المجموع : 12
يا من يَتِيهُ على الزمان بحسنِه
يا من يَتِيهُ على الزمان بحسنِه / اعطِفْ على الصبِّ المشوق التائهِ
أَضْحَى يخاف على احتراق فؤادهِ / أسَفاً لأَنك منه في سودائهِ
والله لولا أَنَّ ذكرَك مؤْنِسي
والله لولا أَنَّ ذكرَك مؤْنِسي / ما كان عيشي بالحياة يطيبُ
ولئن بكتْ عيني عليك صبابةً / فلكل جارحةٍ عليك نحيبُ
أَتظنُّ أَن البعد حلَّ مودتي / إِن بَانَ شَخْصك فالخيال قريبُ
كيف السلوُّ وقد تمكَّن في الحشا / وَجدٌ على ما في الفؤاد رقيبُ
وإِليك قد رَحَلَ الهوى بحُشَاشتي / والسُّقمُ مُشْتَمِلٌ وأَنتَ طبيبُ
حاولتُ وصلكمُ فعزَّ المطلبُ
حاولتُ وصلكمُ فعزَّ المطلبُ / وذهبت أَسأَلكم فضاقَ المَذهَبُ
لا تَعتبوا أَني تشَكَّيْتُ الهَوَى / ردُوُّا علىَّ تصَبُّرِي ثم اعْتبوا
أَثْبَتُّمُ غَدراً وما أَنا غادرٌ / وجعلتمُ ذنباً وما أَنا مُذنِبُ
إِني لأَعجب من تحمُّلِيَ الهوى / وبقاءُ جسمي بعد ذلك أَعجَبُ
لابدَّ منكم فاهجروا أَو وَاصلوا / ما مثلكم في الحبَّ من يُتَجَنَّب
يا من يصارِمُني بلا سببِ
يا من يصارِمُني بلا سببِ / مَهْلا فإِنَّ هواك بَرَّح بي
انظر إلى رمَقٍ تجيلُ به / أَيدي الهوى أَنفاسَ مكتَئِبِ
واسمَح بحسن العَطفِ منك لمن / غَادَرتَهُ وَقْفاً على العَطبِ
قد فُلَّ صبري فيك منهزماً / لا ينثني وهواكَ في الطَّلَبِ
لو أَن عندكَ بعضَ ما عندي
لو أَن عندكَ بعضَ ما عندي / لرثيتَ لي من شدَّةِ الوجْد
كلَّفتني ما لو يُكلَّفُهُ / صَلدٌ لذابَ له صَفَا الصَّلْدِ
يا ليت لما رُمتَ تُتْلفِنُي / في الحبِّ كان بما سوى الصَّدِّ
لو كان هذا من سواكَ على / ضَعفي لكنتُ إِليك أَسْتَعدي
يا من بدا هجرانُهُ / ما أَنتَ أَوَّلُ من هَجَر
هيَ سنَّةٌ مألوفةٌ / فيمن تَقَدَّمَ أَو غَبَر
دوامْ على ما أَنت في / هِ فإِنما الدنيا عِبَرْ
عَوَّدتُ نفسي الصبرَ والأَج / رُ الجزيلُ لمن صَبَرْ
إن كنتَ لابدّ المخالطَ للورى
إن كنتَ لابدّ المخالطَ للورى / فَاصبِر فإِن من الحجَا أَن تصبرَا
وإذا لقُوكَ بمنكرٍ من فعلهم / فتلق بالمعروف ذاك المنكرَا
كالأَرض ملقىً فوقها أَقذارُها / أَبداً وتُنْبتُ ما يرُوقُ المنظرَا
ما أودعوك مع الغرام وودعوا
ما أودعوك مع الغرام وودعوا / إلا ليتلف قلبك المشتاق
قف فاستلم أثر المطي تعللا / إن لم يكن لك نحوهن لحاق
وتنح عن دعوى هواك فإنه / إن لم تمت يوم الفراق نفاق
يا من يرى عذلي به وتحرقي
يا من يرى عذلي به وتحرقي / ونحول جسمي في الهوى وتشوقي
لم ألق مثلك مفرطاً في صده / عمداً ولا في الحب مثلي قد شقى
فبفرط صدك بل بفرط محبتي / إلا نظرت إلي نظرة مشفق
إني لأَجْزعُ منك ما لو ذقْتَهُ / لعلمتَ ماذا في الهوى قلبي لَقِي
جر كيف شئت فلست أول عاشق / كأس المحبة في محبته سقي
لولا المطامع بالتلاقي / لذبت من فرط اشتياقي
إنا وإن نأت الديا / ر بنا على قرب الوفاق
تمضي بنا الأيام في / صفو الهوى والود باق
وأظل أمحو بالترجي / فيكم أثر الفراق
إني لاعجب من صدو
إني لاعجب من صدو / دك وانعطافك في خيالك
ياليت ذاك مكان ذا / عندي وذا بمكان ذلك
لأكون مشتملاً على / وجه الحقيقة من وصالك
ملك الشوق مهجتي / حبذا من تملكا
قد رماني بحبه / ونهاني عن البكا
إنما راحة المح / ب إذا أن أو شكا
ما أرى للسلو عن / ه وإن جار مسلكا
يا كاتم الحب والأجفان تهتكه / وطالب العتق والأشواق تملكه
شرط المحبة أن لا يشتكي مللا / من قد رأى أن فرط الحب يهلكه
والصبر تحت مذلات الهوى أبدا / عز فما منصف في الحب يتركه
دم المحب بأيدي الحب مبتذل / إن شاء يمنعه أو شاء يسفكه
من كان في شرك الأشواق مرتهناً / كانت له علق لابد تمسكه
أي طريق اسلك / وأي قلب أملك
وأي صبر أبتغي / وهو بكم مستهلك
أدارني حبكم / كما يدور الفلك
أأنثني وكل عض / و فيه منكم شرك
أخلصت فيكم باطناً / فيه هوى لا يدرك
جل فما في صفوة / شوب ولا مشترك
ولاؤكم لي مذهب / وذكركم لي نسك
ومهجتي مملوكة / يا حبذا المملك
وإن أردتم فاحقنوا / وإن أردتم فاسفكوا
ما أنتم ممن يخلى / حبه ويترك
يا دار هل تجدين وجد الشاكي
يا دار هل تجدين وجد الشاكي / أم تعطفين على بكاء الباكي
لا تنكري سقمي فما حكم البلا / في مهجتي إلا لأجل بلاك
أصبحت دائرة الجناب وطالما / طاب الهوى وغنيت في مغناك
أمحل إطرابي بعيشك عاودي / لولاك ما كان الجوى لولاك
ما قصرت نوحاً حمامات اللوى / مذ غاب عن قمريها قمراك
أطرقت حين رأيته خجلا
أطرقت حين رأيته خجلا / عند اللقاء فظنه مللا
حاشا ودادى أن ينهنهه / جور الهوى ولو أنه قتلا
هجروا مخافة أن يملوا
هجروا مخافة أن يملوا / ظنوا صوابهم فذلوا
أو ليس هم روحى فكي / ف أميل عنهم حيث حلوا
لم يجهلوا تحريم قت / لي في الهم فيم استحلوا
لكنهم علموا بفر / ط محبتي لهم فذلوا
وتعززوا بالحب فاطر / حوا محلي فاستدلوا
لم يبق من رمقي لهج / ر أحبتي إلا الأقل
لله ما تركوه من / جسمي سليماً أو أعلوا