القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُتوَكِّل اللّيثي الكل
المجموع : 9
للغانياتِ بِذي المَجازِ رُسومُ
للغانياتِ بِذي المَجازِ رُسومُ / فَبِبَطنِ مَكّةَ عهدُهنَّ قَديمُ
فَبمَنحر الهَدي المقَلدِ مِن مِنى / جُدَدٌ يلُحنَ كَأَنَّهُنَّ وشومُ
هِجنَ البكاءَ لِصاحِبي فزَجرتُهُ / وَالدَّمعُ مِنه في الرِّداءِ سُجومُ
قال اِنتَظِر نَستَحفِ مَغنَى دِمنَةٍ / أَنَّى اِنتَوَت لِلسائلين رَميمُ
قُلتُ اِنصَرِف إِنَّ السؤالَ لَجاجَةٌ / وَالناسُ منهم جاهِلٌ وَحَليمُ
فَأَبى بِهِ أَن يَستَمِرَّ عَن الهَوى / لِنَجاحِ أَمرٍ لُبُّهُ المَقسومُ
وَالحُبُّ ما لَم تَمضيَن لِسَبيلِهِ / داءٌ تضمَّنَهُ الضُلوعُ مُقيمُ
أَبلِغ رُمَيمَ عَلى التنائي أَنَّني / وصّالُ إِخوان الصَفاءِ صَرومُ
أَرعَى الأمانَة للأمينِ بِحَقِّها / فَيبينُ عَفّاً سِرُّهُ مَكتومُ
وَأَشَدُّ لِلمَولى المُدَفَّعِ رُكنُهُ / شَفَقاً مِن التَعجيزِ وَهوَ مُليمُ
يَنأى بِجانِبه إِذا لَم يفتَقِر / وَعَليَّ لِلخَصمِ الأَلدِّ هَضيمُ
إِنَّ الأَذِلَّةَ وَاللئامَ مَعاشِرٌ / مَولاهُم المُتَهَضّمُ المَظلومُ
وَإِذا أَهنتَ أَخاكَ أَو أَفردتَهُ / عَمداً فَأَنتَ الواهِنُ المَذمومُ
لا تَتَّبِع سُبُلَ السفاهَةِ وَالخَنا / إِنَّ السفيهَ معنَّفٌ مَشتومُ
وَأَقِم لِمَن صافيتَ وَجهاً واحِداً / وَخَليقَةً إِنَّ الكَريمَ قَؤومُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ / عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ
وَإِذا رَأَيتَ المَرءَ يَقفو نَفسَهُ / وَالمُحصَناتِ فَما لِذاكَ حَريمُ
وَمُعيِّري بِالفَقرِ قُلتُ لَهُ اِقتَصِد / إِنّي أَمامَك في الزَمانِ قَديمُ
قَد يُكثِرُ النكس المُقَصِّرِ هَمّهُ / وَيَقِلُّ مالُ المَرء وَهوَ كَريمُ
تَراكُ أَمكنةٍ إِذا لَم أَرضَها / حَمّالُ أَضغانٍ بِهِنَّ غَشومُ
بَل رُبَّ مُعتَرِضٍ رَدَدتُ جِماحَهُ / في رأسِهِ فأقَرَّ وَهوَ لَئيمُ
أَغضى عَلى حَدِّ القَذى إِذ جِئتهُ / وَبأنفِهِ مِمّا أَقولُ وسومُ
أَنضَجتُ كَيَّتُهُ فَظَلَّ منكِّساً / وسطَ النَديِّ كَأَنَّه مأمومُ
متَقَنِّعاً خَزيانَ أَعلى صَوتِه / بَعدَ اللجاجَةِ في الصُراخِ نَئيمُ
أَقصِر فَإِنّي لا يَرومُ عضادتي / يابنَ الجَموحِ مُوَقَّعٌ مَلطومُ
وَإِذا شَرِبتَ الخَمرَ فاِبغِ تَعِلَّةً / غَيري يَئينُ بِها إِلَيكَ نَديمُ
أَنَّى تُحارِبُني وَعودُكَ خِروَعٌ / قَصفٌ وَأَنتَ مِن العَفافِ عَديمُ
ما كانَ ظَهري لِلسّياطِ مظِنَّةً / زَمَناً كأَنّي لِلحُدودِ غَريمُ
قَد كُنتُ قُلتُ وَأَنتَ غَيرُ موفقٍ / ماذا زُوَيملَةُ الضَّلالِ يَرومُ
أَنتَ امرؤٌ ضَيَّعتَ عِرضَكَ جاهِلٌ / وَرَضِيتَ جَهلاً أَن يُقالَ أَثيمُ
إِنّي أَبى ليَ أَن أُقَصِّرَ والِدٌ / شَهمٌ عَلى الأَمرِ القَوي عَزومُ
وَقَصائِدي فَخرٌ وَعِزي قاهِرٌ / مُتَمَنِّعٌ يَعلو الجِبالَ جَسيمُ
وَأَنا امرؤٌ أَصِلُ الخَليلَ وَدونَهُ / شُمُّ الذُّرى وَمَفازَةٌ ديمومُ
وَلَئِن سَئِمتُ وصالَه مادامَ بي / مُتَمَسِّكاً إِنّي إِذَن لَسَؤومُ
لا بَل أُحَيّي بِالكَرامَةِ أَهلَها / وَأذمُّ مَن هوَ في الصَديقِ وَخيمُ
وَبِذاكَ أَوصاني أَبي وَأَنا امرؤٌ / فَرعٌ خزيمةُ معقِلي وَصَميمُ
لا أرفِدُ النُّصحَ امرءاً يَغتَشُّني / حَتّى أَموتَ وَلا أَقولُ حَميمُ
لِمبعِّدٍ قُربي يَمُتُّ بِدونِها / إِنَّ امرءاً حُرِمَ الهُدى مَحرومُ
تَلقى الدَّني يَذُمُّ مَن يَنوي العُلى / جَهلاً ومتنُ قَناتِه مَوصومُ
فِعل المُنافِق ظَلَّ يأبِنُ ذا النُّهى / في دينِهِ وَنِفاقُهُ مَعلومُ
هَذا وَإِمّا أُمسِ رَهنَ مَنيَّةٍ / فَلَقَد لَهَوتُ لَو اَنَّ ذاكَ يَدومُ
بِكَواعِبٍ كالدُرِّ أَخلصَ لَونَها / صَونٌ غُذينَ بِهِ مَعاً وَنَعيمُ
في غَيرِ غِشيانٍ لأمرٍ مَحرَمٍ / وَمَعي أَخٌ لي لِلخَليلِ هَضومُ
وَلَقَد قَطَعتُ الخَرقَ تَحتي جَسرَةٌ / خَطّارَةٌ غِبَّ السُّرى عُلكومُ
مَوّارَةُ الضبعَينِ يَرفَعُ رَحلَها / كَتِدٌ أَشَمُّ وَتامِكٌ مَدمومُ
تَقِصُ الإِكام إِذا عدَت بِملاطِسٍ / سُمرِ المَناسِمِ كلّهنَّ رَثيمُ
مَدفوقَةٌ قُدُماً تَبوَّعُ في السُّرى / أجدٌ مُداخَلَةُ الفَقارِ عَقيمُ
زَيّافَةٌ بمقَذِّها وبليتِها / مِن نَضحِ ذِفراها الكُحَيلُ عصيمُ
وَجناءُ مُجفِرَةٌ كَأَنَّ لُغامَها / قُطنٌ بِأَعلى خَطمِها مَركومُ
أَرمي بِها عُرضَ الفَلاةِ إِذا دَجا / لَيلٌ كَلَونِ الطَّيلسانِ دَهيمُ
تهدي نجايبَ ضُمَّراً وَكَأَنَّما / ضَمِنَ الوَليَّةَ وَالقتودَ ظَليمُ
مُتَواتِراتٍ تَعتلينَ ذواقِنا / فَكأَنَّهُنَّ مِن الكَلالَةِ هِيمُ
وَلَها إِذا الحِرباءُ ظَلَّ كَأَنَّهُ / خَصمٌ يُنازِعُهُ القُضاة خصيمُ
عَنسٌ كَأَنَّ عِظامَها مَوصولَةٌ / بِعِظامِ أُخرى في الزِّمامِ سَعومُ
وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ يَحمِلُ شِكَّتي / طِرفٌ أَجَشُّ إِذا وَنينَ هَزيمُ
رَبِذُ القَوائِمِ حينَ يَندى عِطفُه / وَيَمورُ مِن بعدِ الحَميمِ حَميمُ
يَنفي الجِيادَ إِذا اِصطَكَكنَ بِمأزِم / قَلِقُ الرِّحالَةِ وَالحِزامِ عَذومُ
وَإِذا عَلت مِن بَعدِ وَهدٍ مَرقَباً / عَرضت لَها دَيمومَةٌ وَحُزومُ
يَهدي أَوائِلَها المُوَقَّفُ غُدوَةً / وَيَلوحُ فَوقَ جَبينِه التسويمُ
طالَت قَوائِمُه وَتَمَّ تَليلُه / وَاِبتَزَّ سائِرَ خَلقِه الحَيزومُ
مُسحَنفِرٌ تُذري سَنابِكُه الحَصى / فَكأنَّ تَذراهُ نَوىً مَعجومُ
ذو رَونَقٍ يَذري الحِجارَةَ وَقعُهُ / وَبِهِنَّ للمتوسِّمينَ كُلومُ
فَكأَنَّهُ مِن ظَهرِ غَيبٍ إِذ بَدا / يَمتَلُّ هَيقٌ في السرابِ يَعومُ
هَزِجُ القِيادِ أمرَّ شَزراً هَيكَلٌ / نَزِقٌ عَلى فأسِ اللِّجامِ أزومُ
يَهوي هَويَّ الدلوِ أسلمها العُرى / فَتَصَوَّبت وَرِشاؤُها مَجذومُ
مُتَتابِعٌ كَفِتٌ كَأَنَّ صَهيلَهُ / جَرسٌ تَضَمَّنَ صَوتَهُ الحُلقومُ
صُلبُ النسورِ لَهُ مَعَدٌّ مُجفِرٌ / سَبِطُ الضلوعِ وَكاهِلٌ ملمومُ
مُتَقاذِفٌ في الشَّدِّ حينَ تَهيجُه / كَتقاذُفِ الحِسي الخَسيف طَميمُ
مِن آلِ أَعوَجَ لا ضَعيفٌ مُقصَفٌ / سَغِلٌ وَلا نَكِدُ النباتِ ذَميمُ
سَلِطُ السنابِكِ لا يُوَرِّعُ غَربَهُ / فَأسٌ أُعِدَّ لَهُ مَعاً وَشَكيمُ
شَنِجُ النسا ضافي السَّبيبِ مُقَلِّصٌ / بِكَظامَةِ الثَّغرِ المَخوفِ صَرومُ
يَرمي بِعَينَيهِ الفِجاجَ وَرَبُّهُ / لِلخَوفِ يقعدُ تارَةً وَيَقومُ
كالصَّقرِ أَصبحَ باليَفاعِ وَلَفَّهُ / يَومٌ أَجادَ مِن الرَبيعِ مُغيمُ
صَرَمتكَ رَيطَةُ بَعدَ طولِ وِصالِ
صَرَمتكَ رَيطَةُ بَعدَ طولِ وِصالِ / وَنأتكَ بعدَ تَقَتُّلٍ وَدَلالِ
عَلِقَ الفُؤادُ بِذكرِ رَيطَةَ إِنَّهُ / شُغُلٌ أُتيحَ لَنا مِن الأَشغالِ
أسَديَّةٌ قذفَت بِها عَنكَ النَّوى / إِنَّ النَّوى ضَرّارةٌ لِرجالِ
بَل حالَ دونَ وِصالِها بَعضُ الهَوى / وَتَبدَّلَت بدَلاً مِن الأَبدالِ
إِنَّ الغَواني لا يَدُمنَ وَإِنَّما / موعودُهُنَّ وَهُنَّ فيءُ ظِلالِ
حاشى حَبيبَةَ إِنَّما هيَ جَنَّةٌ / لَو أَنَّها جادَت لَنا بِنوالِ
خَلطَت مَلاحَتَها بِحُسنِ تَقتُّل / وَفخامَةٍ لِلمُجتَلي وَجَلالِ
صَفراءُ رادِعَةٌ تُصافي ذا الحِجى / وَتَعافُ كُلَّ مُمَزَّحٍ بَطّالِ
زعمَ المُحَدِّثُ أَنَّها هيَ صَعدَةٌ / عَجزاءُ خَدلَةُ موضعِ الخَلخالِ
خَودٌ إِذا اِغتَسلَت رأَيتَ وِشاحَها / فَوقَ البَريمِ يَجولُ كُلَّ مَجالِ
لا تَبتَغي مِقَةً إِذا اِستَنطَقتَها / إِلا بِصِدقِ مَقالَةٍ وَفَعالِ
ليست بآفِكَةٍ يَظَلُّ عَشيرُها / مِنها وَجارُ الحَيِّ في بَلبالِ
أَبلِغ حَبيبَةَ أَنَّني مُهدٍ لَها / وُدّي وَإِن صَرَمَت جَديدَ حِبالي
إِنّي امرؤٌ لَيسَ الخَنا مِن شِيمَتي / وَإِذا نَطقتُ نَطقتُ غَيرَ عيالِ
نَزلت حَبيبَةُ مِن فُؤادي شُعبَةً / كانَت حِمىً وَحشاً مِن النُّزَّالِ
وَوَفَت حَبيبَةُ بالَّذي اِستَودَعتُها / وَركائِبي مشدودَةٌ برحالي
لا تَطنُزي بي يا حَبيبُ فَإِنَّني / عَجِلٌ لِمَن يَهوى الفِراقَ زَوالي
كَم مِن خَليلٍ قَد رَفَضتُ فَلَم يَجِد / بَعدي لموضِع سِرِّهِ أَمثالي
أَبدى القَطيعَةَ ثُمَّ راجَع حِلمَهُ / بَعدَ استِماعِ مقالَةِ الجُهّالِ
إِنّي امرؤٌ أَصِلُ الخَليلَ وَإِن نأى / وَأَذُبُّ عَنهُ بِحيلَةِ المُحتالِ
مَن يُبلِني بالوُدِّ يَوماً أجزِهِ / بِالقَرضِ مِثلَ مثالِه بِمِثالي
فَصِلي حَبيبَتَنا وَإِلا فاِصرمي / أَعرِف وَتَقصُرُ خُطوَتي وَسُؤالي
واعصي الوُشاةَ فَقَد عَصَيتُ أَقارِبي / وَوَصَلتُ حَبلَكِ واِرعوى عُذّالي
مَن تُكرمي أُكرِم ومن يَكُ كاشِحاً / يَعلَم وَراءَكِ بالمَغيبِ نِضالي
بَل كَيفَ أَهجُركم وَلَم تَرَ مِثلَكُم / عَينَيَّ في حَرَمٍ وَلا إِحلالِ
أَنتِ المُنى وَحَديثُ نَفسي خالياً / أَهلي فِداؤُكِ يا حَبيبُ وَمالي
هَل أَنتِ إِلّا ظَبيَةٌ بخَميلةٍ / أَدماءُ تَثني جيدَها لِغَزالِ
تُسبي الرِّجالَ بِذي غُروبٍ بارِدٍ / عَذبٍ إِذا شرعَ الضَّجيعُ زُلالِ
كالأُقحُوانِ يَرِفُّ عَن غِبِّ النَّدى / في السَّهلِ بَينَ دَكادِكٍ وَرِمالِ
وَإِذا خَلوتَ بِها خلوتَ بِحُرَّةٍ / رَيّا العِظامِ دَميثَةٍ مِكسالِ
نِعمَ الضَجيعُ إِذا النُّجومُ تغوَّرَت / في كُلِّ لَيلَةِ قرَّةٍ وَشمالِ
تُصبي الحَليمَ بعينِ أَحوَر شادِنٍ / تَقرو دوافِعَ رَوضَةٍ مِحلالِ
وَبواضِحِ الذِّفرى أَسيلٍ خَدُّهُ / صَلتِ الجَبينِ وفاحمٍ مَيّالِ
وَبِمعصَمٍ عَبلٍ وَكفّ طَفلَةٍ / وَروادفٍ تَحتَ النِّطاقِ ثِقالِ
أَسَدِيَّةٌ يَسمو بِها آباؤُها / في كُلِّ يَومِ تَفاخُرٍ وَنِضالِ
بَينَ القصيرَةِ وَالطويلَةِ بَرزَةٌ / لَيسَت بِفاحشَةٍ وَلا مِتفالِ
كالشمسِ أَو هِي أَسوى إِذ بَدَت / في الصَّحوِ غِبّ دُجُنَّةٍ وَحِلالِ
إِن تُعرِضِي عَنّا حَبيبُ وَتَبتَغي / بَدلاً فَلَستُ لَكُم حَبيبُ بقالي
هَل كانَ ودُّكِ غَيرَ آلٍ لامِعٍ / يَغشى الصُّوى وَيَزولُ كُلَّ مَزالِ
قَد كانَ في حِجَجٍ مضينَ لِعاشِقٍ / طَلَبٌ لِغانيَةٍ وَطولُ مِطالِ
أَسَئِمتِ وَصلي أَم نَسيتِ مَودَّتي / إِيّاكِ في حِجَجٍ مضينَ خَوالِ
إِلا يَكُن وُدّي يُغيِّرهُ البِلى / وَالنأيُ عَنكِ فَإِنَّ وُدَّكِ بالي
مَنَّيتِني أُمنيَّةً فَتَرَكتُها / وَرَكبتِ حالاً فاِنصرفتُ لِحالي
يا صاحِبَيَّ قِفا عَلى الأَطلالِ / أَسَلِ الديارَ وَلا تَرُدُّ سُؤالي
عَن أَهلِها إِنّي أَراها بُدِّلَت / بقَرَ الصَّريمَةِ بَعدَ حَيّ حلالِ
قَد كُنتُ أَحسِبُ أَنَّني فيما مَضى / مَن يَسلُ أَو يَصبِر فَلَستُ بِسالي
تَمشي الرئالُ بِها خَلاء حولَها / وَلَقَد أراها غَيرَ ذاتِ رِئالِ
فَسَقى مساكِنَ أَهلِها حَيثُ اِنتوَت / صَوبُ الغَمامِ بواكِفٍ هَطّالِ
رَدَّ الخَليطُ جِمالَهم فَتَحَمَّلوا / لِلبَينِ بَعدَ الفَجرِ والآصالِ
وَحَدا ظعائِنَهم أَجَشُّ مشَمِّرٌ / ذو نيقَةٍ في السيرِ وَالتَّنزالِ
رَفَعوا الخُدورَ عَلى نَجايبَ جِلَّةٍ / مِن كُلِّ أَغلبَ بازِلٍ ذَيّالِ
مُتَدافِعٍ بالحملِ غَيرَ مواكِلٍ / شَهمٍ إِذا اِستَعجلته شِملالِ
يَرمي بِعَينيهِ الغُيوبَ مُفَتَّلٍ / رَحبِ الفُروجِ عُذافِرٍ مِرقالِ
طَرَقَت حَبيبَةُ وَهيَ فيهم موهنِاً / إِنَّ المُحِبَّ مُخالِطُ الأَهوالِ
فاِشتَقتُ وَالرجلُ المُحِبُّ مُشَوَّقٌ / وَجَرى دُموعُ العَينِ في السِّربالِ
لَم تَسرِ لَيلَتها حَبيبَةُ إِذ سَرَت / إِلا لتَشغَفَنا بطَيفِ خَيالِ
أَنّى اِهتَديتِ لفتيَةٍ غِبَّ السُّرى / قَد خَفَّ حِلمُهُم مَعَ الإِرمالِ
متوسِّدي أَيدي نَواعِجَ ضُمَّرٍ / مُتَضَمِّناتِ سآمةٍ وَكَلالِ
وَضعوا رِحالَهُم بخَرقٍ مجهَلٍ / قَمنٍ مطالِعُهُ مِن الإِيغالِ
تَرمي خيامَهُم شَمالٌ زَعزَعٌ / وَتَطيرُ بَينَ سَوافِلٍ وَعَوالِ
مِن كُلِّ ممهولِ اللبانِ مقَلِّصٍ / ذي رونَقٍ يَعلو القيادَ طِوالِ
يَرقى وَيَطعَنُ في العِنانِ إِذا اِنتَهى / منه الحَميمُ وَهَمَّ بالإِسهالِ
لأياً بلأيٍ ما ينالُ غُلامُنا / مِنهُ مَكانَ مُعَذَّرٍ وَقَذالِ
في ضُمَّرٍ لَم يُبقِ طولُ قيادِنا / مِنهنّ غَيرَ جَناجِنٍ ومحالِ
يَردينَ في غَلَسِ الظَلامِ عَوابِساً / صُعرَ الخُدودِ تَكَدُّسَ الأَوعالِ
وَيُرينَ مِن خَلَلِ الغُبارِ إِذا دَعا / داعي الصَباحِ كَأَنَّهُنَّ مَغالي
وَالمَشرَفيَّةُ كُلُّ أَبيَضَ باتِرٍ / مِنها وآخَرُ مُخلَصٍ بِصِقالِ
إِذ لا تَرى إِلا كَميّاً مُسنَداً / تَحتَ العجاجِ مُلَحَّبِ الأَوصالِ
وَالخَيلُ عَقرى بَينَ ذاكَ كَأَنَّما / بِنُحورِها نَضحٌ مِن الجِريالِ
لِلطَّيرِ مِنها وَالسِّباعِ ذَخيرَةٌ / في كُلِّ مُعتَركٍ لَها وَمَجالِ
تُدني رِجالاً مِن مَواطِنَ عِندَها / أَجرٌ وَمُنقَطِعٌ مِن الآجالِ
إِنّا أُناسٌ تَستَنيرُ جُدودُنا
إِنّا أُناسٌ تَستَنيرُ جُدودُنا / وَيَموتُ أَقوامٌ وَهُم أَحياءُ
قَد يَعلَمُ الأَقوامُ غَيرَ تَنَحُّلٍ / أَنّا نُجومٌ فَوقَهم وَسَماءُ
قَتَلوا حُسَيناً ثُمَّ هُم يَنعونَهُ
قَتَلوا حُسَيناً ثُمَّ هُم يَنعونَهُ / إِنَّ الزَّمانَ بِأَهلِهِ أَطوارُ
لا تَبعدن بالطّفِّ قَتلى ضُيِّعَت / وَسَقى مَساكِنَ هامِها الأَمطارُ
ما شُرطَةُ الدَّجالِ تَحتَ لِوائِهِ / بِأَضلَّ مِمَّن غَرَّهُ المُختارُ
أَبني قَسِيٍّ أوثِقوا دَجالَكُم / يُجلَ الغُبارُ وَأَنتُم أَحرارُ
لَو كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَ أَخيكُمُ / لَتَوطَّأت لَكُم بِهِ الأَحبارُ
وَلَكانَ أَمراً بَينَنا فيما مَضَى / تَأتي بِهِ الأَنباءُ وَالأَخبارُ
إِنّي لأَرجو أَن يُكَذِّبَ وَحيَكُم / طَعنٌ يَشُقُّ عَصاكُمُ وَحِصارُ
وَيجيئُكم قَومٌ كَأَنَّ سُيوفَهُم / بأَكُفِّهم تَحتَ العَجاجَةِ نارُ
لا يَنثَنونَ إِذا هُمُ لاقَوكُمُ / إِلا وَهامَ كُماتِكُم أَعشارُ
وَردٌ تَظَلُّ لَه السِّباعُ تُطيعُه
وَردٌ تَظَلُّ لَه السِّباعُ تُطيعُه / طَوعَ العُلوجِ تَلينُ للإِسوارِ
أَرأَيتَ إِن أَهلَكتُ ماليَ كُلَّهُ
أَرأَيتَ إِن أَهلَكتُ ماليَ كُلَّهُ / وَتَرَكتُ مالَكَ فيمَ أَنتَ تَلومُ
لَسنا وَإِن أَحسابُنا كَرُمَت
لَسنا وَإِن أَحسابُنا كَرُمَت / مِمَّن عَلى الأَحسابِ يَتَّكِلُ
نَبني كَما كانَت أَوائِلُنا / تَبني وَنَفعَلُ مِثلَ ما فَعَلوا
الشِّعرُ لُبُّ المَرءِ يعرِضُه
الشِّعرُ لُبُّ المَرءِ يعرِضُه / وَالقَولُ مِثلُ مَواقِعِ النَّبلِ
مِنها المُقَصِّرُ عَن رميَّتِهِ / وَنَوافِذٌ يُذهِبنَ بالخَصلِ
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ / هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا / كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَنا / أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ
فابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَن غَيِّها / فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَلُ ما تَقولُ وَيَهتَدي / بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ / عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025