المجموع : 79
لا والمُضَرَّج ثَوْبُهُ
لا والمُضَرَّج ثَوْبُهُ / في كَرْبِلاَء من الدِّماء
لا والوَصِيِّ وَزوْجِهِ / وَبنيه أصحاب الكسَاء
أوْلاَ فإنِّي للعُصا / ة الغاصبين الأدعياء
ما حُلْتُ يا ذاتُ اللَّمَى / عمّا عَهِدْتِ من الوفاء
ها فانظُريني سابحاً / في الدَّمْع من طول البُكاء
وضَعِي يَدَيْكِ على فُؤا / دٍ قد تهيّأ للفَناءِ
قالت تَلَطّفُ شاعرٍ / لَسِنٍ وخُدْعةُ ذي ذكاء
أَمْسِكْ عليكَ فقد تقنْ / نعَ منك وجهي بالحياء
وأعْبَثْ بما في العِقْدِ منْ / ني لا بما تحت الرّداء
إنّ الرجال إذا شَكَوْا / لَعِبوا بأخلاق النساء
وصلتْ هدّيتُك التي أرسلتَها
وصلتْ هدّيتُك التي أرسلتَها / يا سَيِّد الكُبَراء والأُمرَاءِ
فحكَتْ لنا طيباً خلائقَك التي / أُورِثْتَها من رابع الخلفاء
فاسْلَمْ وعِشْ فيما تحبّ فإنه / وقفٌ عليك الدّهَر دُرّ ثنائي
هي جوهرٌ في النّبْتِ إلاّ أنّها / تَفْنَى ويبقَى جوهر الشعراء
أمّا الرّياضُ فإنّها مسروقةٌ
أمّا الرّياضُ فإنّها مسروقةٌ / للنّبْت من ألفاظك الغَرّاءِ
إنِّي بعثتُ بها إليك وإنها / لَذَواتُ إطراقٍ وذاتُ حَياء
كالشّيء يَسْتهديه منّيَ ربُّه / أنتَ الأحقّ بها وبالإهداء
منك استعار الحُسْنَ كلُّ مُحَسَّنٍ / فلك انتسابُ محاسن الأشياء
وَظَرُفتَ حتى فُقْتَ كلَّ مُظَرًّفٍ / ولَطُفتَ حتى فُقْتَ لُطْف الماء
ديباجُ لفظك فوق كلّ منِّورٍ / لكنّ خيراً منه حسنُ صفاء
لا شيءَ أحسنُ من خليلَيْ غبطةٍ / يتَراضعان لِبانَ كلّ وفاء
هذا يُناجِي ذا هوىً وتحافَظَا / أبداً ولم يَسْتمتعا بلقاء
وإذا تَأمّلْتَ الوداع رأيتَه
وإذا تَأمّلْتَ الوداع رأيتَه / دمعاً يفيض على الخدود دماءَ
وَلَوَ أنّ قلبي فيك أُعطِيَ سُؤْلَه / يوم الفِراق لفارقَ الأحشاء
مالي عَجلتُ إلى دُعائكْ
مالي عَجلتُ إلى دُعائكْ / وحُرِمتُ حَظّي من لقائكْ
وتركتَني مُسْتَوْحِشاً / لمّا عزمتُ على اصطفائك
حتّى لقد أوهمتَني / أنّي أخونُك في وفائك
صلّى عليك الله من / مَلكٍ وزادك في حِبائك
حَسُنَتْ بك الأيّامُ حتى خِلتُها
حَسُنَتْ بك الأيّامُ حتى خِلتُها / دُرّاً أضاء على ترائب كاعب
فغدَتْ بك الأحداثُ غير صَوائبٍ / وارتدّت الآمالُ غيرَ خوائب
تَسْرِي حلومُك للذّنوب فتَنْمحي / ويَبيتُ جودُك طالباً للطالب
جعلَ الغرامَ عليه ضَرْبةَ لازِبٍ / والشوقَ يوم البين أغلبَ غالب
فجفونُه في عارِضٍ من دمعه / وفؤادُه في جَاحِمٍ مُتَلاهِب
ما كان أهون عِيسهم يومَ النَّوى / لو لم تَسرْ بهوادجٍ وكواعب
هنّ الغصونُ الغِيدُ غير نوابتٍ / وشموسُ يوم الدَّجْن غير غَواربِ
لو لم يُكَدِّرْ حسنُهنّ بعاذلٍ / لاحٍ وواشٍ كاشح ومُرَاقب
لم تَحْمِل الكُثبانُ قضباناً ولا / لاحتْ بدورُ التِّمّ تحت جلابِب
ذهبوا فمَا الشوق الملمّ بذاهب / لا لا ولا الصّبرُ البعيدُ بآئب
قد كنتُ أرْكَب في هواك مَسَاءتي
قد كنتُ أرْكَب في هواك مَسَاءتي / فعْلَ المحبّ الصبّ بالمحبوبِ
وأجود بالنّفس النفيسة جاهداً / لك في الهوى ويَطيبُ لي تَعْذيبي
كيما أراك على الوفاءِ وأجْتَني / مَعْسولَ وَصْلِك وهو غير مَشُوب
فَغَدرتَ غيرَ مُغَادِر وقطَعت غي / ر مُقَاطِع وأرَبْتَ غيرَ مُرِيبِ
غالَطتُ عقلي في هواك وفِطْنتي / حُسْنُ الوفاء بصحّة التَّركيب
فالعذرُ عذري إذ جعلتُك حاكماً / في القلب منِّي والذنوبُ ذنوبي
والله لا استمتعتُ منك بنظرة / ولو أنّك المَعْزِي إلى يعقوب
قد كنت أحسنَ مِن مُنَاقَلَة الثنا / فكسوت وجهَك وَحْشة التّأنيب
لو كنتُ أعلم أنّ يومَ وَداعكْم
لو كنتُ أعلم أنّ يومَ وَداعكْم / أضْنَى وأنّي من وصالك أُسْلَب
لقتلتُ نفسي طاعةً لرضاكُم / ورأيتُ ذاك هو الصوابُ الأوجبُ
أفنيتَ دهرك تَتّقي
أفنيتَ دهرك تَتّقي / فيه الحوادث والمصائبْ
ولو اتّقيتَ معاصِي الر / حمن فيما أنتَ راكب
لأمِنتَ من نار الجحي / م وفي الحياة من النّوائب
إن لم تُراقِب من له / حكمٌ عليك فمن تُراقِب
يا من تعجّب من مَشيبي عاجلاً
يا من تعجّب من مَشيبي عاجلاً / نَكدُ الزمان يُشيب كلَّ أديبِ
ما شِبْتُ من كِبَر ولا من لوعةٍ / شبَّتْ لوشْك نوًى وفقِد حبيب
لكن لطول أسىً وفقدِ مكارمٍ / وصروفِ أحداثٍ وجوْر خطوب
ولِع الزمانُ بهدم كلِّ مشيَّد / منّي وجرَّ عليّ كلَّ عجيب
حتى كأنّ تَنّبهي وتأَدُّبي / وتكّرمي عند الزمان ذنوبي
لا طال دهرٌ ليس يَزْرا جاهلاً / ويُصيب بالمكروه كلَّ لبيب
يا دهرُ كم يَشتد حَربُكْ
يا دهرُ كم يَشتد حَربُكْ / ويَكُر بالنكَبات خَطُبكْ
ما بالُ جَورِك لا يفُي / ق ولا يَلين علي قلبُك
عاصيْتَنى حتى لقد / أوهمَتني أني أحُبك
يا دهرُ ما ذنبي الي / ك وقد تعاظَم في ذَنُبك
بَيني وبَينك في الذي / أوليتني ربي وربك
قُمْ يا غلامُ فهاتها مشمولةً
قُمْ يا غلامُ فهاتها مشمولةً / فيها النفوسُ من الهموم تَطَيَّبُ
وأدِرْ علينا في الزجاجة قهوةٍ / حمراءِ شمسُ شُعاعها ما تَغْرُب
بادِرْ بها لِينَ الزمان فإنّه / زمنٌ على أبنائه يتقلّب
لو صدّ خوفَ عين رقيبِهِ
لو صدّ خوفَ عين رقيبِهِ / هانت عليّ بذاك شِدّةُ صَعْبِهِ
لكنْ تَعَذُّرُ وَصْلِهِ من نفسه / أبداً وشدّة قَسْوِهِ من قلبه
مدّ العزيزُ يمينَه ببنفْسَجِ
مدّ العزيزُ يمينَه ببنفْسَجِ / وبوردةٍ مقطوعةٍ لم تَنْهَجِ
فكأن زُرقتَه على مُحْمرِّها / أثرٌ بخدٍّ ناعمٍ مُتَضرِّجِ
حَيَّ فأحْيا مهجتي بتحيّة / كالوصل وافق مُنْيةً من مُرْتَجِي
وأشار مبتسِماً إليّ بوجهه / فحسبتُه وجهَ الصباح الأبْلجِ
أنا مِن نداه ومن فواضل كفِّه / في روضة أنف وعزٍّ مُنْتِجِ
عذَلوا وما عدَلوا ولا نَصَحوا
عذَلوا وما عدَلوا ولا نَصَحوا / ليُلاَم مُغْتَبِق ومُصْطَبِحُ
هل للنَّعيم سوى الصِّبا سببٌ / أو للكئيب سواهما فرح
لا شيءَ أحسنُ منظَراً أبداً / من غادة في كفِّها قَدَح
تسعَى بمجمرٍّ على عَنَمٍ / أطرافُه العُنَّاب والبَلَح
وأغنَّ أجوفَ فيه زَمْزَمَه / وله بذلك أَلْسُنٌ فُصُحُ
في كلّ عَقْد من معاقده / نَغَمٌ يُهام بها ويُقْتَرح
باكَرتُه والليلُ أدْعَجُ ما / في رأسه شَمطٌ ولا جَلَح
وكأنّ أَنْجُمَه وقد جَنَحتْ / دُرَرٌ رُجِمن بها لدّجى سُبُح
ولقد ذَعَرتُ الوحشَ يَحْمِلني / قَلقُ العِنان مُشَذَّب مَرِحُ
نشوان أَدْهَمُ غيرَ أربعةٍ / بيض بها يَدْنو ويَنْتزِح
فكأنّه بالصبح مُنْتَعِلٌ / وكأنه بالليل مُتَّشِح
نفسي أحقُّ بشدّة الوجد
نفسي أحقُّ بشدّة الوجد / أبداً وأنتَ أحقُّ بالمجدِ
اللهُ يعلم والمعزُّ مُصَدِّقي / لو كان يُمْكن دفعُ ما يُرْدى
لجعلتُ نفسي جُنّةً عن نفسه / ووقيتُه صرفَ المَنَى وحدي
وبذلتُ ما عندي له من حجّة / وإن احتقرتُ له الذي عندي
اللهُ يعلم ما طوته جَوانحِي
اللهُ يعلم ما طوته جَوانحِي / لمّا رأيتُ البينَ أنجز وعْدَهُ
قالوا العزيزُ ترّحلت أجمالهُ / ونأى فكيف وجدَتَ عندك بُعْدَه
فأجبْتُهم إني لأكفُر فضله / ونوالهَ إن رُحتُ حيًّا بعدَهُ
ولعلّ مَنْ سَمَك السماءَ يردّه / عجلاً ويكْفِينا نواه وفقدَه
ثِق بالنَّجاحِ فإن ربَّك كالئ / لك يا نِزار ومُطْلِعٌ لك سعدَه
هذا الذي أسطيعه جَهْدي وقد / وفّاك من أعطاك منه جَهْده
شوقي إليك على التبا
شوقي إليك على التبا / عد والتّقارب زائدُ
وكذا المحبّ ودادهُ / في كلّ حال واحدُ
والحرّ من لا تنقُصُ ال / أيام ما هو عاقِد
ما جفن شوقي مذ نأتْ / تلك المعيشةُ هاجِد
جُمَعْت بها فيك المُنى / لي واستُهِين الحاسد
فكأنّني لك للورى / طرّاً هناك مشاهد
داوَى انفرادي منك أن / سٌ للكآبة طارد
وتذاكُرٌ وتفاوُضٌ / وتخالُصٌ وفوائدُ
وخلائقٌ بِيضٌ على / حُسْن الوفاء شواهد
وكذا الأديب إذا تأد / دَب للأديب مُعاضِد
ومُصاحِبٌ ومُواصِلٌ / ومؤالِفٌ ومساعدُ
أأبا محمّدٍ المحمْ / مدّ والحِجا لك حامد
إنّي فقدتك مثلَ ما / فقد البنانَ الساعدُ
أو مثلَ ما فَقَد الكرى / جَفْنُ الكئيب الساهدُ
فلقد يعود حرارةً / فيه النعيم البارد
فاسلمَ سَلِمْتَ معجَّلا / لي منك وصلٌ خالد
فلقد أعارك ظَرْفَه / دون الأنام عُطارِد
وسما بك الأْدبُ الطري / ف المستفاد التالد
والمجد ليس يناله / إلاَّ الأديبُ الماجِد
هذا الزمان لِما يسو / ء وصالَنا متعاهِد
رأْيُ الليالي في تَفرْ / رُقنا ضعيف فاسد
اشِرب على ورد الخدو
اشِرب على ورد الخدو / د وحسنِ رُمَّان النهودِ
حتى إذا مال الشرا / بُ بِلينِ قضبانِ القُدود
فاشْفِ فؤادك بالتي / تطفِي حرارات الكُبود
وارشُف ثنايا نظْمُها / أزرى على نظم العُقُود
وأنعم بوصلِ مُقْرطَقٍ / مَزج المودَّة بالصدودِ
قالوا الرحيل لخمسةٍ
قالوا الرحيل لخمسةٍ / تأتِي سِراعاً من جُمادَى
فأجبتهم إني أتّخذْ / تُ له البكا والحزنَ زادا
سبحان من قسم الهوى / بين الأحبَّة والبِعادا
وأعار للأجفان سُقْ / ماً تسترِقُّ به العِبادا
يا ويح مَنْ منع الفِرا / قُ جفونَ مقلتِه الرقادا