المجموع : 29
برق الربيع لنا برونق مائه
برق الربيع لنا برونق مائه / فانظر لروعةِ أرضه وسمائهِ
فالترب بين ممسك ومعنبر / من نوره بل مائه وروائه
والماء بين مُصندل ومكفر / من حسن كدرته ولون صفائه
والطير مثل المحسنات صوادح / مثل المغنّي شادياً بغنائه
والورد ليس بممسك رياه بل / يُهدي لنا نفحاته من مائه
زمن الربيع جلبت أزكى متجر / وجلوت للرائين خير جلائه
فكأنه هذا الرئيس إذا بدا / في خلقه وصفائه وعطائه
يعشو إليه المجتدي والمجتني / والمجتوي هو هارب بذَمائه
ما البحر في تزخاره والغيث في / أمطاره والجوْد في أنوائهِ
بأجلَ منه مواهباً ورغائباً / لا زال هذا المجد حول فنائه
والسادة الباقون سادة عصره / متمدحين بمدحه وثنائهِ
يا من يلي أمر القضا
يا من يلي أمر القضا / ءِ وذاك من سوءِ القضاءِ
ويل لقاضي الأرض يو / م الدين من قاضي السماءِ
كم من يتيم قد حشر / ت غناه في ذاك الوعاءِ
ولرب ثكلى قد ترك / ت بعينها أثر البكاءِ
فسمنت من هَزل اليتيم / نعم ومن غزل الإماءِ
أخوان من أمٍّ وأبْ
أخوان من أمٍّ وأبْ / لا يفتران عن الشغَبْ
ما منهما إلا ضن / يشكو معاناة الدَّأبْ
وكلاهما حنق الفؤا / دِ على أخيه بلا سببْ
يغريهما بالشرِّ سبط / الريح وابن أبي الخشب
ما منهما إلا به / شرط اليبوسة والْحَرَبِ
فلنا بصلحهما ردى / ولنا بحربهما نشبْ
يا أيها الملك الذي / في كل خطب ينتدبْ
أخرجه إخراج الذكي / فقد وصفت كما وجبْ
أخوان مصطلحان صلح عتابِ
أخوان مصطلحان صلح عتابِ / متعانقان تعانق الأحبابِ
كل يباعد عن أخيه رأسه / دَلاًّ عليه أي بأني الآبي
يحكيهما في الشكل لام لفٍ جرت / في خطة يد حاذق الكُتاب
حتى إذا أكرمت منا واحداً / فله الإهانة لا من استيجاب
شيء يسرك عكسه ويسرني / إن كنت منفذه يدى أصحابي
حرج على الأيام إن لم تحرج
حرج على الأيام إن لم تحرج / وعليك يا مكواة إن لم تنضجي
ليست بدار معرج لك فارتحل / كم ذا المقام ولا بُعشك فادرُجي
يا سيد الأمراء إن أرعيتني / أذن الخليّ سمعت لوعات الشجي
لما سموت إلى المعسكرِ ضارباً / في كل عزم كل سهم مفلج
ضَمِنت لك الأقدار نصراً عاجلاً / واستقبلتك بخاتم الفيروزج
وطلعت أسعد طالع في موكب / حسدت مطالعه بناتُ الأبرُج
فيه من الأمراء كل مكلل / ومعصب ومطوّق ومتوج
يزهى من الشيخ العميد وطلعة ال / شيخ الأمين بكل أبيض أبلج
سيفي عقابك للعدو المعتدي / ويَدي سحابك للوليّ المرتجي
خَرَجَ الأمِيرُ وَمِنْ وَرَاء رِكَابهِ / غَيري وَعَزَّ عليّ أَنْ لَمْ أَخْرُجِ
أصبحت لا أدري أأدعو ضغمشي / أم بكتكنى أم أصيح بنَزعج
وبقيت لا أدري أأركب أبرشي / أم أدهمي أم أشهبي أم ديزجي
يا سيد الأمراء ما لي خيمة / غير السماء إلى ذراها ألتجي
كنفي بعيري إن ظعنت ومفرشي / كمي وجنح الليل مطرح هودجي
فلو أن قيسي حاضرون وخندفي / ولو أن أوسي شاهدون وخزرجي
لحثثت قدام المواكب موكبي / ركضاً وقُدام المراكب مُسْرَجي
مثلي مع الزمن البهيم وبخله / وبليغ آمالي وفرط تغنجي
مثل المواري عورتيه بحبه / إن لم يكونا معلمين فدحرج
من عاذري من همةٍ فوق السها / شرفاً وحظ في الحضيض المحرج
صيت وراء الصين واسم فوقه / بُعداً وجسم بين ثوبي محوج
يا منجنون بحذف ثاني حرفه / إن كنت فاعل ما أرى فتحرّج
نظري لهذا العيش كيف مزاجُهُ
نظري لهذا العيش كيف مزاجُهُ / نظر إليك نِساجُه وعلاجه
ولقد عهدت حماك وهو معرَّس / لي دخْله وعلى سوايَ خراجه
في جنحِ ليل رق عنا ثوبه / وصفت مدامته ورق مِزاجه
ماضي الغِرار يدُ الأمير محمد / طبعَته لليوم المثار عَجاجه
ليل كأن أبا شجاع بدرُه / يجلو الدجى والعنبريّ سراجه
فتدفقت بنداهما أنواؤه / وتبرجت لعلاهما أبراجه
حي الأمير العنبريّ وقل له / يا كعبة آمالُنا حُجاجه
أنت ابن بيت في السماء مكانه / سقفاً وفوق المشتري معراجه
أركبتني فرس الكرامة ملجماً / وعليك بعد لجامه إسْراجه
ولئن فعلت لأشكرنك في الورى / شكراً تموج عليكم أمواجه
بمدائحٍ لا ينمحي ديباجها / وبخاطرٍ لا ينتهي عَجَّاجه
قسماً لقد نسج الحيا
قسماً لقد نسج الحيا / خِلعَ الربى فأجاد نسجا
وشجاك لحن العند / ليب ونغمة القُمريّ أشجى
فكأنما قبس الر / بيع بمنكبِ العلمين سرجا
وإذا المروج مرجت في / أطرافهن الطرفَ مرجا
شبهت أنوار الربي / ع كواكباً والروضَ برجا
وترى الغصون كأنما / اطلعن للمرجانِ درجا
حتى إذا بكت السحا / ب وثجت الأمطار ثجَا
قضت الربى بين السحا / ب بنورها دخْلاً وخرجا
فاملأ كؤوسك يا غلا / م ولا تعرها الماء شجا
فإذا انتهت كأسي إل / يَّ مزجتها بالدمع مزجا
بأبي الذي نظم الجما / ل لوجهه سبجاً وثلجاً
وجه كجيش الروم قد / لاقى من الصدغين زنجا
ومدلل كحل الدلا / لُ جفونه مرضا وغنجا
رضي الجمال بأن تص / ح جفونه والغنج لجّا
لو لم يرد صيد القلو / ب لما حنى القوس الأزجا
يا من يطيل بناءَهُ متوقياً
يا من يطيل بناءَهُ متوقياً / رَيْبَ المنون وصَرْفَه لا تحرجِ
فالموت يفرغ كل قصر شامخ / والموت يفتح كل باب مُرتجِ
يا عاقدُ اذكر حَلها وتوّق يا / رب القصور من الحمامِ المزعج
وابنِ القصور بناءَ من لا يرتجي / فيها الخلود ولا إليها يلتجي
طرباً فقد رق الظلا
طرباً فقد رق الظلا / م ورق أنفاس الصباح
وسرى إلى القلب العلي / ل عليلُ أنفاس الرياح
ومليحة ترنو بنر / جسة وتبسم عن أقاح
قامت وقد برد الحليُّ / تَميس في ثني الوشاح
تشدو وكل غنائها / برد على كبد اقتراحي
يا ليل هل لك من صباح / أم هل لنجمك من براح
طرباً فلا يد للوَّا / حي والصبا خضر النواحي
سأريق ماء شبيبتي / ما بين ريحان وراح
جيش الملاحة والجما
جيش الملاحة والجما / ل بوجه من أهوى مناخ
فلو انبرى للأرض في / أيار أزهرت السباخ
قسماً لقد عَجَمَ الزما
قسماً لقد عَجَمَ الزما / نُ كِنانتي عُوداً فعودا
وأرانِيَ الأيام شُو / ساً والمنى بيضاً وسودا
ولقد أساء فما رفع / تُ إليه طرفي مستزيدا
كلاَّ وسَرَّ فما حطط / تُ لِثامي مستجيدا
لَقِيَتْ تصاريف الزما / ن بِيَ الحجارة والحديدا
وأحلني حيث التفت / فلم أجد إلا حسودا
ولئن أحلَّنيَ الحضي / ض فدون تقديري وجُودا
وإذا أحلني السما / ءَ فدون مقداري قُعودا
أنا عبد مولانا الوزي / ر فما نهاني أن أسُودا
إنّي بواقية اسمه / أطأ الأساوِد والأُسُودا
أَدَع الصعيد إذا أعر / تُ ترابَه قدمي سعيدا
مَنْ مُبْلغ عني العرا / ق وسائر عني بَريدا
أن الوزير انتاشني / وأعادني خَلْقاً جديدا
لك يا وزير المشرقي / ن زففتها خوداً فريدا
وعقدت نذراً لا منح / ت سواك قافية شرودا
وإذا نقضت فلن أكو / ن لرشدتيّ ولا رشيدا
كبّرت فيك على الملو / ك وقلت بعدك لا مزيدا
وسمعت أنك ظاعن / فضحكت من أملي شديدا
خل الزمان كذاك عن / دي مبدياً ومعي معيدا
يا غرة النجم الرشيدي
يا غرة النجم الرشيدي / لا تنقضي أبداً وزيدي
يا من يتيه على أخي / ه بحسن منعطف وجِيدِ
تِهْ ما بدا لك إنني / قد صُغتُ قلباً من حديد
وجلست أنتظر الكسو / فَ وليس ذلك بالبعيد
لك كعبتان ومَشعرا
لك كعبتان ومَشعرا / ن وقبلتان لمن يحاذِي
هي كعبة الحجاج تل / ك وكعبة المحتاج هذي
كفم الحبيب كطرفه
كفم الحبيب كطرفه / كقويم قامته كظهري
كإشارتي في قبلة / كجواب نذل غير حر
وأنا الغلام لقطن خي
وأنا الغلام لقطن خي / ط خياط خيَّاط الأمير
فيه يخاط صدار طف / ل غلام بواب الوزير
يا شيخ إنك شاعر
يا شيخ إنك شاعر / لا يصطلي أحد بنارك
رأسي ورجلي في حر أم / ك والمعلق من حمارك
غضي جفونك يا ريا
غضي جفونك يا ريا / ض فقد فتنتِ الحورَ غمزا
واقني حياءَك يا ريا / ح فقد كددت الغصن هزا
وإلا قومي يا هزا / ر فقد فتقتَ الأُذن رمزا
وارفق بجفنك يا غما / م فقد خدشت الورد وخزا
خلع الربيع على الربى / وربوعها خزّاً وبزا
ومطارفاً نقشت لهن / أنامل الأنواء طرزا
أسر المطي إلى المدا / م على جنيّ الورد جمزا
أو ما ترى الأقطار قد / أخذت من الأمطار عزا
أو ليس عجزاً أن يفو / تك حسنها أو ليس عجزا
حلت عزاليها السما / ءُ فعادت البيداء نزا
خلقت يداك على العدا / سيفاً وللعافين كنزا
يا أيها الملك الذي / بعساكر الآمال يغزى
فكأن أمطار الربي / ع إلى ندى كفيك تغزى
ما للرجال إذا عِدا / ك تذل من خجل وتخزى
والمدح طلق ما عنا / ك فإن عداك تجده كزا
حتى إذا دُعيتْ نَزا / لِ وأزّت الهيجاء أزا
كنت ابن بجدتها المحك / م سيفه حزاً وجزا
وإذا تشققت الصفو / ف خرزتها بالرمح خرزا
أنت الأمير على الحقيق / ة أن يكنُهْ سواك نبزا
لا زلت يا كنف الأمي / ر لنا من الأحداث حرزا
راضٍ كَلا أو ساخط كالراضي
راضٍ كَلا أو ساخط كالراضي / والعمر دَين والزمان تقاضِ
وإذا الزمان أتى بأسود واقف / من خَطْبه فاطلع بأبيض ماض
لا تأس إن هلكت قريظة فاتبع / آثارها بالنابح العَضاض
وإذا غنِيتَ ولم تصل رحماً ولا / جاراً فلا سلمتْ من البَرّاض
غضب ابن عباد على حجابه / يوماً فأنشدنا أبو الفياض
لا ترحم الأعمى وزده ضَعْفةً / إن المريض أحق بالأمراض
وإذا رأيت اللّه خصّ عصابة / بكرامة محسودة الأعراض
فاعلم بأن اللّه لم يغلط ولم / يُسرف وأن اللّه أعدل قاض
اللّه طوّقك الرياسة بعدما / أعيت سياستها على الرُّوّاض
إن المكارم لا يلقن بواحد / ولَوَ انهن شددن بالأرباض
ويردن آخر لا يرِمْنَ فِناءه / ولوَ انهن فصِلن بالمقراض
سفرت لك الأيام عن وجناتها / ورنت بألحاظ إليك مراض
ثوت الرياسة عند بيتك من لدن / عهد السَّمْيذَع والأمير مضاض
ومتى أشاء رتعت في أيامكم / ما بين غدرانٍ وبين رياض
سُحب الربيع الغُر أم شهب الدجا / أم شُم رَضْوى أَم أُسود غياض
سعدا وذا البردين والحكم الذي / أعطى هنية وابن ذاك القاضي
زيد الفوارس والأُعَيْسِر والفتى / قيس بن مسعود وذا الأحفاض
خال الفرزدق ذا الفَعال وأرشدا / سهم وضنء مُزاحِم بن عياض
زيد بن عبد اللّه عامر الذي / أهدى إلى غسان ذل تراض
وعصابة حبسوا المحرّق ليلة / حتى علوا جنح الدجى بتهاض
وأبا سراج إن ذكرت ومَرْثِدا / وقبيصة بن ضرار الخواض
وابنَيْ أُبيّ إن عددت ومن له / ذات الرماحِ وجامع الأوفاض
يا أيها الرجل الذي يرتاب بي / كنا وكنت وكان فعل ماض
هذا الرئيس وهذه آثاره / وسنا المكارم ظاهر الايماض
عدنان كم لك من يد فضفاضة / من لي بشكر مثلها فضفاض
إن أنس يوم الزنج من أيامكم / فخلا إذَنْ جسمي من الأعراض
ولقد منحت من الجزيل وفزت من / حسن الثناء بأنفَس الأعراض
ولَو أن ما أعطيتنيه سلبتني / لوجدتني ماءً على رضراض
يا أيها الشيخ الرئيس خفية / هي بين إغضاء وبين تغاض
قد طال مكثي في هراة فهل لكم / في أن أوليكم قفا الاعراض
ولو أنني ماء الحياة لمله / وُرَّاده وتنكبوا أحواضي
أحسنتم يا للكرام ضيافتي / عند الورود فأحسِنوا إنهاضي
ولقد دخلت ديار فارس تاجراً
ولقد دخلت ديار فارس تاجراً / أبتاع ما فيها من الأعراض
فإذا نسا فيها رجال سادة / لهفي على ذاك الزمان الماضي
وبعهدنا بك يافعاً وبخالد / حدثاً تنسك يا أبا الغياض
وأراك شخت ومن يشخ بذي النسا / منه بمنتجع من الأمراض
والشيب في الإسلام حسبك مفخراً / في عارضيك فلا تدع لبياض
وأظن هذا الشيب في استيفائه / سنة الضحى هي في العيون تغاض
وإذا اللحى ريشت فسوف ترى اللحى / بعد الرياش تقص بالمقراض
دار وسمت عراصها
دار وسمت عراصها / تحكي الأباطح والرصافه
دار النبوة والمرو / ءة والخلافة والضيافه
فيها المصاحف والمطا / رف والسوالف والسلافه
لا زلت يا دار الكرا / م مصونة من كل آفه