المجموع : 35
لبس الحديد فزاد في إعجابهِ
لبس الحديد فزاد في إعجابهِ / بدر تظل الشمس من حجَّابهِ
لا مطمع في أن يرقَّ وقلبه / أقسى على العشاق من جلبابهِ
قد كان يغنيه سيوف لحاظه / عن حمل صارمه ليوم ضرابه
لو جاد لي فوق اللثام بقبلة / تشفي فؤاد الصَّب من أوصابه
رويت ظامئة الرماح من العدا / وضنيت من ظمأ لِبرد شرابه
مشيبك قد نضا صبغ الشباب
مشيبك قد نضا صبغ الشباب / وحلَّ الباز في وكر الغراب
تنام ومقلة الحدثان يقظى / وما ناب النوائب عنك نابي
وكيف بقاء عمرك وهو كنز / وقد أنفقت منه بلا حساب
قل للفقيه عمارةٍ يا خير من
قل للفقيه عمارةٍ يا خير من / أضحى يؤلِّف خطبة وخطابا
إقبل نصيحة من دعاك إلى الهدى / قل حطَّة وادخل الينا البابا
تلق الأئمة شافعين ولا تجد / إلا لدينا سنَّة وكتابا
وعليَّ أن يعلو محلك في الورى / وإذا شفعت إلي كنت مجابا
وتعجَّل الآلاف وهي ثلاثة / صلة وحقُّك لا تعدُّ ثوابا
يا مالنا فوق الثرى
يا مالنا فوق الثرى / رفقاً فسوف تصير تحته
إن قلت إني أعرف المو / لى القدير فما عرفته
إن كنت تعبد للمخافة / والرجاء فما عبدته
يا أمة سلكت ضلالاً بينا
يا أمة سلكت ضلالاً بينا / حتى استوى إِقرارها وجحودها
ملتم إلى أن المعاصي لم تكن / إلا بتقدير الإِله وجودها
لو صح ذا كان الإله بزعمكم / منع الشريعة أن تقام حدودها
حاشا وكلا أن يكون إِلهنا / ينهى عن الفحشاء ثم يريدها
فإذا تبدد شمل عقدكما
فإذا تبدد شمل عقدكما / لا تأمنا من شاور السعدى
يا للرجال لمدنف مجهودِ
يا للرجال لمدنف مجهودِ / لم يؤت من هجر وطول صدودِ
نظر الغزال فما يغر بسحر ذا / ك اللحظ منه ولا بحسن الجيدِ
هذا ولم يعلق بذات مؤالف / ومعاطف وروادف ونهود
لكنه غماً وحزناً مثل من / غلبت عليه سلافة العنقود
أسفاً لموت الدين بعد حياته / ودثور نهج مالك التوحيد
ولأجل ما قد بات آل محمد / من مبدء في ظلمهم ومعيد
من كل جبار عنيد لم يزل / يأوي لشيطان إليه مريد
في أمة قد أشبهت عاداً كما / قد شبهت في بغيها بثمود
فإذا تذكرت الشهيد فمقلتي / لا تنطوي إلا على التسهيد
منعوا الحسين من الفرات لقد أتو / في قتله بالمعضلات السود
حملوا حريم المصطفى سبياً كأمـ / ـثال الإماء على المطايا القود
أوصاهم الرحمن وداً فيهم / فنفوهم بالقتل والتصفيد
فلذاك في الليل الطويل عليهم / لتململي لم أكتحل بهجود
لهفي على ما فاتني من نصرهم / لهفاً تشب وقود نار حقودي
إذ لم أكن ممن يحامي عنهم / كعوائدي في مصدري وورودي
حتى يقول السامعون بموقفي / هذا التضوع عرف ذاك العود
يا قلب كم هذا الغرور
يا قلب كم هذا الغرور / خدع المنى كذب وزورُ
أو ما ترى الآمال يفض / ح طولها العمر القصير
وبمثل ما صرنا إليه الآن / يعتبر البصير
لو دام ملك لم يكن بعد / الملوك لنا بصير
انظر لهذي الدار كم / قد حل ساحتها وزير
ولكم تبختر آمناً / بين الصفوف بها أمير
ذهبوا فلا واللّه ما بق / ي الصغير ولا الكبير
حتى ولا أضحت ترى / بين القبور لهم قبور
ما استيقظوا من غفلة / إلا وأرؤسهم تطير
ولحومهم ممضوغة وم / ن الورى أيضاً نسور
فاصبر فلا حزن على / الدنيا يدوم ولا سرور
لا تنكرن ما قد جرى / في عصرنا فكذا العصور
كلا ولا تجزع لريب / زماننا فكذا الدهور
هذا الحسين بكربلاء / ثوى وليس له نصير
قبل الخداع وغره / من أهل دعوته الغرور
فغدا بفتيته الكرام / إلى مصارعهم يسير
حتى تلقاهم بجنب الطف / يوم قمطرير
وغدا مراق دمائهم / حوض المياه به يمور
فسقوا النجيع هناك / لما أعوز الماء النمير
وبنو أمية آمنون تد / ور بينهم الخمور
لهفي لصرعى في رجا / لهم وشيعتهم حضور
وطيت ظهورهم ورضت / بالخيول لهم صدور
بالسيف من أولاد فاطمة / ضحى فطم الصغير
وسوى الاماء ثوى لص / لب أبيه أربعة ذكور
وبنو عقيل كلهم / ما فيهم إلا عقير
ولجعفر الطيار صر / عى في دمائهم كثير
ما جدهم أبداً على / هذا لامته بشير
لكنه لهم عليه يطو / ل خزيهم نذير
إن كان فيهم مؤمنون / بزعمهم فمن الكفور
أو زخرفت عدن لهم فلم / ن ترى تذكى السعير
تباً لأفاكين عند / اللّه ذنبهم كبير
قتلوا الحسين وما است / تبت بعده لهم أمور
ما بين مصرعه وهلك / يزيديهم إِلا يسير
فكأنه ما كان قط ولم / تكن تلك الشهور
ولمثل ما صاروا إليه
ولمثل ما صاروا إليه / من الفناء غداً نصير
في هل آتى إن كنت تقرأ هل آتى
في هل آتى إن كنت تقرأ هل آتى / ستصيب سعيهم بها مشكورا
إذ أطعموا المسكين ثمة أطعموا / الطفل اليتيم وأطعموا المأسورا
قالوا لوجه اللّه نطعمكم فلا / نبغي جزاءاً منكم وشكورا
إِنا نخاف ونتقي من ربنا / يوماً عبوساً لم يزل مجذورا
فوقوا بذلك شر يوم باسل / ولقوا بذلك نضرةً وسرورا
وجزاهم رب العباد بصبرهم / يوم القيامة جنة وحريرا
وسقاهم من سلسبيل كأسها / بمزاجها قد فجرت تفجيرا
يسقون فيها من رحيق تختم / بالمسك كان مزاجها كافورا
فيها قوارير وأكواب لها / من فضة قد قدرت تقديرا
يسعى بها ولدانها فتخالهم / للحسن منهم لؤلؤاً منثورا
واللّه أثنى عليهم
واللّه أثنى عليهم / لما وفوا بالنذور
وخصهم وحباهم / بجنة وحرير
لا يعرفون بشمس / فيها ولا زمهرير
يسقون كأساً رحيقاً / مزيجه الكافور
يا راكباً ظهر المعاصي
يا راكباً ظهر المعاصي / أو ما تخاف من القصاصِ
أوما ترى أسباب عمرك / في انتقاض وانتقاصِ
أسفي على أيام دهر قد مضى
أسفي على أيام دهر قد مضى / منع الجفون بذي الفضا أن يغمضا
ويح اقتراحي ليه من دون ما / أرجوه كان بكونه سح القضا
لأحيد عن جيش الطغاة مجنباً / وأكون في حزب الإِمام المرتضى
إِني أصرح بالبرا فيه لمن عادى / فلست بما أقول معرضا
وإذا ذكرت من الحي مصابه / بالطف ضاقت بي له سعة الفضا
يزجي سحاب الدمع من عيني أسى / بين الضلوع ضرام برق أومضا
لهفي على تلك الدماء سوائلاً / في صحن وجنة كل وجه أبيضا
غيضت بظلم بني زياد أنمل / منهم وقد كانت بحوراً فيَّضا
إذ لم تكن خيلى انبرت في نصرهم / ركضاً فخيل الدمع أمست ركَّضا
أو لم يكن سيفي مضى في يومهم / فلسيف نطقي في عدَّوهم مضى
يا ليتني من قبلُ أسمع عنهمُ / ما قد سمعت قضيت فيمن قد قضى
بي آل أحمد لا أزال أحبَّ ف / ي الدنيا بحبهم وأبغض مبغضا
وضح الدليل على اغتصاب حقوقهم / والصبح ليس يرى بخاف إذ أضا
يا أمة غدرت بآل نبيها / ونبيها في موته ما غمضا
فأتوا كما يأتي غريم خصمه / حتى كأن لهم ديوناً تقتضى
نكروا وصية أحد واستبدلوا / ممن أحب بعلمهم من أبغضا
كم مدعى الأجماع في تقديمه / قد ظل في تيه الضلال مركِضا
والمؤمنون تخلفوا عنه فلم / يك في الجماعة من له عنه رضى
سلمان والمقداد وابن عبادة / وكذا أبو ذر مع الهادي الرضا
وتخلف العباس عنه وغيره / هو حجة برهانها لن يدحضا
هو يدعي حقاً خلافة أحمد / وإِليه ذلك أحمد ما فوَّضا
منع البتول المال من ميراثها / إذ أثبتته فصد عنه وأعرضا
وجنى بحق المسلمين تعسفاً / وقضى بظلم فيهم لما قضى
والظالمون تتابعوا في ظلمهم / والحق ليس يموت إِن هو مرضا
فإذا ذكرت عدَّيهم أو تيهم / للغيظ ملت على يدَّي معضعضا
عندي الغداة لآل حرب جهرة / حرب وقود هجيرها قد أرمضا
ولمن نفوك بقول آل محمد / جوراً إِذا ما جاد قفراً روَّضا
يا قلب خفض فالمهيمن عادل / وقد استراح من الأسى من خفضا
يا آل أحمد أنتم لي جنة / عوضت فيها خير ما قد عوضا
أنا سيف دينكم ابن رزيك الذي / يرضيكم في كل وقت ينتضى
أقرضت في حبي لكم ما قد غلا / في حبكم حسناً ومثلي أفرضا
كم ذا يرينا الدهر من أحداثهِ
كم ذا يرينا الدهر من أحداثهِ / عبراً وفينا الصد والإِعراض
ننسى الممات وليس يجري ذكره / فينا فتذكرنا به الأمراض
ما حاد عن حب البطين الأنزع
ما حاد عن حب البطين الأنزع / متجنبا لولائه إلا دعي
وأنا الذي في حبه وولائه / لا قابل مينا ولا بالمدعي
ولقد حللت بحب آل محمد / وولاي فيهم بالمحل الارفعِ
ولو انني عرضت عليَّ مسالك / الدنيا لأرجع عنهم لم أرجعِ
فهم عتادي في الوغى وذخيرتي / يوم المعاد وعدتي في مضجعي
وإليهم في كل خطبٍ موئلي / وإليهم في كل صعب مرجعي
وإذا اعتصمت بهم نجوت من الردى / وإذا انتصرت بهم وجنانهم معي
همُ نيرات الدين كل منهم / شمس بدت للناظرين بمطلع
فودادهم جبلت عليه فطرتي / وولاؤهم حنيت عليه أضلعي
همُ منتهى الاحسان كيف تصرفوا / وهم ذووا العل الغزير المنبع
رغبت قلوب عنهم واليهم / ينقاد قلبي في العنان الاطوع
واللّه يعلم أنني في مدحهم / لا كالذي يخشى ولا المتصنع
لو قيل بعد المصطفى من صفوة / الدنيا أشرت إلى البطين الانزع
من علمه صوب الحيا وعجيبه / من صيب لما همى لم يقلع
حكم حكت روض الربى في زهره / فعقول أهل الأرض فيها ترتعي
كم أنزل الابطال حد حسامه / في الحرب من فوق المكان الامنع
كم طار منه حتفه يوم الوغى / بطل فنادى ذو الفقار به قع
ولرب يوم شمسه للنقع قد / لاثت خمارا أو بدت في برقع
جلىّ غياهبه بغرة طلعة / كم روعت قلب الكمي الانزع
كل المنايا في مضارب سيفه / تبدوا لوجه الناظر المتطلع
فعداه والاضداد كل لا يرى / بي عاطسا إلا بأنف أجدع
وإذا بدى ذو غرة لي عاذلاً / نأيته عني ذليل الأخدع
وإذا يقاس به سواه فإنه / طمع لعمرك ماله من موضع
وعلام تركي للعمارة مبدلاً / من حسنها سكان قفر بلقع
الكون في الطرف المكدر ناهلاً / وأعود مطرحاً لعذب المشرع
من كان قيداً للنواظر وجهه / وكلامه قد كان قيد المسمع
رب الشجاعة والندى والعلم / والتقوى وزين للسجود الركع
ولى به غسق الضلال وقد رمى / من هديه فيه بريح زعزع
لا يرهب البيض الصفاح كغيره / حينا ولا دعس الرماح الشرع
بت المطامع من زخارف هذه / الدنيا ولم يخل امرء من مطمع
أنا بالأئمة لم أزل متشفعاً / وبغيرهم أنا لست بالمستشفع
ولرب ليل طال في ذكري لهم / فبقيت من طول الأسى لم أهجع
كابدت فيه عظيم همٍّ مؤلم / ورجعت فيه إلى فؤاد موجع
حتى وجدت الوجد مني كامل / والصبر في قلبي بحال موزع
من غلة لو أنني من حرها / في جمة الماء الروي لم أنقع
من غاصبين تصرفوا في حق آل / العزم والحزم الطوال الأذرع
يا حسرتي لو أنني في نصرهم / أهديت نفس الباذل المتبرع
ولو أنني أبكي دماً ما قلت إذ / طال البكا أكفف وازدجر يا مدمعي
إذ فيهم شهر الزمان صوارماً / ونحاهم في هبذر المتدرع
وكفاه إذ خص الحسين وآنه / بالشر والقتل الذريع الأشنع
منع الورود من الفرات وقد رأى / فيه الكلاب من العدى لم تمنع
يا ليتني قد كنت في أيامه / وفدى له من سود آل المصرع
عجباً لدهر نال منه فأبدل الماء / الزلال بوصف لمع اليلسع
ما الدهر إلا سلم هل الجهل في / الدنيا وما أن زال حرب الألمعي
ولقد علقت بحبل آل محمد / يا عاذلي إن شئت فاعذل أودع
أنا لا أصيغ للائم في حبهم / إذ لم يضر فإنه لم ينفع
فلأنصرنهم بعضب قاطع / من مقولي وبسحر نظم المبدع
ولأصرفن إلى الجهاد عدوهم / وجهي واظهر عزمه المتطوع
أضداد ديني لو أكلت وهم على / قيد الحياة لحومهم لم أشبع
فمن الكآبة لم أزل متوجعاً / عجبي لقلبي كيف لم يتصدع
يا تربة بالطف جادت
يا تربة بالطف جادت / فوقك الديم الهموعه
وغدا الربيع مقيداً في / ربعك العافي ربيعه
حتى يرى الدمن المروعة / منك مخصبة صريعه
ولئن أخيف حيا السحائب / فيك أن يذري دموعه
وحمتك بارقة العدى / عن كل بارقة لموعه
يحدوا الحيا بأجش من صو / ب الرواعد لن يروعه
فلقد سقيت من الربى / الطهر عن ضنأٍ تجيعه
إذ ضيع القوم الشريعه / فيه لحفظهم الشريعه
منعت لذيذ الماء منه / كتائب منهم منيعه
قد أشرعت صم القنا / فحمته من ورد شروعه
غدرت هناك وما وفت / مضر العراق ولا ربيعة
لما دعته أجابها / ورعا فما كانت سميعه
شاع النفاق بكربلا / فيهم وقالوا نحن شيعه
هيهات ساء صنيعهم / فيها وما عرفوا الصنيعه
يا فعلة جاؤا بها في / الغدر فاضحة شنيعه
خاب الذي أضحى الحسين / لطول شقوته صريعه
أفذاك يرجو أن يكون / محمد أبدا شفيعه
عجباً لمغرورين ضيع / قومهم بهم الوديعه
ولأمة كانت إلى / ما شاء خالقها سريعه
وغدت بحق نبيهاً / في حفظ عترته مضيعه
جار الضلال بها و / نور الحق أبدى سطوعه
عَصَت النبي وأصبحت / لسواه سامعة مطيعه
باعت هناك الدين / بالدنيا وخسران كبيعه
ما كان فيما قد مضى / اسلامها الا خديعه
تحت السقيفة أضمرت / ما بالطفوف غدت مذيعه
فلذاك طاوعت الدعي / وكثرت منه جموعه
بجيوش كفر قد غدا / ذاك النفاق لها ضليعه
أبني أمية إن فعلكم / بهم بئس الذريعه
شبعت ضباعكم وكم / أسد لهم لم يشك جوعه
أضحت فرائسه لكم / وبه فرائصكم مروعه
ورغبتم في الملك حين / رضعتم منهم ضروعه
حتى إذا ما الدهر أبدى / عن معونتكم رجوعه
وبدت به لعيونكم / أفعالكم تلك الفظيعه
فارقتم الدنيا وأنفسكم / لما اجترمت جزوعه
وخلعتم حلل الخلافة / وهي بالية خليعه
وأشد من هذا ولو / عددت كفرهم جميعه
تضييق قبر محمد / والأرض عارية وسيعه
بمضجع في جنبه / جعلوه في لحد ضجيعه
وأبو بنيه وصهره / وأخوه ذو الحكم البديعه
ووصيه وأمينه / بعد الوفاة على الشريعه
ما حل مسجده ولا / بيت البتول ولا بقيعه
صبراً أمير المؤمنين فأ / نت ذو الدرج الرفيعه
صلة النبي اليك كانت / منهم سبب القطيعه
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً / فيها بديع الوشي من تنسيقهِ
فأجلت طرفي في بديع رياضه / من ورده وبهاره وشقيقه
فكأنما اجتمع الأحبة فأنبرت / يد عاشق تهوى إلى معشوقه
نزهت في بستان نظمك خاطري / فحظيت من زهر الربا بأنيقه
وأنا أرى تقديم حاجة صاحبي / من دون حاجاتي أقل حقوقه
وكذا الكريم فمهمل لحقوقه / لا مهمل أبداً حقوق صديقه
لا فرق بين خياله ووصاله
لا فرق بين خياله ووصاله / في سرد ماطله وفي تحقيقه
نفق التأدب عندنا في سوقه
نفق التأدب عندنا في سوقه / وبدا اليقين لنا بلمع بروقهِ
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً / فيها بديع الوشي من تنميقه
فأجلت طرفي في بديع رياضه / من ورده وبهاره وشقيقه
فكأنما اجتمع الأحبة فانبرت / يد عاشق تهوى إلى معشوقه
أدب سعى منه إلى غاياته / وأتى فسَّد عليه مر طريقه
ولقد علمت بأن فضلك سابق / يعتد من جاراه من مسبوقه
فلذا اقتصرت ولم أر الامعان في / شأو أمرئ أصبحت غير مطيقه
وأرى الزمان جرى على عاداته / في جمعه طوراً وفي تفريقه
والشوق في قلبي تضرم وهجه / فمتى أراه يكف عن تحريقه
والدمع من عيني لمح فهل يرى / من بحره يوماً نجاة غريقه
نزهت في بستان نظمك ناظري / فحظيت من زهر الربا بانيقه
أنت امرؤ من قال فيك مقالة / الغالي فكل الخلق في تصديقه
وأنا أرى تقديم حاجة صاحبي / من دون حاجاتي أقل حقوقه
وكذا الكريم فمهمل لاموره / لا مهمل أبداً أمور صديقه
هذا النجاح فكل ما قد رمته / قد عم فانظر منه في تحقيقه
دعني قبيل اللهو غير قبيلي
دعني قبيل اللهو غير قبيلي / وسبيل أهل اللوم غير سبيلي
لم أشتغل عن جمع اشتات العلى / بمليح وجه أو بكأس شمولِ
لا تعذلني انني لا أقتفي / سُبل الضلال لقول كل عذول
قولي لمن قد سامني الرجعى إلى / ما لا يجوز أتيت غير جميل
إن الخليل إذا تجنب مذهبي / قلت ابتعد ما أنت لي بخليل
أتحمل الأثقال الا أنني / لمبايني في الدين غير حمول
أليت لا ألقي عداة آلمتي / الا بعضب الشفرتين صقيل
وأئمتي قوم إذا ظُلموا فهم / لا يظلمون الناس وزن فتيل
كان الزمان لحسنه بوجوههم / يختال بالاوضاح والتحجيل
ومسجل لهم الفخار على الذي / ناواهم إذ صح لي تسجيلي
وهمُ الأئمة ما عدمت فضيلة / فيهم فما ميلي إلى المفضول
فأنا إذا مثلت غيرهم بهم / في فضلهم أخطأت في تمثيلي
آل النبي بهم عرفنا مشكل / القرآن والتوراة والانجيل
هم أوضحوا الآيات حتى بينوا / الغايات في التحريم والتحليل
عند التباهل ما علمنا سادساً / تحت الكسا معهم سوى جبريل
إن الكثير من المدائح فيهم / قل ومدح اللّه غير قليل
قال النبي صِلوا بهم حبلي فلم / يك منهم أحد لهم بوصول
ماذا يكون جواب قوم أخلدوا / إذ مات للتغيير والتبديل
إن قال في الحشر ابنتي لِم فيكم / لم تخل من حزن وطول عويل
هي بضعة مني ففي أضرارها / ضري كما تبجيلها تبجيلي
يلقونها بتبسم في عزكم / وترونها جاءت بدمع ذليل
كذبتموني إذ لها كذبتموا / وعدلتم عن محكم التنزيل
ما بالكم عنها تغاضيتم وقد / نطق الكتاب لها بكل دليل
ما ذاك الا انكم أمسكتم / الدنيا فقد حصلت بكف بخيل
في حقها أنتم تواكلتم إلى / أن ضاع والرحمان خير وكيل
خالفتموا آي الكتاب كأنما / خلقت رؤوسكم بغير عقول
والله يحكم لا مرد لحكمه / ومقيل أهل الظلم شر مقيل
اخترت لو كنت الفداء لسادتي / في النائبات وأسرتي وقبيلي
اني ابن رزيك الذي بولائهم / اسخنت عين معاند وجهول
إن طال وجدي فيهم فأنا الذي / نومي بطول الليل غير طويل
كم من عروس في فمي أبرزتها / فيهم حكت غيداء ذات حجول
لما شحذت لهم عذار تفكري / ما كان فيهم خاطري بكليل
أقسمت لو اني وقفت بغيرهم / لحكيت نادب دارسات طلول
وعلى علي ان عددت فضيلة / لسوى النبي عريت محصولي
قد فعل آل السامري بعجلهم / وأرى اناساً كفرهم بفصيل
ما موقع الاجماع فيه ومعشر / جروا لأخذ العهد بالتنكيل
والخزرجي وغيره أضحى له / في القيد تحت الضرب رجع الليل
أيضح اجماع وقوم جلهم / ما بين مسحوب وبين قتيل
قولا إذا ما لم يكن مني يدي / بلغت مناي فقد شفيت غليلي