف لم يتصدع
يا تربة بالطف جادت
يا تربة بالطف جادت / فوقك الديم الهموعه
وغدا الربيع مقيداً في / ربعك العافي ربيعه
حتى يرى الدمن المروعة / منك مخصبة صريعه
ولئن أخيف حيا السحائب / فيك أن يذري دموعه
وحمتك بارقة العدى / عن كل بارقة لموعه
يحدوا الحيا بأجش من صو / ب الرواعد لن يروعه
فلقد سقيت من الربى / الطهر عن ضنأٍ تجيعه
إذ ضيع القوم الشريعه / فيه لحفظهم الشريعه
منعت لذيذ الماء منه / كتائب منهم منيعه
قد أشرعت صم القنا / فحمته من ورد شروعه
غدرت هناك وما وفت / مضر العراق ولا ربيعة
لما دعته أجابها / ورعا فما كانت سميعه
شاع النفاق بكربلا / فيهم وقالوا نحن شيعه
هيهات ساء صنيعهم / فيها وما عرفوا الصنيعه
يا فعلة جاؤا بها في / الغدر فاضحة شنيعه
خاب الذي أضحى الحسين / لطول شقوته صريعه
أفذاك يرجو أن يكون / محمد أبدا شفيعه
عجباً لمغرورين ضيع / قومهم بهم الوديعه
ولأمة كانت إلى / ما شاء خالقها سريعه
وغدت بحق نبيهاً / في حفظ عترته مضيعه
جار الضلال بها و / نور الحق أبدى سطوعه
عَصَت النبي وأصبحت / لسواه سامعة مطيعه
باعت هناك الدين / بالدنيا وخسران كبيعه
ما كان فيما قد مضى / اسلامها الا خديعه
تحت السقيفة أضمرت / ما بالطفوف غدت مذيعه
فلذاك طاوعت الدعي / وكثرت منه جموعه
بجيوش كفر قد غدا / ذاك النفاق لها ضليعه
أبني أمية إن فعلكم / بهم بئس الذريعه
شبعت ضباعكم وكم / أسد لهم لم يشك جوعه
أضحت فرائسه لكم / وبه فرائصكم مروعه
ورغبتم في الملك حين / رضعتم منهم ضروعه
حتى إذا ما الدهر أبدى / عن معونتكم رجوعه
وبدت به لعيونكم / أفعالكم تلك الفظيعه
فارقتم الدنيا وأنفسكم / لما اجترمت جزوعه
وخلعتم حلل الخلافة / وهي بالية خليعه
وأشد من هذا ولو / عددت كفرهم جميعه
تضييق قبر محمد / والأرض عارية وسيعه
بمضجع في جنبه / جعلوه في لحد ضجيعه
وأبو بنيه وصهره / وأخوه ذو الحكم البديعه
ووصيه وأمينه / بعد الوفاة على الشريعه
ما حل مسجده ولا / بيت البتول ولا بقيعه
صبراً أمير المؤمنين فأ / نت ذو الدرج الرفيعه
صلة النبي اليك كانت / منهم سبب القطيعه
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً / فيها بديع الوشي من تنسيقهِ
فأجلت طرفي في بديع رياضه / من ورده وبهاره وشقيقه
فكأنما اجتمع الأحبة فأنبرت / يد عاشق تهوى إلى معشوقه
نزهت في بستان نظمك خاطري / فحظيت من زهر الربا بأنيقه
وأنا أرى تقديم حاجة صاحبي / من دون حاجاتي أقل حقوقه
وكذا الكريم فمهمل لحقوقه / لا مهمل أبداً حقوق صديقه
لا فرق بين خياله ووصاله
لا فرق بين خياله ووصاله / في سرد ماطله وفي تحقيقه
نفق التأدب عندنا في سوقه
نفق التأدب عندنا في سوقه / وبدا اليقين لنا بلمع بروقهِ
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً / فيها بديع الوشي من تنميقه
فأجلت طرفي في بديع رياضه / من ورده وبهاره وشقيقه
فكأنما اجتمع الأحبة فانبرت / يد عاشق تهوى إلى معشوقه
أدب سعى منه إلى غاياته / وأتى فسَّد عليه مر طريقه
ولقد علمت بأن فضلك سابق / يعتد من جاراه من مسبوقه
فلذا اقتصرت ولم أر الامعان في / شأو أمرئ أصبحت غير مطيقه
وأرى الزمان جرى على عاداته / في جمعه طوراً وفي تفريقه
والشوق في قلبي تضرم وهجه / فمتى أراه يكف عن تحريقه
والدمع من عيني لمح فهل يرى / من بحره يوماً نجاة غريقه
نزهت في بستان نظمك ناظري / فحظيت من زهر الربا بانيقه
أنت امرؤ من قال فيك مقالة / الغالي فكل الخلق في تصديقه
وأنا أرى تقديم حاجة صاحبي / من دون حاجاتي أقل حقوقه
وكذا الكريم فمهمل لاموره / لا مهمل أبداً أمور صديقه
هذا النجاح فكل ما قد رمته / قد عم فانظر منه في تحقيقه
دعني قبيل اللهو غير قبيلي
دعني قبيل اللهو غير قبيلي / وسبيل أهل اللوم غير سبيلي
لم أشتغل عن جمع اشتات العلى / بمليح وجه أو بكأس شمولِ
لا تعذلني انني لا أقتفي / سُبل الضلال لقول كل عذول
قولي لمن قد سامني الرجعى إلى / ما لا يجوز أتيت غير جميل
إن الخليل إذا تجنب مذهبي / قلت ابتعد ما أنت لي بخليل
أتحمل الأثقال الا أنني / لمبايني في الدين غير حمول
أليت لا ألقي عداة آلمتي / الا بعضب الشفرتين صقيل
وأئمتي قوم إذا ظُلموا فهم / لا يظلمون الناس وزن فتيل
كان الزمان لحسنه بوجوههم / يختال بالاوضاح والتحجيل
ومسجل لهم الفخار على الذي / ناواهم إذ صح لي تسجيلي
وهمُ الأئمة ما عدمت فضيلة / فيهم فما ميلي إلى المفضول
فأنا إذا مثلت غيرهم بهم / في فضلهم أخطأت في تمثيلي
آل النبي بهم عرفنا مشكل / القرآن والتوراة والانجيل
هم أوضحوا الآيات حتى بينوا / الغايات في التحريم والتحليل
عند التباهل ما علمنا سادساً / تحت الكسا معهم سوى جبريل
إن الكثير من المدائح فيهم / قل ومدح اللّه غير قليل
قال النبي صِلوا بهم حبلي فلم / يك منهم أحد لهم بوصول
ماذا يكون جواب قوم أخلدوا / إذ مات للتغيير والتبديل
إن قال في الحشر ابنتي لِم فيكم / لم تخل من حزن وطول عويل
هي بضعة مني ففي أضرارها / ضري كما تبجيلها تبجيلي
يلقونها بتبسم في عزكم / وترونها جاءت بدمع ذليل
كذبتموني إذ لها كذبتموا / وعدلتم عن محكم التنزيل
ما بالكم عنها تغاضيتم وقد / نطق الكتاب لها بكل دليل
ما ذاك الا انكم أمسكتم / الدنيا فقد حصلت بكف بخيل
في حقها أنتم تواكلتم إلى / أن ضاع والرحمان خير وكيل
خالفتموا آي الكتاب كأنما / خلقت رؤوسكم بغير عقول
والله يحكم لا مرد لحكمه / ومقيل أهل الظلم شر مقيل
اخترت لو كنت الفداء لسادتي / في النائبات وأسرتي وقبيلي
اني ابن رزيك الذي بولائهم / اسخنت عين معاند وجهول
إن طال وجدي فيهم فأنا الذي / نومي بطول الليل غير طويل
كم من عروس في فمي أبرزتها / فيهم حكت غيداء ذات حجول
لما شحذت لهم عذار تفكري / ما كان فيهم خاطري بكليل
أقسمت لو اني وقفت بغيرهم / لحكيت نادب دارسات طلول
وعلى علي ان عددت فضيلة / لسوى النبي عريت محصولي
قد فعل آل السامري بعجلهم / وأرى اناساً كفرهم بفصيل
ما موقع الاجماع فيه ومعشر / جروا لأخذ العهد بالتنكيل
والخزرجي وغيره أضحى له / في القيد تحت الضرب رجع الليل
أيضح اجماع وقوم جلهم / ما بين مسحوب وبين قتيل
قولا إذا ما لم يكن مني يدي / بلغت مناي فقد شفيت غليلي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025