القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 51
مازلتُ في طَوري أُخاطبُ ذاتي
مازلتُ في طَوري أُخاطبُ ذاتي / من غير ماطَورٍ ولا ميِقات
حتى تَفَقّهْتُ الخطابَ كأنّهُ / قد كانَ يُسْمَعُ منْ جميع جهاني
آنَستُ نارَ الأُنس من وادي طُوى / سرَّي فَضَاءَتْ بالهدى ظُلُماتي
قَسَماً بنون الكون والقَلَم الذي / قد خَطَّ في لوح البقاء صفاتي
وَبمَنْ بَقيتُ على الفناء لحُبه / حتى غدا موتي عَليْه حياتي
إنّي رأيَتُ به وجودي في الورى / عَدمي وآلامي به لَذَّاتي
عَن كُلِّ شيءٍ قَدْ خَفيتَ وإنَني / لأراكَ في الأشياء بالآيات
حَسْبي وصالُكَ فَهْوَ أوَّلُ بُغيتي / أملاً وأخرُ مُنتهى طَلباتي
إنَّ النزوعَ إلى لقائكَ حجَةٌ / يَرمي فؤادَ الصّبِّ بالجمرات
حَجي بجُثماني إليكَ بحجَتَي / بالأين إذ لا أينَ منكَ لآتي
وَمُنايَ أنتَ إذا أَقامَ على منى / قوم ومَعرفَتي ذُرى عَرَفات
وَلَبَيْتُ قَلْبٍ أنت ساكنُ خلبه / لأحقُّ بالتّطواف والعمرات
لَسْتُ المروَّعَ بالجحيم ولا الذي / يبغي جناناً غَضّة الثَمرات
تَرْكُ الشّهيِّ لما يُحَبُّ دوامُه / شَرَه وَحرص في اقتنا الشّهوات
والخوفُ من شيءٍ سواكَ تَشَاغل / بسواكَ في عُمُري وَبَعْدَ مماتي
بل بُغيتي صلَتي بحَضْرَتكَ اللتي / جَلّتْ عن الحركات والسَكَنَات
وَتَخلُّصي من آلتي لأنالَ ما / لا يَنبغي بتناوُل الآلات
وَتَمَتُّعي بجَمالكَ الفَرد الذي / هو غايةُ الحُسن البديع الذاتي
حَسَنٌ على الأكوان منهُ بهجةٌ / معشوقة للنّاس من لمحاتي
روحُ البريّة نَفْحَةٌ من روحه / نَسَمَتْ فأحيَتْ مَيِّتَ النّسمات
لم أدعُ هزّاً للعطاء ولم أزدْ / علماً بحالي حالةَ الأزمات
إنْ كانَ علْمُكَ حاضراً ذاتاً وما / توليه فيّاضاً على الأشتات
لكنْ أُوَطدُ للتّلَقّي مُهْجَةً / قَلقَت بما أُبديه من دَعَواتي
ولأَنتَ أقرَبُ حينَ أدعو مُخلصاً / في الخطب من ريقي إلى لهواتي
فَلكَ الثّناءُ السّرْمَديَ مؤبّداً / لم يحُصه مُتَكلم بصفت
هل في الملوك لنَيْل كُلِّ طلاب
هل في الملوك لنَيْل كُلِّ طلاب / غيرُ المليك الصالح الوهّاب
مَلكٌ تخيّرَ للمواكب والوغى / غرَ الخيول كريمةَ الأنساب
إمّا كميتاً قد بَدا ذا غُرَّةٍ / مثلَ الكُميت الصرف ذات حُباب
أَو أَدهماً قَرَنَ الحجولَ بغُرَّةٍ / كالصُّبْح في ذيل الدجى المنجاب
وكأنّما حَلَكُ السّواد بجسْمه / فوقَ البياض قَصيرةُ الأهداب
أَو أَشقراً يَحكي الهلالَ جبينهُ / لمّا حكى شَفَقاً بلون إهاب
أَو أَشهباً يَنْقَضُّ إثرَ مُحاربٍ / في ليل نَقعٍ كانقضاض شهاب
أَو أَبلقاً راقَ العيونَ بمنظَرٍ / كالبرق يبدو من خلال سحاب
من معشَرٍ رَكبوا الجيادَ وَغُيبوا / بينَ القنا فحكوا أُسودَ الغاب
وإذا امتطى يومَ الجلاد طمرّةً / بارى خيولَ العُجم والأعراب
وأتى بأجدلَ للرياح هبوبُه / حُضراً لوَشْك مَجيئةٍ وَذَهاب
ذو أربعٍ مثلُ الرَياح تحمّلَتْ / بُرجاُ رُكزْنَ على متون قعاب
بمولَك الأذُنين تَحْسَبُ أنّه / أصغى وأطرقَ لاستماع خطاب
مُتناسب في الخَلق منسوب إلى / أبناء أعوجَ أو إلى البَواب
أو لاحقٍ أو ذي الوسوم وزاملٍ / وجميرةٍ والورد والأعراب
لا بَل أجَل من السّميدَع مَحتداً / أو ذي العقال وَوُزَّلٍ وَحَلاب
وابن النّعامة والقُرَيط وحومَلٍ / وعَرادة أو نخلةٍ وَنَصاب
والجون واليعسوب والهطال وال / طيّار والخطّار والسّكاب
وَقسام واليحموم والورهاء وال / شقراء والغبراء والقصّاب
يبتز زادَ الركب حسنُ شياته / ويفوقُ وَصفَ هَراوة الأَعراب
كالأشهب المكّيِّ وهو يفوقُ في / حُسنٍ صواحبَ هذه الأَلقاب
عُرٍْف كَفْرخ الأثَل تحتَ حمامَة / وَكنَتَ وَرَدْف كالكثيب الرابي
وانظر به شمساً على قَمَرَ له / فَلَك يدورُ بأنجم الأطلاب
ويكادُ يَسبقُ ظلّهُ ويسيلُ من / حَقْويه من زَهوٍ ومن إعجاب
قَمَر حوافرُهُ تُريكَ أَهلّةً / وَتخالُهُ في البيد لَمْعَ سراب
أَو كالأبي بكريِّ بكرُ محاسنٍ / بمعاطف كالخيزران قطاب
فالأَصفرُ الحبشي لاح مُضَمّخاً / ورساً ولاثَ المسك فوق نقاب
وسلامة جوَاب كُلِّ تنوفَةٍ / حذرَ السّلامة للفتى الجوَّاب
والعيسَويَ طوى الحجازَ مفاوزاً / وسباسباً سبقاً كَطَيِّ كتاب
هذي العِتاقُ إذا تُعَدُّ وَرُبّما / أَعْيَتْ أُصولاً نُسبةَ النُّسّاب
وإذا تُقادُ جَنائباً فاستَجلها / كعرائسٍ بضَفائر الأذنابِ
مرحاً بأصيَدَ لا يشَق غُبارُهُ / ليثٍ هزَبْرٍ أغلبٍ وَثّاب
يرمي العدا بِقسيّهِ وَلَرُبّمَا / جازَتْ سوابِقهُ مدى النُّشّابِ
في خيمةٍ كالشمس إلاَ أنهّا
في خيمةٍ كالشمس إلاَ أنهّا / مَدَّتْ أشعّتها مَن الأطنابِ
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان / فانشقَ قلبُ شَقائق النُّعمان
وَتَبَسَمَ الروضُ الأريضُ عن الرُّبى / بالأقحوان تبسُّمَ الجذلان
وأبانَت العجمُ الفصاحُ عن الجوى / والشّوق صَدْحاً في غصون البان
يا حبّذا وادي السّدير فإنْهُ / مأوى المها ومراتِعُ الغزلان
وادٍ يزورُ الطيرُ ناضرَ روضه / زمناً فَيُلهيه عن الأوطان
يا سَعدُ قد جاء الربيعُ وأَصَبَحتْ / تلكَ الجنانُ مواطِنَ الولدان
وغدا جليلُ الطير يهتُفُ بالضحى / بغرائب الأنغام والألحان
فاتَبعُه بالأوتار حساً مُطرباً / قلباً يَهُمُّ إليه بالطيران
من كُلِّ كرْكيّ تسامى صاعداً / كالمبتغي ذكراً لَدى كيوان
لَطَم السّحابَ جَنَاحهُ بمثاله / وأجابَ صَوْتَ الرّعد منه بثان
وإوَزُّهُ مِثلُ الخريدَة صَدْرُها / فَعْم وَجؤجُؤها بديعُ معانِ
خنساءُ واضحةُ الجبين صَباحَة / جيداءُ تنظرُ نَظْرَةَ النّشوانِ
تَمشي فَتَسُبرُ كلَّ روضٍ ناضِرٍ / رَعْياً بِمنقارِ مِنَ العُقيانِ
أو لَغْلَغ حَسَنُ الشّياة مُدَبّج / مثلَ العروس تُزَف ذا ألوانِ
وأنيسةٍ وشّى نَهارَ أديمِها / ليل نجومُ ظَلامه العينانِ
وألتّم ذو الحُسن الأتّم كيانُهُ / در ومن شيحٍ لَهُ رجلانِ
وتخالُ خالاً لاحَ في منقاره / من عَنْبَرٍ مُلِهي فؤاد العاني
وَِشُبَيْطرٍ ألِفَ الجبالَ تَرَفُّعاً / وَسَطَا بقوته على الثعبانِ
أو مثل كي للوَقار كأنّه / قاضٍ يُدينُ بُحكمه الخصمانِ
أو مثل غُرنوقٍ شريفٍ لم يَزَل / بِذؤابتيه مُشَرفَ الأقرانِ
والصّوغُ صِيغَ مِنَ الملاحَة كُلّها / فَلِذاكَ يُسبي ناظِرَ الإنسانِ
أو مثلُ عَنّازٍ يُريك مدارعاً / سواداً كمثل مدارع الرُّهبان
كالليل إلا أنَّ أبيضَ صَدره / صُبح تَشَعْشَعَ واضِحاً لِعيانِ
أو حُبْرُجٍ متَدرْعٍ نورَ الضُّحى / مصَفَرَّ لون مثل ذي اليَرَقانِ
أو مُرزمٍ قَدْ قَدَّ من شَفَق الدجى / ثوباً لَهُ كالورد أحمرَ قانِ
أو مثل نَسْرٍ قد تَسَرْبَلَ حُلةً / دكناءَ دونَ سُمُوَه النسرانِ
أو كالعُقاب أخي العقاب بمنسرٍ / وبمخلبٍ يُفري بِحَدِّ سِنانِ
طيرٌ غدا ملِك الطيور لأنه / زَنكُ المليك الصَالِح السُلطانِ
أعني فتى المنصور ذا النصر الذي / أردى الطغاة بذلة وَهَوانِ
فصل الربيع بوجهه قد أَقبلا
فصل الربيع بوجهه قد أَقبلا / متبسماً ببدائع الأزهار
وَغدا به نبتُ الخمائل مخْضَلا / يحكي السما بالنور والأنوار
فكأنَهُ حلّى الربى أَو كلّلا / إذ أَنجما بجواهرٍ وَنُضار
والطيرُ بين رياضه قد رتَلا / مُترنما يُلهي عن المزمار
شكراً لِمُبْدعه تعالى ذي العلا / ما أَعظما من واحد قهّار
وتخالُ هاتيكَ السحائبُ هُطّلا / لمّا همى سحاحها بقطار
جودُ المليك الصالح الهامي على / من أَعدما بنواله الزّخار
مَلِك إذا ما حلَّ قطراً ممحلا / متكرماً كالقطر للأقطار
أَورى وأروى مُبرقاً أَو مسبلا / مُهجاً وما لعداه والأنصار
وترى الكماةَ إذا أَثارَ القسطلا / تبكي دَما بالصارم البتار
فاللهُ يكلأ ملكَهُ ما أَعدلا / ما أَكرما من باسلٍ مِغوار
لولاه سعُر الشّعر سوماً ما غلا / إذ نُظَّما من بعد طول بوار
كلا ولا اتضحت مذاهبُه ولا / ما استَبْهما أضحى عليَّ منار
ووزيره الفخرُ الذي قد خوّلا / بالمنتمي فخراً على النظار
والدارُ تمّمها لعزٍّ مَعقِلا / أسنى حمى فغدا تميمُ الدار
فَلْيُهنِه عيد أَتاه مُقبلا / جذلاً بما أَولاه في الأمصار
لا زالَ ما تالى أَخير أَوّلا / مُتَنَعِّما ما لاحَ ضوءُ نَهار
عِزٌّ لِمُتّخذ الجهاد لُبوساً
عِزٌّ لِمُتّخذ الجهاد لُبوساً / لِيذودَ بالبأس الشّديد البوسا
مَلَكَ البسيطَةَ باسِطُ العدل الذي / أضحى به ثَغْرُ الهدى محروسا
عزم صَلاحيِّ إذا ابتَدَرَ الوغى / أبدى بدوراً للورى وَشُموساً
زرعَ النِّبالَ وَلَمْ يصلْ بحسامهِ
زرعَ النِّبالَ وَلَمْ يصلْ بحسامهِ / إلاّ لِيحصدَ بالكفاح رؤوسا
حُصن بدا للنّسر وَكراً بل غدا / أسد السّماء يرومُ فيه خيسا
أوفى على الجبل المُطلِّ كأنّه / نجم يُضيئُ لمدلجٍ تغلِسا
أكلت مِنَ الدَّهر القرون تقادُماً / فكأنّما الشرفاتُ كنَّ ضُروسا
وكأنّما الحرسيُّ باتَ مُضاجعاً / للنجم أو للبدر باتَ أَنيسا
فَغَدَتْ بعين المنجنيق مصابةً / صرعى يصافح فرعُها التأسيسا
وتعلّقت تلك السلاسلُ صخرَها / جذباً فَظُنَّ الصّخرُ مغناطيسا
ما ظَنّها ليفونُ تُصْحَب بعدَما / كانت على كلِّ الملوك شموسا
متغيِّراً بالتاج يلمسُ رأسَهُ / طوراً وآونَةً يُرى مَنكوسا
قوم على حول البصيرة واحداً / نظروا الثّلاثَ وَوَلّدوا القِسيّسا
كذبوا على عيسى فَشاهتْ أوجه / منهم وجالَ على لحاهُم موسى
حلقوا ذقونَهم ولو طالت بهمِ / لرأَيتَهم عندَ النِّطاح تُيوسا
وتبدّلت تلكَ المدائحُ بعدَما / ذبحوا بها التَهليلَ والتّقديسا
إنْ كان قد خَرَبَتْ وليسَ بمنكَرٍ / تصحيفُها جَرَبَتْ سَتُعدي سيسا
في جمعة الشَهر الأَصَمِّ وانَه / رَجَبُ الذي قد طَهّرَ التنجيسا
هل شاهدوا من قبل ذلكَ جمعةً / طلعت عليهم بالقتال خَميسا
طلبوا النجاة ولا نجاةَ وغادروا / كنزَ الغنى إذ يمّموا تفليسا
أَنا لا أُكلِّمُ واصباً
أَنا لا أُكلِّمُ واصباً / إلا بإذنٍ منهُ تُمْلَك
شَرطي شفاءُ الهالكي / نَ مِن الأَذى والشَرطُ أملَكْ
وافى كِتابُكَ يومَ دَجْنٍ مُمْطرٍ
وافى كِتابُكَ يومَ دَجْنٍ مُمْطرٍ / والروضُ بينَ مُدَرْهَمٍ وَمُدَنَر
فرأيتُ ما فاقَ الرِّياضَ محاسناً / وَوَعَيتُ ما يُغني الفتى من مُسْكِر
وَنَشَقْتُ من طيِّ الكتاب وَنَشْره / أرجاً يفوحُ لِناشقٍ كالَعَنْبَرِ
وَلَقَدْ ذكرتُكَ في مواطنِ لذَّتي / مُتشَوِّقاً لجميلِ ذاكَ المنظَرِ
وَبَعَثْتُ للوردِ الجنيِّ تَحِيّةً / أرسَلْتُها وقباهُ غيرُ مزرَّرِ
فتأرَجَتْ نَفَحَاتُه وَتَضَرَّجت / وَجَنَاتُه وبدا بِخَدِّ أحْمرِ
وبكى لِبُعدكَ نَرْجِس ما غمّضت / منهُ الجفونُ وَمَنْ يُحِبكَ يَسْهَر
وبدا البنفسجُ أزرقاً أسفاً على / أوقات أنسِكَ يا كريمَ المحضر
والياسمينُ انحلَّ منه فِصادُهُ / فبكى النجيعُ لناجعٍ في العسكر
واستعبَرَ المنثورُ ينثرُ دَمعَه / شوقاً ولا شوقُه لم يُنْثَرِ
وأصابِعُ الأترجِ تحسبُ مدَّةً / للهجر فيها مِثلُه لم يُهجَرِ
وكذلكَ الكبّادُ مكبودٌ وَقَدْ / أَمسى بوجهٍ من فراقِكَ أَصفَرِ
ولقد تَقَلّى ذلك البَلطي من / مرأى جمالِكَ ثمَّ والبوري الطري
وبدا منَ القَصَب الدِّقاق يصول بال / عسّال مُرْتَشِفاً وماسَ السكّري
وأصابَ للرمّان حبّةَ قَلبه / فتفرَّطَتْ منهُ صحاحُ الجوهري
وَمُقطّعاتُ النّيلِ قد رقَتْ وقد / راقَت وأمسى نهرُها كالكوثرِ
تاللهِ لا أنساكَ يا سكني الذي / أَبدي إليهِ تلفتي وتَذَكري
قولوا لمولاي السّنيِّ
قولوا لمولاي السّنيِّ / المُحسِنِ المستحسن
مَنْ قالَ إنّكَ ماتني / أو أَنَّ عَبْدَكَ ما يَني
سُحقاً لَلِيلٍ بالخليجِ قطعتُهُ
سُحقاً لَلِيلٍ بالخليجِ قطعتُهُ / إذا بِتُّ منه ساهراً بالشاطي
أمسى الضّياءُ مُنادمي وَحَشاه لي / مَحشوَّةٌ بِغرائبِ الأخلاطِ
وَلِشِقوتي نِمنا مَعاً في مَضَجعٍ / مُتَرَدِيَيْنِ على الثّرى ببساطِ
عَصَفَتْ عَلَي رياحُهُ فَوَجْدتها / أقوى هبوباً من رياحِ شباطِ
قد كنتُ أنعَسُ لأنتشاقِ فُسائهِ / غَشياً فيوقظني بَصوتِ ضراطِ
ما زلتُ أنشَقُ منهُ ريحاً مُنْتِناً / حتى أستحالَ إلى الخراء مُخاطي
يا أيها المفتوقُ مِن أرياحهِ / هذي النصيحةُ فيك للخياطِ
قالوا اليهودي الرشيدُ قد اهتدى
قالوا اليهودي الرشيدُ قد اهتدى / رَشَداً وعَن كُفر اليهود قَد انتفلْ
فأجبتُهم ما رام في إسلامه / إلاَّ احتمالَ مآثم لا تُحْتملْ
لا يخدَعنْكُمْ غُرةً إسلامُه / فالكلبُ أنَجسُ ما يكونُ إذا اغتسل
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا / ن شَفَيتُ قَلْبيَ من زَماني
وَلَقُلْتُ قَولاً ليسَ يُنْ / كرُهُ فُلان في فُلان
قُل للذي تَركَ جاهلاً
قُل للذي تَركَ جاهلاً / وَلَهُ بكاساتِ المدام وُلوعُ
إنّ المدامة إن أَردتَ تَطَوّعاً / لَهيَ المحرَم والحشيشُ رَبيعُ
يا أيها الشرّفُ الذي قد قُلتُ إذ
يا أيها الشرّفُ الذي قد قُلتُ إذ / ضَربوهُ ظُلماً والورى تَتَظلّمُ
بمقارعٍ في شَيْبها هَرمُ الفتى / مَبْرومةٍ فَهْيَ البلاءُ المبَرمُ
لا يسلَمُ الشّرفُ الرفيع من الأذى / حتى يراقَ على جوانبه الدّمُ
أحذَرْ نَديميَ أنْ تذوقَ المسكرا
أحذَرْ نَديميَ أنْ تذوقَ المسكرا / أو أنْ تُحاوِلَ قطّ أمراً مُنكرا
لا تَشَربِ الصّهباءَ صرفاً قرقفا / وتزورَ مَن تَهواهُ إلا في الكرى
أنا ناصحٌ لَكَ إنْ قَبلتَ نَصيحتي / إشربْ متى ما رُمتَ سُكراً سكّرا
والرأيُ عِندي تَرْكُ عَقْلكَ سالماً / من أنْ تراهُ بالمدام تَغيّرا
ذي دولةً المنصور لاجين الذي / قهرّ الملوكَ وكانَ سُلطان الورى
إياكَ تأكُلُ أخضراً في عَصْره
إياكَ تأكُلُ أخضراً في عَصْره / يا ذا الفقيرُ يَصير جَنبُكَ أحمرا
والمزرُ يا مَسعودُ دَعْهُ جانباً / واشرَبْ من اللّبن المخيص مبَكرِّا
وبني حرامِ إحفظوا أيديكمُ / فالوقتُ سيفٌ والمراقبُ قد دَرَى
توبوا وصلّوا داعيين لمُلكه / فيه تنالون النّعيمَ الأكبرا
لاحت لنا في جُنحِ لَيلٍ داجِ
لاحت لنا في جُنحِ لَيلٍ داجِ / بسراجِ بَهْجَةِ حُسْنها الوهَاج
وَثَنَتْ بناناً بالسّلامِ تَحيّةً / وَرَنَتْ بطرفٍ فاتكٍ غَنّاجِ
فَرَمَتْ قلوب العاشقينَ بأسهم / فَعَلمْتُ أني لَسْتُ منها ناجِ
لولا مَراِشفُها العذابُ لما صَبا / قلبي لرشْفِ مُدامةٍ بزُجاجِ
وَلَثَمْتُ مَبْسمَها وَوَرْدَ خُدودها / فَنَعَمْتُ بالورَادِ والثّلاج
يا ريمَ رامةَ قد فُطرتُ على الهوى / طفلاً وَدَبَّ العِشقُ في أمشاجي
وَخُلقْتُ من مرَ النَسيمِ لطافةً / وَجَرى الغرامُ مُخالطاً لمزاجي
فلذاك أهوى كُلَّ قَدٍّ أملَدٍ / ويروقُ طرفي كلَّ طرفٍ ساجي
وأظل أُطربُ كلَّ سمعٍ مُنشداً / غَزّلاً وَمَدْحاً في المقرِّ التَاجي
فاق المدائحَ وَصْفُهُ مُتَرَفّعاً / فقعدانَ عنه كأنهنَ أهاجي
وَعَلا على كُلِّ الأنامِ مَكانةً / وَسَنا عُلُوَّ الشّمس في الأَبراجِ
كالنيلّ نَيلاً للوَليِّ ورُبَما / أردى الأعادي منه بالأَمواج
يا لائمي في أعرجٍ
يا لائمي في أعرجٍ / حُلْوِ المراشف والمذاقِ
ظَبيٌ أَنسْتُ نفارَهُ / وَهَوَيتُه لا للسباقِ
أَوَما رأيتَ الغُصْنَ أح / سَن ما يكونُ بفَردِ ساقِ
فَرَسٌ تَراهُ إذا سَرى
فَرَسٌ تَراهُ إذا سَرى / للضّعف يمشي القهقرى
يحكي سكابَ سوى المحا / سن لا يُباعُ فَيُشْتَرى
وكأنّه الفتّالُ يَمشي / في الطّريقِ إلى ورا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025