القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَديع الزَّمان الهَمَذاني الكل
المجموع : 29
برق الربيع لنا برونق مائه
برق الربيع لنا برونق مائه / فانظر لروعةِ أرضه وسمائهِ
فالترب بين ممسك ومعنبر / من نوره بل مائه وروائه
والماء بين مُصندل ومكفر / من حسن كدرته ولون صفائه
والطير مثل المحسنات صوادح / مثل المغنّي شادياً بغنائه
والورد ليس بممسك رياه بل / يُهدي لنا نفحاته من مائه
زمن الربيع جلبت أزكى متجر / وجلوت للرائين خير جلائه
فكأنه هذا الرئيس إذا بدا / في خلقه وصفائه وعطائه
يعشو إليه المجتدي والمجتني / والمجتوي هو هارب بذَمائه
ما البحر في تزخاره والغيث في / أمطاره والجوْد في أنوائهِ
بأجلَ منه مواهباً ورغائباً / لا زال هذا المجد حول فنائه
والسادة الباقون سادة عصره / متمدحين بمدحه وثنائهِ
يا من يلي أمر القضا
يا من يلي أمر القضا / ءِ وذاك من سوءِ القضاءِ
ويل لقاضي الأرض يو / م الدين من قاضي السماءِ
كم من يتيم قد حشر / ت غناه في ذاك الوعاءِ
ولرب ثكلى قد ترك / ت بعينها أثر البكاءِ
فسمنت من هَزل اليتيم / نعم ومن غزل الإماءِ
أخوان من أمٍّ وأبْ
أخوان من أمٍّ وأبْ / لا يفتران عن الشغَبْ
ما منهما إلا ضن / يشكو معاناة الدَّأبْ
وكلاهما حنق الفؤا / دِ على أخيه بلا سببْ
يغريهما بالشرِّ سبط / الريح وابن أبي الخشب
ما منهما إلا به / شرط اليبوسة والْحَرَبِ
فلنا بصلحهما ردى / ولنا بحربهما نشبْ
يا أيها الملك الذي / في كل خطب ينتدبْ
أخرجه إخراج الذكي / فقد وصفت كما وجبْ
أخوان مصطلحان صلح عتابِ
أخوان مصطلحان صلح عتابِ / متعانقان تعانق الأحبابِ
كل يباعد عن أخيه رأسه / دَلاًّ عليه أي بأني الآبي
يحكيهما في الشكل لام لفٍ جرت / في خطة يد حاذق الكُتاب
حتى إذا أكرمت منا واحداً / فله الإهانة لا من استيجاب
شيء يسرك عكسه ويسرني / إن كنت منفذه يدى أصحابي
حرج على الأيام إن لم تحرج
حرج على الأيام إن لم تحرج / وعليك يا مكواة إن لم تنضجي
ليست بدار معرج لك فارتحل / كم ذا المقام ولا بُعشك فادرُجي
يا سيد الأمراء إن أرعيتني / أذن الخليّ سمعت لوعات الشجي
لما سموت إلى المعسكرِ ضارباً / في كل عزم كل سهم مفلج
ضَمِنت لك الأقدار نصراً عاجلاً / واستقبلتك بخاتم الفيروزج
وطلعت أسعد طالع في موكب / حسدت مطالعه بناتُ الأبرُج
فيه من الأمراء كل مكلل / ومعصب ومطوّق ومتوج
يزهى من الشيخ العميد وطلعة ال / شيخ الأمين بكل أبيض أبلج
سيفي عقابك للعدو المعتدي / ويَدي سحابك للوليّ المرتجي
خَرَجَ الأمِيرُ وَمِنْ وَرَاء رِكَابهِ / غَيري وَعَزَّ عليّ أَنْ لَمْ أَخْرُجِ
أصبحت لا أدري أأدعو ضغمشي / أم بكتكنى أم أصيح بنَزعج
وبقيت لا أدري أأركب أبرشي / أم أدهمي أم أشهبي أم ديزجي
يا سيد الأمراء ما لي خيمة / غير السماء إلى ذراها ألتجي
كنفي بعيري إن ظعنت ومفرشي / كمي وجنح الليل مطرح هودجي
فلو أن قيسي حاضرون وخندفي / ولو أن أوسي شاهدون وخزرجي
لحثثت قدام المواكب موكبي / ركضاً وقُدام المراكب مُسْرَجي
مثلي مع الزمن البهيم وبخله / وبليغ آمالي وفرط تغنجي
مثل المواري عورتيه بحبه / إن لم يكونا معلمين فدحرج
من عاذري من همةٍ فوق السها / شرفاً وحظ في الحضيض المحرج
صيت وراء الصين واسم فوقه / بُعداً وجسم بين ثوبي محوج
يا منجنون بحذف ثاني حرفه / إن كنت فاعل ما أرى فتحرّج
نظري لهذا العيش كيف مزاجُهُ
نظري لهذا العيش كيف مزاجُهُ / نظر إليك نِساجُه وعلاجه
ولقد عهدت حماك وهو معرَّس / لي دخْله وعلى سوايَ خراجه
في جنحِ ليل رق عنا ثوبه / وصفت مدامته ورق مِزاجه
ماضي الغِرار يدُ الأمير محمد / طبعَته لليوم المثار عَجاجه
ليل كأن أبا شجاع بدرُه / يجلو الدجى والعنبريّ سراجه
فتدفقت بنداهما أنواؤه / وتبرجت لعلاهما أبراجه
حي الأمير العنبريّ وقل له / يا كعبة آمالُنا حُجاجه
أنت ابن بيت في السماء مكانه / سقفاً وفوق المشتري معراجه
أركبتني فرس الكرامة ملجماً / وعليك بعد لجامه إسْراجه
ولئن فعلت لأشكرنك في الورى / شكراً تموج عليكم أمواجه
بمدائحٍ لا ينمحي ديباجها / وبخاطرٍ لا ينتهي عَجَّاجه
قسماً لقد نسج الحيا
قسماً لقد نسج الحيا / خِلعَ الربى فأجاد نسجا
وشجاك لحن العند / ليب ونغمة القُمريّ أشجى
فكأنما قبس الر / بيع بمنكبِ العلمين سرجا
وإذا المروج مرجت في / أطرافهن الطرفَ مرجا
شبهت أنوار الربي / ع كواكباً والروضَ برجا
وترى الغصون كأنما / اطلعن للمرجانِ درجا
حتى إذا بكت السحا / ب وثجت الأمطار ثجَا
قضت الربى بين السحا / ب بنورها دخْلاً وخرجا
فاملأ كؤوسك يا غلا / م ولا تعرها الماء شجا
فإذا انتهت كأسي إل / يَّ مزجتها بالدمع مزجا
بأبي الذي نظم الجما / ل لوجهه سبجاً وثلجاً
وجه كجيش الروم قد / لاقى من الصدغين زنجا
ومدلل كحل الدلا / لُ جفونه مرضا وغنجا
رضي الجمال بأن تص / ح جفونه والغنج لجّا
لو لم يرد صيد القلو / ب لما حنى القوس الأزجا
يا من يطيل بناءَهُ متوقياً
يا من يطيل بناءَهُ متوقياً / رَيْبَ المنون وصَرْفَه لا تحرجِ
فالموت يفرغ كل قصر شامخ / والموت يفتح كل باب مُرتجِ
يا عاقدُ اذكر حَلها وتوّق يا / رب القصور من الحمامِ المزعج
وابنِ القصور بناءَ من لا يرتجي / فيها الخلود ولا إليها يلتجي
طرباً فقد رق الظلا
طرباً فقد رق الظلا / م ورق أنفاس الصباح
وسرى إلى القلب العلي / ل عليلُ أنفاس الرياح
ومليحة ترنو بنر / جسة وتبسم عن أقاح
قامت وقد برد الحليُّ / تَميس في ثني الوشاح
تشدو وكل غنائها / برد على كبد اقتراحي
يا ليل هل لك من صباح / أم هل لنجمك من براح
طرباً فلا يد للوَّا / حي والصبا خضر النواحي
سأريق ماء شبيبتي / ما بين ريحان وراح
جيش الملاحة والجما
جيش الملاحة والجما / ل بوجه من أهوى مناخ
فلو انبرى للأرض في / أيار أزهرت السباخ
قسماً لقد عَجَمَ الزما
قسماً لقد عَجَمَ الزما / نُ كِنانتي عُوداً فعودا
وأرانِيَ الأيام شُو / ساً والمنى بيضاً وسودا
ولقد أساء فما رفع / تُ إليه طرفي مستزيدا
كلاَّ وسَرَّ فما حطط / تُ لِثامي مستجيدا
لَقِيَتْ تصاريف الزما / ن بِيَ الحجارة والحديدا
وأحلني حيث التفت / فلم أجد إلا حسودا
ولئن أحلَّنيَ الحضي / ض فدون تقديري وجُودا
وإذا أحلني السما / ءَ فدون مقداري قُعودا
أنا عبد مولانا الوزي / ر فما نهاني أن أسُودا
إنّي بواقية اسمه / أطأ الأساوِد والأُسُودا
أَدَع الصعيد إذا أعر / تُ ترابَه قدمي سعيدا
مَنْ مُبْلغ عني العرا / ق وسائر عني بَريدا
أن الوزير انتاشني / وأعادني خَلْقاً جديدا
لك يا وزير المشرقي / ن زففتها خوداً فريدا
وعقدت نذراً لا منح / ت سواك قافية شرودا
وإذا نقضت فلن أكو / ن لرشدتيّ ولا رشيدا
كبّرت فيك على الملو / ك وقلت بعدك لا مزيدا
وسمعت أنك ظاعن / فضحكت من أملي شديدا
خل الزمان كذاك عن / دي مبدياً ومعي معيدا
يا غرة النجم الرشيدي
يا غرة النجم الرشيدي / لا تنقضي أبداً وزيدي
يا من يتيه على أخي / ه بحسن منعطف وجِيدِ
تِهْ ما بدا لك إنني / قد صُغتُ قلباً من حديد
وجلست أنتظر الكسو / فَ وليس ذلك بالبعيد
لك كعبتان ومَشعرا
لك كعبتان ومَشعرا / ن وقبلتان لمن يحاذِي
هي كعبة الحجاج تل / ك وكعبة المحتاج هذي
كفم الحبيب كطرفه
كفم الحبيب كطرفه / كقويم قامته كظهري
كإشارتي في قبلة / كجواب نذل غير حر
وأنا الغلام لقطن خي
وأنا الغلام لقطن خي / ط خياط خيَّاط الأمير
فيه يخاط صدار طف / ل غلام بواب الوزير
يا شيخ إنك شاعر
يا شيخ إنك شاعر / لا يصطلي أحد بنارك
رأسي ورجلي في حر أم / ك والمعلق من حمارك
غضي جفونك يا ريا
غضي جفونك يا ريا / ض فقد فتنتِ الحورَ غمزا
واقني حياءَك يا ريا / ح فقد كددت الغصن هزا
وإلا قومي يا هزا / ر فقد فتقتَ الأُذن رمزا
وارفق بجفنك يا غما / م فقد خدشت الورد وخزا
خلع الربيع على الربى / وربوعها خزّاً وبزا
ومطارفاً نقشت لهن / أنامل الأنواء طرزا
أسر المطي إلى المدا / م على جنيّ الورد جمزا
أو ما ترى الأقطار قد / أخذت من الأمطار عزا
أو ليس عجزاً أن يفو / تك حسنها أو ليس عجزا
حلت عزاليها السما / ءُ فعادت البيداء نزا
خلقت يداك على العدا / سيفاً وللعافين كنزا
يا أيها الملك الذي / بعساكر الآمال يغزى
فكأن أمطار الربي / ع إلى ندى كفيك تغزى
ما للرجال إذا عِدا / ك تذل من خجل وتخزى
والمدح طلق ما عنا / ك فإن عداك تجده كزا
حتى إذا دُعيتْ نَزا / لِ وأزّت الهيجاء أزا
كنت ابن بجدتها المحك / م سيفه حزاً وجزا
وإذا تشققت الصفو / ف خرزتها بالرمح خرزا
أنت الأمير على الحقيق / ة أن يكنُهْ سواك نبزا
لا زلت يا كنف الأمي / ر لنا من الأحداث حرزا
راضٍ كَلا أو ساخط كالراضي
راضٍ كَلا أو ساخط كالراضي / والعمر دَين والزمان تقاضِ
وإذا الزمان أتى بأسود واقف / من خَطْبه فاطلع بأبيض ماض
لا تأس إن هلكت قريظة فاتبع / آثارها بالنابح العَضاض
وإذا غنِيتَ ولم تصل رحماً ولا / جاراً فلا سلمتْ من البَرّاض
غضب ابن عباد على حجابه / يوماً فأنشدنا أبو الفياض
لا ترحم الأعمى وزده ضَعْفةً / إن المريض أحق بالأمراض
وإذا رأيت اللّه خصّ عصابة / بكرامة محسودة الأعراض
فاعلم بأن اللّه لم يغلط ولم / يُسرف وأن اللّه أعدل قاض
اللّه طوّقك الرياسة بعدما / أعيت سياستها على الرُّوّاض
إن المكارم لا يلقن بواحد / ولَوَ انهن شددن بالأرباض
ويردن آخر لا يرِمْنَ فِناءه / ولوَ انهن فصِلن بالمقراض
سفرت لك الأيام عن وجناتها / ورنت بألحاظ إليك مراض
ثوت الرياسة عند بيتك من لدن / عهد السَّمْيذَع والأمير مضاض
ومتى أشاء رتعت في أيامكم / ما بين غدرانٍ وبين رياض
سُحب الربيع الغُر أم شهب الدجا / أم شُم رَضْوى أَم أُسود غياض
سعدا وذا البردين والحكم الذي / أعطى هنية وابن ذاك القاضي
زيد الفوارس والأُعَيْسِر والفتى / قيس بن مسعود وذا الأحفاض
خال الفرزدق ذا الفَعال وأرشدا / سهم وضنء مُزاحِم بن عياض
زيد بن عبد اللّه عامر الذي / أهدى إلى غسان ذل تراض
وعصابة حبسوا المحرّق ليلة / حتى علوا جنح الدجى بتهاض
وأبا سراج إن ذكرت ومَرْثِدا / وقبيصة بن ضرار الخواض
وابنَيْ أُبيّ إن عددت ومن له / ذات الرماحِ وجامع الأوفاض
يا أيها الرجل الذي يرتاب بي / كنا وكنت وكان فعل ماض
هذا الرئيس وهذه آثاره / وسنا المكارم ظاهر الايماض
عدنان كم لك من يد فضفاضة / من لي بشكر مثلها فضفاض
إن أنس يوم الزنج من أيامكم / فخلا إذَنْ جسمي من الأعراض
ولقد منحت من الجزيل وفزت من / حسن الثناء بأنفَس الأعراض
ولَو أن ما أعطيتنيه سلبتني / لوجدتني ماءً على رضراض
يا أيها الشيخ الرئيس خفية / هي بين إغضاء وبين تغاض
قد طال مكثي في هراة فهل لكم / في أن أوليكم قفا الاعراض
ولو أنني ماء الحياة لمله / وُرَّاده وتنكبوا أحواضي
أحسنتم يا للكرام ضيافتي / عند الورود فأحسِنوا إنهاضي
ولقد دخلت ديار فارس تاجراً
ولقد دخلت ديار فارس تاجراً / أبتاع ما فيها من الأعراض
فإذا نسا فيها رجال سادة / لهفي على ذاك الزمان الماضي
وبعهدنا بك يافعاً وبخالد / حدثاً تنسك يا أبا الغياض
وأراك شخت ومن يشخ بذي النسا / منه بمنتجع من الأمراض
والشيب في الإسلام حسبك مفخراً / في عارضيك فلا تدع لبياض
وأظن هذا الشيب في استيفائه / سنة الضحى هي في العيون تغاض
وإذا اللحى ريشت فسوف ترى اللحى / بعد الرياش تقص بالمقراض
دار وسمت عراصها
دار وسمت عراصها / تحكي الأباطح والرصافه
دار النبوة والمرو / ءة والخلافة والضيافه
فيها المصاحف والمطا / رف والسوالف والسلافه
لا زلت يا دار الكرا / م مصونة من كل آفه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025