القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 47
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ / وَحنت عليَّ البانة الهَيفاءُ
وَبَكى الغَمام عَليَّ مِن أَسَف وَقَد / كادَت تُمَزق طَوقَها الوَرقاءُ
ماذا تُريد الحادِثات مِن امرئ / مِن جُندِهِ الشعراء وَالأُمَراءُ
دَعها تَمُدّ كَما تَريد شِباكَها / فَلَرُبَما عَلَقت بِها العَنقاءُ
أَنا ذَلِكَ الصل الَّذي عَن نابِهِ / تَلوي المَنون وَتلتَوي الرَقطاءُ
وَفَمي هُوَ القَوس الأَرنّ وَمقولي / الوتر الشَديد وَأَسهُمي الانشاءُ
فكر ينظم في البَديع فَرائِداً / مِن دونِها ما يُلفظ الدأماء
لَو لَم يَكُن حَظي أَضاع فَضائلي / لتضوّعت بِأريجها الأَرجاءُ
وَلع الزَمان وَأهله بَعداوتي / ان الكرام لَها اللئام عداءُ
أَتحطّ قَدري الحادِثات وهمتي / مِن دونها المَريخ وَالجَوزاء
هَيهات تَهضم جانبي وَعَزائمي / مِثل البَواتر دَأبها الإِمضاءُ
صَبراً عَلى كَيد الزَمان فَإِنَّما / يَبدو الصَباح وَتَنجَلي الظَلماءُ
أَنا وَالمَعالي عاشِقان وَطالَما / وَعد الحَبيب فَعاقَهُ الرقباءُ
لَو كانَت الأَقدار يَوماً ساعَدَت / مثلي لَخافَت سَطوَتي الخَلفاءُ
وَأُرت بِالخَيل السَوابق عَثيرا / تَعمى إِذا اكتحَلَت بِهِ الزَرقاءُ
ثُم اِنتَضيت مِن البُروق صَوارِماً / فَرقاً تراها المُقلة العَمياءُ
وَهَززت لِلمَوت الزؤام عَوامِلاً / صَمّاً لِمَوقع طَعنِها إِصغاءُ
وَرَميت أَكباد المُلوك باسهم / مَثل الأَراقم ما لَهُنَّ رقاءُ
أَو كنت مِن أَهل الثَراء غَدَت يَدي / بِالجود وَهِيَ سَحابة وَطفاءُ
وَأَمال لي المال الذُرى فَسَموتَها / وَإِذا بخلت فَإِنَّني المِعطاءُ
وَإِذا جبنت فَأَنَّني لَيث الشَرى / أَو فهت قالوا هَكَذا البَلغاءُ
وَأَتى الزَمان مُسالِماً فَصُروفه / وَبَنوه عِندي وَالعَبيد سِواءُ
وَإِذا الآله أَرادَ خَيراً بِامرئ / أَلقَت أَزمتها لَهُ النَعماءُ
وَلَقَد بَلَوت العالمين فَلَم أَجِد / ذا ثَروة يَوماً وَفيهِ رَجاءُ
وَلَئن قَصَدت كَريمَهُم بِقَصيدة / يَوماً فَمدح المَدح منهُ عَطاءُ
أًفنيت عُمري في طلاب أَولى النَدى / متعللاً بِعِسى يجاب نِداءُ
وَأَضلَني داعي الشَبيبة وَالصبا / ان الشَبيبة فَتنة صَماءُ
غَضت عَن العَلياء طَرفي بُرهة / ثُم اِنجَلَت عَن ناظري الأَقذاءُ
فَعلمت أَن الأَكرَمين هُم الأُلى / شَرَفوا وَباقي العالمين هَباءُ
لَم يَبقَ غَير بَني النَبيّ مُحَمد / في الأَرض مَن يُعزي إِليهِ سَخاءُ
قَومٌ هَمَت جَدواهُم وَبِمَدحِهم / في كُلِ وادٍ هامَت الشُعراءُ
وَلَو اِقتَدَحَت زِناد فكرك فيهم / لأَراكَ وَصف علاهم الايراءُ
ان لم يجزك ابن النَبي لمانع / ان الشَفاعة مِن أَبيه جَزاءُ
وَلَقَد أَجَلُّ مَدائحي وَأَصونها / عَن غَيرِهم وَتَصونني العَلياءُ
فَهِيَ الكَواكب لا ترام وَمالَها / إِلّا ابن عَون في الوجود سَماءُ
ملك سَما سُلطانَهُ وَتَقاصَرَت / عَنهُ المُلوك لِأَنَّها أَسماءُ
وَلو اِرتَقوا يَوماً لأَخمصه اِنتَهوا / لِمَراتب ما فَوقَهنَّ عَلاءُ
وَصلتهُ أَبكار العَلاء كَواعِباً / مِن قَبل ما وَصلتهم الشَمطاءُ
ذكرى لَهُم عَبث أَذا ذَكر اسمَهُ / ما لِلنُجوم مَع الصَباح بَقاءُ
رذ بحر جَدواه يُنلك جَواهِراً / وَدَع السُيول فَاِنَهُنَّ غَثاءُ
ضربت سرادقها المَهابة فَوقَهُ / فَإِذا بَدا بادَت بِهِ الأَعداءُ
تَخشى الأُسود الغلب سَطوة بَأسَهُ / أَبَداً كَما تَخشى الأُسود الشاءُ
وَتَهابَهُ شمّ الأُنوف لِطول ما / شئت عَلَيها الغارة الشَعواءُ
عَزم كَما يَمضي القَضاء وَهمة / كَالدَهر لا أَمَدٌ وَلا اِستقصاءُ
يَخشى وَيرجى سَيفه وَنَواله / ما لاحَ بَرقٌ أَو هَمَت أَنواءُ
وَتَراه يَختَرط الحسام براحة / سالَ النضار بها وَقام الماءُ
فَإِذا حبا أَحيَ بِفَيض غَمامه / وَإِذا سَطا شَقيت بِهِ الأَحياءُ
يا أَيُّها الملك المُفدّى دَعوة / يا مَن لَديهِ لا يَخيبُ دُعاءُ
أَولَيتني الآلاء ثُمَ تَرَكتَني / مِثل الَّذي حَلّت بِهِ اللأواءُ
ما كانَ ذا أَملي الَّذي أَملتهُ / فيكُم وَأَنتُم سادة كُرماءُ
أَوَ لَستمُ أَدرى بِما كُنتُم بِهِ / تعدونني وَمَتى يَكون أَداءُ
إِن كانَ دائي سوء حَظي رُبَما / يَشقى الفَصيح وَتَنعم العَجماءُ
وَالشَمس تُشرق في السَماء وَطالَما / بالغيم قَد حجبت لَها أَضواءُ
وَالأَرض واحدة وَلَكن رُبَما / تَظما الرياض وَتَرتَوي الصَحراءُ
لَكن أَحكام الآله بِذا قَضَت / يَعطى الغَبيّ وَتحرم الفَصحاءُ
يا خَير مَن غرَرُ المَكارم تَنتَمي / لندى يَديه وَتَعتَزى الأَنداءُ
لا تَحسَبَنّي بِالوَضيع مَكانة / في القائِلين وَما أَقول هُذاءُ
لَئِن اِنتَمى لَكَ كُل فعل في اللقا / فَقَد اِنتَمى لي القَول وَالالقاءُ
وَسَليقَتي تلكَ الَّتي أَبَداً لَها / كَحسامك الماضي الحَديد مضاءُ
أَنتَ الَّذي شَهد السَحاب لِجوده / وَأَنا الَّذي شهدت لي الأُدَباءُ
لي في اِمتِداح علاك باع طائل / أَبَداً وَأَنتَ لَكَ اليَد البَيضاءُ
مني المَدائح وَالمَنائح مِنكُم / لا غبنَ ان كِلَيهما آلاءُ
تَعتاض مِن بَذل النضار جَواهِراً / هَذا بِذاك وَفي البَقاء نَماءُ
رفقاً وَرَعياً لِلحُقوق فَإِنَّما / بِالزَهر تَزهو الرَوضة الغَناءُ
ما زلت أَجلو وَصفكم حَتّى بَدا / كَالشَمس لا رَمزٌ وَلا إِيماءُ
وَحَبوتموني بَعدَها بِقَطيعةٍ / أَكَذا يَكون تَكرّمٌ وَحَباءُ
مِن لي بِحَظ الأَغبياء فعلتي / عزَّ الدَواءُ لَها وَجلَّ الداءُ
أَقسَمت بِالبَيت الحَرام وَزَمزم / وَالمشعرين وَما حَواه حَراءُ
اني أَراكُم خَيرَ مِن وطئ الثَرى / فيمَن أَراه وَما لَكُم نظراءُ
محضتكم صَفوَ الوِداد محبة / فيكم وَفي مثلي يَكون وَفاءُ
لا تَحسَبوا أَني نَسيت عهودَكُم / فوداد مثلي لَيسَ فيهِ جَفاء
وَأَرى المُلوك فَإِن أَرَدت مَديحَهُم / أَغدو كَأَنّي أَبكَمٌ فَأَفاء
وَتَطيعني الغرر الشَوارد فيكُم / فَكَأَنَّها مِن وَصفكم املاءُ
وَلَقَد بَعَثت اليكم بيتيمة / غَرّاءَ لَيسَ كمثلها غَرّاءُ
كَالشَمس تَمحو الشُهب طَلعَتها وَقَد / تلغى القباح وَتذكر الحَسناءُ
وَلَئن بَقيت مدحتكم بِقَلائد / تَعنو لِفَصل خطابها الخَطباءُ
وَلأُثنينَّ عَلَيكُمُ بِفَرائد / تَبقى وَإِن أَفنى يَدوم ثَناءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ / وَسناً تبلج ساطِعاً بِسَناءِ
وَكَواكب كَمواكب بسعودها / قرنت دراريها بَدر ثَناءِ
جاري جَواريها نَظيم قَلائدي / وَجَلا ذُكاءَ بِها بَهاءُ ذَكائي
مِن بَعد ما عدل التَمني في السَرى / عَن مَنهج أَندى مِن الأَنداءِ
يممته ومذ اهتديت أَخذت في / حُسن الرَجاء بِأَحسن الأَرجاءِ
وافيت كَالصادي لِبَحر واسمه / مَنصور يحيى حَيث يَحيا الطائي
ذاكَ الَّذي طَلَعَت نُجوم سُعوده / بِصعوده لِمَنازل العَلياءِ
وَتَسابَقَت فيهِ المَعاني سَبقها / في مَدحِهِ وَالسَبق لِلنَعماءِ
أَسفي عَلى السَلف الألى لَو أَكرَموا / بِلِقائِهِ بَشَرتَهُمِ بِبَقاءِ
لَو أَنَّهُم بَصَروا بِهِ لَتَنافَسَت / في وَصفِهِ الأَحياءُ بِالأَحياءِ
وَلَخَلَدوا فيهِ الثَناءَ وَخَلَدوا / لِبَقائِهِ فيهِ لِيَوم لِقاءِ
دانَت لَهُ الدُنيا وَدانَ قَصيها / حَتّى أَحاطَ بِها في الدأماءِ
ورث الأَكارم في المَكارم وَاِقتَدى / بَعدَ السَحاب بِهِ أَولو الآلاءِ
فَهُوَ المُشير إِلى الغَوادي بِالنَدى / لاعانة العاني بَغَير نِداء
ارسلت مِن نَظمي إَلَيهِ تَشَكُراً / بِفَرائد تَزهو عَلى الزَهراءِ
يا لَيتَني مِن يمنه وَيَساره / في راحة تُرجى بِدون عَناءِ
كَم حَلَ في الميزان بَدر فَاِرتَقى / بِكَمالِهِ لِكَواكب الجَوزاءِ
أَرجو مِن المَولى الكَريم بِفَضلِهِ / نَقلي مِن الأَموات لِلأَحياءِ
وَأَريد مِن زَمَني تَنقل طالِعي / بِمَنازل السَراء لا الضَرّاءِ
أَجري وَأَجري لا يوازن راحَتي / إِن قَسَت كُل سَعادة بِشَقاءِ
فَأَنحت بِالباب الكَريم مَطيَتي / متفيئاً مِنهُ بظل وَفاءِ
فَإِذا العِناية صادَفتني أَسرَعت / بإِغاثتي مِن شَدة لرخاءِ
وَجَلَوت مِن غُرر البَديع أهلة / كَسوابق في حَلبة الغَلواءِ
لا زلت يا اِبنَ الأَكرَمين مُمتِعاً / وَبَني أَبيك السادة الكَرماءِ
ما دامَ لِلبَدر الكَمال تمده / شَمس النَهار بِباهر الأَضواءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ / لحمى الوفود وَأَطيب الأَرجاءِ
نَطوي المَنازل وَالبِلاد تَشَوقاً / لِلنازِلين بِتونس الخَضراءِ
المُكرَمين لِمَن أَتاهُم وافِداً / وَالمنعمين بأَوفر النَعماءِ
قَوم إِذا أَمّ الغَريب ديارهم / رَفَعوه فَوقَ مَناكب الجَوزاءِ
وَهُم الكِرام وَمِن بِحُسن صِفاتهم / تَطوي المطيّ سَباسبَ البَيداءِ
وَهُم الذينَ لَهم أَيادٍ في الوَرى / تَدني البَعيد لَها بذكر النائي
وَهُم النُجوم تحف بِالبَدر الَّذي / يَعلو سَناه فَوقَ كُل سَماءِ
بحر المَكارم مَورد الجَدوى وَمِن / فَضح الحيا بنداه في الأَحياءِ
أَضحى نَوال يمينه بَينَ الورى / مُتَفَرِقاً في جَمع كُل ثَناءِ
صارَت مَواهبه مَطايا ذكره / وَسَمَت عَطاياه عَطايا الطائي
ذكرٌ جَميل في البِلاد كَأَنَّهُ / يَدعو بَني الآمال بالايماءِ
فَأَتيت مُمتَدِحاً لِأَحمَد عَودَتي / بِنداه بَينَ الساكني البَطحاءِ
أَحسَنت ظَني فيهِ أَن سَيعيدني / أَزهو بِما يولي مِن الآلاءِ
لا زالَ في عزّ يَدوم ورفعة / تَسمو بَهمته لِكُل عَلاءِ
وَكَذاك لا برحت مَواهب كفه / بَينَ الوَرى تَشفي مِن البَرحاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ / وَعَليكَ مِن حُسن الثَناء لِواءُ
سر في سُرور بَينَ أَعلام الهُدى / بِالعزّ يَرفعها سناً وَسَناءُ
لِنَرى الجَواري المُنشئات وفَوقها / بَحر النَوال وَدونَها الدَأماءُ
وَقِلاعها مَثل القِلاع شَواهق / تَحتَ البُنود وَمشيها خَيلاءُ
تَتَنفس الصَعداء مِن ظَمإٍ بِها / فتعلها مِن جودك الأَنداءُ
تجري عَلى عَجل يَكاد زَفيرها / يَرقى إِلى الأَفلاك لَولا الماءُ
تَرمي مَصابيح السَماء بِمثلها / شَرراً وَيمنعها الوصول هَواءُ
تَسري الكَواكب كَالمَواكب دونَها / فَتَجوز مَجرى تَحتَهُ الجَوزاءُ
تَنسابُ مثل الصَل فوقَ الماء قَد / تبعتهُ مِنهُ حَية رَقطاءُ
كَالنَجم ذي الذَنب الَّذي يَجري عَلى / نَهر المَجَرة لَو لَهُ ضَوضاءُ
كَالسُحب في الجَو المُحيط شواظها / جون وَمُضطَرم اللَهيب ذَكاءُ
تَلقى بِأَمثال الصَواعق صوتَها / كَالرَعد قَد قذَفَت بِها الأَنواءُ
وَكَأَنَك البَدر المُنير وَحَولَهُ / زَهر الدراري وَالسَفين سَماءُ
تَجري ببرّ فَوقَ بَحر خَضرم / كَنواله لَو كانَ فيهِ سَخاءُ
وَتؤمّ خَير المُرسلين محمدا / وَلهاً بِأَنوار السَعيد هداءُ
ملك تَتوَّج بِالوَقار عَلَيهِ مِن / حلل المَهابة وَالكَمال رِداءُ
يَسعى إِلى الحَرَم الشَريف مُسربلا / بِخُشوعه وَأَمامه الأَضواءُ
في طاعة الرَحمَن نَحوَ رَسوله / قَصد القُبول وَفي القُبول جَزاءُ
قَد أَمّ مهبط وَحيه مِن يَثرب / لِلهاشميّ تظله الآلاءُ
وَسحائب الغُفران تقطر فوقه / وَأَمامه الرُضوان حَيث يَشاءُ
وَلأَعظم القربات وَالطاعات قَد / بعثتَهُ تلك الهمة القَعساءُ
أَرضى ابن هاشم حينَ يمم أَرضه / وَثَواب مَن أَمَّ النبيّ رضاءُ
وَجبت شَفاعته لزائر قبره / وَكَذا الحَديث وَفي الحَديث شِفاءُ
يا أَيُّها الملك المهاب وَمن عنت / لجلاله الأُمراء وَالوزراءُ
سِر في سُرور نَحوَ مَن سارَت لَهُ / شمّ الأَنوف السادة الخُلفاءُ
وَلَديكَ أَعلام القُبول خَوافق / وَعَليكَ مِن تلكَ الديار ثَناءُ
شوقت أَرض المُصطفى فعيونها / كَقلوب أَهليها اليك ظماءُ
فَاِستجل أَنوار النَبي محمد / وَالعود أَحمَد وَالهموم جَلاءُ
لا زلت بِالملك الجليل مُتَوجاً / تَلقى اليك زمامها العَلياءُ
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات / بِاليَمنِ وَالإِقبال وَالبَرَكاتِ
أَهلاً وَسَهلاً بابن بنت محمد / نَجل الحُسين وَمَعدَن الحَسَنات
أَهلاً بِزَهرة فرع أَصلٍ طاهِرٍ / غَرَستَهُ أَيدي الوَحي وَالآيات
شَرف عَلى الشُهب المُنيرة مُشرف / مُترفع عَن عَرضة الشُبهات
نَسب قَد اِنتَظَمَت عُقود جمانه / بِيد التَعفف لا يَد الشَهوات
وأَورمة طابَت فُروع أُصولها / رَفَعَت بِأَسناد وَصدق رواة
تلكَ الَّتي غَرَسَ النَبي لِدَوحها / فَأَتت بِكُم مِن أَطيَب الثَمَرات
وَأَتت بِكُم كَالزَهر فَوقَ غُصونه / لَما اِرتَوَت بِسَحائب الرحمات
مِن كُلِ برّ أو رَؤف مِنكُم / بِالناس يَخشى بارئ النَسَمات
ما هَمَكُم إِلّا تَجَنُب شُبهة / أَو صَون عَرض وَاِبتِذال هَبات
منٌّ وَلا مَنٌّ يَشين وَلا أَذى / أَتبعتموه قَط بِالصَدَقات
أَنتُم بَنو الزَهراءِ أَنتُم أَنتُم / أَنتُم مِن اِستَبَقوا إِلى الخَيرات
الخاشعون الراكِعون الساجِدو / ن العاكِفون أَئمة الصَلوات
مِن كُلِ عَبد المهيمن طاعة / وَأَعان عانيه عَلى الطاعات
وَصغى لِداعي اللَه لا اللاهي وَلَم / يَسمَع بسمعته مِن اللَهوات
أَنتُم وَخَير المُرسَلين وَدينه / كَالنور وَالمِصباح وَالمشكاة
الآخذُو خَير المَناقب وَالعُلا / وَالتاركو سَفساف كُل صِفات
الرافعو عَلَم الهُدى وَالخافِضو / أَصواتَهُم وَالصادِقو الكَلِمات
مِن آل بيت طَهروا ما شانهم / رَجس وَلا اِتهموا بِفعل طغات
حَجروا النُفوس عَن المَناهي وَاِهتَدوا / طَوعاً لِأَمر مُنزل الحُجرات
لَولا وَجود بَني الحسين أَولي الهُدى / كُنا كَمَن ساروا بِغَير هداة
خَير البَرية نور أمة أَحمَد / وَسِراجها المُنجي مِن الظُلُمات
جادوا بِما وَجَدوا فَأَصبَح برّهم / في كُل قُطر واكف القطرات
يَنوون ما عَمِلوا بِهِ مِن صالح / لِلّه وَالأَعمال بِالنيات
وَهَبوا وَما أَسَفوا عَلى ما أَذهبوا / كَلا وَلا فَرِحوا بِما هُوَ آت
يا جار خَير المُرسلين وَسبطه / وَسميّه المُتَسم الدرَجات
شرّفت أَرضاً طالَ ما اِشتاقت لَكُم / لَولا الرِباط سَرَت مَعَ النَسَمات
حسرت نِقاب البَشَر عَن وَجه الهَنا / مِن بَعد ذاكَ الوَجد وَالحسرات
غَنّت حَمائمها وَصَفَق نيلها / وَغُصونها رَقَصت عَلى النَغمات
وَرِياضها بِالزَهر حينَ تَتوّجت / لعبت يَد النَسَمات بِالعذبات
فَأَتتكم مِن خَدر فكري غادة / تَمشي عَلى استحياء ذات أَناة
لَما أَتى بِكُم النَسيم مُبَشِراً / يَطوي الربا نَشَرَت شَذا النَفَحات
وَتَقَلَدَت بِصفاتَكُم وَتَوَشَحَت / بِمَديحَكُم وَبَدَت مِن الأَبيات
وَتَنقبت بِعَفافها مُذ أَقبَلَت / تَسعى لِخيرة سادة وُسراة
وَشَدَت سُروراً بِالقُدوم وَأَرخَت / بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
بُشرى بِأَكرَم وافد عَوّذته
بُشرى بِأَكرَم وافد عَوّذته / بِالمُرسلات وَما أَتى في هَل أَتى
وافى بِهِ داعي السُرور مُؤرِخاً / نَجلاً عَليّ النَجم بِالبُشرى أَتى
أَبشر بِهِ كَالبَدر عِندَ كَماله
أَبشر بِهِ كَالبَدر عِندَ كَماله / يَزهو بِأَشرَف طالع مَسعود
قَد جاءَ مَنصوراً وَيحيى فاله / وَسعود كَوكبه سَما بِصُعود
نادى بَشير عَلاه في تاريخه / رفقاً بِأَحمَد نصرت المَولود
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ / وارقى بِسَعدك فوقَ فرق الفَرقَدِ
فَلَكَ المَعالي يا ابنَ عَون فَاِمتَطي / فَلَكَ السَعادة وَالمَحل الأَصعَدِ
وَسد المُلوك فَما اِرتفاعك عَن سُدى / إِذ أَنتَ مِن نسل النَبي مُحَمد
قَد قَلدوك بِسَيف نَصرٍ حَده / ماضٍ لِإِقبال البَقاء السرمد
يَدعو ابن عون نصله في غمده / أَني حسام عِناية فَتَقَلد
وَيَقول أَن زَرع العَدو عَداوة / لا خَيرَ في زَرع إِذا لَم يُحصَدِ
يا اِبن الَّذينَ سَموا وَسادوا في العُلا / وَتَوارَثوها أَمجَداً عَن أَمجَدِ
ما كُنتُ أَحسَب بَعدَ ماضي عَزمَكُم / في المَجد أَن تَتَقَلدوا بِمُنهد
صارَ اِبنُ عَون لِلعناية صاحِباً / إِن سارَ سارَت في سَبيل أَرشَدِ
طابَ المَديح بِهِ فَراوح عرفه / مسك الخِتام وَطابَ عَيش المُبتَدي
بُشرى بِمَولد بَدر تَمّ قَد زَها
بُشرى بِمَولد بَدر تَمّ قَد زَها / وَسَناه أَشرَق فَوقَ فَرق الفَرقَد
وَبَدا لَهُ في العز أَسعَد طالع / تَزهو بِهِ أَنوار حسن المَولد
أَهلاً بِمولود تَباشَرَت العُلا / بِقُدومه وَزَهَت بِطالع أَسَعد
لَو في رِياض المَجد قُلت مُؤرِخاً / لِأَني النَسيمُ مُبَشِراً بِمُحَمَد
يا حسن لَيلتنا الَّتي قَد أَشرَقَت
يا حسن لَيلتنا الَّتي قَد أَشرَقَت / بِبُدور تَمّ في المَحل الأَصعَد
حَفَت بِشَمس مَكارم قَد أَسفَرَت / أَنوارَها عَن حُسن وَجه أَسعَد
وَأَتت تَباشير السُرور مع الهَنا / تَتلو لَنا آيات طيب المولد
نَجل قَد انِجلَت الهُموم مَسَرّة / بِقدومهِ وَزَهَت كَزَهو الفَرقَد
أَكرَم بِمَولود لِأَكرم والد / برِّ وَزَهرة فرع أَصل أَمجَد
لَما جَنى زَهر الهَنا تاريخهُ / أَملى النَسيم بَشارة بِمُحَمَد
قَد زُرت خَير المُرسَلين مُحَمَداً
قَد زُرت خَير المُرسَلين مُحَمَداً / في مَوكب يَسمو بِسَعد محمده
لِلّهِ أَحمَد طَلعة شاهدتَها / مُذ أَرَّخوا شاهدت طلعة أَحمده
إِقبالُ إِقبال وَنَجم مُزهر
إِقبالُ إِقبال وَنَجم مُزهر / بِسعودو وَصعودو مستظهر
في طالع بَعلاً المَنازل قَد سَما / وَسَناه مِن أَوج المَجَرة يَظهَر
وَأَنارَ مِن شَهر الرَبيع هِلالَهُ / وَبَدا كَبَدر مِنهُ أَشرَق نير
وَمِن السَعادة قَد تَجَلَت غرة / أَبهى مِن الفَجر الأَغَر وَأَبهَر
وَبِها جَلا النُور المُبين عيوننا / وَقُلوبَنا وَعَلا الصَباح المُسفر
وَاِخضَلَت الأَقطار وَاِبتَسَم الحَيا / عَن ثَغر بَرق وَالسَحائب تُمطر
وَالأَرض تَرفُل في إِزار زانه / ثَوب بِأَزهار الرَبيع مزرر
فَنظمت مِن غرر البَديع قَلائِداً / وَهِيَ الثُرَيا نَظمَها لا يَنثر
وَإِذا البَلاغة مَثل بَحر راكد / لَكِن بِتَوفيق العَزيز سَيَزخر
فَأَغوص في لجج البَراعة لاقِطاً / مِن لَفظِها ما اِنحَطَ عَنهُ الجَوهَر
وَأَرى الجَواري المُنشِآت مَتى جَرَت / مَشحونة بِالحَمد لا تَتَأَخر
تَهدى إِلى الملك المُطاع فَرائِداً / عَزت فَلم تَلفظ سِواها الأَبحُر
أَحيت مَراسِمه الرُسوم وَجَدَدت / بِالعَدل ما مَرَت عَلَيهِ الأَعصُر
ملك الوجود بِجودة الرَأي الَّذي / قَد كادَ أَن يُحيي بِهِ الإِسكَندر
لَو تَبّع قَد رامَ يَتبع ما أَتى / لرآه صَعباً عَنهُ أَحجَم حَمير
سَل سيل مَأرب وَالمآرب نيلها / كَالنيل أَيَهما الَّذي تَتَخَير
هَل مَصر إِلّا رَوضة بَل جَنة / وَالنيل نَهر وَالحَقيقة كَوثَر
وَبِها المَواكب كَالكَواكب حَوله / وَمِن الأَسِنَة أَنجُم لا تُحصَر
تُمسي وَتُصبح تَحتَ ظِل مملك / كَالبَدر دارته المُنيرة عَسكَر
زَهر مَصابيح بِدَوح مَسَرة / رَقَصَت خِمائله وَغَرَد مزهر
في كُل آن مَهرَجان لِلعُلا / تَأتي بَشائرُه وَما تَتَأَخر
رَفع القَواعد مِن دَعائم دَولة / عَزَت بِهِ فَنَظيرُها لا ينظر
قَد طاوَلَت بِالعَدل كِسرى وَاِعتَلَت / شَرَفاً وَقَصر عَن مَدَها قَيصَر
وَلَقَد أَقامَ بِحكمة قسطاسها / وَتَناول الميزان مَن لا يَخسَر
فَالأَرض تَرفل في حُلىً أَلوانُها / شَتى وَزينها الطِراز الأَخضَرُ
عَزَت بِتَوفيق العَزيز مُحَمَد / مَصر فَود الكَون لَو يَتَمَصَر
تَرَكَت مَنائحه المَدائح شردا / كَالغادِيات بِكُل قُطر تَقَطَر
زَفَت لَهُ غُرر تَزين نَحورها / دُرر بِها الزَهر الدَراري تزهر
سَيارة تَجري الكَواكب دونَها / تَطوي المَنازل بِالثَناء وَتُنشَر
قَرَت قُرى مَصر فَكُلُ قطينها / لَلّهِ ثَم لِفَضلِهِ يَتَشَكَر
انظر أَحسَن البدء في تَمجيده / بَينَ الأَنام أَم الخِتام الأَظهَر
مَدح جَعَلَت بَراعة اِستهلاله / سَبباً لِغايَتِهِ الَّتي أَتَصَور
كُن بِالإِله عَلى عُداتِكَ مَظهَرا
كُن بِالإِله عَلى عُداتِكَ مَظهَرا / بَأساً تَنالُ بِهِ عَلَيهُم مَظهَرا
وَاِستَعمل الصَبر الجَميل فَرُبَما / لَقِيَ العَسير بِهِ الفَتى فَتَيسَرا
وَإِذا عَزَمتُ عَلى نَجاح الأَمر لا / تَعجَل بِهِ وَاِجعَل لَوَردِكَ مَصَدرا
وَتَدَبر الاقبال وَالأَدبار من / حاليكَ تَغنَم فيهما مُتَدَبِرا
وَتصدر الأَشياء قَبلَ حُصولَها / فَالمَرء يَدرك أَمرَهُ متصورا
وَإِذا أَرَتكَ بَنو اللِئام إِساءَة / لذ بِالكِرام وَلا يَسوءك ما تَرى
فَلَقَد بَليت مِن العِدا بِأَشَدهم / لُؤماً وَعُدواناً وَبَغياً وَاِفتِرا
وَإِلى الكِرام لَجَأت لا مُستَعظِماً / خَطَرَ العَدو وَإِنَّما مُتَخيِرا
وَضَرَبتُ هام عِناده بِمُهَند / مِن جاهِهم يَبري الحَديد إِذا اِنبَرى
مُستَمسِكاً مِنهُم بِأَكرَم ذمة / شَرفت وَجل وَفاؤُها أَن تَخَفرا
وَلَقَد وَصَلت إِلى مَحل دونَهُ / تَكبو الكَواكب وَالمَواكب في السَرى
وَرَفعتُ في تِلكَ الرِحاب سَرادِقي / وَبَلَغتُ بِالأَسباب هامات الذُرى
فَرَأيتُ أَعلام الأَمان خَوافِقاً / يَمشي الزَمان بِظِلِها مُتبَختِرا
فَأَخَذتُ في طَلَب العُلو وَلَم أَخَف / شَرَ العَدو وَلَم أَهَب أُسُد الشَرى
مترقياً درج المَفاخر راكِباً / لِبَني المَعالي وَالعَوالي قُسورا
لِبَني الَّذي قادَ الجُيوش إِلى العِدا / بِالعادِيات عَلَيهُم مُستَظهِرا
أَسباط مِن بعطائه وَبِبَأسِهِ / بِالعَدل قَد أُحيي النُفوس وَدمرا
البالغ الغايات بِالهمم الَّتي / بَعَثَت مَآثر بَعضَها الاسكَندَرا
وَبُنوده وَجُنوده لعلوها / وَنموها فَوقَ الثريا وَالثَرى
امته أَملاك البِلاد فَأَبصَرَت / ملكاً لِحَد حسامه مستوزِرا
حشو الشآم وَأَرض نَجد جَيشه / مُستَسهِلاً طَلَب العُلى مُستَوعِرا
ضَرب الزُنوج بِكُل أَبيض صارم / في الروم قد كَسي النَجيع الأَحمَرا
فَتح الحِجاز بِجَحفَل جراره / وَطئ الجَماجم واستَظَل العَثيرا
جَعل الكَتائب لِلمُلوك كِتابة / وَالأَرض رِقّاً وَالعَساكر أَسطُرا
أَحيَت مَراسمه الرُسوم وَشَيَدَت / عَزَماته في الكَون ملكاً أَكبَرا
فَكَأن دار المُلك رَوض جاده / صَوب السَحائب إِذ بهم قَد أَزهَرا
أَصل عَريق في السَماء فُروعه / بِذَوي المَكارم وَالأَكارم أَثمَرا
يا مَن بِهُم مِنهُم تَلوذ وَتَلتَجي / لِحِماهُم أَهل المَدائن وَالقُرى
إِني رَفَعتُ اِلَيكُم الشَكوى عَلى / كَوني اليكُم بِالعَجائب مخبرا
وَمِن العَجائب أَن أَساءَ وَظلَكُم / يَسع الزَمان وَمَن يَضُم مِن الوَرى
وَمَعي لِسان لا يُطاق كَمُرهف / ماضي المَضارب بِالكَلام تَجَوهَرا
قَد حَذروه وَأَنذَروه فَلَم يَحل / عَني وَلَيسَ لِمثلِهِ أَن ينذِرا
فَضَربتهُ في غَير مُقتلهِ بِهِ / صَفحاً وَآن لِجرحه ان ينفرا
وَإِذا أَذنت فَإِن في اِعدامِهِ / بِالهَجو خَيراً إِذ طَغى وَتَجَبرا
فَأَتيتُكُم مُستَوهِباً مِن عَرضِهِ / ما كانَ غادره اللِسان موفرا
مَنوا بِهِ إِن كانَ فيهِ بَقية / ذكرت وَيَصغر قَدره أَن يُذكَرا
لا زلتم حرماً لِكُل مُؤمل / يَسعى لِكَعبة عَفوِكُم مُستَغفِرا
بِالعيدِ قَد ظَهَر الهِلال الأَزهَر
بِالعيدِ قَد ظَهَر الهِلال الأَزهَر / وَضِياءُ وَجهك لا سَناه الأَظهَرا
وَلَئن تَعالى في المَنازل نوره ال / أَبهى فَطالعك العليّ الأَبهَر
وَإِذا تَكَلَف بِالكَمال بَدا لَهُ / مِن نور غرتك الصَباح المُسفر
عيد سَعيد في علا تَاريخه / شَرف بِهِ شهد المَواسم حَيدَر
يَسمو إِلى سام بِن نوح وَيَنتَمي / لِأَخيه يافث أَصله وَالعُنصر
تَتَشَرَف العَلياء لَما حازَها / مِنهُ عَليّ بِالمَعالي أَجدَر
تَتَحير الأَفكار في تَمجيده / كَالنَجم إِن سَطَع السَنا يَتَحَير
متطول وَالطول مِن عاداتِهِ / فَلِذاكَ كُل في الثَناء مُقَصر
يَرقى بِهِ الشَرَف الرَفيع إِلى العُلا / فَيَطيب مَورده لَهُ وَالمَصدَر
أَعملت في جَمع المَناقب فكرَتي / فَإِذا الكَواكب إِن بَدَت لا تُحصَر
وَرَكبت مِن بَحر البَديهة زاخِراً / فَإِذا نَداه بِهِ تَمد الأَبحُر
فَهُوَ المُشير إِلى العُلا فَعَنَت لَهُ / فَسَما كَما شاءَ العليّ الأَكبَر
أَحيي الأَكارم بِالمَكارم مثبتاً / كَذب الذينَ لنشرِهم قَد أَنكَرَوا
قَصَبات سَبق أَحرَزتها همة / إِن رامَ مُجراها الصِبا يَتَعَثَر
أَلقَت أَزمتها إَلَيهِ مَآربي / عِلماً بِأَن ذمامه لا يَخفر
رَفَعَ العَزيز مَحَله فَرَقى إِلى / هِمَم بِها بَلَغ العُلا الإِسكَندَر
وَأَنالَهُ ما لَم يَنَله تَبع / في الغابِرين وَعَنهُ قَصر قَيصَر
مَجداً أَثيلاً مِن جَلالَتِهِ اِمتَطى / صَهَوات تَبجيل بِهِ يَستَظهر
وَلَّتهُ آراء الخديوي مَنصِباً / فَالدين وَالدُنيا لَهُ تَتَشَكَر
وَجَرَت عَلى أَيدي عليّ بِالنَدى / سُحب عَلى أَن السَحاب مُسَخَر
إِن جئته لَم تَلقَ إِلّا كَوكَباً / وَتَرى مُحيطاً بِالسَماحة يَزخَر
يَسمو بِهِ أَهنى المَواسم مُعلِناً / بِالبُشر حَتّى دهره يَستَبشر
لا زالَ ذا عز وَمَجد باذخ / عَن أَول في الحَمد لا يَتَأَخر
وَكَذاكَ لا بَرِحَت غَوادي الفَضل مِن / جَدوى يَدَيهِ بِكُل قُطرٍ تَقَطَر
ما سابق اللَيل النَهار لِمُنتَهى ال / غايات أَو ظهر الهِلال الأَزهَر
صيرت بِالعَزم العَسير يَسيرا
صيرت بِالعَزم العَسير يَسيرا / وَكَثير مَن يَرجو سِواك يَسيرا
وَجَعلت للملك الهلال مهنداً / وَالشَمس تاجاً والسماك سَريرا
وَقَد اِتَخَذت مِن الكَواكب عَسكَراً / لَجبا وَمِن شُهب السَماء سَفيرا
وَرَفعتُ مِن نَجم الثُريا فَوقَهُم / علماً وَمِن سَعد السُعود أَميرا
وَرَميت قَحطاناً بِجُند قاده / ذو قُدرة يَستَصحب المَقدورا
فَإِذا الَّذي تَهوى عَسير كاسمها / أَهدى إِلَيها فَيلَقاً مَنصورا
يممتهم في اليُم ضاقَ بمثله / وَنَظيره في البر كانَ نَذيرا
جر الحُسين عَلَيهُم كَجِبالَهُم / جَيشاً تَصير بِهِ السُهول وَعورا
كانوا بمثل الخُلد إِلا أَنهُم / سَمِعوا شَهيقاً مِن لَظى وَزَفيرا
دلفوا إَليهِ طائِعين فَأَبصَروا / دونَ الأَريكة جَنةً وَحَريرا
وَبصدرها الأسد الغَضَنفر رابض / مَلأ الجِبال وَما أَهيج زَئيرا
مِن عَزم عَبد اللَه جَرَد صارِماً / في مَتنِهِ نَظرت عَسير سَعيرا
خَلَعَت قُلوبَهُم الصُدور فَأَيّما / وَرَدوا تَمَنوا بِالحَياة صُدورا
فَلَو إِنَّهُم نَظَروا البروق تَأَلَقَت / حَسِبوا حُسام العَبدَلي شَهيرا
وَهُم هُم القَوم الأُلى مِن بَأسِهُم / أَضحى الزَمان عَلى بَنيه حذورا
يَستَبشِرون إِذا المَنية كَشَرَت / عَن ناب ذي ظَفر يَكون ظَفورا
لَكِنَّهُم نَظَروا سَليل مُحَمد / قَد سَلَّ سَيفاً لِلحمام نَظيرا
قَد كانَ عِزرائيل قارب حيهم / لَكن إِسرافيل كانَ نَفيرا
حَسِبوا وَقَد لاقوا جُنودَك أَنَّهُم / لاقوا الحمام وَمُنكَراً وَنَكيرا
لَو لَم تَكُن براً وَبرك واكف / أَجريت أَدمية النُحور بُحورا
لكنهم مِن رَجفة نَظَروا الرَدى / بِعيونَهُم فَتَفَجَرَت تَفجيرا
كانوا مِن الأَرجاس إِلّا أَنَّهُم / وَرَدوا شَرابَ العَفو مِنهُ طَهورا
قَد أَملوا فيمَن يمنّ عَلَيهُم / وَدَعوا سَميعاً في المُلوك بَصيرا
ما أَبصَروا لَما رَأوا أَعلامه / إِلّا عَليماً بِالحُروب خَبيرا
شَرِبوا بِفَضلك إِذ مَنَنت عَلَيهُم / كَأساً وَكانَ مَزاجُها كافورا
لَم تَبقِ لَولا العَفو في أَطلالهم / إِلّا يَتيماً قَد بَكى وَأَسيرا
لَما رَدَدت عَلى الجَميع نُفوسَهُم / وَجَدوا بِما وَهَبت يَداك نُشورا
قَد عدتمُ عَنهُم وَأَمسى فَضلَكُم / فيهُم وَأَضحى سَعيَكُم مَشكورا
هَتَفَت بِذكركم المَنابر بِينَهُم / قَبلَ اللِقاء وَكَبِروا تَكبيرا
أَبني الَّذي نَطَق الكِتاب بَفضلِهِ / وَأَتى لِكُل المُؤمنين بَشيرا
إِن قُلت فيكُم ما علمت قَليله / نظماً لفظتم لُؤلُؤاً مَنثورا
أَيقال فيكُم بَيت شعر بَعدَما / جاءَ الكِتاب بِحَمدِكُم مَسطورا
أَولاكُم مَولاكُم مِن منّه ال / بيت الحَرام وَبَيتِهِ المَعمورا
قَد أَذهَب الرَجس المُهيمن عَنكُم / كَرَماً وَطَهر بَيتَكُم تَطهيرا
وَلِذالكم لَو أَستَمد مِن الحَيا / مَدحاً وَأَتَخذ الغَضا مَنشورا
ما كُنتُ إِلّا قاصِراً وَمُقَصِرا / وَلَو أَنَّني جاريت فيهِ جَريرا
خُذها إِلَيك وَإِن نَأَيت يَتيمة / كَالدُر نَظماً وَالدَراري نورا
سَهلت وَما عَسَرت لِأَنك مالك / صَيّرت بِالعَزم العَسير يَسيرا
ظَهَرَ الهِلال فَكانَ سَعدك أَزهَرا
ظَهَرَ الهِلال فَكانَ سَعدك أَزهَرا / وَجَلال مَجدك في المَعالي أَظهَرا
وَبَدا وَبَدر عُلاك في إِقباله / يَغشى الهِلال بِنور ما قَد أَظهَرا
قَد حَلَ في بدء المحرم مَنزِلاً / مِن دون طالعك الَّذي قَد أَسفَرا
ما لاحَ مِن غَرب وَيمنك مُشرق / إِلّا وَكانَ الفَرق أَسنى مَنظَرا
وَرَآك فَوقَ صُعوده وَسُعوده / قَدراً وَأَجدَر بِالسُمو وَأَقدَرا
يَتَكَلف البَدر الكَمال وَينثَني / صُفر اليَدين يُدير وَجهاً أَصفَرا
يَبدو وَقَد سَحَبَ السَحاب لِنوره / ذَيلاً تَضمخ حينَ أَسفَر عصفرا
وَعلاك تَتَخذ الثُرَيا مَوطِئاً / وَتَجل قَدراً ان تَحل عَلى الثَرى
وَلَقَد هَمَمت بِأَن أَصوغ قَلائِداً / تَروي الصحاح فَتستَقل الجَوهَرا
لِلّه سُؤددك المُحيط كَماله / بِالوَصف حَتّى نَستَمد الأَبحُرا
فاهنأ بِعام أَنتَ غُرة يمنه / بِالعز أَيمَن كَيفَ شئت وَأَيسَرا
جَعَلَ الهِلال طَليعة لِقدومه / وَالجَو رقاً وَالكَواكب أَسطَرا
وَهِيَ المَواقيت الَّتي قَد أَوضَحَت / لِلناس ما شاءَ الإِله وقَدَرا
لازلت في أَسنى المَعالي كَعبة / طافَ السُرور بِرُكنِها مُستَغفِرا
يا بَدر تَم في سَماء جَلاله / يَسمو عَلى بَدر السَماء إِذا سَرى
أَبشر فَإِن عَلا كَمالك أَرخَت / بُشراي عام العز جاءَ مُبَشِرا
بِكَ العلم في كُل المَعالم أَزهرا / وَأَشرَق أَنواراً وَأَظهَر أَزهُرا
يَعوذ بِكَ الإِسلام في كُلِ حادث / جَليل رَأى هَذا الجَلال فَكَبّرا
وَلَو جاءَكَ البَحر المُحيط مَكاثِراً / لَقُلت لَهُ لاقَيت للعلم كَوثَرا
فَأَينَ العَروسي وَهُوَ بالعلم ناطق / وَخَيرَهُما مَن كانَ يَلفظ جَوهَرا
خَضم إِذا يَممت نَحوَ رِحابِهِ / وَجَدت شَريفاً أَكرَم الخَلق عُنصِرا
تَأَلق في التبيان مِصباح نورِهِ / وَأَوضح مَعناه البَديع فَنَوّرا
مَتى رمت مِن عَلياه تَفسير آية / وَجَدت خَبيراً بِالبَيان مُفَسِرا
وَإِن جالَ في النُطق الفَصيح تَجد لَهُ / لِساناً قريشياً بَليغاً مقررا
وَإِن كُنتَ في علم العُروض مُعرِّضاً / بعلم القَوافي مِنهُ جاريت أَبحُرا
هُوَ البَحر في كُل العُلوم مَتى طَما / رَوَت مِنهُ بَل عَنهُ المَدائن وَالقُرى
تَمَهل إِذا ما جئت ناديه سائِلاً / كَما شئت وَاِحذَر سَيله إِن تَحَدّرا
لَهُم همم لا تَرتَضي النجم مَوطِئاً / وَلا البَدر كُرسياً وَلا الشَمس مَظهَرا
كَذلك أَفعال الكَريم الَّذي إِذا / تَقَدَم فيما شاءَ لِمَن يَتَأَخَرا
إِذا ما اِصطَفاه اللَه الناس مَلجأ / بِهِ أَورَد الفَضل العَميم وَأَصدَرا
فَلا زالَ ذا جاه جَليل مُؤمل / نَرى طالِباً مِن غَيرِهِ الخَير لَن يَرى
سَأشكُره شُكراً جَميلاً عَلى المَدى / يَفوق شَذاه المسك إِذ كانَ أَعطَرا
بُشرى بِشَمس نورَها لَما زَهى
بُشرى بِشَمس نورَها لَما زَهى / وَنَما بِها نور السَعادة أَسفَرا
هِيَ طَلعة النَجل السَعيد نَجابة / لَما تَبَدّت لاحَ صُبح مُزهِرا
نادَت بِبُشراه العُلا في عزّه / بوركت مِن وَلد نَراه مطهرا
وَأَتى الهَنا ليجرّ حلة عَهدِهِ / بِمحمد فدنا السُرور مُبَشِرا
لا زالَ في عزّ بِفَضل سامك / يَسمو بِهِ أَمل إِلى أَعلى الذرى
وَليَ اِبن عَون المُلك يا بَيتَ ابشر
وَليَ اِبن عَون المُلك يا بَيتَ ابشر / وَاهتُف بِأَمن الطائِفين وَبَشر
فَلَقَد حَمى المَولى حِماك بضيغم / ضار بِأَطراف الرِماح مُظفر
يَأتي وَآية ملكه إِقباله / بِالجَيش تَحمله مُتون الضمرّ
وَتَرى لِواء العَدل يَخفق فَوقَهُ / شَوقاً لِمَركزه تِجاه المنبر
وَإِذا تَجَرَد سَيفَهُ بِالمُنحَنى / تَسري أَشعة وَمضهِ في شمر
في فتية كادَ الحَمام عَلى الوَرى / يَوماً بِغَير سيوفَهُم لَم يَجتَر
مُتعودي بِذُل النُفوس صِيانة / لِلعَرض مُستَبقى طلاب المَفخَر
ما هَمَهُم إِلّا إِجابة صارخ / فَوقَ السَوابق تَحتَ ظل العَثير
أَخلاقَهُم جبُلت عَلى حُب التُقى / وَإِعانة العاني وَيسر المعسر
تَخذوا الوَفاء بِما أَذموا خلة / وَكَذا الكِرام بَعهدها لَم تغدر
تَسري إِرادته السَنية فيهُم / مَسرى عَدالته وَحد الأَبتَر
ملك يَجلُّ إِذا بَدا في هاشم / عَن أن يُقاس بتبّع في حَمير
كَالشَمس ما بَينَ الكَواكب أَشرَقَت / في الأُفق مِن تَحت العَجاج الأَكدَر
يَلقى الرِجال فَلَم يَقل يَوماً لَها / عَجَباً وَيَعجَب مِنهُ كُل غَضَنفر
طَبعت عَلى غَوث العِباد سيوفه / وَبِذا تَعوّد كُل رُمح سَمهري
تَأبى الجُفون بِأَن تَضم شفارها / ما لَم تَحلّ بِهامة أَو مغفر
يا مَن يَفرّج كُل وَقت كُربة / عَن جيرة البَيت الحَرام الأَطهَر
تاللَهِ ما جَهِلوا عُلاك فعوقبوا / بِسواك لَكن حكمة لَم تَظهَر
سر غَير مَأمور وَدارك فتنة / تَأبى السُكون بِغَير جحجاح سَرى
بشعاب مَكة قَد تَشعب أَمرها / حَتّى نَسينا أَمر آل الأَصفَر
فَاطلق أَعنتها وَشَتت معشَرا / جارَت عَلى جيران ذاكَ المَشعر
قَد عوّد اللَه الحَطيم بِعَودكم / أَمناً وَما أَجراه لَم يَتَغَير
أَقم الشَعائر بِالمَشاعر وَاستَبق / حُسن المَعاد إِلى الجِهاد الأَكبَر
وَاِبن المَكارم بِالصَوارم فَوق ما / كانَت مُشَيَدة بِأَشرَف مَظهَر
علمت ألسنة الأسنة في الوَغى / تَكليم أَطراف الكَمي القسور
أَنظر شفار البيض كَيفَ تَشَوَقَت / لِلوَرد مِن علق النَجيع الأَحمَر
وَعيون أَودية الحِجازِ شَواخص / لِيَروق ناظِرُها بَهيّ المَنظَر
وَالساكِنو تلكَ الدِيار تَعَطَشَت / ليد نَداها كَالسَحاب المُمطر
وَتَشوّقت أَقطارها لمُمَلَّك / كانَت بِهِ في نعمة لَم تَكفر
نَثر النَوال عَلى الثَناء فَجاءَهُ / كَالدُر في أَسلاكِهِ لَم يَنثر
وَتَناسَقَت أَوصافه فَتَلألَأت / كَالثَغر يبسم عَن نَقيّ الجَوهَر
رقت كَأَخلاق لَهُ فَكَأنَّما / أَلفاظُها مِن سحر لَحظي جؤذر
فَبَعَثت مِن فكري لَهُ بِقَصيدة / كَاللؤلؤ المَنظوم فَوقَ المَنحر
لَما اِشترى حسن الثَناء جلوتها / وَعُقودها تَزهو كَنَجم المُشتَري
خَلبت لَباقتها القُلوب لَطافة / مُذ وَشحت بحلى كريم العنصر
فلتهنإِ العَلياء بِالملك الَّذي / بِسواه أَرباب العُلى لَم تَفخَر
وَلتَسعَد الدُنيا بِهِ فَلَقَد بَدا / سَعد الهمام بِطالع مُستَظهر
وَقَد اِنجَلى نَجم السُرور وَأَشرَقَت / شَمس التَهانيءِ بَعدَ طول تَستر
وَالعز بِالإِقبال يَجلو غُرّة / يَزهو بِها وَجه الهَناء المُسفر
قرَت بِهِ أُم القُرى وَصفا الصَفا / وَتَهلَلَت أَهل المَقام الأَنور
وَبَشير مقدمه أَشار مُؤرِخاً / وَليَ ابن عَون الملك يا بيت ابشر
بُشرى بِنَصر بِالفُتوح ميسّر
بُشرى بِنَصر بِالفُتوح ميسّر / وَدَوام عز حَيث سرت مَسير
نَشرت لَكَ الأَعلام مِن فَوق العُلى / فَطَويت ذِكرى كُل باغ مفتر
وَجه البَسيطة ضاقَ عَن جَيشٍ بِهِ / رُمتَ العِدى فركبت هَول الأَبحر
سرتم وَمَوج البَحر يَلطم وَجهه / أَسَفاً عَلى الأَعداءِ كَالمُتَحَسَّر
وَالسُحب تُرسل أَدمُعاً مِن حُزنِها / وَالرَعد يَندُب في قَبائل حمير
وَالجَوّ مسودّ الجَوانب عابس / وَالبَرق يَضحَك مِنهُ كَالمُستَبشر
وَالجاريات تَأَزرت بقلوعها / وَالريح قَد لَعِبَت بِفَضل المئزر
رقصت عَلى نَقر النَسيم بدفها / وَتمايلَت بالتيه كَالمُستَكبر
طارَت بِنا نَحو الحَديدة سرعة / مِثل السَوابق في العَجاج الأَكدَر
حملت لَها جَيشاً مُذ اِنتَبَذَت بِهِ / غَربيها وَضعت أَسود العَسكَر
من كُلِ مَولوج لَدَيها لَم يَزَل / في النَقع يَلعب بِالحسام الأَبتَر
وَلَدوا عَلى مَهد العُلى وَقد اِغتَدوا / بَدَم العِدى وَتَكَحلوا بِالعَثير
رَفَعوا الخِيام عَلى النُجوم وَأَوقَدوا / في الأَرض ناراً بِالقَنا المُتَكَسَر
وَلَقَد أَقاموا بِالأَسنة سَوقها / في يَوم حَرب بِالسُيوف مسعّر
فَقَضَت بِبيع المُعتَدين سُيوفَهُم / لِلنسر لما غابَ عَنها المُشتَري
وَتَواثَبوا نَحوَ الحُصون فَزَلزَلَت / وَالقَوم بَينَ مُجَندل وَمعفر
حَتّى إِذا اِقتَلَعوا القِلاع وَأَسبَلوا / ذَيل العَفاف رَأَيت كُل مشمر
أَسد إِذا نَزَعوا الدُروع لِرَغبة / في حَتفهم لَبِسوا دُروع تَصبّر
قَوم عَصوا إِلّا لِأَمر أَميرَهُم / ملك بَفعل خَطيئة لَم يَأمر
فَضحت مَناقِبُه المُلوك وَأَظهَرَت / تَقصير كِسرى عَن عُلاه وَقَيصر
فَتح المَمالك لا لِكَثرة رَغبة / فيها وَلَكن رَغبة في المَفخر
وَلَقَد نَحاها وَالبُنود خَوافق / وَالرُعب في قَلب الحُسين وَحَيدَر
طَلَبوا السَلامة مِن سطاه وَسالَموا / ملكاً عَلَيهِ عَسيرَهُم لَم يَعسر
وَقَد اِستَقالوا عَثرة الحَسَن الَّذي / زَلَت بِهِ قَدَم الضَرير المُبصر
وَتَزاحَموا حَولَ البِساط لِيَنظُروا / حَرَم الوفود وَكَعبَةَ المُستَغفر
حَتّى إِذا ثَبَتت بِهَم أَقدامَهُم / نَكَسوا الرُؤوس لذي المَقام الأَكبَر
نَظَروا إِلى ملك لَديهِ كُلُ ذي / ملك كَبير كَالأَقَل الأَصغَر
وَلَو أَن مَن قادَ الجُيوش إِلَيهُم / غَير ابن عون عاد غَير مظفر
إِن كُنتُ تَجهَل فعله فَاسأل بِهِ / مِن شئتهُ مِن أَبيض أَو أَسمَر
وَسَل الحِجاز وَأَرض نَجد وَالمُخا / عَمّن دَحاها بِالخُيول الضمّر
ذلّت لَهُ أُسد الوَغى مِن حَمير / مُذ أَيقَنَت مِنهُ بِمَوت أَحمَر
حَتّى إِذا ما أَذّنوا بِقدومه / هَبط الإِمام وَكانَ فوقَ المنبر
وَتَسابَقوا طَوعاً لَهُ في مَشهَد / وَالكُل بينَ مُهلل وَمكبر
سَجَدوا وَقَد نَظَروه شُكراً لِلّذي / خَلَقَ العِباد وَخابَ من لَم يَشكر
دَهشوا لَدَيهِ وَفل صارم ملكهم / سَيف الخِلافة دَهشة المُتَحير
فَكَأَنَّهُم لَما غَدوا في حيرة / أَهل العِراق أَتاهُم ابن المُنذر
كادَ ابن يحيى أَن يَموت لرعبه / لَولا تَبسمه وَحُسن المَنظَر
أَمّ الحَديدة آملاً لَما رَأى / غَوث اللَهيف بِها وَكَهف المعسر
جاءَ الحِمى فَرَوى بِفَضل وَاِنثَنى / يَروي الحَديث عَن الرَبيع وَجَعفَر
رَويت بِجَدوى آل مُحسن أَرضَهُم / حَتّى اِكتَسَت زَهواً بِثَوبٍ أَخضَر
لِلّه قَوم لَم يَزَل مِن دَأبِهُم / خَوض البِحار وَكُل برّ مقفر
حَرثت رُبى نَجد حَوافر خَيلَهم / قَدماً وَكَم زَرَعوا بِها مِن سَمهري
وَسَقوا الرِياض بجودهم فَتَزاهرت / وَغَدَت بِغَير مَديحهم لَم تثمر
آلت رِماحهم وَقَد خاضوا الوَغى / إِن لَم تَرد صَدر العِدى لَم تَصدر
وَسُيوفَهُم رَأَت القراب محرماً / إِلّا الرِقاب وَرَأس كُلُ غَضَنفَر
فسلوا المَمالك عَن نَداهُم وَاَخبَروا / في أَي قطر جودَهُم لَم يَقطر
ما رَوضة ماسَت حَدائق زَهرها / طَرَباً وَتَيهاً بِالرَبيع المُزهر
غَنى الحَمام عَلى قُدود غُصونِها / سحراً فَأَغنى عَن سَماع المزهر
يَوماً بِأَحسَن مِن مَديح صغتهُ / فيهُم بنظم قَلائد لَم تنثر
فَإِذا شَدَت وَرق الحمى ناديتها / يا ورق في ورق الغُصون تَستري
وَإِذا رَأَيت الجَوّ مِني قَد خَلا / وَهَممت بِالترحال بيضي وَأَصفَري
أني لِقاموس العُروض وَنظمه / أَروي الفَرائد عَن صحاح الجَوهَر
لا تعدلوا في الشعر كل معمم / كَالثَور ذي القرنين بِالاسكندر
ما كُل مَن يُملي القَصيدة ناظم / قَد يَنتَمي للشعر مَن لَم يَشعر
لَو كانَ فيهُم شاعر لوقَفَت في / ديوانِهِ أَدَباً وَلَم أَتَكَبَر
لَكنهم جَهِلوا بِهِ ثَمَ اِدَعوا / ما قَصَرَت عَنهُ شُيوخ زمخشر
حَجوا وَلَكن بَيت كُل قَصيدة / وَسَعوا وَلَكن في اِستراق مُنكر
وَحبوتموهم لا لِشائب غَفلة / لَكن لحلمكم وَطيب العُنصر
يا آل مُحسن لَم يَزل اِحسانَكُم / يَدع الدَنيء عَلى حِماكم يَجتري
وَلَقَد جَلَوت عَلَيكُم مَنظومة / في فكر غَيري مثلها لَم يَخطر
بكراً عروباً بِالبَديع تَقَلَدَت / لَما بَدَت وَتَخَتمَت بِالبُحتري
لَو أَن أَبناء القَريض جَميعَهُم
لَو أَن أَبناء القَريض جَميعَهُم / هاموا بأَودية الكَلام البارع
وَاِستَخلَصوا ما رَقَ مِنهُ وَما اِنتَهَت / مِنهُ البَلاغة في مَقام واسع
لَم يَبلِغوا نَعت السَيد محمد / كَلا وَلَم يَأتوا بِبَعض الواقع
مِن بَعدِ ما نادى السُرور مُؤرِخاً / بِالسَعد وافى نَطق هَذا الطالع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025