المجموع : 45
يا طيبَ ليلتِنا بصحبةٍ غادةٍ
يا طيبَ ليلتِنا بصحبةٍ غادةٍ / حسناءَ ناعمةِ الشبّاب كعابِ
عطفتْ أناملَها لتقرعَ دفّها / فقرعتُ أبواباً من الأطْرابِ
ودهشتُ حينَ رأيتُ في غلَسِ الدُّجى / شمساً تصكّ البدرَ بالعُنّابِ
حَسّتْ بوجنتها وفاحمِ صدغِها / كالبدرِ مُلتحفاً بريشِ غراب
ما أنتَ بالسّبب الضّعيفِ وإنّما
ما أنتَ بالسّبب الضّعيفِ وإنّما / نُجْح الأمور بقُوَّةِ الأسْبابِ
فَاليومَ حاجَتُنا إليكَ وإنّما / يُدْعى الطّبيبُ لكثرةِ الأوْصابِ
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحةً
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحةً / حتى تواضعَ كلهم لسيادتهْ
ضاجعتُه والوردُ تحتَ لحافهِ / ولثمتُه والبدرُ فوقَ وسادتهْ
يا نحسُ يا كيوانُ فعلُكَ كلُّه
يا نحسُ يا كيوانُ فعلُكَ كلُّه / سمجٌ لديَّ فما لَكَ استملحتَهُ
والجدي بيتُك وهو أيضاً طالعي / أفسدتَه وحرىً لوِ استصْلحتَهُ
وَيْ للجُدَيِّ ذبحتَهُ وسلخْتَهُ / وشويتَهُ وأكلتَهُ وسلحْتهُ
ظهرتْ على قممِ البروجِ ثلوجُ
ظهرتْ على قممِ البروجِ ثلوجُ / وهوتْ كما يتطايَرُ المَحْلوجُ
قُم يا غلامُ وسقّنِيها قهوةً / تذرُ الصحيحُ كأنّهُ مَفلوجُ
مع عصبةٍ رُزقوا الحِجى في دينهِم / لكنّهم عندَ الشرابِ عُلوجُ
لم يسأموا شُربَ الطلا حتى بَدا / للفيلِ في سُمِّ الخياطِ ولوجُ
ومعذّرٍ بقلتْ حديقةُ وجهِهِ
ومعذّرٍ بقلتْ حديقةُ وجهِهِ / وغدَتْ بأحسنِ حليةٍ تَتَبرّجُ
لما توسّط وجنتيهِ نَرجسُ / حسداً تطرّفَ عارضيهِ بنفسجُ
ارغبْ بسمعكًَ عن مقالِ اللاحى
ارغبْ بسمعكًَ عن مقالِ اللاحى / واقدحْ زِنادَ الهمِّ بالأقداح
وإذا دَجا ليلُ الهمومِ فسُل عن / دَنِّ المُدامةِ فالقَ الاصباحِ
يا حبّذا الساقي يُديرُ بنَانُهُ / راحاً تُفيدُ براحةِ الأرواحِ
مشمولةً لم ترضَ رأسَ إنائها / إلاّ بلبُسِ عمامةِ التفّاحِ
مثل الشقائقِ غَضّةٌ وكأنّما / نسجَ الحَبابُ لها نقابَ أقاحِ
لم يَشربِ المحزونُ منها قَطرةً / إلاّ تدرّعَ هزّةَ المُرتاحِ
وكأنّها في كأسِها مسفوحةً / من عتقِها تُنْبي عن السّفّاحِ
وكأنّما الأوتارُ عن حَسَناتِها / نَطقت بألسنة لهُنَّ فِصاحِ
قد قلتُ لمّا فاقَ خطُّ عذارِه
قد قلتُ لمّا فاقَ خطُّ عذارِه / في الحُسنِ خَطَّ يمينهِ المُستَملَحا
منَ يكتبِ الخطَّ المليحَ لغيرِهِ / فلنفسه لا شكَّ يكتُب أَملَحا
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي / فبقيتُ مقتولاً وشَطَّ الوادي
وسكرتُ من خمرِ الفراقِ ورقّصَتْ / عَيني الدموعَ على غناءِ الحادِي
فَصبابتي جدُّ وصَوبُ مَدامعي / جُودٌ وصُفرةُ لونِ وجهيَ جادي
أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي / إنَّ السعادةَ في وصالِ سُعادِ
قالت وقد فتّشتُ عنها كلَّ من / لاقيتُهُ من حاضرٍ أو بادِ
أنا في فؤادكَ فارْمِ لحظّكَ نَحْوه / تَرَني فقلتُ لها فأينّ فُؤادي
لم أدرِ من أيِّ الثلاثةِ أشْتكي / ولقد عددتُ فأصغِ للأعدادِ
ومن لحظها السيّافِ أَم من قدها / الرمَاحِ أم من صُدغها الزَّرّادِ
ولكَمْ تمنِّيتُ الفراقَ مُغالطاً / واحتلتُ في استثمارِ غَرسِ ودادي
وطمعتُ منها في الوصالِ لأنّها / تَبني الأمورَ على خلافِ مُرادي
هي مَن علمتُ وليسَ لي من بعدها / إلاّ مُراسلةُ الحَمام الشّادي
يَبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي / بسُعادَ تَحملُني على الإسعاد
في ليلةٍ من هَجرِها شَتَويّةٍ / مَمْدودةٍ مَخْضوبةٍ بمدادِ
عقمت بميلادِ الصباحِ وإنّها / في الامتداد كليلةُ الميلادِ
ما الرأيُ إلاّ أنْ أثيرَ ركائبي / مزمومةً مشدودةَ الأقتادِ
من كلِّ مشرفةٍ كهيكلِ راهبٍ / تصف النجاء بمرسنٍ مُنقادِ
ضرغمِ عرِّيسٍ وحُوتِ مَخاضةٍ / وعُقابِ مَرقبةِ وحيّةِ وادِ
نقشَتْ بحيثُ تناقلتْ أخفافَها / صورُ الأهلّة من نعالِ جيادِ
أَرمي بها البيداء تَفْرقُ جنّها / فيها وتَرميني إلى الآمادِ
حتى تُنيخَ بروضَة مَرْهومة / كمُرادها دَمَثاً وخصبَ مُرادِ
فحصَ النسيمُ ترابَها فانشقَّ عن / نهرٍ كتنسيمِ الرحيقِ بَرَادِ
وخّلا الذبابُ بأيكها غَرِداً على / أعوادِها كالمُطربِ العَوّاد
وتَرعرعتْ فيها أُطَيفالُ الكَلا / مُمتْكّةً ضرعَ الغَمامِ الغادي
ونَضا سرابيلَ المذلّة جارها / واجتابَ غرّاً سابغَ الأبرادِ
هيَ حضرةُ الشيخِ العميد ولم تَزلْ / شربَ العطاشِ ومسرحَ الورّاد
غَرَّ الأعادي منهُ رونَقُ بشْرِهِ
غَرَّ الأعادي منهُ رونَقُ بشْرِهِ / وأَفادَهُمْ بَرْداً على الأكبْادِ
هَيهاتَ لا يَخْدعُهم إيماضُهُ / فَالغيظُ تحتَ تبسّمِ الآساد
فالبَهوُ منهُ بالبَهاءِ مُوشّحٌ / والسّرحُ منهُ مُورقُ الأعوادِ
وإذا شياطينُ الضّلال تَمرَّدوا / خَلاّهُمُ قُرَناءَ في الأصفاد
شنَّ النهابَ على قوافلِ ماله / بأنامل كمغيرةِ الأكراد
وحَوى مقاليدَ العُلا بصنائعٍ / عُقدت قلائدُها على الأجياد
عَدّوهُ في الأجنادِ من أَفرادها / ورأَوه في الأفراد كالأجنادِ
مرحاً كما هبَّ النسيمُ مُجاذباً / أهدابَ خوط البانة المَيّاد
وهُو الغَمامُ بعَينهِ فظباه لل / إبراق والإنذارُ للارعادِ
وهو الخضمّ إذا سَطا قَهرَ العدا / بتلاطُم الأمواجِ والأزبْاد
وهو الصّباحُ يعطّ أَرديةَ الدُجى / والشمسُ لا تَخفى بكلِّ بلاد
والسيفُ يُزهقُ نفسَ كلِّ معاندٍ / والفهر يدمغُ رأسَ كلِّ مُعاد
إقدامُ عمرو في سماحةِ حاتمٍ / في حلمِ أحنفَ في دهاءِ زيادِ
فَنَداك مُنتجعي وبابُكَ مقصَدي / وهواكَ راحلتي ومدحُك زادي
ولسوفَ تعلو باعتنائك همّتي / حتى أنُصَّ على السماك وسادي
أعليُّ قد وافى كتابك فانطفا
أعليُّ قد وافى كتابك فانطفا / عنيّ به حرّ الهموم وقد وَقَدْ
وفككتَ عنه فكم فصولٍ تنتقى / ونظرتَ فيه فكم فصوصٍ تُنتقد
وكأنّه فرعونُ إلاّ أنّهُ
وكأنّه فرعونُ إلاّ أنّهُ / من جانبِ الوجْعاءٍ ذُو الأوتاد
لبسَ الشتاءُ منّ الجليدِ جُلودا
لبسَ الشتاءُ منّ الجليدِ جُلودا / فَالبسْ فقدْ بَردَ الزمانُ بُرودا
كم مؤمنٍ قرَصتْهُ أظفارُ الشِّتا / فَغَدا لسكّانِ الجَحيمِ حَسودا
وتَرى طيورَ الماءِ في وكُناتِها / تختارُ حرَّ النارِ والسّفّودا
وإذا رمَيْتَ بفضلِ كأسكَ في الهوّا / عادَتْ عليكَ من العّقيقِ عُقودا
يا صاحِبَ العُوديْنِ لا تُهْمِلهما / حَرِّك لنا عوداً وحَرِّقْ عُودا
لا تُنكري يا عزَّ إن ذلَّ الفَتى
لا تُنكري يا عزَّ إن ذلَّ الفَتى / ذو الأصل واسْتَعلى لئيمُ المَحتدِ
إنَّ البُزاةَ رؤوسُهُنَّ عواطل / والتاجُ معقودٌ برأسِ الهُدهدِ
أَطلعتَ يا قَمري على بَصَري
أَطلعتَ يا قَمري على بَصَري / وجهاً شَغلتَ بحسنِهِ نَظَري
ونزلتَ في قَلبي ولا عجبٌ / فالقلبُ بعضُ منازِل القَمَرِ
للهِ أي فتىً أقلَّ رداءَهُ
للهِ أي فتىً أقلَّ رداءَهُ / كَتِفي على حينَ استمرَّ مَريري
باكي سحابِ الجودِ يضحك بشرُهُ / عن غرَّةٍ قَمَريّةِ التصويرِ
ما حطّه بطنٌ إلى ظهرِ الثّرى / إلاّ لعُودَيْ منبرٍ وسَريرِ
رَضَعَتْهُ والدتي وبوّأهُ أبي / صدرَ الممالكِ بعدَ حِجْرِ الظِّيرِ
فمتَى يُثر الحروبِ يقُلْ لَهُ / خيشومُهُ يفديكَ كُلُّ عَبيرِ
أَيَرى العدوُّ وقد تعدَّى طَورَهُ / ألاّ أَشُقَّ صِماخَهُ بِزَئيري
ويَدي مُساعدتي وسَيفيَ ساعدي / والرمحُ ظَهري والسِّنانُ ظَهيري
فليكثرِ الحسادُ فيَّ مقالَهُم / شَرْوى الكلابِ تناوَحَتْ بِهَريرِ
ها إنني قَرْمٌ تَناهبَ مَرتعي / جُرْبٌ فهجْتُ مُجَرْجِراً بِهديرِ
ولقدْ جذبتُ إليَّ عقربَ صُدغِها
ولقدْ جذبتُ إليَّ عقربَ صُدغِها / فوجدتُها جَرّارةً مَجْرورَهْ
وكشفتُ ليلةَ وصلِها عن ساقِها / فرأيتُها مِمْكارةً مَمْكورَهْ
يا صخرُ ما بِكَ هَزَّةٌ لندىً
يا صخرُ ما بِكَ هَزَّةٌ لندىً / هَيهاتَ ما بالصخرِ من هَزَّهْ
ما ذاقَ خبزَكَ في الورى أحدٌ / للهِ ثُمَّ لخُبزِك العِزَّه
ولقد تمنّيتُ الجوابَ فقيلَ مَهْ
ولقد تمنّيتُ الجوابَ فقيلَ مَهْ / إنَّ التّمنِّي رأسُ مالِ المُبْلسِ
وإذا دنانيرُ الفَتى رقصَتْ على / أَظفارِهِ خَجلتُ فلوسُ المُفْلسِ
وخَريدةٍ تكسَى الجمالَ لباسا
وخَريدةٍ تكسَى الجمالَ لباسا / قاسى الفؤاد بحُبِّها ما قاسى
جُنّتْ خلاخلُها بنغمةِ ساقِها / ولذاك سُمِّيَ جَرسُها وَسْواسا