المجموع : 8
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً / مِنْ خَيْرِ نِحْلَةِ رَبِّنا الوَهَّابِ
بيضاءَ مُشْرِفةَ الذُّرَى وَمَعاطناً / صُمَّ الجذوعِ غَزيرةَ الأَحْلابِ
كاللُّوبِ يُبذل جمُّها وحَفيلُها / للجارِ وابنِ العمِّ والمنتابِ
ونزائعاً مثلَ السِّراحِ نَما بها / علَفُ الشَّعيرِ وجِزَّةُ المقضابِ
عَرِيَ الشَّوى مِنها وأرْدَفَ نَحْضَها / جُرْدُ المُتونِ وسائِرُ الآرابِ
قُوداً تُراحُ إلى الصيَّاحِ إذا غَدَتْ / فِعْلَ الضِّراءِ تَراحُ للكلاّبِ
وتحوطُ سائمةَ الدّيارِ وتارَةً / تُرْدِي العِدَى وتَؤُوبُ بالأَسْلابِ
حوشُ الوحوشِ مطارَةٌ عِنْدَ الوَغَى / عُبْسُ اللّقاءِ مُبِينَةُ الأَنْجابِ
عُلِفَتْ على دَعَةٍ فصارَتَ بُدَّناً / دُخْسَ البَضِيعِ خَفِيفَةَ الأَقْصابِ
يَغْدونَ بالزَّغْفِ المُضاعفِ شَكَّهُ / وبمُتْرصَاتٍ في الثقافِ صِيَابِ
وصوارمٍ نَزَعَ الصَّيَاقِلُ غَلبَها / وَبِكلِّ أرْوَعَ ماجدِ الأَنْسَابِ
يَصِلُ اليمينَ بمارنٍ متقاربٍ / وُكِلَتْ وَقيعَتُهُ إلى خَبَّابِ
وأعزَّ أزْرَقَ في القناةِ كَأَنَّهُ / في طُخْيةِ الظَّلْماءِ ضَوْءُ شِهابِ
وكتيبةٍ ينفي القِرَانَ قتيرُهَا / وتَرُدُّ حدَّ قَوَاحزِ النُّشَّابِ
جَأْوي مُلملَمَةٍ كأَنَّ رِمَاحَها / في كلِّ مُجْمَعَةٍ ضريمةُ غابِ
يَأْوي إلى ظِلِّ اللّواءِ كأَنَّهُ / في صَعْدَةِ الخَطّيّ فَيْءُ عُقابِ
أعْتَبَ أبا كَربٍ وأعْيَتْ تُبَّعاً / وأَبتْ بَسالتُها على الأَعرابِ
ومواعِظٍ مِنْ رَبِّنا نُهدي بها / بِلسانِ أزهرَ طيّبِ الأثوابِ
عُرِضَتْ عَلَينا فاشْتَهَينا ذِكْرَهَا / مِنْ بَعْدِ ما عُرِضَتْ على الأَحْزابِ
حِكْماً يراها المجرمونَ بِزَعْمِهِمْ / حَرَجاً ويَفْهَمُها ذَوُو الأَلْبابِ
جاءَتْ سَخينةُ كي تُغالِبَ رَبَّها / فَلْيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ
طَرَقَتْ هُمومُكَ فالرقادُ مسهَّدُ
طَرَقَتْ هُمومُكَ فالرقادُ مسهَّدُ / وَجَزِعْتُ أَنْ سُلِخَ الشَّبابُ الأَغْيَدُ
وَدَعَتْ فؤادَكَ للهَوَى ضمْريَّةٌ / فهواكَ غوريٌّ وصَحْبُكَ مُنْجِدُ
فدَعِ التَّمادِيَ في الغَوايَةِ سادِراً / قَدْ كُنْتَ في طَلَبِ الغَوايَةِ تُفْنَدُ
وَلَقَدْ أَنَى لَكَ أنْ تناهَى طائِعاً / أو تَسْتَفيقَ إذا نهاكَ المْرشِدُ
وَلَقَدْ هُدِدْتُ لفَقْدِ حَمْزَةَ هُدَّةً / ظَلَّتْ بَناتْ الجَوْفِ مِنْها تَرْعُدُ
وَلَوَ أنَّهُ فَجِعَتْ حِراءُ بمِثْلِهِ / لَرَأَيْتَ رأسَي صَخْرِها يَتَبَدَّدُ
قَرْمٌ تَمَكَّنَ في ذُؤابَةِ هاشِمٍ / حَيْثُ النُّبُوَّةُ والنَّدَى والسُّؤْدُدُ
والعاقِرُ الكُومَ الجِلادَ إذا غَدَتْ / ريحٌ يكادُ الماءُ مِنها يُجْمُدُ
والتارِكُ القِرْنَ الكَميَّ مُجَدَّلاً / يَوْمَ الكَرِيهَةِ والقَنا يَتَقَصَّدُ
وتَراهُ يَرْفُلُ في الحديدِ كَأَنَّهُ / ذُو لِبْدَةٍ شَثْنُ البراثِنِ أَرْبَدُ
عَمُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ وَصَفِيُّهُ / وَردَ الحِمامَ فطابَ ذاكَ المَوْرِدُ
وَأَتَى المَنِيَّةَ مُعَلِماً في أُسْرَةٍ / نَصَرُوا النبيَّ ومِنْهُمُ المسْتَشْهِدُ
ولَقَدْ إخالُ بذاكَ هِنْداً بُشِّرَتْ / لتُميتَ داخِلَ غُصَّةٍ لا تَبْرُدُ
مِمّا صَبَحْنَا بالعَقَنْقَلِ قَوْمَها / يوماً تَغيَّبَ فيهِ عَنْها الأَسْعَدُ
وبِبِئرِ بَدْرٍ إذْ يَرُدُّ وُجُوهَهُمْ / جِبْريلُ تَحْتَ لوائِنا وَمُحَمَّدُ
حَتَّى رأيتُ لَدَى النَّبيِّ سَراتَهُمْ / قِسْمَيْنِ يَقتُلُ مَنْ نَشاء وَيطْرُدُ
فأقامَ بالعَطَنِ المُعَطَّنِ مِنْهُمُ / سَبْعون عتبةُ مِنْهمُ والأسْوَدُ
وابنُ المغيرَةِ قَدْ ضَرَبْنا ضَرْبَةً / فوقَ الوريدِ لها رَشاشٌ مُزْبِدُ
وَأُيَّةُ الجُمَحيُّ قَوَّمَ مَيْلَهُ / عَضْبٌ بأيدي المؤمنينَ مُهَنَّدُ
فأتاكَ فَلُّ المشرِكينَ كَأَنَّهُمْ / والخيلُ تَثْفُنُهمْ نَعامٌ شُرَّدُ
شتَّانَ مَنْ هُوَ في جَهَنَّمَ ثاوياً / أبداً وَمَنْ هُوَ في الجِنانِ مخلَّدُ
بِمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَوَاهلٍ
بِمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَوَاهلٍ / وبِكلِّ أبيضَ كالغَدِيرِ مُهنَّدِ
يا لَلرِّجَالِ لِلُبّكَ المخطُوفِ
يا لَلرِّجَالِ لِلُبّكَ المخطُوفِ / وَلِدَمعِكَ المُتَرَقْرِقِ المنزوفِ
ويحٌ لأَمْرٍ قد أَتاني رَائعٍ / هدَّ الجبَالَ فانقَضَتْ بِرُجُوفِ
قَتْلُ الخَلِيفَةِ كانَ أمراً مُفظعاً / قَامَتْ لذاكَ بَلِيَّةُ التّخْويفِ
قُتِلُ الإمامُ لَهُ النُّجومُ خَوَاضِعٌ / والشَّمْسُ بازغَةٌ لَهُ بِكُسُوفِ
يا لَهْفَ نَفْسِي إذْ تَوَلُّوا غُدْوَةً / مَاذَا أَجَنَّ ضَرِيحُهُ المَسْقُوفُ
ولَّوا وَدَلُّوا في الضّريحِ أَخَاهُمُ / مَاذَا أَجَنَّ ضَرِيحُهُ المَسْقُوفُ
مِنْ نَائلٍ أو سُؤْددٍ وحَمَالةٍ / سَبَقَتْ لَهُ في النّاسِ أو مَعْروفِ
كَمْ مِنْ يَتيمٍ كانَ يجبُرُ عَظْمَهُ / أَمْسَى بِمَنزِلِهِ الضَيَاعُ يَطُوفُ
فَرَّجْتَهَا عَنْهُ برحمِكَ بَعْدَمَا / كَادَتْ وأيقَنَ بَعْدَهَا بحُتُوفِ
ما زَالَ يَقْبَلُهُمْ وَيَرْأبُ ظُلمَهُمُ / حتّى سَمِعْتُ برنَّةِ التّلْهِيفِ
أَمسَى مُقِيماً بالبَقِيعِ وأَصْبَحُوا / مُتَفرِّقِينَ قَدَ اجْمَعُوا بخُفُوفِ
النّارُ مَوْعِدُهُمْ بِقَتْلٍ إِمَامِهِمْ / عُثْمَانَ ظُهراً في البلادِ عَفِيفِ
جمعَ الحَمالةَ بعد حلمٍ راجحٍ / والخيرُ فيهِ مُبيَّنٌ مَعْرُوفُ
يا كعبُ لا تَنْفَكُّ تَبْكي مَالِكاً / ما دُمْتَ حيّاً في البلادِ تَطوفُ
فَابكِ أبا عمرٍو عتيقاً واصلاً / ولواءَهم إذْ كَانَ عيرَ سَخِيفِ
وليبْكِهِ عِنْدَ الحِفاظِ لِمُعْظِمٍ / والخيلُ بَيْنَ مَقانبٍ وصُفُوفِ
قَتَلُوكَ يا عثمانُ غيرَ مُدَنَّسٍ / قتلاً لَعَمْرُكَ واقفاً بسَقِيفِ
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُمَعْمِعُ بعضُهُ
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُمَعْمِعُ بعضُهُ / بعضاً كمعمعةِ الأَبَاءِ المُحْرَقِ
فلْيأتِ مَأْسدَةً تُسَنُّ سُيُوفُها / بينَ المذادِ وبين جِزعِ الخَنْدقِ
دَرِبُوا بِضَرْبِ المُعْلمِينَ فأسْلَمُوا / مُهَجاتِ أنفُسِهِمْ لِرَبِّ المَشرقِ
في عُصْبَةٍ نَصَرَ المُعْلمِينَ فأسْلَموا / مُهَجاتِ أنفُسِهِمْ لِرَبِّ المَشرقِ
في كُلِّ سَابِغةٍ تَخُطُّ فُضُولُهَا / كالنِّهيِ هَبَّتْ رِيحُهُ المُتَرَقْرقِ
بَيْضَاءِ مُحْكَمَةٍ كأنَّ قتيرَهَا / حَذَقُ الجَنَادِبِ ذَاتُ شَكٍّ مُوْثقِ
جَدْلاءُ يَحْفِزُهَا نِجادٌ مُهَنَّدٍ / صَافِي الحَدِيدَةِ صَارِمٍ ذي رَوْنَقِ
تلكُمْ مَعَ التّقْوى تكونُ لِبَاسَنَا / يومَ الهِيَاجِ وكلَّ سَاعَةِ مصدقِ
نَصِلُ السُّيوفَ إذا قَصُرْنَا بِخَطْوِنَا / قُدُماً ونُلحِقُها إذا لَمْ تَلْحَقِ
مَا حَلَّ بالأَعْدَاءِ مِثْلُ لِقائِنَا / يومَ النّجاحِ ويمُنَا بالخنْدَقِ
فَتَرَى الجَمَاجِمَ ضَاحِياً هَامَاتُهَا / بَلْهَ الأكفَّ كأَنَّها لضمْ تُخْلَقِ
نَلْقَى العَدُوَّ بفَخْمَةٍ مَلْمُومَةٍ / تَنْفِي الجموعَ كَقَصْدِ رَأْسِ المَشْرِقِ
ونُعِدُّ للأَعْدَاءِ كُلَّ مُقَلَّصٍ / وَرْدٍ وَمَحْجُولِ القَوَائِمِ أبْلقِ
تَرْدَى بِغُرْسَانٍ كأنَّ كُماتَهُمْ / عِنْدَ الهِيَاجِ أُسُودُ بالوَشِيجِ المُزْهِقِ
أَمَرَ الإلهُ بِرَبْطِهَا لِعَدْوَهِ / في الحَرْبِ إنّ اللهَ خيرُ موفِّقِ
لِتَكُونَ غَيْظاً للعَدُوِّ وحُيَّاطاً / لِلدّارِ إنْ دَلَفَتْ خُيُولُ النُّزقِ
وَيُعِينُنَا اللهُ العَزِيرُ بقوَّةٍ / مِنْهُ وصِدْقِ الصّبْرِ سَاعَةَ نَلْتَقِي
وَنُطِيعُ أمرَ نبيّنَا ونُجيبُهُ / وإذا دَعَا لِكَرِيَةٍ لم نُسْبَقِ
وَمتى يُنَادِ إلى الشّدائدِ نَأْتِها / وَمَتَى نَرَ الحَوْمَتِ فيها نُعْنِقِ
مَنْ يَتَّبِعْ قَوْلَ النّبيِّ إِنَّهُ / فِينَا مُطَاعُ الأمْرِ حَقُّ مُصَدَّقِ
فَبِذَاكَ ينصُرُنَا ويُظهِرُ عِزَّنَا / ويُصيبنَا من نَيْلِ ذَاكَ بِمرْفَقِ
إنَّ الذينَ يُكَذِّبون مُحمَّداً / كَفَرُوا وضلُّوا عن سَبِيلِ المتّقي
اللهُ أَكْرَمَنَا بِنَصْرِ نَبِيّنَا
اللهُ أَكْرَمَنَا بِنَصْرِ نَبِيّنَا / وَبِنَا أَقَامَ دَعَائِمَ الإسْلاَمِ
وَبِنَا أعزَّ نبيَّهُ وَوَلِيَّهُ / وَأَعَزَّنَا بالنّصْرِ والإقْدَامِ
في كلِّ مُعْتَرَكٍ تُطِيرُ نفوسُنَا / تَلكَ الجماجِمَ عَنْ فِراخ الهَامِ
نَحْنَ الخيَارُ مِنَ البَريَّةِ كُلِّهَا / وَنِظَامُهَا وَزِمَامُ كُلِّ زِمَامِ
الخَائِضُو غَمَرَاتِ كُلِّ مَنِيَّةٍ / والضّامِنُونَ حَوَادِثَ الأَيَّامِ
فَسَلُوا ذَوِي الآكلِ عَن سَرَوَاتِنَا / يَومَ العَرِيضِ فَحَاجِرٌ فَرُوَامِ
إِنّا لَمُنْعٌ مَا أَرَدْنَا مَنْعَهُ / وَنَجُودُ بالمَعْرُوفِ للمُعْتامِ
يَنْتَابُنَا جِبْرِيلُ في أَبائِنَا / بِفَرَائِضِ الإسْلاَمِ والأَحْكَامِ
مَنْ مُبْلغُ الأَنصارَ عَنِّي آيَةً
مَنْ مُبْلغُ الأَنصارَ عَنِّي آيَةً / رُسُلاً تَقُصُّ عَلَيْهِمُ التّبْيَانَا
رُسُلاً تُخبّركُمْ بما أَوْلَيْتُمُ / أنَّ البَلاءَ يُكَشِّفُ الإنْسَانَا
أَنْ قَدْ فَعَلْتُمْ فِعْلَةً مُذْكُورَةً / كَسَتِ الفُضُوحَ وأبْدَتِ الشّنآنا
بقُعُودِكُمْ في دَارِكُمْ وأَمِيرُكُمْ / تُحْشَى ضَوَاحِي دارِهِ النّيرانَا
بَيْنَا يُرَجِّي دَفْعَكُمْ عَنْ دَارِهِ / مُلِئَتْ حَرِيقاً كَابِياً ودُخَانَا
حَتَّى إذَا خَلَصُوا إلى أبْوَابِهِ / دَخَلُوا عَلَيْهِ صَائماًعَطْشَانَا
يُعْلُونَ قُلَّتَهَ السّيُوفَ وأنتُمُ / مُتَلَبّثُونَ مَكَانَكُمْ رِضْوَانَا
اللهُ يَعْلَمُ أنّني لَمْ أرْضَهُ / لَكُمُ صَنِيعاً يومَ ذاكَ وَشَانَا
يَا لَهْفَ نَفْسِي إذْ يَقُولُ أَلا أَرَى / نَفَراً من الأَنْصَارِ لِي أعْوانَا
واللهِ لو شَهِدَ ابنُ قَيْسٍ ثَابِتٌ / وَمَعَاشِرٌ كَانُوا لَهُ إخْوانَا
وأَبُو دُجَانَةَ وابنُ أرقَمَ ثَابِتٌ / وأخُو المشَاهِدِ من بني عجلانَا
ورفَاعَةُ العمريُّ وابنُ معاذِهِمْ / وأَخُو مُعَاويَ لم يَخَفْ خذلانَا
قَوْمٌ يَرَوْنَ الحقَّ نَصْرَ أَمِيرِهِمْ / وَيَرُونَ طَاعَةَ أمْرِهِ إِيْمانَا
وَقِوَامُ أَمْرِ المُسْلِمينَ إِمَامُهُمْ / يَزَعُ السّفِيهَ ويَقْمَعُ العُدْوَانَا
فوَدَدْتُ لو كُنْتُمْ بَذَلتُمْ عَهْدَكُم / لَبَقِي أَمِيرُكُمُ عَلَى مَا كَانَا
وَكَرْرْتُمُ كَرَّ المُحَافِظِ إِنَّما / يَسْعَى الحَلِيمُ لِمِثْلِهِ أَحْيَانَا
فَمَنَعْتُمُوهُ أَو قُتِلْتُمْ حَوْلَهُ / مُتَلَبّبينَ البِيضَ والأبْدَانَا
وَلَقَدْ عَتبتُ على مَعَاشِرَ فِيكُمُ / يَوْمَ الوَقِيعَةِ أسْلَمُوا عُثْمَانَا
إنْ يُتْركُوا فَوْضَى يَكُنْ في دِينِهِمْ / أمراً يُضَيّقُ عنهُمُ البُلْدَانَا
فلْيُعْلِيَنَّ اللهُ كَعْبَ وَلِيِّهِ / وَلْيَجْعَلَنَّ عَدُوَّهُ الذّلاّنَا
إنّي رَأَيْتُ محمّداً إِختَارَهُ / صِهراً وَكَانَ يَعُدُّهُ خلصَانَا
مَحْضَ الضّرائبِ ماجداً أَعْرَاقَهُ / من خَيْرِ خِنْدِفَ مَنْصِباً وَمَكانَا
عَرِفَتْ لَهُ عُلْيَا مَعَدٍّ كُلُّهَا / بَعْدَ النّبيِّ المُلْكَ والسُّلْطَانَا
مِنْ مَعْشَرٍ لا يغدُرُونَ بِجَارِهِمْ / كَانُوا بمكَّةَ يَرْتَعُونَ زَمَانَا
يُعطونَ سَائِلَهُمْ وَيَأْمَنُ جارُهُمْ / فيهِمْ ويُرْدُونَ الكُماةَ طِعانَا
فَلَوَ أنَّكُمْ مَعَ نَصْرِكُمْ لنبيِّكُمْ / يَوْمَ اللّقاءِ نَصَرْتُمُ عُثْمَانَا
أَنْسِيتُمُ عَهْدَ النّبيّ إليكُمُ / وَلَقَدْ ألَظَّ وَوَكَّدَ الأَيْمانَا
بمنًى غَدَاةَ تَلا الصّحيفَةَ فِيكُمُ / فَأَهْجْتُمُ وَقَبِلْتُمُ الأدْيَانَا
ألاّ تُوَلُوا مَا تَغُوَّرَ رَاكِبٌ / أَخْزَى المَنُونَ مُوَالِياً إِخوانَا
فَكَفَى بِنَا فَضْلاً عَلَى مَنْ غَيْرِنَا
فَكَفَى بِنَا فَضْلاً عَلَى مَنْ غَيْرِنَا / حُبُّ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ إِيَّانَا