القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسَن الباخَرْزي الكل
المجموع : 45
يا طيبَ ليلتِنا بصحبةٍ غادةٍ
يا طيبَ ليلتِنا بصحبةٍ غادةٍ / حسناءَ ناعمةِ الشبّاب كعابِ
عطفتْ أناملَها لتقرعَ دفّها / فقرعتُ أبواباً من الأطْرابِ
ودهشتُ حينَ رأيتُ في غلَسِ الدُّجى / شمساً تصكّ البدرَ بالعُنّابِ
حَسّتْ بوجنتها وفاحمِ صدغِها / كالبدرِ مُلتحفاً بريشِ غراب
ما أنتَ بالسّبب الضّعيفِ وإنّما
ما أنتَ بالسّبب الضّعيفِ وإنّما / نُجْح الأمور بقُوَّةِ الأسْبابِ
فَاليومَ حاجَتُنا إليكَ وإنّما / يُدْعى الطّبيبُ لكثرةِ الأوْصابِ
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحةً
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحةً / حتى تواضعَ كلهم لسيادتهْ
ضاجعتُه والوردُ تحتَ لحافهِ / ولثمتُه والبدرُ فوقَ وسادتهْ
يا نحسُ يا كيوانُ فعلُكَ كلُّه
يا نحسُ يا كيوانُ فعلُكَ كلُّه / سمجٌ لديَّ فما لَكَ استملحتَهُ
والجدي بيتُك وهو أيضاً طالعي / أفسدتَه وحرىً لوِ استصْلحتَهُ
وَيْ للجُدَيِّ ذبحتَهُ وسلخْتَهُ / وشويتَهُ وأكلتَهُ وسلحْتهُ
ظهرتْ على قممِ البروجِ ثلوجُ
ظهرتْ على قممِ البروجِ ثلوجُ / وهوتْ كما يتطايَرُ المَحْلوجُ
قُم يا غلامُ وسقّنِيها قهوةً / تذرُ الصحيحُ كأنّهُ مَفلوجُ
مع عصبةٍ رُزقوا الحِجى في دينهِم / لكنّهم عندَ الشرابِ عُلوجُ
لم يسأموا شُربَ الطلا حتى بَدا / للفيلِ في سُمِّ الخياطِ ولوجُ
ومعذّرٍ بقلتْ حديقةُ وجهِهِ
ومعذّرٍ بقلتْ حديقةُ وجهِهِ / وغدَتْ بأحسنِ حليةٍ تَتَبرّجُ
لما توسّط وجنتيهِ نَرجسُ / حسداً تطرّفَ عارضيهِ بنفسجُ
ارغبْ بسمعكًَ عن مقالِ اللاحى
ارغبْ بسمعكًَ عن مقالِ اللاحى / واقدحْ زِنادَ الهمِّ بالأقداح
وإذا دَجا ليلُ الهمومِ فسُل عن / دَنِّ المُدامةِ فالقَ الاصباحِ
يا حبّذا الساقي يُديرُ بنَانُهُ / راحاً تُفيدُ براحةِ الأرواحِ
مشمولةً لم ترضَ رأسَ إنائها / إلاّ بلبُسِ عمامةِ التفّاحِ
مثل الشقائقِ غَضّةٌ وكأنّما / نسجَ الحَبابُ لها نقابَ أقاحِ
لم يَشربِ المحزونُ منها قَطرةً / إلاّ تدرّعَ هزّةَ المُرتاحِ
وكأنّها في كأسِها مسفوحةً / من عتقِها تُنْبي عن السّفّاحِ
وكأنّما الأوتارُ عن حَسَناتِها / نَطقت بألسنة لهُنَّ فِصاحِ
قد قلتُ لمّا فاقَ خطُّ عذارِه
قد قلتُ لمّا فاقَ خطُّ عذارِه / في الحُسنِ خَطَّ يمينهِ المُستَملَحا
منَ يكتبِ الخطَّ المليحَ لغيرِهِ / فلنفسه لا شكَّ يكتُب أَملَحا
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي / فبقيتُ مقتولاً وشَطَّ الوادي
وسكرتُ من خمرِ الفراقِ ورقّصَتْ / عَيني الدموعَ على غناءِ الحادِي
فَصبابتي جدُّ وصَوبُ مَدامعي / جُودٌ وصُفرةُ لونِ وجهيَ جادي
أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي / إنَّ السعادةَ في وصالِ سُعادِ
قالت وقد فتّشتُ عنها كلَّ من / لاقيتُهُ من حاضرٍ أو بادِ
أنا في فؤادكَ فارْمِ لحظّكَ نَحْوه / تَرَني فقلتُ لها فأينّ فُؤادي
لم أدرِ من أيِّ الثلاثةِ أشْتكي / ولقد عددتُ فأصغِ للأعدادِ
ومن لحظها السيّافِ أَم من قدها / الرمَاحِ أم من صُدغها الزَّرّادِ
ولكَمْ تمنِّيتُ الفراقَ مُغالطاً / واحتلتُ في استثمارِ غَرسِ ودادي
وطمعتُ منها في الوصالِ لأنّها / تَبني الأمورَ على خلافِ مُرادي
هي مَن علمتُ وليسَ لي من بعدها / إلاّ مُراسلةُ الحَمام الشّادي
يَبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي / بسُعادَ تَحملُني على الإسعاد
في ليلةٍ من هَجرِها شَتَويّةٍ / مَمْدودةٍ مَخْضوبةٍ بمدادِ
عقمت بميلادِ الصباحِ وإنّها / في الامتداد كليلةُ الميلادِ
ما الرأيُ إلاّ أنْ أثيرَ ركائبي / مزمومةً مشدودةَ الأقتادِ
من كلِّ مشرفةٍ كهيكلِ راهبٍ / تصف النجاء بمرسنٍ مُنقادِ
ضرغمِ عرِّيسٍ وحُوتِ مَخاضةٍ / وعُقابِ مَرقبةِ وحيّةِ وادِ
نقشَتْ بحيثُ تناقلتْ أخفافَها / صورُ الأهلّة من نعالِ جيادِ
أَرمي بها البيداء تَفْرقُ جنّها / فيها وتَرميني إلى الآمادِ
حتى تُنيخَ بروضَة مَرْهومة / كمُرادها دَمَثاً وخصبَ مُرادِ
فحصَ النسيمُ ترابَها فانشقَّ عن / نهرٍ كتنسيمِ الرحيقِ بَرَادِ
وخّلا الذبابُ بأيكها غَرِداً على / أعوادِها كالمُطربِ العَوّاد
وتَرعرعتْ فيها أُطَيفالُ الكَلا / مُمتْكّةً ضرعَ الغَمامِ الغادي
ونَضا سرابيلَ المذلّة جارها / واجتابَ غرّاً سابغَ الأبرادِ
هيَ حضرةُ الشيخِ العميد ولم تَزلْ / شربَ العطاشِ ومسرحَ الورّاد
غَرَّ الأعادي منهُ رونَقُ بشْرِهِ
غَرَّ الأعادي منهُ رونَقُ بشْرِهِ / وأَفادَهُمْ بَرْداً على الأكبْادِ
هَيهاتَ لا يَخْدعُهم إيماضُهُ / فَالغيظُ تحتَ تبسّمِ الآساد
فالبَهوُ منهُ بالبَهاءِ مُوشّحٌ / والسّرحُ منهُ مُورقُ الأعوادِ
وإذا شياطينُ الضّلال تَمرَّدوا / خَلاّهُمُ قُرَناءَ في الأصفاد
شنَّ النهابَ على قوافلِ ماله / بأنامل كمغيرةِ الأكراد
وحَوى مقاليدَ العُلا بصنائعٍ / عُقدت قلائدُها على الأجياد
عَدّوهُ في الأجنادِ من أَفرادها / ورأَوه في الأفراد كالأجنادِ
مرحاً كما هبَّ النسيمُ مُجاذباً / أهدابَ خوط البانة المَيّاد
وهُو الغَمامُ بعَينهِ فظباه لل / إبراق والإنذارُ للارعادِ
وهو الخضمّ إذا سَطا قَهرَ العدا / بتلاطُم الأمواجِ والأزبْاد
وهو الصّباحُ يعطّ أَرديةَ الدُجى / والشمسُ لا تَخفى بكلِّ بلاد
والسيفُ يُزهقُ نفسَ كلِّ معاندٍ / والفهر يدمغُ رأسَ كلِّ مُعاد
إقدامُ عمرو في سماحةِ حاتمٍ / في حلمِ أحنفَ في دهاءِ زيادِ
فَنَداك مُنتجعي وبابُكَ مقصَدي / وهواكَ راحلتي ومدحُك زادي
ولسوفَ تعلو باعتنائك همّتي / حتى أنُصَّ على السماك وسادي
أعليُّ قد وافى كتابك فانطفا
أعليُّ قد وافى كتابك فانطفا / عنيّ به حرّ الهموم وقد وَقَدْ
وفككتَ عنه فكم فصولٍ تنتقى / ونظرتَ فيه فكم فصوصٍ تُنتقد
وكأنّه فرعونُ إلاّ أنّهُ
وكأنّه فرعونُ إلاّ أنّهُ / من جانبِ الوجْعاءٍ ذُو الأوتاد
لبسَ الشتاءُ منّ الجليدِ جُلودا
لبسَ الشتاءُ منّ الجليدِ جُلودا / فَالبسْ فقدْ بَردَ الزمانُ بُرودا
كم مؤمنٍ قرَصتْهُ أظفارُ الشِّتا / فَغَدا لسكّانِ الجَحيمِ حَسودا
وتَرى طيورَ الماءِ في وكُناتِها / تختارُ حرَّ النارِ والسّفّودا
وإذا رمَيْتَ بفضلِ كأسكَ في الهوّا / عادَتْ عليكَ من العّقيقِ عُقودا
يا صاحِبَ العُوديْنِ لا تُهْمِلهما / حَرِّك لنا عوداً وحَرِّقْ عُودا
لا تُنكري يا عزَّ إن ذلَّ الفَتى
لا تُنكري يا عزَّ إن ذلَّ الفَتى / ذو الأصل واسْتَعلى لئيمُ المَحتدِ
إنَّ البُزاةَ رؤوسُهُنَّ عواطل / والتاجُ معقودٌ برأسِ الهُدهدِ
أَطلعتَ يا قَمري على بَصَري
أَطلعتَ يا قَمري على بَصَري / وجهاً شَغلتَ بحسنِهِ نَظَري
ونزلتَ في قَلبي ولا عجبٌ / فالقلبُ بعضُ منازِل القَمَرِ
للهِ أي فتىً أقلَّ رداءَهُ
للهِ أي فتىً أقلَّ رداءَهُ / كَتِفي على حينَ استمرَّ مَريري
باكي سحابِ الجودِ يضحك بشرُهُ / عن غرَّةٍ قَمَريّةِ التصويرِ
ما حطّه بطنٌ إلى ظهرِ الثّرى / إلاّ لعُودَيْ منبرٍ وسَريرِ
رَضَعَتْهُ والدتي وبوّأهُ أبي / صدرَ الممالكِ بعدَ حِجْرِ الظِّيرِ
فمتَى يُثر الحروبِ يقُلْ لَهُ / خيشومُهُ يفديكَ كُلُّ عَبيرِ
أَيَرى العدوُّ وقد تعدَّى طَورَهُ / ألاّ أَشُقَّ صِماخَهُ بِزَئيري
ويَدي مُساعدتي وسَيفيَ ساعدي / والرمحُ ظَهري والسِّنانُ ظَهيري
فليكثرِ الحسادُ فيَّ مقالَهُم / شَرْوى الكلابِ تناوَحَتْ بِهَريرِ
ها إنني قَرْمٌ تَناهبَ مَرتعي / جُرْبٌ فهجْتُ مُجَرْجِراً بِهديرِ
ولقدْ جذبتُ إليَّ عقربَ صُدغِها
ولقدْ جذبتُ إليَّ عقربَ صُدغِها / فوجدتُها جَرّارةً مَجْرورَهْ
وكشفتُ ليلةَ وصلِها عن ساقِها / فرأيتُها مِمْكارةً مَمْكورَهْ
يا صخرُ ما بِكَ هَزَّةٌ لندىً
يا صخرُ ما بِكَ هَزَّةٌ لندىً / هَيهاتَ ما بالصخرِ من هَزَّهْ
ما ذاقَ خبزَكَ في الورى أحدٌ / للهِ ثُمَّ لخُبزِك العِزَّه
ولقد تمنّيتُ الجوابَ فقيلَ مَهْ
ولقد تمنّيتُ الجوابَ فقيلَ مَهْ / إنَّ التّمنِّي رأسُ مالِ المُبْلسِ
وإذا دنانيرُ الفَتى رقصَتْ على / أَظفارِهِ خَجلتُ فلوسُ المُفْلسِ
وخَريدةٍ تكسَى الجمالَ لباسا
وخَريدةٍ تكسَى الجمالَ لباسا / قاسى الفؤاد بحُبِّها ما قاسى
جُنّتْ خلاخلُها بنغمةِ ساقِها / ولذاك سُمِّيَ جَرسُها وَسْواسا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025