المجموع : 37
بيتُ الرسالةِ والنبوةِ والذ
بيتُ الرسالةِ والنبوةِ والذ / ينَ نُعِدُّهمْ لِذنوبِنا شفعاءَ
الطاهرينَ الصادقينَ العا / لمينَ السادةَ النجباءَ
إنّي علقتُ بحبهمْ متمسّكاً / أرجو بذاكَ من الإله رضاءَ
أَسِواهم أَبغي لنفسي قُدوةً / لا والذي فَطَر السماءَ سماءَ
مَن كان أوّلَ من أبادَ بسيفِهِ / كُفّارَ بدرِ واستباحَ دماءَ
مَن ذاكَ نوّهَ جُبرئيلٌ باسمِهِ / في يوم بدرٍ يَسمعونَ نداءَ
لا سيفَ إلاّ ذو الفقارِ ولا فتى / إلاّ عليٌّ رفعةً وعَلاءَ
مَن انزل الرحمنُ فيهمْ هل أتى / لما تَحدَّوْا للنذورِ وَفاءَ
من خمسةٍ جبريلُ سادِسهمْ وقد / مدَّ النبيُّ على الجميعِ عَباءَ
مَن ذا بِخاتَمهِ تَصَدَّقَ راكِعاً / فأثابه ذو العرشِ عنهُ وَلاءَ
يا رايةُ جبريلُ سارَ أمامَها / قِدماً واتبعَها النبيُّ دعاءَ
اللهُ فضّله بها ورسولُه / واللهُ ظاهَرَ عندَهُ اللآلاءَ
مَن ذا تَشاغل بالنبيِّ وغُسْلِه / ورأى عن الدنيا بذاكَ عَزاءَ
مَن كان أعلمَهمْ واقضاهمْ ومن / جعلَ الرعيةَ والرُّعاةَ سواءَ
مَن كان بابَ مدينةِ العلمِ الذي / ذكرَ النُّزولَ وفسَّر الأَنباءَ
مَن كان أخْطَبَهُم وأنْطَقَهُم ومن / قد كان يَشفي قولُه البُرَحاءَ
مَن كان أَنزعهم من الإشراكِ أو / للعلمِ كان البطنُ منه حَفاءَ
مَن ذا الذي أُمِروا إذا اختلفوا بأنْ / يَرضَوْا بهِ في أمرِهِمْ قَضَّاءَ
مَن كان أرسَله النبيُّ بسورةٍ / في الحجِّ كانت فَيْصَلاً وقضاءَ
مَن ذا الذي أوصى إليه محمدٌ / يَقضي العِداتِ فانفذَ الإيصاءَ
مَن ذا الذي حملَ النبيُّ برأفةٍ / ابنَيْهِ حتّى جاوزَ الغَمْضاءَ
مَن قال نعَم الراكبانِ هما ولم / يكنِ الذي قد كانَ منه خفَاءَ
مَن ذا مشى في لَمْعِ برقٍ ساطِعٍ / إذ راح من عندِ النبيِ عِشاءَ
ولقد عجبتُ لقائلٍ لي مرّةً
ولقد عجبتُ لقائلٍ لي مرّةً / عَلاّمَةٌ فَهْمٌ من الفُهَماءِ
أَهَجَرْتَ قومَك طاعِناً في دينِهم / وسلكتَ غيرَ مسالكِ الفُقَهاء
هلا فَرَجْتَ بحبٍّ آل محمد / حبَّ الجميعِ فكنتَ أهلَ وفاء
فأجبتُه بجوابِ غيرِ مباعدٍ / لِلحقِّ مَلبوس عليه غَطائي
أهلُ الكساءِ أحَبَّتي فهمُ الذينَ / فرضَ الإلُه لَهم عليَّ وَلائي
ولِمَنْ أَحَبَّهُمُ ووالى دينَهم / فَلَهمْ عليَّ مودّةٌ بِصفاء
والعاندونُ لهم عليهمْ لَعنتي / واخصُّهمُ مِنّي بقصدِ هِجاء
ولقد عَجِبُت لقائلٍ لي مَرّةً / علامةٍ فَهْمٍ من الفقهاء
سمَّاك قومُك سيّداً صدقوا بهِ / أنت الموفقُ سيدُ الشعراءِ
ما أنت حينَ تخصُّ آلَ محمدٍ / بالمدحِ منكَ وشاعرٌ بِسواء
مدَح الملوكَ ذوي الغِنى لِعطائِهمْ / والمدحُ منك لهم لغيرِ عَطاءِ
فابشِرْ فإِنّك فائزٌ في حُبِّهمْ / لو قد غدوتَ عليهِم بجزاءِ
ما تعدِلُ الدنيا جميعاً كُلُّها / من حوضِ أحمدَ شربةً من ماءِ
هَلاّ وقفتَ على المكانِ المعشبِ
هَلاّ وقفتَ على المكانِ المعشبِ / بين الطويلعِ فاللِّوى من كَبْكَبِ
فنجادِ توضَح فالنضائدِ فالشَّظا / فرياضِ سَنْحةَ فالنَّقا من جَوْنَبِ
طال الثَّواء على منازلَ اقفرتْ / من بعدِ هندٍ والرَّبابِ وزَينبِ
أُدْمٌ حَللن بها وهنَّ أوانسٌ / كالعِينَ تَرعى في مسالكِ أُهضُبِ
يَضحكن من طربٍ بهنَّ تَبسُّماً / عن كلّ أبيضَ ذي غُروبٍ أشنبِ
حُورٌ مدامِعُها كأنّ ثغورَها / وَهْناً صوافي لؤلؤ لم تُثْقبِ
إنسٌ حللن بها نواعمَ كالدُّمى / من بين مُحصنة وبِكر خَرْعَبِ
لعساءَ واضحةِ الجبين أسيلةٍ / وعثِ المؤزّرِ جثلةِ المتنقَّبِ
كنّا وهنّ بنَضرةٍ وغَضارةٍ / في خفض عيش راغدٍ مستعذبِ
أيّامَ لي في بطن طَيْبَةَ مَنزلٌ / عن رَيبِ دهرٍ خائنٍ متقلّبِ
فعفا وصارَ إلى البلا بعد البِنا / وأزالَ ذلكَ صرفُ دهرٍ قُلّبِ
ولقد حلفتُ وقلتُ قولاً صادقاً / باللهِ لم آثَم ولم أتَريَّبِ
لمعاشرٍ غلبَ الشَّقاءُ عليهم / وهوىً أُمالَهُمُ لأَمرٍ مُتْعبِ
من حِمْيرٍ أهل السماحةِ والنَّدى / وقريشٍ الغُرِّ الكرامِ وتَغلبِ
أين التطرَّبُ بِالوَلاء وبِالهوى / أإلى الكواذبِ من بُروقِ الخلّبِ
أإلى أميّةَ أم إلى شيعِ التي / جاءت على الجمَل الخِدَبّ الشَوْقبِ
تَهوي من البلدِ الحرام فنبَّهت / بعد الهدوِّ كلابَ أهلِ الحوأبِ
يَحدو الزبيرُ بها وطلحةُ عسكراً / يا لَلرجالِ لرأيِ أُمِّ مُشْجِبِ
يا للرجال لرأي أُمِّ قادَها / ذئبانَ يكتنفانِها في أذؤبِ
ذئبان قادهما الشقا وقادها / للحَيْن فاقتحما بها في مَنْشَبِ
في ورطةٍ لَحَجا بها فتحمّلت / منها على قَتَب بإثمٍ مُحْقَبِ
أُمُّ تَدُبّ إلى ابنها وولِيّها / بالمؤذياتِ له دَبيبَ العقربِ
أمّا الزبيرُ فحاصَ حين بدتْ له / جأواءُ تُبرِقُ في الحديدِ الأَشهبِ
حتى إذا أمِنَ الحتوفَ وتحتَه / عاري النّواهقِ ذو نَجاء مُلْهِبِ
أثوى ابن جرموزٍ عميرٌ شِلَوه / في القاعِ مُنَعفِراً كشِلو التَوْلَبِ
واغتر طلحةَ عند مُختَلفِ القَنا / عبلُ الذراع شديدُ أصلِ المنكِبِ
فاختلّ حبةَ قلبهِ بمذلَّقِ / ريَّانَ من دم جوفهِ المتصبّبِ
في مارِقين من الجماعةِ فارقوا / بابَ الهدى وحيا الربيعِ المُخصِبِ
خيرَ البريةِ بعد أحمدَ من له / منِّي الهوى وإلى بنيةِ تطرُّبي
أمسى وأُصبح مِعصماً منّي له / يَهوي وحبلُ ولايةِ لم يُقْصَبِ
ونصيحةٌ خَلَص الصفاءُ له بها / منّي وشاهدُ نُصرةٍ لم يَعْزُبِ
رُدّت عليهِ الشمسُ لما فاته / وقتُ الصلاةِ وقد دنتْ للمغربِ
حتى تبلّج نورُها في وقتِها / للعصرِ ثم هوت هُوِيَّ الكَوْكبِ
وعليه قد حُبست ببابلَ مرّةً / أُخرى وما حُبست لخلقٍ مُغْرِبِ
إلاّ ليوشَع أو له من بعدِه / ولِرَدِّها تأويلُ أمرٍ معجبِ
ولقد سرى فيما يسيرُ بليلةٍ / بعد العشاءِ بكَربلا في موكبِ
حتى أتى متبتِّلاً في قائمٍ / ألقى قواعدَه بقاعٍ مُجْدِبٍ
تأتيه ليس بحيث تَلقى عامِراً / غيرَ الوحوش وغيرَ أصلعَ أشيبِ
في مُدمَجٍ زَلِقٍ أشمَّ كأنّه / حُلقومُ أبيضَ ضيّقٍ مستَصْعَبِ
فدنا فصاح به فأشرف مائلاً / كالنَّسرِ فوقَ شظيّة من مَرْقَبِ
هل قربَ قائمكَ الذي بُوِّئتَه / ماءٌ يصاب فقالَ ما من مَشْربِ
إلاّ بغايةِ فرسخيْن ومن لنا / بالماء بين نقاً وقِيّ سبسبِ
فثَنى الأعنّةَ نحو وَعْثٍ فاجتلى / مَلساءَ تُبرق كاللجينِ المُذْهَبِ
قال اقلبوها إنّكم إن تقلبوا / تُرْوَوا ولا تروَوْن إن لم تُقلب
فاعصَوْصَبوا في قَلعها فتمنَّعت / منهم تمنُّعَ صَعبةٍ لم تُرْكَبِ
حتى إذا أعيتهمُ أهوى لها / كفّاً متى تَردُ المُغالِبَ تَغْلِبُ
فكأنّها كُرةٌ بكفٍّ حَزَوّرٍ / عبلِ الذراع رِحابُها في مَلْعَبِ
فسقاهمُ من تحتِها متسلسِلاً / عَذباً يزيدُ على الأَلذِّ الأَعذبِ
حتى إذا شربوا جميعاً رَدَّها / ومضى فَخِلْتَ مكانَها لم يُقْرَبِ
أعني ابن فاطمةَ الوصيَّ ومن يَقُلْ / في فضلِه وفِعالِه لم يَكْذبِ
ليست ببالغةٍ عُشَيرَ عُشيرَ ما / قد كان أُعطيه مقالةُ مُطْنِبِ
صهرُ النبيِّ وجارُه في مسجدٍ / طُهْرٍ بِطَيبَة للرسولِ مُطَيَّبِ
سيّانِ فيه عليه غير مُذمَّمٍ / مَمشاه إن جُنُباً وإن لم يُجنبِ
وسرى بمكّةَ حين باتَ مبيتَه / ومضى بروعةِ خائفٍ مترقِّبِ
خيرُ البريةِ هارباً من شرّها / بالليلِ مكتتماً ولم يَسْتَصْحِبِ
باتوا وبتَ على الفراشِ ملفَّعاً / فيرونَ أنّ محمداً لم يَذْهَبِ
حتى إذا طلع الشميطُ كأنّه / في اللّيلِ صفحةُ خدِّ أدهمِ مُغْرِبِ
ثاروا لأخذ أخي الفراشِ فصادفتْ / غيرَ الذي طَلبت أكفُّ الخُيَّبِ
فوقاهُ بادرَة الحتوفِ بنفسه / حَذراً عليه من العدوِ المُجْلِبِ
حتى تغيّب عنهم في مدخل / صلّى الإلهُ عليهِ من مُتَغَيَّبِ
وجزاه خيرَ جزاءٍ مُرْسَلِ أمّة / أدَّى رسالَته ولم يَتَهيَّبِ
فتراجعوا لما رأوْه وعاينوا / أَسَدَ الإِله مجالِداً في مَنْهَبِ
قالوا اطلبوه فوجّهوا من راكبٍ / في مبتغاه وطالبٍ لم يَرْكَبِ
حتى إذا قصدوا لبابِ مغارِهِ / ألفَوْا عليهِ نسيجَ غَزلِ العَنْكَبِ
صنعَ الإلهُ لهُ فقال فريقُهم / ما في المغارِ لطالبٍ من مَطْلَبِ
مِيلوا وصدّهمُ المليكُ ومن يُرِدْ / عنهُ الدفاعَ مليكُهُ لا يَعْطبِ
حتى إذا أمِن العيونَ رَمَتْ به / خُوصُ الركابِ إلى مدينةِ يثربِ
فاحتل دارَ كرامةٍ في مَعشرٍ / آوَوْه في سِعةِ المحلِّ الأَرحبِ
وله بخيبَر إذ دعاه لرايةٍ / ردّت عليه هناكَ أكرمَ مَنْقَبِ
إذا جاء حاملُها فأقبل مُتعباً / يَهوي بها العَدَوِيُّ أو كالمتعبِ
يَهوي بها وفتى اليهودِ يَشُلُّه / كالثورِ ولّى من لواحقِ أكلبِ
غضب النبيُّ لها فأنّبه بها / ودعا أخا ثقة لكهلٍ مُنْجِبِ
رجلاً كلا طرفيه من سامٍ وما / حامٍ له بأبٍ ولا بأبي أبِ
من لا يفِرُّ ولا يُرى في نجدةِ / إلاّ وصارِمُه خضيبُ المضْرِبِ
فمشى بها قِبَلَ اليهودِ مصمِّما / يَرجو الشهادة لا كَمَشْيِ الأَنْكِبِ
تَهتزُّ في يمنى يَدَيْ متعرِّضٍ / للموتِ أروعَ في الكريهةِ مِحْرَبِ
في فيلقٍ فيه السوابغُ والقَنا / والبيضُ تلمعُ كالحريق المُلْهَبِ
والمشرفيّةُ في الأكفِّ كأنّها / لمعُ البروقِ بعارضٍ مُتَحَلِّبِ
وذوو البصائرِ فوق كلّ مقلّصٍ / نَهْد المراكِلِ ذي سَبيب سَلْهبِ
حتى إذا دنت الأسَّنةُ منهمُ / ورَمَوْا فنالَهمُ سِهام المِقْنَبِ
شدّوا عليه ليُرْجِلوه فردّهم / عنه باسمَر مستقيمِ الثعلبِ
ومضى فأقبلَ مرحّبٌ متذمِّراً / بالسيفِ يَخطر كالهِزَبْرِ المُغْضَبِ
فتخالسا مهجَ النفوسِ فاقلعا / عن جَري أحمرَ سبائلٍ من مَرْحَبِ
فهوى بمختَلَفِ القَنا متجدِّلاً / ودمُ الجبين بخدِّهِ المُتَتَرِّبِ
أجلى فوراسهُ وأجلى رَجلُه / عن مُقْعَص بدمائِه مُتْخَضِّبِ
فكأنّ زوَّره العواكفَ حولَهُ / من بين خامِعَةٍ ونَسرٍ أهْدَبِ
شعثٍ لَعافطةٍ دُعوا لوليمةٍ / أو ياسرون تَخالسوا في مَنْهَبِ
فاسأل فإِنّك سوف تُخبرُ عنهمُ / وعن ابن فاطمةَ الأغرِّ الأَغلبِ
وعن ابنِ عبدِ اللهِ عمرٍو قبلَهُ / وعن الوليدِ وعن أبيه الصَقْعَبِ
وبني قُرَيظة يومَ فرَّقَ جمعَهم / من هاربين وما هلمْ من مَهْرَبِ
وموائلين إلى أزلَّ ممنّعٍ / راسي القواعدِ مشمخَرٍّ حَوْشَبِ
ردَّ الخيولَ عليهمُ فتحصَّنوا / من بعد أرعنَ جَحفلٍ متحزِّبِ
إنّ الضّباع متى تُحسَّ بنبأةٍ / من صوت أشوسَ تَقشعرَّ وتَهربِ
فدُعوا ليمضي حكمُ أحمدَ فيهمُ / حكمَ العزيزِ على الذليل المذنبِ
فَرَضوا بآخرَ كان أقربَ منهمُ / داراً فمتّوا بالجِوارِ الأقربِ
قالوا الجوارُ الكريم بمنزلٍ / يَجري لديه كنسبةٍ المتنسِّبِ
فقضى بما رضي الإلهُ لهمْ به / بالحربِ والقتلِ الملحّ المُخْرِبِ
قتل الكهولَ وكلّ أمردَ منهم / وسِبى عقائلَ بدَّنا كالرَبْرَبِ
وقضى عَقارَهمُ لكل مهاجرٍ / دون الألى نَصروا ولم يَتَهيَّبِ
وبخمَّ إذ قال الإلهُ بعَزمةٍ / قُمْ يا محمدُ بالولايةِ فاخطُبِ
وانصُب أبا حسنٍ لقومك إنّه / هادٍ وما بلّغتَ إن لم تَنْصُبِ
فدعاهُ ثم دعاهمُ فأقامهُ / لهمُ فبينَ مصدِّقِ ومُكَذِّبِ
جعل الولايةَ بعدَه لمهذَّبٍ / ما كان يَجعلها لغيرِ مهذَّبِ
وله مناقبُ لا تُرام متى يُرِدْ / ساعٍ تَناوُلَ بعضِها بِتَذبذبِ
إنّا ندينُ بحبِّ آلِ محمد / دِيناً ومن يُحيهم يستوجبِ
منّا المودّة والوَلاءُ ومن يرد / بدلاً بآلِ محمد لا يُحببِ
ومتى يَمُتْ يردِ الجحيمَ ولا يَرِدْ / حوضَ الرسول وإن يَرِدْه يُضْرَبِ
ضربَ المحاذرِ أن تَعُرَّ رِكابُه / بالسوطِ سالفةَ البعيرِ الأجربِ
وكأنّ قلبي حين يَذْكُر أحمداً / ووصيَ أحمدَ نيطَ من ذي مِخلبِ
بِذُرى القوادمِ من جَناحٍ مُصَعِّدِ / في الجوّ أو بِذُرى جَناحِ مُصَوِّبِ
حتى يكادَ من النزاع إليهما / يَفري الحجابَ عن الضلوعِ الصُلَّبِ
هبةٌ وما يَهبُ الإلهُ لعبدِه / يَزدد ومهما لا يَهبْ لا يُوهَبِ
يَمحو ويُثبتُ ما يشاءُ وعندَه / علمُ الكتابِ وعلمُ ما لم يُكتْبِ
وإذا حضرنَ مع الملاحِ بمجلسٍ
وإذا حضرنَ مع الملاحِ بمجلسٍ / أبصرَتهنّ وما قَبُحنَ قِباحا
خَفْ يا محمدُ فالقَ الأَصباحِ
خَفْ يا محمدُ فالقَ الأَصباحِ / وأزِلْ فسادَ الدينِ بالإِصلاح
أَتَسُبُّ صِنوَ محمدٍ ووصيَّه / تَرجو بذاك الفوزَ بالإنجاحِ
هيهاتَ قد بَعُدا عليك وقرَّبا / منكَ العذابَ وقابضَ الأرواحِ
أوصى النبيُّ له بخيرِ وصيّةٍ / ويومَ الغدير بأبينِ الإفصاحِ
من كنتُ مولاهُ فهذا فاعلموا / مولاهُ قولُ إشاعةٍ وصرُاحِ
قاضي الديونِ ومرشدٌ لكمُ كما / قد كنتُ أُرشَدُ من هُدًى وفَلاحِ
أغويتَ أمّي وهي جِدُّ ضعيفةٍ / فَجَرَتْ بقاعِ الغَيِّ جَريَ جِماحِ
بالشتم للَعلَمِ الإمامِ ومَن له / إرثُ النبيِّ بأوكَدِ الإيضاحِ
إنّي أخافُ عليكما سُخطَ الذي / أرسى الجبالَ بسببٍ صَحصاحِ
أبويّ فاتقيا الإله وأذعِنا / للحقِّ تَعتَصِما بحبلِ نَجاحِ
بلغ الهوى بفؤادِكَ المجهودا
بلغ الهوى بفؤادِكَ المجهودا / ونفى الرُّقادَ فما يلذُّ هُجودا
طالَ الصدودُ فعدِّ عن طلبِ الصِّبا / وقلِ المديحَ مديحَ المحمودا
لا تمدحنَّ سوى النبيِّ وآلهِ / فلقد أراكَ إذا مدحتَ مُجيدا
أهلُ الكساءِ تَقيهمُ نَفسي الرَّدى / ولهم أكونُ موالياً ووَدودا
وإليهمُ طَربي وفيهم بُغيَتي / وبهم أؤمِل في الجِنانِ خُلودا
طابَ الورودَ بحبِّ آل محمدٍ / حوضَ النبيّ إذا أردتَ وُرودا
سُقياً لشيعةِ أحمدٍ ووصيِّه / أعني الإمامَ وليَّنا المحسودا
أعني الموحِّدَ قبل كلِّ موحِّدٍ / لا عابداً صَنماً ولا جُلمودا
أعني الذي كشفَ الكروبَ ولم يكن / في الحربِ عند لقائِها رِعديدا
أعني الذي نصرَ النبيَّ محمداً / ووقّاه كيدَ معاشرٍ ومَكيدا
نفسي الفداءُ لراكعٍ متصدّقٍ / يوماً بخاتَمه فكانَ سَعيدا
نفسي الفداءُ لمن قضى لا غيرُه / دَيْنَ النبيّ ونفَّذَ الموعودا
فقضى المتاعَ على الجِمالِ بفضلهِ / من صخرةٍ فاذكر له التَمجيدا
نَفسي الفلاء لمن يطيبُ بذكرِه / منّي النشيدُ إذا أردتَ نَشيدا
سبقَ الأنامَ إلى الفضائلِ كلِّها / سَبْقَ الجوادِ إلى الرهانِ بَليدا
خُلُقُ النبيِّ لجعفرٍ مع خُلْقِه / لسنا نريدُ لما حَواه مزيدا
لامَ العذولُ على مَديحي جَعفراً / فملأتُ فاهُ جَندلاً وصَعيدا
يا شِعبَ رَضوى إنّ فيكَ لَطيّباً
يا شِعبَ رَضوى إنّ فيكَ لَطيّباً / من آلِ أحمدَ طاهراً مغمودا
هجر الأنيسَ وحلّ طَلاًّ بارِداً / فيه يُراعي أنمرّاً وأُسودا
وَلَدتْهُ في حَرم الإلهِ وأمْنهِ
وَلَدتْهُ في حَرم الإلهِ وأمْنهِ / والبيتِ حيثُ فِناؤه والمسجدُ
بيضاءُ طاهرةُ الثيابِ كريمةٌ / طابتْ وطابَ وليدُها والمولِدُ
في ليلةٍ غابت نحوسُ نجومِها / وبَدَتْ مع القَمَر المُنير الأسْعدِ
ما لُفَّ في خِرَقِ القوافلِ مثلُهُ / إلاّ ابن آمنةَ النبيُّ محمدُ
ما أتعبَ الإنسانَ في مَسعاتهِ
ما أتعبَ الإنسانَ في مَسعاتهِ / إلاّ إذا واتاه جَدٌّ صاعدٌ
ثِق واستعنْ بالله فيما تَبتغي / تبلغْ مِناك وأنت عنه راقِدُ
وإذا أردتَ تناهياً في مطلبٍ / فخُطاكَ قاصرةٌ ونقصُكَ زائدُ
بُعِثَ النبيُّ فما تلبَّثَ بعدَه
بُعِثَ النبيُّ فما تلبَّثَ بعدَه / حتى تحنَّفَ غيرَ يومٍ واحدِ
صلَّى وزكى واستَسرّ بدينهِ / من كلِّ عَمٍّ مُشفِقٍ أو والدِ
حِججاً يكاتِمُ دينَه فإذا خلا / صلَّى ومجَّد ربّه بمحامدِ
صلّى ابنَ تسعٍ وارتدى في بُرْجُدٍ / ولداته يَسعون بين براجِدِ
وسَرى النبيّ وخافَ أنْ يُسْطى به / عندَ انقطاع مواثقٍ ومعاهد
وأتى النبيُّ فبات فوقَ فراشِهِ / متدثِّراً بدثارِه كالراقدِ
وذكت عيونُ المشركين ونطَّقوا / أبياتَ آلِ محمدٍ بمراصدِ
حتى إذا ما الصبحُ لاح كأَنّه / سيفٌ تخرَّقَ عنه غمدُ الغامِدِ
ثاروا وظنّوا أنّهم ظَفِروا بهِ / فتعاوَروهُ وخابَ كيدُ الكائِدِ
فوقَاهُ بادرةَ الحُتوفِ بنفسِهِ / ولقد تنوَّلَ رأسُه بجلامِدِ
واسألْ بني الحَسحاسِ تُخْبَرْ أنَّه
واسألْ بني الحَسحاسِ تُخْبَرْ أنَّه / كاد الوصيَّ برَشْقِ سهمٍ مُقْصَدِ
فدعا عليه المُصطفى في قومه / بدعاء محمودِ الدعاء مؤيَّدِ
فتعطّلت يُمنى يَديه عقوبةً / وأتى عشيرَتَهُ بوجهٍ أسودِ
غُرست نخيلٌ من سلالةِ آدم / شرفاً فطابَ بفخرِ طيبِ المولدِ
زيتونةٌ طَلَعَتْ فلا شرقيّةٌ / تُلقى ولا غربيّةٌ في المحتِدِ
ما زال يُشرق نورُها من زَيتِها / فوق السهولِ وفوق صُمِّ الجَلْمَدِ
وسراجُها الوهَاجُ أحمدُ والذي / يَهدي إلى نهجِ الطريقِ الأزهدِ
وإذا وصلتَ بحبلِ آل محمدٍ / حبلَ المودّةٍ مِنك فابلغْ وازدَدِ
بمطهَّرٍ لِمطهّرين أبوّةً / نالوا العُلى ومكارماً لم تَنْفَدِ
أهلِ التقى وذوي النُهى وأولي العُلى / والناطقينَ عن الحديثِ المُسنَدِ
الصائمينَ القائمينَ القانت / ينَ الفائقينَ بني الحِجى والسؤدَدِ
الراكعينَ الساجدينَ الحامدي / نَ السابقينَ إلى صلاةِ المسجدِ
الفاتقينَ الراتقينَ السائحي / نَ العابدينَ إلاهَهُمْ بِتَودُّدِ
الواهبينَ المانعينَ القادري / نَ القاهرين لحاسدٍ مُتَحسِّدِ
نصبَ الجليلُ لجبرئيلَ مِنبراً / في ظلِّ طوبى من مُتونِ زبرجدِ
شهدَ الملائكةُ الكرامُ وربُّهم / وكفى بهم وبربِّهم من شُهَّدِ
وتناثرتْ طُوبى عليهم لؤلؤاً / وزمرّداً متتابعاً لم يُعقَدِ
ومِلاكُ فاطمةَ الذي ما مثله / في مُتهم شَرقاً ولا في منجدِ
وبكرنَ عَلْقمة النصارى إذ عَتَتْ / في عِزِّها والباذخِ المُتَعقِّدِ
إذ قالَ كرِّرْ هاتمُ أبناءَكم / ونساءَكم حتى نُباهلَ في غَدِ
فأتى النبيُّ بفاطمٍ وولِّيها / وحسينِ والحسنِ الكريمِ المُصْعِدِ
جبريلُ سادسُهم فاكرُم سادِسٍ / وَأخيرُ منتَجَبٍ لأفضلِ مَشهدِ
إنّي لأكره أن أُطيلَ بمجلسٍ
إنّي لأكره أن أُطيلَ بمجلسٍ / لا ذكرَ فيه لفضلِ آلِ محمدِ
لا ذكرَ فيه لأحمدٍ ووصيٍّه / وبَنيه ذلك مجلسٌ نَطِفٌ ردي
إنّ الذي يَنساهمُ في مجلسٍ / حتى يفارقَهُ لغيرُ مُسَدَّدِ
وإذا الرِجال توسّلوا بوسيلةٍ
وإذا الرِجال توسّلوا بوسيلةٍ / فوسيلتي حُبٍّي لآلِ محمدِ
قفْ بالديارِ وحيِّهنَّ دِيارا
قفْ بالديارِ وحيِّهنَّ دِيارا / واسقِ الرسومَ المّدمَع المِدرارا
كانت تَحِلُّ بها النَّوارُ وزينبٌ / فرعى إلهي زَينباً ونَوارا
قل للّذي عادى وصيَّ محمدٍ / وأبانَ لي عن لفظِه إنكارا
من عندَه علمُ الكتابِ وحكمُه / من شاهدٍ يتلوه منه نِذارا
علمُ البَلايا والمنايا عندَه / فصلُ الخطابِ نَمى إليه وصارا
وله ببدر وقعةٌ مشهودةٌ / كانت على أهل الشقاءِ دَمارا
فأذاق شيبةَ والوليدَ منيّةً / إذ صبّحاه جَحفلاً جَرَّارا
وأذاقَ عُتبةَ مثلَها أهوى لها / عضباً صَقيلاً مُرهفاً بتَّارا
وله بَلاء يوم أُحْدٍ صالحٍ / والمشرفيّةُ تأخذُ الأدبارا
إذ جاءَ جبريلٌ فنادى معلناً / في المسلمين وأسمعَ الأبرارا
لا سيفَ إلاّ ذو الفقارِ ولا فَتىً / إلاّ عليّ إن عَدَدْت فَخارا
مَن خاصِفٌ نعلَ النبيِّ محمدٍ / أرضى الإلهَ بفعِله الغفَّارا
فيقول فيه معلناً خيرُ الورى / جهراً وما ناجى به إسرارا
هذا وصيّي فيكمُ وخليفتي / لا تَجهلوه فترجعوا كفارا
وله بيوم الدَّوْحِ أعظمُ خطبةٍ / أدّى بها وحيَ الإلهِ جِهارا
وله صراطُ الله دون عبادِهِ / مَنْ يَهده يُرْزَقْ تُقىً ووَقارا
في الكتْبِ مَسطور مجلَّى باسمِه / وبنعتِه فاسأل به الأخبارا
مَن كان ذا جارٍ له في مسجدٍ / من نالَ منه قرابةً وجِوارا
والله أدخله وأخرجَ قومَهُ / واختاره دونَ البرية جارا
من كان جبريلٌ يَقومُ يمينه / فيها وميكالٌ يقوم يَسارَا
مَن كان يَنصره ملائكةُ السما / يأتونه مَدَداً له أنصارا
مَن كان وحَّد قبلَ كلّ موحِّدٍ / يدعو الإلهَ الواحدَ القهّارا
مَن كان صلّى القبلتين وقومُه / مثلُ النواهقِ تحملُ الأسفارا
مَن كان في القرآن سُمِّيَ مؤمناً / في عشرِ آيات جُعِلنَ خِيارا
مَن قال للماءِ افجري فتفجّرت / ما كلّفتْ كفّاً له مِحفارا
حتى تروَّى جندُه في مائِها / لما جرى فوق الحَضيضِ وفارا
وبكَربَلا آثارٌ أُخرى قَبلها / أحيا بها الأنعامَ والأشجارا
وأتاه راهبُها وأسلمَ طائعاً / معه وأَثنى الفارسَ المغوارا
أم مِن عليه الشمس كَرَّت بعدما / غَربت وألبسها الظلامُ شِعارا
حتى تُلاقي العصرَ في أوقاتِها / واللهُ آثرَهُ بها إيثارا
ثَمّتْ توارتْ بالحجاب حثيثةً / جعلَ الإلهُ لِسيرِها مِقدارا
مَن كان آذنَ منهم ببراءةٍ / في المشركين فأنذرَ الكفّارا
منكم برئنا أجمعين فأشهراً / في الأرضِ سِيروا كُلُّكم فُرَّارا
وابتاع من جبريل حبّاً قد زكى / في جَنّةٍ لم تُحرم الأنهارا
جبريلُ بايَعه وأحمد ضيفَهُ / خيرُ الأنامِ مَرْكباً ونِجارا
مَن كان أوّل من تصدّق راكِعاً
مَن كان أوّل من تصدّق راكِعاً / يوماً بخاتمَهِ وكان مُشيرا
مِن ذاك قولُ الله إنّ وليَّكُمْ / بعد الرسولِ لِيُعلمَ الجمهورا
ولدى الصراط تَرى عليّاً واقِفاً / يَدعو إليه وليَّه المنصورا
الله أعطى ذا عليّاً كلَّهُ / وعطاءُ ربّي لم يكنْ محظورا
والله زوَّجهُ الزكيةَ فاطماً / في ظلِّ طُوبى مَشهداً مَحضورا
كان الملائكُ ثَمَّ في عددِ الحصى / جبريلُ يَخطبهمْ بها مَسرورا
يَدعو له ولها وكان دعاؤه / لهما بخيرٍ دائماً مذكورا
حتى إذا فرغَ الخطيبُ تَتابعت / طُوبى تَساقطُ لؤلؤاً منثورا
وتُهيلُ ياقوتاً عليهم مرّةً / وتُهيل درّاً تارةً وشُذُورا
فترى نساءَ الحورِ يَنتهبونه / حُوراً بذلك يَحتذين الحُورا
فإلى القيامةِ بينهنّ هديّةٌ / ذاك النِثارُ عشيَّةً وبكورا
فطوبى لمن أمسى لآل محمدٍ
فطوبى لمن أمسى لآل محمدٍ / وليّاً إماماه شُبير وشُبَّرُ
وقَبْلَهما الهادي وصيُّ محمدٍ / عليٌّ أميرُ المؤمنينَ المطهّرُ
ومن نَسله زُهرٌ فروعٌ أطايبٌ / أئمّةُ حقِّ أمرُهمْ يُتَنَظَّرُ
شَرُفتْ بكَ الأرض البسيطةُ بعدَما
شَرُفتْ بكَ الأرض البسيطةُ بعدَما / أُسكنِتَها وتجلّتِ الأقطارُ
فالأرضُ حيثُ أقمت فيها جَنّة / والأرضُ حيثُ رحلتَ عنها نارُ
قفْ بالديارِ وحيّها يا مَرْبَعُ
قفْ بالديارِ وحيّها يا مَرْبَعُ / واسأل وكيفَ يُجيب من لا يَسْمعُ
إنّ الديار خلتْ وليس بِجوِّها / إلا الضوابِحُ والحمامُ الوُقَّعُ
ولقد تكونُ بها أوانسُ كالدُّمى / جُمْل وعزُّة والرَّبابُ وبَوْزَعُ
حورٌ نواعمُ لا تُرى في مثلِها / أمثالهن من الصيانةِ أربَعُ
فَغَرِينَ بعد تألّفِ وتَجمُّعٍ / والدهرُ صاحِ مشتِّتٌ ما تَجمَعُ
فاسلمْ فإنّك قد نزلتَ بمنزلٍ / عندَ الأمير تَضرُّ فيه وتَنْفَعُ
تُؤتى هواكَ إذا نطقتَ بحاجةٍ / فيهِ وتَشفعُ عنده فيشفِّعُ
قلْ للأميرِ إذا ظفِرتَ بخلوةٍ / منه ولم يكُ عندَه من يَسمعُ
هبْ للذي أحببتَه في أحمدٍ / وبنيهِ إنّك حاصدٌ ما تَزرَعُ
يختصّ آل محمدٍ بمحبّةٍ / في الصدرِ قد طُوِيَتْ عليها الأضْلُعُ
يَتلونَ أخلاقَ النبيِّ وفِعلَه
يَتلونَ أخلاقَ النبيِّ وفِعلَه / فالنعلُ تُشبِهُ في المثالِ طِراقَها
بانَ الشبابُ ورقَّ عظمي وانحنى
بانَ الشبابُ ورقَّ عظمي وانحنى / صدر القناةِ وشابَ منّي المفرِقُ
يا شِعبَ رَضوى ما لمنْ بكَ لا يُرى / وبِنا إليكَ من الصبابةِ أولَقُ
حتى متى وإلى متى وكمِ المَدى / يا بن الوصيِّ وأنتَ حيٌّ تُرزَقُ
تَترى بِرَضوى لا تزالُ ولا تُرى / وبنا إليك من الصّبابةِ أَوسُقُ
إنّي لآملُ أن أراكَ وإنّني / من أن أموتَ ولا أراكَ لأَفرَقُ