المجموع : 65
وَمُهَفْهَفٍ كالُغصنِ هَزّتْه الصَّبا
وَمُهَفْهَفٍ كالُغصنِ هَزّتْه الصَّبا / فَصَبا إِليهِ مِنَ الفُتونِ هَوائِي
يُوهِيه حَملُ وِشَاحِهِ فَتَراهُ من / تَرَفِ النعيمِ يَئِنُّ في إِخْفاءِ
تَدْمى سوالفُه إِذا لاحظتَها / بخفيِّ كرِّ اللَّحظ والإِيماءِ
وكأَنَّ عقربَ صُدغِهِ لمَّا انثنتْ / قافٌ معلقةٌ بعطفَةِ فاءِ
فإِذا نظرتُ إِلى محاسنِ وَجْههِ / لم يَرْوَ من نظري إِليهِ ظَمائِي
حازَ الجَمالُ بأَسْرِهِ فكأَنَّما / قُسِمَتْ عليهِ محاسنُ الأَشْياءِ
متبسِّمٌ عنِ لؤلؤٍ رَطبٍ حكى / بَرَداً تساقَطَ منْ عُقُودِ سَماءِ
تُغني عنِ التُّفاحِ حُمرةُ خَدِّهِ / وَتَنُوبُ ريقتهُ عنِ الصَّهباءِ
ويُديرُ عيْناً في حَديقَةِ نَرْجِسٍ / كَسَوادِ يأْسٍ في بياضِ رجاءِ
فَامْزُجْ بِمائِكَ خَمْرَ كأْسِكَ واسقِني / فلَقَدْ مَزَجتُ مَدامِعي بدمائِي
وَاشْرَبْ عَلَى زَهْرِ الرِّياضِ مُدامةً / تَنْفي الهُمومَ بِعاجِلِ السَّراءِ
لَطُفَتْ فَصَارتْ من لطيفِ محلِّها / تجري مجاري الرُّوحِ في الأَعْضاءِ
وكأَنَّ مِخنَقَةً عليها جَوهَرٌ / ما بَيْنَ نارٍ رُكِّبَتْ وَهَواءِ
وَيَظَلُّ صبَّاغُ المِزاجِ محكَّماً / في نَقْضِ حُمرتها بأَيدي الماءِ
وَكَأَنَّها وكأَنَّ حاملَ كأْسها / إِذ قامَ يجْلوها عَلى النُّدَماءِ
شمسُ الضُّحى رَقَصَتْ فَنَقَّطَ وجهَها / بدرُ الدُّجَى بِكواكِبِ الجَوزاءِ
بدرٌ تقنَّعَ بِالظلا
بدرٌ تقنَّعَ بِالظلا / مِ على قضيبٍ في كثيبِ
تدعو محاسنُه القلو / بَ إلى مشافهةِ الذُّنوبِ
لعبتْ بمشيتِهِ الشما / لُ فجنبتهُ إلى الجنوبِ
فعلتْ به ريحُ الصَّبا / ما ليس تفعلُ بِالقَضيبِ
عَلِقَتْ ركائبُ حسنه / بعقولِنا عندَ المَغيبِ
وتظلَّمت وجناتُنا / بيد الدُّموع من النَّحيبِ
وكأَنَّما تَشْويشُنا / تشويشُ ألفاظِ المريبِ
تَثنيه من تيهٍ به / أيدي الدلال بلا هُبوبِ
فكأَنَّها وكأَنَّه / إِن لاحظتْ عينُ الأريبِ
قُبَلُ الرِّضا قَد نالَها ال / مَهجورُ مِن وَصْلِ الحَبيبِ
يا بَدرُ بِالبَدرِ الَّذي / أطلعتَ من فَلك الجيوبِ
وبِعقربِ الصُّدغِ الذي / زَرْفَنْتَ من حُسْنٍ وطيبِ
تَرْعى وما استرعَيْتُها / ثَمَر القلوبِ بِلا دبيبِ
هَبْ لي مَزارَك في الكَرى / كيما أَراكَ بلا رقيبِ
مازال يشربُ شبهَ ما
مازال يشربُ شبهَ ما / في وَجنتيهِ مِنَ اللهيبِ
حتى انثَنى وَكأَنَّما / في كأسِهِ قبلَ المغيبِ
بدرٌ يُقبِّلُ عارضاً / لِلشمسِ في وقت الغُروبِ
ساروا وما عاجوا عليكَ بنظرةٍ
ساروا وما عاجوا عليكَ بنظرةٍ / اللَهُ يحفظ مَنْ جَفاك ويصحبُ
ليس التعجُّبُ من بكاكَ لفقدهِمْ / لكنْ بقاكَ مع التفرق أَعجبُ
وإِذا النميمَةُ للرياحِ جَرَتْ
وإِذا النميمَةُ للرياحِ جَرَتْ / ما بينهنَّ لموعدٍ حربا
جذَّتْ أُصول فروعها وتواصلتْ / أَغصانها لنسيمها حبَّا
وبدا وصالُهما لأَنهما / لا يملكان لفُرْقَةٍ قلبا
فكأَنَّما عشق الفراقُ دنوَّهُ / لبعادِهِ من قربها قربا
صبٌّ بحسنِ متيمٍ صبِّ
صبٌّ بحسنِ متيمٍ صبِّ / حُبّيهِ فوق نهايةِ الحبِّ
أَشكو إِليه جورَ مقلته / فيقولُ موتُك أَيْسرُ الخَطْبِ
فإِذا نظرتُ إِلى محاسنهِ / أَخْرَجْتُه عُطْلاً من الذَّنْبِ
أَدمَيْتُ بِاللحَظاتِ وَجْنَتَهُ / فَاقتصَّ ناظرُهُ مِنَ القَلْبِ
يا من أَقامَ قيامتي بصدودِهِ
يا من أَقامَ قيامتي بصدودِهِ / الجسمُ ينحل والفؤادُ يذوبُ
أَسقَمتَني فلقيتُ منْ طولِ الضَّنا / ما لا يُقاسي بعضَهُ أيُّوبُ
وبَكيتُ من جَزَعٍ عليكَ بحُرقَةٍ / أَسفاً عليكَ كما بكى يَعْقُوبُ
أَبدى هواهُ ولم يَزَلْ محجوبا
أَبدى هواهُ ولم يَزَلْ محجوبا / دمعٌ غدا في خدِّهِ مسكوبا
بانَ الحبيبُ فبانَ عنه صبرُهُ / بعد الحبيبِ وما رأى محبوبا
سكنَ الجوى والشوقُ بينَ جَوانحي / وغَدا الكرى في مقلتيَّ غريبا
إِنِّي لتفعلُ بي لوا
إِنِّي لتفعلُ بي لوا / حِظُ مقلةِ الرَّشَأ الرَّبيبِ
فعلَ الخناجرِ بالحنا / جِرِ عندَ مُعتركِ الحروبِ
أَو فعلَ توبةِ مخلصٍ / في مَحْوِ أَوْزارِ الذنوبِ
بهواكَ إِذ قالَ الهوى
بهواكَ إِذ قالَ الهوى / لجوارحي بِهَواهُ ذوبي
ثمَّ اجْهدي أَنْ تحسني / فإِذا أَسأْتِ فلا تتوبي
قالت فبِالوَجْدِ الَّذي / أَذْهبتهُ بدمِ القلوبِ
وبِقلَّة الصَّبر البري / ءِ وكثرة الشوقِ المريبِ
أَلِأَيِّ شيءٍ قلتَ لِلش / شَكوى وقد خرسَتْ أَجيبي
يا منْ سَقامُ جفونهِ
يا منْ سَقامُ جفونهِ / لسقامِ عاشقهِ طبيبُ
حُزْتَ المودَّة فاستَوى / عِندي حضورُك والمَغيبُ
كُنْ كيفَ شِئتَ من البِعا / دِ فأَنتَ من قلبي قَريبُ
يارُبَّ مَصلوبٍ عَلَى جِذْعٍ لهُ
يارُبَّ مَصلوبٍ عَلَى جِذْعٍ لهُ / شَبَهُ المحبِّ إِذا رأَى أَحبابَهُ
أَوْ كالطَّروبِ بمجلسٍ غنّى لهُ / صوتٌ فَمَزَّقَ بِاليَدَيْنِ ثيابَهُ
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنَّني بِكَ مُغْرَمٌ
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنَّني بِكَ مُغْرَمٌ / دَنِفٌ وَأَنَّكَ مُعْرِضٌ مُتَجَنِّبُ
هَرَبي إِلى الإِنْصافِ مِن خَوْفِ النَّوى / وإِليْكَ مِنْكَ وَمِنْ فِراقِكَ أَهْرُبُ
وَحَياتِهِ لا خُنْتُهُ وَحَياتِهِ
وَحَياتِهِ لا خُنْتُهُ وَحَياتِهِ / وَلأَدْخُلَنَّ النَّارَ في مَرْضاتِهِ
قَمَرٌ إِذا اسْتَقْبَلْتَهُ لِضِيائِهِ / أَبْصَرْتَ وَجهكَ مِنْهُ في وَجَناتِهِ
تَتَحَيَّرُ الأَوْهامُ في تَرْكيبِهِ / والوَصْفُ يَعْجِزُ عن صِفاتِ صِفاتِهِ
وَيَميلُ مِنْ حَرَكاتِهِ فَكأنَّما / يَهْتَزُّ غُصْنُ البانِ في حَرَكاتِهِ
مَا لاحَظَتْ لَحَظاتُهُ لَحْظَ امْرئٍ / إِلا اسْتَعاذَ اللحْظُ مِنْ لَحَظاتِهِ
أَحْياهُ مِنْ بَعْدِ المَمَاتِ بِوَصْلِهِ / وَأَماتَهُ بِالهَجْرِ قَبْلَ مَماتِهِ
لِمَ لا أُخاطِرُ في هَواهُ بِمُهْجَةٍ / وَقَفَتْ خَواطِرُها عَلَى خُطُواتِهِ
لَطَمَتْ بِعُنَّابِ البَنانِ شَقائِقَ الْ
لَطَمَتْ بِعُنَّابِ البَنانِ شَقائِقَ الْ / وَجناتِ لي في مَأْتَمِ الصَّدِّ
فَكَأَنَّهُ لَمَّا تَكاثَفَ لَطْمُها / في خَدِّها مِسْكٌ عَلَى وَرْدِ
واسْتَضْحَكَتْ فَبَكَيْتُ قالَتْ لا تَخَفْ / بي فَوقَ ما بِكَ يا أَخَا الوَجْدِ
لَوْ صُيِّرَتْ شَمْعاً عَلَيْكَ أَنامِلي / مَا آلَمَتْني فيكَ بِالْوَقْدِ
تَوْريدُ وَرْدِ الخَدِّ أَلْبَسَ أَدْمُعي
تَوْريدُ وَرْدِ الخَدِّ أَلْبَسَ أَدْمُعي / لَمَّا اسْتَهَلَّتْ حُلَّةَ التَّوريدِ
قَدْ كانَ لِي صَبْرٌ حَميدٌ مَرَّةً / فَالْيَوْمَ صَبْري صارَ غَيْرَ حَمِيدِ
إِقْرارُ دَمْعي بالهَوى مِلءَ الهَوى / فَضَحَ استِتاري في الهَوى وَجُحُودي
وَكأَنَّ كافورَ الدُّموعِ وَقَدْ جَرى
وَكأَنَّ كافورَ الدُّموعِ وَقَدْ جَرى / بِخلوقِهِ مِنْها عَلَى الخَدِّ
دُرٌّ وَياقُوتٌ تَساقَطَ بَيْنَهُ / في نَثْرِهِ كُحْلٌ مِنَ النَّدِّ
وَكَأَنَّما نَظَمَتْ دُمُوع جُفُونِها / في نَحْرِها بَدَلا مِنَ العِقْدِ
لَوْ أَنَّها نادَتْ بِحُسْنِ كَلامِها / مَيْتاً لَلَبَّاها مِنَ اللحْدِ
وَيَظَلُّ صَبَّاغُ الحَياءِ بِخَدِّهِ
وَيَظَلُّ صَبَّاغُ الحَياءِ بِخَدِّهِ / أَبَداً يُعَصْفِرُ مِن غلائِلِ وَرْدِهِ
مَلَكَ القُلوبَ فَمَلَّكَتْهُ قِيادَها / فَأَصارَها طَوْعاً لِطاعَةِ ودِّهِ
لَو قَيَّدَ الأَرْواحَ مِنْ أَجْسادِها / لَوَجَدْتَها مَنْظُومَةً في عِقْدِهِ
اِشْرَبْ عَلى وَرْدَيْنِ قَدْ
اِشْرَبْ عَلى وَرْدَيْنِ قَدْ / وُصِلا بِعَيْشٍ مُسْتَجَدِّ
وَرْدِ الرِّياضِ ونزهَةُ ال / أَلْحاظِ فيهِ وَوَرْدِ خَدِّ
واصِلْهُما مِن قَبلِ أَنْ / يَرْميكَ وَصْلُهُما بِصَدِّ
إِنّي أَرى الأَيامَ تُنْ / ذِرُنا بِعَيْشٍ مُسْتَرَدِّ
فاسْتَغْنِمِ العَيْشَ الْمُعا / رَ لَها فما تُوفي بِعَهْدِ
جَرَحَ الفُؤادَ بِصَدِّهِ
جَرَحَ الفُؤادَ بِصَدِّهِ / مَنْ لا يَرِقُّ لِعَبدِهِ
حُلْوُ الشَّمائِلِ أَهْيَفٌ / فَضَحَ القَضيبَ بِقَدِّهِ
سالَتْ مَسايِلُ عارِضَي / هِ بنفسجاً في وَرْدِهِ
فَكأَنَّهُ مِنْ حُسْنِهِ / عَبَثَ الرَبيعُ بِخَدِّهِ