القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 17
مولاي أبشر لن تزال مجيدا
مولاي أبشر لن تزال مجيدا / حفظ الإله مقامك المحمودا
إقبال دهرك بالبشائر مؤذن / تزجي جدودا أشرقت وسعودا
نظرت إليك من السعادة عينها / فارفع يديك لتشكر المعبودا
وعد تحققه المشيئة قد أتى / ولسوف تعرف ذلك الموعودا
قرب الزمان وأشرقت أيامه / ليس الزمان بما أقول بعيدا
سترى العجائب مسرعات ترتمى / تحيي جهارا ميتا مفقودا
خذ الإشارة من لسان صادق / حتى تشاهد يومك المشهودا
و لقد أتيتك قبلها بإشارتي / وأظن أنك تذكر المعهودا
أبدى الزمان بما يكن ضميره / وترى زماناً بعد ذاك جديدا
أ خليفة الرحمان أيقن بالقضا / ليس القضا بحيله مردودا
يا من أضل بعيره بمضيعة / أبشر وجدت بعيرك المنشودا
فإذا انقضى خاء ودال بعدها / ألفان لام فارقب المعدودا
ستفور من قعر البحار جهنم / وتصير هاتيك البحار جليدا
ويعود مبيض السحائب أسودا / ترمي الأفاعي جندلا وحديدا
ستبيد خضراء الجراد فلا ترى / فوق البسيطة للجراد وجودا
فإذا انقضت يس طه بعدها / أسقطت بندا إذا رفعت بنودا
وإذا انقضت حاميم قام محمد / للاستقامة طالعا مسعودا
هذا كتابي قد تركت لذا الحجى / مفاتحه في قفله معقودا
وأراك فاتحة وخازن سره / عش في السعادة والجلال مجيدا
ريب المنون مقارض الأعمار
ريب المنون مقارض الأعمار / وحياتنا تعدو الى المضمار
والنفس تلهو فوق تيار الردى / يا ليتها حذرت من التيار
قرت على رنق وزخرف باطل / مثل القرار على شفير هار
ماذا يغر المرء من محياه في / دنياه وهي قرارة الاكدار
يتساقط المغرور في لهواتها / تفريه بالانياب والاظفار
كشفت سرائرها ونادت جهرة / بعيوبها في سائر الاعصار
لم يبق شيء من شئون صروفها / في نحت اثلتنا على الاضمار
نفقت تجارتها وما باعت على / غرر ولا كذبت على التجار
يتهافت العمار في هلكاتها / فعل الفراش على لهيب النار
تجري الى شهواتها سعيا على / أنقاض ما هدمت من الأعمار
نصبت حبالتها وأنذرت الردى / وكأننا صمم عن الانذار
صدعت بما جبلت عليه ولم تدع / ذكرى ولا عظة وراء ستار
شر الغرور سكون ذي بصر الى / عيش تمزقه يد الأخطار
عبر تلونها الصروف وأنفس / تفنى وآثار على آثار
هل زاد عيشك ذرة عن هذه / لو كنت في الدنيا على استبصار
هلا اعتبرت وفي حياتك عبرة / مما تصرفه يد المقدار
لا تستمر لك السلامة لمحة / وغوائل الأيام في استمرار
ما بالنا نبكي الفقيد ونحن من / حب الذي أرداه في استهتار
شغف النفوس بما يراقبه الفنا / أثر الهوى ومحبة الأوطار
جسر المنون أمام وجهك عابر / ولسوف تعبره مع السفار
شمر لتعبره مخفا سالما / من ثقل ما أوقرت من أوزار
ليس العظات بما يقول مذكر / مثل العظات بمصرع الأعمار
كم للمنون لو اعتبرنا من يد / في سلبها الأرواح بالتذكار
ما الحزن الفتنا لمقصود الردى / يغتال في الايراد والأصدار
اترى يجد البين فينا هازلا / ويريحنا بمصارع الأخيار
كلا ولكن الحياة بهيمة / تجري عليها مدية الجزار
خلقت لما خلقت له من حكمة / وتعود تتبع دعوة الجبار
مزمومة نير القضاء يقودها / مربوبة لمشيئة المختار
كتب البقاء لنفسه مستأثرا / باماتة الأحياء والأنشار
واذا اعتبرت حياتك الدنيا تجد / ان الحياة مظنة الأعذار
ما بين معركة وأخرى يبتغي / أملا لباقية ذوو الأبصار
لو كان يشترك البقاء لغادرت / غيل المنيه أنفس الأبرار
يا صرعة الموت انتقرت خيارنا / وتركت أمتنا بغير خيار
ناهيك من اطفاء أنوار الهدى / غشى الظلام وضل فيه الساري
ناهيك من اعدام احبار التقى / فالدين لا يبقى بلا احبار
ناهيك من قعص السراة فانهم / سور ادين المصطفى وسواري
ناهيك من هلك الكرام فما بقي / رسم الكرام ولا حماة الجار
ويلاه أوحشت الديار من الألى / كانوا خلائف سنة المختار
أو كلما نجمت فضيلة سيد / قدرتها وترا من الأوتار
أسرعت في الاغواث والاقطاب / والاعلام والابدال والاخيار
مهلا فما أبقيت ثم بقية / نزح القطين وجف روض الدار
ما زلت تعتقرين كل أعزتي / فالجو خاو والديار عواري
افقدتني شهب الفضائل كلهم / ويلاه من شهبي ومن أقماري
ويلاه أين سماؤها ونجومها / وشموسها ذهبوا كأمس الجاري
من كل أروع لوذعي كامل / يهتز عرفا كالقنا الخطار
عمد الديانة قطبها قوامها / سحب المكارم أبحر الأنوار
تلألأ الأكوان من عرفانهم / كالشمس تملأ هيكل الأقطار
أنضاهم التسبيح والترتيل / والتهجيد بين جوانح الأسحار
خبت اذا جن الظلام رايتهم / طاروا الى الملكوت بالأسرار
غر اذا سجد الظلام على الفضا / سجدوا على الثفنات كالأحجار
قطع النحيب صدورهم وكأنما / وضعوا السحائب موضع الأشفار
قربانهم أرواحهم ونعيمهم / دأب على السبحات والاذكار
حصروا الشريعة والحقيقة والمعا / رف والكمال بانفس الأطهار
فهم غياث الكائنات وسرهم / مدد النفوس ومنبع الأنوار
نقلتهم الآجال من دار الفنا / وتبؤوا سعداء عقبى الدار
سلكوا بمحياهم وبعد مماتهم / اذ وفقوا بمسالك الأبرار
درجوا وأصبحت العراص عقيبهم / من فقدهم مغبرة الآثار
يا موت أفنيت الأعزة فاقتصد / ان كنت ترحم عبرة الأحرار
بأولئك الأبرار كنت معززا / بأولئك الأبرار كنت أباري
أزرى اذا ضاق الخناق بحادث / وهم اذا انطمس الطريق مناري
يا موت وقعك فيهم سلب الهنا / وأقامني للنوح والتذكار
ترك الحمام النوح اذ ناوحته / واستبردت كبدي لهيب النار
لم اسلهم حتى رزئت بصدعة / أخذت بقية سالف الأكدار
أخذت بكظم الدين وانتحت السما / فبكت لها بالمدمع المدرار
واستأثرت بقلوب حزب محمد / لله فجعة ذاك الاستئثار
ما الهول في يوم النشور أشد من / هول النعى بسيد الأبرار
العالم القطب المجدد عمدة الع / لماء طرا كعبة الأسرار
ليث المعارك مربع الفضل الذي / رفع المنار ولات حين منار
غوث البسيطة معلم الدنيا / أبي الضيم مولانا عزيز الجار
حامي حمى الاسلام حجته / معز الدين سيف الملة البتار
بحر المعارف والكمال مسدد الأ / عمال في الاقبال والادبار
السالمي أبي محمد المني / ف الذكر طود المجد بدر الساري
تمضي وترسلها العراك مروعة / والليل داج والذئاب ضواري
مهلا همام الاستقامة ما الذي / غادرت من هول ومن اذعار
قومتها فتقومت فهجرتها / يا هجرة طالت على السفار
ارجع اليها حيث قل حماتها / ارجع فديتك يا غريب الدار
ارجع الى الاسلام تمم نصره / فالعز تحت عزائم الأنصار
ارجع فان الاستقامة أرملت / ارحم يتيمك وهو دين الباري
ارجع تشاهد كيف دمع السيف / والعسال والأقلام والأسفار
ارجع وما ظني بأنك مشتر / بجوار ربك جيرة الأشرار
أدعوك للجلى وأنت عظيمها / عهدي وأنت لها شديد الغار
أدعوك للأمر الذي تدعى له / شيم الرجال وهمة الأحرار
أدعوك للخطب الذي أعيا على / رأي الفحول وانفذ الأنظار
أدعوك اذ فرغت يدي من كل من / يدعى لنائبة وحفظ ذمار
أدعوك ان كنت السميع لدعوتي / لخطابة التبشير والأنذار
أدعوك للحرب العوان وكنت في / لهواتها تكفي كفاء الغار
أدعوك للقرآن تكشف سره / وتبين منه غوامض الأسرار
أدعوك للسنن المنيرة انها افت / تقرت مقاصدها الى الأبصار
أدعوك للاجماع والأحكام وال / اديان والتذكير والتذكار
هيهات يا أسفاه لا رجعى وقد / جثمت عليك صحائف الأحجار
يسلون بالآثار بعد صحابها / ومثار حزني فيك بالآثار
" يا طلعة الشمس" استري عنا الضيا" / " وخذي الحداد "مشارق الأنوار"
سفران ان هديا لرشد ارشدا / من فجعتي قلبي لغير وقار
كنت النصير وكان لي صبر الحصا / فاصبت في صبري وفي أنصاري
اقدرت لي جلدا يقاوم نكبتي / فاليوم لا جلدي ولا أقداري
ناهيك من جلدي يقيني بالرضا / والسخط في أن المقدر جاري
وبأن هذا المرء عرضة طارف ال / حدثان تحت مخالب الأقدار
ما غاض من عيني رأيت عديله / من طرف داجية وطرف نهار
لم تصغ نادبة لندبة جارها / هي تستعد لندبة في الدار
سول لنفسك أن تعيش معمرا / لكنه أمد الى مضمار
تلك المصائب مدركات صيدها / سيان في فر وفي استقرار
أمعنت في هذي الصروف بصيرتي / وسبرت ما تقضيه بالمسبار
فرأيت برد العيش احسان العزا / والاطمنانة تحت حكم الباري
يا من أذاب الصخر حر مصابه / من ذا تركت لدولة الأحرار
وزعت بين الدين والوطن الأسى / توزيعك الطاعات في الأطوار
ودعوت في الاسلام دعوة مخلص / ثابت إليك بها ذوو الأبصار
ثابت اليك عصائب وهبيه / من أسد ذي يمن وأسد نزار
عشقوا المنايا واستماتوا في الهدى / من قبل "صفين" ويوم الدار
حنيت ضلوعهم على جمر الغضى / من حب ربهم وخوف النار
غضبوا لربهم فشدوا شدة / متكاتفين على هدى عمار
ملأ اليقين صدورهم فاستصغروا / عند اليقين عظائم الأخطار
لعزائم الأعيان فيهم وازع / دينا وحاشا هم لزوم العار
باعوا لمرضاة الاله نفوسهم / اربح ببيعتهم ونعم الشاري
ورضوا لأعباء الخلافة كفأها / سبط النجاد موفق الأنظار
فلك الجلالة والنبالة والتقى / بيدي الحيا عن ضياء نهار
ورث المهنا وابن كعب وارثا / "والصلت " من أجداده الأطهار
أخذ الامامة كابرا عن كابر / أخذ الثمار جواهر الأشجار
عرفته عاهلها ومفرق تاجها / ولطالما لغبت من الانكار
عاذت به فأعاذها واقامها / عمرية الميزان والمعيار
رقبته حتى أمكنتها نظرة / ازلية من نجمة السيار
فاقتادها عزما وحزما آتيا / بمعاجز طمست عن الأبصار
زهراء بين "السالمي" وسالم / نشأت وبين حماتها الأخيار
لم توف حق الشكر حتى استرجعت / صبرا بفقد الصابر الشكار
صبرا امام المسلمين فانه / حكم على كل البرية جاري
صبرا فعنك الصبر والتأساء يؤ / خذ بل وكل فضائل الأحرار
ما دامت الدنيا على أحد ولا / دامت على السراء والأضرار
عارية هذي النفوس ولازم / ان يسترد العدل كل معار
ومواهب الأيام حرص كلها / اذ سوف تنزعها بغير خيار
ولبئس عيش ريثما استحليته / كرت عليه غارة الأغيار
لا يستقر له اللبيب لأنه / وقف شعوب له بباب الدار
رأت البصائر ما يعاقب عيشنا / فالرأي ان نحيا على استبصار
يا شعر أجمل في الرثاء فان لي / قلبا من الأحزان كالأعشار
هل زاد في " الخنساء" الا كربها / شعر تردد ولبس صدار
يا صبر ان قر الأحبة في الثرى / فاثبت لدي ولا تمل قراري
لا خل الا الصبر بعد فراقهم / ان لم يزله نازل الأقدار
رحم الاله أحبة غادرتهم / ولزمت صحبة دهري الغدار
ما كان في أملي التخلف بعدهم / والعيش في الأشجان والتذكار
لكنه الحدثان يطلب وقته / ومنية تأتي على مقدار
عرجوا عن الدنيا وأعرج في الهوى / شتان بين قرارهم وقراري
تبكيهم الحسنى الى من أحسنوا / ويضاحكون الحور في الأجبار
آليت لا أنفك أندب أثرهم / ما دام تذرف أعين الأحجار
آسي واجرح ما تكن خواطري / بنوازع الأحزان زالأكدار
مددي بهم وشفاء قلبي ذكرهم / وبحبهم يطفى لهيب اواري
بحياتهم ومماتهم أسرارهم / توحي مواهبها الى أسراري
درجوا وجاء السالمي عقيبهم / يحيي الرسوم بسيبه المدرار
حتى تدافعت الرياض نضارة / بالسنة الزهراء لا الأزهار
حتم المصير له الى دار البقا / ولنعم دار بدلت من دار
حيا الاله ضريحه بالروح وال / ريحان بالآصال والابكار
يا عام أزهقت النفوس بفقده / واطرت روح الدين أي مطار
يا عام لا يبعد فقيد الدين ط / لاع الثنايا معقد الابكار
حزن على حزن وهول مدهش / يمضي المدى والغم في تكرار
يا عام لا عادت لبطشك دعوة / كافيك منها بطشة الجبار
ارحم عيال الله قد حزبتهم / أخطار ملتهم على أخطار
يا عام ازهقت الديانة خطة / كالنار ذات ذوائب وشرار
اطفأت أزهر كوكب ملأ الفضا / ضوءا وجئت بظلمة الاكدار
ختمت له الحسنى ووافى ربه / متقبلا لمزية الاطهار
عفا عن الدنيا خميصا بطنه / منها سوى ما كان سهم الباري
يا من أجاب الدعوتين لربه / لم لا تلبي دعوتي وجواري
لمعاهد الاسلام بعدك رنة / وعهود فضلك كالنجوم سواري
قدست من غوث وقدس مشهدا / غبطته فيك عوالم الأنوار
شط المزار مع الحياة وويلتا / بعد الممات متى يكون مزاري
ومن السعادة أن أمرغ جبهتي / بعبير تلك التربة المعطار
يا وافد الرحمن أي كرامة / لقيت في عدن وأي جوار
بمنازل الشهداء ترتع آمنا / حتى رضيت لخوفنا الكرار
حلقت للطاعات خطفة طائر / فحللت مسرح جعفر الطيار
بعت الحياة فنلت أربح بيعة / لكنها رجعت لنا بخسار
لله ما سنة لك البشرى بها / ولنا بها كالنار في اعصار
تأريخها ما طال ما لحب الردى / الصبر أحرى يا أولى الأبصار
طنبت في الوادي المقدس خيمتي
طنبت في الوادي المقدس خيمتي / ورعيت بين شعوبه أغنامي
قل للذئاب الكاسرات تفسحي / عز الحمى وأعز منه الحامي
فلقد نزلت على عظيم قادر / عز الجلال اليه والأكرام
يقضي ولا يقضى عليه نزيله / لو كاده الثقلان غير مضام
من بعد ما طردت كل مطرد / ونشبت بين أظافر الأيام
سترتني الأسماء في ملكوتها / فحجبت عن فهمي وعن أوهامي
وسقتنيَ الأسرار شربة ذوقها / فعجزت عن تعبيره وكلامي
وذكرت من هو في الحقيقة ذاكري / وحقيقتي لا شيء وهي مقامي
وحقيقتي أني محوت حقيقتي / اذ ثبتها صنم من الأصنام
لما محوت اسمي باسم محققي / مكنت فوق رؤوسهم أقدامي
أنفقت وجداني لوحدة موجدي / وعلى سواه حقائق الاعدام
واردتي اياه ظل ارادة / سبقت له في النقض والابرام
أبلغ اليك رسالة
أبلغ اليك رسالة / تحكى تباشير الصباح
زهراء تفخر في برو / د العبقري على الملاح
غراء ينشر جوهر / ي بيانها درر الصحاح
أبلغ لديك أبا سع / يد الأريحي المستماح
أبلغ سليمات الذك / ي القول والنسب الصراح
ما بال قافية تم / ج الشهد ممزوجا براح
أنشأتها فزففتها / كسفت بطلعتها براح
تشدو الثناء على امرء / اثخنته منك الجراح
ألقيتني بين الرزا / يا تحت أشطان الرماح
ونصرت أعدائي عل / ي وكنت لي الأجل المتاح
ونصبت لي شرك الردى / فحصلت منه على النجاح
ثم ابتغيت مودتي / أنى وقد علق الجناح
كنت اتخذتك جنة / وظننت ودك لن يراح
وظننت زرعي فيك أج / ني منه مثمور الفلاح
وعلمت دنك صافيا / فشربت كأسك بارتياح
فنشبت في حلقي شجا / فغصصت بالماء القراح
هل كنت لي بين الكتا / ئب اذ تناسرني الصفاح
أدعوك تنصرني وتد / عو للبراز وللكفاح
شتان بين الداعيي / ن وحبذا أمر الصلاح
فلويت عنك شكيمتي / وتركت جدك للمزاح
وعلمت أنك سوف تبص / ر أن عرضي لا يباع
ما كان رأيك في صفي / ك حيث ثقفت الرماح
وقبلت لي ظهر المجن / وما خشيت لها جناح
جشمتني خرط القتا / د كأن باقعة وقاح
ورميتني مع من رمى / بل زدت كيا في الجراح
أو لم تكن ضرجتني / بدمي على عفر البطاح
ورميت لحمي للكلا / ب السود تنهشه مباح
ونثرت عرضي في نوا / دي القوم تذروه الرياح
مهلا فدا لك مهجتي / يا جامع الخلل الملاح
هل من جرائر واتر / أسلفت فيك فاستباح
لو كان ذاك حسوتني / سما وتحسبه قراح
ولقيت وجهك بالبشا / شة وهي أطراف الرماح
وعلمت أني أتقي / ك بكل جد أو مزاح
وعلمت أن الذحل يطل / به الوتير ولا جناح
هل غير اخلاصي ودا / دك يا ابن عمي والصلاح
هيهات عزك ان نفس / ت نقيبتي رأي الفلاح
وقرت قدرك عن صفا / وجعلت رأيك مستراح
وشددت أزرك في خطو / ب قيدتك ولا براح
فجلوتها وهي الدجى / ورددتها بعد الجماح
حتى اذا آنست من / صدر الزمان الانشراح
ورأيته قد سامني / من خطبه جللا وقاح
وودت قوما حددوا / لك قبلها القضب الصفاح
يمشون فيك مع الملو / ك بكل شائنة قباح
فوضعت في أيمانهم / يمناك عقدا لا يزاح
حزما علي وبعض حز / م المرء يخلو من صلاح
هلا حزمت على العد / و وكنت للمولى سلاح
أظفرت ان صادقتهم / بالفائزات من القداح
وأمنت رائعة الفضا / ئل ان خفضت لهم جناح
وحسبت طائرهم على الا / حرار ميمون السفاح
وظننت أن غوائل الأ / يام عنهم في انشراح
كلا لتحتنكنهم / أما غدوا أو رواح
أو ما لدى نوب الصرو / ف لها اغتباق واصطباح
لا تأمنن سود الكبو / د فان بشرهام دباح
وانظر لنفسك بينهم / من قبل تأسية الجراح
واذا جنحت الى مسا / لمتي فحي على الفلاح
تجد النبالة والمر / وءة لم تزعزها الرياح
لكن تمسك بالصفا / لا تمزج اللبن الصراح
أولا فلا تخفي الز / فير وتظهر البرد القراح
فهما لعمرك خلتا / ن وما التقيت فلا جناح
ومتى هفا رأي الخل / يل فلا تعاتب بالرماح
واذا اقترحت على الص / في الحرب ساء الاقتراح
واخبأ وليك للنوا / ئب انها سحب سحاح
فلرب أمر ما كر / هت وفي طواياه نجاح
ولرب مغنى تزدر / به غناء منفسح الرماح
همم الملوك أجلها اعظامها
همم الملوك أجلها اعظامها / بالحلم ساد من النفوس عصامها
والحلم أس والكمال بنية / رفعت على أركانه أعلامها
والحلم أرواح وكل زكية / ولع الكرام بصنعها أجسامها
وصنائع الأحلام أنفس مفخرا / من كل مفخرة يسود كرامها
كنقيبة الملك الحليم فانه / للكائنات ملاكها وقوامها
ملك مقدسة هيولياته / من أن يضاف لفطرة أعظامها
ملك جلالته وعزة شأنه / بمسابح القمرين جل مقامها
ملك به الدنيا زهت وتهللت / بجمال طلعة ملكه أيامها
ملك عزائمه تخر لها الملو / ك وفوق هام المشتري أقدامها
أسد فرائسه الخضارم في الوغى / جرار كل كتيبة قمقامها
طلاع كل ثنية هزازها / قماع كل عظيمة مصدامها
حتف على الأضداد لفتة رأيه / لمن السيوف ودونهن حمامها
غلاب ما دون القضاء يحفه / مدد السماء وحارسوه كرامها
تخشى البوادر من جلالة قهره / نوب الصروف فما يشب ضرامها
من للحوادث أن تكون جنوده / وتكون في كبد العداة سهامها
لولا كفالة عزمه بسياسة ال / دنيا كفاه عن الوغى اقدامها
لكن له سن الكمال فواضلا / حتى على حد الظبى أنعامها
ولعت أياديه باقراء السيو / ف دما وذاك على الكرام ذمامها
حقا اذا قرمت الى لجم العدا / أن لا يظل مؤخرا اكرامها
ومطهمات كالرياح قواصف / قحل الى دهم الحروب هيامها
جرد مكتبة الصدور عوابس / الفت مقارعة الحديد عظامها
صامت مرابطة الجهاد ببابه / لله ظل جهادها وصيامها
ولطالما صلت على لباتها / زمر الحديد سهامها وحسامها
تصبو الى الأهوال صبوة عاشق / عجبا بشمطاء الحروب غرامها
أزدية بدرية وهبية / لورود ماء النهروان أوامها
تنفض بالآجال كالشهب الثوا / قب دارعات بالدما أجسامها
علمت مقارعة الكماة وأحرزت / علم المعارك جيداً افهامها
جرداء غضبى لا يقر قرارها / أو يستباح من العداة حرامها
يسطيرها لمع النجوم تخاله / لمع الصوارم حين ثار قتامها
ثبتت لها في كل دهر خطة / رسمته في جبهاته أيامها
عاشت ملوك بني الامام تعلها / بدم الكماة فما يحل فطامها
كانوا البدور فكن أفلاكا لهم / والعدل منهم في العباد لجامها
ابلت فوفاها الذمام وهكذا / ترعى الذمام من الملوك كرامها
ولكم وفي عهدا وراعي حرمة / وأزاح معضلة يهول ظلامها
وأتاح فاضلة وأغنى مقترا / وأمر نفسا شأنها اعدامها
ولكم تجاوز عن جديدة مذنب / لولا تجاوزه لحل اثامها
ملك جبلته على الحلم انطوت / إن الملوك تزينها أحلامها
يؤتى بأثقال الجبال جرائما / فيزول بالعفو العظيم لزامها
وبتلك يمتلك الرقاب مليكها / وبتلك يقتاد الصعاب همامها
وقضية المجد الأثيل منوطة / بجمال مصطنعاته أحكامها
أصل لجامعة الكمال كماله / كالشمس روح للوجود قيامها
ما زال يهتف بالمعالي همه / حتى تضاعف في يديه زمامها
قطب لعمر الجد عنه تضاءلت / همم القروم وعصرت أوهامها
أو ما ترى سر الخلافة أشرقت / بظهوره وتباشرت أعلامها
واهتز منبرها وهلل عرشها / وتهللت فرحا به أيامها
وأغاث اسلام البسيطة بعد أن / كادت يودع أهلها اسلامها
وأمد ناموس الشرائع بالتي / يرضي الاله من الجهاد قيامها
ملك تشرفت البسيطة باسمه / وبذاته وصفاته حكامها
ملك يجير على الزمان طريده / حتى الحوادث في حماه مضامها
غوث البلاد عظيمة بركاته / نفاح كل جليلة قسامها
وافته سلطنة الوجود فزانها / ولقد رعاها كفؤها وامامها
من معشر قادوا الزمان بأنفس / ترياق كل عظيمة وسمامها
بلغوا السماء علا فما جرجيسها / الا استقاد لهم ولا بهر امها
أسد عرينهم اللدان السمهر / ية والسوابغ محكما الحامها
كغيول محنية تصفقها الصبا / زرق كأثواب السماء جمامها
خلقوا على صهوات كل طمرة / جرداء سابحة يعوم زمامها
هجروا الاسرة والدساكر رغبة / عنها لمعركة يموج لهامها
وتفيؤا ظلل القواضب والقنا / عوض الرياض تفتحت أكمامها
أعظم باملاك باردية المج / رة طنبت بالمكرمات خيامها
نبر الخطوب مقاعس آثارهم / عقد على جيد الزمان نظامها
شمخت عن الدنيا منازعهم فما / تصيبهم لذاتها وحطامها
ذمر حقوق نزيلهم والمستعي / ذ بهم حقوق لا يضاع ذمامها
أبقى ثويني في الوجود مفاخرا / يجلي النجوم مسيرها ودوامها
فأتى ابنه الملك العظيم بخطة ال / شرف التي جلت وعز مرامها
السيد السلطان نور الملة ال / غرا وروح حياتها وقوامها
حمد الذي سطواته لو عارضت / شم الجبال لنسفت اجرامها
معطاء كل رغبة وهابها / بتار كل عظيمة صمصامها
رسمت مناقبه بنور جلاله / بيد العلا وكماله اقلامها
وتقيل الحمد الذي عن حصره / لسن المدائح في القيود كلامها
يا أيها الملك الذي أرجوعوا / طفه وأعظم منيتي المامها
كم أم بابك عائذ بجلالة / خير المعاذ معاذها ومقامها
عبد ببابك لم يغادر زلة / الا وقد علقت به آثامها
عبد ببابك مستجير عائذ / بجبال حلمك نفسه استعصامها
مستمسك بحبال عفوك آئبا / ان ليس ينقض في يدي ابرامها
مولاي ان السيل قد بلغ الزبى / وأتى على نفس الطريد زؤامها
مولاي قد حلم الأديم من البلا / حتى على الطيبين ضاق حزامها
مولاي اشكله الزمان قد انقضت / ولماسه الأعداء جف رؤامها
مولاي ان الدهر أوردني موا / رد مالها صدر يؤد عرامها
مولاي لست على صدودك مقرنا / أو ليس ذاك على النفوس حمامها
مولاي أن تأخذ فلست بظالم / نفسي جنت فجناؤها ظلامها
مولاي أن تعدل فعدل حاكم / لك حجة حق على قيامها
مولاي أن تكن الذنوب عظيمة / فمقام حلمك دونه اعظامها
ان المعارف للقلوب مصائد
ان المعارف للقلوب مصائد / وسنا العقول بغير وهب خامد
والجد قبل الكسب في ادراكها / والكسب في التحقيق وهب وارد
واذا تحجبت الحقائق عن حجى / فكثائف الاهواء فيه رواكد
وقداسة التجريد مجلبة الصفا / وصفا النفوس هو البصير الناقد
واذا تقدست القلوب من الهوى / فلهن اسرار الغيوب مشاهد
وسنا البصائر مدرك إن مده / من بحر نور الله نور واقد
ومتى تواردت الأشعة وانجلت / فاقصد فعندك في طريقك قائد
وعلى كمالك فاعترف بالنقص لا / يغررك وهمك والخيال الفاسد
فعلى المراصد من صفاتك قاطع / وهواك من دون الموارد ذائد
وعلى المدارج في المعارج دافع / ان لم يكن لك في الرقي مساعد
هلا اتتك عن السعادة خبرة / واتاك من فيض المعارف شاهد
بكمال طبع صحائف نبوية / شرعية لهدى النفوس موارد
تحلي حواشيها خرائد خلب / لله من خلف الحجاب خرائد
توحي الى الروع الهدى من نورها / وهدى النبي هو الضياء الواقد
فيها لمقتبس العلوم مصابح / ومعالم ومواقف ومقاصد
ومعارف ولطائف فيضية / ومظاهر قدسية ومشاهد
تحيا القلوب بها وتهوى رشدها / ولكل ما تهوي القلوب شواهد
زهراء تنثر جوهرا كلماتها / ومن العلوم نفائس وفرائد
حار ابن إبراهيم في ترتيبه / شرفا له زهر النجوم سواجد
متن تود الشمس لو عقدت له / تاجا وأن له النجوم قلائد
حسن تضيء به محاسن يوسف / ولحسن يوسف كل حسن ساجد
طوبى لفرقتنا المحقة انه / نعم الامام امامنا والقائد
قطع الخصوم هدى وفض ثغورهم / وكذا المحق عن الحقائق زائد
والحق يعلو والموفق غالب / والبطل يرهق والملفق فاسد
أو ما ترى فصل الخطاب بحكمة / للحق فيه مصادرٌ وموارد
أو ما ترى ربعا منيرا دوحه / فيه لفرسان العلوم مطارد
نبت الفلاح على زبى صفحاته / يسقيه والقران ماء واحد
رتعت أوابد كل عارفة بسا / حته فهن لمن اراد مصائد
أمحمد مهدت شرع محمد / نعم المهاد لنا ونعم الماهد
وبسطت حاشية ملأت وصابها / درا وذاك الدر كنز خالد
ولقد توفرت السعادة وانجلى ال / اقبال وانكمش العدو الحاسد
وتأقت غرر البشائر حينما انت / ظمت لجوهرها الثمين قلائد
بكمالها طبعا وكون كمالها / فيه لغايات الكمال معاقد
وأتاك تأريخي ادرس الترتيب أو / قمرا ً بدا للشرع فيه مقاصد
أو شئت برٌّ ظاهر تاريخه / أو قول حاشية الحديث فرائدّ
حملوا عصيهم وأحمل سُبحةً
حملوا عصيهم وأحمل سُبحةً / شتان بين سلاحهم وسلاحي
ظلموا فما انتصر الحسام لظلمهم / ولكم قصمت الجيش بالمسباح
نَزِّه إلهك أن يُرى كي تعرفه
نَزِّه إلهك أن يُرى كي تعرفه / أتُراكَ تعرفه وتُثبتُ ذي الصفه
واعرف مقامك دون ما حاولتَهُ / إن التي حاولتَها لك متلفه
أتعبتَ نفسك في ظنون قُلبَّ / والحق إن ظنوا وهمك مخلفه
فيها توحِّدُ وتجعله لأغ / راض الطبيعة عرضة مستهدفه
رَمزتَ عن تجسيمه ونصبتَهُ / غرضاً لعينك من وراء البلكفة
وأحلت كيف وما وأين وشبهها / وعبدتَ ذاتاً بالحجاب مكنفه
هذا التناقض في اعتقادك شاهد / يقضي عليك بأن دينك عجرفه
إن كنتَ تعقل ما تراه فهذه / ماهِيّة محدودَة متوقفه
أو لستَ تعقله فأنتَ مخلط / دَرك ولا درك فأين المعرفه
إن قلتَ معلوماً أحطتَ بذاته / وَجَعَلتَ عَجزَكَ قدرة متصرفه
أو قلتَ مجمولاً فأنتَ معطل / أعبدتَ مجمولاً وعطلت الصفه
أتْبت إدراك العوارض ذاته / إن كنت درك العين لن تستنكفه
يستلزم الادراك ويلك مُدركاً / متحيزاً ذا صورةٍ متكيفه
تنفي التحيز والحلول وتُثبتُ / المستلزم المنفي ما هذا السفه
إن قلت أمر خارج عن فهمنا / وأتيتنا بقضية متكلفه
فإليك لو جردتها عقلية / لرأيتَ نفسَكَ في الهوى متعسفه
إن كنت تدركه بغير وسيطةٍ / فالفعل ليسَ لفاعل لن نعرفه
أولاً فأيُّ وسيطة تسطو بها / فترى عياناً ذاته متكشفه
وحديثكم يقضي برؤيتكم له / بالعين لا حسٍّ سِواها عَرّفَه
رِدفاً لقول اللّه ناظرة وما / في حجتيك على ادعائك معرفه
هب أنني سلمت فهمك منهما / أين استقرت منهما تلك الصفه
هل اتيتا إلا لعينك رؤيةً / حملاً على بهتان أهل السفسفه
تركوا المجاز على هواهم ها هنا / وتقلدوه في أمور متلفه
أترى مجازاً في الجوارح سالماً / إن كنت في هذا المقام معنفه
تأبى حقيقة الاستواء لذاته / إلا هنا للزومها متالفه
أوجبت رؤيته فأوجب سمعه / وعليهما فله الذي لك من صفه
إن قلت قد سمع الكليم كلامه / أترى حقيقة ذاك صوتاً عن شفه
كلا لقد خلق الالهُ لاذنهِ / صوتاً فعرفَهُ بهِ ما عرّفه
إن قستَ رؤيته على تكليمهِ / لزم الحدوث لمدرك المتشوفه
فيكون مخلوقاً وتزعم خالقاً / بالحس تدركه وتدرك موقفه
أم غيره جردته من نفسه / أم غيره هو ذاته أم ما الصفه
هذا هو التجديد والتحديد وال / تقسيم والتعديد ما متعسفه
فإذا نصبتَ سؤال موسى حجة / ونبذت أحكام العقول مزيفه
قل لي أموسى كان يجهل منعها / من قبل صاعقة النكير المرجفه
فتسومه النقصان في توحيده / وتكون أكمل في الحجى والمعرفه
أم كان يعلم منعها فأرادها / عدواً فتنسب للرسالة عجرفه
أم كان يعلم منعها بحياته ال / دنيا فاعجل ربه ليشرفه
وعلى الثلاثة فالنقيصة عندَهُ / بسؤالها أولاً فليسَك منصفه
بل كان يعلم منعها دنيا وأخ / رى والسؤال جرى لأجل ذوي السفه
كفروا به أو ينظروه جهرة / فنهاهم فعتوا عتواً خوفه
فأراد من حرص على ايمانهم / اقناعهم بالزجر عن تلك الصفه
أتراه يسألها الكليم لنفسه / طمعاً بها ولها اليهود معنفه
واللّه ما جهل المقامَ ولا نسي / عز الجلال ولا تخطى موقفه
لكن لكبح عنادهم وعتوهم / عرض السؤال وقلبه في المعرفه
أو لم يصرّح أنهم سفهاءُ مف / تونون عند التوب مما أسلفه
ومتابُهُ من جريها بلسانه / من دون اذن أو لصعق خوفه
أعميتَ عن تابيد لن منفيها / وجعلت في التأكيد لن متوقفه
ما بال تحصرها على تأكيدها / لولا التجاهل في مقام المعرفه
هب إن برهان العقول رفضتَهُ / فالنص تستر شمسه متكشفه
أيقول ربك لن تراني فارتدع / وتقول سوف أراك خلف البلكفَه
أو ليسه هذا عناد ظاهر / فاذهب أمامك موعد لن تخلفه
أبآيةِ الانعام أدنى شبهةٍ / أم آية الاعراف ويك محرَّفه
هل فيهما بعض التشابه موهماً / ايجاب سلبهما لمن لم يَانفه
كلا ولكن الهوى سَلبَ النُهى / واضلها فتهوكت في الزخرفه
ومن المصيبة ضل سعيُ معاشرٍ / قلدتهم تخِذوا هواهم مزلفه
ألمحت من نور التجلي لمحةً / فجعلت ذات الحق تلك مكشفه
سبحانه جلت صفات كماله / عن كل ما لحق الحدوث من الصفه
الطور أتحفه التجلي عن حقي / قته وموسى مصعق ما أتحفه
أجهلت أن تجليات جَلاَلِهِ / ظهرت لسائلة المحال مخوفه
طلب التي نأفت خصائص ذاتهِ / فاستخطفتهم غضبة مستخطفه
أنكرت دك الطور منهُ بآيَةٍ / زجراً لعاتية اليهود المسرفه
فهب التجلي ما تقول فأين في / أثناء آيته مقام البلكفه
وإذا أنفت تجلياً بالآية ال / كبرى وحسبك ضلة أن تأنفه
فجلاله وجماله وكماله / شاهدته في الذات أم فعل الصفه
أعلمت ربك قادراً إلا بم / ظهر الاقتدار لذاته المتصرفه
ماذا ترى في جاء ربك هل عَنى / بالذات أم أمر القيامة كشفه
ما جاء إلا أمره وعَظيم قد / رته وأجناس الخليقة موقفه
أتراه جاء مع الملائك نفسه / بالذات في ظلل الغمام مكنفه
هل جاء إلا أخذه وأليم بط / شته بجاحدة له مستنكفه
أظننت محجوبين عن جناته / وشهود عين الرحمة المتعطفه
منع الحجاب عيونهم عن ذاتهِ / أخطأت أو فاعبُد حجاباً كنّفه
هل زاد أم نقصَ الحجاب أم استوى / وتراه من أي الجهات تَكَنَّفَه
مزق حجابَك يا مجسمَ ربه / وحجاب جهلك إنه ما أكنَفَه
واعرج إلى تقديس ذات الحق بال / نور الذي أوحى وَحَسبُكَ معرفَه
قدس نعوتَ اللّه عن مخلوقه / وانبذ نعوتَ البدعة المتحرفه
وإذا نزعتَ إلى الهدى عن غيره / فالاستقامة نزعة المتصوّفه
للّه نحلتنا ونِعمَ سبيلها / أصلاً وفرعاً لا تخالفُ مصحفه
هي عين ما نزل الأمين بهِ على ال / هادي الأمين وما سواها زخرفه
لا نعبد المحسوس ذاتاً كل مح / سوس حدوث ذاته متألفه
بل نعبد الرب الذي عرفاننا / إياه عرفان بأن لن نعرفه
أي عجزنا عن دركه هو دركه / لا درك ما هياتنا المتكيفه
تجريدنا لصفاته ولذاتهِ / تجريده هو نفسه لن نعرفه
توحيدنا إياه توحيد القُرآ / ن بذاته والفعل منه المعرفه
ونجله عن رؤيةٍ بالعين أو / بالقلب في الدنيا وأخرى مزلفه
والدين نأبى أن نقلده رجا / لا غير معصومين عما حرفه
ونقلد الرأي المطابق أصله / لمحقق استنباطه عن معرفه
أفلت سانحة الهدرْ فاربع على / ضلع العمى وابغ الضلالة مزلفه
أضللت صديقية عمريّة / وهبية تهب الهداية منصفه
بدرية أحدية ما حكمت / عَمراً على قرانها ليحرِّفَه
شربت بماء النهر كأس نبيها / كأساً بامزجة الرحيق مقروفة
لا تدَعي هتك الجلالِ برؤيةٍ / حسب العقول من المقام المعرفه
أقصر مطامعك التي طولتها / إن المطامع في محال مخلفه
انصف حقيقة لن تراني تلقَها / نفياً يؤيد قاطع المتشرفه
وانظر إلى الشأن المحال وقوعه / إذ بالمحال ثبوته قد أوقفه
لو جاز لم يك بالمحال معلقاً / كلا ولا صعقت يهود بمرجفه
قد كان في العلم القديم بانهُ / لا يستقر الطور ساعةَ أرجفَه
وإن ادعتي بأن هذا المنع في ال / دنيا وبالأخرى حقوق موقفه
قلنا حكمت بأنهُ متغيرٌ / لما فرضت هناك تغيير الصفه
وكما له بالذات ليس موقتاً / كلا وليس صفاته متطرفه
ما يستحيل عليه فيما لم يزل / قد رتموه لغاية المتشوفه
لا تستحيل صفات خالقنا ال / قديم ولا تغيره الدهور المردفه
سبحانه لا منتهى لكماله / إذ لم يكن لبداية مستأنفه
عُد عن طريقك ما لعينك منفذٌ / إلا إلى كيفية مستهدفه
إلا إلى جهة تحدّد جَوهراً / متلبساً عرضاً تحقق موقفه
أولاً فليست رؤيةً معقولة / فنرى حديثكم إليها مصرفه
بيني وبينكم الكتاب فقد قضى / إنا على رشد وإنْ بكم سفه
لا تجعلوا التوحيد عرضة وهمكم / غرض الحقيقة منه عين المعرفه
ما أبعد العرفان عن ألبابكم / إن كان تقديس المهيمن بلكفه
سبق الارادة سلم المرتاد
سبق الارادة سلم المرتاد / فارتدْ لعلك سابق الرواد
نادتك ألسنة الحقيقة فالتفت / نحو النداء ونحو ذاك النادي
ارحل طليحك للنفير فربما / سبق الطليح وكل ظهر القادي
قد رشحتك لشأنها بشواهد / أبدى كواكبها الجمال البادي
أتراه يدعوك الحبيب لقربه / فإذا اقتربت رماك بالابعاد
لو تهت من نور الجمال بمشهد / لرأيت سر اللطف بالأشهاد
نور الجمال على المظاهر لائح / فالحظه مرتسماً على الايجاد
لولاه لاحترقت بنور جلاله / وجهلت حكمة عالم الأضداد
ألقاك في دار الفناء لحكمة / خفيت حقائقها عن الأفراد
ودعاك أن أقبل إلي ولا تخف / في المدلجين إلي من أجنادي
أنت الأمين على أمانتنا التي / ثقلت على الأفلاك والأطواد
أترى تؤديها بغير اعانتي / أو كنت تحملها بغير مرادي
ألبستك السبع المثاني خلعة / في هيكل من عالم الأجساد
فاخلع كثيفتك التي لا تنبغي / لشهود حضرتنا مع الأشهاد
واغسل بماء القدس عشر لطائف / هي أنت من دنس الطباع الكادي
أشربت خمسة أبحر لتعيش في / ظمأ فرد فرطا مع الوراد
فجرتها لك من صفات الذات في / عين الظهور ومبدأ الآحاد
سبحان من وجب الوجود لذاته
سبحان من وجب الوجود لذاته / للذات لا لوجود مخلوقاته
وجب الوجود له بما هو أهله / من مقتضى أسمائه وصفاته
وجب الوجود لذي الجلال بشرط لا / ولو انجلى بوجود موجداته
وجب الوجود لذي الجلال مقدساً / عن شائبات النقص في سبحاته
وجب الوجود له بغير معلل / لوجوده أو موجب لثباته
وجب الوجود لذي ألالوهة مطلقاً / في قدسه عن كل تقييداته
وجب الوجود له غنياً نفسه / من حيث وحدته ورتبة ذاته
وجب الاله ولا تعين ممكن / إلا تعينه بمعلوماته
ما زاد حسق وجوبه متعين / بوجوبه من جنس مصنوعاته
لم تصدر الآثار حق وجوبه / إلا دلالتها لتأثيراته
إيجابها حدث ولا تأثير في / ثبت الوجوب الحق من اثباته
آثار امكان الوجوب لغيره / جل الوجوب الحق عن علاته
أعطى الوجود لممكن مختاره / في حد علته ومعلولاته
حقت له أحدية في ذاته / وثبوته ووجوبه وصفاته
بحت القداسة في مقام وجوده / عما يحد وجود مخترعاته
فوجوده للذات ليس لمقتض / ووجودهن يعد من آياته
ووجوده صفة لعز كماله / ينهي إليها ما يليق بذاته
ووجوده سلب لضد وجوده / والشيء معتبر بضدياته
ووجوده سلب انتهاء وجوده / يقضي الوجوب محال نفي ثباته
ووجود مبدعه وترك وجوده / فعل وترك من تجلياته
وبفيض مرتبة الوجود تقيد ال / امكان في إيجاد ماهياته
فيض اختيار ليس علياً ولا / طبعاً يؤثر في طبيعياته
ما حيلة الامكان حيث كمونه / وبروزه من بعض مقتضياته
في فقره الامكان تحت وجوبه / متقيداً بقيود محتملاته
ووجود محتمل الوجود بخلقه / وبأمره أثر اختيارياته
والفيض بالتعليل يوجب كثرة / القدماء في نفس القديم بذاته
والترك دون الاختيار لعاجز / في ذاته من فعل مقدوراته
وقضية الامكان شاهدة على / اتقان مختار لمصنوعاته
ظهر اختيار الحق في وجه التنا / قض والتضادد بين مخترعاته
وتغاير الابداع تحت شؤونه / في حصر كن طوعاً لتقديراته
لا قابلية في وجود ممكن / لسوى اختيار الحق كينوناته
ومعلل فرداً يعلل مفرداً / لا يقتضي تعليل معلولاته
والنقض والابرام والتصريف وال / تدبير للمختار من آياته
وتباين الاقدار حسب شؤونه / من عالم الجبروت في حضراته
للواجب المختار مظهر حكمة / عن قدرة وجبت لوحدة ذاته
يا من تجلى بالوجوب وجوده / في نور حكمته وظل صفاته
يا من تجلى بالالوهة واجباً / من حيث مظهره على كلماته
يا من تجلى بالوجوب مدبراً / جزئي مبدعه وكلياته
يا من تجلى من سنا أخلاقه / وعظيم رحمته وتبريكاته
يا من تجلى في سياسة ملكه / واللطف بالمخلوق في حالاته
يا من تجلى في مشاهد حبه / ببلائه في أهل تقريباته
يا من تجلى في نعيم عدائه / بوجوب حكمته بمقتضياته
يا من تجلى في بدائع صنعه / بعجائب الاتقان في ذراته
يا من تجلى واحداً في ذاته / وصفاته في أي تعريفاته
يا من تجلى بالكمال وجوبه / في فعله ولذاته وصفاته
يا من تجلى بالجلال وجوبه / من حيث هيبته وعزة ذاته
يا من تجلى بالجمال وجوبه / من حيث رأفته بمربوباته
يا من تجلى بانتفاء مثيله / في السلب عنه وفي اضافياته
يا من تجلى في مواجد أهله / بمسابح الأذواق في سبحاته
يا من تجلى للنهى بفتوحه / وشوارق العرفان من فيضاته
يا من تجلى للسرائر باطناً / بمواهب الامداد من نفحاته
يا من تجلى في قلوب شهوده / بشهود عزته وتمجيداته
يا من تجلى في مظاهر قدسه / عن دركه لذوي خصوصياته
يا من تجلى في قلوب العارفي / ن بما حباهم من لدنياته
يا من تجلى للعقول بنوره / من حيث أغرقها ببحر صفاته
يا من تجلى للفهوم فأدركت / أن ليس تدرك غير تسبيحاته
يا من تجلى بالمحامد مطلقاً / في جوده وشمول تكريماته
أوجدتني بشراً سوياً عاقلاً / ووهبت عقلي كل إدراكاته
عبداً تقيده الضرورة عاجزاً / في أي طور من جميع جهاته
عبداً يصرفه اقتدار الهه / بسكونه فقر وفي حركاته
أوجدت عبدك واقتضيت نصيبه / بحياته الدنيا وبعد مماته
حسبي وجودك من وجود قائم / بوجود ذاتك أصله في ذاته
لا يقتضي ضراً ونفعاً دون ما / تقضي به في دفعه وثباته
أوجد بجاه وجودك الأنوار في / قلبي واسعدني بروح حياته
يا حي يا قيوم عبدك معدم / من حسن عيشته ومن حسناته
أحسن أمانتك التي قلدتها
أحسن أمانتك التي قلدتها / طوق الحمامة ما تسر وما ظهر
لقد اتجرت على الذين تؤمهم / فاختر على الخسران ربح المتجر
قد قلدوك أمانة مضمونة / فاحذر ضمان مضيع كل الحذر
واعرف لهاتيك الأمانة قدرها / ليس الضمان بها ضماناً يغتفر
إن ترعها نالوا ونلت ثوابها / أو خنتها سلموا وأنت المؤتزر
قد قمت بين غنيمة وسلامة / فاسلك بأيهما ترى الحزم استقر
واستوف بين سلامة من فعلها / وسلامة من تركها حق النظر
فإن استطعت حقوقها وشروطها / تربت يداك أغنم فنعم المدخر
وإذا عجزت ففي السلامة مغنم / وأحق أمريك البعيد عن الخطر
وإذا تركت مع استطاعة فعلها / فالإِثم بالتضييع يلزم من قدر
إن الامامة منصب ومقامها / لمزيد اخلاص من الكبر افتقر
لا تبغها بذخاً بها وترفعاً / فيكبك الجبار يوماً في سقر
لتكن أقاماتها على الاخلاص لا / لتكون متبوعاً يعظمك البشر
ومقاصد الألباب يعلم كيفها / من لا يغيب عنه مطوي الفكر
أترى يغالطه الضمير وعلمه / محص سواء من أسر ومن جهر
فهب الخداع مع البرية نافعاً / أتراه عمن يعلم الغيب استتر
عمل السرائر والظواهر كله / في علم علام الغيوب قد انحصر
فارق هواك ودع لربك فطرة / محصت بالاخلاص عنها كل شر
طهر سريرتك التي آفاتها / سوء وصبغتها النقائص والقذر
واحمل عمود الدين ما حملته / عمن رآك به الضليع المقتدر
مهما حضرت الناس عند صلاتهم / ورآك للتقديم أهلاً من حضر
فكن الامام ولا عليك ولا تضع / فرض الجماعة واحتسب أجر النفر
لكن عليك وظائف مشروعة / سفرت بها سنن كما سفر القمر
منها مراعاة الأظلة دائباً / وأوائل الأوقات من ذاك الوطر
إن الأحب من العباد لربه / عبد يراعى للأظلة في الخبر
وأوائل الأوقات رتبة فضلها / حض النبي وفعله فيها استمر
رضوان ربك أول الأوقات وال / أوساط رحمته وعفو في الأخر
واستثني العتمات في ليل الشتا / والظهر للتبريد في أيام حر
والبعض يختار انتظار جماعة / والبعض يختار الحديث كما ظهر
وإذا تهيأت الجماعة كلها / كبر وهذا الباب من حسن النظر
واحذر تقلدك الامامة إن تكن / لحانة إذ أقرأ القوم الأثر
حتى ولو لم يفسد المعنى به / إذ لست في حكم الحديث بمعتبر
وتصح إن لم يفسد المعنى به / إلا الاساءة إنها لا تغتفر
والبعض إن بدلت أية رحمة / بالضد والتوحيد بالشرك اعتبر
والبعض إن بدلت توحيداً بشر / ك أو عكستهما على هذا اقتصر
ويشاكل اللحن الوقوف يبدل ال / معنى وقيل إذا بتوحيد أضر
ونظيره الاهمال والاعجام في ال / قرآن إذ بهما يؤول إلى الغير
ونظيره جهل المخارج للحرو / ف على الصلاة لمن يؤم به ضرر
ويؤمهم ذو آفة بلسانه / إن لم يكن عن جهله الحرف انكسر
ويصح من ذي لكنة إن كان ما / تجزي الصلاة به من الآي استقر
ومبدل حرفاً بحرف إن يكن / عن آفة أو فطرة وقع الأثر
وحديث سين بلال المشهور لا / نرضى به فالوضع فيه المعتبر
ومن الوظائف أن تكون مرتلاً / أو ما ترى نص الكتاب بها أمر
ووظيفة التخفيف للأركان لا / تهمل ولا تكن المنفر من نفر
ناهيك ما لاقى معاذ من رسو / ل اللّه من زجر بتطويل السور
والناس في الأحوال شتى فليكن / هذا الامام مراعياً حال الفطر
وليرع تسوية الصفوف بنفسه / أو غيره كالفعل من خير البشر
ولينو هاتيك الامامة آتياً / إن جاء من بعد الدخول ومن حضر
وليجزم التكبير والتسليم كي / يقعا من المأموم بعد على الأثر
ومتى يكبر أو ليسمع فليزد / في رفعه للصوت والسمع القدر
وليخلصن القصد للمأموم في / حفظ الحدود البطنات وما ظهر
ولينتقل من مضوع صلى به / من بعد ما يقضي الصلاة إلى مقر
في مسجد أو منزل أو غيره / زالت امامته فماذا ينتظر
ولينحرف صوب اليمين إذا انتحى / إلا الصحارى فالامام إذا قدر
ولينتخب ذا الأفضلية منهم / ويسد قفوته وذا خبر ظهر
هذا لأن لذي الأمامة رتبة / في البر فالأولى به تقرير بر
ويكون لاستخلافه مهما عنا / أمر وما أحفى الخلافة بالخير
وليجتهد عند الدعاء معمماً / لا يختصص بدعائه عمن حضر
فيعم في حق الولي دعاؤه / وعدا الولي لمصلح الأخرى يذر
ومقامه يقضي عليه بأنه / وفد إلى البر الكريم لنيل بر
والوفد أحجى أن ينال كرامة / إن لم يكن في النفس حاجته حصر
حقق بعينك في الكريم فإنه / عند الظنون لمن توجه وافتقر
وإذا توجهت السريرة نحوه / رجعت برحمته بعائدة الوطر
لم يقصد الرحمن صادق أوبة / رغباً ورهباً في مقام فانخسر
فاجعل همومك في الصلاة فإنها / سبب مبين للصلات وللبشر
واحفظ لربك روحها وحياتها / سيان لو أبصرت ميتاً والحجر
وحياتها اخلاصها وخشوعها / وخضوع قلب بالعلائق محتظر
وظواهر الأركان محض وسائط / فإذا تزكى السر أصلح ما ظهر
وعبادة الحركات والسكنات في / حكم القلوب وها هنا الشأن انحصر
فاربط على هذا المقام القلب لا / يغرر فشأن قلوبنا كر وفر
والقلب بيت اللّه فيه نوره / نظر الكريم إليه ليس إلى الصور
فاستقص قلبك في مقام شهوده / لا تعطه شطراً وشطراً في عمر
واصل مقامك في الصلاة وغيرها / عبداً على الاحسان وردك والصدر
وإذا ذكرت اللّه فاعرف قدره / بين الرجا والخوف مصروف الفكر
مستشعراً تحت الجلالة خشية / ومهابة لا حظ عندك للأثر
لا تعدُ طورك في المواطن كلها / أنت الفقير إليه في نفع وضر
وجماع هذا الأمر فقر مطلق / وعبودة محض وصفو من كدر
الفضلُ ما وَزَعَ النفوسَ إلى الصفا
الفضلُ ما وَزَعَ النفوسَ إلى الصفا / ورايتُ ادراك المعارف أشرفا
وكمال كل نزاهةٍ وسجيةٍ / أبداً على شرف العلوم توقفا
لم يرتفع بجناح جهلٍ طائرٌ / نحو الكمال وكم بعلم رفرفا
أحدو النفوسَ بشدو لحن بصيرتي / نحو الكمال إذا حَدا حادي الوفا
حُر الضمائر لا يقيده الهوى / في علة من دون ادراك الشِفا
صدع الصدا من حكمتي أرجو بهِ / صدعَ النفوس إلى الصفاء عن الجنا
أنهت مزاولةَ الحوادث نهيتي / وقفت لترقية الفضيلةِ موقفا
ولو انبسطت إلى الكمال بدَعوتي / كانت إلى غير العلوم تكلفا
هل تشعر الألبابُ إن غِراسَها / إلا بعلم طيب لَن يقطفا
وإذا تسَاجَلتِ النفوس وَجَدتَ ذا / أدب على نجد المفاخر مشرفا
فلتحيَ أنفسكم برُوح كمالها / حِزباً بجامعة العلى متصرفا
ولتنتبه أفكاركم لفلاحها / حرية الأفكار ربعٌ ما عفى
إن المقلد في الحوادث عاجز / ما كل رأي في الحوادث يُقتفى
فتقلدوا همم الكرام وزاحموا / اكتاف أحرار الفضيلة والوفا
واستصلحوا سير النفوس بما بهِ / تزكو ولا تذروا الكمال مُسوّفا
حتى يقوم المجد فيكم قائلاً / الناس كل الناس اخوان الصفا
اللّه بسم اللّه يا اللّه الأجل
اللّه بسم اللّه يا اللّه الأجل / بك أستجير من الخطايا والزلل
اللّه بسم اللّه يا رحمن هب / لي رحمة إني على خطب جلل
اللّه بسم اللّه سعني رحمة / أنا يا رحيم لواسع الرحمى محل
اللّه بسم اللّه يا ملك احمني / من كل سوء إن من لم تحم زل
اللّه بسم اللّه قدوس حل / بيني وآفاتي الرواسخ كالجبل
اللّه بسم اللّه سلم طاعتي / لك يا سلام إنني رهن العلل
اللّه بسم اللّه أمنك إنني / يا مؤمن المذعور منك على وجل
اللّه بسم اللّه أشكو ظالماً / طالت قواه ما مهيمن واهنبل
اللّه بسم اللّه عزي ثابت / بك يا عزيز اعز والخصم الأذل
اللّه بسم اللّه يا جبار خذ / خصمي ومزقه فقد غلب الحيل
اللّه بسم اللّه يا متكبر / فلتمحق المتكبرين على عجل
اللّه بسم اللّه جد يا خالق ال / أشياء من عدم بايجاد الأمل
اللّه بسم اللّه كون مطلبي / يا بارىء المختار رجل عن العلل
اللّه بسم اللّه صور في جنا / ني يا مصور حبك الأعلى الأجل
اللّه بسم اللّه يا غفار قد / أسرفت فاغفر ما أسأت من العمل
اللّه بسم اللّه يا قهار خذ / خصمي العنيد فأنت تعلم ما فعل
اللّه بسم اللّه يا وهاب هب / لي رحمة دنيا وأخرى تشتمل
اللّه بسم اللّه يا رزاق قد / أقللت فارزقني ورزقك لا يقل
اللّه بسم اللّه يا فتاح أب / واب الفتوح افتح لعبدك ما انقفل
اللّه بسم اللّه كشف جهالتي / بك يا عليم اكشف لعقلي ما جهل
اللّه بسم اللّه خذ يا قابض ال / أرواح روح الظالمي الطاغي المضل
اللّه بسم اللّه جد لي بسطة / يا باسط الخيرات للعبد المقل
اللّه بسم اللّه خافض من طغى / بك أستجير من العدى اخفضهم بذل
اللّه بسم اللّه رافع أهله ار / فعني من الدرجات في أسنى محل
اللّه بسم اللّه ثبت عمرتي / لك اللّه بسم اللّه معز وذل خصمي يا مذل
اللّه بسم اللّه سمعاً دعوتي / لك يا سميع وأنت تسمع من وأل
اللّه بسم اللّه قو بصيرتي / بك يا بصير إلى المراشد استدل
اللّه بسم اللّه يا حكم انتقم / من ظالمي أشكوه خذه بلا مهل
اللّه بسم اللّه يا عدل اجترى / هذا الظلوم وأنت أعدل من عدل
اللّه بسم اللّه لطفاً في النوا / زل يا لطيف الطف بنا فيما نزل
اللّه بسم اللّه أظهر لي الحقا / ئق يا خبير لا يزال ولم يزل
اللّه بسم اللّه عبدك مسرف / وعظيم حلمك يا حليم هو الأمل
اللّه بسم اللّه أعظم بغيتي / فوزاً عظيماً يا عظيم تلا الأجل
اللّه بسم اللّه بالغفران جد / لي يا غفور فما بعدلك لي قبل
اللّه بسم اللّه هب لي الشكر في ال / نعم الدقيقة يا شكور وفي الجلل
اللّه بسم اللّه أعل مكانتي / بعلو علمك يا علي وبالعلل
اللّه بسم اللّه جلت كبريا / ؤك يا كبير فلا نديد ولا مثل
اللّه بسم اللّه حفظاً شاملاً / أنا يا حفيظ بما تراه معتقل
اللّه بسم اللّه أنت المنعم ال / معطي المقيت افتح وبارك ما حصل
اللّه بسم اللّه حسبي اللّه في ال / تفصيل من قدر الحسيب وفي الجمل
اللّه بسم اللّه جل جلاله / بك يا جليل اجل عن شين الخلل
اللّه بسم اللّه أكرم موقفي / أنت الكريم وأنت أحفى من كفل
اللّه بسم اللّه حسبي أن عل / مك يا رقيب بسوء حالي لم يحل
اللّه بسم اللّه كاشف سوء مض / طر دعاه مجيب دعوة من سأل
اللّه بسم اللّه دافع كل ض / ر يا حكيم ادفع بحكمتك العلل
اللّه بسم اللّه ذي العرش المج / يد بحق ودك يا ودود اغث وصل
اللّه بسم اللّه مجدك موئلي / بك يا مجيد الود باسمك ابتهل
اللّه بسم اللّه فابعث باعث ال / موتى بلطفك يا لطيف لم يزل
اللّه بسم اللّه أشهد لي عيو / بي مخلصاً لك يا شهيد بالعمل
اللّه بسم اللّه يا حق اكفني / أسواء نفسي والمعالي والقبل
اللّه بسم اللّه كن لي في أمو / ري يا وكيل ويا حسيب من اتكل
اللّه بسم اللّه قو عزائمي / في مرضياتك يا قوي من العمل
اللّه بسم اللّه متن حبل ح / ظي يا متين فإن حظي منبتل
اللّه بسم اللّه رب تولني / بك يا ولي أولوذ في ضيق الحيل
اللّه بسم اللّه أنت المنعم ال / ملك الحميد وحمدك الحمد الأجل
اللّه بسم اللّه سخر لي الكوا / ئن أنت محصي كل شيء في الأزل
اللّه بسم اللّه أوجد مطلبي / يا موجد الأشياء لا تحكي مثل
اللّه بسم اللّه عد لي عودة / أنت المعيد وأنت أحفى من بذل
اللّه بسم اللّه احي سريرتي / بالذكر يا محيي وصنعة من وصل
اللّه بسم اللّه أهلك ظالمي / وبعين عدلك يا مميت بغى وضل
اللّه بسم اللّه قلبي أحيه / يا حي إذ بحياتك الحي استقل
اللّه بسم اللّه يا قيوم يا / من جل عن درك السآمة والملل
اللّه بسم اللّه أوجد لي الغنى / يا واجد حق الكمال بلا مثل
اللّه بسم اللّه مجدك عصمتي / يا ماجد اكف الفقر من كل السبل
اللّه بسم اللّه وحدتك انجلت / يا واحد الأحد الوجود عليك دل
اللّه بسم اللّه يا صمد اكفني ال / عسرى وصن وجهي بيسر منهمل
اللّه بسم اللّه حل شدائدي / يا قادر امحقها فقد ضاق الكبل
اللّه بسم اللّه تذهب عاجلاً / واللّه مقتدر على نسف الجلل
اللّه بسم اللّه قدمى زلفتي / لك يا مقدم في مراتب من قبل
اللّه بسم اللّه أبعد ظالمي / عن كل خير يا مؤخر واعتقل
اللّه بسم اللّه أسبق في الرضا / يا أول دون ابتداء لم يزل
اللّه بسم اللّه صف سريرتي / يا آخر الأشياء ليس إلى أجل
اللّه بسم اللّه أظهر حجتي / يا ظاهر لظهوره المصنوع دل
اللّه بسم اللّه آنس وحشتي / يا باطن الذات المقدس من علل
اللّه بسم اللّه يا والي احمني / من كل سوء واصل أو لم يصل
اللّه بسم اللّه يا متعالياً / عن أي نقص أعلني عما سفل
اللّه بسم اللّه برك اغنني / يا بر إذ بر الخليقة منبتل
اللّه بسم اللّه يا تواب تب / إني أنبت من الخطايا والزلل
اللّه بسم اللّه قسطك قائم / فتجل منتقماً من الطاغي الأضل
اللّه بسم اللّه عفواً ماحياً / ذنبي وعفوك يا عفو هو الأمل
اللّه بسم اللّه أسأل رأفة / إني ببابك يا رؤوف على وجل
اللّه بسم اللّه أوسعني الغنى / يا مالك الملك المدبر للدول
اللّه بسم اللّه هب يا ذا الجلا / ل لنا وذا الاكرام عزاً لا يذل
اللّه بسم اللّه مقسط حكمه / إني ظلمت وليس عندي محتمل
اللّه بسم اللّه جامع خلقه / للقائه أجمعني وعجل بالشمل
اللّه بسم اللّه فقري زائل / طول الغنى الحق طول لا يغل
اللّه بسم اللّه يا مغني اكفني / عمن سواك فإن جودك لا يقل
اللّه بسم اللّه يمتنع الشقا / يا مانع امنع كل سوء بي نزل
اللّه بسم اللّه يا ضار انتقم / من ظلم لصوارم العدوان سل
اللّه بسم اللّه نافع خلقه ان / فعني بما أملت نفعاً مشتمل
اللّه بسم اللّه نور باطني / يا نور واجعلني بنورك أشتعل
اللّه بسم اللّه يا هادي اهدني / واهد القلوب إلي واهد بي السبل
اللّه بسم اللّه نفحة رحمة / تذر المصاعب يا بديع كلم تنل
اللّه بسم اللّه يا باقي اكفني / ضراً يلازمني كما لزب الجبل
اللّه بسم اللّه وارث خلقه / يا وارث امنحني خصائص من كمل
اللّه بسم اللّه ارشد في المرا / شد يا رشيد من الخلائق والعمل
اللّه بسم اللّه هب لي الصبر في / كل الأمور بغير ضر قد حصل
اللّه بسم اللّه يا ذا الطول عب / دك يستقيلك فاعف عنه ما جهل
اللّه بسم اللّه فقري عاقلي / بيد الاله الق فك المعتقل
اللّه بسم اللّه ينقلب البلا / بك يا محيط وينطوي نشر العلل
اللّه بسم اللّه حظي باقتدا / رك يا قدير ينال ما عز الحيل
اللّه بسم اللّه وفر كفايتي / بكفاية الكافي الكريم لمن كفل
اللّه بسم اللّه حققني شكو / راً حامداً يا شاكر العبد المقل
اللّه بسم اللّه قصما ظالمي / يا قائماً بالقسط قسطك لم يحل
اللّه بسم اللّه غارتك السريعة / يا سريع عليه أرسلها العجل
اللّه بسم اللّه صفحك سيدي / يمحو الخطايا غافر الذنب الجلل
اللّه بسم اللّه تعلم توبتي / يا قابل التوب ارضها فيما قبل
اللّه بسم اللّه نكل بالعدى / أنت الشديد عقابه أنت الأجل
اللّه بسم اللّه غوثاً مسرعاً / يا مستغاث ويا مغيثاً من وال
اللّه بسم اللّه حسبي فاطر ال / أشياء في سلطانه كنف وظل
اللّه بسم اللّه رب تولني / عظم الربوبة لا تضيق بذي أمل
اللّه بسم اللّه قهراً خصنا / يا قاهر الغلاب صيرهم مثل
اللّه بسم اللّه مولاي انتصر / ولنعم مولى لا تنازعك العلل
اللّه بسم اللّه قد مرد العدى / نعم النصير فايد الحزب الأقل
اللّه بسم اللّه دعوة مخلص / أنت القريب تجيب دعوة من سأل
اللّه بسم اللّه يا فعال تف / عل ما تريد وكل ما شئت انفعل
اللّه بسم اللّه منان من / ك ليس ينفذ بالعطاء ولا يقل
اللّه بسم اللّه خلاق البر / ية ما تشاء على اختيارك يستقل
اللّه بسم اللّه يا ذا القوة اد / فع كيد خصمي وليك النكس الأذل
اللّه بسم اللّه يا ذا العزة ان / ظرنا وأوجب في أعادينا الفشل
اللّه بسم اللّه يا ذا البطش أخ / زهم ببطشك في أعاديك الأول
اللّه بسم اللّه عجل هلكهم / ذا الانتقام فإن جورهم اشتعل
اللّه بسم اللّه يا خلاقنا / يا ذا المعارج هب لذا العز الأجل
اللّه بسم اللّه يا ذا العرش لا / تنصر علينا باغياً نسي الأجل
اللّه بسم اللّه يا ذا الفضل قد / بسط اليمين إليك عبدك وابتهل
اللّه بسم اللّه يا ذا الرحمة / ارحمني فإني مسن الضر الجلل
اللّه بسم اللّه عبدك ضارع / لك يا مليك شؤون مطلبه وكل
اللّه بسم اللّه أدعو مخبتاً / أرجو التجاوز منك عن سوء الفعل
اللّه بسم اللّه انقل كاهلي / وعظيم فضلك واسع حط الثقل
مولاي في أسمائك الحسنى لنا / حبل متين لا يرام ولا يحل
مولاي في أسمائك الحسنى لنا / غوث سريع بانتصارك يستهل
مولاي فرج همنا وغمومنا / بفيوضها وافتح بها باب الأمل
مولاي بالأسماء والأسرار وال / أنوار والآثار منها ابتهل
أدعو بكل اسم لذاتك بالصفا / ت الطاهرات وكل موحي نزل
أدعو بكل وسيلة أحببتها / من سائليك فتستجيب لمن سأل
بمحمد والطيبين ومن إذا / ذكروا بهم بركات فضلك تستهل
يا رب صل مسلماً أبداً عليه / وآله وعلى الملائك والرسل
قدم العليم لذاته مستوجب
قدم العليم لذاته مستوجب / علماً محيطاً بالوجود وبالعدم
كان العليم فكان من ايجاده / طرفاهما بعد الارادة والقدم
لوجوبه وجبت احاطة علمه / والشيء واللاشي جف به القلم
صبراً بُنيّ على الزمان وصرفه
صبراً بُنيّ على الزمان وصرفه / إن الزمان محارب الأحرار
أين الفرار عن المقدر للفتى / إن الأمور رهائن المقدار
وكل الأمور إلى المهيمن إنه / تدبيره يقضي على الأفكار
ماذا تريد من الزمان وصرفه / أفلا اتكلت على المعين الباري
أترى الزمان مؤثراً في نفسه / والأمر مرجعه إلى مختاري
واصبر فإنك ناجح إن كنت في / نوب الصروف بمنهج الصبار
واجعل صلاحك مسلكاً لتنال من / بر الكريم مواهب الأبرار
كم كربة نزلت وضاق نطاقها / فتفرجت باللطف والأيسار
ما خاب من وكل الأمور لربه / فهو المفرج كربة الأعسار
حملوا العصي فكنت أحمل سبحةً
حملوا العصي فكنت أحمل سبحةً / كسرت رماحاً أشرعت وعصيا
خانتهم عند الهياج عصيهم / ولكم قصمتُ بما حملت عَصياً
اللّه حي لا يزال ولم يزل
اللّه حي لا يزال ولم يزل / في ذاته وبذاته ولذاته
لا شيء غير اللّه حي كائن / للذات قام له وجود حياته
وحقائق الأسماء في اسم الحي إذ / هو أول الأسماء في مرقاته
رجعت إليه عين كل حقيقة / من بعد جامع اسمه وصفاته
ومن المحال وجود ذات حقيقة / لاسم وغير الحي أصل ثباته
والحي من تجب الحياة لذاته / للذات ليس مخارج عن ذاته
والحي من ليست حياة عينه / كلا ولا هي بعض غيرياته
اللّه حي لا بمعنى زائد / فيه قديم غير نفي مماته
يكفي وجوب حياته للذات عن / فوز الحياة مسبباً لثباته
حياً وجوباً لا لموجب عارض / فيكون مفتقراً لمفتقراته
حياً وجوباً لا لكون حياته / سبباً أقام له وجود حياته
هذا وقوع الشيء علة ذاته / ومن المحال الشيء علة ذاته
ليس اعتدالاً في المزاج ولا قوى / حس لجنس حياة مبتدعاته
الذات كاف صحة استلزامها / دون الوسيطة من قديم صفاته
الواجب الحق القديم يجل عن / ايجاب واسطة خصوصياته
تجب الصفات له وليست غيره / وثوبتها في نفي سلبياته
وتجاذب الأسماء موجوداتها / لحقيقة اسم الحي جمع شتاته
للحي هيمنة على الأسماء من / حيث الظهور ومجد قيومياته
وعلى كمالات الحياة توقفت / آثار كل اسم بمأثوراته
وظهور كل اسم بنور خصه / فشعاعه الوقاد من مشكاته
وظهور كل اسم بقوة فعله / للحي سلطان على قواته
برزت ظهورات الصفات وكلها / ممدودة من ماء عين حياته

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025