المجموع : 56
هذي البسيطة كاعب أبرادها
هذي البسيطة كاعب أبرادها / حلل الربيع وحليها الأزهار
وكأن هذا الجو فيها عاشق / قد شقه التعذيب والاضرار
فإذا شكا فالبرق قلب خافق / وإذا بكى فدموعه الأمطار
من أجل ذلة ذا وعزة هذه / يبكي الغمام وتضحك الأزهار
إن كنت تستشفي بأنفاس الصبا
إن كنت تستشفي بأنفاس الصبا / فالمسك من أنفاسها يتنسم
وافتك عاطرة النسيم كأنها / رسل الحبيب أتتك عنه تسلم
والجو يلبس للغمام مطارفاً / منها على عطفيه برد أسحم
أوما إلى روض الثرى بتحية / وبكى فأقبل نورها يتبسم
واستعجلته الأرض صنعة بردها / فيد يحوك بها وأخرى ترقم
أما الرياض فإنهن عرائس
أما الرياض فإنهن عرائس / لم يحتجبن حذار عين الكالي
جاد الربيع لها ينقد مهورها / دفعاً ولم يبخل بوزن الكالي
تثنى الصبا منها ألف زبرجد / منظومة أطرافها بلالي
وحديقة من نرجس وبهار
وحديقة من نرجس وبهار / رفعت لواء الحسن للنظار
فكأنما هذا ضحى متهلل / وكأنما هذا أصيل نهار
أخوان أمهما شمس الضحى / وأبوهما قمر السماء الساري
شربا سلاف القطر حتى عربدا / وتراجما بكواكب الأزهار
واستودعا خبريهما نفس الصبا / فأذاع ما كتما من الأسرار
فبكى الندى لهما ضحياً والندى / مذ كان للأزهار أكرم جار
هذا الثناء إلى زمان مشرق
هذا الثناء إلى زمان مشرق / أهدى إليك شقائق النعمان
قامت فرادى فوق سوق زيرجد / صيغت عليه جماجم العقيان
يهفو بها مر النسيم كأنها / حمر البنود نشرن في ميدان
جاءتك جامدة المدا
جاءتك جامدة المدا / م فخذ عليها ذوبها
والنهر قد رقت غلالة صبغه
والنهر قد رقت غلالة صبغه / وعليه من صنع الأصيل طراز
تترقرق الأمواج فيه كأنها / عكن الخصور تهزها الأعجاز
شابت نواصي النار بعد سوادها
شابت نواصي النار بعد سوادها / وتسترت عنا بثوب رماد
شابت كما شبنا وزال شبابنا / فكأنما كنا على ميعاد
هات التي للأيك أصل ولادها
هات التي للأيك أصل ولادها / ولها جبين الشمس في الأشماس
يتقشع الياقوت في لياتها / بوساوس تشفي من الوسواس
أنس الوحيد وصبح عين المجتلي / ولباس من أمسى بغير لباس
حمراء ترفل في السواد كأنها / ضربت بعرق في بني العباس
جاءتك في تنورها المسجور
جاءتك في تنورها المسجور / زهراء في حلل من الديجور
لما تهلل في الظلام جبينها / لبس الظلام بها غلالة نور
يا حسنها وقد ارتمت جنباتها / شرراً كمثل العسجد المنثور
والجمر في خلل الرماد كأنه / ورد عليه ذريرة الكافور
في ليلة خلنا دجاها اثمداً / ونجومها مرضى عيون الحور
ساروا وللريح البليل صراصر
ساروا وللريح البليل صراصر / تلهى بسافرة القناع شموع
يستنبط المقدور ماء حيائه / بوسيطها الفرار من ينبوع
شقراء أشهبت الظلام بمارج / كالبرق سح سحابه بهجوع
وإذا النسيم طفا عليها بصبصت / بلسان أرقش كالزمام لسوع
وكأنما اشتملت عليه ضلوعها / والبين يقذف روعه في روعي
أودت بذات يدي فروَة أرنب
أودت بذات يدي فروَة أرنب / كفؤاد عروة في الضنى والرقة
إن قلت باسم الله عند لباسها / قرأت علي إذا السماء انشقت
يتجشم الفراء في ترقيعها / بعد المشقة في قريب الشقة
لو أن ما أنفقت في إصلاحها / يحصى لزاد على رمال الرقة
لي فروة وصفي لجائحتي بها
لي فروة وصفي لجائحتي بها / يأتيك بين مقرط ومشنف
عطلت كتب أبي عبيد بالذي / ألف فيه من غريب مصنف
يسطو على الغرم في ترقيعها / سطو الغرم على فؤاد المدنف
فأنا وفروي خوف تمزيقي لها / أحكي معاوية لجنب الأحنف
وطيلسان هرم يحتمى
وطيلسان هرم يحتمى / عليه أكل الخل والبقل
كأن كفي إذا انضمتا / عليه خوف الريخ في غل
أما الوراقة فهي أيكة حرفة
أما الوراقة فهي أيكة حرفة / أغصانها وثمارها الحرمان
شبهت صاحبها بصاحب إبرة / تكسو العراة وجسمها عريان
وصقيل مدارج النمل فيه
وصقيل مدارج النمل فيه / وهو مذ كان ما درجن عليه
أخلص القين صقله فهو ماء / يتلظى السعير في صفحتيه
أسنى ليالي الدهر عندي ليلة
أسنى ليالي الدهر عندي ليلة / لم أدخل فيها الكأس من إعمال
فرقت فيها بين جفني والكرى / وجمعت بين القرط والخلخال
ومهفهف أبصرت في أطواقه
ومهفهف أبصرت في أطواقه / قمراً بآفاق المحاسن يشرق
تفضي على المهجات منه صعدة / متألق فيها سنان أزرق
يا من تعرض دونه شحط النوى
يا من تعرض دونه شحط النوى / فاستشرفت لحديثه أسماعي
إني لمن يحظى بقربك حاسد / ونواظري يحسدن فيك رقاعي
لم تطوك الأيام عني إنما / نقلتك من عيني إلى أضلاعي
أغائبة عني وحاضرة معي
أغائبة عني وحاضرة معي / كأنك من عيني نقلت إلى كبدي