وَلَهُ مَكارِمُ أَرضُها مَعلومَةٌ / ذاتُ الطُّوى وَلَهُ نُجومُ سَمائِها

حَيِّ الدِيارَ بِمُنشِدٍ فالمُنتَضى / فالهَضبِ هَضبِ رَواوَتَينِ إِلى لأى
لَعِبَ الزَمانُ بِها فَغَيَّرَ رَسمَها / وَخَريقُهُ يُغتالُ مِن قَبلِ الصَبا
فَكأَنَّها بَلِيَت وَجوهُ عِراصِها / فَبَكَيتُ مِن جَزَعٍ لما كَشَفَ البِلى

إِنّي دَعَوتُكَ إِذ جُفيتُ وَشَفّني / مَرَضٌ تَضاعَفَني شَديدُ المشتَكى
وَحُبِستُ عَن طَلَبِ المَعيشَةِ وارتَقَت / دوني الحَوائِجُ في وُعورِ المُرتَقى
فَأَجِب أَخاكَ فَقَد أَنافَ بِصَوتِهِ / ياذا الإِخاءِ وَيا كَريمَ المُرتَجى
وَلَقَد حُفيتَ صَبيبَ عُكّةِ بَيتِنا / ذَوباً وَمِزتُ بصّفوِهِ عَنكَ القَذى
فَخُذِ الغَنيمَةَ واغتَنِمني إِنَّني / غُنمٌ لِمثلِكَ وَالمَكارِمُ تُشتَرى
لا تَرمِيَنَّ بِحاجَتي وَقَضائِها / ضَرحَ الحِجابِ كَما رَمى بي مَن رَمى

مَن ذا رَسولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ / عَنّي عُلَيَّةَ غَيرَ قيلِ الكاذِبِ
إِنّي غَرَضتُ إِلى تَناصُفِ وَجهِها / غَرَضَ المُحِبِّ إِلى الحَبيبِ الغائِبِ

طَرَقَت عُلَيَّةُ صُحبَتي وَرِكابي / أَهلاً بِطَيفِ عُلَيَّةَ المُنتابِ
طَرَقَت وَقَد خَفَقَ العَتومُ رِحالَنا / بِتَنوفَةٍ بَهماءَ ذاتِ خَرابِ
فَكأَنَّما طَرَقَت بِرَيّا رَوضَةٍ / مِن رَوضِ عَوهَقَ طَلَّةٍ مِعشابِ

وَمُكاشِحٍ لَولاكَ أَصبَحَ جانِحاً / لِلسِّلمِ يَرقى حَيَّتي وَضِبابي

بِاللَهِ رَبِّكَ إِن دَخَلتَ فَقُل لَهُ / هَذا ابنُ هَرمَةَ واقِفاً بالبابِ

نَبكي عَلى دِمَنٍ وَنؤيٍ هامِدٍ / وَجَواثِمٍ سُفعِ الخُدودِ رَواكِدِ
عُرِّينَ مِن عقبِ القُدورِ وَأَهلِها / فَعَكَفنَ بَعدَهُمُ بِهابٍ لابَدِ
فَوَقَينَهُ عَبَثَ الصِبا فَكأنَّهُ / دَنِفٌ يَرنُّ الدَمعَ بَينَ عَوائِدِ

وَأَرى الهُمومَ تَحَضَّرَتني مَوهناً / فَمَنَعنَني فَرشي وَلينَ وَسائِدي

فاِسلَم سَلمتَ مِن المَكارِهِ وَالرَدى / وَعِثارِها وَوُقيتَ نَفسَ الحُسَّدِ

انّي نَذَرتُ لَئِن لَقَيتُكَ سالِماً / أَن لا أُعالِجَ بَعدَكَ الأَسفارا

وَبَناتُ نَعشٍ يَستَدِرنَ كَأَنَّها / بَقَراتُ رَملٍ خَلفَهُنَّ جآذِرُ
وَالفَرقَدانِ كصاحبَينِ تَعاقَدا / تاللَهِ تَبرَحُ أَو تَزول عَتايرُ
وَالجَديُ كالرَجُلِ الَّذي ما أَن لَهُ / عَضدٌ وَلَيسَ لَهُ حَليفٌ ناصِرُ
وَتزاوَرَ العَيّوقُ عَن مَجداتِهِ / كالثَورِ يُضرِبُ حينَ عافَ الباقِرُ
وَتَرفَّعَ النِسرانِ هَذا باسِطٌ / يَهوي لسقطَتِهِ وَهَذا كاسِرُ
وَالنَطعُ يَلمَعُ وَالبطَينُ كَأَنَّهُ / كَبشٌ يطَرِّدُهُ لحَتفٍ تائِرُ
وَالحوتُ يَسبَحُ في السَماءِ كسِبحِهِ / في الماءِ وَهوَ بِكُلِّ سبحٍ ماهِرُ
وَكَواكِبُ الجَوزاءِ مِثلُ عَوائِدٍ / تَمري لَهُنَّ قَوادِمٌ وأَواخِرُ
وَكأَنَّ مَرَزمَها عَلى آثارِها / فَحلٌ عَلى آثارِ شَولٍ هادِرُ
وَتَعَرَّضَت هادي السُعودِ كَأَنَّها / رَكبٌ تأوَّبَ بَطنَ تَبعٍ مائِرُ
وَبَدا سُهَيلٌ كالشِهابِ مُشَبِّهٌ / راعٍ عَلى شَرَفِ العَرينَةِ سائِرُ
وَبَدَت نُجومٌ بَينَ ذاكَ كَأَنَّها / دُرٌّ تَقَطَّعَ سِلكُهُ مُتَناثِرُ

يَذرو حَبيكَ البيضِ ذَرواً يَختَلي / غُلفَ السَواعِدِ في طِراقِ العَنبَرِ

وَيَنالُ بالمالِ القَليلِ تَبَرُّعي / فَخماً يَضيقُ بِها ذراعُ المُكثِرِ

جَعَلَ الوَجى بِذِراعِ كُلِّ نَجيبَةٍ / قَيداً أُمِرَّ بِغَيرِ كَفَّيْ فاتِرِ

لا نَبتَغي لَبَنَ البَعيرِ وَعِندَنا / ماءُ الزَبيبِ وَناطِفُ المعصارِ

لِمَ الدِيارُ بحائِلٍ وَالأنبَطِ / آياتُها كَوثائِقِ المُستَشرِطِ

واِقذف بحبلِكَ حيثُ نالَ بأَخذِهِ / مِن عُودِها واِغنَم وَلا تَتَوَسَطِ

جَثَمَت ضَبابُ ضغينتي مِن صَدرهِ / بَينَ النياطِ وَحبلهِ المتأبِّطِ

إِنّي امرؤٌ أَدَعُ الهَوانَ بدارِهِ / كرماً وإِن أُسَمِ المذلةَ أَبعطِ