القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لِسان الدِّين بنُ الخَطِيب الكل
المجموع : 171
وَسْوَاسُ حَلْيِكِ أمْ هُمُ الرُّقَبَاءُ
وَسْوَاسُ حَلْيِكِ أمْ هُمُ الرُّقَبَاءُ / لِلْقَلْبِ نَحْوَ حَدِيثِهمْ إِصْغَاءُ
وَوَمِيضُ ثَغْرِكِ أم تَأَلُّقُ بَارِقٍ / وَشِهَابُ شَنْفِكِ ذَا أَمِ الْجَوْزَاءُ
يَا بَانَةً وَرَقُ الشَّبَابِ ظِلاَلُهَا / وَكَأَنَّ قَلْبِي بَيْنَهَا وَرْقَاءُ
يَا بَدْرَ تِمَّ يَهْتَدِي بِضِيَائِهِ / سَاري الفَلاَةِ وَلَيْلَتِي لَيْلاَءُ
أَشْكُوكِ أَمْ أَشْكُو إِلَيْكِ صَبَابَتِي / أَنْتِ الدَّوَاءُ وَمِنْكِ كَانَ الدَّاءُ
مَا لَجَّ دَاءٌ أَوْ تَفَاقَمَ مُعْضِلٌ / إلاَّ وَفِي يُمْنَى يَدَيْهِ شِفَاءُ
إِنْ رَامَ بِالْتَدْبِيرِ حِيلَةَ بُرْئِهَا / أُبْدَتْ مَنَافِعَهَا لَهُ الأَعْضَاءُ
حَتَّى إَذَا سَئِمْتْ نُفُوسُهُمُ الرَّدَى / وَاعْتَاضَ مُصْطَبَرٌ وَعَزَّ عَزَاءُ
وَافَوْا وَقَدْ جَعَلُوا الدُّرُوعَ ضَرَاعَةً / إذا لم يكن غير الخضوع وفاء
وتبوأوا دار الخلافة ملجأً / فَلَهُمْ بِعَقْوَةِ بَابِها اسْتِجْدَاءُ
فَعُيُونُهُمْ صُورٌ وَوَقْعُ حَدِيْثِهِمْ / هَمْسٌ وَرَجْعُ كَلاَمِهِمْ إِيمَاءُ
رَهَباً فَعَافٍ شَاقَهُ بَذْلُ النَّدَى / رَاجٍ وَطَاغٍ سَاقَهُ اسْتِعْفَاءُ
عَلِمُوا مَوَاقِع ذَنْبِهِمْ مِنْ عَفْوِهِ / فَاسْتَشْعَرُوا الإِحْسَانَ حِينَ أَسَاءُوا
لا يَحْسَبَنَّ الرُّومُ سِلْمَكَ رَهْبَةً / فَالزِّنْدُ لِلنِّيرَانِ فِيهِ ثَوَاءُ
لَمْ تُغْمَدِ الأَسْيَافُ مِنْ وَهَنٍ بِهَا / لِكِنْ نُفُوسٌ أُجِّلَتْ وَدِمَاءُ
نَامَتْ عَلَى شِبَعٍ وَقَدْ سَالَمْتَهُمْ / وَعِلاَجُ فَرْطِ البِطْنَةِ الإِغْفَاءُ
يَا نَيِّراً لَوْلاَ تَوُقُّدُ نُورِهِ / هَفَتِ الحُلُومُ وَفَالَتِ الآرَاءُ
لَوْ أَنَّ بَأْسَكَ وَالْجُمُوعُ زَوَاحِفٌ / فِي مَجْمَعِ البَحْرَيْنِ غِيضَ الْمَاءُ
لَوْ أَنَّ مِنْ مُسْتَنِّ عَزْمِكَ هَبَّةً / فِي الرِّيْحِ مَا نُسِبَتْ لَهُنَّ رُخَاءُ
لِلَّهِ سَيْفُكَ وَالْقُلُوبُ بَوَالِغٌ / ثُغَرَ الحَنَاجِرِ والنُّفُوسُ ظِمَاءُ
تَتَزَاحَمُ الأَرْوَاحُ دُونَ وُرُودِهِ / فَكَأَنَّمَا هُوَ نُطْفَةٌ زَرْقَاءُ
لِلَّهِ قَوْمُكَ آلُ نَصْرٍ وَالْقَنَا / قِصَدٌ وَأَجْسَامُ العِدَى أَشْلاَءُ
الطَّاعِنُونَ الْخَيْلَ يَوْمَ المُلْتَقَى / وَالْمُطْعِمُونَ إِذَا عَدَتْ شَهْبَاءُ
سِيمَاهُمُ التَّقْوَى أَشِدَّاءٌ عَلى الْ / كُفَّرِ فِيمَا بَيْنَهم رُحَمَاءُ
نَصَرُوا الْجَزِيرَةَ أَوَّلاً وَنَصِيرُهَا / ضَاقَتْ عَلَيْهِ بِرَحْبِهَا الأَنْحَاءُ
وَأَتَوْا وَدِينُ اللهِ لَيْسَ بِأَهْلِهِ / إِلاَّ أَلِيلٌ خَافِتٌ وَذَمَاءُ
قَمَعُوا بِهَا الأَعْدَاءَ حَتَّى أَذْعَنُوا / وَالْبِيضُ مِنْ عَلَقِ النَّجيعِ رِوَاءُ
فَكَأَنَّمَا حُمْرُ البُنُوْدِ خَوَافِقاً / مِنْهَا قُلُوبٌ شَفَّهُنَّ عَنَاءُ
لَمْ يَأْمَنُوا مَكْرَ الإِلاَهِ وَإِنَّمَا / إِمْهَالُهُمْ عَنْ وِرْدِهِ إِمْلاَءُ
إِنْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَرَبُّكَ مُبْرَمٌ / أمْراً وَإِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ
وَاللهُ جَلَّ اسْماً لِمُلْكِكَ حزبه / وَاللهُ فِيهِ كِفَايَةٌ وَكِفَاءُ
فَمَنِ المُدَافِعُ والمَلاَئِكُ حِزْبُهُ / وَاللهُ رِدْءٌ وَالْجُنُودُ قَضَاءُ
وَإِذا هُمُ عَادُوا لِمَا عَنْهُ نُهُوا / فَغِرَارُ سَيْفِكَ لِلْعُصَاةِ جَزَاءُ
مَزِّقْ جُفُونَ الْبِيضِ عَنْ أَلْحَاظِهَا / لِتَسِيْلَ فَوقَ شِفَارِهَا الحَوْبَاءُ
وَاهْزُرْ غُصُونَ السُّمْرِ وَهْيَ ذَوَابِلٌ / تَسْقُطْ عَلَيْكَ الْعِزَّةُ القَعْسَاءُ
يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الَّذِي مِنْ رَأْيِهِ / جُنْدٌ لَهُ النَّصْرُ العَزِيزُ لِوَاءُ
يَهْنِيْكَ أَسْعَدُ وَافِدٍ مَا تَنْقَضِي / أَيَّامُهُ وَسَعَادَةٌ وَبَقَاءُ
عِيدٌ أَعَدْتَ الدّهْرَ فِيهِ يَافِعَاً / طَلْقَاً تَلُوحُ بِوَجْهِهِ السَّرَّاءُ
لَمَّا بَرَزْتَ إلَى المُصَلَّى مَاشِياً / وَدَّتْ خَدُودٌ أَنَّهَا حَصْبَاءُ
وَسَمَتْ إلَى لُقْيَاكَ أَبْصَارُ الوَرى / حَتَّى كَأَنَّ جَمِيعَهُمْ حِرْبَاءُ
حَتَّى إذَا اصْطَفُّوا وَأَنْتَ وَسِيلَةٌ / وَسَمَا إلَى مَرْقَى الْقَبُولِ دُعَاءُ
مُلِئَتْ صُدُورُ المُسْلِمِينَ سَكِينَةً / إذْ ذَاكَ وانْتَاشَ القُلُوبَ رَجَاءُ
وَتَيَقَّنُوا الغُفْرَانَ فِي زَلاَّتِهِمْ / مِمَّنْ لَدَيْهِ الْخَلْقُ وَالإنْشَاءُ
قَسَماً بِرَبِّ البُزْلِ وَهْيَ طَلاَئِحٌ / نَحَتَتْ مَنَاسِمَ سُوقِهَا الْبَيْدَاءُ
مِنْ كُلِّ نِضْوِ الآلِ يَسْتَفُّ الفَلاَ / سَيْراً تَقَلَّصُ دُونَهُ الأَرْجَاءُ
عُوجاً كَأَمْثَالِ القِسِيِّ ضَوَامِراً / أَغْرَاضُهُنَّ الرُّكْنُ وَالْبَطْحَاءُ
يَحْمِلْنَ كُلَّ مَسَهَّدٍ أَضْلاَعُهُ / صًيْفٌ وَفِي الآمَاقِ مِنْهُ شِتَاءُ
لَرَفَعْتَ ظِلَّ الأَمْنِِ خَفَّاقاً فَقَدْ / كَادَتْ تَسِيرُ مَعَ الذِّئَابِ الشَّاءُ
وَكَفَفَتْ كَفَّ الجَوْرِ فِي أَرْجَائِهَا / وَعَمرْتَ رَبْعَ العَدْلِ وَهْوَ خَلاَءُ
وَعَفَفْتَ حَتَّى عَنْ خَيَالٍ طَارِقٍ / وَوَهَبْتَ حَتَّى أَعْذَرَ اسْتِجْدَاءُ
قَسَماً لأَنْتَ مَلاَذ كُلِّ رَعِيبَةٍ / وَمَأَمَّ مَنْ ضَاقَتْ بِهِ الغَبْراءُ
وَلأَنْتَ ظِلُّ اللهِ بَيْنَ عِبَادِهِ / وَبِلاَدِهِ إِنْ عُدِّدَ الأَفْيَاءُ
أَمُؤَمَّلَ الإسْلاَمِ إِنَّ وَسَائِلي / هُنَّ الشُّمُوسُ فَمَا بِهِنَّ خَفَاءُ
مَا لِي سِوَى حُبِّي لِمُلْكِكَ مَذْهَبٌ / وَلَرُبَّمَا تَتَحَالَفُ الأَهْوَاءُ
صَدَعَ الظَّلاَمَ بِهَا وَحَثَّ كُؤُوسَهَا
صَدَعَ الظَّلاَمَ بِهَا وَحَثَّ كُؤُوسَهَا / صِرْفاً بغَيْرِ بُلاَلَةٍ مِنْ مَاءِ
فَلَوَ انَّهُمْ نَظَرُوا إلَى أَحْشَائِهِ / لَرَأَوْهُ مِثْلَ حُبَاحِبِ الظَّلْمَاءِ
بُشْرَى يَقُومُ لَهَا الزَّمَانُ خَطِيباً
بُشْرَى يَقُومُ لَهَا الزَّمَانُ خَطِيباً / وَتَأَرَّجُ الآفَاقُ مِنْهَا طِيبَا
هَذَا طُلُوعُ فُتُوحِكَ الغُرِّ الَّتِي / مَا كَانَ طَالِعُ سَعْدِهَا لِيَغِيْبَا
أَظْهَرْتَ دِينَ اللهِ فِي ثَغْرِ العِدَى / وَقَهَرْتَ تِمْثالاً بِهِ وَصَلِيْبَا
وَذَعَرْتَ بِالْجَيْشِ اللُّهَامِ بِلاَدَهَا / مك الفضا ملأ القلوب وجيبا
جيش يرى تعب المغاوز راحة / وَالسَّهْلَ صَعْباً والْبَعيدَ قَرِيبا
شَرِفَتْ ثُغُور الدِّينِ مِنْهُ بِغُصَّةٍ / وَلَقِينَ مِنْهُ حَوَادِثاً وخُطُوبَا
وَمَتَى سَرَتْ لِلْمُسْلِمِينَ سَرِيَّةٌ / أَبْدَى لَهَا التَّحْذِيرَ وَالتَّأْلِيبَا
حَتَّى إِذا اسْتَشْرَى وَاَعْضَلَ دَاؤُهُ / شَكَتِ الثُّغُورُ بِهِ فكُنْتَ طَبِيبَا
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بُرْءَ زَمَانَةٍ / لَمْ تَعْدُ مِيقَاتاً لَهَا مَكْتُوبَا
لِلَّهِ يَوْمُ الفَتْحِ مِنْهُ فَإِنَّهُ / يَوْمٌ عَلَى الكُفَّارِ كَانَ عَصِيبَا
فَتْحٌ تَفَتَّحَتِ المُنَى عَنْ زَهْرِهِ / وَافْتَرَّ الدَّهْرُ عَنْهُ شَنِيبَا
حَفَّتْ بِهِ رَايَاتُكَ الحُمْرُ الَّتِي / قَادَتْ إِلَيْهِ قَبَائِلاً وَشُعُوبَا
وَتَعَلَّقَتْ بُهْمُ الرِّجَالِ بِسُوْرِهِ / فَتُخَالُ فِي شُرُفَاتِهِ يَعْسُوبَا
وَحَنَتْ بِهِ عُوجُ الْقِسِيِّ ضُلُوعَهَا / تَغْتَالُ فِيهِ جَوَانحاً وَقُلُوبَا
فَكَأّنَّمَا قُزَحٌ حَنَتْ أَقْوَاسَهُ / أَيْدِي الغَمَامِ وَأَمْطَرَتْ شُؤْبُوبَا
وَرَأَى المَنِيَّةَ رَبُّهُ وَهَفَا إِلَى / طَلَبِ الأَمَانِ فَقِيلَ لاَ تَثْرِيبَا
وَإِذَا امْرُؤٌ أَلْقَى إِلَيْكَ قِيَادَهُ / وَرَجَاكَ أَدْرَكَ حِلْمَكَ المَوْهُوبَا
مِنْ بَعْدِ مَا قَعَدَتْ بِهِ أَنْصَارُهُ / رَهَباً وَأَبْصَرَ وَعْدَهُمْ مَكْذُوبَا
وَتَبَلْبَلَتْ بِاللَّيْلِ أَلْسُنُ نَارِهِ / تَصِلُ الصُّرَاخَ فَمَا لَقِينَ مُجيبَا
لَوْ أَنَّهُمْ جَاشوا إِلَيْكَ وَجَمَّعُوا / أَقْصَى تُخُومِهِمُ صَباً وَجَنُوبَا
غَادَرْتَهُمْ صَرْعَى عَلَى عَفْرِ الثَّرَى / وَمَلأْتَ أَرْضَهُمُ بُكاً وَنَحِيبَا
وَتَرَكْتَ كُلَّ مُثَقَّفٍ مُتَقَصِّداً / فِيهِمْ وَكُلَّ مُهَنَّدٍ مَخْضُوبَا
بِعِصَابَةٍ يَمَنِيَّةٍ مَهْمَا انْتَمَتْ / فِي العُرْبِ كَانَ لَهَا الحُسَامُ نَسِيبَا
ألْبَسْتَ مَلْكَ الرُّوْمِ عَاراً بَاقِياً / وَكَسَوْتَ غَمّاً وَجْهَهُ وَقُطُوبَا
فَاسْتَقْبِلِ المُلْكَ المُؤَيَّدَ خَالِداً / والدَّهْرَ غَضَّاً والزَّمَانَ قَشِيْبَا
وَاهْنَأْ أَبَا الحَجَّاجِ بِالْفَتْحِ الَّذِي / يُهْدِي إِلَيْكَ مِنَ الفُتُوحِ ضُرُوبَا
وَانْعَمْ بِمَوْقِعِهِ الجَمِيلِ فَإِنَّهُ / يُشْجِي عَدُوّاً أَوْ يَسُرُّ حَبِيْبَا
وَالدَّهْرُ مُحْتَفِلٌ لِمُلْكِكَ مُحْتَفٍ / يُبْدِي عَلَى أَثَرِ العَجِيبِ عَجِيبَا
هِيَ أَسْعَدُ مَا دُونَهُنَّ حِجَابُ
هِيَ أَسْعَدُ مَا دُونَهُنَّ حِجَابُ / لا يَنْقَضِي عَدٌّ لَهَا وَحِسَابُ
وَبَشائِر ٌتَصِلُ النُّفُوسَ كَأَنَّمَا / بَيْنَ النُّفُوسِ وَبَيْنَهَا أَنْسَابُ
تَأْتِي عَلَى قَدَرٍ فَيَخْلُفُ بَعْضُهَا / بَعْضَاً كَمَا خَلَفَ السَّحَابَ سَحَابُ
أَمَّا الفُتُوحُ فَقَدْ تَجَلَّى وَاضِحٌ / مِنْ صُبْحِهَا الأجلى وفتح باب
وسوق بشائرها بكل تحية / شدق لها الأَقْتَادُ وَالأَقْتَابُ
حَتَّى إِذَا شَمَلَ البِلاَدَ وَأَهْلَهَا / فَعَلاَ لَهُمْ قِدْحٌ وَعَزَّ جَنَابُ
طَلَعَتْ عَلَى الأَعْقَابِ أَعْذَبَ مَوْقِعَاً / مِنْها وَلأْلاَءُ السُّيُوفِ عَذَابُ
فَارْتَاحَ دَوْحُ المُلْكِ عَنْ فَزْعِ الْعُلَى / وَازْدَادَ فِي أُفُقِ الجَلاَلِ شِهَابُ
وَاسْتَلَّ مِنْ أَجْفَانِ خَزْرَجَ صَارم / خضعت إليه مفارق ورقاب
وهدت إليه أسنّة وأسرّة / وَمَوَاكِبٌ وَكَتَائِبٌ وَكِتَابُ
فَاسْعَدْ أَمِيرَ المُسْلِمِيْنَ بِطَالِعِ / يُنْمَى إِلَيْهِ الحَرْبُ وَالْمِحْرَابُ
وَاشْدُدْ بهِ لأَخِيهِ أَزْرَاً وَارْتَقِبْ / مِنْهُمْ أُسُوداً وَالأَسِنَّةُ غَابُ
فَإِذَا تَسَعَّرَتِ الوَغَى وَتَنَكَّرَتْ / بُهْمُ الرِّجَالِ دَعَوْتَهُمْ فَأَجَابُوا
وَرَمَيْتَهَا مِنْهُمْ بِكلِّ مُجَرِّبٍ / ذَلَّتْ لَهُ الأَقْرَانُ وَهْيَ صِعَابُ
هُنِّيْتَهَا نُعْمَى لَدَيْكَ جَليلَةً / لا يَسْتَقِلُّ بِشُكْرِهَا إِطْنَابُ
لِلَّهِ مِنْكَ مُؤيَّدٌ ذُو عَزْمَةٍ / رَاضٍ وَأَيَّامُ الزَّمَانِ غِضَابُ
مِنْ آلِ نَصْرٍ مِنْ ذُؤَابَةِ خَزْرَجٍ / قَوْمٌ هُمُ الأَنْصَارُ والأَصْحَابُ
آثَارُكَ الغُرُّ كَرام كوَاكب / تَأْبَى الكَواكِبُ أَنْ يَضِّلَّ رِكَابُ
فَإِذَا هَمَمْتَ بَلَغْتَ كُلَّ مُمَنَّعٍ / وَإِذَا رَأَيْتَ الرَّأْيَ فَهْوَ صَوَابُ
أَبْدَيْتَ مِنْ تَقْوى الإِلاَهِ سَرِيرَةً / يُحْبَى مَقَامُكَ فَضْلَهَا وَيُثَابُ
وَجَرَيْتَ فِي العَلْيَاءِ مُقْتَدِيَاً بِمَا / ذَخَرَتْ إِلَيْكَ أَرُومَةٌ وَنِصَابُ
فَاْسْلَمْ وَمُلْكُكَ آمِنٌ مَا يَتَّقِي / تُضْفَى عَلَيْهِ لِلْمُنَى أَثْوَابُ
خَطْبٌ أَلَمَّ فَأَذْهَبَ الأَخَ وَالأَبَا
خَطْبٌ أَلَمَّ فَأَذْهَبَ الأَخَ وَالأَبَا / رَغْمَاً لأَنْفٍ شَاءَ ذَلِكَ أَوْ أَبَا
قَدَرٌ جَرَى فِي الخَلْقِ لاَ يَجِدُ امْرُؤٌ / عَمَّا بِهِ جَرَتِ المَقَادِرُ مَهْرَبا
أَهْلاً بِمَقْدَمِكَ السَّنِيِّ وَمَرْحَبَا / فَلَقَدْ حَبَانِي اللهُ مِنْكَ بِمَا حَبَا
وَافَيْتَ والدُّنْيَا عَلَيَّ كَأنَّهَا / سم الخباط وطرف صبؤي قد كبا
والدهر قد كشف القناع فلم يدع / لِي عُدَّةً لِلْرَوْعِ ألاَّ أَذْهَبَا
صَرَفَ العِنَانَ إِلَيَّ غَيْرَ مُنَكِّبٍ / عَنِّي وَأَثْبَتَ دُونَ ثُغْرَتِيَ الشَّبَا
خَطْبٌ تأَوَّبَنِي يَضِيقُ لِهَوْلِهِ / رَحْبُ الفَضَا وَتَهِي لِمَوْقِعِهِ الرُّبَا
لَوْ كَانَ بِالْوَرْقِ الصَّوَادِحِ فِي الدُّجَى / مَا بِي لَعَاقَ الوَرْقَ عَنْ أَنْ تَنْدُبَا
فَأَنَرْتَ مِنْ ظَلْمَاءِ نَفْسِي مَا دَجَا / وَقَدَحْتَ مِنْ زَنْدِ اصْطِبَارِي مَا خَبَا
فَكَأَنَّني لَعِبَ الهَجِيرُ بِمُهْجَتِي / فِي مَهْمَهٍ وَبَعَثْتَ لِي نَفَسَ الصَّبَا
لاَ كَانَ يَوْمُكَ يَا طَرِيْفُ فَطَالَمَا / أَطْلَعْتَ لِلآمَالِ بَرْقاً خُلَّبَا
وَرَمَيْتَ دِينَ اللهِ مِنكَ بِفَادِحٍ / عَمَّ البَسِيطَةَ مِشْرِقَاً أَوْ مَغْرِبَا
وَخَصَصْتَنِي بالرُّزْءِ وَالثُّكْلِ الذي / أَوْهَى القُوَى مِنِّي وَهَدَّ المَنْكِبَا
لاَ حُسْنَ لِلدُّنْيَا لَدَيَّ وَلا أَرَى / فِي العَيْشِ بَعْدَ أَبِي وَصِنْوي مَأْرَبَا
لَوْلاَ التَعَلُّلَ بِالرَحِيلِ وَأَنَّنَا / نُنْضِي مِنَ الأَعْمَارِ فِيهَا مَرْكَبَا
فَإِذَا رَكَضْنَا لِلشَّبِيْبَةِ أَدْهَماً / جَالَ المَشِيبُ بِهِ فَأَصْبَحَ أَشْهَبَا
وَالْمُلْتَقَى كَثِبٌ وَفِي وِرْدِ الرَّدَى / نَهَلَ الوَرَى مَنْ شاءَ ذَلِكَ أَوْ أَبَى
لَجَرَيْتُ طَوْعَ الحُزْنِ دُونَ نِهَايَةٍ / وَذَهَبْتُ مِنْ خَلْعِ التَّصَبُّرِ مَذْهَبَا
وَالصَّبْرُ أَوْلَى مَا اسْتَكَانَ لَهُ الفَتَى / رَغْماً وَحَقُّ العَبْدِ أَنْ يَتَأَدَّبَا
وَإِذَا اعْتَمَدْتَ اللهَ يَوْمَاً مَفْزَعَاً / لَمْ تُلْفِ مِنْهُ سِوَى إِلَيْهِ المَهْرَبَا
زَارَتْ وَقَدْ صَرَفَ العِنَانَ الغَيْهَبُ
زَارَتْ وَقَدْ صَرَفَ العِنَانَ الغَيْهَبُ / وَالصُّبْحُ يُنْشَرُ مِنْهُ بَنْدٌ مُذْهَبُ
وَالزَّهْرُ فِي نَهْرِ المَجَرَّةِ بَعْضُهَا / يَطْفُو بِصَفْحَتِهَا وَ بَعْضٌ يَرْسُبُ
وَكَأَنَّمَا الفَلَكُ المُكَوْكَبُ غَادَةٌ / زُفَّتْ وَحَلَّ لَهَا الحُلِيَّ المَغْرِبُ
وَالدَّوْحُ صَلَّى بِالتَّحِيَّاتِ الَّتِي / أَلْقَى بِمَسْمَعِهِ النَّسِيْمُ الطَّيِّبُ
وَالطَّيْرُ قَدْ نَفَضَ الجَنَاحَ مُؤَذِّنَاً / وَالْوُرْقُ تَتْلُو وَالبَلاَبلُ تَخْطُبُ
بِكْرٌ مِنَ السَّحْرِ الحَلالِ بِبَابِلٍ / تُنْمَى إلَى هَارُوتِهِ إِذْ تُنْسَبُ
مَحْجُوْبَةٌ فِي خِدْرِ طِرْسٍ دُونَهَا / لِلْحُسْنِ مِنْ غُرِّ المَعَانِي مَوْكِبُ
مَمْنُوعَةُ الأَبْيَاتِ بِالْبِيْضِ الظُّبَا / فَالنَّجْمُ لِلطُّرَّاقِ مِنْهَا أَقْرَبُ
الْبَابَ رَبَّاتِ الحِجَالِ بَلِ الحِجَى / كَيْفَ اهْتَدَيْتَ وَمَا اسْتَبَانَ المَذْهَبُ
قَدْ كُنْتُ أَقْنَعُ مِنْكَ فِي سِنةِ الكَرَى / بِالْطَّيْفِ فَضْلاً عَنْ مَزَارٍ يَقْرُبُ
وَيَئِسْتُ إِذْ عَاقَتْكِ أَحْرَاسُ العِدَى / عَنْ زَوْرَتِي وَتَألَّفُوا وَتَأَلَّبُوا
تَاللهِ لَوْ أَرْسَلْتِ طَيْفَكِ لأَنْثَني / خَوْفَ القَوَاطِعِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ
فأَبيْتِ إلاَّ أَنْ تُبَرِّدَ غُلَّةٌ / لَوْ عُلِّلَتْ بِالْبَحْرِ كَانَتْ تُلْهَبُ
فَرَغَ الإِلاهُ مِنَ الحَظُوظِ فَعَدَّ عَنْ / حَظِّ تَكِدُّ لَهُ فَحَظُّكَ يَطْلُبُ
قَسَماً بِمُهْدِيْكِ الَّذِي أَنْوَارُهُ / كَالشَّمْسِ إلاَّ أَنَّهَا لاَ تَغْرُبُ
لَنَعِشْتِ مِنِّي مُهْجَةً مَطْلُولَةً / وَأَنَلْتِني فَوْقَ الذي أَنَا أَطْلُبُ
إِيهٍ أَبَا حَسَنٍ بِأَيِّ عِبَارَةٍ / أُثْنِي عَلَى عُلْيَاكَ عَزَّ المَطْلَبُ
طَوَّقْتَنِي مِنْهَا قِلادَةَ مَفْخَرٍ / فِي مِثْلِهَا بَاغِي المَكَارِم يَرْغَبُ
هَذا وَكَمْ لَكَ مِنْ يَدٍ مَشْفُوعَةٍ / لاَ يَسْتَقِلُّ بِحَمْلِهَا لِي مَنْكَبُ
وَتَوَخَّنِي بِالْعُذْرِ إِنَّ قَرِيحَتِي / كَالضَّرْعِ جَفَّ وَشَحَّ مِمَّا يُحْلَبُ
أَمَّا دُعَاؤُكَ لِي فعلمي أنه / ما أن له إلا العناية موجب
والوقت فيه لِلْقَبُولِ مَظِنَّةٌ / وَبِسَاطُ حَالِ الوَقْتِ عَنْهُ يُعْرِبُ
هَذَا جَنَيَ غَرَسَتْهُ كَفّ رِضَاكَ لِي / فَهَصَرْتَهُ وَهْوَ الْكَثِيرُ الأَطْيَبُ
وَنَتِيجَةٌ قَدَّمْتُ عِنْدَ قِيَاسِهَا / مَا يُوجِبُ الإِحْسَانَ لاَ مَا يَسْلُبُ
لَكِنْ غَدَوْتُ بِرَغْمِ أَنْفِي قَاعِداً / وَالدَّمْعُ مِنْ عَيْنيِ يَفِيضُ وَيُسْكُبُ
وَتَنَازَعَ الْقَصْدَانَ عَزْمِي عِنْدَهَا / فَالضَّعْفُ يُمْسِكُ وَالتَّشَوُّقُ يَجْذِب
وَإِلَيْكَهَا كَالْبَحْرِ قِيسَ بِمِذْنَبٍ / وَالشَّمْسِ نَازَعَهَا الضَّيَاءَ الْكَوكَبُ
وَالْعَزْمُ بَيْنَ الْمَقْصَدَيْن مُرَدَّدٌ / وَالْقَلْبُ بَيْنَ الْحَالَتَيْنِ مُذبْذَبُ
وَلَوَانَّنِي أَلفَيْتُ طِرْفاً يُرْتَضَى / لِلْفَرِّ وَالتَّأَوِيلُ فِيهِ يُجَنَّبُ
وَإذَا تَبَيَّنَتِ الْمَقَاصِدُ لَمْ يَكُنْ / فِيهَا أَخُو جِدٍّ كَمَنْ هُوَ يَلْعَبُ
لَبَذَلْتُ فِيهَا كُلَّ مَا مَلكَتْ يَدي / وَحَثَثْتُهَا لِلْحَرْبِ فِيمَا أَحْسَبُ
وَهَزَزْتُ فِيهَا كُلَّ أَسْمَرَ ذَابِلٍ / يَشْقَى بِطَعْنَتِهِ الْعَدُوُّ الأَصْهَبُ
مَا بِنْتُ عَنْهُ لِفَرْطِ جُبْنٍ فَاضِحٍ / كَلاَّ فَمَا قَلْبِيِ لِذُعْرٍ يُنْخَبُ
والحَتْفُ غَايَةُ مَنْ يَرُوحُ وَيَغْتَدي / فَإِذَا فَرَرْتَ إِلَيْهِ مِنْهُ الْمَهْرَبُ
وَحَذَرْتَ لِي عُقْبَي الْقَطِيعَةِ جَاهِداً / وَهِيَ الطَّرِيقَةُ وَالسَّبِيلُ الأَصْوَبُ
لَكِنْ لَدَيَّ فِرَاسَةٌ مَعْضُودَةٌ / فَإِذَا ظَنَنْتُ فَإِنَّهَا لاَ تَكْذِبُ
وَالشَّرْعُ يَعْتَبِرُ الظُّنُونَ وَسِيَّمَا / ظَنٌّ يَكَادُ الْحَقُّ فِيهِ يَغْلِبُ
كِلْنِي لِعِلْمِي فِي صِحَابِي إِنَّنِي / بِهْمُ خَبيرٌ مَاهِرٌ وَمُجَرِّبُ
لَكَ ظَاهِرٌ مِنْهُمْ حَكِمْتَ بِهِ وَلِي / مِنْهُمْ بَوَاطِن عَنْ عِيَانِكَ غُيَّبُ
سِيَّانِ مِنْهُمْ وَاصِلٌ أَوْ هَاجِرٌ / أَوْ عَاذِرٌ أَوْ عَاذِلٌ وَمُؤَنِّبُ
مَهْمَا جَفَانِي صَاحِبٌ فِي النَّاسِ وَلِي / سَعْةٌ وَفي عَرْضِ الْبَسِيطَةِ مَذْهَبُ
لاَ تَسْتَقِرُّ عَلَى التَّنَافُسِ صُحْبَةٌ / وَمَوَدَّةُ الأَكْفَاءِ أَمْرٌ يَصْعُبُ
وَالِماَء إِنْ أَلِفَ الثَّوَاءَ تَغَيَّرتْ / أَوْصَافُهُ وَعَلاَ عَلَيْهِ الطُّحْلُبُ
إِنَّ الصَّدَاقَةَ لَفظَةٌ مَدْلُولُهَا / فِي الدَّهْرِ كَالْعَنْقَاءِ بَلْ هُوَ أَغْرَبُ
كَمْ فِضَّةٍ فُضَّتْ وَكَمْ مِنْ ضَيْعَةٍ / ضَاعَتْ وَكَمْ ذَهَبٍ رَأَيْنَا يَذْهَبُ
إلاَّ الصَّدَافَةَ فَهْيَ ذُخْرٌ خَالِدٌ / أسْمَى وَأَسْنَى مَا اكْتَسَبْتَ وَتكْسِبُ
وَإِذَا رَضِيتَ وَقَدْ رَضِيتَ فَلَيْسَ لِي / عِلْمٌ بِمَنْ يَرْضَى وَلاَ مَنْ يَغْضَبُ
وَإِذَا بَقيِتَ فَلَسْتُ أَبْكِي مَنْ مَضى / لِم لاَ وأَنْتَ الأَهْلُ عِنْدِي وَالأَبُ
أَمَحلَّ وَالِدِيَ الَّذِي لِجَنَابِهِ / آوي وَفِي مَرْضَاتِهِ أَتقَلَّبُ
خَيَّرْتَنِي بَيْنَ الْمُقَامِ أَو السُّرَى / وَالأَمْرُ يُفْصِحُ بِالْمَسِير وَيُعْرِبُ
فَتَرَجَحَ العزمُ الصريحُ وساقِطٌ / حُكْمُ الإِباحَةِ مَا اسْتَبَان الأوْجَبُ
وَوَعَدْتَ بِالْعُذْرِ الْجَمِيلِ وَإِنَّنِي / لأَخَافُ مَنْ يَبْغِي وَلاَ مَنْ يُعْتِبُ
نُبَّهْتُ لَمَّا نِمْتُ عَنْكَ مُؤَمِّلاً / يُرْدِي الأَعَادِي مِنْكَ مَاضٍ مِقْضَبُ
فَامْدُدْ لَهَا كَفّاً بُنَيَّةَ سَاعَةٍ / لكِنْ أَبُوهَا دُونَ فَخْر مُنْجِبُ
وَإِذَا أَتَتْكَ عَشِيَّةً فانْشُدْ لَهَا / عَارَضْنَنَا أَصُلاً فَقُلنا الَّربْرَبُ
أَبْدَى لِدَاعِي الْفَوْزِ وَجْهَ مُنِيبِ
أَبْدَى لِدَاعِي الْفَوْزِ وَجْهَ مُنِيبِ / وَأَفَاقَ مِنْ عَذْلٍ وَمِنْ تَأَنِيبِ
كَلِفُ الْجَنَانِ إِذَا جَرَى ذِكْرُ الْحِمَى / وَالْبَانِ حَنَّ لَهُ حَنِينَ النِّيبِ
وَالنَّفْسُ لاَ تَنْفَكُّ تَكْلَفُ بِالْهَوَى / وَالشَّيْبُ يَلْحَظُهَا بِعَيْنِ رَقِيبِ
رَحَلَ الصِّبَا فَطَرَحْتُ فِي أَعْقَابِهِ / مَا كَانَ مِنْ غَزلٍ وَمِنْ تَشْبِيبِ
أَتَرَى التَّغَزُّلَ بَعْدَ أَنْ رَحَلَ الصِّبَا / شَأنِي الْغَدَاةَ إِذِ الْمَشِيبُ نَسِيبِي
أَنَّي لِمْثِلِيَ بِالْهَوَى مِنْ بَعْدِ مَا / لِلْوَخْطِ فِي الْفَوْدَيْنِ أَيُّ دَبِيبِ
لَبِسَ الْبَيَاضَ وَحَلَّ ذِرْوَةَ مِنْبَرٍ / مِنِّي وَوَالَى الْوَعْظَ فِعْلَ خَطِيبِ
قَدْ كَانَ يَسْتُرُنِي ظَلاَمُ شَبِيبَتِي / وَالْيَوْمَ يَفْضَحُنِي صَبَاحُ مَشِيبِي
وَإِذَا الْجَديِدَانِ اسْتَجَدَّا أَبْلَيَا / مِنْ لِبْسَةِ الأَعْمَارِ كُلَّ قَشِيبِ
سَلْنِي عَنِ الدَّهْرِ الْخَؤونِ وَأَهْلِهِ / تَسَل الْمُهَلَّب عَنْ حُرُوب شَبِيبِ
مُتَقَلِّبُ الْحَالاَتِ فَاخْبُرْ تَقْلِهِ / مَهْمَا أَعَدْتَ يَداً إِلَى تَقْلِيبِ
فَكِلِ الأَمْورَ إِذَا اعْتَرَتْكَ لِرَبِّهَا / مَا ضَاقَ لُطْفُ الرَّبِّ عَنْ مَرْبُوبِ
قَدْ يَخْبَأَ الْمَحْبُوبَ فِي مَكْرُوهِهَا / مَنْ يَخْبَأَ الْمَكْرُوهَ فِي الْمَحْبُوبِ
وَاصْبِر عَلَى مَضضِ اللَّيَالِي إِنَّهَا / كَحَوَامِلٍ سَتَلِدْنَ كُلَّ عَجِيبِ
وَاقْنَعْ بِحَظٍّ لَمْ تَنلْهُ بِحِيلةٍ / مَا كُلُّ رَامٍ سَهْمُهُ بِمُصِيبِ
يَقَعُ الْحَرِيصُ عَلَى الرَّدَى وَلكَمَ غَدَا / تَرْكُ التَّسَبُّبِ أَنْفَعَ التَّسْبِيبِ
مَنْ رَام نَيْلَ الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِهِ / رَامَ انْتِقَالَ يَلَمْلَمٍ وَعَسِيبِ
فَإِذَا جَعَلْتَ الصَّبْرَ مَفْزَعَ مُعْضِلٍ / عَاجَلْتَ عِلَّتَهُ بِطِبِّ طَبِيبِ
وَإِذَا اسْتَعَنْتَ عَلَى الزَّمَانِ بِفَارِس / لَبَّى نِدَاءَكَ مِنْهُ خَيْرُ مُجِيبِ
بِخَلِيفةِ اللهِ الَّذِي فِي كَفِّهِ / غَيْثٌ يُرَوِّضُ سَاحَ كُلِّ جَدِيبِ
ألْمُنْتَقَى مِنْ طِينَةِ الْمَجْدِ الَّذِي / مَا كَانَ يَوْماً صِرْفُهُ بِمَشُوبِ
يَرْمِي الصِّعَابَ بِسَعْدِهِ فِيقُودُهَا / ذُلُلاً عَلاَ حَسَبِ الْهَوَى المَرْغُوبِ
ويرى الحقائق من وراء حجابها / لا فرق بين شهادة ومغيب
مِنْ آلِ عَبْدِ الْحَق حَيْثُ تَوَشَّجَتْ / شُعَبُ الْعُلاَ وَرَبَتْ بِأَيِّ كَثيِبِ
أُسُدُ الشَّرَى سُرُجُ الْوَرَى فَمَقَامُهُمْ / للهِ بَيْنَ مُحَارِبٍ وَحُرُوبِ
إِمَّا دَعَا الدَّاعِي وَثَوَّبَ صَارِخا / ثَابُوا وَأمُّوا حَوْمَةَ التَّثْوِيبِ
شُهْبٌ ثَوَاقِبُ وَالسَّمَاءُ عَجَاجَةٌ / تَأَثِيرهَا قَدْ صَحَّ بِالتَّجْرِيبِ
مَا شئْتَ فِي آفاقِها مِنْ رَامِحٍ / يَبْدُو وَكَفٍّ بِالنّجيعِ خَضِيبِ
عَجِبَتْ سُيُوفُهُمُ لِشِدَّةِ بَأْسِهمْ / فَتَبَسَّمَتْ وَالْجَوُّ فِي تقْطِيبِ
نُظَمُوا بِلَبَّاتِ الْعُلَى واسْتَوسَقُوا / كَالرُّمْحِ أَنْبُوباً عَلَى أنْبُوبِ
تَرْوي الْعَوَالِي فِي الْمَعَالِي عَنْهُمُ / أَثَرَ النَّدَى الْمَوْلُودِ وَالْمَكْسُوبِ
عَنْ كُلِّ مَوْثُوقٍ بِهِ إِسْنَادُهُ / بِالْقَطْعِ أَو بِالوَضْعِ غَيْرَ مَعِيبِ
فَأبو عِنَانٍ عَن علِيّ غضَّةً / لِلنَّقْلِ عَنِ عُثْمَان عَنْ يَعْقُوبِ
جَاءُوا كَمَا اتَّسَقَ الْحِسَابُ أَصَالَةً / وَغَدَا فَذَالِكَ ذَلِكَ الْمَكْتُوبِ
مُتَجَسِّداً مِنْ جَوْهَرِ النُّورِ الَّذِي / لَمْ تُرْمَ يَوْماً شَمْسُهُ بِغُرُوبِ
مُتألِّقا مِنْ مَطْلَعِ الْحَقِّ الَّذِي / هُوَ نُورَ أَبْصَارٍ وَسِرُّ قُلوبِ
قُلْ لِلزَّمَانِ وَقَدْ تَبَسَّم ضَاحِكاً / مِنْ بَعْدِ طُولِ تَجَهُّمِ وَقُطُوبِ
هِيَ دَعْوَةٌ الْحَقِّ التَّي أَوْضاعُهَا / جَمَعَتْ مِنْ الآثَارِ كُلَّ غَرِيبِ
هِيَ دولة الْعَدْلِ الَّذِي شَمَلَ الْوَرَى / فَالشَّاةُ لاَ تَخْشَى اعْتِدَاءَ الذِّيبِ
لَوْ أَنَّ كِسْرَى الْفُرْسِ أَدْرَكَ فَارِساً / أَلْقَى إِلَيْهِ بِتاجِهِ الْمَعْصُوبِ
لَمَّا حَلَلْتُ بِأَرضَهِ مُتَمَلِّياً / مَا شِئْتُ مِنْ بِرٍّ وَمِنْ تَرْحِيبِ
شَمَلَ الرِّضَى فَكَأَنَّ كُلِّ أَقَاحَةٍ / تُومِي بِثغْر لِلسَّلاَمِ شَنِيبِ
وَأَتيتُ في بَحْرِ الْقِرَى أَمَّ الْقُرَى / حَتَّى حَطَطْتُ بِمَرْفَإِ التَّقْرِيبِ
فَرَأيْتُ أمْرَ اللهِ في ظِلِّ التُّقى / وَالْعَدْلَ تَحْتَ سُرَادِقٍ مَضْرُوبِ
وَرَأيْتُ سَيْفَ اللهِ مَطْرُورَ الشَّبَا / يَمْضِيِ الْقَضَاءُ بِحَدِّهِ الْمَرْهُوبِ
وَشَهدْتُ نُورَ اللهِ لَيْسَ بِآفِل / وَالدِّينَ وَالدُّنْيَا عَلَى تَرْتيبِ
وَوَرَدْتُ بَحْرَ الْعِلْمِ يَقدِفُ مَوْجُهُ / لِلنَّاسِ مِنْ دُرَرٍ الْهُدَى بِضُرُوبِ
للهِ مِنْ شِيَمِ كَأَزْهَارِ الرُّبَى / غِبَّ انْثِيَالِ الْعَارِضِ الْمَسْكوبِ
وَجَمَالِ مَرْأَى فِي رِدَاءِ مَهَابَةٍ / كَالسَّيْفِ مَصْقُولِ الْفِرنْدِ مهِيبِ
يَا جَنَّةً فَارَقْتُ مِنْ غُرُفَاتِهَا / دار القرار بما أقتضته ذنوبي
أَسَفِي عَلَى مَا ضَاعَ مِنْ حَظِّي بِهَا / لاَ تَنْقَضِي تَرْحَاتُهُ ونَحِيبِي
إن أشرقت شمس شَرِقتُ بِعَبرَتي / وَتَفِيضُ فِي وَقْتِ الْغُرُوبِ غُرُوِبي
حَتَّى لَقَدْ عَلَّمْتُ سَاجِعَةَ الضُّحَى / شَجْوِي وَجَانِحَةَ الأَصِيلِ شُحُوبِي
وَشَهَادةُ الإِخْلاَصِ تُوجِبُ رَجْعَتِي / لِنَعيمِهَا مِنْ غَيْرَ مَسِّ لَغُوبِ
يَا نَاصِرَ الثَّغْرِ الْغَرِيبِ وَأهْله / أَنْضَاءُ مَسْغَبَةٍ وَفَلُّ خُطُوبِ
حَقِّقْ ظُنُونَ بَنِيهِ فِيكَ فَإِنَّهُمْ / يَتَعَلَّلُونَ بِوَعْدِكَ الْمَرْقُوبِ
وَدَجَا ظَلاَمُ الْكُفْرِ فِي آفَاقِهِمْ / أَوَ لَيْسَ صُبْحُكَ مِنْهُمُ بِقَرِيبِ
فَانْظُرْ بِعَيْنِ الْعِزِّ مِنْ ثَغْرِ غَدَا / حَذَرَ الْعِدَا يَرنُو بِطَرْفِ مُرِيبِ
نَادَتْكَ أَنْدَلُسٌ وَمَجْدُكَ ضَامِنٌ / أَنْ لاَ تَخِيبَ لَدَيْكَ فِي مَطْلُوبِ
غَصَبَ الْعَدُوُّ بلاَدَهَا وَحُسَامُكَ الْ / مَاضيِ الشَّبَا مُسْتَرْجِعُ الْمَغْصُوبِ
أرِهَا السَّوَابِحَ فِي الْمَجَازِ حَقِيقَةً / مِنْ كُلِّ قُعْدَةِ مِحْرَبٍ وَجَنِيبِ
يَتَأَوَّدُ الأَسَلُ الْمُثّقَّفُ فَوْقَهَا / وَتُجِيبُ صَاهِلَةٌ رُغَاءَ نَجِيبِ
وَالنَّصْرُ يُضْحِكُ كُلَّ مَبْسِمِ غُرَّةٍ / وَالْفَتْحُ مَعْقُودٌ بِكُلِّ سَبِيبِ
وَالُّرومَ فَارمِ بِكُلِّ نَجْمٍ ثَاقِبٍ / يُذْكِي بِأَرْبُعِهَا شُوَاظَ لَهِيبِ
بِذَوَابِلِ السَّلْبِ التَّي تَرَكَتْ بَنِي / زَيَّأنَ بَيْنَ مُجَدَّلٍ وَسَلِيبِ
وَأَضِفْ إِلَى لاَمِ الْوَغَى أَلِفَ الْقَنَا / تَظْهَرْ لَدَيْكَ عَلاَمَةُ التَّغْلِيبِ
إِنْ كُنْتَ تَعْجُمُ بِالْعَزَائِمِ عُوَدَهَا / عُودُ الصَّلِيبِ الْيَوْمَ غَيْرُ صَلِيبِ
وَلَكَ الْكَتَائِبُ كَالْخَمَائِلِ أَطْلَعَتْ / زَهْرَ الأَسِنًّةِ فَوْقَ كُلِّ قَضِيبِ
فَمُرَنَّحُ الْعِطْفَيْنِ لاَ مِنْ نَشْوَةٍ / وَمُوَرَّدُ الْخَدَّيْنِ غَيْرُ مَرِيبِ
يَبْدُو سَدَادُ الرَّأيِ فِي رَايَاتِهَا / وَأَمُورُهَا تَجْرِي عَلَى تَجْرِيبِ
وَتَرَىَ الطُّيُورَ عَصَائِباً مِنْ فَوْقِهَا / لِحُلُولِ يَوْمِ فِي الضَّلاَلِ عَصِيبِ
هَذَّبْتَهَا فَالْعَرْضُ يُذْكِرُ يَوْمُهُ / عَرْضَ الْوَرَى لِلْمَوْعِدِ الْمَكْتُوبِ
وَهيَ الْكَتَائِبُ إِنْ تُنُوسِي عَرْضُهَا / كَانَتْ مُدَوَّنَةً بِلاَ تَهْذيِبِ
حَتَّى إِذَا فَرَضَ الْجَلادُ جدَالَهَا / وَرَأيْتَ رِيحَ النَّصْرِ ذَاتَ هُبُوبِ
قَدَّمْتَ سَالِبَةَ الْعَدْوّ وَبَعْدَهَا / أخْرَى لِغِزَِّ النَّصْرِ ذَاتُ وُجُوبِ
وَإذَا تَوَسَّطَ فَصْلُ سَيْفِكَ عِنْدَهَا / جُزْأَيْ قِيَاسِكَ فُزْتَ بِالْمَطْلُوبِ
وَتَبَرَّأَ الشَّيْطَانُ لَمَّا أَنْ رَأَى / حِزْبَ الْهُدَى مِنْ حِزْبِهِ الْمَغْلُوبِ
الأَرْضُ إِرْثٌ وَالْمَطَامِعُ جَمَّةٌ / كُلَّ يَهَشُّ إلَى الْتَمَاسِ نَصِيبِ
وَخَلاَئِفُ التَّقْوَى هُمُ وُرَّاثُهَا / فَإِلَيْكَهَا بِالْحَظِّ وَالتَّعْصِيبِ
لَكَأَنَّني بِكَ قَدْ تَرَكْتَ رُبُوعَهَا / قَفْراً بِكَرِّ الْغَزْوِ وَالتَّعْقِيبِ
وَأَقَمْتَ فِيهَا مَأتَماً لَكِنَّهُ / عُرْسٌ لِنَسْرٍ بالْفَلاَةِ وَذيِبِ
وَتَرَكْتَ مُفْلَتَهَا بِقَلْبٍ وَاجبٍ / رَهَباً وَخَدٍّ بِالأَمَسى مَنْدُوبِ
تَبْكِي نَوَادِبُهَا وَيَنْقُلْنَ الْخُطَى / مِنْ شِلْوِ طَاغِيَةٍ لِشِلْوِ صَلِيبِ
جَعَلَ الإِلاَهُ الْبَيْتَ مِنْكَ مَثَابةً / لِلْعَاكِفِينَ وَأَنْتَ خَيْرُ مُثِيبِ
فَإِذَا ذُكِرْتَ كَأَنَّ هَبَّاتِ الصَّبَا / فَضَّتْ بِمَدْرَجِهَا لَطِيمَةَ طِيبِ
لَوْلاَ ارْتِبَاطُ الْكَوْنِ بِالْمَعْنَى الَّذِي / قَصُرَ الْحجَا عَنْ سِرِّهِ الْمَحْجُوبِ
قُلْنَا لِعَالَمِكَ الَّذِي شَرَّفْتَهُ / حَسَدَ الْبَسِيطُ مَزيَّةَ التَّرْكِيبِ
وَلأِجْلِ قُطْرِكَ شَمْسُهَا وَنُجُومُهَا / عَدَلَتْ عَنِ التَّشْرِيقِ لِلتَّغْرِيبِ
تَبْدُو بِمَطْلَعِ أُفْقِهَا فِضِّيَّةً / وَتَغِيبُ عِنْدَكَ وَهْيَ فِي تَذْهِيبِ
مَوْلاَيَ أَشْوَاقِي إِلَيْكَ تَهْزُّنِي / وَالنَّارُ تَفْضَحُ عَرْفَ عُودِ الطٍّيبِ
بِحُلَى عُلاَكَ أَطَلْتُهَا وَأَطَبْتُهَا / وَلَكَمْ مُطِيلٍ وَهْوَ غَيْرُ مُطِيبِ
طَالَبْتُ أَفْكَاري بِفَرْضِ بَديِههَا / فَوَفَتْ بِشْرطِ الْفَوْرِ وَالتَّرْتِيبِ
مُتَنَبِّيءٌ أَنَا فِي حُلاَ تلكَ الْعُلَى / لَكِنَّ شِعْري فِيكَ شِعْرُ حَبيبِ
وَالطَّبْعُ فَحْلٌ وَالْقَرِيحَةُ حُرَّةٌ / فَاقْبَلْهُ بَيْنَ نَجِيبَة وَنَجيبِ
لَكِنَّني سَهَّلْتُهَا وَأَدَلْتُهَا / مِنْ كُلِّ وَحْشِيٍّ بِكُلِّ رَبِيبِ
هَابَتْ مَقَامَكَ فَاطَّبَيْتُ صِعَابَهَا / حَتَّى غَدَتْ ذُلُلاً عَلَى التَّدْرِيبِ
إِنْ كُنْتُ قَدْ قَارَبْتُ فِي تَعْديِلِهَا / لاَبُدَّ في التَّعْديِلِ مِنْ تَقْريبِ
عذري لتقصيري وعجزي ناسخ / ويجل منك العفو عن تثريب
عُذْري لَمْ يَدِنْ للهِ فِيكَ بِقُرْبَةٍ / هُوْ مِنْ جَنَابِ اللهِ غَيْرُ قَريبِ
وَاللهِ مَا أَخْفَيْت حُبَّكَ خِيفَةً / إِلاَّ وَأَنْفَاسِي عَلَيَّ تَشِي بِي
يَا طَلْعَةَ الشُّومِ التَّي مَهْمَا بَدَتْ
يَا طَلْعَةَ الشُّومِ التَّي مَهْمَا بَدَتْ / يَئِسَتْ عُفَاةُ النُّجْحِ مِنْ أَسْبَابِهِ
يَا وَقْفَةَ النَّاعِيِ بِمَقْتَل وَاحِدٍ / أَذْكَى عَلَى الأَحْشَاءِ حَرَّ مُصَابِهِ
يَا زَوْرَةَ الأَلَمِ الَّذِي مَهْمَا يُرَى / جَاءَتْ رِكَابُ الْمَوْتِ فِي أَعْقَابِهِ
يَا فُرْقَةَ السَّكَنِ الَّذِي لاَ تَرْتَجِي / يَوْمَ الْودَاع النَّفْسُ يَوْمَ إِيَابِهِ
يَا صِبْغَةَ الشَّيْبِ الْمُلِمّ بِعَارِض / زَجَرَتْ حَمَائِمُهُ غُرَابَ شَبَابِهِ
يَا مَوْقِعَ الْفَقْرِ الشَّدِيدِ عَلَى الْغِنَى / مِنْ ذِي ضَنىً تُغْرِي الْفَلاَ بِرِكَابِهِ
يَا وَقفةَ الَطُّلاَّبِ فِي بَابِ امْرِئٍ / تُخْزَى سِبَالُهُمْ لَدَى بَوَّابِهِ
يَا خَجْلَةً مِنْ ضَارِطٍ فِي مَحْفِلٍ / تَبْقَى غَضَاضَتُهَا عَلَى أَعْقَابِهِ
وَفَضِيحَةَ الْخَوَّانِ لَمَّا أَلْفِيَتْ / أَسْبَابُ مَنْ يَبْغِيهِ تَحْتَ ثيَابِهِ
يَا مَنْ تَشَكَّى عَصْرُهُ مِنْ عَارِهِ / يَا مَنْ تَبَرَّمَ دَهْرُهُ مِنْ عَابِهِ
يَا مَنْ يَغَصُّ بِهِ الزَّمَانُ نَدَامَةً / مِنْ كَفِّهِ وَتَرَاهُ قَارِعَ نَابِهِ
وَيَغُضُّ مِنْ فَرْطِ الْحَيَاءِ جُفُونَهُ / مِنْ سُوءِ مَا قَدْ جَاءَهُ وَأَتَى بِهِ
يَا مَنْ تَجَمَّلَ بِالْحَرَامِ وَإِنَّمَا / قَدْرُ الْفَتَى مَا كَانَ تَحْتَ إِهَابِهِ
هَلاَّ ذَكَرْتَ وَكَيْفَ وَهْيَ فَضِيلَةٌ / مَا إِنْ يَضُرُّ الْعَضْبَ لَوْنُ قِرَابِهِ
أَرْسَلْتُ عَيْنِي فِي حُلاَكَ بِنَظْرَةٍ
أَرْسَلْتُ عَيْنِي فِي حُلاَكَ بِنَظْرَةٍ / هِيَ كَانِتِ السَّبَبَ الْقَرِيبَ لِمَا بِي
وَأَرَاكَ بِالْعَبَراتِ قَدْ عَاقَبْتَهَا / لَيْسَ الرَّسُولُ بِمَوْضَعِ لِعِقَابِ
وَكَأَنَّمَا صُوَرُ الزَّجَاجِ وَقَدْ رَمَتْ
وَكَأَنَّمَا صُوَرُ الزَّجَاجِ وَقَدْ رَمَتْ / أَيْدِي الْمِزَاجِ عَلَى الْكُؤوسِ حَبَابَا
مَلِكَانِ قَدْ قَعَدَا قُعُودَ تَشَاوُرٍ / عَمَّتْ جُيُوشُهُمَا الْجِهَاتِ قِبَابَا
خُذْهَا مُجَاجَةَ مَاءٍ زَهْرٍ بَاسِمٍ
خُذْهَا مُجَاجَةَ مَاءٍ زَهْرٍ بَاسِمٍ / مِنْ فَوْقِ غُصْنٍ لِلرِّيَاضِ رَطِيبِ
أَهْدَيْتُهَا طِيباً إِلَيْكَ وَإِنْ يَكُنْ / عِلْمِيِ بِأَنَّكَ طَيِّبُ الطِّيبِ
أَرَأَيْتَ بِنْتَ زُجَاجَةٍ وَمُجَاجَةٍ / تُهْدَى إِلَى قَاضٍ مِنِ ابْنِ خَطِيبِ
أَمَلِي مِنَ الدُّنْيَا تَأَتِّي خَلْوَةٍ
أَمَلِي مِنَ الدُّنْيَا تَأَتِّي خَلْوَةٍ / فِي مَنْزلٍ بَادٍ خَصِيبِ الْجَانِبِ
أُذْكِي بِهِ زَنْدَ الْقِرَاءَةِ وَالْقِرَى / رَحْبُ الْجنَابِ لِطَارقٍ أَوْ طَالِبِ
حَتَّى أَلاَقي اللهَ لَمْ تَصْرِفْنِي ال / أَوْهَامُ عَنْهُ بِشَاغِلٍ أَوْ شَاغِبٍ
نَادَتْنِيَ الأَيَّامُ عِنْدَ لِقَائِهِ
نَادَتْنِيَ الأَيَّامُ عِنْدَ لِقَائِهِ / وَهْيَ الَّتِي لاَ تُغْفِلُ التَّنْبِيهَا
يَا ابْنَ الْخَطِيبِ خَطَبْتَ بِالْعَزْمِ الْعُلَى / فَبَلَغْتَ مِنْهَا الْقَصْدَ بِابْنِ أَبيِهَا
الْوَجْهَ طَلْقاً وَالْمَعَارِفَ جَمَّةً / وَالْجُودَ رَحْباً وَالْمَحَلَّ نَبِيهَا
أَثْرَتْ بِأَشْتَاتِ الْفَضَائِلِ كَفُّهُ / أَتَرَى وِلاَيَتَهُ التَّي تَجْبِيهَا
عَجِبَ الأَمِيرُ لِجُرْأَتِي يَوْمَ الْوَغَى
عَجِبَ الأَمِيرُ لِجُرْأَتِي يَوْمَ الْوَغَى / فَأَجَبْتُهُ وَجَلَبْتُ شَاهِدَ حُبِّهْ
لِمَ لاَ يَكُونُ اللَّيْثُ وَالنَّقْدُ الْعِدَى / مَنْ كُنْتَ أَنْتَ مُصَوَّراً فِي قَلْبِهِ
وَاللهِ مَا أَبْقَوْا لِعَذْلٍ غَايَةً
وَاللهِ مَا أَبْقَوْا لِعَذْلٍ غَايَةً / فاللهُ يُحْسِبُهُمْ رِضىً وَثَوَابَا
اَوْدَى بِصَبْرِي صُدْغُهُ لَمَّا بَدَا / وَجَنَى عَلَيَّ فَسَلْسَلُوهُ عِقَابَا
لَمَّا رَأَوْا كَلَفِي بِهِ وَدَرَوْا
لَمَّا رَأَوْا كَلَفِي بِهِ وَدَرَوْا / مِقْدَارَ مَا لِي فِيهِ مِنْ حُبّي
قَالْوا الْفَتَى حُلْوٌ فَقُلْتُ لَهُمْ / طَلَعَتْ حَلاَوَتُهُ عَلَى قَلْبِي
لَمَّا عَلاَنِي الشَّيْبُ قَالَ صَوَاحِبِي
لَمَّا عَلاَنِي الشَّيْبُ قَالَ صَوَاحِبِي / لاَ نَبْتَغِي خِلاًّ يُصَيَّرُ أَشْيَبْ
فَصَبَغْتُهُ خَوفَ الْفِرَاقِ فَقْلْنَ لِي / هَذِي رَوَايَةُ أَصْبَغٍ عَنْ أَشْهَبْ
يَا نُجْعَةَ الْوُزَرَاءِ وَالنُّوَّابِ
يَا نُجْعَةَ الْوُزَرَاءِ وَالنُّوَّابِ / وَالْمَلْهَمُ الْمَهِديُّ لِكُلِّ صَوَابِ
وَابْنَ الْمَجَادَةِ وَالسِّيَادَةِ وَالتُّقى / وَالْفَضْلِ وَالأَنْسَابِ وَالأَحْسَابِ
وَمَنِ الَّذِي أَيَّامُهُ مَذْكُورَةٌ / وَسُعُودُهُ مَوْصُولَةُ الأَسْبَابِ
مَنْصُوَر دَوْلَةِ آلِ عَبْدِ الْحَقِّ ذَا الْ / أَثَرِ الْغَرِيبِ لُبَابَ كُلِّ لُبَابِ
سَيْفُ السَّعِيدِ وَكَافِلَ الأَمْرِ الَّذِي / قَدْ نَابَ عَنْ مَوْلاَهُ خَيْرَ مَنَابِ
قَدْ كُنْتَ تُذْخَرُ لِلأَمُورِ وَتُرْتَجَى / لِلْمُعْضِلاتِ وَأَنْتَ فِي الْكُتَّابِ
وَيُقَالُ هَذَا كَافِلٌ لِخِلاَفَةٍ / تَخْتَالُ لِلْبَرَكَاتِ فِي جلْبَابِ
بُشْرَى أَتَتْ مِثْلَ الصَّبَاحِ لِنَاظرِ / لَمْ تُعْزَ نِسْبَتُهَا إِلَى كَذَّابِ
وَوُعُودُهَا مِنْ بَعْدِ ذَا مُسْتَمْنَحٌ / إِنْجَازُهَا مِنْ مُنْعِمٍ وَهَّابِ
اللهُ حَسْبُكَ يَا أَبَا يَحْيَ فَقَدْ / أَحيَيْتَ رَسْمَ الْمَجْدِ بَعْدَ ذَهَابِ
أَنْصَفَتَ جَيْشَ الْمُسْلِمِينَ فَمَا الْقَنَا / صَعْبَ الْمَهَزِّ وَمَا الْحُسَامُ بِنَابِي
وَأَعَدْتَ سَكَّتَهُمْ كَأَنَّ وُجُوهَهَا / زَهْرُ الرِّيَاضِ رَبَتْ بِصَوْبِ رَبَابِ
وَجَبَيْتَ مَالَ اللهِ وَاسْتَخْلَصْتَهُ / مِنْ بَيْنَ ظُفْر لِلسِّيَاعِ وَنَابِ
وَخَلَفْتَ مَوْلَى الْخَلْقِ خَيْرَ خلاَفَةٍ / تُرْضِيهِ فِي الأَعْدَاءِ وَالأَحْبَابِ
وَرَعَيْتَهُ بَعْدَ الْمَمَاتِ كَأَنَّهُ / رَهْنُ الْحَيَاةِ يَرَاكَ خَلْفَ حِجَابِ
هَذَا الْوَفَاءُ يَقِلُّ مَا حُدِّثْتَهُ / مِنْ مُقْتَضٍ لِلنَّفْيِ وَالإِيجَابِ
فَالْعَدْلُ يُحْكِمُ فِي الْوَرَى قِسْطَاسَهُ / وَالأَمْنُ ظِلٌّ وَافِرُ الإِطْنَابِ
وَالدَّهْرُ بَعْدَ مَشِيبهِ بِكَ لاَبِسٌ / مَا شِئْتَهُ مِنْ عُنْفُوَانِ شَبَابِ
جَعَلَ الإِلاَهُ عَلَى كَمَالِكَ عُوذَةً / مِنْ ذِكْرِهِ فِي جِيئَةٍ وَذَهَابِ
يَهْنِيكَ مَا أولاكَ مِنْ ألْطَافِهِ / فِي خَلْقِهِ تَجْرِي بِغَيْرِ حسَابِ
غَلَبَ الظُّنُونَ الرَّوْعُ أَوَّلَ وَهلَةٍ / فَقَضَى بِسَعْدِكَ غَالِبُ الْغلاَّبِ
وَأَهَلَّ مُحْتَبسُ الْغَمَامِ بِجُمْلَةِ ال / رُّحْمَى بِفَضْلِ مُتَمِّمِ الآرَابِ
لَطْفٌ يَدُلُّ عَلَى الْعِنَايَةِ وَالرِّضَى / فَكَأَنَّهُ الْعُنْوَانُ فَوْقَ كِتَابِ
وَمَقَاصِدٌ شَكَرَ الإِلاَهُ ضَمِيرَهَا / وَدُعَاءُ مَسْمُوعِ الدُّعَاءِ مُجَابِ
وَوَسَائِلٌ خَلَصَتْ لِمَنْ رَحَمَاتُهُ / لِلْقَاصِديِنَ رَحيبَةُ الأَبْوَابِ
أَنْتَ الْوَزِيرُ ابْنُ الْوَزيرٍ حَقِيقَةً / إِرْثٌ أَصِيلُ الْحَقِّ فِي الأَحْقَابِ
وَأَبُوكَ مَوْقِفُهُ أَنَا شَاهَدْتُهُ / فَسَلِ الْمُحِقَّ فَلَيْسَ كَالْمُرْتَابِ
صَدَقَ الإِلاَهَ وَبَاعَ مِنْهُ نَفْسَهُ / فَجَزَاهُ بِالزُّلْفَى وَحُسْنَ مَآبِ
مَنْ لِلطَّعَامِ وَلِلطَّعَانِ وَللِتُّقَى / إلاَّكَ أَوْ لِلْحَرْبِ وَالْمِحْرَابِ
تُهدي الأسِنَّة للكتائب هاديا / بِسَنا الهدى من سُنَّةٍ وكتاب
لَمْ يُعْطِ مَا أَعْطَيْتَ مُعْطٍ قَبْلَهَا / مِنْ صَامِتِ بُرٍّ وَمِنْ أَثْوَابِ
تَسْتَعْبِدُ الأَحْرَارَ بَيْنَ تَحِيَّةٍ / مَبْرُورَةٍ وَتَوَاضُعٍ وَثَوَابِ
وَتُمَهِّدُ الْمُلْكَ الَّذِي بِكَ جَاوَزَتْ / أَسْيَافُ عَزْمَتِهِ تُخُومَ الزَّابِ
دَامَتْ سُعُودُكَ مَا تَأَلَّقَ بَارِقٌ / وَبَدَا بِأَفْقِ الشَّرْقِ ضَوْءُ شِهَابِ
وَحَلَلْتَ مِنْ كَنَفِ الإْلاَهِ وَسِتْرِهِ / أَبَدَ الَلَّيَالِي فِي أَعَزِّ جَنَابِ
حَتَّى يَكُونَ اسْمُ السَّعِيدِ مُضَمَّناً / فِي كُلِّ مِنْبَر خُطْبَةِ وَخطَابِ
وَتَقَرُّ عَيْنُ عَلاَكَ مِنْهُ بِوَارِثٍ / بَهَرَتْ حُلاَهُ نُهَى أَولى الأَلْبَابِ
مِنْ عِزِّهِ تَرْوِي الْعُلَى عَنْ مَالِكِ / أَوْ فِطْنَةٍ تَرْوي عَنْ ابْنِ شِهَابِ
مَنْ كُنْتَ أَنْتَ حُسَامَهُ فَالنَّصْرُ سَا / رَ أَمَامَهُ حِزْباً مِنَ الأَحْزَابِ
إِنْ لَمْ يَدَعْ لِي جُودُ كَفِّكَ حَاجةً / أَسْمُو لَهَا بِشَفَاعَةِ الآدَابِ
لَكِنَّنِي أَثْنِي عَلَيْكَ بِوَاجِبِ / شُكْرَ الرِّيَاضِ الدَّائِمِ التَّسْكَابِ
وَأَخَلِّدُ الذِّكْرَ الْجَمِيلَ وَأَنْثُرُ الْ / فَخْرَ الأَصِيلَ مُصَاحِبَ الأَحْقَابِ
وَفَضَائِلُ الْفُضَلاَءِ يَذْهَبُ رَسْمُهَا / مَا لَمْ تُشَدْ بَصَحَائِفِ الْكُتَّابِ
فَهيَ الَّتِي تُرْوَى عَلَى بُعْدِ الْمَدَى / وَتُشَدُّ فَوْقَ رَوَاحِلِ الأَقْتَابِ
وَاللهُ غَايَةُ كُلِّ طَالِبِ غَايَةٍ / وَسِوَاهُ فِي التَّحْقِيقِ لَمْعُ سَرَابِ
فَعَلَيْهِ عَوِّلْ فِي أَمُورِكَ وَاعْتَمِدْ / تَنَلِ الْمُنَى وَتَفُزْ بِكُلِّ طِلاَبِ
نَبِّهْ نَدِيمَكِ لِلصَّبُوحِ وَهَاتِهَا
نَبِّهْ نَدِيمَكِ لِلصَّبُوحِ وَهَاتِهَا / كَالشَّمْسِ تُشْرِقُ مِنْ جَميِعِ جِهَاتِهَا
وَاصْرِفْ بِصِرْفِ الرَّاحِ هَمّاً كَامِناً / وَاحِي السُّرُورَ تَنَعُّماً بِحَيَاتِهَا
صَفْرَاءُ نُسْفِرُ عَنْ حَبَابِ كُؤُوسِهَا / رَقَّتْ فَرَاقَ لَنَا الزَّمَانُ بِذَاتِهَا
أَبْدَى عَلَيْهَا الْمَزْجُ دُرَّ حَبَابِهِ / فَتَخَالُهُ دُرّاً عَلَى لَبَّاتِهَا
وَكَأَنَّمَا بَيْنَ النَّدَامَى أَطْلَعَتْ / بَدْراً بِجُنْحِ اللَّيْلِ مِنْ آيَاتِهَا
أَكْرِمْ بِهَا فَالصًّفْوُ بَعْضُ صِفَاتِهَا / وَتَصَادُقُ الأَعْدَاءِ مِنْ عَادَاتِهَا
مِنْ كَفِّ سَاجِيِةِ الْجُفُونِ كَأَنَّمَا / هَبَّتْ وَفِي الأَجْفَانِ بَعْضُ سِنَاتِهَا
وَلِثَغْرِهَا عِنْدَ ابْتِسَامِ أَقَاحِهِ / بَرْقٌ تَألَّقَ فِي سَنَا وَجَنَاتِهَا
سُقْيا لأِرْبُعِهَا وَإنْ هِيَ أَخْلَقَتْ / دِيَمٌ سَقَتْهَا الْعَيْنُ مِنْ عَبَرَاتِهَا
دَعْ عَنْكَ هِنْداً وَالدِّيَارَ وَمَنْ بِهَا / وَدَعِ الْغَرَامَ يَكُونُ بَعْضَ عُفَاتِهَا
وَانْهَضْ بِمِدْحَتِكَ التِي حَلَّيْتَهَا / بِثَنَا أَميِرِ الْمُسْلِمِينَ وَهَاتِهَا
مَلِكٌ أَعَدَّتْهُ الْخِلاَفَةُ نَاشِياً / وَالذُّعْرُ يبرقُ تَحْتَ حَدِّ ظُبَاتِهَا
فَغَدَا أَحَقَّ بِهَا وَقَامَ بِعِبْئِهَا / وَسَمَا بِأَقْرَبِهَا إِلَى غَايَاتِهَا
وَأَتَاحَ أَنْدَلُساً بِحَدِّ حُسَامِهِ / قَسْراً فَأحْيَا الأَرْضَ بَعْدَ هَمَاتِهَا
وَأَفَاضَ مَاءَ الْعَدْلِ فِي أَقْطَارِهَا / فَنَمَا بِذَاكَ الْمَاءِ غَضُّ نَبَاتِهَا
وَغَدَا بِهَا الْمَعْرُوفُ عُرْفاً جَارياً / فَارْتَاحَتِ الأَيَّامُ مِنْ أَزَمَاتِهَا
حَتَّى السُّيُوفُ غَدَتْ كَبَعْضِ عُفَاتِهِ / سَأَلَتْ فَأَقْطَعَهَا رِقَابَ عِدَاتِهَا
كَيْفَ اهْتَدَى قَبَضَ الْعِنَان بِأَنْمُلٍ / نَشَأَتْ وَلَيْس الْقَبْضُ مِنْ عَادَاتِهَا
يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْعِتَاقَ رِكَابُهُ / وَأَعَزَّ مَنْ حَمَلَتْ عَلَى صَهَوَاتِهَا
بَلَغَتْ مُلُوكَ الرُّومِ عَنْكَ مَهَابَةٌ / فَغَدَتْ تَمُجُّ الرِّيقَ فِي لَهَوَاتِهَا
لاَ غَرْوَ أَنَّ الرُّعْبَ خَامَرَ قَلْبَهَا / فَالأُسْدُ تُخَشَى وَهْيَ فِي أَجَمَاتِهَا
لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ شَمَائِلٌ / غُرٌّ بَدَتْ وَالْحُسْنُ بَعْضُ صِفَاتِهَا
وَمَكَارِمٌ قَدْ أَعْجَزَتْ مَنْ رَامَهَا / تَسْتَغْرِقُ الدُّنْيَا أَقَلُّ هِبَاتِهَا
أَمُحَمَّدٌ أَبْلَيْتَ دِينَ مُحَمَّدٍ / حُسْنَى بَقَاءِ الذِّكْرِ مِنْ حَسَنَاتِهَا
هَذِي الْجَزِيرَةُ لاَ تَزَالُ عَزِيزَةً / مَحْفُوظَةً بِكَ يَا إِمَامَ وُلاَتِهَا
إِنْ طَافَ شَيْطَانُ الْعِدَى بِسَمَائِهَا / رَجَمَتْهُ شُهْبُ صَلاَتِهَا وَزَكَاتِهَا
لَمَّا دَعَتْكَ لِنَصْرِهَا لَبَّيْتَهَا / وَرَضِيتَ بَذْلَ النَّفْسِ فِي مَرْضَاتِهَا
وَهَزَزْتَ دَوْحَ الْعَزْمِ فِي رَوْضِ الرَّجَا / فَجَنَيْتَ غَضَّ النَّفْسِ فِي مَرْضَاتِهَا
وَحَسِبْتَ بَحْرَ الْمَاءِ كَفَّكَ بِالنَّدَى / فَصَدَمْتَهَا مُسْتَأْنِساً بِهِبَاتِهَا
وَأَتَيْتَ فَعْلَةَ جَدِّكَ الأَرْضَى التِي / لاَ يَرْتَضِي الْعَلْيَاءَ مَنْ لَمْ يَأَتِهَا
فَلْيَهْنِ أَنْدَلُساً قُدُومُكَ إِنَّهُ / حِرْزٌ لَهَا مِنْ طَاغِيَاتِ عُتَاتِهَا
تُنْسِي فَعَالَ أَبِيكَ فِي آبَائِهِمْ / وَالشِّبْلُ نِدُّ الأُسْدِ فِي فَعَلاَتِهَا
فَاللهُ يُخْدِمُكَ الْكَوَاكِبَ عِزَّةً / لَكَ سَعْدُهَا وَالْيُمْنُ مِنْ تَبْعَاتِهَا
وَيُقِرُّ عَيْنَ الْمُلْكِ بِالقَمَرِ الَّذِي / خَضَعَتْ لَهُ الأَقْمَارُ فِي هَالاَتِهَا
هَذِي عَرْوسُ قَصَائِدِي حَلَّيْتُهَا / وَزَفَفَتُهَا بِالسَّعْدِ مِنْ سَاعَاتِهَا
لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُسْلِمينَ فَعِمْ بِهَا / وَلِيَ الْهَنَاءُ عَلَى بِنَا أَبْيَاتِهَا
كَرُمَتْ بِنِسْبَتِهَا إِلَيْكَ فَحَقُّهَا / أَنْ يُعْتَنَى بِرَوِيَّهَا وَرُوَاتِهَا
وَعَلَى مَقَامِكُمُ سَلاَمٌ عَاطِرٌ / تُهْدِيه دَارِينٌ لَدَى نَفَحَاتِهَا
مَنْ لِي بِذَكْرَى كُلَّمَا أَوْجَسْتُهَا
مَنْ لِي بِذَكْرَى كُلَّمَا أَوْجَسْتُهَا / تَمْحُو سُلُوِّي وَاشْتِيَاقِي تُثْبِتُ
وَسَحَابِ دَمْعٍ كُلَّمَا أَمْطَرْتُهُ / غَيْرَ الْقَتَادِ بِمَضْجَعِي لاَ تُنْبِتُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025