القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأعْمَى التُطِيليّ الكل
المجموع : 10
قالوا الرحيلُ غداً فَشَاهِدْنَا غدا
قالوا الرحيلُ غداً فَشَاهِدْنَا غدا / تَرَنَا أشَتَّ نوىً وأشْجَى مَشْهَدا
قلْ كيفَ يُشْفِقُ من مكابدةِ الأَسَى / من ليس يَفْرَق من مُكَابدة العدا
ذَكَرَ الحمى فبكى إليه صَبابةً / حتى بكى معه المُفَنِّدُ مُسْعِدا
ويلاهُ من ذِكَرٍ جميعٍ شملُهَا / بَدَّدْنَ شَمْلَ دموعِهِ فتبدّدا
وطلابُهُ ما لا يُنَالُ ضلالةٌ / يا بُعْدَ ما بَيْنَ الضَّلالةِ والهُدَى
شِعْرِي وجودُكَ يا أَبا العبَّاسِ
شِعْرِي وجودُكَ يا أَبا العبَّاسِ / مَثَلانِ قد سارا بنا في النَّاسِ
أدنى سماحُك كلَّ شأوٍ نازحٍ / وأَلانَ شعري كلَّ قلبٍ قاس
فإذا التقينا مَتَّ طُلاَّبُ العُلاَ / بأواصرٍ وَبَنَوْا على آساس
وإذا افترقنا لم يزلْ ما بيننا / أَرِجَ المهبِّ مُعَطَّرَ الأنفاس
كم نهضةٍ لك بالمعالي أَطْلَعَتْ / نُوْرَ الرجاءِ على ظَلاَمِ الياس
وإشارةٍ لك في المكارم زاحمتْ / ضَيْقَ الهمومِ بِفُرْجَةِ الإيناس
أنت الصباحُ فما يضرُّ مؤَمّلٌ / أَلا يقيسَ سناكَ بالنبراس
ونوالُكض الفرجُ القريبُ وإن رَنَتْ / بعضُ العيونِ إلى الحيا البجَّاس
أذللتَ صَرْفَ الدهرِ بَعْدَ تَخَمُّطٍ / وَأَلَنْتَهُ من بعدِ طولِ شِماس
وحذوتَ حَذْوَ أبيكَ تَرْمِي بالندى / صَرْفَ الزمان وَتَتَّقي بالباس
شِيَمٌ بَهْرتَ بها الغمامَ مواطراً / والشهبَ زهراً والجبالَ رواسي
حَزْمِيّةٌ ما ضرَّها إن لم تَكُنْ / قطَعَ الرياضِ برملةِ الميعاس
مشهورةٌ بين المكارمِ والعُلاَ / تأْسُو بها أَدْواءَهَا وتواسي
سبقتْ إليَّ الحادثاتِ فأمسكتْ / عني بأيدي الذلِّ والأبلاس
فاليوم أُعْرِيها فهبني لم أكنْ / لظهورها حلساص من الأحلاس
أَعْلَى أبو مروان منها رُتْبَتِي / وَحَمَى بها سِرْبي أبو العباس
إنسانُ عين المجدِ سَمَّوْهُ به / لا أنَّه ناسٍ ولا متناس
عاجَتْ عُلاهُ على القوافي عَوْجَةً / نَفَضَتْ رِمامَ رسُوْمِها الأدْرَاس
في حيثُ أوْحَشَها الزمانُ وأهْلُهُ / فاستعجمتْ مِنْ غربةٍ وتناسي
ومحا بَشَاشَتها الخمولُ فَأْطَرقَتْ / وكأنها آناءُ ليلٍ غاسِ
مَوْتَى أجَنَّتْهَا الصدورُ وربما / رَجَعَ النشورُ بها على الوسواس
إيهٍ أبا العبّاسِ دعوةَ آملٍ / عن صِدْقِ تقليدٍ وَحُسْنِ قياس
يا حافظَ الأحباس إن وسائلي / قد ضِعْنَ فاحفظها مع الأْحبَاس
لعبتْ صروفُ الدهرِ بي وبهمتي / من بعدِ تجربتي لها ومراسي
كالكاسِ طاف بها المديرُ فلم يكنْ / ليَ ظئرها وغداً صريعَ الكاس
أدعوك بين صعودِها وصَبُو بِها / كالعِشْقِ بين الشَّيبِ والإفلاس
أُدْلي بمجدكَ أو أُدِلُّ فإنما / أَضَعُ الحنيَّة في يدِ القوّاس
وأزفُّ من شعري إليكَ عقيلةً / أحظيتُها من حليةٍ ولباس
ذهبتْ بحسنِ الوردِ إلا أنها / قامتْ عُلاكَ لها بعمرِ الآس
صبٌّ له في كلِّ عُضْوٍ مَدْمَعُ
صبٌّ له في كلِّ عُضْوٍ مَدْمَعُ / هَجَعَ الخليُّ وليلُهُ ما يَهْجَعُ
لعبَ الفراقُ بصبرهِ وعزائِهِ / لَعِباً يَرِيْثُ الجِدُّ فيه وَيُسْرعُ
يا وَصْلَ ذاتِ الخالِ هلْ مِنْ مُرْجِعٍ / هيهاتِ ليس لما تَوَلَّى مُرْجع
يا لذ ما أدْرِي وقد وَدَّعْتِني / منْ أيِّ شيءٍ أتَّقِي أوْ أجْزَع
بحياةِ عِصْياني عَلَيْكِ عَوَاذِلي / هل كانتِ القُرباتُ عندك تَشْفَعُ
هل تذكرينَ ليالياً بِتْنَا بها / لا أنتِ باخلةٌ ولا أنا أمْنَع
أُثْنِي عليكِ وكل أصفرَ مُرْهَفٍ / لهواكِ يَعْنُو أو لحمدك يَضْرَع
من كلِّ مَمْشُوقِ القضوَامِ تخالُهُ / وكأنه بين الصَابِعِ إصْبَع
عِيٌّ إذا فَرَعَ البَنَانةَ منبراً / شاهدتَهُ وهو الخطيبُ المِسْقَع
ولقىً إذا وصلَ الخُطَى في مُهْرَقٍ / جاءَتْهُ أعناقُ الخطوبِ تَقَطَّع
يا من يَعوذ به الورى
يا من يَعوذ به الورى / من مُجِبرٍ أو مُستطيعِ
أَنتَ الربيع وإنما / جادَ الزمانُ على الربيع
غَفَلَ الرقيبُ فزارني / قمرٌ مطالعه ضلوعي
فرنا إلى مَجْرى الكؤو / سِ وأنتَ أعلمُ بالخليع
فابعثْ بها تُسْلي النفو / سَ وتَقْتَضي أمْن المروع
لأرى بديلةَ ريقِهِ / ويرى بديلاً من دموعي
نَبَتْ بيَ حِمْصُ جادَها كلُّ مُرْهِمٍ / تُهِلُّ الرُّبا بالشكرِ أيَّانَ يَهْمَعُ
وما كنتُ أخْشَى أن أَحُلَّ ببلدةٍ / بها غَصَصٌ من أهلها وهيَ بلْقَع
وما أخملوني لكنِ المجدَ أَخْمَلُوا / وما ضَيّعُوني لكنِ العلمَ ضيعوا
وبينَ ضُلوعي ما لو أنّ أقَلّهُ / بأكْنافِ رَضْوى أوْشكتْ تتصدَّع
أشَاءُ من الأَيامِ ما لا تشاؤُهُ / وأطْمَعُ في ما ليس لي فيه مَطْمَع
وينئينيَ الحرمانُ عن كلِّ مطْلَبٍ / وَنَفْسِي عليه حَسْرَةً تتقطع
سَلْ دمعيَ المبذولَ هلْ مِنْ حيلةٍ
سَلْ دمعيَ المبذولَ هلْ مِنْ حيلةٍ / لي أوْلَه في نوميَ الممنوع
وحنينيَ الموصولَ كيف تَعَرَّضَتْ / شُبُهَاتُهُ لرجائي المَقْطُوع
لا تركننَّ إلى الزمانِ وَصَرْفِهِ / فَتَكَ الزمانُ بآمنٍ وَمَرُوع
وَدَعِ الأحبَّةَ والدنوَّ أو النوى / ما أشْبَهَ التسليمَ بالتوديع
يا وانياً يَأسَى على ما فاتَهُ / إن الوَنَى طَرَفٌ من التّضْيِيع
ومداجياً تَخِذَ الخديعةَ جُنّةً / ألاّ أنِفتَ لرأيِكَ المخدوع
دافعْ بعزمِكَ أو بجهدك إنها / عَزَمَاتُ حُكْمٍ ليس بالمدفوع
وانظرْ بعينِكَ أو بقلبك هل تَرَى / إلا صريعاً أو مآلَ صريع
أَبني عُبَيدِ الله أينَ سَرَاتُكُمْ / مِنْ عاثِرٍ بِعنانِهِ المخلوعِ
دهرٌ كأنّ صُرُوفَهُ قد جُمَعَت / من نثرِ مُنتَظِمٍ وَشتِّ جميع
يَهْنَ البقيْعَ وليته لم يَهْنَهُ / قبرٌ غدا شَرَفاً لكلِّ بقيع
عجباً له وَسِعَ المكارمَ والعُلا / وَدَعا له الداعونَ بالتّوسيع
وإلى العزاءِ فكلُّ شرٍّ ذاهبٌ / وإذا استَمَرَّ فلاتَ حينَ رجوع
وإذا عجبتَ من الزمانِ بحادثٍ / فلتابعٍ يَبْكي على متبوع
وإذا اعتبرتَ العُمْرَ فهو ظُلامَةٌ / ولاموتُ منه موضعُ التوقيع
أنا كُنتُ أوْضَحَ حُجّةً منْ لُوَّمي
أنا كُنتُ أوْضَحَ حُجّةً منْ لُوَّمي / إذ عُجْتُ في أطلالِ دارِكِ فاعْلمي
جاءَوا بِلَوْمِهِمُ وجئتُ بأَدمعي / تَنْهَلُّ بين مُعَصَفرٍ ومُعَنْدم
فوددتُ أنكِ كنتِ حيثُ تَريْنَني / صالٍ بِلَومِهِمُ غَريقاً في دمي
فتبيّني أني على ما سُمْتِني / جَشّمْتُ فيكِ النفسَ كلَّ مُجَشّم
ووقفتُ دونكِ للصبابةِ وقْفَةً / لو أنّها بينَ الحطيمِ وزمزم
مِنْ عَذْلِهِم في صَدْرِ يوْمٍ أيْوَمِ / ومن الأسى في جُنحِ ليلٍ مُظْلم
يا تاركي مِنْ بَيْنِهِ وَصُدودِهِ / نَشوَانَ بينَ تَضَرُّعٍ وَتَظلُّمِ
نَمْ وَادِعاً فلربَّ ليلٍ بِتُّهُ / يَرْمي إليكَ بي الغرامُ وَيَرْتَمي
يَرْنُو إليَّ غَضِيضَةً أجْفَانُهُ / فكأنّها معقودةٌ بيَلَمْلَم
أعْطَيْتُهُ منّي كأنِّيَ لمْ أُبَلْ / وَأخَذْتُ لي مِنْهُ كأنْ لم أعلم
أعرضتُ عنه وجرَّ فَضْلَ خُطَامِهِ / حتى استمرَّ كأنه لم يُخْطَم
وَقَنِعْتُ منه بِظاهرٍ مُتَبَسّمٍ / وَرَّى به عن باطنٍ مُتَجَهّم
حتى إذا لم أُلْفِ فيه حَيْلَةً / إنْ أُوْمِ يَعْمَ وإن أقُلْ لا يَفْهم
أعْطَيْتُهُ حدَّ الحُسَامِ المُنْتَضَى / عِوَضاً بحاشيةِ الرِّداءِ المُعْلم
خَلَّيْتُ بين النائباتِ وبينه / وَرَمَيْنَ عَنْ عُرُضٍ فكانَ هُوَ الرَّمِي
عَرَضَتْ له من حيثُ لم يَحْفَلْ بها / جَهْلاً وخرَّ فَلليدينِ وللفم
طَفِقَتْ تضجُّ من التواءِ الدهرِ بي / وتقولُ عن عيشٍ مضى فَكَأَنْ لمِ
يا هذه إن الغِنى إنْ نِلْتُهُ / لم أغْتَبِطْ أو فاتَني لم أنْدَم
حظّي من الدُّنْيَا إذا أحْرَزتُهُ / صونُ الصديقِ لها بِبَذلِ الدّرهم
لِمَ لا أجُودُ ولو بباقي مُهْجتي / لا يسْتحقُّ الشكرَ منْ لم يُنعم
وعلى مَن يلقاني العدا مُسْتنجداً / رأس القتيلِ ولا يدُ المستسلم
وإلى متى أدَعُ الزمانَ وشأنَهُ / هيهاتِ حتى أبْلُغَ ابنَ الحضرمي
إن ابنَ عيسى قد أضاءَ وأظْلموا / فكأنما هو غُرّةٌ في أدهَم
واقَفْتُ منه رُكْنَ كلّ عظيمةٍ / بالأعظمِ ابنِ الأعظمِ ابنِ الأعظمِ
بالرَّوضةِ الغنّاءِ أعلى القبّة / الشهباءِ أثناءَ الغديرِ المُفعَم
بالكوكبِ الدريّ في جنْحِ الدُّجى / والصارمِ الهنديِّ في عَينِ الكمي
من لي به كالشّمسِ رَيْعانَ الضُّحى / في ساعةٍ كالعُرْسِ غبَّ المأتم
أمَلي من الدُّنْيا إذا أحْرَزْتُهُ / فَعليَّ أنْ أحْمِي ولي أنْ أحْتَمي
يسمو إلى العليا بكل جلالة / والناس من مستسلم ومسلم
فَيَطُولُ غيرَ مُدَافعٍ ويقولُ غي / رَ مُرَاجَعٍ وَيَعُولُ غيرَ مُذَمَّم
جَاوِرْهُ أقْوى طالبٍ واسأله أجدَى / وَاهِبٍ وامْدَحْهُ أشْرَفَ ضَيْغَم
والهجْ به متأخّراً مِيلادُهُ / لولاه كانَ الفَضْلُ للمتقدِّم
أخَذَ العَلا بيمينِه وشمالِهِ / غَوْتُ الطَّريدِ وَعِصْمَةُ المُسْتَعْصِم
سَمْحٌ ولا صوبُ الغمام المْجْتَدَى / ماضٍ ولا حدُّ الحسامِ المِخْذَم
فَعُفَاتُهُ منْ طَوْلِهِ في مَغْنَمٍ / وَعُدَاتُهُ من صَوْلِهِ في مَغْرَم
بحرُ البلاغة تَرْتَمي جَنَبَاتُهُ / بالقولِ يُطْلِقُ منْ عِقَالِ المُفْحَم
أوْمَى إلى صَعْبِ الكلام فَرَاضَه / بمقالِ لا عيٍّ وفطنةِ لا عِمِي
فالسِّحْرُ بين جَنَانِهِ ولِسانِهِ / يَنسابُ بين مُصرِّح ومُجَمْجِمِ
يا مُوْسِعي من بِرِّه ووفائِهِ / ما يسْتَرِقُّ تضرُّعي وتَخَدُّمي
مَرْآكَ في عيني وجُودُك في يدي / وهواكَ في قلبي وذكرُكَ في فمي
إلبَسْ برُودَ مدائحي ومُلاءَها / وافَتْكَ بينَ مُعَضَّدٍ ومُسَهَّم
منْ كلِّ شاردةٍ تُدِلُّ بِمِقْوَلٍ / لو كانَ مضرِبَ صارمٍ لم يُثلم
نُورٌ رفعتُ له مَنَارَ بلاغتي / فَمَشَتْ على سَننِ الطَّريق الأقوم
أهْدَتْ إليكَ الوَشْيَ غيرَ مُنَمنمٍ / وَجَلَتْ عليكَ السّحْرَ غيرَ مُحَرَّم
طلبَتْ ذَرَاك بِعَفْوِها وبِجَهْدِها / أدليلَها ألقِ عَصَاكَ وَخيّم
في حيثُ إن تمْلِقْ فَحَسْبُكَ حاتمٌ / أو تُضطَّهَدْ فحسيبُكَ ابنُ مكدّم
أصْبَحْتَ حيثُ ثَراكَ أمْنَعُ مَعْقِلٍ / فاسْلَمْ على الأيامِ واسْلمْ واسلم
ودَعِ العِدَا يَتَمَرَّسوا بِمُعَلّكٍ / فسيسْأمُونَ وويحُ مَن لمْ يسأَمِ
يَمَّمْتُهُ فلقيتُ خَيْرَ مُيَمّمِ / ورحلْتُ عنه فكانَ غيرَ مذمّم
ورأيتُه فرأيتُ عيسى وابنَهُ / وأباه لم أنكِرْ ولم أتَوَهَّم
وعرفتُ شِنْشِنَةً فقلتُ لصاحبي / قد كنتُ أعْرِفُ هذه مِن أخْزَم
لَبَّيْكَ عنْ سِرِّيَ وَعَنْ إعلاني
لَبَّيْكَ عنْ سِرِّيَ وَعَنْ إعلاني / ما شئتَ منْ بَوْحٍ ومن كتمانِ
شَوْقٌ إليكَ أطَعْتُهُ وأطاعني / لولا النُّهَى لَعَصَيْتُهُ وَعَصاني
وهوىً رفعتُ به لوائي في الهوى / فاليومَ يا عزِّي ويا سلطاني
حيث المكارمُ تحتَ أظلالِ العُلا / والحُسْنُ في بَحْبُوحةِ الإحسان
والخيلُ لاحقةُ البطونِ كأنها / فَضَلاتُ ما جرَّتْ من الأرسان
في غمرة ملء الفضاء حبالها / قِصَدُ القَنَا وجماجمُ الفرسان
يَخْرُجْنَ من خَلَلِ الغبار كأنها / شررٌ تطايرَ من خلالِ دُخان
والموت ممنوع الحريمِ مُبَاحُهُ / قد حانَ بين البِيضِ والأجفان
وأهابَ بالأرواحِ في أجسْادِها / فأتَتْه بين الذلِّ والإذعان
والدهرُ قد هدَّ القلوبَ فأصبحتْ / مشغولةً حتى عن الخَفَقان
قُلُباً ولكنْ إن بَدا لك مَتْحُها / فإلى الرماح ولا إلى الأْشطانِ
وإنِ القلوبُ حَنَتْ عليها فانْتَصِفْ / منها بأمثالِ القلوب حواني
وَهْيَ الوَغَى لا ما تَخَيَّلَ عاجزٌ / جَمَعَ السلاحَ وَعُدَّةَ الأقْرانِ
وإذا المنايا طار عنها فارسٌ / فالأرضُ حتى يستحيل أماني
وعلا ابن زُهْرٍ والكواكبُ دونها / في كلِّ يَوْمَيْ نائلٍ وَطِعَان
المُشْتَفِي الشّافي الحميُّ الحامي / الآمرُ الناهي البعيدُ الداني
رِدْءُ الكتيبةِ خَلْفَها وأمامَها / كالموتِ تلقاهُ بكلِّ مكان
وفتى إيادٍ شيبِها وشبابِها / في كلِّ حادثةٍ وكلِّ أوان
القادرينَ على الوفاءِ ضَمانَهُمْ / حينَ الليالي لا تَفِي بِضَمان
وَمُكَلّلينَ النارَ هاماتِ الربى / في حيثُ ما شُبَّتْ وفي الغِيْطان
قومٌ إذا عَرَضُوا لحملِ أمانةٍ / أيْقَنْتَ أنَّ الفَضْلَ للإنسان
وإذا فُلانٌ عُدَّ سَيّدَ مَعْشَرٍ / زحفوا له منهمْ بأَلْفِ فُلان
هُمْ ضَمَّنوكَ عَناءَ كلِّ سيادةٍ / واسْتنجحوكَ لِسَعْدِ كلِّ قران
واري الزنادِ بدفْعِ كلِّ مُلِمَّةٍ / مُتَصرّفٌ في صَرْفِ كلّ زمان
ركَّابُ أهوالٍ قريعُ حوادثٍ / طلاّبُ أوتارٍ رفيعُ مَبانِ
ركبَ اصطكاكَ الموج في أمثالِهِ / مِنْ حِمْلِهِ المتدافع الأركان
تسمو به حُبْلى عقيمٌ أمكنتْ / بِصُماتِ بكرٍ في هَدَاةِ عوان
من كلِّ حاملةٍ وقلْ محمولةٍ / لو لم تعُمْ عُدَّتْ من الغربان
طَوْعُ الرياحِ أو الرياحُ تُطِيعها / حكمانِ مُتَّفِقانِ مختلفان
فكلاهما فرَسا رهانٍ برّزا / سَبْقاً وإن لم يجريا لِرِهان
تحنو على سُكّانها لا عن هوىً / وتُضِيْعُ أنفُسَهُمْ لغيرِ هَوان
وكأنهم فيها نشاوى قهوةٍ / قد صُرّعوا منها بجامٍ جان
لتحطَّ مِنْ رَضوى إلى ثَهْلانِه / بأجلَّ من رَضْوى ومن ثهلان
إحدى جيادِكَ لو أزارْتها الوَغَى / متهلّلاً والموتُ ذو ألوان
ولو أنَّ ما حَملتك فيه وضعته / مما يُطَلُّ من النجيع القاني
وأتى وعيدٌ من حماك اعتادني / بَعْدَ الهدوِّ فشفَّني وشفاني
ذِكرٌ يكرُّ هواكَ وبين جوانحي / حتى أراكَ على النَّوى وتَرَاني
خطٌّ نَظَمْتَ الدينَ والدنيا به / لو لم يَعُدْني غيرُهُ لكفاني
لَتُطالِعَنَّكَ من ثَنائي أسْطُرٌ / تُزْهى بِسِحْرِ بلاغةٍ وبيان
ولأتركنَّ عداكَ نَهْبَةَ أسْهُمٍ / مما بَرَى قلبي وراش لساني
شكراً لأنْعُمِكَ التي أعْلَتْ يدي / حتَّى تَذَبْذَبَ دونها الفجران
فاسْلَمْ على أخْذِ الزمانِ وَتركِهِ / قَمَرَ النديّ وفارسَ الميدان
واطلبْ أميرَ المؤمنينَ لعزَّةٍ / قعْساء بينَ الأمنِ والإيمان
وقولَّهُ في عَهْدِ كلّ سياسةٍ / هو أوَّلٌ فيها وأنتَ الثاني
وتسنَّما خُطَطَ الفَخارِ وأنتما / أَخَوَان أو قلباكما أخوان
النوم بعدكمُ عليّ محرّم
النوم بعدكمُ عليّ محرّم / من ذا ينام وقلبه يتضرّم
ماء الحياة وقد نأيتم آسن / ريق ووجه الدهر أسحم مظلم
قد بان عني الصبر لما بنتم / فالوجد ينجد في الفؤاد ويتهم
أجريتم دمعي دماً لفراقكم / ظلماً وقلتم ما له لا يكتُم
ما كان اكتمني لسري قبل أن / تكف الدموع كأنهنَّ العندم
فإذا شهدت جماعة واعتادني / تذكاركم فاضت دموعي تسجم
فبحقكُّم من ذا يعاين أدمعي / تنهلّ إلّا قال هذا مغرم
حملتموني ثقل بينكم ألم / تتبينّوا ألا أطيق فترحَّموا
عاقبتموني في الهوى بذنوبكم / لقد استطعتم إذ قدرتم فاعلموا
أتَظلمّونَ وتظلمون بجهدكم / ومن العجائب ظالم متظلم
أعتبتم فعتبتم وأطعتم / وعصيتم ووصلتم فهجرتم
قد كان لي في هجركم أو أنَّني / أقوى عليه من السلامة سلم
ولقد علمتم أنني قد رمته / فغضبت فافعلوا ما شئتم
أنتم مناي وفيتم أو خنتم / ولكم هواي دنوتم أو بنتم
يا حبذا أم الوفاء وان جفت / وتغيرت فهي التي لا تسام
وهي التي انفردت فؤادي كله / ولطالما قد كان وهو مقسم
أسدٌ ولو أنّي أنا
أسدٌ ولو أنّي أنا / قِشُهُ الحسابَ لقلتُ صَخْرهْ
وكأنَّه أسدُ السَّما / ءِ يمجُّ منْ فيه المجرَّهْ
لا تَسْتَرِب منْ ذا النحولِ فإنَّهُ
لا تَسْتَرِب منْ ذا النحولِ فإنَّهُ / صدأٌ أصابَ الصارمَ المصقولا
فالبدرُ يُكْسَف في عُلُوِّ مكانِه / والوَعْكُ يَدْخُلُ للهزبرِ الغِيلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025