المجموع : 6
كَثُرَتْ لِكَثْرَةِ قَطْرهِ أطْبَاؤُهُ
كَثُرَتْ لِكَثْرَةِ قَطْرهِ أطْبَاؤُهُ / فإذا تَحَلَّبَ فَاضَتِ الأطْبَاءُ
وَضُروعَهُ عَدَدَ النُجومِ وَطَلُّهُ / أَخلافُهُ عَدَدَ النُجومِ رِواءُ
وَكَجَوْفِ َضَرَّتِهِ التي في جَوْفِهِ / جَوْفُ السَّماءِ سِبَحْلَةٌ جَوْفَاءُ
وَلَهُ رَبَابٌ هَيْدَبٌ لِرَفِيقِهِ / قَبْلَ التَّبَعُّقِ دِيمَةٌ وَطْفَاءُ
وكأنَّ بَارِقَهُ حَرِيقٌ يَلْتَقي / رِيحٌ عليه وعَرْفَجٌ وألاَءُ
وكأَنَّ رَيِّقَهُ ولمَّا يَحْتَفِلْ / دُونَ السَّماءِ عُجَاجَةٌ كَدْرَاءُ
مُسْتَضْحِكٌ بِلَوَامِعٍ مُسْتَعْبِرٌ / بِمَدامِعٍ لَمْ تَمْرِهَا الأَقْذَاءُ
فَلَهُ بِلاَ حُزْنٍ وَلاَ بِمَسَرَّةٍ / ضَحِكٌ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ وبُكَاءُ
حَيْرانُ متَّبِعٌ صَباهُ تَقُودُهُ / وَجَنُوبُه كِنْفٌ لَهُ وَوِعَاءُ
وَدَنَتْ لَهُ نَكْبَاؤُهُ حَتَّى إذَا / مِنْ طُولِ مَا لَعِبَتْ بِهِ النَّكْبَاءُ
ذَابَ السَّحَابُ فَهْوَ بَحْرٌ كُلُّهُ / وَعَلى البُحورِ مِنَ السَّحابِ سِجَاءُ
ثَقُلَتْ كُلاهُ فَأنْهِرَتْ أصْلابُهُ / وَتَبعَّجَتْ مِنْ مَائِهِ الأحْشَاءُ
غَدِقٌ يُنَتِّجُ بالأَبَاطِحِ فُرَّقاً / تَلِدُ السُّيُولَ وَما لَها أَسْلاءُ
غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ دَوَالِحُ ضًمِّنَتْ / حَمْلَ اللِّقَاحِ وكُلُّها عَذْراءُ
سُحْمٌ فَهُنَّ إذَا كَظَمْنَ فَوَاحِمٌ / سُودٌ وَهُنَّ إذا ضَحِكْنَ وِضَاءُ
لَوْ كَانَ مِنْ لُجَجِ السَّوَاحِلِ مَاؤُهُ / لَمْ يَبْقَ في لُجَجِ السَّوَاحِلِ مَاءُ
ذكرت شكاتُك لي وكاسي في يدي
ذكرت شكاتُك لي وكاسي في يدي / فمزجتها دمعاً مكان الماء
آتاك ربك صحة وسلامة / وفديت لي من سائر الأسواء
نَزَلَ المَشِيبُ فَما يُرِيدُ بَرَاحَا
نَزَلَ المَشِيبُ فَما يُرِيدُ بَرَاحَا / وقَضَى لُبَانَتَهُ الشَّبَابُ فَراحَا
لا تَبعدَنْ مِنْ أَلْيَلٍ ذي لَذَّةٍ / وغَضَارَةٍ تَدَعُ المِراضَ صِحَاحَا
مَا كُنْتَ بَائِعَهُ بِشَيءٍ يُشْتَرَى / أَبداً وَلَوء أَنِّي أصَبْتُ رَبَاحَا
فَعَلى الشَّبابِ تَحِيَّةٌ مِنْ زَائِرٍ / يَغْدُو وَيَطْرُقُ لَيْلَةً وَصَبَاحَا
وَبِنَازِلٍ لَمَّا أَرَادَ إِقَامَةً / أَهْلاً أَرَادَ مُرُوءَةً وَصَلاحَا
فَدَعِ الشَّبَابَ فَقَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ / وانْظُرْ بِعَيْنَكَ بَارِقاً لَمَّاحَا
مَا زَالَ يَدْفَعُهُ الصَّبَا دَفْعَ الطَّلَى / مِنْ لَعْلَعٍ حَتَّى أَضاءَ وَلاَحَا
جَوْن الرَّبابِ عَصَى الرِّياحَ عَلَى الرُّبَا / مُتَبرِّكاً مِنْ فَوْقِها إلحاحَا
فَعَلاَ كُحَيْلَ بَني قَنانَ عَلَى الذُّرَا / حُوَّا ودُهْماً يَسْتَرِدْنَ بِطَاحَا
وكأَنَّ أَصْواتَ الحَجِيجِ عَشِيَّةً / يَبْغُونَ بالصّوْتِ الرَّفِيعِ فَلاَحَا
فِيهِ وأَصْوَاتَ الرَّوَائِمِ فَارَقَتْ / أَوْلاَدَها فَلَججنَ بَعٍدُ رَوَاحَا
يَغْشَى الوُحوشَ بِمُرْسَلٍ مِنْ مَائِهِ / مِثْلِ الزِّقَّاقِ مَلأْتَهُنَّ رِياحَا
وَتَرى صُفُوفَ الوَحْشِ في حَافَاتِهَا / كَشَمودَ يَوْمَ رَغَا الفَضِيلُ فَصَاحَا
وكأنَّ يَثْرِبَ إِذْ عَلاها وَبْلُهُ / بَلَدٌ تَغَوَّثَ أَهْلُها لِبَياحَا
بَكَرَتْ عَلَيْكَ فَهَيَّجَتْ وَجْدَا
بَكَرَتْ عَلَيْكَ فَهَيَّجَتْ وَجْدَا / هُوجُ الرِّياحِ وأذْكَرَتْ نَجْدَا
أَتَحِنُّ مِنْ شَوْقٍ إذا ذُكِرَتْ / نَجْدٌ وأَنْتَ تَرَكْتَها عَمْدَا
ان الغواني جنة ريحانها
ان الغواني جنة ريحانها / نضرُ الحياة فأين عنها نعزف
لولا ملاحتهن ما كانت لنا / دنيا نلذُّ بها ولا نتصرفُ
بَيْضَاءُ تَسْحبُ مِنْ قيامٍ فَرْعَها
بَيْضَاءُ تَسْحبُ مِنْ قيامٍ فَرْعَها / وتَغيبُ فِيهِ وَهْوَ وَحْفٌ أَسْحَمُ
فكأنَّها فِيهِ نَهارٌ مُشْرِقٌ / وكأنَّهُ لَيْلٌ عَلَيْهَا مُظْلِمُ